أقسى ما قيل في الأدب العربي :

....لن تذهب من ذاكرتي تلك الطفلة الصغيرة التي بالكاد يتجاوز عمرها سبع سنوات ، فقد كان لباسها شديد الإتساخ تمشي بشكل غريب جداً
وذلك بسبب جزمتها البلاستيكية المثقوبة بشكل شبه كامل لدرجة خروج أقدامها الصغيرة منها .
غير مرتبة ، وشعرها غير مصفف ، واختلط اللون الاصفر مع الأسود في غرتها لشدة ما عانت تحت الشمس ، كان يحتوي وجهها الكثير والكثير من الندوب والجروح مخلوطة بسواد القذارة .
دخلتْ إلى محل يبيع العطور والثياب والورد ، فأشارت بإصابعها الصغيرة إلى وردة حمراء اصطناعية تريد شراءها .
فسألها البياع : كم معك ؟
لم تنبث بأية كلمة ، لكنها مدّت يدها المتسخة الصغيرة بكل هدوء ، بكل ثقة وبنظرة غريبة فارغة جداً ، كأنها تملك الكثير فظهر أنها تحمل خمسة ليرات سورية .!
ضحك البائع ، رمقها قليلاً .. بنظرة سخرية وإستهزاء
سعر الوردة اكثر بكثير مما تملك تلك الطفلة في يدها .!
صمت قليلاً وقال لها اذهبي لا نبيع الورد هنا .
لم تجادل البياع البتة أو تتكلم معه اطلاقاً أو حتى تطلب صدقة منه وإنما اكتفت بأن تسير نحوي بخيبة رجل كهل مع عينيه الفارغتين لتقول لي :
تعال يا أخي الصغير سنكتفي اليوم بأن نضع دموعنا على قبر والدتنا كما كنا نفعل في السابق .

علي السليمان
قصاصات ورقية
#أقوال #حكمة_اليوم #حكمة #إقتباسات #اقتباسات_أدبية #اقتباسات
أقسى ما قيل في الأدب العربي : ....لن تذهب من ذاكرتي تلك الطفلة الصغيرة التي بالكاد يتجاوز عمرها سبع سنوات ، فقد كان لباسها شديد الإتساخ تمشي بشكل غريب جداً وذلك بسبب جزمتها البلاستيكية المثقوبة بشكل شبه كامل لدرجة خروج أقدامها الصغيرة منها . غير مرتبة ، وشعرها غير مصفف ، واختلط اللون الاصفر مع الأسود في غرتها لشدة ما عانت تحت الشمس ، كان يحتوي وجهها الكثير والكثير من الندوب والجروح مخلوطة بسواد القذارة . دخلتْ إلى محل يبيع العطور والثياب والورد ، فأشارت بإصابعها الصغيرة إلى وردة حمراء اصطناعية تريد شراءها . فسألها البياع : كم معك ؟ لم تنبث بأية كلمة ، لكنها مدّت يدها المتسخة الصغيرة بكل هدوء ، بكل ثقة وبنظرة غريبة فارغة جداً ، كأنها تملك الكثير فظهر أنها تحمل خمسة ليرات سورية .! ضحك البائع ، رمقها قليلاً .. بنظرة سخرية وإستهزاء سعر الوردة اكثر بكثير مما تملك تلك الطفلة في يدها .! صمت قليلاً وقال لها اذهبي لا نبيع الورد هنا . لم تجادل البياع البتة أو تتكلم معه اطلاقاً أو حتى تطلب صدقة منه وإنما اكتفت بأن تسير نحوي بخيبة رجل كهل مع عينيه الفارغتين لتقول لي : تعال يا أخي الصغير سنكتفي اليوم بأن نضع دموعنا على قبر والدتنا كما كنا نفعل في السابق . علي السليمان قصاصات ورقية #أقوال #حكمة_اليوم #حكمة #إقتباسات #اقتباسات_أدبية #اقتباسات
Love
1
0 Comments 0 Shares 46 Views 0 Reviews