شرح الحديث:

الأوَّلُ: «الضَّعيفُ الَّذي لا زَبْرَ له»، أي: لا رَأْيَ ولا عقْلَ كاملًا يَعقلُه ويمنعُه عَنِ ارتكابِ ما لا ينبغي، وسُمِّيُ العقلُ "زَبْرًا"؛ لأنَّ الزَّبْرَ في أصلِه المنعُ والزَّجرُ، ولمَّا كان العقلُ هو المانعَ لمَن اتَّصَفَ به مِن المفاسدِ والزَّاجرَ عنها سُمِّي بذلك.
«الَّذينَ هم فيكم تَبعٌ» يعني به الخدَّامَ الَّذينَ يَكتفونَ بِالشُّبهاتِ، والمحرَّماتُ الَّتي سَهُلَ عليهم أخْذُها عمَّا أُبِيحَ لهم، وليْس لهم داعيةٌ إلى ما وراءَ ذلكَ مِن أهلٍ ومالٍ، وقيل: هُم الَّذين يَدُورون حوْلَ الأمراءِ ويَخدُمونهم، ولا يُبالون مِن أيِّ وَجهٍ يَأكُلون ويَلبَسون؛ أمِنَ الحلالِ أمْ مِن الحرامِ؟ لا يَبغونَ أهلًا، أي: فلا يَطلبونَ زوَجةً ولا سُرِّيَّةً، يَتعففون بهنَّ عن الفاحشة فَأعرَضُوا عَنِ الحلالِ وارتكبوا الحرامَ، «ولا مالًا»، أي: ولا يَطلبونَ مالًا حلالًا مِن طريقِ الكدِّ والكسْبِ الطَّيِّبِ،

والثَّاني: الخائنُ الَّذي لا يَخفَى له طمعٌ، أي: لا يَخفى عليه شيءٌ مِمَّا يمكنُ أنْ يطمعَ فيه، وإنْ دَقَّ بِحيثُ لا يكادُ أنْ يُدْركَ إلَّا خانَه، أي: إلَّا وهو يَسعى في التَّفحُّصِ عنه، والتَّطلُّعِ عليه حتَّى يَجِدَه فَيخونَه، وهذا هو الإغراقُ في الوصفِ بالخيانَةِ، ويَحتمِلُ أنَّه الَّذي لا يَظهَرُ له طَمعٌ في الوَديعةِ مثَلًا عندَ الإيداعِ، ثمَّ يَخونُ الَّذي ائتَمَنَه في أمانتهِ، فيَأخُذُ منها شيئًا ليَنتفِعَ به وإنْ دَقَّ وقلَّ ذلك الَّذي أخَذَه.

والثَّالثُ: رجُلٌ لا يَمُرُّ عليه زمنٌ مِن الأزمانِ ليلًا أو نهارًا، إلَّا أنَّه يُريدُ خِداعَك في أهلِكَ وزَوجتِكَ بفِعلِ الفاحشةِ، وفي مالِكَ يَأخُذُه ظُلمًا وسَرِقةً أو غَصبًا أو نَهْبًا.

الرَّابعُ: البُخلُ أوِ الكذبُ -بالشَّكِّ مِن الرَّاوي أيَّ الكلمتينِ ذكَرَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- والبخيلُ هو الَّذي يَمنَعُ ما عليه مِن حُقوقٍ ماليَّةٍ، سواءٌ الدِّينيَّةُ كالزَّكاةِ والصَّدقاتِ ونحْوِها وهو قادرٌ عليها، أو الدُّنيويَّةُ كالنَّفقةِ على الأهلِ والعيالِ، فهو مِن أرذَلِ الأخلاقِ وأقبحِها، وأمَّا الكذبُ فهو تَعمُّدُ الإخبارِ عنِ الشَّيءِ بخِلافِ ما هو عليه، وقدْ حرَّمه اللهُ عزَّ وجلَّ في كِتابِه الكريمِ، وعلى لِسانِ نبيِّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، كما في الصَّحيحينِ في قولِه: «وإنَّ الكَذِبَ يَهدي إلى الفُجورِ، وإنَّ الفُجورَ يَهدي إلى النَّارِ، وإنَّ الرَّجُلَ لَيَكذِبُ حتَّى يُكتَبَ عِندَ اللهِ كَذَّابًا».

والخامسُ: "الشِّنْظيرُ": السَّيِّئُ الخُلُقِ، الفاحشُ، أي: المكثِرُ لِلفُحشِ، والمعنى: أنَّه معَ سُوءِ خُلقِه فحَّاشٌ في كلامِه لِمَا بَينَهما مِنَ التَّلازُمِ الغَالِبِيِّ.
🔴 شرح الحديث: الأوَّلُ: «الضَّعيفُ الَّذي لا زَبْرَ له»، أي: لا رَأْيَ ولا عقْلَ كاملًا يَعقلُه ويمنعُه عَنِ ارتكابِ ما لا ينبغي، وسُمِّيُ العقلُ "زَبْرًا"؛ لأنَّ الزَّبْرَ في أصلِه المنعُ والزَّجرُ، ولمَّا كان العقلُ هو المانعَ لمَن اتَّصَفَ به مِن المفاسدِ والزَّاجرَ عنها سُمِّي بذلك. «الَّذينَ هم فيكم تَبعٌ» يعني به الخدَّامَ الَّذينَ يَكتفونَ بِالشُّبهاتِ، والمحرَّماتُ الَّتي سَهُلَ عليهم أخْذُها عمَّا أُبِيحَ لهم، وليْس لهم داعيةٌ إلى ما وراءَ ذلكَ مِن أهلٍ ومالٍ، وقيل: هُم الَّذين يَدُورون حوْلَ الأمراءِ ويَخدُمونهم، ولا يُبالون مِن أيِّ وَجهٍ يَأكُلون ويَلبَسون؛ أمِنَ الحلالِ أمْ مِن الحرامِ؟ لا يَبغونَ أهلًا، أي: فلا يَطلبونَ زوَجةً ولا سُرِّيَّةً، يَتعففون بهنَّ عن الفاحشة فَأعرَضُوا عَنِ الحلالِ وارتكبوا الحرامَ، «ولا مالًا»، أي: ولا يَطلبونَ مالًا حلالًا مِن طريقِ الكدِّ والكسْبِ الطَّيِّبِ، والثَّاني: الخائنُ الَّذي لا يَخفَى له طمعٌ، أي: لا يَخفى عليه شيءٌ مِمَّا يمكنُ أنْ يطمعَ فيه، وإنْ دَقَّ بِحيثُ لا يكادُ أنْ يُدْركَ إلَّا خانَه، أي: إلَّا وهو يَسعى في التَّفحُّصِ عنه، والتَّطلُّعِ عليه حتَّى يَجِدَه فَيخونَه، وهذا هو الإغراقُ في الوصفِ بالخيانَةِ، ويَحتمِلُ أنَّه الَّذي لا يَظهَرُ له طَمعٌ في الوَديعةِ مثَلًا عندَ الإيداعِ، ثمَّ يَخونُ الَّذي ائتَمَنَه في أمانتهِ، فيَأخُذُ منها شيئًا ليَنتفِعَ به وإنْ دَقَّ وقلَّ ذلك الَّذي أخَذَه. والثَّالثُ: رجُلٌ لا يَمُرُّ عليه زمنٌ مِن الأزمانِ ليلًا أو نهارًا، إلَّا أنَّه يُريدُ خِداعَك في أهلِكَ وزَوجتِكَ بفِعلِ الفاحشةِ، وفي مالِكَ يَأخُذُه ظُلمًا وسَرِقةً أو غَصبًا أو نَهْبًا. الرَّابعُ: البُخلُ أوِ الكذبُ -بالشَّكِّ مِن الرَّاوي أيَّ الكلمتينِ ذكَرَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- والبخيلُ هو الَّذي يَمنَعُ ما عليه مِن حُقوقٍ ماليَّةٍ، سواءٌ الدِّينيَّةُ كالزَّكاةِ والصَّدقاتِ ونحْوِها وهو قادرٌ عليها، أو الدُّنيويَّةُ كالنَّفقةِ على الأهلِ والعيالِ، فهو مِن أرذَلِ الأخلاقِ وأقبحِها، وأمَّا الكذبُ فهو تَعمُّدُ الإخبارِ عنِ الشَّيءِ بخِلافِ ما هو عليه، وقدْ حرَّمه اللهُ عزَّ وجلَّ في كِتابِه الكريمِ، وعلى لِسانِ نبيِّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، كما في الصَّحيحينِ في قولِه: «وإنَّ الكَذِبَ يَهدي إلى الفُجورِ، وإنَّ الفُجورَ يَهدي إلى النَّارِ، وإنَّ الرَّجُلَ لَيَكذِبُ حتَّى يُكتَبَ عِندَ اللهِ كَذَّابًا». والخامسُ: "الشِّنْظيرُ": السَّيِّئُ الخُلُقِ، الفاحشُ، أي: المكثِرُ لِلفُحشِ، والمعنى: أنَّه معَ سُوءِ خُلقِه فحَّاشٌ في كلامِه لِمَا بَينَهما مِنَ التَّلازُمِ الغَالِبِيِّ.
0 Σχόλια 0 Μοιράστηκε 28 Views 0 Προεπισκόπηση
Προωθημένο