خبر السَّمَوْءَل بن عُرَيض الأزدي: شاعر الجاهلية ومضرب المثل في الوفاء!

نسبه وبيئته:
هوا السَّمَوْءَل بن عُرَيض بن عادياء بن رفاعة بن الحارث الأزدي، شاعر جاهلي يهودي من سكان خيبر، عُرف ببيانه وبلاغته وشاعريته الفذّة. عاش في نهاية القرن الخامس الميلادي وبداية القرن السادس، وكان يتنقل بين خيبر وحصن الأبلق في تيماء الذي بناه جده عادياء.
اختلف النسّابون في نسبه؛ فمنهم من قال إنه من سبط يهوذا، وآخرون نسبوه إلى الكاهنين من سبط لاوي. وقيل إنه من غسان من قبيلة الأزد، لكن البعض أنكر غسانيته. كما أشار هو نفسه في قصيدته إلى بني الديان من بني الحارث بن كعب من قبيلة مذحج، مما يعزز أصوله العربية اليهودية.

اسمه ومعناه:
الاسم "السَّمَوْءَل" معرب عن العبرية "شْمُوئِيل" (שְׁמוּאֵל)، المشتق من "شِيم" بمعنى "اسم" و"إِيل" بمعنى "الله"، أي "سمّاه الله". وقد يُشتق أيضًا من "صموئيل" ويعني "الظل".

دوره في الوفاء:
اشتهر السَّمَوْءَل بوفائه الذي أصبح مضرب المثل. فقد استودعه امرؤ القيس دروعًا ثمينة، وحينما طالب بها الحارث بن أبي شَمِر الغساني، رفض السَّمَوْءَل تسليمها رغم تهديده. قام الحارث بأسر ابن السَّمَوْءَل وأمهله بين تسليم الأمانة أو التضحية بابنه. اختار السَّمَوْءَل الوفاء ورفض التفريط بالدروع، فأعدم الحارث ابنه. هذه الحادثة جسدت أسمى معاني الوفاء والأمانة.
فأنشد السَّمَوْءَل:
وفيت بأدرع الكندي أني
إذا ما خان أقـوام وفيـت
وفي ذلك يقول الأعشى، مخاطباً بعضَ بَنِي السموأل:

كُنْ كالسَّمَوْءَلِ إِذْ طافَ الهُمامُ بِهِ
في جَحْفَلٍ كَسَوادِ اللَّيلِ جَرَّارِ
بِالأَبْلَقِ الفَرْدِ مِنْ تَيْماءَ مَنْزِلُهُ
حِصْنٌ حَصِينٌ وجارٌ غَيرُ غَدَّارِ
إذ سامَهُ خُطَّتَي خَسْفٍ فقالَ لهُ:
قُلْ ما تَشاءُ فإنِّي سامعٌ حارِ
فقالَ ثُكْلٌ وغَدْرٌ أنتَ بَينَهُما
فاخْتَرْ وما فِيهِما حَظٌّ لِمُخْتارِ
فشَكَّ غيرَ طَويلٍ ثمَّ قالَ لهُ:
اقتُل أسِيرَكَ إني مانعٌ جارِي

شعره وشهرته:

كان السَّمَوْءَل شاعرًا مجيدًا، وأشهر أعماله اللامية التي تعد من عيون الشعر الجاهلي، ومطلعها:

إذا المرء لم يدنس من اللؤم عرضه
فكـل رداء يرتديه جميل
وإن هو لم يحمل على النفس ضيمها
فليس إلى حسن الثناء سبيل
تُعَيِّرُنا أنّا قليلٌ عديدُنا
فقلتُ لها إن الكرامَ قليلُ
وما قلَّ مَنْ كانت بقاياه مثلنا
شبابٌ تسامى للعلا وكهولُ
وما ضرنا أنا قليل وجارنا
عزيز وجار الأكثرين ذليل
وأنا لقوم لا نرى القتل سبة
اذا ما رأته عامر وسلول
صفونا فلم نكدر وأخلص سرنا
إناث اطابت حملنا وفحول
وننكر إن شئنا على الناس قولهم
ولا ينكرون القول حين نقول
إذا سيد منّا خلا قام سيد
قؤول لما قال الكرام فعول
وما اُخمدت نار لنا دون طارق
ولا ذمّنا في النازلين نزيل
سلي إن جهلت الناس عنّا وعنهم
فليس سواء عالم وجهول

حصن الأبلق:
بنى جده عادياء حصن الأبلق في تيماء، شمال المدينة المنورة. كان الحصن مَعلمًا استراتيجيًا ومكانًا آمنًا للمسافرين إلى بلاد الشام.

ذريته:
خلّف السَّمَوْءَل أبناءً كان لهم أثرٌ بارز:

برة بنت السَّمَوْءَل، جدة صفية بنت حيي زوجة النبي محمد ﷺ.

غريض بن السَّمَوْءَل، شاعر مميز.

شريح بن السَّمَوْءَل، الذي ذكره الأعشى في قصيدته الشهيرة.

رفاعة بن السَّمَوْءَل القرضي.

وفاته:
توفي السَّمَوْءَل في تيماء حوالي عام 560م، بعد حياة كانت رمزًا للشجاعة، الوفاء، والشعر.

المصادر:

1. ابن سلاّم الجمحي، طبقات فحول الشعراء.

2. جواد علي، المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام.

3. أبو الفرج الأصفهاني، الأغاني.

4. ابن خلدون، تاريخ ابن خلدون.

5. اليعقوبي، تاريخ اليعقوبي.

6. المكتبة الشاملة، رجال المعلقات العشر.
خبر السَّمَوْءَل بن عُرَيض الأزدي: شاعر الجاهلية ومضرب المثل في الوفاء! نسبه وبيئته: هوا السَّمَوْءَل بن عُرَيض بن عادياء بن رفاعة بن الحارث الأزدي، شاعر جاهلي يهودي من سكان خيبر، عُرف ببيانه وبلاغته وشاعريته الفذّة. عاش في نهاية القرن الخامس الميلادي وبداية القرن السادس، وكان يتنقل بين خيبر وحصن الأبلق في تيماء الذي بناه جده عادياء. اختلف النسّابون في نسبه؛ فمنهم من قال إنه من سبط يهوذا، وآخرون نسبوه إلى الكاهنين من سبط لاوي. وقيل إنه من غسان من قبيلة الأزد، لكن البعض أنكر غسانيته. كما أشار هو نفسه في قصيدته إلى بني الديان من بني الحارث بن كعب من قبيلة مذحج، مما يعزز أصوله العربية اليهودية. اسمه ومعناه: الاسم "السَّمَوْءَل" معرب عن العبرية "شْمُوئِيل" (שְׁמוּאֵל)، المشتق من "شِيم" بمعنى "اسم" و"إِيل" بمعنى "الله"، أي "سمّاه الله". وقد يُشتق أيضًا من "صموئيل" ويعني "الظل". دوره في الوفاء: اشتهر السَّمَوْءَل بوفائه الذي أصبح مضرب المثل. فقد استودعه امرؤ القيس دروعًا ثمينة، وحينما طالب بها الحارث بن أبي شَمِر الغساني، رفض السَّمَوْءَل تسليمها رغم تهديده. قام الحارث بأسر ابن السَّمَوْءَل وأمهله بين تسليم الأمانة أو التضحية بابنه. اختار السَّمَوْءَل الوفاء ورفض التفريط بالدروع، فأعدم الحارث ابنه. هذه الحادثة جسدت أسمى معاني الوفاء والأمانة. فأنشد السَّمَوْءَل: وفيت بأدرع الكندي أني إذا ما خان أقـوام وفيـت وفي ذلك يقول الأعشى، مخاطباً بعضَ بَنِي السموأل: كُنْ كالسَّمَوْءَلِ إِذْ طافَ الهُمامُ بِهِ في جَحْفَلٍ كَسَوادِ اللَّيلِ جَرَّارِ بِالأَبْلَقِ الفَرْدِ مِنْ تَيْماءَ مَنْزِلُهُ حِصْنٌ حَصِينٌ وجارٌ غَيرُ غَدَّارِ إذ سامَهُ خُطَّتَي خَسْفٍ فقالَ لهُ: قُلْ ما تَشاءُ فإنِّي سامعٌ حارِ فقالَ ثُكْلٌ وغَدْرٌ أنتَ بَينَهُما فاخْتَرْ وما فِيهِما حَظٌّ لِمُخْتارِ فشَكَّ غيرَ طَويلٍ ثمَّ قالَ لهُ: اقتُل أسِيرَكَ إني مانعٌ جارِي شعره وشهرته: كان السَّمَوْءَل شاعرًا مجيدًا، وأشهر أعماله اللامية التي تعد من عيون الشعر الجاهلي، ومطلعها: إذا المرء لم يدنس من اللؤم عرضه فكـل رداء يرتديه جميل وإن هو لم يحمل على النفس ضيمها فليس إلى حسن الثناء سبيل تُعَيِّرُنا أنّا قليلٌ عديدُنا فقلتُ لها إن الكرامَ قليلُ وما قلَّ مَنْ كانت بقاياه مثلنا شبابٌ تسامى للعلا وكهولُ وما ضرنا أنا قليل وجارنا عزيز وجار الأكثرين ذليل وأنا لقوم لا نرى القتل سبة اذا ما رأته عامر وسلول صفونا فلم نكدر وأخلص سرنا إناث اطابت حملنا وفحول وننكر إن شئنا على الناس قولهم ولا ينكرون القول حين نقول إذا سيد منّا خلا قام سيد قؤول لما قال الكرام فعول وما اُخمدت نار لنا دون طارق ولا ذمّنا في النازلين نزيل سلي إن جهلت الناس عنّا وعنهم فليس سواء عالم وجهول حصن الأبلق: بنى جده عادياء حصن الأبلق في تيماء، شمال المدينة المنورة. كان الحصن مَعلمًا استراتيجيًا ومكانًا آمنًا للمسافرين إلى بلاد الشام. ذريته: خلّف السَّمَوْءَل أبناءً كان لهم أثرٌ بارز: برة بنت السَّمَوْءَل، جدة صفية بنت حيي زوجة النبي محمد ﷺ. غريض بن السَّمَوْءَل، شاعر مميز. شريح بن السَّمَوْءَل، الذي ذكره الأعشى في قصيدته الشهيرة. رفاعة بن السَّمَوْءَل القرضي. وفاته: توفي السَّمَوْءَل في تيماء حوالي عام 560م، بعد حياة كانت رمزًا للشجاعة، الوفاء، والشعر. المصادر: 📚 1. ابن سلاّم الجمحي، طبقات فحول الشعراء.📖 2. جواد علي، المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام.📖 3. أبو الفرج الأصفهاني، الأغاني.📖 4. ابن خلدون، تاريخ ابن خلدون.📖 5. اليعقوبي، تاريخ اليعقوبي.📖 6. المكتبة الشاملة، رجال المعلقات العشر.📖
Love
1
0 Kommentare 1 Anteile 45 Ansichten 0 Vorschau
Gesponsert