شناويات...!
...
لو كان الوفاء ثوبا نستتر به، لأصبح جميع سكان الأرض عرايا - إلا من رحم الله ... ولا يُقاس الوفاء بما تراه أمام عينيك – بل بما يحدث خلف ظهرك، حين لا تسمع ولا ترى ويأتيك أثره، لأن الوفاء يُظهر ما يخفيه لك الآخرون في قلوبهم، وهو مرآة نفوسهم صالحة كانت أم طالحة.
قد تُفاجأ من تصرفات من حولك بما يذهلك، وربما تجد من بعضهم ما يجبرك على احترامه وتوقيره ... وقد تحب من لا يمكن أن تملكه أو تبغض ما يمكن أن يصلح لك كل شئون حياتك.
نعم، في الحياة مواقف أيقظتنا من غفوة الوهم وأصقلت فينا قدرتي التحمل والصبر،
فيها علاقات علمتنا كيف نحب، وعلاقات توقعنا منها الخير فغمرتنا بخيبات الأمل.
فيها دروس لم تكن في الحسبان – علمتنا رغم أنوفنا كيف نراجع حساباتنا وندرس اختياراتنا .!
فيها أحلام لم ولن تتحق، وأوهام تقضي على كل أمل في رغد العيش ...!
في الحياة جنة ونار، وثواب وعقاب – لكن بصورة مصغرة تذكرنا بما يغيب غالبا عن أذهاننا – وهي الآخرة التي ننساها دائما وسط هذا الكم الهائل من موجات الحياة الدنيا الصاخبة، التي تبدو للبعض خضراء يافعة، مبهرة اللون والطعم والرائحة، وللبعض الآخر رمادية أو شفافة، أما للسواد الأعظم من الناس فهي سوداء نتنة، ما بين يوم ذي مسغبة أو مسكينا ذا متربة.
ولضبط إيقاع الحياة بأكبر قدر من راحة البال والنفس - لابد من التمسك بالأمل واليقين الذَيْن لا نهاية لهما ... فالأمل يرمم ما تهدمه فينا الحياة، واليقين يقوي العزيمة إن وهنت النفس وضاقت بالحياة ذرعا.
فإذا راق لك العيش بالأمل واليقين سوف تترقى في درجاتهما العُلا، لتصل إلى مرتبة الخوف والرجاء ... تلك مرتبة الصالحين الذين وصفهم ربنا عز اسمه في سورة الزمر ((( يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربه ))).
فإذا فهمت المعنى الحقيقي للدنيا بأنها لعب ولهو وزينة وتفاخر وتكاثر فلا تنس أن الله الذي خلقها – هو من وصفها بأنها إما زاد المغرور المنخدع أو الخائف الراجي، أما الآخرة فقد أعد فيها للأول عذابًا شديدًا وللثاني مغفرة ورضوانا.
نسأل الله السلامة والرضا.
مهندس نجيب الشناوي
شناويات...! ... لو كان الوفاء ثوبا نستتر به، لأصبح جميع سكان الأرض عرايا - إلا من رحم الله ... ولا يُقاس الوفاء بما تراه أمام عينيك – بل بما يحدث خلف ظهرك، حين لا تسمع ولا ترى ويأتيك أثره، لأن الوفاء يُظهر ما يخفيه لك الآخرون في قلوبهم، وهو مرآة نفوسهم صالحة كانت أم طالحة. قد تُفاجأ من تصرفات من حولك بما يذهلك، وربما تجد من بعضهم ما يجبرك على احترامه وتوقيره ... وقد تحب من لا يمكن أن تملكه أو تبغض ما يمكن أن يصلح لك كل شئون حياتك. نعم، في الحياة مواقف أيقظتنا من غفوة الوهم وأصقلت فينا قدرتي التحمل والصبر، فيها علاقات علمتنا كيف نحب، وعلاقات توقعنا منها الخير فغمرتنا بخيبات الأمل. فيها دروس لم تكن في الحسبان – علمتنا رغم أنوفنا كيف نراجع حساباتنا وندرس اختياراتنا .! فيها أحلام لم ولن تتحق، وأوهام تقضي على كل أمل في رغد العيش ...! في الحياة جنة ونار، وثواب وعقاب – لكن بصورة مصغرة تذكرنا بما يغيب غالبا عن أذهاننا – وهي الآخرة التي ننساها دائما وسط هذا الكم الهائل من موجات الحياة الدنيا الصاخبة، التي تبدو للبعض خضراء يافعة، مبهرة اللون والطعم والرائحة، وللبعض الآخر رمادية أو شفافة، أما للسواد الأعظم من الناس فهي سوداء نتنة، ما بين يوم ذي مسغبة أو مسكينا ذا متربة. ولضبط إيقاع الحياة بأكبر قدر من راحة البال والنفس - لابد من التمسك بالأمل واليقين الذَيْن لا نهاية لهما ... فالأمل يرمم ما تهدمه فينا الحياة، واليقين يقوي العزيمة إن وهنت النفس وضاقت بالحياة ذرعا. فإذا راق لك العيش بالأمل واليقين سوف تترقى في درجاتهما العُلا، لتصل إلى مرتبة الخوف والرجاء ... تلك مرتبة الصالحين الذين وصفهم ربنا عز اسمه في سورة الزمر ((( يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربه ))). فإذا فهمت المعنى الحقيقي للدنيا بأنها لعب ولهو وزينة وتفاخر وتكاثر فلا تنس أن الله الذي خلقها – هو من وصفها بأنها إما زاد المغرور المنخدع أو الخائف الراجي، أما الآخرة فقد أعد فيها للأول عذابًا شديدًا وللثاني مغفرة ورضوانا. نسأل الله السلامة والرضا. مهندس نجيب الشناوي
Love
Like
3
0 التعليقات 0 المشاركات 47 مشاهدة 0 معاينة
إعلان مُمول