قَلْبِي بِبَابِكَ هَائِمٌ مِحْيَارُ
فَافْتَحْ لَهُ بَابَ الْهَوَى يَا جَارُ
وَاسْكُبْ رَحِيقَ الْعِشْقِ في عَتَبَاتِهِ
فَالْقَلْبُ حَجَّاجٌ لَهَا، زَوَّارُ
وَابْسُطْ جَنَاحَكَ وَاكْتَرِثْ بِمُتَيَّمٍ
كَمُهَاجِرٍ يُعْنَى بِهِ الْأَنْصَارُ
وَانْفَحْ لَهُ الْبَرَكَاتِ عِنْدَ لِقَائِهِ
تَمْرَحْ لِبَهْجَةِ قَلْبِهِ الْأَنْوَارُ
أَعْتِقْ حَدِيثًا فِي الْغَرَامِ فَإِنَّمَا
نَجْوَى الْأَحِبَّةِ في الدُّجَى أَذْكَارُ
وَاخْفُتْ بِصَوْتِكَ في التَّنَاجِي رَيْثَمَا
تَنْمُو بِهَمْسِكَ بَيْنَنَا أَسْرَارُ
وَانْضَجْ عَلَى نَارِ الْحَنِينِ كَرَكْوَةٍ
يَلْتَفُّ حَوْلَ جِمَارِهَا السُّمَّارُ
وَامْنُنْ بِذِكْرى لَا تُفَارِقُني؛ فَكَمْ
وَاسَى الشَّقِيَّ بِعِشْقِهِ تَذْكَارُ
وَاقْنِصْ بِأَوْقَاتِ التَّبَهُّجِ لَحْظَةً
فَالْعُمْرُ رَبَّاصٌ بِنَا، جَزَّارُ
فَاخْطِفْ مِنَ الْعُمْرِ الْيَتِيمِ زُلَالَهُ
بَيْنَا الْكُؤُوسُ عَلَى الْقُلُوبِ تُدَارُ
وَارْشُفْ نَصِيبَكَ مِنْ حَلَاوَةِ شَهْدِهِ
كَيْ يَسْتَلِذَّ دَلَالُكَ الْـمِدْرَارُ
وَاعْدِلْ مَرَارَةَ عُمْرِنَا بِالْعِشْقِ إذْ
كُوبُ الزَّمَانِ عَلَى الْوَرَى دَوَّارُ
وَاعْمَلْ لِيَوْمِكَ لَا تفتِّشْ عَنْ غَدٍ
إِنَّ اللَّيَالِيَ لِلْمُرِيدِ قِصَارُ
قَدْ زُرْتُ قَلْبَكَ فَاسْقِنِي بِسُلَافَةٍ
وَمَعِي دِنَانٌ تَسْتَقِي وَجِرَارُ
فَاعْصُرْ هُيَامَكَ مِنْ مُدَامِ الْعِشْقِ كَيْ
تَنْثَالَ في نَاجُودِهَا الْأَنْهَارُ
أَكْرِمْ دِيَارَكَ بِالْـمَضَايِفِ وَانْتَخِبْ
خَيْرَ الْقِرَى قَدْ ضَافَكَ الزُّوَّارُ
لَا يَسْتَوِي فَنُّ التَّدَلُّلِ، ذَا الَّذِي
ذَوَّبْتَ فِيهِ السِّحْرَ، وَالْإِنْكَارُ
يَا مَنْ تُجَرِّدُ بَدْرَ تِمٍّ مُلْكَهُ
وجَمَالُ بَدْرِكَ لِلسَّمَا مِعْيَارُ
طَالَعْتُ شَمْسَكَ بِالطَّوَافِ وَحِجِّهِ
قَدْ ذَابَ عِشْقًا كَوْكَبٌ وَمَدَارُ
قَلِّلْ رُوَاءَ بِرِيقِ عَيْنِكَ مِثْلَمَا
قَمَرٌ تَدَلَّى وَالسَّمَاءُ غُبَارُ
وَاخْفِضْ جَنَاحَ السِّحْرِ عِنْدَ تَبّسُّمٍ
هُوَ جَنَّةٌ لِلْعَاشِقِينَ وَنَارُ
حَجِّبْ عُيُونَكَ عَنْ عُيُونِ جَمَالِهَا
إِنَّ الْجَمَالَ مِنَ الْجَمَالِ يَغَارُ
وَاحْجُبْ عَنِ الْعُشَّاقِ بَجْسَ إِثَارَةٍ
فَقُلُوبُهُمْ تَلْهُو بِهَا الْأَقْمَارُ
(وَجُحَا) غَرَامِكَ زَائِرٌ لِقُلُوبِهِمْ
أَدْمَى جِدَارَ شَغَافِهَا مِسْمَارُ
قَدْ زُرْتُ قَلْبَكَ وَالتَّشَوُّقُ تُبَّعِي
إِنَّ الْقُلُوبَ إِلَى الْقُلُوبِ مَزَارُ
قَدْ جِئْتُ أُوصِلُ دَارَتِي لِدِيَارِهِ
وَتَأَبَّطَتْ وَصْلًا لَهُ الْأَشْعَارُ
وَالْجَارُ لِلْجَارِ ادَّكِرْ عَهْدًا بَهِ
لَزِمَ الْوِصَالُ عَلَيَّ والْـمِشْوَارُ
كَمْ كُنْتُ أَحْسَبُ أَنَّ دَارَيَ دَارُهُ
قَدْ صَارَ بَيْنَ حِمَاهِمَا أَمْتَارُ
بِئْسَ التَّجَاهُلُ مِنْكَ قُلْ لِي مُذْ مَتَى
يُبْنَى لِعَزْلِ الْنَّابِضَيْنِ جِدَارُ
إِنَّ الْقُلُوبَ بَرِيئَةٌ مِنَّا وَلَا
يُعْطَى لَهَا كَالْعَاشِقِينَ خِيَارُ
قَدْ رَاغَ قَلْبِي نَحْوَ قَلْبِكَ هَارِبًا
ثُكَنٌ تَحِنُّ عَلَيْهِ أَوْ أَوْكَارُ
وَأَثَبْتَنِي بِقَطِيعَةٍ وَالْقَلْبُ في
فَدَنٍ لِقَلْبِكَ خَائِرٌ مُنْهَارُ
وَسَأَلْتُ عَنْ قَلْبِي فَقِيلَ: (بِقَصْرِهِ)
وَيْلِي عَلَيْهِ قَدِ انْتَهَى (سِنْمَارُ)
قَلْبِي مُرِيدُكَ إِنْ تَمَلَّكَ نَبْضُهُ
مُلْكًا فَقَلْبُكَ شَعْبُهُ الْـمُخْتَارُ
وَلَوِ اشْتَهَى الْعُشَّاقُ عِشْقًا كَامِلًا
يُرْضِيهِ مِنْكَ بِذا الْهَوَى مِعْشَارُ
فَاضَ الْـمَلَامُ وَفَاضَ بِي يَا مُهْجَتِي
وَتَفِيضُ عَنْ نَبْعِ الْبُكَا الْأَمْطَارُ
ضَلَّتْ لَآلِئُ دَمْعِنَا أَصْدَافَهَا
خُرُدُ الدُّمُوعِ عَنِ الْعُيُونِ نِثَارُ
أَبْكَى الْغَرِيبَ وَسَادِنَيْ دَمْعِي، الْجَفَا
وَعِنَادُ هَجْرٍ وَالْهَوَى الْغَدَّارُ
وَأَبَاحَ هَدْرَ دَمِى افْتِقَادُ لِحَاظِهِ
وَالْـمُهْرَقَاتُ عَلَى اللِّحَاظِ غِزَارُ
سَوَّغْتَ يَا قَلْبِي لَهُ دَافَعْتَ عَنْ
جَارٍ تَمُوتُ لِجُرْمِهِ الْأَعْذَارُ
يَا مَنْ تَلُومُ عَلَى مُرِيدٍ عَاتِبٍ
وَمِنَ الْعَجَائِبِ أَنَّهُ الْهَجَّارُ
أَبْلَيْتَنِي عُذْرًا وَمَكْرَ ذَرِيعَةٍ
وَأَسَى الْقَطِيعَةِ مَا لَهُ مِعْذَارُ
أَسْرَفْتَ يَا جَارَ انْطِوَاءٍ في النَّوَى
غَرُبَتْ لَدَيْكَ بِجيرَةٍ أَطْوَارُ
فَاحْدَبْ عَلَى قَلْبٍ يَنُوءُ بِكَسْرَةٍ
وَاحْنُنْ، فَإِنَّ قُلُوبَنَا فَخَّارُ
بِالْأَمْسِ أَخْرَسَنِي الْجَوَى، وَالْيَوْمَ مِنْ
صَمْتِ الْحَدِيثِ تُعَرْبِدُ الْأَفْكَارُ
ضَمَّ السَّرِيرَةَ وَالطَّوِيَّةَ في الْهَوَى
شَغَبٌ كَبِيرٌ وَالْحِوَارُ حِوَارُ
وَدَخِيلَةٌ همَّتْ تُعَنِّفُ فِكْرَةً
عَنْ عِنْفِ قَلْبِكَ وَالْكَلَامُ يُثَارُ
عَنْ مَوْتِ أَخْبَارِ الْحَبِيبِ وَعَرْكَةٍ
بِجَوَارِحي تَتَوَاصَلُ الْأَخْبَارُ
وَأُلَـمْلِمُ الْعَبَرَاتِ يَا لَتَأَسُّفِي
خَلَجَاتُ نَفْسِي بَيْنَهُنَّ شِجَارُ
يَا جَارَ قَلْبِيَ ذاكَ قَلْبِيَ مُفْصِحٌ
عَنْ عِشْقِهِ وَقَصِيدَتِي إِشْهَارُ
خَبَلًا يُمَنِّي النَّفْسَ مِنْكَ بِنَظْرَةٍ
تَمْحُو الْأَسَى لَوْ جَاءَهُ إِشْعَارُ
حَتَّى حُصُونِي أَمَّلَتْ أَبْوَابَهَا
فِي فُرْجَةٍ أَوْ أَنْ يُفَكَّ حِصَارُ
فَمَتَى سَتُصْلِحُ جِيرَةً يَا جَارُ
وَمَتَى سَيَحْسُنُ بِالْعِنَاقِ جِوَارُ؟
------------------------------------
راقت
فَافْتَحْ لَهُ بَابَ الْهَوَى يَا جَارُ
وَاسْكُبْ رَحِيقَ الْعِشْقِ في عَتَبَاتِهِ
فَالْقَلْبُ حَجَّاجٌ لَهَا، زَوَّارُ
وَابْسُطْ جَنَاحَكَ وَاكْتَرِثْ بِمُتَيَّمٍ
كَمُهَاجِرٍ يُعْنَى بِهِ الْأَنْصَارُ
وَانْفَحْ لَهُ الْبَرَكَاتِ عِنْدَ لِقَائِهِ
تَمْرَحْ لِبَهْجَةِ قَلْبِهِ الْأَنْوَارُ
أَعْتِقْ حَدِيثًا فِي الْغَرَامِ فَإِنَّمَا
نَجْوَى الْأَحِبَّةِ في الدُّجَى أَذْكَارُ
وَاخْفُتْ بِصَوْتِكَ في التَّنَاجِي رَيْثَمَا
تَنْمُو بِهَمْسِكَ بَيْنَنَا أَسْرَارُ
وَانْضَجْ عَلَى نَارِ الْحَنِينِ كَرَكْوَةٍ
يَلْتَفُّ حَوْلَ جِمَارِهَا السُّمَّارُ
وَامْنُنْ بِذِكْرى لَا تُفَارِقُني؛ فَكَمْ
وَاسَى الشَّقِيَّ بِعِشْقِهِ تَذْكَارُ
وَاقْنِصْ بِأَوْقَاتِ التَّبَهُّجِ لَحْظَةً
فَالْعُمْرُ رَبَّاصٌ بِنَا، جَزَّارُ
فَاخْطِفْ مِنَ الْعُمْرِ الْيَتِيمِ زُلَالَهُ
بَيْنَا الْكُؤُوسُ عَلَى الْقُلُوبِ تُدَارُ
وَارْشُفْ نَصِيبَكَ مِنْ حَلَاوَةِ شَهْدِهِ
كَيْ يَسْتَلِذَّ دَلَالُكَ الْـمِدْرَارُ
وَاعْدِلْ مَرَارَةَ عُمْرِنَا بِالْعِشْقِ إذْ
كُوبُ الزَّمَانِ عَلَى الْوَرَى دَوَّارُ
وَاعْمَلْ لِيَوْمِكَ لَا تفتِّشْ عَنْ غَدٍ
إِنَّ اللَّيَالِيَ لِلْمُرِيدِ قِصَارُ
قَدْ زُرْتُ قَلْبَكَ فَاسْقِنِي بِسُلَافَةٍ
وَمَعِي دِنَانٌ تَسْتَقِي وَجِرَارُ
فَاعْصُرْ هُيَامَكَ مِنْ مُدَامِ الْعِشْقِ كَيْ
تَنْثَالَ في نَاجُودِهَا الْأَنْهَارُ
أَكْرِمْ دِيَارَكَ بِالْـمَضَايِفِ وَانْتَخِبْ
خَيْرَ الْقِرَى قَدْ ضَافَكَ الزُّوَّارُ
لَا يَسْتَوِي فَنُّ التَّدَلُّلِ، ذَا الَّذِي
ذَوَّبْتَ فِيهِ السِّحْرَ، وَالْإِنْكَارُ
يَا مَنْ تُجَرِّدُ بَدْرَ تِمٍّ مُلْكَهُ
وجَمَالُ بَدْرِكَ لِلسَّمَا مِعْيَارُ
طَالَعْتُ شَمْسَكَ بِالطَّوَافِ وَحِجِّهِ
قَدْ ذَابَ عِشْقًا كَوْكَبٌ وَمَدَارُ
قَلِّلْ رُوَاءَ بِرِيقِ عَيْنِكَ مِثْلَمَا
قَمَرٌ تَدَلَّى وَالسَّمَاءُ غُبَارُ
وَاخْفِضْ جَنَاحَ السِّحْرِ عِنْدَ تَبّسُّمٍ
هُوَ جَنَّةٌ لِلْعَاشِقِينَ وَنَارُ
حَجِّبْ عُيُونَكَ عَنْ عُيُونِ جَمَالِهَا
إِنَّ الْجَمَالَ مِنَ الْجَمَالِ يَغَارُ
وَاحْجُبْ عَنِ الْعُشَّاقِ بَجْسَ إِثَارَةٍ
فَقُلُوبُهُمْ تَلْهُو بِهَا الْأَقْمَارُ
(وَجُحَا) غَرَامِكَ زَائِرٌ لِقُلُوبِهِمْ
أَدْمَى جِدَارَ شَغَافِهَا مِسْمَارُ
قَدْ زُرْتُ قَلْبَكَ وَالتَّشَوُّقُ تُبَّعِي
إِنَّ الْقُلُوبَ إِلَى الْقُلُوبِ مَزَارُ
قَدْ جِئْتُ أُوصِلُ دَارَتِي لِدِيَارِهِ
وَتَأَبَّطَتْ وَصْلًا لَهُ الْأَشْعَارُ
وَالْجَارُ لِلْجَارِ ادَّكِرْ عَهْدًا بَهِ
لَزِمَ الْوِصَالُ عَلَيَّ والْـمِشْوَارُ
كَمْ كُنْتُ أَحْسَبُ أَنَّ دَارَيَ دَارُهُ
قَدْ صَارَ بَيْنَ حِمَاهِمَا أَمْتَارُ
بِئْسَ التَّجَاهُلُ مِنْكَ قُلْ لِي مُذْ مَتَى
يُبْنَى لِعَزْلِ الْنَّابِضَيْنِ جِدَارُ
إِنَّ الْقُلُوبَ بَرِيئَةٌ مِنَّا وَلَا
يُعْطَى لَهَا كَالْعَاشِقِينَ خِيَارُ
قَدْ رَاغَ قَلْبِي نَحْوَ قَلْبِكَ هَارِبًا
ثُكَنٌ تَحِنُّ عَلَيْهِ أَوْ أَوْكَارُ
وَأَثَبْتَنِي بِقَطِيعَةٍ وَالْقَلْبُ في
فَدَنٍ لِقَلْبِكَ خَائِرٌ مُنْهَارُ
وَسَأَلْتُ عَنْ قَلْبِي فَقِيلَ: (بِقَصْرِهِ)
وَيْلِي عَلَيْهِ قَدِ انْتَهَى (سِنْمَارُ)
قَلْبِي مُرِيدُكَ إِنْ تَمَلَّكَ نَبْضُهُ
مُلْكًا فَقَلْبُكَ شَعْبُهُ الْـمُخْتَارُ
وَلَوِ اشْتَهَى الْعُشَّاقُ عِشْقًا كَامِلًا
يُرْضِيهِ مِنْكَ بِذا الْهَوَى مِعْشَارُ
فَاضَ الْـمَلَامُ وَفَاضَ بِي يَا مُهْجَتِي
وَتَفِيضُ عَنْ نَبْعِ الْبُكَا الْأَمْطَارُ
ضَلَّتْ لَآلِئُ دَمْعِنَا أَصْدَافَهَا
خُرُدُ الدُّمُوعِ عَنِ الْعُيُونِ نِثَارُ
أَبْكَى الْغَرِيبَ وَسَادِنَيْ دَمْعِي، الْجَفَا
وَعِنَادُ هَجْرٍ وَالْهَوَى الْغَدَّارُ
وَأَبَاحَ هَدْرَ دَمِى افْتِقَادُ لِحَاظِهِ
وَالْـمُهْرَقَاتُ عَلَى اللِّحَاظِ غِزَارُ
سَوَّغْتَ يَا قَلْبِي لَهُ دَافَعْتَ عَنْ
جَارٍ تَمُوتُ لِجُرْمِهِ الْأَعْذَارُ
يَا مَنْ تَلُومُ عَلَى مُرِيدٍ عَاتِبٍ
وَمِنَ الْعَجَائِبِ أَنَّهُ الْهَجَّارُ
أَبْلَيْتَنِي عُذْرًا وَمَكْرَ ذَرِيعَةٍ
وَأَسَى الْقَطِيعَةِ مَا لَهُ مِعْذَارُ
أَسْرَفْتَ يَا جَارَ انْطِوَاءٍ في النَّوَى
غَرُبَتْ لَدَيْكَ بِجيرَةٍ أَطْوَارُ
فَاحْدَبْ عَلَى قَلْبٍ يَنُوءُ بِكَسْرَةٍ
وَاحْنُنْ، فَإِنَّ قُلُوبَنَا فَخَّارُ
بِالْأَمْسِ أَخْرَسَنِي الْجَوَى، وَالْيَوْمَ مِنْ
صَمْتِ الْحَدِيثِ تُعَرْبِدُ الْأَفْكَارُ
ضَمَّ السَّرِيرَةَ وَالطَّوِيَّةَ في الْهَوَى
شَغَبٌ كَبِيرٌ وَالْحِوَارُ حِوَارُ
وَدَخِيلَةٌ همَّتْ تُعَنِّفُ فِكْرَةً
عَنْ عِنْفِ قَلْبِكَ وَالْكَلَامُ يُثَارُ
عَنْ مَوْتِ أَخْبَارِ الْحَبِيبِ وَعَرْكَةٍ
بِجَوَارِحي تَتَوَاصَلُ الْأَخْبَارُ
وَأُلَـمْلِمُ الْعَبَرَاتِ يَا لَتَأَسُّفِي
خَلَجَاتُ نَفْسِي بَيْنَهُنَّ شِجَارُ
يَا جَارَ قَلْبِيَ ذاكَ قَلْبِيَ مُفْصِحٌ
عَنْ عِشْقِهِ وَقَصِيدَتِي إِشْهَارُ
خَبَلًا يُمَنِّي النَّفْسَ مِنْكَ بِنَظْرَةٍ
تَمْحُو الْأَسَى لَوْ جَاءَهُ إِشْعَارُ
حَتَّى حُصُونِي أَمَّلَتْ أَبْوَابَهَا
فِي فُرْجَةٍ أَوْ أَنْ يُفَكَّ حِصَارُ
فَمَتَى سَتُصْلِحُ جِيرَةً يَا جَارُ
وَمَتَى سَيَحْسُنُ بِالْعِنَاقِ جِوَارُ؟
------------------------------------
راقت
قَلْبِي بِبَابِكَ هَائِمٌ مِحْيَارُ
فَافْتَحْ لَهُ بَابَ الْهَوَى يَا جَارُ
وَاسْكُبْ رَحِيقَ الْعِشْقِ في عَتَبَاتِهِ
فَالْقَلْبُ حَجَّاجٌ لَهَا، زَوَّارُ
وَابْسُطْ جَنَاحَكَ وَاكْتَرِثْ بِمُتَيَّمٍ
كَمُهَاجِرٍ يُعْنَى بِهِ الْأَنْصَارُ
وَانْفَحْ لَهُ الْبَرَكَاتِ عِنْدَ لِقَائِهِ
تَمْرَحْ لِبَهْجَةِ قَلْبِهِ الْأَنْوَارُ
أَعْتِقْ حَدِيثًا فِي الْغَرَامِ فَإِنَّمَا
نَجْوَى الْأَحِبَّةِ في الدُّجَى أَذْكَارُ
وَاخْفُتْ بِصَوْتِكَ في التَّنَاجِي رَيْثَمَا
تَنْمُو بِهَمْسِكَ بَيْنَنَا أَسْرَارُ
وَانْضَجْ عَلَى نَارِ الْحَنِينِ كَرَكْوَةٍ
يَلْتَفُّ حَوْلَ جِمَارِهَا السُّمَّارُ
وَامْنُنْ بِذِكْرى لَا تُفَارِقُني؛ فَكَمْ
وَاسَى الشَّقِيَّ بِعِشْقِهِ تَذْكَارُ
وَاقْنِصْ بِأَوْقَاتِ التَّبَهُّجِ لَحْظَةً
فَالْعُمْرُ رَبَّاصٌ بِنَا، جَزَّارُ
فَاخْطِفْ مِنَ الْعُمْرِ الْيَتِيمِ زُلَالَهُ
بَيْنَا الْكُؤُوسُ عَلَى الْقُلُوبِ تُدَارُ
وَارْشُفْ نَصِيبَكَ مِنْ حَلَاوَةِ شَهْدِهِ
كَيْ يَسْتَلِذَّ دَلَالُكَ الْـمِدْرَارُ
وَاعْدِلْ مَرَارَةَ عُمْرِنَا بِالْعِشْقِ إذْ
كُوبُ الزَّمَانِ عَلَى الْوَرَى دَوَّارُ
وَاعْمَلْ لِيَوْمِكَ لَا تفتِّشْ عَنْ غَدٍ
إِنَّ اللَّيَالِيَ لِلْمُرِيدِ قِصَارُ
قَدْ زُرْتُ قَلْبَكَ فَاسْقِنِي بِسُلَافَةٍ
وَمَعِي دِنَانٌ تَسْتَقِي وَجِرَارُ
فَاعْصُرْ هُيَامَكَ مِنْ مُدَامِ الْعِشْقِ كَيْ
تَنْثَالَ في نَاجُودِهَا الْأَنْهَارُ
أَكْرِمْ دِيَارَكَ بِالْـمَضَايِفِ وَانْتَخِبْ
خَيْرَ الْقِرَى قَدْ ضَافَكَ الزُّوَّارُ
لَا يَسْتَوِي فَنُّ التَّدَلُّلِ، ذَا الَّذِي
ذَوَّبْتَ فِيهِ السِّحْرَ، وَالْإِنْكَارُ
يَا مَنْ تُجَرِّدُ بَدْرَ تِمٍّ مُلْكَهُ
وجَمَالُ بَدْرِكَ لِلسَّمَا مِعْيَارُ
طَالَعْتُ شَمْسَكَ بِالطَّوَافِ وَحِجِّهِ
قَدْ ذَابَ عِشْقًا كَوْكَبٌ وَمَدَارُ
قَلِّلْ رُوَاءَ بِرِيقِ عَيْنِكَ مِثْلَمَا
قَمَرٌ تَدَلَّى وَالسَّمَاءُ غُبَارُ
وَاخْفِضْ جَنَاحَ السِّحْرِ عِنْدَ تَبّسُّمٍ
هُوَ جَنَّةٌ لِلْعَاشِقِينَ وَنَارُ
حَجِّبْ عُيُونَكَ عَنْ عُيُونِ جَمَالِهَا
إِنَّ الْجَمَالَ مِنَ الْجَمَالِ يَغَارُ
وَاحْجُبْ عَنِ الْعُشَّاقِ بَجْسَ إِثَارَةٍ
فَقُلُوبُهُمْ تَلْهُو بِهَا الْأَقْمَارُ
(وَجُحَا) غَرَامِكَ زَائِرٌ لِقُلُوبِهِمْ
أَدْمَى جِدَارَ شَغَافِهَا مِسْمَارُ
قَدْ زُرْتُ قَلْبَكَ وَالتَّشَوُّقُ تُبَّعِي
إِنَّ الْقُلُوبَ إِلَى الْقُلُوبِ مَزَارُ
قَدْ جِئْتُ أُوصِلُ دَارَتِي لِدِيَارِهِ
وَتَأَبَّطَتْ وَصْلًا لَهُ الْأَشْعَارُ
وَالْجَارُ لِلْجَارِ ادَّكِرْ عَهْدًا بَهِ
لَزِمَ الْوِصَالُ عَلَيَّ والْـمِشْوَارُ
كَمْ كُنْتُ أَحْسَبُ أَنَّ دَارَيَ دَارُهُ
قَدْ صَارَ بَيْنَ حِمَاهِمَا أَمْتَارُ
بِئْسَ التَّجَاهُلُ مِنْكَ قُلْ لِي مُذْ مَتَى
يُبْنَى لِعَزْلِ الْنَّابِضَيْنِ جِدَارُ
إِنَّ الْقُلُوبَ بَرِيئَةٌ مِنَّا وَلَا
يُعْطَى لَهَا كَالْعَاشِقِينَ خِيَارُ
قَدْ رَاغَ قَلْبِي نَحْوَ قَلْبِكَ هَارِبًا
ثُكَنٌ تَحِنُّ عَلَيْهِ أَوْ أَوْكَارُ
وَأَثَبْتَنِي بِقَطِيعَةٍ وَالْقَلْبُ في
فَدَنٍ لِقَلْبِكَ خَائِرٌ مُنْهَارُ
وَسَأَلْتُ عَنْ قَلْبِي فَقِيلَ: (بِقَصْرِهِ)
وَيْلِي عَلَيْهِ قَدِ انْتَهَى (سِنْمَارُ)
قَلْبِي مُرِيدُكَ إِنْ تَمَلَّكَ نَبْضُهُ
مُلْكًا فَقَلْبُكَ شَعْبُهُ الْـمُخْتَارُ
وَلَوِ اشْتَهَى الْعُشَّاقُ عِشْقًا كَامِلًا
يُرْضِيهِ مِنْكَ بِذا الْهَوَى مِعْشَارُ
فَاضَ الْـمَلَامُ وَفَاضَ بِي يَا مُهْجَتِي
وَتَفِيضُ عَنْ نَبْعِ الْبُكَا الْأَمْطَارُ
ضَلَّتْ لَآلِئُ دَمْعِنَا أَصْدَافَهَا
خُرُدُ الدُّمُوعِ عَنِ الْعُيُونِ نِثَارُ
أَبْكَى الْغَرِيبَ وَسَادِنَيْ دَمْعِي، الْجَفَا
وَعِنَادُ هَجْرٍ وَالْهَوَى الْغَدَّارُ
وَأَبَاحَ هَدْرَ دَمِى افْتِقَادُ لِحَاظِهِ
وَالْـمُهْرَقَاتُ عَلَى اللِّحَاظِ غِزَارُ
سَوَّغْتَ يَا قَلْبِي لَهُ دَافَعْتَ عَنْ
جَارٍ تَمُوتُ لِجُرْمِهِ الْأَعْذَارُ
يَا مَنْ تَلُومُ عَلَى مُرِيدٍ عَاتِبٍ
وَمِنَ الْعَجَائِبِ أَنَّهُ الْهَجَّارُ
أَبْلَيْتَنِي عُذْرًا وَمَكْرَ ذَرِيعَةٍ
وَأَسَى الْقَطِيعَةِ مَا لَهُ مِعْذَارُ
أَسْرَفْتَ يَا جَارَ انْطِوَاءٍ في النَّوَى
غَرُبَتْ لَدَيْكَ بِجيرَةٍ أَطْوَارُ
فَاحْدَبْ عَلَى قَلْبٍ يَنُوءُ بِكَسْرَةٍ
وَاحْنُنْ، فَإِنَّ قُلُوبَنَا فَخَّارُ
بِالْأَمْسِ أَخْرَسَنِي الْجَوَى، وَالْيَوْمَ مِنْ
صَمْتِ الْحَدِيثِ تُعَرْبِدُ الْأَفْكَارُ
ضَمَّ السَّرِيرَةَ وَالطَّوِيَّةَ في الْهَوَى
شَغَبٌ كَبِيرٌ وَالْحِوَارُ حِوَارُ
وَدَخِيلَةٌ همَّتْ تُعَنِّفُ فِكْرَةً
عَنْ عِنْفِ قَلْبِكَ وَالْكَلَامُ يُثَارُ
عَنْ مَوْتِ أَخْبَارِ الْحَبِيبِ وَعَرْكَةٍ
بِجَوَارِحي تَتَوَاصَلُ الْأَخْبَارُ
وَأُلَـمْلِمُ الْعَبَرَاتِ يَا لَتَأَسُّفِي
خَلَجَاتُ نَفْسِي بَيْنَهُنَّ شِجَارُ
يَا جَارَ قَلْبِيَ ذاكَ قَلْبِيَ مُفْصِحٌ
عَنْ عِشْقِهِ وَقَصِيدَتِي إِشْهَارُ
خَبَلًا يُمَنِّي النَّفْسَ مِنْكَ بِنَظْرَةٍ
تَمْحُو الْأَسَى لَوْ جَاءَهُ إِشْعَارُ
حَتَّى حُصُونِي أَمَّلَتْ أَبْوَابَهَا
فِي فُرْجَةٍ أَوْ أَنْ يُفَكَّ حِصَارُ
فَمَتَى سَتُصْلِحُ جِيرَةً يَا جَارُ
وَمَتَى سَيَحْسُنُ بِالْعِنَاقِ جِوَارُ؟
------------------------------------
راقت
0 Commentarios
0 Acciones
19 Views
0 Vista previa