الإنسان مهاجر من حياة إلى فناء، أو من حياة إلى حياة أخرى معرّفة إذا كان مؤمناً، فالحياة جسر، وهذا الجسر أكثر تجسداً في الثقافة العربية الإسلامية، لأن جوهر الدين الإسلامي قائم على مفهوم العبور الذي ينقلك إلى الآخرة، إلى النار أو الجنة، وهذا يعني الهجرة من هذا العالم إلى عالم ما ورائي، مما حول ممارسة الحياة الأرضية إلى عبودية للفكرة. كل شيء يجب أن يكون لبنة في جسر العبور هذا، حتى الحياة نفسها، وتحولت السلطة إلى حارسة هذا العبور، لما رآه أبو العلاء المعري كذباً ونفاقاً. والهجرة مغادرة للوطن بحثاً عن وطن آخر يطعمك خبز الحرية والكرامة، وهي بالمعنى الفني هجرة من الأشكال السائدة، وبحث عن عوالم مستترة. أليست النصوص الأدبية المتفردة، هجرة من وطن النصوص الأليفة؟ أليست القصائد العظيمة هجرة من وطن الأشكال الشعرية السابقة وبحثاً عن وطن شعري جديد؟ إن كل كتابة جديدة هي سفر، هجرة إلى وطن تعبيري آخر، والإبداع يتجلى في هذا السفر المتواصل خارج وطن التقاليد الموروثة والقيم المستنقعية في أشكال لا تتوقف عن الولادة لدى كل تجربة أدبية أو فنية عظيمة.

غادر كثير من الشعراء والكتاب العرب أوطانهم لا حباً في هذا، بل باحثين عن مكان يستطيعون فيه الكتابة والتفكير بحرية، بعيداً عن مقص الرقابة وبطش السلطة المباشر. وفي عالمنا العربي للهجرة تراث شعري سابق ضارب في القدم، فالشاعر الفارس مالك بن الريب المازني أعلن أنه كان يعيش في ”دار مذلة“ وأن العالم يحتوي على أوطان تحترم كرامة الإنسان:
الإنسان مهاجر من حياة إلى فناء، أو من حياة إلى حياة أخرى معرّفة إذا كان مؤمناً، فالحياة جسر، وهذا الجسر أكثر تجسداً في الثقافة العربية الإسلامية، لأن جوهر الدين الإسلامي قائم على مفهوم العبور الذي ينقلك إلى الآخرة، إلى النار أو الجنة، وهذا يعني الهجرة من هذا العالم إلى عالم ما ورائي، مما حول ممارسة الحياة الأرضية إلى عبودية للفكرة. كل شيء يجب أن يكون لبنة في جسر العبور هذا، حتى الحياة نفسها، وتحولت السلطة إلى حارسة هذا العبور، لما رآه أبو العلاء المعري كذباً ونفاقاً. والهجرة مغادرة للوطن بحثاً عن وطن آخر يطعمك خبز الحرية والكرامة، وهي بالمعنى الفني هجرة من الأشكال السائدة، وبحث عن عوالم مستترة. أليست النصوص الأدبية المتفردة، هجرة من وطن النصوص الأليفة؟ أليست القصائد العظيمة هجرة من وطن الأشكال الشعرية السابقة وبحثاً عن وطن شعري جديد؟ إن كل كتابة جديدة هي سفر، هجرة إلى وطن تعبيري آخر، والإبداع يتجلى في هذا السفر المتواصل خارج وطن التقاليد الموروثة والقيم المستنقعية في أشكال لا تتوقف عن الولادة لدى كل تجربة أدبية أو فنية عظيمة. غادر كثير من الشعراء والكتاب العرب أوطانهم لا حباً في هذا، بل باحثين عن مكان يستطيعون فيه الكتابة والتفكير بحرية، بعيداً عن مقص الرقابة وبطش السلطة المباشر. وفي عالمنا العربي للهجرة تراث شعري سابق ضارب في القدم، فالشاعر الفارس مالك بن الريب المازني أعلن أنه كان يعيش في ”دار مذلة“ وأن العالم يحتوي على أوطان تحترم كرامة الإنسان:
0 التعليقات 0 المشاركات 39 مشاهدة 0 معاينة