• هذا-الحبيب ١٩٩
    السيرة النبوية العطرة
    (( زلزلة المؤمنين ))
    ———————-
    نقضت بني قريظة عهدها مع النبي صل الله عليه وسلم ، وقررت الإنضمام لجيش الاحزاب ، ضد المسلمون
    فوصل الخبر للنبي صل الله عليه وسلم ، بغدر {{ بني قريظة }}
    وكان هذا الخبر تحول خطير جداً في المعركة لصالح الأحزاب
    لأن المدخل الوحيد لدخول المدينة من الجنوب ، والذي كان تحت سيطرة {{ بني قريظة }}

    عندما وصل الخبر الى النبي صل الله عليه وسلم بغدر
    {{ بني قريظة }}
    بعث إليهم الزبير بن العوام ، ليستطلع له الخبر
    فلما وصل {{ الزبير }} الى حصونهم وجدهم يرممون حصونهم ، أستعداداً للحرب
    فعاد مسرعاً الى النبي صل الله عليه وسلم وأخبره بذلك
    ___________
    فأراد النبي صل الله عليه وسلم أن يتأكد من ذلك فأرسل إليهم
    {{ سعد بن معاذ }} رضي الله عنه سيد الأوس ، وكان سعد بن معاذ من قبل حليف بني قريظة ، قبل الإسلام
    وأرسل معه {{ سعد بن عبادة }} رضي الله عنه ، سيد الخزرج
    ومعهما {{ عبدالله بن رواحة }}
    وقال لهم النبي صل الله عليه وسلم :_
    انطلقوا حتى تأتوا هؤلاء القوم فتنظروا أحقاً ما بلغنا عنهم
    ام انها شائعة
    إن كانت شائعة فاجهروا بها على الناس حتى يطمئنوا [[ لأن الخبر تسرب في صفوف المسلمين ]]
    وإن كان حقا
    [[ أي انهم حقاً نقضوا العهد ]]
    {{ فالحنوا لي لحنا أعرفه ولا تفتوا في أعضاد الناس }}
    _________________
    ما اجمل هذه البلاغة من الحبيب المصطفى صل الله عليه وسلم
    {{ العضد }} هو الذراع وعضلات اليد
    و{{ الفت }} هو الكسر
    لم يقل لا تفتوا اعضاد الناس [[ لانهم مش رح يكسروا ايديهم ]]
    قال لا تفتوا {{ في }} أعضاد الناس
    [[ اي لا تكسروا عزيمة الناس وقواهم ]]
    فالحنوا لي لحنا اعرفه
    [[ يعني احكولي كلمة اعرفها انا وافهمها من غير ان يعرفها الناس ]]
    صل الله عليك وسلم يا حبيبي يارسول الله ياإمام المرسلين
    ويا خير من قاد جيشاً لقتال المشركين
    نِعمَ المدرسة انت يا حبيبي يارسول الله
    لو أن امتك تعلم ذلك [[ اعني امته اليوم ]]
    لقد ابتعدوا عن الصراط المستقيم ، واعطوا سنتك وسيرتك ظهورهم، وتوجهوا مشرقاً ومغرباً
    وتمسكوا بحبال الناس لحمايتهم من عدوهم ، وانصرفوا عن حبل الله ورسوله
    فأذاقهم الله الذل ، والمهانة ، والأحتقار ، ونهبت أموالهم وهم صاغرين ، مذلولين ، منكسرين ، وهم يطلبون حمايتهم من الغرب
    اللهم منَّ على أمتنا أن تفيق ، وترجع الى كتابها وسنة نبيها صل الله عليه وسلم
    ________________
    أنطلقوا حتى أتوهم
    فلما رأوهم [[ أي يهود بني قريظة ]] اغلقوا في وجههم أبواب حصونهم
    فنادهم {{ سعد بن معاذ }} من وراء الحصون :_ يا كعب
    فأطل كعب
    قال له سعد :_ ألا تفتح لنا ؟؟
    قال :_ ماذا تريدون نحن في حرب [[ يعني مش وقت فتح ابواب ]]
    قال سعد :_ بلغنا عنكم امراً ، فجئنا إليكم نستوثق
    قال : _وما بلغكم عنا ؟؟
    قال :_ بلغنا أنكم نقضتم عهدكم مع رسول الله
    قالوا :_ من رسول الله هذا ؟؟
    قال :_ ويحك محمد رسول الله !!!
    قال :_ ومن قال لك ان محمداً رسول الله ؟
    ثم من محمد هذا نحن لا نعرفه ؟؟
    وليس بيننا وبينه عهداً ولا ميثاق !!!
    اصبحوا لا يعرفون من محمد رسول الله
    وكان {{ سعد بن معاذ }} ذو حدة [[ اي يغضب وينفعل بسرعة ]]
    فغضب سعد وثار
    فشاتمهم سعد بن معاذ وشاتموه [[ ارأيتم هؤلاء الذين كان بينهم وبين سعد عهد قبل الاسلام ]]
    فقال له سعد بن عبادة: _ دع عنك مشاتمتهم الذي بيننا وبينهم أربى من المشاتمة [[ يعني اللي بينا وبينهم الآن شأن مهم ارقى واعلى من المشاتمة ]]
    قال سعد وهو مغضب :_ لا والله لا أنصرف عنهم حتى اسمعهم ما يرضي الله ورسوله
    ______________
    سعد بن معاذ ما قال كلمة يوم الخندق ، إلا نزل القرآن بعدها بنفس النص الذي نطق به
    وما دعى دعوة يومها إلا استجيب له كما أراد
    كأنه يملي على القدر ، والله عزوجل يقول لملائكته نعم سجلوا ما يقول سعد ثم نفذوه
    {{ سعد بن معاذ }} عجزت النساء أن يلدنَّ مثل سعد
    [[ لمن يتسألون ماذا فعل سعد اسلم وعمره ٣٠ واستشهد وعمره ٣٦ فماذا فعلت يا سعد في {{ ٦ }} سنوات حتى اهتز لموتك عرش الرحمن ]] ستعلمون من هو سعد رضي الله عنه
    ____________
    فماذا قال سعد ؟؟ قولوا {{ رضي الله عن سعد }}
    قال سعد :_ يا اخوة القردة والخنازير
    [[ فكانت اول مرة تُسمع هذه الكلمة بين العرب تُطلق على اليهود ، نطق بها سعد ]]
    قال :_ يا اخوة القردة والخنازير ، إني لأرجو الله
    اسمعوا ماذا قال
    إني لأرجو الله أن يهزم الأحزاب وحده ، فينقلبوا بغيظهم فلا ينالوا خيرا
    ونزل القران يقول كما نطق سعد
    {{وَرَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُوا خَيْرًا ۚ وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ }}
    [[[ نزل القران كما نطق سعد !!!
    أي رجال هؤلاء ؟؟!!!
    ثم قال :_
    ثم نأتيكم ونحاصركم في جحوركم هذه ، فتنزلوا على حكمنا
    [[ وسنرى في الاجزاء القادمة ، عندما حاصرهم النبي صل الله عليه وسلم وقال لهم انزلوا على حكم الله ورسوله قالوا لا إنما ننزل على حكم سعد بن معاذ ]]
    هذا سعد رجل رباني عجزت النساء ان يلدن مثل سعد
    أسمعهم ما يرضي الله ورسوله ثم انصرف
    __________________
    فرجع الصحابة الى رسول الله صل الله عليه وسلم
    وقالوا له: _ عضل والقارة
    [[ يعني غدر كغدر عضل والقارة، وهي القبائل التى غدرت بالمسلمين عند بئر {{ الرجيع }} اتذكرونها ]]
    فعلم النبي أنه الغدر
    فاغتم النبي صل الله عليه وسلم ، لهذا الخبر
    حتى أنه غطى رأسه بالثوب ولم يكلم احداً، حين جاءه الخبر عن بني قريظة
    فاضطجع ومكث طويلاً ،فلم يكلم احد
    فاشتد على الناس البلاء والخوف حين رأوه اضطجع، وعرفوا أنه لم يأته عن بني قريظة خير
    ثم إنه رفع رأسه
    وقال {{ أبشروا بفتح الله ونصره }}
    ____________
    هنا لنا وقفة {{ فالسيرة للتأسي لا للتسلي }} فليس الهدف من السيرة أن أروي لكم {{ قصة }} ولكن علينا أن نقف في كل موقف إيماني لنعرف عن {{ الله }} عز وجل
    لماذا قال لهم {{ أبشروا بفتح الله ونصره }}
    لان الصحابة كانوا قد اعتمدوا ان جهة الجنوب فيها بنو قريظة يحمون ظهرنا
    [[ كحال المسلمون اليوم ندفع الأموال ، لغيرنا من الغرب ليحمينا من الأعداء أليس هذا هو الواقع الذين نعيشه ؟ طبعا حالنا لا يشبه حال الصحابة في ذلك فهم ارقى واشد ايمان منا ولكن اصف حالنا ]]
    اما الان فلقد نقضت عهدها بنو قريظة ،واصبحوا عدواً ، بدل ان يكونوا مدافعين
    اذن قال النبي {{ حقيقة لا مجاملة ولا تسكين }} كما نفعل اليوم
    قال لاصحابه {{ ابشروا بفتح الله ونصره }}
    أين موضع هذه الكلمة مع ما دهانا من الأمور ؟؟
    وقد نقضت قريظة عهدها ، وأتفقت علينا مع الاحزاب وسيدخلون علينا من كل باب ؟؟
    فما معنى {{ ابشروا بفتح الله ونصره }}
    لأننا كبشر كنا معتمدين على حماية ظهرنا من قبل يهود
    أما الآن فقد قطعنا الأمل من كل شيء
    وأحيط بالصحابة من كل جانب
    إذن الى أي جهة سيتوجهون بقلوبهم بصدق ؟؟
    الى {{ الله }}
    وهو الذي يقول جل في علاه
    {{ أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ }}
    مادام الآن انقطعت جميع الأسباب ، إذن ستتوجهون الى الله حقيقةً لجوء المضطر {{ فأبشروا بفتح الله ونصره }}
    وهذه سنة الله في خلقه
    قال تعالى واصفاً الرسل
    {{ حَتَّىٰ إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا }}
    يجب ان نتعلم ان نتوجه بقلوبنا الى الله توجه حقيقي بصدق
    كم نحتاج لهذا المعنى في ايامنا

    هنا إذا توجهت بقلبك الى الله توجه المضطر
    {{ ابشر بفتح الله }}
    قال النبي صل الله عليه وسلم {{ ابشروا بنصر الله }} ولكنه لجأ حقيقةً بقلبه الى الله ، وهو المتوجه دوماً الى الله ، إلا ان الآن في حالة كرب وغم
    ____________
    وبرغم المحاولات من الرسول صل الله عليه وسلم لعدم انتشار هذا الخبر بين المسلمين
    انتشر هذا الخبر الخطير جدا بين المسلمين
    وكان هذا الموقف من أكثر المواقف حرجا في تاريخ الدعوة الاسلامية
    ومن أشد الإبتلاءات التي مر بها المسلمون
    خبر ليس بالسهل على الإطلاق
    خبر جعل الصحابة في موقف لا أحد يتصوره
    ونسمع وصف حالهم في ذلك الموقف من الله عزوجل
    {{إِذْ جَاءُوكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ }}
    [[ من فوقكم أي من جهة بن قريظة لانها مرتفعة ولانها جهة القبلة جعلها الله من فوق ، وَمِنْ أَسْفَلَ مِنكُمْ اي الاحزاب المرابطة جهة الخندق ]]
    ثم يصف الله تعالى حال المسلمين ، عند سماعهم الخبر
    {{وَإِذْ زَاغَتِ الأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا * هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالًا شَدِيدً }}
    [[ أرأيتم وصف الله لاصحاب النبي صل الله عليه وسلم يقول :_ عندما سمعتم هذا الخبر ، انهم سيأتوا من فوق اي من جهة بن قريظة ، ومرابطين عند الخندق ، وقد حُصرتم من جميع الجهات
    عندما وصلكم الخبر زاغت الأبصار
    يعني بطلتوا تشوفوا قدامكم ، ولا يكون هذا الوصف إلا لمن وصل قمة الخوف ، زاغت الابصار كالذي يغشاه الموت عند النزع ، وبلغت القلوب الحناجر انظروا الى عظمة هذا التشبيه
    من شدة الخوف ، يتنفس الانسان بسرعة ، تنتفخ الرئة ، وتضغط على القلب كأن قلوبكم ستخرج من الأفواه ، وعلى رغم إيمانكم تظنون بالله الظنونا
    هل ما وعدنا الرسول عندما ضرب الصخرة وبرقت برقة رأى قصور الروم وفارس واليمن هل اخلف الله وعده لنبيه ؟؟ معاذ الله ]]
    {{ هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالا شَدِيدًا }}
    [[ هنالك اي عند ذلك الوصف الذي ذكرناه ، ابتُلي المؤمنون اعتبره بلاء ، واي بلاء اعظم من هذا ؟؟
    وزلزلوا زلزالا شديدا ،الذي يصف حالهم الله عزوجل
    هل في وصف ابلغ من الزلزلة ؟؟

    سماعكم للخبر كان كالزلزال في اجسادكم من الأضطراب
    اذن وصل المسلمون في ذلك الوقت الى مرحلة {{الزلزال }}كما قال تعالى

    مرحلة الفتنة والإبتلاء الشديد والزلزلة هي من سنن الله تعالى في كونه، حتى يتميز الخبيث من الطيب، والمؤمن والمنافق
    واذا جائت مرحلة الزلزلة فلابد أن يأتي النصر بعدها لا محالة للمؤمنين الصابرين الصادقين
    يقول تعالى في سورة البقرة {{وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ }}
    ___________
    ونرجع الى سياق الآيات ، يصف الله تعالى حال المنافقين في المدينة في ذلك الوقت
    قال تعالى
    {{ وَإِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُورًا }}
    [[ كان المنافقون يقولون:_ كان محمد يعدنا أن نأكل كنوز كسرى وقيصر، وأحدنا اليوم لا يأمن على نفسه أن يذهب إلى الغائط
    ساعتها فُتح المجال للمنافقون ومن شدة خوفهم لم يستطيعوا ان يتصنعوا الايمان ويكتموا نفاقهم ، يعني قبل ايام ونحن نحفر بالخندق ورسولكم يقول لنا أوتيت مفاتيح كسرى مفاتيح الروم مفاتيح اليمن كل هذا الكلام كان غرور{{ مَّا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلاَّ غُرُورًا }} وبدأ المنافقون في التسرب من الصف والهرب ]]
    {{ وَإِذْ قَالَت طَّائِفَةٌ مِّنْهُمْ يَا أَهْلَ يَثْرِبَ لا مُقَامَ لَكُمْ فَارْجِعُوا وَيَسْتَأْذِنُ فَرِيقٌ مِّنْهُمُ النَّبِيَّ يَقُولُونَ إِنَّ بُيُوتَنَا عَوْرَةٌ وَمَا هِيَ بِعَوْرَةٍ إِن يُرِيدُونَ إِلاَّ فِرَارًا }}
    [[ قالت طائفة منهم اي المنافقين يا اهل يثرب ، من شدة الخوف ولأنهم مرضا قلوب نسيوا يقولوا المدينة وبرز طبعهم الأصلي {{ النفاق }} ونطقوا بالتسمية الجاهلية للمدينة قالوا {{ اهل يثرب }} لا مقام لكم فأرجعوا ، يعني ليه قاعدين تحرسوا الخندق على الفاضي ،ارجعوا لبيوتكم علشان ما تبينوا انكم محاربين ، اتركوا محمد ومن معه عند الخندق ، وطائفة منهم يستأذنوا النبي يقولون بيوتنا عورة يعني يقولوا للنبي قريظة نقضت عهدها نحن بيوتنا عورة يعني مكشوفة بوجه العدو خلينا نروح نحمي اولادنا ونسائنا
    وهكذا بدأت تنقية صفوف المسلمين من شوائب المنافقين، وكانت هذه ودائما كما ذكرنا هي حكمة الله تعالى في الابتلاءات والفتن والله عزوجل يكذبهم {{ كذابين }} ويقول {{ وَمَا هِيَ بِعَوْرَةٍ إِن يُرِيدُونَ إِلاَّ فِرَارًا }} ]]
    _____________
    {{ وَيَسْتَأْذِنُ فَرِيقٌ مِنْهُمُ النَّبِيَّ يَقُولُونَ إِنَّ بُيُوتَنَا عَوْرَةٌ وَمَا هِيَ بِعَوْرَةٍ إِنْ يُرِيدُونَ إِلَّا فِرَارًا }}
    ورضي الله عن {{ سعد بن معاذ }} وقد نزلت الايات بعد انتهاء غزوة الخندق
    عندما جاءت هذه الطائفة من المنافقون يستأذنون رسول الله ويقولون بيوتنا عورة ، وقريبة من قريظة ، ونخشى على النساء والذرية ، فهل تأذن لنا نحمي بيوتنا ونصد عنكم ما استطعنا من بني قريظة
    والنبي صل الله عليه وسلم لأنه {{ صادق }} لا يكذب الناس ولأن طبعه الصدق ، لا يظن بهم الكذب ، فصدقهم وكاد أن يأذن لهم بالذهاب
    فدخل {{ سعد بن معاذ }} على غير موعد فوجدهم يستأذنون والنبي يريد ان يأذن لهم [[ اي الحديث دائر مع النبي ]]
    قال :_ ما شأنهم يا رسول الله
    قال له النبي :_ يريدون ان يستأذنون فإن بيوتهم عورة ليحموا النساء والذرية
    فقال سعد :_ لا والذي بعثك بالحق ماهي بعورة إن يريدون إلا فرارا فنزل القران كما نطق سعد
    {{ يَقُولُونَ إِنَّ بُيُوتَنَا عَوْرَةٌ وَمَا هِيَ بِعَوْرَةٍ إِن يُرِيدُونَ إِلاَّ فِرَارًا }}
    قال سعد :_هذه عادتهم معنا دائماً يا رسول الله ، ما دهمنا أمر إلا خذلونا و استأذنوا ، فلا تأذن لهم يا رسول الله
    فلم يأذن النبي صل الله عليه وسلم لهم ، ونزل القران يفضحهم كما نطق سعد بن معاذ
    ما قال {{ سعد بن معاذ رضي الله عنه }} كلمة يوم الخندق إلا نزل القرآن بعدها بنفس النص الذي نطق به سعد
    وما دعى دعوة يومها إلا استجيب له كما أراد
    {{ رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه }}
    ___________
    النبي صل الله عليه وسلم كان قد أمر قبل الخندق كما قلنا أن تجلس النساء والاطفال فوق الحصون
    اما الآن وقد نقضت عهدها اليهود لم يعد هنالك آمان ، فممكن اليهود أن يدخلوا ويقتلوا النساء والذرية وينهبوا البيوت فأضطرب الصحابة واصبحت قلوبهم ليست معهم قلوبهم عند اولادهم ونسائهم
    وصدق الله ، فقد زلزل المؤمنون
    {{ هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالًا شَدِيدً }}
    هذه الزلزلة جعلت الصحابة يفاوضون النبي صل الله عليه وسلم
    يقولون :_ يارسول الله ألا نرسل منا من يحفظ النساء والذرية ؟؟
    قال :_ أجل نرسل كل ليلة طائفة [[يعني رجال ]] يظهرون التكبير ويطوفون ببيوتنا ، فتسمع بهم يهود[[ اي قريظة ]] فيعلمون أننا لم نترك نساءنا من غير رجال وحرس ويعودون إلينا بالنهار [[ لأن بالنهار مافي خوف ، الخوف في الليل ]]
    وتوجه النبي صل الله عليه وسلم الى ربه في كشف هذه الغمة
    حال الصحابة الآن
    لا يعرفون في اي يوم اتفقت يهود مع الاحزاب على نقطة الصفر ليفتحوا لهم ابواب حصونهم ؟؟
    ولكم ان تضعوا انفسكم في هذا الموقف مكان الصحابة رضوان الله عليهم

    يتبع إن شاء الله
    صل الله عليه وسلم
    هذا-الحبيب ١٩٩ السيرة النبوية العطرة (( زلزلة المؤمنين )) ———————- نقضت بني قريظة عهدها مع النبي صل الله عليه وسلم ، وقررت الإنضمام لجيش الاحزاب ، ضد المسلمون فوصل الخبر للنبي صل الله عليه وسلم ، بغدر {{ بني قريظة }} وكان هذا الخبر تحول خطير جداً في المعركة لصالح الأحزاب لأن المدخل الوحيد لدخول المدينة من الجنوب ، والذي كان تحت سيطرة {{ بني قريظة }} عندما وصل الخبر الى النبي صل الله عليه وسلم بغدر {{ بني قريظة }} بعث إليهم الزبير بن العوام ، ليستطلع له الخبر فلما وصل {{ الزبير }} الى حصونهم وجدهم يرممون حصونهم ، أستعداداً للحرب فعاد مسرعاً الى النبي صل الله عليه وسلم وأخبره بذلك ___________ فأراد النبي صل الله عليه وسلم أن يتأكد من ذلك فأرسل إليهم {{ سعد بن معاذ }} رضي الله عنه سيد الأوس ، وكان سعد بن معاذ من قبل حليف بني قريظة ، قبل الإسلام وأرسل معه {{ سعد بن عبادة }} رضي الله عنه ، سيد الخزرج ومعهما {{ عبدالله بن رواحة }} وقال لهم النبي صل الله عليه وسلم :_ انطلقوا حتى تأتوا هؤلاء القوم فتنظروا أحقاً ما بلغنا عنهم ام انها شائعة إن كانت شائعة فاجهروا بها على الناس حتى يطمئنوا [[ لأن الخبر تسرب في صفوف المسلمين ]] وإن كان حقا [[ أي انهم حقاً نقضوا العهد ]] {{ فالحنوا لي لحنا أعرفه ولا تفتوا في أعضاد الناس }} _________________ ما اجمل هذه البلاغة من الحبيب المصطفى صل الله عليه وسلم {{ العضد }} هو الذراع وعضلات اليد و{{ الفت }} هو الكسر لم يقل لا تفتوا اعضاد الناس [[ لانهم مش رح يكسروا ايديهم ]] قال لا تفتوا {{ في }} أعضاد الناس [[ اي لا تكسروا عزيمة الناس وقواهم ]] فالحنوا لي لحنا اعرفه [[ يعني احكولي كلمة اعرفها انا وافهمها من غير ان يعرفها الناس ]] صل الله عليك وسلم يا حبيبي يارسول الله ياإمام المرسلين ويا خير من قاد جيشاً لقتال المشركين نِعمَ المدرسة انت يا حبيبي يارسول الله لو أن امتك تعلم ذلك [[ اعني امته اليوم ]] لقد ابتعدوا عن الصراط المستقيم ، واعطوا سنتك وسيرتك ظهورهم، وتوجهوا مشرقاً ومغرباً وتمسكوا بحبال الناس لحمايتهم من عدوهم ، وانصرفوا عن حبل الله ورسوله فأذاقهم الله الذل ، والمهانة ، والأحتقار ، ونهبت أموالهم وهم صاغرين ، مذلولين ، منكسرين ، وهم يطلبون حمايتهم من الغرب اللهم منَّ على أمتنا أن تفيق ، وترجع الى كتابها وسنة نبيها صل الله عليه وسلم ________________ أنطلقوا حتى أتوهم فلما رأوهم [[ أي يهود بني قريظة ]] اغلقوا في وجههم أبواب حصونهم فنادهم {{ سعد بن معاذ }} من وراء الحصون :_ يا كعب فأطل كعب قال له سعد :_ ألا تفتح لنا ؟؟ قال :_ ماذا تريدون نحن في حرب [[ يعني مش وقت فتح ابواب ]] قال سعد :_ بلغنا عنكم امراً ، فجئنا إليكم نستوثق قال : _وما بلغكم عنا ؟؟ قال :_ بلغنا أنكم نقضتم عهدكم مع رسول الله قالوا :_ من رسول الله هذا ؟؟ قال :_ ويحك محمد رسول الله !!! قال :_ ومن قال لك ان محمداً رسول الله ؟ ثم من محمد هذا نحن لا نعرفه ؟؟ وليس بيننا وبينه عهداً ولا ميثاق !!! اصبحوا لا يعرفون من محمد رسول الله وكان {{ سعد بن معاذ }} ذو حدة [[ اي يغضب وينفعل بسرعة ]] فغضب سعد وثار فشاتمهم سعد بن معاذ وشاتموه [[ ارأيتم هؤلاء الذين كان بينهم وبين سعد عهد قبل الاسلام ]] فقال له سعد بن عبادة: _ دع عنك مشاتمتهم الذي بيننا وبينهم أربى من المشاتمة [[ يعني اللي بينا وبينهم الآن شأن مهم ارقى واعلى من المشاتمة ]] قال سعد وهو مغضب :_ لا والله لا أنصرف عنهم حتى اسمعهم ما يرضي الله ورسوله ______________ سعد بن معاذ ما قال كلمة يوم الخندق ، إلا نزل القرآن بعدها بنفس النص الذي نطق به وما دعى دعوة يومها إلا استجيب له كما أراد كأنه يملي على القدر ، والله عزوجل يقول لملائكته نعم سجلوا ما يقول سعد ثم نفذوه {{ سعد بن معاذ }} عجزت النساء أن يلدنَّ مثل سعد [[ لمن يتسألون ماذا فعل سعد اسلم وعمره ٣٠ واستشهد وعمره ٣٦ فماذا فعلت يا سعد في {{ ٦ }} سنوات حتى اهتز لموتك عرش الرحمن ]] ستعلمون من هو سعد رضي الله عنه ____________ فماذا قال سعد ؟؟ قولوا {{ رضي الله عن سعد }} قال سعد :_ يا اخوة القردة والخنازير [[ فكانت اول مرة تُسمع هذه الكلمة بين العرب تُطلق على اليهود ، نطق بها سعد ]] قال :_ يا اخوة القردة والخنازير ، إني لأرجو الله اسمعوا ماذا قال إني لأرجو الله أن يهزم الأحزاب وحده ، فينقلبوا بغيظهم فلا ينالوا خيرا ونزل القران يقول كما نطق سعد {{وَرَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُوا خَيْرًا ۚ وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ }} [[[ نزل القران كما نطق سعد !!! أي رجال هؤلاء ؟؟!!! ثم قال :_ ثم نأتيكم ونحاصركم في جحوركم هذه ، فتنزلوا على حكمنا [[ وسنرى في الاجزاء القادمة ، عندما حاصرهم النبي صل الله عليه وسلم وقال لهم انزلوا على حكم الله ورسوله قالوا لا إنما ننزل على حكم سعد بن معاذ ]] هذا سعد رجل رباني عجزت النساء ان يلدن مثل سعد أسمعهم ما يرضي الله ورسوله ثم انصرف __________________ فرجع الصحابة الى رسول الله صل الله عليه وسلم وقالوا له: _ عضل والقارة [[ يعني غدر كغدر عضل والقارة، وهي القبائل التى غدرت بالمسلمين عند بئر {{ الرجيع }} اتذكرونها ]] فعلم النبي أنه الغدر فاغتم النبي صل الله عليه وسلم ، لهذا الخبر حتى أنه غطى رأسه بالثوب ولم يكلم احداً، حين جاءه الخبر عن بني قريظة فاضطجع ومكث طويلاً ،فلم يكلم احد فاشتد على الناس البلاء والخوف حين رأوه اضطجع، وعرفوا أنه لم يأته عن بني قريظة خير ثم إنه رفع رأسه وقال {{ أبشروا بفتح الله ونصره }} ____________ هنا لنا وقفة {{ فالسيرة للتأسي لا للتسلي }} فليس الهدف من السيرة أن أروي لكم {{ قصة }} ولكن علينا أن نقف في كل موقف إيماني لنعرف عن {{ الله }} عز وجل لماذا قال لهم {{ أبشروا بفتح الله ونصره }} لان الصحابة كانوا قد اعتمدوا ان جهة الجنوب فيها بنو قريظة يحمون ظهرنا [[ كحال المسلمون اليوم ندفع الأموال ، لغيرنا من الغرب ليحمينا من الأعداء أليس هذا هو الواقع الذين نعيشه ؟ طبعا حالنا لا يشبه حال الصحابة في ذلك فهم ارقى واشد ايمان منا ولكن اصف حالنا ]] اما الان فلقد نقضت عهدها بنو قريظة ،واصبحوا عدواً ، بدل ان يكونوا مدافعين اذن قال النبي {{ حقيقة لا مجاملة ولا تسكين }} كما نفعل اليوم قال لاصحابه {{ ابشروا بفتح الله ونصره }} أين موضع هذه الكلمة مع ما دهانا من الأمور ؟؟ وقد نقضت قريظة عهدها ، وأتفقت علينا مع الاحزاب وسيدخلون علينا من كل باب ؟؟ فما معنى {{ ابشروا بفتح الله ونصره }} لأننا كبشر كنا معتمدين على حماية ظهرنا من قبل يهود أما الآن فقد قطعنا الأمل من كل شيء وأحيط بالصحابة من كل جانب إذن الى أي جهة سيتوجهون بقلوبهم بصدق ؟؟ الى {{ الله }} وهو الذي يقول جل في علاه {{ أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ }} مادام الآن انقطعت جميع الأسباب ، إذن ستتوجهون الى الله حقيقةً لجوء المضطر {{ فأبشروا بفتح الله ونصره }} وهذه سنة الله في خلقه قال تعالى واصفاً الرسل {{ حَتَّىٰ إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا }} يجب ان نتعلم ان نتوجه بقلوبنا الى الله توجه حقيقي بصدق كم نحتاج لهذا المعنى في ايامنا هنا إذا توجهت بقلبك الى الله توجه المضطر {{ ابشر بفتح الله }} قال النبي صل الله عليه وسلم {{ ابشروا بنصر الله }} ولكنه لجأ حقيقةً بقلبه الى الله ، وهو المتوجه دوماً الى الله ، إلا ان الآن في حالة كرب وغم ____________ وبرغم المحاولات من الرسول صل الله عليه وسلم لعدم انتشار هذا الخبر بين المسلمين انتشر هذا الخبر الخطير جدا بين المسلمين وكان هذا الموقف من أكثر المواقف حرجا في تاريخ الدعوة الاسلامية ومن أشد الإبتلاءات التي مر بها المسلمون خبر ليس بالسهل على الإطلاق خبر جعل الصحابة في موقف لا أحد يتصوره ونسمع وصف حالهم في ذلك الموقف من الله عزوجل {{إِذْ جَاءُوكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ }} [[ من فوقكم أي من جهة بن قريظة لانها مرتفعة ولانها جهة القبلة جعلها الله من فوق ، وَمِنْ أَسْفَلَ مِنكُمْ اي الاحزاب المرابطة جهة الخندق ]] ثم يصف الله تعالى حال المسلمين ، عند سماعهم الخبر {{وَإِذْ زَاغَتِ الأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا * هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالًا شَدِيدً }} [[ أرأيتم وصف الله لاصحاب النبي صل الله عليه وسلم يقول :_ عندما سمعتم هذا الخبر ، انهم سيأتوا من فوق اي من جهة بن قريظة ، ومرابطين عند الخندق ، وقد حُصرتم من جميع الجهات عندما وصلكم الخبر زاغت الأبصار يعني بطلتوا تشوفوا قدامكم ، ولا يكون هذا الوصف إلا لمن وصل قمة الخوف ، زاغت الابصار كالذي يغشاه الموت عند النزع ، وبلغت القلوب الحناجر انظروا الى عظمة هذا التشبيه من شدة الخوف ، يتنفس الانسان بسرعة ، تنتفخ الرئة ، وتضغط على القلب كأن قلوبكم ستخرج من الأفواه ، وعلى رغم إيمانكم تظنون بالله الظنونا هل ما وعدنا الرسول عندما ضرب الصخرة وبرقت برقة رأى قصور الروم وفارس واليمن هل اخلف الله وعده لنبيه ؟؟ معاذ الله ]] {{ هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالا شَدِيدًا }} [[ هنالك اي عند ذلك الوصف الذي ذكرناه ، ابتُلي المؤمنون اعتبره بلاء ، واي بلاء اعظم من هذا ؟؟ وزلزلوا زلزالا شديدا ،الذي يصف حالهم الله عزوجل هل في وصف ابلغ من الزلزلة ؟؟ سماعكم للخبر كان كالزلزال في اجسادكم من الأضطراب اذن وصل المسلمون في ذلك الوقت الى مرحلة {{الزلزال }}كما قال تعالى مرحلة الفتنة والإبتلاء الشديد والزلزلة هي من سنن الله تعالى في كونه، حتى يتميز الخبيث من الطيب، والمؤمن والمنافق واذا جائت مرحلة الزلزلة فلابد أن يأتي النصر بعدها لا محالة للمؤمنين الصابرين الصادقين يقول تعالى في سورة البقرة {{وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ }} ___________ ونرجع الى سياق الآيات ، يصف الله تعالى حال المنافقين في المدينة في ذلك الوقت قال تعالى {{ وَإِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُورًا }} [[ كان المنافقون يقولون:_ كان محمد يعدنا أن نأكل كنوز كسرى وقيصر، وأحدنا اليوم لا يأمن على نفسه أن يذهب إلى الغائط ساعتها فُتح المجال للمنافقون ومن شدة خوفهم لم يستطيعوا ان يتصنعوا الايمان ويكتموا نفاقهم ، يعني قبل ايام ونحن نحفر بالخندق ورسولكم يقول لنا أوتيت مفاتيح كسرى مفاتيح الروم مفاتيح اليمن كل هذا الكلام كان غرور{{ مَّا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلاَّ غُرُورًا }} وبدأ المنافقون في التسرب من الصف والهرب ]] {{ وَإِذْ قَالَت طَّائِفَةٌ مِّنْهُمْ يَا أَهْلَ يَثْرِبَ لا مُقَامَ لَكُمْ فَارْجِعُوا وَيَسْتَأْذِنُ فَرِيقٌ مِّنْهُمُ النَّبِيَّ يَقُولُونَ إِنَّ بُيُوتَنَا عَوْرَةٌ وَمَا هِيَ بِعَوْرَةٍ إِن يُرِيدُونَ إِلاَّ فِرَارًا }} [[ قالت طائفة منهم اي المنافقين يا اهل يثرب ، من شدة الخوف ولأنهم مرضا قلوب نسيوا يقولوا المدينة وبرز طبعهم الأصلي {{ النفاق }} ونطقوا بالتسمية الجاهلية للمدينة قالوا {{ اهل يثرب }} لا مقام لكم فأرجعوا ، يعني ليه قاعدين تحرسوا الخندق على الفاضي ،ارجعوا لبيوتكم علشان ما تبينوا انكم محاربين ، اتركوا محمد ومن معه عند الخندق ، وطائفة منهم يستأذنوا النبي يقولون بيوتنا عورة يعني يقولوا للنبي قريظة نقضت عهدها نحن بيوتنا عورة يعني مكشوفة بوجه العدو خلينا نروح نحمي اولادنا ونسائنا وهكذا بدأت تنقية صفوف المسلمين من شوائب المنافقين، وكانت هذه ودائما كما ذكرنا هي حكمة الله تعالى في الابتلاءات والفتن والله عزوجل يكذبهم {{ كذابين }} ويقول {{ وَمَا هِيَ بِعَوْرَةٍ إِن يُرِيدُونَ إِلاَّ فِرَارًا }} ]] _____________ {{ وَيَسْتَأْذِنُ فَرِيقٌ مِنْهُمُ النَّبِيَّ يَقُولُونَ إِنَّ بُيُوتَنَا عَوْرَةٌ وَمَا هِيَ بِعَوْرَةٍ إِنْ يُرِيدُونَ إِلَّا فِرَارًا }} ورضي الله عن {{ سعد بن معاذ }} وقد نزلت الايات بعد انتهاء غزوة الخندق عندما جاءت هذه الطائفة من المنافقون يستأذنون رسول الله ويقولون بيوتنا عورة ، وقريبة من قريظة ، ونخشى على النساء والذرية ، فهل تأذن لنا نحمي بيوتنا ونصد عنكم ما استطعنا من بني قريظة والنبي صل الله عليه وسلم لأنه {{ صادق }} لا يكذب الناس ولأن طبعه الصدق ، لا يظن بهم الكذب ، فصدقهم وكاد أن يأذن لهم بالذهاب فدخل {{ سعد بن معاذ }} على غير موعد فوجدهم يستأذنون والنبي يريد ان يأذن لهم [[ اي الحديث دائر مع النبي ]] قال :_ ما شأنهم يا رسول الله قال له النبي :_ يريدون ان يستأذنون فإن بيوتهم عورة ليحموا النساء والذرية فقال سعد :_ لا والذي بعثك بالحق ماهي بعورة إن يريدون إلا فرارا فنزل القران كما نطق سعد {{ يَقُولُونَ إِنَّ بُيُوتَنَا عَوْرَةٌ وَمَا هِيَ بِعَوْرَةٍ إِن يُرِيدُونَ إِلاَّ فِرَارًا }} قال سعد :_هذه عادتهم معنا دائماً يا رسول الله ، ما دهمنا أمر إلا خذلونا و استأذنوا ، فلا تأذن لهم يا رسول الله فلم يأذن النبي صل الله عليه وسلم لهم ، ونزل القران يفضحهم كما نطق سعد بن معاذ ما قال {{ سعد بن معاذ رضي الله عنه }} كلمة يوم الخندق إلا نزل القرآن بعدها بنفس النص الذي نطق به سعد وما دعى دعوة يومها إلا استجيب له كما أراد {{ رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه }} ___________ النبي صل الله عليه وسلم كان قد أمر قبل الخندق كما قلنا أن تجلس النساء والاطفال فوق الحصون اما الآن وقد نقضت عهدها اليهود لم يعد هنالك آمان ، فممكن اليهود أن يدخلوا ويقتلوا النساء والذرية وينهبوا البيوت فأضطرب الصحابة واصبحت قلوبهم ليست معهم قلوبهم عند اولادهم ونسائهم وصدق الله ، فقد زلزل المؤمنون {{ هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالًا شَدِيدً }} هذه الزلزلة جعلت الصحابة يفاوضون النبي صل الله عليه وسلم يقولون :_ يارسول الله ألا نرسل منا من يحفظ النساء والذرية ؟؟ قال :_ أجل نرسل كل ليلة طائفة [[يعني رجال ]] يظهرون التكبير ويطوفون ببيوتنا ، فتسمع بهم يهود[[ اي قريظة ]] فيعلمون أننا لم نترك نساءنا من غير رجال وحرس ويعودون إلينا بالنهار [[ لأن بالنهار مافي خوف ، الخوف في الليل ]] وتوجه النبي صل الله عليه وسلم الى ربه في كشف هذه الغمة حال الصحابة الآن لا يعرفون في اي يوم اتفقت يهود مع الاحزاب على نقطة الصفر ليفتحوا لهم ابواب حصونهم ؟؟ ولكم ان تضعوا انفسكم في هذا الموقف مكان الصحابة رضوان الله عليهم يتبع إن شاء الله صل الله عليه وسلم
    0 Comentários 0 Compartilhamentos 19 Visualizações 0 Anterior
  • قيمتك في ذاتك....
    وليس في عيون الناس
    قيمتك في وجودك..
    وليست بمن يتواجدون حولك ...
    قيمتك بتعاملك وأخلاقك
    وليس في إنتظار الثناء عليك...
    فكن ذو قيمة
    بما تملك من أخلاق ومبادئ ..
    فقيمتك الحقيقية في أصل طيبك ...
    وطيب أثرك بين الناس ..! صباح النور وعطر الورد *اللهم*
    *أنت غياثنا*
    فبك نغوث
    *وأنت ملاذنا*
    فبك نلوذ
    *وأنت عياذنا*
    فبك نعوذ
    *يا من* ذلّت له رقاب الجبابرة
    نعوذ بك من خزيك
    ومن كشف سترك
    ومن نسيان ذكرك
    والانصراف عن شكرك
    نحن في حرزك ف
    ي ليلنا ونهارنا
    ونومنا وقرارنا
    ذكرك شعارنا
    وثناؤك دثارنا
    *لا إله إلا أنت*
    تعظيمًا *لوجهك*
    وتكريمًا *لسبحات نورك*
    أجرنا من خزيك
    ومن كشف سترك
    ومن سوء عقابك
    وأدخلنا في حفظ عنايتك
    *يا أرحم الراحمين*....رجل يبدو عليه أنه فقير متعفف دخل محل بيع البطانيات وسأل صاحب المحل عن أرخص البطانيات عنده لأنه محتاج 6 بطانيات لأسرته ومعه 25 دينار فقط
    فقال له صاحب المحل عندي نوع صيني لكنه رائع في التدفئة، سعر البطانية رخيص جداً 5 دنانير فقط وعليه عرض خاص، فلو اشتريت منها 5 تأخذ السادسة مجاناً
    انشرح صدر الرجل الفقير وأخرج 25 دينار ثمنا لخمسة بطانيات كي يأخد السادسة هدية وأخذ البطانيات ومشي والفرحة تقفز من عينيه
    وبعدما انصرف الرجل الفقير نظر صديق صاحب المحل الذى كان واقفاً وسأله أليست هذه البطانية التي قلت أنها أحسن وأغلى بطانية عندك وبعتها لي الأسبوع الماضي وأنا صديقك بـ 60 دينار
    رد صاحب المحل
    والله يا صاحبي العزيز هي كذلك فعلاً وقد بعتها لك أنت بـ 60 دينار من غير دينار واحد مكسب فما بالك وأنا أتاجر مع الله وأخرجها لله رأفة بهذا الرجل المسكين وبأسرته من برد الشتاء
    فأرجوا أن يحفظني ربي بسببها من حر جهنم، والله لولا عزة نفس هذا الرجل لأعطيته البطانيات كلها مجاناً لكنني لم أُرد أن أحرجه وأظهر له أنني تصدقت عليه فأجرح كرامته
    أحدثكم عن النفوس الراقية
    التي ارتقت في تعاملها مع الله
    إذا أتممت القراءة صلى على أشرف المرسلين صل الله عليه واله وسلم......أستودع الله الذي لا تضيع ودائعه، ديني ونفسي وأمانتي وخواتيم عملي وأبنائي وأهلي وأحبّتي وبيتي ومالي وجميع ما أنعم الله به علي......يرزق من يشاء بغير حساب
    طلب شاب من والدته أن تبحث له عن عروسة فذهبت الأم في اليوم التالي الى منزل أختها وكان زوجها رجل غني
    فتم أستضافتها بشكل لائق. وبعد الضيافة قالت الأم لأختها أريد أبنتك زوجة لأبني فتغير شكل لونها وقالت أعتذر منك يا أختي أبنك ليس مناسبا لأبنتي أعتذر منك أبحثي له عن عروسة في مكان أخر
    لم تستطيع الأم أن تصدر صوتا فحملت حالها وغادرت بخاطر مكسور وعيون مليئة بالدموع
    وفي اليوم التالي ذهبت صباحا الى أخوها الكبير وكان يعمل طبيبا وكان مشهورا وعندما وصلت لم تجده في المنزل فأنتظرت طويلا حتى أقبل في المساء
    فتم تقديم طعام العشاء وبينما كانوا يتناولون الطعام قال لها أخوها أخبريني يا أختي ماهو سبب زيارتك المفاجئة
    فقالت لقد جئت لكي أطلب يد أبنتك لأبني
    فقاطعت حديثها زوجة أخوها وقالت
    مستحيل نوافق على أبنك الفاشل الذي لم يكمل تعليمه لثانوي حتى فأبنتي أنسانه متعلمة مثقفه متحضرة متخرجة من الجامعة وحاصله على شهادة دكتورا فلن أقبل أن تعيش مع رجل ليس لديه أي شهادة. ولم يكمل تعليمه قط
    فشعرت الأم بالحراج والحزن. فقالت لأخوها بصوت مخڼوق ماذا قلت يا أخي
    فأجاب أخاها ليس لدي ما أقوله لقد أجابت زوجتي بالنيبة عني فأنا أعتذر يا أختي لا يبدو أن في نصيب
    فتركت الأم المائدة وغادرت المنزل ومن شدة حزنها وقهرها لم تغسل يدها فلم تترك منزلا من أقاربها الا وذهبت وطرقت بابهم ولكن كانت تغادر منازلهم مکسورة الخاطر
    فأتصل بها أبنها لكي يعرف ماذا فعلت أمه وهل وجدت له عن عروسة فحاولت المسكينه أن تخفي حزنها ولكن نبرات صوتها الحزينه كشفتها. وشعر الأبن أن هناك شيئا جعل أمه تبدو حزينه
    فضغط عليها حتى أخبرته بالحقيقة فقالت له دعك منهم يا بني أننا لسنا من مستواهم سأبحث لك عن زوجة تكون مناسبة لوضعنا
    فأجاب الشاب لابأس يا أمي أفعلي كما تشأين وعندما تجدين الفتاة اللتي أحببتيها أخبريني فورا
    وفي اليوم التالي خرجت الأم تبحث في أرجاء الحي. فرأت فتاة جميلة تبكي في الشارع فسألتها الأم لماذا تبكين يا عزيزتي أخبريني ما الأمر فقالت لقد قام أحدهم بسړقة حقيبتي.
    وكان يوجد بداخلها المال الذي كنت سوف أشتري....بعد مرور شهر علي زواجهم أضطر الزوج الشاب أن يترك زوجته ويسافر في مهمه تابعه لعمله وقد كانت الفتاه حزينه جدا لفراق زوجها الحبيب وبكت طويلا في لحظه وداعه .....

    غادر الشاب المنزل متوجها لمحطه القطار لكي يسافر و طوال الطريق لم تفارق مخيلته صوره زوجته وهي تبكي بين يديه وترجوه أن يبقي معها ولكنه مضطر .....

    صعد الشاب إلي القطار و جلس بجانب شاب أخر تظهر عليه ملامح الترف و الطيش ولكنه لم يعره أيأنتباه ...
    وبعد فتره من الوقت قد غفي خلالها الزوج المسافر أستيقظ وسمع الفتى بجانبه يتحدث إلي أحد من خلال هاتفه المحمول ويبدو أنه يتحدث إلي فتاه ويقول...

    الفتى: ها يا حبيبتي المغفل سافر ولا لسه عندك؟؟
    ويبدو ان الفتاه قد أجابته بأن زوجها قد سافر...
    فأستأنف قائلا: تمام أوي سافر النهارده... طيب أن هنزل المحطه الجايه وراجعلك يا عمري ....سلام يا جميل

    وبعد أن أغلق الهاتف رأى الرجل بجانبه "الشاب المتزوج" يحدق فيه بصدمه فقال له ...
    الفتى: عفوا....هل أزعجتك؟؟
    الشاب: ممممم لا لا لم تزعجني ولكن قل لي يا صديقي من تلك الفتاه التي حدثتك....؟؟

    فرد الفتي بشئ من الضيق: وما شأنك أنت؟؟
    الشاب : لم أقصد أن أزعجك ولكن أردت أن تعرفني على وحده مثلها ألهو معها قليلا

    ضحك الفتي وقال: إنها إحدي الفاشلات التي أعرفهن متزوجه من فتره قريبه ولكن زوجها كثير السفر وقد سافر الان وهاتفتني لكي أذهب إليها لحين رجوعه
    صدم الشاب وشيئ بداخله يخبره بأن تلك الفتاه هي زوجته!
    وفي المحطه التاليه أنتظر الشاب نزول الفتى من القطار ونزل خلفه مسرعا وعندها........
    أنتظر الشاب حتي نزل الفتى من القطار وركض خلفه مسرعا لكي يلحق به ولكن عندما نزل من القطار لم يجد له أثرا

    غضب الشاب بشده وجن جنونه وملأ الشك كيانه وهو لا يعرف ماذا يفعل او كيف يتصرف وهنا خطرت بباله فكره !!....
    دخل الشاب أحد الأكشاك وطلب هاتفا وطلب رقم زوجته وأخذ الهاتف يرن مرارا وتكرارا ولم يجبه أحد وأخذ يكرر ذلك ولكن دون جدوى فتأكد من أنها ليست بالمنزل..

    بدأ الزوج يفقد صوابه أكثر فأكثر ولكنه يريد التأكد أولا .... طلب منزل أهل زوجته لسؤالهم عنها فأكدوا أنها لم تأتي إليهم و كمحاوله أخيره طلب زوجته علي هاتفها الخلوي ولكنها ايضا لم تجبه....

    هام الزوج علي وجهه وهو غير مستوعب لما يدور حوله وماذا فجأه توقف ونظر حوله وأخذ يجري مقتربا من إحدي سيارات الاجره واستقلها إلي منزله
    ظل الشاب يحدث نفسه قائلا: قد يكون مكان لقاؤهم هو بيتي... لقد قال انه ذاهب إليها... كيف يحدث لي هذا ....كيف!

    وصلت السياره أمام بيته ونزل هو كالمجنون متجه نحو البيت وصعد السلم سريعا حتي وصل أمام منزله وهو يلهث

    فتح باب المنزل ببطء ودخل في هدوء حتي لا يلفت الانتباه... ولكن ما هذا هناك هدوء مخيف يخيم بالمنزل... لا اصوات ..لا ضحكات... ولكنه توقع ان تكون ذهبت هي اليه .... أقترب أكثر من غرفه نومه ووضع يديه علي مقبض الباب وازدادت ضربات قلبه معلنه خوفها مما سيراه...

    فتح الباب...... دخل الغرفه ....
    و يالبشاعه ما رأى....تعود تسمية الشهور العربية (الهجرية) إلى عصور ما قبل الإسلام، حيث وضعها العرب استنادًا إلى الظواهر الطبيعية والأحداث الاجتماعية التي كانت مرتبطة بتلك الفترات من السنة. وفيما يلي معاني أسماء الشهور العربية:

    1. المحرّم: سمّي بهذا الاسم لأن العرب كانوا يحرّمون فيه القتال، ويعتبر من الأشهر الحُرم.

    2. صفر: جاء اسمه من "الصفَر" بمعنى الخلو، لأن ديار العرب كانت تخلو من أهلها عندما يخرجون للقتال أو السفر طلبًا للرزق.

    3. ربيع الأول وربيع الآخر: أُطلق عليهما هذا الاسم لأنهما كانا يقعان في فصل الربيع وقت التسمية.

    4. جمادى الأولى وجمادى الآخرة: سمّيا بهذا الاسم لأنهما كانا يقعان في وقت الشتاء، حيث كانت المياه تتجمّد بسبب البرودة.

    5. رجب: اشتق اسمه من "الترجيب"، أي التعظيم، لأنه من الأشهر الحرم التي كان العرب يعظّمونها ويحرمون فيها القتال.

    6. شعبان: سمي بهذا الاسم لأن العرب كانوا يتشعّبون فيه في الأرض بحثًا عن الماء أو للتجهيز للحرب.

    7. رمضان: اسم مشتق من "الرمضاء"، وهي شدة الحر، حيث كان يقع وقت تسميته في أيام شديدة الحرارة.

    8. شوّال: سمّي بهذا الاسم نسبة إلى "شَوَلَ" اللبن، أي جفّ وقلّ، إشارة إلى موسم جفاف الإبل وقلة الحليب.

    9. ذو القعدة: سمّي بهذا الاسم لأن العرب كانوا يقعدون فيه عن القتال والترحال، فهو من الأشهر الحرم.

    10. ذو الحجة: أُطلق عليه هذا الاسم لأن @العرب كانوا يؤدّون فيه الحج إلى الكعبة حتى قبل الإسلام.

    --المصادر
    1. "المعجم الوسيط" - إصدار مجمع اللغة العربية.

    2. "ألف معلومة عن @اللغة @العربية وآدابها" - تأليف أحمد سيد حامد آل برجل.

    3. "معجم #المصطلحات والألقاب @التاريخية" - تأليف مجموعة من الباحثين.

    4. "شهر رمضان في #الجاهلية والإسلام" - تأليف الدكتور أحمد المنزلاوي.

    5. "#المعجم #المفهرس لألفاظ #القرآن #الكريم" - تأليف محمد فؤاد عبد الباقي.

    6. "#معجم المناهي اللفظية" - تأليف بكر #ابومحمدالصفار
    قيمتك في ذاتك.... وليس في عيون الناس قيمتك في وجودك.. وليست بمن يتواجدون حولك ... قيمتك بتعاملك وأخلاقك وليس في إنتظار الثناء عليك... فكن ذو قيمة بما تملك من أخلاق ومبادئ .. فقيمتك الحقيقية في أصل طيبك ... وطيب أثرك بين الناس ..! 🖤 صباح النور وعطر الورد 🌹🌹*اللهم* *أنت غياثنا* فبك نغوث *وأنت ملاذنا* فبك نلوذ *وأنت عياذنا* فبك نعوذ *يا من* ذلّت له رقاب الجبابرة نعوذ بك من خزيك ومن كشف سترك ومن نسيان ذكرك والانصراف عن شكرك نحن في حرزك ف ي ليلنا ونهارنا ونومنا وقرارنا ذكرك شعارنا وثناؤك دثارنا *لا إله إلا أنت* تعظيمًا *لوجهك* وتكريمًا *لسبحات نورك* أجرنا من خزيك ومن كشف سترك ومن سوء عقابك وأدخلنا في حفظ عنايتك *يا أرحم الراحمين*....رجل يبدو عليه أنه فقير متعفف دخل محل بيع البطانيات وسأل صاحب المحل عن أرخص البطانيات عنده لأنه محتاج 6 بطانيات لأسرته ومعه 25 دينار فقط فقال له صاحب المحل عندي نوع صيني لكنه رائع في التدفئة، سعر البطانية رخيص جداً 5 دنانير فقط وعليه عرض خاص، فلو اشتريت منها 5 تأخذ السادسة مجاناً انشرح صدر الرجل الفقير وأخرج 25 دينار ثمنا لخمسة بطانيات كي يأخد السادسة هدية وأخذ البطانيات ومشي والفرحة تقفز من عينيه وبعدما انصرف الرجل الفقير نظر صديق صاحب المحل الذى كان واقفاً وسأله أليست هذه البطانية التي قلت أنها أحسن وأغلى بطانية عندك وبعتها لي الأسبوع الماضي وأنا صديقك بـ 60 دينار رد صاحب المحل والله يا صاحبي العزيز هي كذلك فعلاً وقد بعتها لك أنت بـ 60 دينار من غير دينار واحد مكسب فما بالك وأنا أتاجر مع الله وأخرجها لله رأفة بهذا الرجل المسكين وبأسرته من برد الشتاء فأرجوا أن يحفظني ربي بسببها من حر جهنم، والله لولا عزة نفس هذا الرجل لأعطيته البطانيات كلها مجاناً لكنني لم أُرد أن أحرجه وأظهر له أنني تصدقت عليه فأجرح كرامته أحدثكم عن النفوس الراقية التي ارتقت في تعاملها مع الله💗🌹 إذا أتممت القراءة صلى على أشرف المرسلين صل الله عليه واله وسلم......أستودع الله الذي لا تضيع ودائعه، ديني ونفسي وأمانتي وخواتيم عملي وأبنائي وأهلي وأحبّتي وبيتي ومالي وجميع ما أنعم الله به علي......يرزق من يشاء بغير حساب طلب شاب من والدته أن تبحث له عن عروسة فذهبت الأم في اليوم التالي الى منزل أختها وكان زوجها رجل غني فتم أستضافتها بشكل لائق. وبعد الضيافة قالت الأم لأختها أريد أبنتك زوجة لأبني فتغير شكل لونها وقالت أعتذر منك يا أختي أبنك ليس مناسبا لأبنتي أعتذر منك أبحثي له عن عروسة في مكان أخر لم تستطيع الأم أن تصدر صوتا فحملت حالها وغادرت بخاطر مكسور وعيون مليئة بالدموع وفي اليوم التالي ذهبت صباحا الى أخوها الكبير وكان يعمل طبيبا وكان مشهورا وعندما وصلت لم تجده في المنزل فأنتظرت طويلا حتى أقبل في المساء فتم تقديم طعام العشاء وبينما كانوا يتناولون الطعام قال لها أخوها أخبريني يا أختي ماهو سبب زيارتك المفاجئة فقالت لقد جئت لكي أطلب يد أبنتك لأبني فقاطعت حديثها زوجة أخوها وقالت مستحيل نوافق على أبنك الفاشل الذي لم يكمل تعليمه لثانوي حتى فأبنتي أنسانه متعلمة مثقفه متحضرة متخرجة من الجامعة وحاصله على شهادة دكتورا فلن أقبل أن تعيش مع رجل ليس لديه أي شهادة. ولم يكمل تعليمه قط فشعرت الأم بالحراج والحزن. فقالت لأخوها بصوت مخڼوق ماذا قلت يا أخي فأجاب أخاها ليس لدي ما أقوله لقد أجابت زوجتي بالنيبة عني فأنا أعتذر يا أختي لا يبدو أن في نصيب فتركت الأم المائدة وغادرت المنزل ومن شدة حزنها وقهرها لم تغسل يدها فلم تترك منزلا من أقاربها الا وذهبت وطرقت بابهم ولكن كانت تغادر منازلهم مکسورة الخاطر فأتصل بها أبنها لكي يعرف ماذا فعلت أمه وهل وجدت له عن عروسة فحاولت المسكينه أن تخفي حزنها ولكن نبرات صوتها الحزينه كشفتها. وشعر الأبن أن هناك شيئا جعل أمه تبدو حزينه فضغط عليها حتى أخبرته بالحقيقة فقالت له دعك منهم يا بني أننا لسنا من مستواهم سأبحث لك عن زوجة تكون مناسبة لوضعنا فأجاب الشاب لابأس يا أمي أفعلي كما تشأين وعندما تجدين الفتاة اللتي أحببتيها أخبريني فورا وفي اليوم التالي خرجت الأم تبحث في أرجاء الحي. فرأت فتاة جميلة تبكي في الشارع فسألتها الأم لماذا تبكين يا عزيزتي أخبريني ما الأمر فقالت لقد قام أحدهم بسړقة حقيبتي. وكان يوجد بداخلها المال الذي كنت سوف أشتري....بعد مرور شهر علي زواجهم أضطر الزوج الشاب أن يترك زوجته ويسافر في مهمه تابعه لعمله وقد كانت الفتاه حزينه جدا لفراق زوجها الحبيب وبكت طويلا في لحظه وداعه ..... غادر الشاب المنزل متوجها لمحطه القطار لكي يسافر و طوال الطريق لم تفارق مخيلته صوره زوجته وهي تبكي بين يديه وترجوه أن يبقي معها ولكنه مضطر ..... صعد الشاب إلي القطار و جلس بجانب شاب أخر تظهر عليه ملامح الترف و الطيش ولكنه لم يعره أيأنتباه ... وبعد فتره من الوقت قد غفي خلالها الزوج المسافر أستيقظ وسمع الفتى بجانبه يتحدث إلي أحد من خلال هاتفه المحمول ويبدو أنه يتحدث إلي فتاه ويقول... الفتى: ها يا حبيبتي المغفل سافر ولا لسه عندك؟؟ ويبدو ان الفتاه قد أجابته بأن زوجها قد سافر... فأستأنف قائلا: تمام أوي سافر النهارده... طيب أن هنزل المحطه الجايه وراجعلك يا عمري ....سلام يا جميل وبعد أن أغلق الهاتف رأى الرجل بجانبه "الشاب المتزوج" يحدق فيه بصدمه فقال له ... الفتى: عفوا....هل أزعجتك؟؟ الشاب: ممممم لا لا لم تزعجني ولكن قل لي يا صديقي من تلك الفتاه التي حدثتك....؟؟ فرد الفتي بشئ من الضيق: وما شأنك أنت؟؟ الشاب : لم أقصد أن أزعجك ولكن أردت أن تعرفني على وحده مثلها ألهو معها قليلا ضحك الفتي وقال: إنها إحدي الفاشلات التي أعرفهن متزوجه من فتره قريبه ولكن زوجها كثير السفر وقد سافر الان وهاتفتني لكي أذهب إليها لحين رجوعه صدم الشاب وشيئ بداخله يخبره بأن تلك الفتاه هي زوجته! وفي المحطه التاليه أنتظر الشاب نزول الفتى من القطار ونزل خلفه مسرعا وعندها........ أنتظر الشاب حتي نزل الفتى من القطار وركض خلفه مسرعا لكي يلحق به ولكن عندما نزل من القطار لم يجد له أثرا غضب الشاب بشده وجن جنونه وملأ الشك كيانه وهو لا يعرف ماذا يفعل او كيف يتصرف وهنا خطرت بباله فكره !!.... دخل الشاب أحد الأكشاك وطلب هاتفا وطلب رقم زوجته وأخذ الهاتف يرن مرارا وتكرارا ولم يجبه أحد وأخذ يكرر ذلك ولكن دون جدوى فتأكد من أنها ليست بالمنزل.. بدأ الزوج يفقد صوابه أكثر فأكثر ولكنه يريد التأكد أولا .... طلب منزل أهل زوجته لسؤالهم عنها فأكدوا أنها لم تأتي إليهم و كمحاوله أخيره طلب زوجته علي هاتفها الخلوي ولكنها ايضا لم تجبه.... هام الزوج علي وجهه وهو غير مستوعب لما يدور حوله وماذا فجأه توقف ونظر حوله وأخذ يجري مقتربا من إحدي سيارات الاجره واستقلها إلي منزله ظل الشاب يحدث نفسه قائلا: قد يكون مكان لقاؤهم هو بيتي... لقد قال انه ذاهب إليها... كيف يحدث لي هذا ....كيف! وصلت السياره أمام بيته ونزل هو كالمجنون متجه نحو البيت وصعد السلم سريعا حتي وصل أمام منزله وهو يلهث فتح باب المنزل ببطء ودخل في هدوء حتي لا يلفت الانتباه... ولكن ما هذا هناك هدوء مخيف يخيم بالمنزل... لا اصوات ..لا ضحكات... ولكنه توقع ان تكون ذهبت هي اليه .... أقترب أكثر من غرفه نومه ووضع يديه علي مقبض الباب وازدادت ضربات قلبه معلنه خوفها مما سيراه... فتح الباب...... دخل الغرفه .... و يالبشاعه ما رأى....تعود تسمية الشهور العربية (الهجرية) إلى عصور ما قبل الإسلام، حيث وضعها العرب استنادًا إلى الظواهر الطبيعية والأحداث الاجتماعية التي كانت مرتبطة بتلك الفترات من السنة. وفيما يلي معاني أسماء الشهور العربية: 1. المحرّم: سمّي بهذا الاسم لأن العرب كانوا يحرّمون فيه القتال، ويعتبر من الأشهر الحُرم. 2. صفر: جاء اسمه من "الصفَر" بمعنى الخلو، لأن ديار العرب كانت تخلو من أهلها عندما يخرجون للقتال أو السفر طلبًا للرزق. 3. ربيع الأول وربيع الآخر: أُطلق عليهما هذا الاسم لأنهما كانا يقعان في فصل الربيع وقت التسمية. 4. جمادى الأولى وجمادى الآخرة: سمّيا بهذا الاسم لأنهما كانا يقعان في وقت الشتاء، حيث كانت المياه تتجمّد بسبب البرودة. 5. رجب: اشتق اسمه من "الترجيب"، أي التعظيم، لأنه من الأشهر الحرم التي كان العرب يعظّمونها ويحرمون فيها القتال. 6. شعبان: سمي بهذا الاسم لأن العرب كانوا يتشعّبون فيه في الأرض بحثًا عن الماء أو للتجهيز للحرب. 7. رمضان: اسم مشتق من "الرمضاء"، وهي شدة الحر، حيث كان يقع وقت تسميته في أيام شديدة الحرارة. 8. شوّال: سمّي بهذا الاسم نسبة إلى "شَوَلَ" اللبن، أي جفّ وقلّ، إشارة إلى موسم جفاف الإبل وقلة الحليب. 9. ذو القعدة: سمّي بهذا الاسم لأن العرب كانوا يقعدون فيه عن القتال والترحال، فهو من الأشهر الحرم. 10. ذو الحجة: أُطلق عليه هذا الاسم لأن @العرب كانوا يؤدّون فيه الحج إلى الكعبة حتى قبل الإسلام. --المصادر 1. "المعجم الوسيط" - إصدار مجمع اللغة العربية. 2. "ألف معلومة عن @اللغة @العربية وآدابها" - تأليف أحمد سيد حامد آل برجل. 3. "معجم #المصطلحات والألقاب @التاريخية" - تأليف مجموعة من الباحثين. 4. "شهر رمضان في #الجاهلية والإسلام" - تأليف الدكتور أحمد المنزلاوي. 5. "#المعجم #المفهرس لألفاظ #القرآن #الكريم" - تأليف محمد فؤاد عبد الباقي. 6. "#معجم المناهي اللفظية" - تأليف بكر #ابومحمدالصفار
    Like
    Love
    3
    0 Comentários 0 Compartilhamentos 180 Visualizações 0 Anterior
  • خبر السَّمَوْءَل بن عُرَيض الأزدي: شاعر الجاهلية ومضرب المثل في الوفاء!

    نسبه وبيئته:
    هوا السَّمَوْءَل بن عُرَيض بن عادياء بن رفاعة بن الحارث الأزدي، شاعر جاهلي يهودي من سكان خيبر، عُرف ببيانه وبلاغته وشاعريته الفذّة. عاش في نهاية القرن الخامس الميلادي وبداية القرن السادس، وكان يتنقل بين خيبر وحصن الأبلق في تيماء الذي بناه جده عادياء.
    اختلف النسّابون في نسبه؛ فمنهم من قال إنه من سبط يهوذا، وآخرون نسبوه إلى الكاهنين من سبط لاوي. وقيل إنه من غسان من قبيلة الأزد، لكن البعض أنكر غسانيته. كما أشار هو نفسه في قصيدته إلى بني الديان من بني الحارث بن كعب من قبيلة مذحج، مما يعزز أصوله العربية اليهودية.

    اسمه ومعناه:
    الاسم "السَّمَوْءَل" معرب عن العبرية "شْمُوئِيل" (שְׁמוּאֵל)، المشتق من "شِيم" بمعنى "اسم" و"إِيل" بمعنى "الله"، أي "سمّاه الله". وقد يُشتق أيضًا من "صموئيل" ويعني "الظل".

    دوره في الوفاء:
    اشتهر السَّمَوْءَل بوفائه الذي أصبح مضرب المثل. فقد استودعه امرؤ القيس دروعًا ثمينة، وحينما طالب بها الحارث بن أبي شَمِر الغساني، رفض السَّمَوْءَل تسليمها رغم تهديده. قام الحارث بأسر ابن السَّمَوْءَل وأمهله بين تسليم الأمانة أو التضحية بابنه. اختار السَّمَوْءَل الوفاء ورفض التفريط بالدروع، فأعدم الحارث ابنه. هذه الحادثة جسدت أسمى معاني الوفاء والأمانة.
    فأنشد السَّمَوْءَل:
    وفيت بأدرع الكندي أني
    إذا ما خان أقـوام وفيـت
    وفي ذلك يقول الأعشى، مخاطباً بعضَ بَنِي السموأل:

    كُنْ كالسَّمَوْءَلِ إِذْ طافَ الهُمامُ بِهِ
    في جَحْفَلٍ كَسَوادِ اللَّيلِ جَرَّارِ
    بِالأَبْلَقِ الفَرْدِ مِنْ تَيْماءَ مَنْزِلُهُ
    حِصْنٌ حَصِينٌ وجارٌ غَيرُ غَدَّارِ
    إذ سامَهُ خُطَّتَي خَسْفٍ فقالَ لهُ:
    قُلْ ما تَشاءُ فإنِّي سامعٌ حارِ
    فقالَ ثُكْلٌ وغَدْرٌ أنتَ بَينَهُما
    فاخْتَرْ وما فِيهِما حَظٌّ لِمُخْتارِ
    فشَكَّ غيرَ طَويلٍ ثمَّ قالَ لهُ:
    اقتُل أسِيرَكَ إني مانعٌ جارِي

    شعره وشهرته:

    كان السَّمَوْءَل شاعرًا مجيدًا، وأشهر أعماله اللامية التي تعد من عيون الشعر الجاهلي، ومطلعها:

    إذا المرء لم يدنس من اللؤم عرضه
    فكـل رداء يرتديه جميل
    وإن هو لم يحمل على النفس ضيمها
    فليس إلى حسن الثناء سبيل
    تُعَيِّرُنا أنّا قليلٌ عديدُنا
    فقلتُ لها إن الكرامَ قليلُ
    وما قلَّ مَنْ كانت بقاياه مثلنا
    شبابٌ تسامى للعلا وكهولُ
    وما ضرنا أنا قليل وجارنا
    عزيز وجار الأكثرين ذليل
    وأنا لقوم لا نرى القتل سبة
    اذا ما رأته عامر وسلول
    صفونا فلم نكدر وأخلص سرنا
    إناث اطابت حملنا وفحول
    وننكر إن شئنا على الناس قولهم
    ولا ينكرون القول حين نقول
    إذا سيد منّا خلا قام سيد
    قؤول لما قال الكرام فعول
    وما اُخمدت نار لنا دون طارق
    ولا ذمّنا في النازلين نزيل
    سلي إن جهلت الناس عنّا وعنهم
    فليس سواء عالم وجهول

    حصن الأبلق:
    بنى جده عادياء حصن الأبلق في تيماء، شمال المدينة المنورة. كان الحصن مَعلمًا استراتيجيًا ومكانًا آمنًا للمسافرين إلى بلاد الشام.

    ذريته:
    خلّف السَّمَوْءَل أبناءً كان لهم أثرٌ بارز:

    برة بنت السَّمَوْءَل، جدة صفية بنت حيي زوجة النبي محمد ﷺ.

    غريض بن السَّمَوْءَل، شاعر مميز.

    شريح بن السَّمَوْءَل، الذي ذكره الأعشى في قصيدته الشهيرة.

    رفاعة بن السَّمَوْءَل القرضي.

    وفاته:
    توفي السَّمَوْءَل في تيماء حوالي عام 560م، بعد حياة كانت رمزًا للشجاعة، الوفاء، والشعر.

    المصادر:

    1. ابن سلاّم الجمحي، طبقات فحول الشعراء.

    2. جواد علي، المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام.

    3. أبو الفرج الأصفهاني، الأغاني.

    4. ابن خلدون، تاريخ ابن خلدون.

    5. اليعقوبي، تاريخ اليعقوبي.

    6. المكتبة الشاملة، رجال المعلقات العشر.
    خبر السَّمَوْءَل بن عُرَيض الأزدي: شاعر الجاهلية ومضرب المثل في الوفاء! نسبه وبيئته: هوا السَّمَوْءَل بن عُرَيض بن عادياء بن رفاعة بن الحارث الأزدي، شاعر جاهلي يهودي من سكان خيبر، عُرف ببيانه وبلاغته وشاعريته الفذّة. عاش في نهاية القرن الخامس الميلادي وبداية القرن السادس، وكان يتنقل بين خيبر وحصن الأبلق في تيماء الذي بناه جده عادياء. اختلف النسّابون في نسبه؛ فمنهم من قال إنه من سبط يهوذا، وآخرون نسبوه إلى الكاهنين من سبط لاوي. وقيل إنه من غسان من قبيلة الأزد، لكن البعض أنكر غسانيته. كما أشار هو نفسه في قصيدته إلى بني الديان من بني الحارث بن كعب من قبيلة مذحج، مما يعزز أصوله العربية اليهودية. اسمه ومعناه: الاسم "السَّمَوْءَل" معرب عن العبرية "شْمُوئِيل" (שְׁמוּאֵל)، المشتق من "شِيم" بمعنى "اسم" و"إِيل" بمعنى "الله"، أي "سمّاه الله". وقد يُشتق أيضًا من "صموئيل" ويعني "الظل". دوره في الوفاء: اشتهر السَّمَوْءَل بوفائه الذي أصبح مضرب المثل. فقد استودعه امرؤ القيس دروعًا ثمينة، وحينما طالب بها الحارث بن أبي شَمِر الغساني، رفض السَّمَوْءَل تسليمها رغم تهديده. قام الحارث بأسر ابن السَّمَوْءَل وأمهله بين تسليم الأمانة أو التضحية بابنه. اختار السَّمَوْءَل الوفاء ورفض التفريط بالدروع، فأعدم الحارث ابنه. هذه الحادثة جسدت أسمى معاني الوفاء والأمانة. فأنشد السَّمَوْءَل: وفيت بأدرع الكندي أني إذا ما خان أقـوام وفيـت وفي ذلك يقول الأعشى، مخاطباً بعضَ بَنِي السموأل: كُنْ كالسَّمَوْءَلِ إِذْ طافَ الهُمامُ بِهِ في جَحْفَلٍ كَسَوادِ اللَّيلِ جَرَّارِ بِالأَبْلَقِ الفَرْدِ مِنْ تَيْماءَ مَنْزِلُهُ حِصْنٌ حَصِينٌ وجارٌ غَيرُ غَدَّارِ إذ سامَهُ خُطَّتَي خَسْفٍ فقالَ لهُ: قُلْ ما تَشاءُ فإنِّي سامعٌ حارِ فقالَ ثُكْلٌ وغَدْرٌ أنتَ بَينَهُما فاخْتَرْ وما فِيهِما حَظٌّ لِمُخْتارِ فشَكَّ غيرَ طَويلٍ ثمَّ قالَ لهُ: اقتُل أسِيرَكَ إني مانعٌ جارِي شعره وشهرته: كان السَّمَوْءَل شاعرًا مجيدًا، وأشهر أعماله اللامية التي تعد من عيون الشعر الجاهلي، ومطلعها: إذا المرء لم يدنس من اللؤم عرضه فكـل رداء يرتديه جميل وإن هو لم يحمل على النفس ضيمها فليس إلى حسن الثناء سبيل تُعَيِّرُنا أنّا قليلٌ عديدُنا فقلتُ لها إن الكرامَ قليلُ وما قلَّ مَنْ كانت بقاياه مثلنا شبابٌ تسامى للعلا وكهولُ وما ضرنا أنا قليل وجارنا عزيز وجار الأكثرين ذليل وأنا لقوم لا نرى القتل سبة اذا ما رأته عامر وسلول صفونا فلم نكدر وأخلص سرنا إناث اطابت حملنا وفحول وننكر إن شئنا على الناس قولهم ولا ينكرون القول حين نقول إذا سيد منّا خلا قام سيد قؤول لما قال الكرام فعول وما اُخمدت نار لنا دون طارق ولا ذمّنا في النازلين نزيل سلي إن جهلت الناس عنّا وعنهم فليس سواء عالم وجهول حصن الأبلق: بنى جده عادياء حصن الأبلق في تيماء، شمال المدينة المنورة. كان الحصن مَعلمًا استراتيجيًا ومكانًا آمنًا للمسافرين إلى بلاد الشام. ذريته: خلّف السَّمَوْءَل أبناءً كان لهم أثرٌ بارز: برة بنت السَّمَوْءَل، جدة صفية بنت حيي زوجة النبي محمد ﷺ. غريض بن السَّمَوْءَل، شاعر مميز. شريح بن السَّمَوْءَل، الذي ذكره الأعشى في قصيدته الشهيرة. رفاعة بن السَّمَوْءَل القرضي. وفاته: توفي السَّمَوْءَل في تيماء حوالي عام 560م، بعد حياة كانت رمزًا للشجاعة، الوفاء، والشعر. المصادر: 📚 1. ابن سلاّم الجمحي، طبقات فحول الشعراء.📖 2. جواد علي، المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام.📖 3. أبو الفرج الأصفهاني، الأغاني.📖 4. ابن خلدون، تاريخ ابن خلدون.📖 5. اليعقوبي، تاريخ اليعقوبي.📖 6. المكتبة الشاملة، رجال المعلقات العشر.📖
    0 Comentários 0 Compartilhamentos 37 Visualizações 0 Anterior
  • خبر السَّمَوْءَل بن عُرَيض الأزدي: شاعر الجاهلية ومضرب المثل في الوفاء!

    نسبه وبيئته:
    هوا السَّمَوْءَل بن عُرَيض بن عادياء بن رفاعة بن الحارث الأزدي، شاعر جاهلي يهودي من سكان خيبر، عُرف ببيانه وبلاغته وشاعريته الفذّة. عاش في نهاية القرن الخامس الميلادي وبداية القرن السادس، وكان يتنقل بين خيبر وحصن الأبلق في تيماء الذي بناه جده عادياء.
    اختلف النسّابون في نسبه؛ فمنهم من قال إنه من سبط يهوذا، وآخرون نسبوه إلى الكاهنين من سبط لاوي. وقيل إنه من غسان من قبيلة الأزد، لكن البعض أنكر غسانيته. كما أشار هو نفسه في قصيدته إلى بني الديان من بني الحارث بن كعب من قبيلة مذحج، مما يعزز أصوله العربية اليهودية.

    اسمه ومعناه:
    الاسم "السَّمَوْءَل" معرب عن العبرية "شْمُوئِيل" (שְׁמוּאֵל)، المشتق من "شِيم" بمعنى "اسم" و"إِيل" بمعنى "الله"، أي "سمّاه الله". وقد يُشتق أيضًا من "صموئيل" ويعني "الظل".

    دوره في الوفاء:
    اشتهر السَّمَوْءَل بوفائه الذي أصبح مضرب المثل. فقد استودعه امرؤ القيس دروعًا ثمينة، وحينما طالب بها الحارث بن أبي شَمِر الغساني، رفض السَّمَوْءَل تسليمها رغم تهديده. قام الحارث بأسر ابن السَّمَوْءَل وأمهله بين تسليم الأمانة أو التضحية بابنه. اختار السَّمَوْءَل الوفاء ورفض التفريط بالدروع، فأعدم الحارث ابنه. هذه الحادثة جسدت أسمى معاني الوفاء والأمانة.
    فأنشد السَّمَوْءَل:
    وفيت بأدرع الكندي أني
    إذا ما خان أقـوام وفيـت
    وفي ذلك يقول الأعشى، مخاطباً بعضَ بَنِي السموأل:

    كُنْ كالسَّمَوْءَلِ إِذْ طافَ الهُمامُ بِهِ
    في جَحْفَلٍ كَسَوادِ اللَّيلِ جَرَّارِ
    بِالأَبْلَقِ الفَرْدِ مِنْ تَيْماءَ مَنْزِلُهُ
    حِصْنٌ حَصِينٌ وجارٌ غَيرُ غَدَّارِ
    إذ سامَهُ خُطَّتَي خَسْفٍ فقالَ لهُ:
    قُلْ ما تَشاءُ فإنِّي سامعٌ حارِ
    فقالَ ثُكْلٌ وغَدْرٌ أنتَ بَينَهُما
    فاخْتَرْ وما فِيهِما حَظٌّ لِمُخْتارِ
    فشَكَّ غيرَ طَويلٍ ثمَّ قالَ لهُ:
    اقتُل أسِيرَكَ إني مانعٌ جارِي

    شعره وشهرته:

    كان السَّمَوْءَل شاعرًا مجيدًا، وأشهر أعماله اللامية التي تعد من عيون الشعر الجاهلي، ومطلعها:

    إذا المرء لم يدنس من اللؤم عرضه
    فكـل رداء يرتديه جميل
    وإن هو لم يحمل على النفس ضيمها
    فليس إلى حسن الثناء سبيل
    تُعَيِّرُنا أنّا قليلٌ عديدُنا
    فقلتُ لها إن الكرامَ قليلُ
    وما قلَّ مَنْ كانت بقاياه مثلنا
    شبابٌ تسامى للعلا وكهولُ
    وما ضرنا أنا قليل وجارنا
    عزيز وجار الأكثرين ذليل
    وأنا لقوم لا نرى القتل سبة
    اذا ما رأته عامر وسلول
    صفونا فلم نكدر وأخلص سرنا
    إناث اطابت حملنا وفحول
    وننكر إن شئنا على الناس قولهم
    ولا ينكرون القول حين نقول
    إذا سيد منّا خلا قام سيد
    قؤول لما قال الكرام فعول
    وما اُخمدت نار لنا دون طارق
    ولا ذمّنا في النازلين نزيل
    سلي إن جهلت الناس عنّا وعنهم
    فليس سواء عالم وجهول

    حصن الأبلق:
    بنى جده عادياء حصن الأبلق في تيماء، شمال المدينة المنورة. كان الحصن مَعلمًا استراتيجيًا ومكانًا آمنًا للمسافرين إلى بلاد الشام.

    ذريته:
    خلّف السَّمَوْءَل أبناءً كان لهم أثرٌ بارز:

    برة بنت السَّمَوْءَل، جدة صفية بنت حيي زوجة النبي محمد ﷺ.

    غريض بن السَّمَوْءَل، شاعر مميز.

    شريح بن السَّمَوْءَل، الذي ذكره الأعشى في قصيدته الشهيرة.

    رفاعة بن السَّمَوْءَل القرضي.

    وفاته:
    توفي السَّمَوْءَل في تيماء حوالي عام 560م، بعد حياة كانت رمزًا للشجاعة، الوفاء، والشعر.

    المصادر:

    1. ابن سلاّم الجمحي، طبقات فحول الشعراء.

    2. جواد علي، المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام.

    3. أبو الفرج الأصفهاني، الأغاني.

    4. ابن خلدون، تاريخ ابن خلدون.

    5. اليعقوبي، تاريخ اليعقوبي.

    6. المكتبة الشاملة، رجال المعلقات العشر.
    خبر السَّمَوْءَل بن عُرَيض الأزدي: شاعر الجاهلية ومضرب المثل في الوفاء! نسبه وبيئته: هوا السَّمَوْءَل بن عُرَيض بن عادياء بن رفاعة بن الحارث الأزدي، شاعر جاهلي يهودي من سكان خيبر، عُرف ببيانه وبلاغته وشاعريته الفذّة. عاش في نهاية القرن الخامس الميلادي وبداية القرن السادس، وكان يتنقل بين خيبر وحصن الأبلق في تيماء الذي بناه جده عادياء. اختلف النسّابون في نسبه؛ فمنهم من قال إنه من سبط يهوذا، وآخرون نسبوه إلى الكاهنين من سبط لاوي. وقيل إنه من غسان من قبيلة الأزد، لكن البعض أنكر غسانيته. كما أشار هو نفسه في قصيدته إلى بني الديان من بني الحارث بن كعب من قبيلة مذحج، مما يعزز أصوله العربية اليهودية. اسمه ومعناه: الاسم "السَّمَوْءَل" معرب عن العبرية "شْمُوئِيل" (שְׁמוּאֵל)، المشتق من "شِيم" بمعنى "اسم" و"إِيل" بمعنى "الله"، أي "سمّاه الله". وقد يُشتق أيضًا من "صموئيل" ويعني "الظل". دوره في الوفاء: اشتهر السَّمَوْءَل بوفائه الذي أصبح مضرب المثل. فقد استودعه امرؤ القيس دروعًا ثمينة، وحينما طالب بها الحارث بن أبي شَمِر الغساني، رفض السَّمَوْءَل تسليمها رغم تهديده. قام الحارث بأسر ابن السَّمَوْءَل وأمهله بين تسليم الأمانة أو التضحية بابنه. اختار السَّمَوْءَل الوفاء ورفض التفريط بالدروع، فأعدم الحارث ابنه. هذه الحادثة جسدت أسمى معاني الوفاء والأمانة. فأنشد السَّمَوْءَل: وفيت بأدرع الكندي أني إذا ما خان أقـوام وفيـت وفي ذلك يقول الأعشى، مخاطباً بعضَ بَنِي السموأل: كُنْ كالسَّمَوْءَلِ إِذْ طافَ الهُمامُ بِهِ في جَحْفَلٍ كَسَوادِ اللَّيلِ جَرَّارِ بِالأَبْلَقِ الفَرْدِ مِنْ تَيْماءَ مَنْزِلُهُ حِصْنٌ حَصِينٌ وجارٌ غَيرُ غَدَّارِ إذ سامَهُ خُطَّتَي خَسْفٍ فقالَ لهُ: قُلْ ما تَشاءُ فإنِّي سامعٌ حارِ فقالَ ثُكْلٌ وغَدْرٌ أنتَ بَينَهُما فاخْتَرْ وما فِيهِما حَظٌّ لِمُخْتارِ فشَكَّ غيرَ طَويلٍ ثمَّ قالَ لهُ: اقتُل أسِيرَكَ إني مانعٌ جارِي شعره وشهرته: كان السَّمَوْءَل شاعرًا مجيدًا، وأشهر أعماله اللامية التي تعد من عيون الشعر الجاهلي، ومطلعها: إذا المرء لم يدنس من اللؤم عرضه فكـل رداء يرتديه جميل وإن هو لم يحمل على النفس ضيمها فليس إلى حسن الثناء سبيل تُعَيِّرُنا أنّا قليلٌ عديدُنا فقلتُ لها إن الكرامَ قليلُ وما قلَّ مَنْ كانت بقاياه مثلنا شبابٌ تسامى للعلا وكهولُ وما ضرنا أنا قليل وجارنا عزيز وجار الأكثرين ذليل وأنا لقوم لا نرى القتل سبة اذا ما رأته عامر وسلول صفونا فلم نكدر وأخلص سرنا إناث اطابت حملنا وفحول وننكر إن شئنا على الناس قولهم ولا ينكرون القول حين نقول إذا سيد منّا خلا قام سيد قؤول لما قال الكرام فعول وما اُخمدت نار لنا دون طارق ولا ذمّنا في النازلين نزيل سلي إن جهلت الناس عنّا وعنهم فليس سواء عالم وجهول حصن الأبلق: بنى جده عادياء حصن الأبلق في تيماء، شمال المدينة المنورة. كان الحصن مَعلمًا استراتيجيًا ومكانًا آمنًا للمسافرين إلى بلاد الشام. ذريته: خلّف السَّمَوْءَل أبناءً كان لهم أثرٌ بارز: برة بنت السَّمَوْءَل، جدة صفية بنت حيي زوجة النبي محمد ﷺ. غريض بن السَّمَوْءَل، شاعر مميز. شريح بن السَّمَوْءَل، الذي ذكره الأعشى في قصيدته الشهيرة. رفاعة بن السَّمَوْءَل القرضي. وفاته: توفي السَّمَوْءَل في تيماء حوالي عام 560م، بعد حياة كانت رمزًا للشجاعة، الوفاء، والشعر. المصادر: 📚 1. ابن سلاّم الجمحي، طبقات فحول الشعراء.📖 2. جواد علي، المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام.📖 3. أبو الفرج الأصفهاني، الأغاني.📖 4. ابن خلدون، تاريخ ابن خلدون.📖 5. اليعقوبي، تاريخ اليعقوبي.📖 6. المكتبة الشاملة، رجال المعلقات العشر.📖
    0 Comentários 0 Compartilhamentos 38 Visualizações 0 Anterior
  • خبر السَّمَوْءَل بن عُرَيض الأزدي: شاعر الجاهلية ومضرب المثل في الوفاء!

    نسبه وبيئته:
    هوا السَّمَوْءَل بن عُرَيض بن عادياء بن رفاعة بن الحارث الأزدي، شاعر جاهلي يهودي من سكان خيبر، عُرف ببيانه وبلاغته وشاعريته الفذّة. عاش في نهاية القرن الخامس الميلادي وبداية القرن السادس، وكان يتنقل بين خيبر وحصن الأبلق في تيماء الذي بناه جده عادياء.
    اختلف النسّابون في نسبه؛ فمنهم من قال إنه من سبط يهوذا، وآخرون نسبوه إلى الكاهنين من سبط لاوي. وقيل إنه من غسان من قبيلة الأزد، لكن البعض أنكر غسانيته. كما أشار هو نفسه في قصيدته إلى بني الديان من بني الحارث بن كعب من قبيلة مذحج، مما يعزز أصوله العربية اليهودية.

    اسمه ومعناه:
    الاسم "السَّمَوْءَل" معرب عن العبرية "شْمُوئِيل" (שְׁמוּאֵל)، المشتق من "شِيم" بمعنى "اسم" و"إِيل" بمعنى "الله"، أي "سمّاه الله". وقد يُشتق أيضًا من "صموئيل" ويعني "الظل".

    دوره في الوفاء:
    اشتهر السَّمَوْءَل بوفائه الذي أصبح مضرب المثل. فقد استودعه امرؤ القيس دروعًا ثمينة، وحينما طالب بها الحارث بن أبي شَمِر الغساني، رفض السَّمَوْءَل تسليمها رغم تهديده. قام الحارث بأسر ابن السَّمَوْءَل وأمهله بين تسليم الأمانة أو التضحية بابنه. اختار السَّمَوْءَل الوفاء ورفض التفريط بالدروع، فأعدم الحارث ابنه. هذه الحادثة جسدت أسمى معاني الوفاء والأمانة.
    فأنشد السَّمَوْءَل:
    وفيت بأدرع الكندي أني
    إذا ما خان أقـوام وفيـت
    وفي ذلك يقول الأعشى، مخاطباً بعضَ بَنِي السموأل:

    كُنْ كالسَّمَوْءَلِ إِذْ طافَ الهُمامُ بِهِ
    في جَحْفَلٍ كَسَوادِ اللَّيلِ جَرَّارِ
    بِالأَبْلَقِ الفَرْدِ مِنْ تَيْماءَ مَنْزِلُهُ
    حِصْنٌ حَصِينٌ وجارٌ غَيرُ غَدَّارِ
    إذ سامَهُ خُطَّتَي خَسْفٍ فقالَ لهُ:
    قُلْ ما تَشاءُ فإنِّي سامعٌ حارِ
    فقالَ ثُكْلٌ وغَدْرٌ أنتَ بَينَهُما
    فاخْتَرْ وما فِيهِما حَظٌّ لِمُخْتارِ
    فشَكَّ غيرَ طَويلٍ ثمَّ قالَ لهُ:
    اقتُل أسِيرَكَ إني مانعٌ جارِي

    شعره وشهرته:

    كان السَّمَوْءَل شاعرًا مجيدًا، وأشهر أعماله اللامية التي تعد من عيون الشعر الجاهلي، ومطلعها:

    إذا المرء لم يدنس من اللؤم عرضه
    فكـل رداء يرتديه جميل
    وإن هو لم يحمل على النفس ضيمها
    فليس إلى حسن الثناء سبيل
    تُعَيِّرُنا أنّا قليلٌ عديدُنا
    فقلتُ لها إن الكرامَ قليلُ
    وما قلَّ مَنْ كانت بقاياه مثلنا
    شبابٌ تسامى للعلا وكهولُ
    وما ضرنا أنا قليل وجارنا
    عزيز وجار الأكثرين ذليل
    وأنا لقوم لا نرى القتل سبة
    اذا ما رأته عامر وسلول
    صفونا فلم نكدر وأخلص سرنا
    إناث اطابت حملنا وفحول
    وننكر إن شئنا على الناس قولهم
    ولا ينكرون القول حين نقول
    إذا سيد منّا خلا قام سيد
    قؤول لما قال الكرام فعول
    وما اُخمدت نار لنا دون طارق
    ولا ذمّنا في النازلين نزيل
    سلي إن جهلت الناس عنّا وعنهم
    فليس سواء عالم وجهول

    حصن الأبلق:
    بنى جده عادياء حصن الأبلق في تيماء، شمال المدينة المنورة. كان الحصن مَعلمًا استراتيجيًا ومكانًا آمنًا للمسافرين إلى بلاد الشام.

    ذريته:
    خلّف السَّمَوْءَل أبناءً كان لهم أثرٌ بارز:

    برة بنت السَّمَوْءَل، جدة صفية بنت حيي زوجة النبي محمد ﷺ.

    غريض بن السَّمَوْءَل، شاعر مميز.

    شريح بن السَّمَوْءَل، الذي ذكره الأعشى في قصيدته الشهيرة.

    رفاعة بن السَّمَوْءَل القرضي.

    وفاته:
    توفي السَّمَوْءَل في تيماء حوالي عام 560م، بعد حياة كانت رمزًا للشجاعة، الوفاء، والشعر.

    المصادر:

    1. ابن سلاّم الجمحي، طبقات فحول الشعراء.

    2. جواد علي، المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام.

    3. أبو الفرج الأصفهاني، الأغاني.

    4. ابن خلدون، تاريخ ابن خلدون.

    5. اليعقوبي، تاريخ اليعقوبي.

    6. المكتبة الشاملة، رجال المعلقات العشر.
    خبر السَّمَوْءَل بن عُرَيض الأزدي: شاعر الجاهلية ومضرب المثل في الوفاء! نسبه وبيئته: هوا السَّمَوْءَل بن عُرَيض بن عادياء بن رفاعة بن الحارث الأزدي، شاعر جاهلي يهودي من سكان خيبر، عُرف ببيانه وبلاغته وشاعريته الفذّة. عاش في نهاية القرن الخامس الميلادي وبداية القرن السادس، وكان يتنقل بين خيبر وحصن الأبلق في تيماء الذي بناه جده عادياء. اختلف النسّابون في نسبه؛ فمنهم من قال إنه من سبط يهوذا، وآخرون نسبوه إلى الكاهنين من سبط لاوي. وقيل إنه من غسان من قبيلة الأزد، لكن البعض أنكر غسانيته. كما أشار هو نفسه في قصيدته إلى بني الديان من بني الحارث بن كعب من قبيلة مذحج، مما يعزز أصوله العربية اليهودية. اسمه ومعناه: الاسم "السَّمَوْءَل" معرب عن العبرية "شْمُوئِيل" (שְׁמוּאֵל)، المشتق من "شِيم" بمعنى "اسم" و"إِيل" بمعنى "الله"، أي "سمّاه الله". وقد يُشتق أيضًا من "صموئيل" ويعني "الظل". دوره في الوفاء: اشتهر السَّمَوْءَل بوفائه الذي أصبح مضرب المثل. فقد استودعه امرؤ القيس دروعًا ثمينة، وحينما طالب بها الحارث بن أبي شَمِر الغساني، رفض السَّمَوْءَل تسليمها رغم تهديده. قام الحارث بأسر ابن السَّمَوْءَل وأمهله بين تسليم الأمانة أو التضحية بابنه. اختار السَّمَوْءَل الوفاء ورفض التفريط بالدروع، فأعدم الحارث ابنه. هذه الحادثة جسدت أسمى معاني الوفاء والأمانة. فأنشد السَّمَوْءَل: وفيت بأدرع الكندي أني إذا ما خان أقـوام وفيـت وفي ذلك يقول الأعشى، مخاطباً بعضَ بَنِي السموأل: كُنْ كالسَّمَوْءَلِ إِذْ طافَ الهُمامُ بِهِ في جَحْفَلٍ كَسَوادِ اللَّيلِ جَرَّارِ بِالأَبْلَقِ الفَرْدِ مِنْ تَيْماءَ مَنْزِلُهُ حِصْنٌ حَصِينٌ وجارٌ غَيرُ غَدَّارِ إذ سامَهُ خُطَّتَي خَسْفٍ فقالَ لهُ: قُلْ ما تَشاءُ فإنِّي سامعٌ حارِ فقالَ ثُكْلٌ وغَدْرٌ أنتَ بَينَهُما فاخْتَرْ وما فِيهِما حَظٌّ لِمُخْتارِ فشَكَّ غيرَ طَويلٍ ثمَّ قالَ لهُ: اقتُل أسِيرَكَ إني مانعٌ جارِي شعره وشهرته: كان السَّمَوْءَل شاعرًا مجيدًا، وأشهر أعماله اللامية التي تعد من عيون الشعر الجاهلي، ومطلعها: إذا المرء لم يدنس من اللؤم عرضه فكـل رداء يرتديه جميل وإن هو لم يحمل على النفس ضيمها فليس إلى حسن الثناء سبيل تُعَيِّرُنا أنّا قليلٌ عديدُنا فقلتُ لها إن الكرامَ قليلُ وما قلَّ مَنْ كانت بقاياه مثلنا شبابٌ تسامى للعلا وكهولُ وما ضرنا أنا قليل وجارنا عزيز وجار الأكثرين ذليل وأنا لقوم لا نرى القتل سبة اذا ما رأته عامر وسلول صفونا فلم نكدر وأخلص سرنا إناث اطابت حملنا وفحول وننكر إن شئنا على الناس قولهم ولا ينكرون القول حين نقول إذا سيد منّا خلا قام سيد قؤول لما قال الكرام فعول وما اُخمدت نار لنا دون طارق ولا ذمّنا في النازلين نزيل سلي إن جهلت الناس عنّا وعنهم فليس سواء عالم وجهول حصن الأبلق: بنى جده عادياء حصن الأبلق في تيماء، شمال المدينة المنورة. كان الحصن مَعلمًا استراتيجيًا ومكانًا آمنًا للمسافرين إلى بلاد الشام. ذريته: خلّف السَّمَوْءَل أبناءً كان لهم أثرٌ بارز: برة بنت السَّمَوْءَل، جدة صفية بنت حيي زوجة النبي محمد ﷺ. غريض بن السَّمَوْءَل، شاعر مميز. شريح بن السَّمَوْءَل، الذي ذكره الأعشى في قصيدته الشهيرة. رفاعة بن السَّمَوْءَل القرضي. وفاته: توفي السَّمَوْءَل في تيماء حوالي عام 560م، بعد حياة كانت رمزًا للشجاعة، الوفاء، والشعر. المصادر: 📚 1. ابن سلاّم الجمحي، طبقات فحول الشعراء.📖 2. جواد علي، المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام.📖 3. أبو الفرج الأصفهاني، الأغاني.📖 4. ابن خلدون، تاريخ ابن خلدون.📖 5. اليعقوبي، تاريخ اليعقوبي.📖 6. المكتبة الشاملة، رجال المعلقات العشر.📖
    0 Comentários 0 Compartilhamentos 162 Visualizações 0 Anterior
  • خبر السَّمَوْءَل بن عُرَيض الأزدي: شاعر الجاهلية ومضرب المثل في الوفاء!

    نسبه وبيئته:
    هوا السَّمَوْءَل بن عُرَيض بن عادياء بن رفاعة بن الحارث الأزدي، شاعر جاهلي يهودي من سكان خيبر، عُرف ببيانه وبلاغته وشاعريته الفذّة. عاش في نهاية القرن الخامس الميلادي وبداية القرن السادس، وكان يتنقل بين خيبر وحصن الأبلق في تيماء الذي بناه جده عادياء.
    اختلف النسّابون في نسبه؛ فمنهم من قال إنه من سبط يهوذا، وآخرون نسبوه إلى الكاهنين من سبط لاوي. وقيل إنه من غسان من قبيلة الأزد، لكن البعض أنكر غسانيته. كما أشار هو نفسه في قصيدته إلى بني الديان من بني الحارث بن كعب من قبيلة مذحج، مما يعزز أصوله العربية اليهودية.

    اسمه ومعناه:
    الاسم "السَّمَوْءَل" معرب عن العبرية "شْمُوئِيل" (שְׁמוּאֵל)، المشتق من "شِيم" بمعنى "اسم" و"إِيل" بمعنى "الله"، أي "سمّاه الله". وقد يُشتق أيضًا من "صموئيل" ويعني "الظل".

    دوره في الوفاء:
    اشتهر السَّمَوْءَل بوفائه الذي أصبح مضرب المثل. فقد استودعه امرؤ القيس دروعًا ثمينة، وحينما طالب بها الحارث بن أبي شَمِر الغساني، رفض السَّمَوْءَل تسليمها رغم تهديده. قام الحارث بأسر ابن السَّمَوْءَل وأمهله بين تسليم الأمانة أو التضحية بابنه. اختار السَّمَوْءَل الوفاء ورفض التفريط بالدروع، فأعدم الحارث ابنه. هذه الحادثة جسدت أسمى معاني الوفاء والأمانة.
    فأنشد السَّمَوْءَل:
    وفيت بأدرع الكندي أني
    إذا ما خان أقـوام وفيـت
    وفي ذلك يقول الأعشى، مخاطباً بعضَ بَنِي السموأل:

    كُنْ كالسَّمَوْءَلِ إِذْ طافَ الهُمامُ بِهِ
    في جَحْفَلٍ كَسَوادِ اللَّيلِ جَرَّارِ
    بِالأَبْلَقِ الفَرْدِ مِنْ تَيْماءَ مَنْزِلُهُ
    حِصْنٌ حَصِينٌ وجارٌ غَيرُ غَدَّارِ
    إذ سامَهُ خُطَّتَي خَسْفٍ فقالَ لهُ:
    قُلْ ما تَشاءُ فإنِّي سامعٌ حارِ
    فقالَ ثُكْلٌ وغَدْرٌ أنتَ بَينَهُما
    فاخْتَرْ وما فِيهِما حَظٌّ لِمُخْتارِ
    فشَكَّ غيرَ طَويلٍ ثمَّ قالَ لهُ:
    اقتُل أسِيرَكَ إني مانعٌ جارِي

    شعره وشهرته:

    كان السَّمَوْءَل شاعرًا مجيدًا، وأشهر أعماله اللامية التي تعد من عيون الشعر الجاهلي، ومطلعها:

    إذا المرء لم يدنس من اللؤم عرضه
    فكـل رداء يرتديه جميل
    وإن هو لم يحمل على النفس ضيمها
    فليس إلى حسن الثناء سبيل
    تُعَيِّرُنا أنّا قليلٌ عديدُنا
    فقلتُ لها إن الكرامَ قليلُ
    وما قلَّ مَنْ كانت بقاياه مثلنا
    شبابٌ تسامى للعلا وكهولُ
    وما ضرنا أنا قليل وجارنا
    عزيز وجار الأكثرين ذليل
    وأنا لقوم لا نرى القتل سبة
    اذا ما رأته عامر وسلول
    صفونا فلم نكدر وأخلص سرنا
    إناث اطابت حملنا وفحول
    وننكر إن شئنا على الناس قولهم
    ولا ينكرون القول حين نقول
    إذا سيد منّا خلا قام سيد
    قؤول لما قال الكرام فعول
    وما اُخمدت نار لنا دون طارق
    ولا ذمّنا في النازلين نزيل
    سلي إن جهلت الناس عنّا وعنهم
    فليس سواء عالم وجهول

    حصن الأبلق:
    بنى جده عادياء حصن الأبلق في تيماء، شمال المدينة المنورة. كان الحصن مَعلمًا استراتيجيًا ومكانًا آمنًا للمسافرين إلى بلاد الشام.

    ذريته:
    خلّف السَّمَوْءَل أبناءً كان لهم أثرٌ بارز:

    برة بنت السَّمَوْءَل، جدة صفية بنت حيي زوجة النبي محمد ﷺ.

    غريض بن السَّمَوْءَل، شاعر مميز.

    شريح بن السَّمَوْءَل، الذي ذكره الأعشى في قصيدته الشهيرة.

    رفاعة بن السَّمَوْءَل القرضي.

    وفاته:
    توفي السَّمَوْءَل في تيماء حوالي عام 560م، بعد حياة كانت رمزًا للشجاعة، الوفاء، والشعر.

    المصادر:

    1. ابن سلاّم الجمحي، طبقات فحول الشعراء.

    2. جواد علي، المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام.

    3. أبو الفرج الأصفهاني، الأغاني.

    4. ابن خلدون، تاريخ ابن خلدون.

    5. اليعقوبي، تاريخ اليعقوبي.

    6. المكتبة الشاملة، رجال المعلقات العشر.
    خبر السَّمَوْءَل بن عُرَيض الأزدي: شاعر الجاهلية ومضرب المثل في الوفاء! نسبه وبيئته: هوا السَّمَوْءَل بن عُرَيض بن عادياء بن رفاعة بن الحارث الأزدي، شاعر جاهلي يهودي من سكان خيبر، عُرف ببيانه وبلاغته وشاعريته الفذّة. عاش في نهاية القرن الخامس الميلادي وبداية القرن السادس، وكان يتنقل بين خيبر وحصن الأبلق في تيماء الذي بناه جده عادياء. اختلف النسّابون في نسبه؛ فمنهم من قال إنه من سبط يهوذا، وآخرون نسبوه إلى الكاهنين من سبط لاوي. وقيل إنه من غسان من قبيلة الأزد، لكن البعض أنكر غسانيته. كما أشار هو نفسه في قصيدته إلى بني الديان من بني الحارث بن كعب من قبيلة مذحج، مما يعزز أصوله العربية اليهودية. اسمه ومعناه: الاسم "السَّمَوْءَل" معرب عن العبرية "شْمُوئِيل" (שְׁמוּאֵל)، المشتق من "شِيم" بمعنى "اسم" و"إِيل" بمعنى "الله"، أي "سمّاه الله". وقد يُشتق أيضًا من "صموئيل" ويعني "الظل". دوره في الوفاء: اشتهر السَّمَوْءَل بوفائه الذي أصبح مضرب المثل. فقد استودعه امرؤ القيس دروعًا ثمينة، وحينما طالب بها الحارث بن أبي شَمِر الغساني، رفض السَّمَوْءَل تسليمها رغم تهديده. قام الحارث بأسر ابن السَّمَوْءَل وأمهله بين تسليم الأمانة أو التضحية بابنه. اختار السَّمَوْءَل الوفاء ورفض التفريط بالدروع، فأعدم الحارث ابنه. هذه الحادثة جسدت أسمى معاني الوفاء والأمانة. فأنشد السَّمَوْءَل: وفيت بأدرع الكندي أني إذا ما خان أقـوام وفيـت وفي ذلك يقول الأعشى، مخاطباً بعضَ بَنِي السموأل: كُنْ كالسَّمَوْءَلِ إِذْ طافَ الهُمامُ بِهِ في جَحْفَلٍ كَسَوادِ اللَّيلِ جَرَّارِ بِالأَبْلَقِ الفَرْدِ مِنْ تَيْماءَ مَنْزِلُهُ حِصْنٌ حَصِينٌ وجارٌ غَيرُ غَدَّارِ إذ سامَهُ خُطَّتَي خَسْفٍ فقالَ لهُ: قُلْ ما تَشاءُ فإنِّي سامعٌ حارِ فقالَ ثُكْلٌ وغَدْرٌ أنتَ بَينَهُما فاخْتَرْ وما فِيهِما حَظٌّ لِمُخْتارِ فشَكَّ غيرَ طَويلٍ ثمَّ قالَ لهُ: اقتُل أسِيرَكَ إني مانعٌ جارِي شعره وشهرته: كان السَّمَوْءَل شاعرًا مجيدًا، وأشهر أعماله اللامية التي تعد من عيون الشعر الجاهلي، ومطلعها: إذا المرء لم يدنس من اللؤم عرضه فكـل رداء يرتديه جميل وإن هو لم يحمل على النفس ضيمها فليس إلى حسن الثناء سبيل تُعَيِّرُنا أنّا قليلٌ عديدُنا فقلتُ لها إن الكرامَ قليلُ وما قلَّ مَنْ كانت بقاياه مثلنا شبابٌ تسامى للعلا وكهولُ وما ضرنا أنا قليل وجارنا عزيز وجار الأكثرين ذليل وأنا لقوم لا نرى القتل سبة اذا ما رأته عامر وسلول صفونا فلم نكدر وأخلص سرنا إناث اطابت حملنا وفحول وننكر إن شئنا على الناس قولهم ولا ينكرون القول حين نقول إذا سيد منّا خلا قام سيد قؤول لما قال الكرام فعول وما اُخمدت نار لنا دون طارق ولا ذمّنا في النازلين نزيل سلي إن جهلت الناس عنّا وعنهم فليس سواء عالم وجهول حصن الأبلق: بنى جده عادياء حصن الأبلق في تيماء، شمال المدينة المنورة. كان الحصن مَعلمًا استراتيجيًا ومكانًا آمنًا للمسافرين إلى بلاد الشام. ذريته: خلّف السَّمَوْءَل أبناءً كان لهم أثرٌ بارز: برة بنت السَّمَوْءَل، جدة صفية بنت حيي زوجة النبي محمد ﷺ. غريض بن السَّمَوْءَل، شاعر مميز. شريح بن السَّمَوْءَل، الذي ذكره الأعشى في قصيدته الشهيرة. رفاعة بن السَّمَوْءَل القرضي. وفاته: توفي السَّمَوْءَل في تيماء حوالي عام 560م، بعد حياة كانت رمزًا للشجاعة، الوفاء، والشعر. المصادر: 📚 1. ابن سلاّم الجمحي، طبقات فحول الشعراء.📖 2. جواد علي، المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام.📖 3. أبو الفرج الأصفهاني، الأغاني.📖 4. ابن خلدون، تاريخ ابن خلدون.📖 5. اليعقوبي، تاريخ اليعقوبي.📖 6. المكتبة الشاملة، رجال المعلقات العشر.📖
    Love
    1
    0 Comentários 2 Compartilhamentos 296 Visualizações 0 Anterior
  • خير الصحابة

    عبد الرحمن بن عوف

    هو أحد الثمانية السابقين إلى الإسلام .

    وأحَدُ العَشَرَةِ المُبَشِّرين بالجنة .

    وأَحَدُ السِّنَّةِ أَصْحَابِ الشورى يوم اختيار الخليفة بعد الفاروق . وأحد النفر الذين كانوا يفتون في المدينة ورسول الله صلوات الله وسلامه عليه حي قائم بين ظهراني المسلمين

    كان اسمه في الجاهلية عبد عمرو ، فلما أَسْلَم دعاه الرسول الكريم عبد الرحمن .

    ذلكم هو عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه وأرضاه .

    ***

    أسلم عبد الرحمن بن عوف قبل أن يَدْخُل الرسول الكريم دار الأرقم وذلك بعد إسلام الصديق بيومين اثنين .

    ولقي من العذاب في سبيل الله ما لقيه المسلمون الأولون فَصَبَرَ وَصَبروا ، وثبت وثبتوا ، وَصدَقَ وَصَدَقوا ، وفَرَّ بدينه إلى الحبشة كما فر كثير منهم بدينه ..
    ولما أذن للرسول وأصحابه بالهجرة إلى المدينة كان في طليعة المهاجرين الذين هاجروا لله ورسوله .

    ولما أخذ الرسول صلوات الله عليه يُؤَاخِي بين المهاجرين والأنصار أخي بينه وبين سعد بن الربيع الأَنْصَارِي رَضِي الله عنه، فقال سعد لأخيه عبد الرحمن بن عوف : أي أخي ! أنا أكثر أهل المدينة مالاً ، وعِنْدِي بُسْتَانَانَ، ولي امرأتان ، فانظُرْ أَي بُستاني أَحَبُّ إليك حتى أخرج لك عنه، وأي امرأتي أرضى عندك حتى أطلقها لك .

    فقال عبد الرحمن لأخيه الأنصاري : بارك الله لك في أهلك ومالك ولكن دلني على الشوق ... فدله عليه فَجَعَلَ يَتَّجِرُ ، وطَفِقَ يَشْتَرِي ويبيع ،ويربح ويدخر .

    وما هو إلا قليل حتى اجتمع لديه مهر امرأة فتزوج ، وجاء إلى الرسول عليه الصلاة والسلام وعليه طيب .

    فقال له الرسول صلوات الله عليه : ( مَهيم ) يا عبد الرحمن [ وهي كلمة يمَانِيةٌ تفيد التعجب .]

    فقال : تزوجت

    فقال : ( وما أعطيت زوجتك مِن المَهْرِ ؟!) .

    قال : وزن نواة من ذهب .

    (قال : أولم ، ولو بشاة ، بارك الله لك في مالك .....

    قال عبد الرحمن : فأقبلت الدنيا . عَلَيَّ حَتَّى رَأَيْتُنِي لو رَفَعْتُ حَجْراً لَتَوَقَّعْتُأَنْ أَجِدَ تَحْتَه ذَهَباً أو فضة
    وفي يوم بدر جاهد عبد الرحمن بن عوف في اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ فَأَرْدَى

    عَدُوٌّ اللَّهِ عُمَيْرَ بنَ عثمان بن كَعْبِ التَّيْمِي .

    وفي يوم أحدٍ ثَبَتَ حين زُلْزِلَتِ الأقدام ، وصمد حين فر المنهزمون ، وخرج من المعركة وفيه بضعة وعشرون جرحاً ، بعضها عميق تدخل فيه يد الرجل . ولكن جهاد عبد الرحمن بن عوف بنفسِهِ أَصْبَحَ يُعَدُّ قليلا إذا قيس بجهادِهِ بماله .

    فَهَا هُوَ ذَا رسول الله صلوات الله وسلامه عليه يريد أن يُجهز سَرِيَّةً ، فَوَقَفَ في أصحابه وقال : ( تَصَدَّقُوا فَإِنِّي أُرِيدُ أَنْ أَبْعَثَ بَعْثاً ) .

    فبادر عبد الرحمن بن عوف إلى منزله وعاد مسرعاً

    وقال : يا رسول الله عندي أربعة آلاف :

    ألفان منها أفرَضْتُهُما رَبِّي وَألْفَانِ تَرَكْتُهُما لِعِيالي .

    فقال الرسول صلوات الله وسلامه عليه : باركَ اللهُ لَكَ فيما أَعْطَيْتَ وبارك الله لك فيما أمسكت ....

    ***
    ولما عزم الرسول عليه الصلاة والسلام على غزوة تبوك - وهي آخِرُ غَزْوَةٍ
    غزاها في حياته - كانت الحاجة إلى المال لا تقل عن الحاجة إلى الرجال ؛
    فجيش الروم وافر العدد كثير العدد ، والعام في المدينة عام جذب ، والسفر طويل ، والمؤونة قليلة ، والرَّواحِلَ أَقَلُّ حَتَّى إِنَّ نفراً من المؤمنين جاؤوا إلى الرسول يسألونه في حرقة أن يأخذهم معه فردهم لأنه لم يجد عنده ما يحملهم عليه ، فَتَوَلَّوا وأعينهم تفيض من الدمع حزناً الا يجدوا ما ينفقون ، فَسُمُوا

    بالبكائين ، وأطلق على الجيش اسم جيش العسرة .

    عند ذلك أمر الرسول عليه الصلاة والسلامُ أَصْحَابَه بِالنَّفَقَةِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ واحتساب ذلك عند الله ، فَهَب المسلمون يستجيبُونَ لِدَعْوَةِ النبي عليه الصلاة

    والسلام ، وكان في طليعة المُتَصَدِّقين عبد الرحمن بن عوف ؛ فقد تصدق بمائتي أوقية من الذهب ، فقال عمر بن الخطاب للنبي عليه السلام : إني لا أرى

    عبد الرحمن إلا مرتكباً إثماً ، فما ترك لأهله شيئاً .

    فقال الرسول عليه الصلاة والسلام : ( هل تركت لأهلك شيئاً يا

    عبد الرحمن (؟) . فقال : نعم ... تركت لهم أكثر مِمَّا أَنفَقْتُ وأطيب .

    . )!قال : ( كم ؟ قال : ما وعد الله ورسوله من الرزق والخير والأجر .

    ***

    ومضي الجيش إلى تبوك وهناك أكرم الله عبد الرحمن بن عوف بما
    لم يكرم به أحداً من المسلمين ، فقد دخل وقت الصلاة ، ورسول الله صلوات الله عليه غائب فأم المسلمين عبد الرحمن بن عوف ، وما كانت تتم الركعة الأولى حتى لحق رسول الله ﷺ بالمصلين ، واقتدى بعبد الرحمن بن عوف وصلى خلفه

    فهل هنالك أكرم كرامة وأفضل فضلاً من أن يَغْدُو أحد إماماً لسيد الخلق وإمام الأنبياء محمد بن عبد الله ؟!!ولما لحق الرسول عليه الصلاة والسلام بالرفيق الأعلى جعل عبد الرحمن بن عوف يقوم بمصالح أمهات المؤمنين ، فكان ينهض بحاجاتهن فيخرج معهن إذا خَرَجْنَ ، وَيَحجُّ مَعَهُنَّ إِذا حَجَجْنَ وَيَجْعَلُ على هوادجهنَّ الطيالسة ، ويَنزِلُ بهن في الأماكن التي تَسُرُّهُنَّ ، وتلك منقبة من نقائب عبد الرحمن بن عوف ، وثقة من أمهات المؤمنين به يحق له أن يعتز بها ويفخر .

    ***
    ولقد بلغ من بر عبد الرحمن بن عَوْفٍ بالمسلمين وأمهات المؤمنين أنه باغ أرضاً له بأرْبَعِينَ ألف دينار فَقَسَمَهَا كُلها في بني زُهْرَةً وفقراء المسلمين والمهاجرين ، وأزواج النبي عليه الصلاة والسلام فلما بعث إلى أم المؤمنين عائِشَةَ رضوان الله عليها بما خصها من ذلك المال ؛ قالت : من بعث هذا المال ؟ فقيل : عبد الرحمن بن عوف ، فقالت : قال رسول الله ﷺ : ( لا يَحْنُو عليكن من بَعْدِي إِلا الصَّابِرون ) .

    ***
    بقيَتْ دَعْوَةُ الرسول عليه الصلاة والسلام لِعَبْدِ الرحمن بن عوف بأن يبارك الله له تظلله ما امْتَدَّتْ به الحياة ، حتى غدا أغنى الصحابة عنى وأكثرهم ثراء ، فقد أخَذَتْ تجارته تنمو وتزداد ، وطفقت عيره تتردد ذاهبة من المدينة أو آيبة إليها تحمل لأهلها البر ، والدقيق ، والدهن ، والثياب والآنية ،

    والطيب ، وكُل ما يحتاجون إليه .

    وتنقل ما يَفْضُلُ عَنْ حَاجَتِهِمْ مِمَّا يُنْتِجُونَه .
    وفي ذات يوم قدمت عير عبد الرحمن بن عوف على المدينة . وكانت مُؤلَّفَةٌ من سبعمائة راحلة .

    نعم سبعمائة راحلة وكُل ما يحتاج إليه الناس . وهي تحمل على ظهورها الميرة ، والمتاع ، فما إن دَخَلَتِ المدينة حَتَّى رُجْتِ الأَرْضُ بها رَجاً ، وسُمِعَ لها دَوِي

    وضحة ، فقالت عائشة رضوان الله عليها :

    ما هذه الرجة ؟ فقيل لها : عير لعبد الرحمن بن عوف ... سبعمائة ناقة

    تحمل البر والدقيق والطعام فقالت عائشة رضوان الله عليها :

    بارك اللهُ لَهُ فيما أعطاه في الدنيا ، ولَثَوَابُ الآخِرَةِ أَعْظَمُ ، فلقد سَمِعْتُ رسول الله ﷺ يقول : ( يَدْخُلُ عبدُ الرَّحْمَنِ بن عَوْفٍ الجنَّةَ حَبوا ) .
    ***
    وقبل أن تَبْرُكَ النُّوقُ ، كان البشير ينقل إلى عَبْدِ الرحمن بن عوف مَقَالَةَ أَمْ المؤمنين ويبشره بالجنة .

    فما إن لا مَسَتْ هَذِهِ البِشَارَة سَمْعَه حَتَّى طَارَ مُسْرِعاً إلى عَائِشَةَ وقال : يا

    امه ، أنت سمعت ذلك من رسول الله ﷺ ؟!

    فقالت : نعم .

    فاستطار فرحاً وقال : لين استطعتُ لأَدْخُلَنَّهَا قائماً ... أُشْهِدُكِ يا أُمَّهُ أَنْ هذه العير جميعها بأحمالها وأقتابها وأخلاسها في سبيل الله .
    ومنذ ذلك اليوم الأبْلَجَ الأغر الذي بشر فيه عبد الرحمن بن عوف بدخول الجنة تعاظم إقباله على إغداق المال وبذله .

    فَجَعَلَ يُنْفِقُه بِكِلْنَا يَدَيْهِ يميناً وشمالاً ، وسِراً وإعلاناً حيث تصَدَّقَ بأربعين

    ألف درهم من الْفِضَّةِ ، ثم أتبعها بأربعين ألف دينار ذهباً .ثم تصدق بمائتي أوقية من الذهب .

    ثم حمل مجاهدين في سبيل الله على خمسمائة فرس ، ثم حمل مجاهدين آخرين على ألف وخمسمائة راحلة .

    ولما حضرت عبد الرحمن بن عوف الوفاة أعتق خلقاً كثيراً من مماليكه . وأوصى لِكُلِّ رَجُل بقي من أهل بدر بأربعمائة دينار ذهباً ، فأخذوها جميعاً ، وكان عددهم مائة ..

    وأوصى لكل واحدة من أمهات المؤمنين بمال جزيل ؛ حَتَّى إن أم المؤمنين عائشة - رضوان الله عليها - كثيراً ما كانت تدعو له فتقول : سقاه الله من ماء السلسبيل .

    ثم إنه بعد ذلك كله خَلَّفَ لِوَرثته مالاً لا يكاد يُحصيه العد ... حيث ترك ألف بعير ، ومائة فرس ، وثلاثة آلاف شاة ، وكانت نساؤه أربعاً فَبَلَغَ رُبع الثمن،الذي خص كل واحدة منهن ثمانين ألفاً .

    وترك من الذهب والفضة ما قسم بين ورثته بالفؤوس حَتَّى تأثرت أيدي الرجال من تقطيعه كل ذلك بفضل دعوة رسول الله ﷺ بأن يُبارك له في ماله .
    لكن ذلك المال كله لم يفتن عبد الرحمن بن عَوْفٍ ، ولم يُغيره ؛ فكان النَّاسُ إِذا رأوه بين مماليكه لم يُفَرِّقوا بينه وبينهم .

    وقد أبي ذات يوم بطعام - وهو صائم - فنظر إليه ثم قال : لقد قُتِلَ مُصْعَبُ بْنُ عُمَيْرٍ - وهو خيرٌ مِنِّي - فما وَجَدْنَا لَه إِلَّا كفنا إِنْ غَطَّى رَأْسَهُ بَدَتْ رِجْلاه ، وإِنْ غَطَى رِجْلَيْهِ بدا رأْسه . ثمَّ بَسَط الله لنا من الدُّنيا ما بسط وإني لأخشى أن يكون ثوابنا قَدْ عُجل لنا ثم جعل يبكي وينشج حتى عاف الطعام.

    طوبي لعبد الرحمن بن عوف وألف غبطة فقد بشره بالجنة الصادق المصدوق محمد بن عبد الله .

    وحمل جنازته إلى مثواه الأخير خال رسول الله سعد بن أبي وقاص .

    وصلى عليه ذو النورين عثمان بن عفان .
    وشيعه أمير المؤمنين المكرم الوجه علي بن أبي طالب ، وهو يقول : لقد أدركت صفوها ، وسبقت زيفها يَرْحَمُكَ الله ..
    ☘️خير الصحابة ☘️ عبد الرحمن بن عوف هو أحد الثمانية السابقين إلى الإسلام . وأحَدُ العَشَرَةِ المُبَشِّرين بالجنة . وأَحَدُ السِّنَّةِ أَصْحَابِ الشورى يوم اختيار الخليفة بعد الفاروق . وأحد النفر الذين كانوا يفتون في المدينة ورسول الله صلوات الله وسلامه عليه حي قائم بين ظهراني المسلمين كان اسمه في الجاهلية عبد عمرو ، فلما أَسْلَم دعاه الرسول الكريم عبد الرحمن . ذلكم هو عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه وأرضاه . *** أسلم عبد الرحمن بن عوف قبل أن يَدْخُل الرسول الكريم دار الأرقم وذلك بعد إسلام الصديق بيومين اثنين . ولقي من العذاب في سبيل الله ما لقيه المسلمون الأولون فَصَبَرَ وَصَبروا ، وثبت وثبتوا ، وَصدَقَ وَصَدَقوا ، وفَرَّ بدينه إلى الحبشة كما فر كثير منهم بدينه .. ولما أذن للرسول وأصحابه بالهجرة إلى المدينة كان في طليعة المهاجرين الذين هاجروا لله ورسوله . ولما أخذ الرسول صلوات الله عليه يُؤَاخِي بين المهاجرين والأنصار أخي بينه وبين سعد بن الربيع الأَنْصَارِي رَضِي الله عنه، فقال سعد لأخيه عبد الرحمن بن عوف : أي أخي ! أنا أكثر أهل المدينة مالاً ، وعِنْدِي بُسْتَانَانَ، ولي امرأتان ، فانظُرْ أَي بُستاني أَحَبُّ إليك حتى أخرج لك عنه، وأي امرأتي أرضى عندك حتى أطلقها لك . فقال عبد الرحمن لأخيه الأنصاري : بارك الله لك في أهلك ومالك ولكن دلني على الشوق ... فدله عليه فَجَعَلَ يَتَّجِرُ ، وطَفِقَ يَشْتَرِي ويبيع ،ويربح ويدخر . وما هو إلا قليل حتى اجتمع لديه مهر امرأة فتزوج ، وجاء إلى الرسول عليه الصلاة والسلام وعليه طيب . فقال له الرسول صلوات الله عليه : ( مَهيم ) يا عبد الرحمن [ وهي كلمة يمَانِيةٌ تفيد التعجب .] فقال : تزوجت فقال : ( وما أعطيت زوجتك مِن المَهْرِ ؟!) . قال : وزن نواة من ذهب . (قال : أولم ، ولو بشاة ، بارك الله لك في مالك ..... قال عبد الرحمن : فأقبلت الدنيا . عَلَيَّ حَتَّى رَأَيْتُنِي لو رَفَعْتُ حَجْراً لَتَوَقَّعْتُأَنْ أَجِدَ تَحْتَه ذَهَباً أو فضة وفي يوم بدر جاهد عبد الرحمن بن عوف في اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ فَأَرْدَى عَدُوٌّ اللَّهِ عُمَيْرَ بنَ عثمان بن كَعْبِ التَّيْمِي . وفي يوم أحدٍ ثَبَتَ حين زُلْزِلَتِ الأقدام ، وصمد حين فر المنهزمون ، وخرج من المعركة وفيه بضعة وعشرون جرحاً ، بعضها عميق تدخل فيه يد الرجل . ولكن جهاد عبد الرحمن بن عوف بنفسِهِ أَصْبَحَ يُعَدُّ قليلا إذا قيس بجهادِهِ بماله . فَهَا هُوَ ذَا رسول الله صلوات الله وسلامه عليه يريد أن يُجهز سَرِيَّةً ، فَوَقَفَ في أصحابه وقال : ( تَصَدَّقُوا فَإِنِّي أُرِيدُ أَنْ أَبْعَثَ بَعْثاً ) . فبادر عبد الرحمن بن عوف إلى منزله وعاد مسرعاً وقال : يا رسول الله عندي أربعة آلاف : ألفان منها أفرَضْتُهُما رَبِّي وَألْفَانِ تَرَكْتُهُما لِعِيالي . فقال الرسول صلوات الله وسلامه عليه : باركَ اللهُ لَكَ فيما أَعْطَيْتَ وبارك الله لك فيما أمسكت .... *** ولما عزم الرسول عليه الصلاة والسلام على غزوة تبوك - وهي آخِرُ غَزْوَةٍ غزاها في حياته - كانت الحاجة إلى المال لا تقل عن الحاجة إلى الرجال ؛ فجيش الروم وافر العدد كثير العدد ، والعام في المدينة عام جذب ، والسفر طويل ، والمؤونة قليلة ، والرَّواحِلَ أَقَلُّ حَتَّى إِنَّ نفراً من المؤمنين جاؤوا إلى الرسول يسألونه في حرقة أن يأخذهم معه فردهم لأنه لم يجد عنده ما يحملهم عليه ، فَتَوَلَّوا وأعينهم تفيض من الدمع حزناً الا يجدوا ما ينفقون ، فَسُمُوا بالبكائين ، وأطلق على الجيش اسم جيش العسرة . عند ذلك أمر الرسول عليه الصلاة والسلامُ أَصْحَابَه بِالنَّفَقَةِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ واحتساب ذلك عند الله ، فَهَب المسلمون يستجيبُونَ لِدَعْوَةِ النبي عليه الصلاة والسلام ، وكان في طليعة المُتَصَدِّقين عبد الرحمن بن عوف ؛ فقد تصدق بمائتي أوقية من الذهب ، فقال عمر بن الخطاب للنبي عليه السلام : إني لا أرى عبد الرحمن إلا مرتكباً إثماً ، فما ترك لأهله شيئاً . فقال الرسول عليه الصلاة والسلام : ( هل تركت لأهلك شيئاً يا عبد الرحمن (؟) . فقال : نعم ... تركت لهم أكثر مِمَّا أَنفَقْتُ وأطيب . . )!قال : ( كم ؟ قال : ما وعد الله ورسوله من الرزق والخير والأجر . *** ومضي الجيش إلى تبوك وهناك أكرم الله عبد الرحمن بن عوف بما لم يكرم به أحداً من المسلمين ، فقد دخل وقت الصلاة ، ورسول الله صلوات الله عليه غائب فأم المسلمين عبد الرحمن بن عوف ، وما كانت تتم الركعة الأولى حتى لحق رسول الله ﷺ بالمصلين ، واقتدى بعبد الرحمن بن عوف وصلى خلفه فهل هنالك أكرم كرامة وأفضل فضلاً من أن يَغْدُو أحد إماماً لسيد الخلق وإمام الأنبياء محمد بن عبد الله ؟!!ولما لحق الرسول عليه الصلاة والسلام بالرفيق الأعلى جعل عبد الرحمن بن عوف يقوم بمصالح أمهات المؤمنين ، فكان ينهض بحاجاتهن فيخرج معهن إذا خَرَجْنَ ، وَيَحجُّ مَعَهُنَّ إِذا حَجَجْنَ وَيَجْعَلُ على هوادجهنَّ الطيالسة ، ويَنزِلُ بهن في الأماكن التي تَسُرُّهُنَّ ، وتلك منقبة من نقائب عبد الرحمن بن عوف ، وثقة من أمهات المؤمنين به يحق له أن يعتز بها ويفخر . *** ولقد بلغ من بر عبد الرحمن بن عَوْفٍ بالمسلمين وأمهات المؤمنين أنه باغ أرضاً له بأرْبَعِينَ ألف دينار فَقَسَمَهَا كُلها في بني زُهْرَةً وفقراء المسلمين والمهاجرين ، وأزواج النبي عليه الصلاة والسلام فلما بعث إلى أم المؤمنين عائِشَةَ رضوان الله عليها بما خصها من ذلك المال ؛ قالت : من بعث هذا المال ؟ فقيل : عبد الرحمن بن عوف ، فقالت : قال رسول الله ﷺ : ( لا يَحْنُو عليكن من بَعْدِي إِلا الصَّابِرون ) . *** بقيَتْ دَعْوَةُ الرسول عليه الصلاة والسلام لِعَبْدِ الرحمن بن عوف بأن يبارك الله له تظلله ما امْتَدَّتْ به الحياة ، حتى غدا أغنى الصحابة عنى وأكثرهم ثراء ، فقد أخَذَتْ تجارته تنمو وتزداد ، وطفقت عيره تتردد ذاهبة من المدينة أو آيبة إليها تحمل لأهلها البر ، والدقيق ، والدهن ، والثياب والآنية ، والطيب ، وكُل ما يحتاجون إليه . وتنقل ما يَفْضُلُ عَنْ حَاجَتِهِمْ مِمَّا يُنْتِجُونَه . وفي ذات يوم قدمت عير عبد الرحمن بن عوف على المدينة . وكانت مُؤلَّفَةٌ من سبعمائة راحلة . نعم سبعمائة راحلة وكُل ما يحتاج إليه الناس . وهي تحمل على ظهورها الميرة ، والمتاع ، فما إن دَخَلَتِ المدينة حَتَّى رُجْتِ الأَرْضُ بها رَجاً ، وسُمِعَ لها دَوِي وضحة ، فقالت عائشة رضوان الله عليها : ما هذه الرجة ؟ فقيل لها : عير لعبد الرحمن بن عوف ... سبعمائة ناقة تحمل البر والدقيق والطعام فقالت عائشة رضوان الله عليها : بارك اللهُ لَهُ فيما أعطاه في الدنيا ، ولَثَوَابُ الآخِرَةِ أَعْظَمُ ، فلقد سَمِعْتُ رسول الله ﷺ يقول : ( يَدْخُلُ عبدُ الرَّحْمَنِ بن عَوْفٍ الجنَّةَ حَبوا ) . *** وقبل أن تَبْرُكَ النُّوقُ ، كان البشير ينقل إلى عَبْدِ الرحمن بن عوف مَقَالَةَ أَمْ المؤمنين ويبشره بالجنة . فما إن لا مَسَتْ هَذِهِ البِشَارَة سَمْعَه حَتَّى طَارَ مُسْرِعاً إلى عَائِشَةَ وقال : يا امه ، أنت سمعت ذلك من رسول الله ﷺ ؟! فقالت : نعم . فاستطار فرحاً وقال : لين استطعتُ لأَدْخُلَنَّهَا قائماً ... أُشْهِدُكِ يا أُمَّهُ أَنْ هذه العير جميعها بأحمالها وأقتابها وأخلاسها في سبيل الله . ومنذ ذلك اليوم الأبْلَجَ الأغر الذي بشر فيه عبد الرحمن بن عوف بدخول الجنة تعاظم إقباله على إغداق المال وبذله . فَجَعَلَ يُنْفِقُه بِكِلْنَا يَدَيْهِ يميناً وشمالاً ، وسِراً وإعلاناً حيث تصَدَّقَ بأربعين ألف درهم من الْفِضَّةِ ، ثم أتبعها بأربعين ألف دينار ذهباً .ثم تصدق بمائتي أوقية من الذهب . ثم حمل مجاهدين في سبيل الله على خمسمائة فرس ، ثم حمل مجاهدين آخرين على ألف وخمسمائة راحلة . ولما حضرت عبد الرحمن بن عوف الوفاة أعتق خلقاً كثيراً من مماليكه . وأوصى لِكُلِّ رَجُل بقي من أهل بدر بأربعمائة دينار ذهباً ، فأخذوها جميعاً ، وكان عددهم مائة .. وأوصى لكل واحدة من أمهات المؤمنين بمال جزيل ؛ حَتَّى إن أم المؤمنين عائشة - رضوان الله عليها - كثيراً ما كانت تدعو له فتقول : سقاه الله من ماء السلسبيل . ثم إنه بعد ذلك كله خَلَّفَ لِوَرثته مالاً لا يكاد يُحصيه العد ... حيث ترك ألف بعير ، ومائة فرس ، وثلاثة آلاف شاة ، وكانت نساؤه أربعاً فَبَلَغَ رُبع الثمن،الذي خص كل واحدة منهن ثمانين ألفاً . وترك من الذهب والفضة ما قسم بين ورثته بالفؤوس حَتَّى تأثرت أيدي الرجال من تقطيعه كل ذلك بفضل دعوة رسول الله ﷺ بأن يُبارك له في ماله . لكن ذلك المال كله لم يفتن عبد الرحمن بن عَوْفٍ ، ولم يُغيره ؛ فكان النَّاسُ إِذا رأوه بين مماليكه لم يُفَرِّقوا بينه وبينهم . وقد أبي ذات يوم بطعام - وهو صائم - فنظر إليه ثم قال : لقد قُتِلَ مُصْعَبُ بْنُ عُمَيْرٍ - وهو خيرٌ مِنِّي - فما وَجَدْنَا لَه إِلَّا كفنا إِنْ غَطَّى رَأْسَهُ بَدَتْ رِجْلاه ، وإِنْ غَطَى رِجْلَيْهِ بدا رأْسه . ثمَّ بَسَط الله لنا من الدُّنيا ما بسط وإني لأخشى أن يكون ثوابنا قَدْ عُجل لنا ثم جعل يبكي وينشج حتى عاف الطعام. طوبي لعبد الرحمن بن عوف وألف غبطة فقد بشره بالجنة الصادق المصدوق محمد بن عبد الله . وحمل جنازته إلى مثواه الأخير خال رسول الله سعد بن أبي وقاص . وصلى عليه ذو النورين عثمان بن عفان . وشيعه أمير المؤمنين المكرم الوجه علي بن أبي طالب ، وهو يقول : لقد أدركت صفوها ، وسبقت زيفها يَرْحَمُكَ الله ..
    Like
    1
    0 Comentários 0 Compartilhamentos 283 Visualizações 0 Anterior
  • ٦٥
    ﴿إِذۡ هَمَّت طَّاۤىِٕفَتَانِ مِنكُمۡ أَن تَفۡشَلَا وَٱللَّهُ وَلِیُّهُمَاۗ وَعَلَى ٱللَّهِ فَلۡیَتَوَكَّلِ ٱلۡمُؤۡمِنُونَ ۝١٢٢ وَلَقَدۡ نَصَرَكُمُ ٱللَّهُ بِبَدۡرࣲ وَأَنتُمۡ أَذِلَّةࣱۖ فَٱتَّقُوا۟ ٱللَّهَ لَعَلَّكُمۡ تَشۡكُرُونَ ۝١٢٣ إِذۡ تَقُولُ لِلۡمُؤۡمِنِینَ أَلَن یَكۡفِیَكُمۡ أَن یُمِدَّكُمۡ رَبُّكُم بِثَلَـٰثَةِ ءَالَـٰفࣲ مِّنَ ٱلۡمَلَـٰۤىِٕكَةِ مُنزَلِینَ ۝١٢٤ بَلَىٰۤۚ إِن تَصۡبِرُوا۟ وَتَتَّقُوا۟ وَیَأۡتُوكُم مِّن فَوۡرِهِمۡ هَـٰذَا یُمۡدِدۡكُمۡ رَبُّكُم بِخَمۡسَةِ ءَالَـٰفࣲ مِّنَ ٱلۡمَلَـٰۤىِٕكَةِ مُسَوِّمِینَ ۝١٢٥ وَمَا جَعَلَهُ ٱللَّهُ إِلَّا بُشۡرَىٰ لَكُمۡ وَلِتَطۡمَىِٕنَّ قُلُوبُكُم بِهِۦۗ وَمَا ٱلنَّصۡرُ إِلَّا مِنۡ عِندِ ٱللَّهِ ٱلۡعَزِیزِ ٱلۡحَكِیمِ ۝١٢٦ لِیَقۡطَعَ طَرَفࣰا مِّنَ ٱلَّذِینَ كَفَرُوۤا۟ أَوۡ یَكۡبِتَهُمۡ فَیَنقَلِبُوا۟ خَاۤىِٕبِینَ ۝١٢٧ لَیۡسَ لَكَ مِنَ ٱلۡأَمۡرِ شَیۡءٌ أَوۡ یَتُوبَ عَلَیۡهِمۡ أَوۡ یُعَذِّبَهُمۡ فَإِنَّهُمۡ ظَـٰلِمُونَ ۝١٢٨ وَلِلَّهِ مَا فِی ٱلسَّمَـٰوَ ٰ⁠تِ وَمَا فِی ٱلۡأَرۡضِۚ یَغۡفِرُ لِمَن یَشَاۤءُ وَیُعَذِّبُ مَن یَشَاۤءُۚ وَٱللَّهُ غَفُورࣱ رَّحِیمࣱ ۝١٢٩ یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ لَا تَأۡكُلُوا۟ ٱلرِّبَوٰۤا۟ أَضۡعَـٰفࣰا مُّضَـٰعَفَةࣰۖ وَٱتَّقُوا۟ ٱللَّهَ لَعَلَّكُمۡ تُفۡلِحُونَ ۝١٣٠ وَٱتَّقُوا۟ ٱلنَّارَ ٱلَّتِیۤ أُعِدَّتۡ لِلۡكَـٰفِرِینَ ۝١٣١ وَأَطِیعُوا۟ ٱللَّهَ وَٱلرَّسُولَ لَعَلَّكُمۡ تُرۡحَمُونَ ۝١٣٢﴾ [آل عمران: ١٢٢-١٣٢]
    ١٢٢- اذكر - أيها النبي - ما وقع لفرقتين من المؤمنين من بني سَلِمَة، وبني حارثة، حين ضعفوا، وهَمُّوا بالرجوع حين رجع المنافقون، والله ناصر هؤلاء بتثبيتهم على القتال وصرفهم عما هَمُّوا به، وعلى الله وحده فليعتمد المؤمنون في كل أحوالهم.
    ١٢٣- ولقد نصركم الله على المشركين في معركة بدر وأنتم مستضعفون وذلك لقلة عددكم وعتادكم، فاتقوا الله لعلكم تشكرون نعمه عليكم.
    ١٢٤- اذكر - أيها النبي - حين قلت للمؤمنين مثبِّتًا لهم في معركة بدر بعدما سمعوا بمَدَدٍ يأتي للمشركين: ألن يكفيكم أن يعينكم الله بثلاثة آلاف من الملائكة منزلين منه سبحانه لتقويتكم في قتالكم؟!
    ١٢٥- بلى، إن ذلك يكفيكم. ولكم بشارة بعون آخر من الله: إن صبرتم على القتال، واتقيتم الله، وجاء المدد إلى أعدائكم من ساعتهم مسرعين إليكم، إن حصل ذلك فإن ربكم سيعينكم بخمسة آلاف من الملائكة معلمين أنفسهم وخيولهم بعلامة ظاهرة.
    ١٢٦- وما جعل الله هذا العون وهذا الإمداد بالملائكة إلا خبرًا سارًّا لكم، تطمئن قلوبكم به، وإلا فإن النصر حقيقة لا يكون بمجرد هذه الأسباب الظاهرة، وإنما النصر حقًّا من عند الله العزيز الذي لا يغالبه أحد، الحكيم في تقديره وتشريعه.
    ١٢٧- هذا النصر الذي تحقق لكم في غزوة بدر أراد الله به أن يهلك طائفة من الذين كفروا بالقتل، ويخزي طائفة أخرى، ويغيظهم بهزيمتهم، فيرجعوا بفشل وذل.
    ١٢٨- لما دعا الرسول على رؤساء المشركين بالهلاك بعد ما وقع منهم في أُحد، قال الله له: ليس لك من أمرهم شيء، بل الأمر لله، فاصبر إلى أن يقضي الله بينكم، أو يوفقهم للتوبة فيسلموا، أو يستمروا على كفرهم فيعذبهم، فإنهم ظالمون مستحقون للعذاب.
    ١٢٩- ولله ما في السماوات وما في الأرض خَلْقًا وتدبيرًا، يغفر الذنوب لمن يشاء من عباده برحمته، ويعذب من يشاء بعدله، والله غفور لمن تاب من عباده، رحيم بهم.
    ١٣٠- يا أيها الذين آمنوا بالله واتبعوا رسوله، تجنَّبوا أخذ الربا زيادة مضاعفة على رؤوس أموالكم التي أقرضتموها، كما يفعل أهل الجاهلية، واتقوا الله بامتثال أوامره واجتناب نواهيه، لعلكم تنالون ما تطلبون من خير الدنيا والآخرة.
    ١٣١- واجعلوا بينكم وبين النار التي أعدها الله للكافرين به وقاية، وذلك بعمل الصالحات وترك المحرمات.
    ١٣٢- وأطيعوا الله ورسوله بامتثال الأوامر واجتناب النواهي، لعلكم تنالون الرحمة في الدنيا والآخرة.
    * من فوائد الآيات:
    • مشروعية التذكير بالنعم والنقم التي تنزل بالناس حتى يعتبر بها المرء.
    • من أعظم أسباب تَنَزُّل نصر الله على عباده ورحمته ولطفه بهم: التزامُ التقوى، والصبر على شدائد القتال.
    • الأمر كله لله تعالى، فيحكم بما يشاء، ويقضي بما أراد، والمؤمن الحق يُسَلم لله تعالى أمره، وينقاد لحكمه.
    • الذنوب - ومنها الربا - من أعظم أسباب خِذلان العبد، ولا سيما في مواطن الشدائد والصعاب.
    • مجيء النهي عن الربا بين آيات غزوة أُحد ليشعر بشمول الإسلام في شرائعه وترابطها بحيث يشير إلى بعضها في وسط الحديث عن بعض.
    ٦٥ ﴿إِذۡ هَمَّت طَّاۤىِٕفَتَانِ مِنكُمۡ أَن تَفۡشَلَا وَٱللَّهُ وَلِیُّهُمَاۗ وَعَلَى ٱللَّهِ فَلۡیَتَوَكَّلِ ٱلۡمُؤۡمِنُونَ ۝١٢٢ وَلَقَدۡ نَصَرَكُمُ ٱللَّهُ بِبَدۡرࣲ وَأَنتُمۡ أَذِلَّةࣱۖ فَٱتَّقُوا۟ ٱللَّهَ لَعَلَّكُمۡ تَشۡكُرُونَ ۝١٢٣ إِذۡ تَقُولُ لِلۡمُؤۡمِنِینَ أَلَن یَكۡفِیَكُمۡ أَن یُمِدَّكُمۡ رَبُّكُم بِثَلَـٰثَةِ ءَالَـٰفࣲ مِّنَ ٱلۡمَلَـٰۤىِٕكَةِ مُنزَلِینَ ۝١٢٤ بَلَىٰۤۚ إِن تَصۡبِرُوا۟ وَتَتَّقُوا۟ وَیَأۡتُوكُم مِّن فَوۡرِهِمۡ هَـٰذَا یُمۡدِدۡكُمۡ رَبُّكُم بِخَمۡسَةِ ءَالَـٰفࣲ مِّنَ ٱلۡمَلَـٰۤىِٕكَةِ مُسَوِّمِینَ ۝١٢٥ وَمَا جَعَلَهُ ٱللَّهُ إِلَّا بُشۡرَىٰ لَكُمۡ وَلِتَطۡمَىِٕنَّ قُلُوبُكُم بِهِۦۗ وَمَا ٱلنَّصۡرُ إِلَّا مِنۡ عِندِ ٱللَّهِ ٱلۡعَزِیزِ ٱلۡحَكِیمِ ۝١٢٦ لِیَقۡطَعَ طَرَفࣰا مِّنَ ٱلَّذِینَ كَفَرُوۤا۟ أَوۡ یَكۡبِتَهُمۡ فَیَنقَلِبُوا۟ خَاۤىِٕبِینَ ۝١٢٧ لَیۡسَ لَكَ مِنَ ٱلۡأَمۡرِ شَیۡءٌ أَوۡ یَتُوبَ عَلَیۡهِمۡ أَوۡ یُعَذِّبَهُمۡ فَإِنَّهُمۡ ظَـٰلِمُونَ ۝١٢٨ وَلِلَّهِ مَا فِی ٱلسَّمَـٰوَ ٰ⁠تِ وَمَا فِی ٱلۡأَرۡضِۚ یَغۡفِرُ لِمَن یَشَاۤءُ وَیُعَذِّبُ مَن یَشَاۤءُۚ وَٱللَّهُ غَفُورࣱ رَّحِیمࣱ ۝١٢٩ یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ لَا تَأۡكُلُوا۟ ٱلرِّبَوٰۤا۟ أَضۡعَـٰفࣰا مُّضَـٰعَفَةࣰۖ وَٱتَّقُوا۟ ٱللَّهَ لَعَلَّكُمۡ تُفۡلِحُونَ ۝١٣٠ وَٱتَّقُوا۟ ٱلنَّارَ ٱلَّتِیۤ أُعِدَّتۡ لِلۡكَـٰفِرِینَ ۝١٣١ وَأَطِیعُوا۟ ٱللَّهَ وَٱلرَّسُولَ لَعَلَّكُمۡ تُرۡحَمُونَ ۝١٣٢﴾ [آل عمران: ١٢٢-١٣٢] ١٢٢- اذكر - أيها النبي - ما وقع لفرقتين من المؤمنين من بني سَلِمَة، وبني حارثة، حين ضعفوا، وهَمُّوا بالرجوع حين رجع المنافقون، والله ناصر هؤلاء بتثبيتهم على القتال وصرفهم عما هَمُّوا به، وعلى الله وحده فليعتمد المؤمنون في كل أحوالهم. ١٢٣- ولقد نصركم الله على المشركين في معركة بدر وأنتم مستضعفون وذلك لقلة عددكم وعتادكم، فاتقوا الله لعلكم تشكرون نعمه عليكم. ١٢٤- اذكر - أيها النبي - حين قلت للمؤمنين مثبِّتًا لهم في معركة بدر بعدما سمعوا بمَدَدٍ يأتي للمشركين: ألن يكفيكم أن يعينكم الله بثلاثة آلاف من الملائكة منزلين منه سبحانه لتقويتكم في قتالكم؟! ١٢٥- بلى، إن ذلك يكفيكم. ولكم بشارة بعون آخر من الله: إن صبرتم على القتال، واتقيتم الله، وجاء المدد إلى أعدائكم من ساعتهم مسرعين إليكم، إن حصل ذلك فإن ربكم سيعينكم بخمسة آلاف من الملائكة معلمين أنفسهم وخيولهم بعلامة ظاهرة. ١٢٦- وما جعل الله هذا العون وهذا الإمداد بالملائكة إلا خبرًا سارًّا لكم، تطمئن قلوبكم به، وإلا فإن النصر حقيقة لا يكون بمجرد هذه الأسباب الظاهرة، وإنما النصر حقًّا من عند الله العزيز الذي لا يغالبه أحد، الحكيم في تقديره وتشريعه. ١٢٧- هذا النصر الذي تحقق لكم في غزوة بدر أراد الله به أن يهلك طائفة من الذين كفروا بالقتل، ويخزي طائفة أخرى، ويغيظهم بهزيمتهم، فيرجعوا بفشل وذل. ١٢٨- لما دعا الرسول على رؤساء المشركين بالهلاك بعد ما وقع منهم في أُحد، قال الله له: ليس لك من أمرهم شيء، بل الأمر لله، فاصبر إلى أن يقضي الله بينكم، أو يوفقهم للتوبة فيسلموا، أو يستمروا على كفرهم فيعذبهم، فإنهم ظالمون مستحقون للعذاب. ١٢٩- ولله ما في السماوات وما في الأرض خَلْقًا وتدبيرًا، يغفر الذنوب لمن يشاء من عباده برحمته، ويعذب من يشاء بعدله، والله غفور لمن تاب من عباده، رحيم بهم. ١٣٠- يا أيها الذين آمنوا بالله واتبعوا رسوله، تجنَّبوا أخذ الربا زيادة مضاعفة على رؤوس أموالكم التي أقرضتموها، كما يفعل أهل الجاهلية، واتقوا الله بامتثال أوامره واجتناب نواهيه، لعلكم تنالون ما تطلبون من خير الدنيا والآخرة. ١٣١- واجعلوا بينكم وبين النار التي أعدها الله للكافرين به وقاية، وذلك بعمل الصالحات وترك المحرمات. ١٣٢- وأطيعوا الله ورسوله بامتثال الأوامر واجتناب النواهي، لعلكم تنالون الرحمة في الدنيا والآخرة. * من فوائد الآيات: • مشروعية التذكير بالنعم والنقم التي تنزل بالناس حتى يعتبر بها المرء. • من أعظم أسباب تَنَزُّل نصر الله على عباده ورحمته ولطفه بهم: التزامُ التقوى، والصبر على شدائد القتال. • الأمر كله لله تعالى، فيحكم بما يشاء، ويقضي بما أراد، والمؤمن الحق يُسَلم لله تعالى أمره، وينقاد لحكمه. • الذنوب - ومنها الربا - من أعظم أسباب خِذلان العبد، ولا سيما في مواطن الشدائد والصعاب. • مجيء النهي عن الربا بين آيات غزوة أُحد ليشعر بشمول الإسلام في شرائعه وترابطها بحيث يشير إلى بعضها في وسط الحديث عن بعض.
    Like
    1
    0 Comentários 0 Compartilhamentos 331 Visualizações 0 Anterior
  • خبر السَّمَوْءَل بن عُرَيض الأزدي: شاعر الجاهلية ومضرب المثل في الوفاء!

    نسبه وبيئته:
    هوا السَّمَوْءَل بن عُرَيض بن عادياء بن رفاعة بن الحارث الأزدي، شاعر جاهلي يهودي من سكان خيبر، عُرف ببيانه وبلاغته وشاعريته الفذّة. عاش في نهاية القرن الخامس الميلادي وبداية القرن السادس، وكان يتنقل بين خيبر وحصن الأبلق في تيماء الذي بناه جده عادياء.
    اختلف النسّابون في نسبه؛ فمنهم من قال إنه من سبط يهوذا، وآخرون نسبوه إلى الكاهنين من سبط لاوي. وقيل إنه من غسان من قبيلة الأزد، لكن البعض أنكر غسانيته. كما أشار هو نفسه في قصيدته إلى بني الديان من بني الحارث بن كعب من قبيلة مذحج، مما يعزز أصوله العربية اليهودية.

    اسمه ومعناه:
    الاسم "السَّمَوْءَل" معرب عن العبرية "شْمُوئِيل" (שְׁמוּאֵל)، المشتق من "شِيم" بمعنى "اسم" و"إِيل" بمعنى "الله"، أي "سمّاه الله". وقد يُشتق أيضًا من "صموئيل" ويعني "الظل".

    دوره في الوفاء:
    اشتهر السَّمَوْءَل بوفائه الذي أصبح مضرب المثل. فقد استودعه امرؤ القيس دروعًا ثمينة، وحينما طالب بها الحارث بن أبي شَمِر الغساني، رفض السَّمَوْءَل تسليمها رغم تهديده. قام الحارث بأسر ابن السَّمَوْءَل وأمهله بين تسليم الأمانة أو التضحية بابنه. اختار السَّمَوْءَل الوفاء ورفض التفريط بالدروع، فأعدم الحارث ابنه. هذه الحادثة جسدت أسمى معاني الوفاء والأمانة.
    فأنشد السَّمَوْءَل:
    وفيت بأدرع الكندي أني
    إذا ما خان أقـوام وفيـت
    وفي ذلك يقول الأعشى، مخاطباً بعضَ بَنِي السموأل:

    كُنْ كالسَّمَوْءَلِ إِذْ طافَ الهُمامُ بِهِ
    في جَحْفَلٍ كَسَوادِ اللَّيلِ جَرَّارِ
    بِالأَبْلَقِ الفَرْدِ مِنْ تَيْماءَ مَنْزِلُهُ
    حِصْنٌ حَصِينٌ وجارٌ غَيرُ غَدَّارِ
    إذ سامَهُ خُطَّتَي خَسْفٍ فقالَ لهُ:
    قُلْ ما تَشاءُ فإنِّي سامعٌ حارِ
    فقالَ ثُكْلٌ وغَدْرٌ أنتَ بَينَهُما
    فاخْتَرْ وما فِيهِما حَظٌّ لِمُخْتارِ
    فشَكَّ غيرَ طَويلٍ ثمَّ قالَ لهُ:
    اقتُل أسِيرَكَ إني مانعٌ جارِي

    شعره وشهرته:

    كان السَّمَوْءَل شاعرًا مجيدًا، وأشهر أعماله اللامية التي تعد من عيون الشعر الجاهلي، ومطلعها:

    إذا المرء لم يدنس من اللؤم عرضه
    فكـل رداء يرتديه جميل
    وإن هو لم يحمل على النفس ضيمها
    فليس إلى حسن الثناء سبيل
    تُعَيِّرُنا أنّا قليلٌ عديدُنا
    فقلتُ لها إن الكرامَ قليلُ
    وما قلَّ مَنْ كانت بقاياه مثلنا
    شبابٌ تسامى للعلا وكهولُ
    وما ضرنا أنا قليل وجارنا
    عزيز وجار الأكثرين ذليل
    وأنا لقوم لا نرى القتل سبة
    اذا ما رأته عامر وسلول
    صفونا فلم نكدر وأخلص سرنا
    إناث اطابت حملنا وفحول
    وننكر إن شئنا على الناس قولهم
    ولا ينكرون القول حين نقول
    إذا سيد منّا خلا قام سيد
    قؤول لما قال الكرام فعول
    وما اُخمدت نار لنا دون طارق
    ولا ذمّنا في النازلين نزيل
    سلي إن جهلت الناس عنّا وعنهم
    فليس سواء عالم وجهول

    حصن الأبلق:
    بنى جده عادياء حصن الأبلق في تيماء، شمال المدينة المنورة. كان الحصن مَعلمًا استراتيجيًا ومكانًا آمنًا للمسافرين إلى بلاد الشام.

    ذريته:
    خلّف السَّمَوْءَل أبناءً كان لهم أثرٌ بارز:

    برة بنت السَّمَوْءَل، جدة صفية بنت حيي زوجة النبي محمد ﷺ.

    غريض بن السَّمَوْءَل، شاعر مميز.

    شريح بن السَّمَوْءَل، الذي ذكره الأعشى في قصيدته الشهيرة.

    رفاعة بن السَّمَوْءَل القرضي.

    وفاته:
    توفي السَّمَوْءَل في تيماء حوالي عام 560م، بعد حياة كانت رمزًا للشجاعة، الوفاء، والشعر.

    المصادر:

    1. ابن سلاّم الجمحي، طبقات فحول الشعراء.

    2. جواد علي، المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام.

    3. أبو الفرج الأصفهاني، الأغاني.

    4. ابن خلدون، تاريخ ابن خلدون.

    5. اليعقوبي، تاريخ اليعقوبي.

    6. المكتبة الشاملة، رجال المعلقات العشر.
    خبر السَّمَوْءَل بن عُرَيض الأزدي: شاعر الجاهلية ومضرب المثل في الوفاء! نسبه وبيئته: هوا السَّمَوْءَل بن عُرَيض بن عادياء بن رفاعة بن الحارث الأزدي، شاعر جاهلي يهودي من سكان خيبر، عُرف ببيانه وبلاغته وشاعريته الفذّة. عاش في نهاية القرن الخامس الميلادي وبداية القرن السادس، وكان يتنقل بين خيبر وحصن الأبلق في تيماء الذي بناه جده عادياء. اختلف النسّابون في نسبه؛ فمنهم من قال إنه من سبط يهوذا، وآخرون نسبوه إلى الكاهنين من سبط لاوي. وقيل إنه من غسان من قبيلة الأزد، لكن البعض أنكر غسانيته. كما أشار هو نفسه في قصيدته إلى بني الديان من بني الحارث بن كعب من قبيلة مذحج، مما يعزز أصوله العربية اليهودية. اسمه ومعناه: الاسم "السَّمَوْءَل" معرب عن العبرية "شْمُوئِيل" (שְׁמוּאֵל)، المشتق من "شِيم" بمعنى "اسم" و"إِيل" بمعنى "الله"، أي "سمّاه الله". وقد يُشتق أيضًا من "صموئيل" ويعني "الظل". دوره في الوفاء: اشتهر السَّمَوْءَل بوفائه الذي أصبح مضرب المثل. فقد استودعه امرؤ القيس دروعًا ثمينة، وحينما طالب بها الحارث بن أبي شَمِر الغساني، رفض السَّمَوْءَل تسليمها رغم تهديده. قام الحارث بأسر ابن السَّمَوْءَل وأمهله بين تسليم الأمانة أو التضحية بابنه. اختار السَّمَوْءَل الوفاء ورفض التفريط بالدروع، فأعدم الحارث ابنه. هذه الحادثة جسدت أسمى معاني الوفاء والأمانة. فأنشد السَّمَوْءَل: وفيت بأدرع الكندي أني إذا ما خان أقـوام وفيـت وفي ذلك يقول الأعشى، مخاطباً بعضَ بَنِي السموأل: كُنْ كالسَّمَوْءَلِ إِذْ طافَ الهُمامُ بِهِ في جَحْفَلٍ كَسَوادِ اللَّيلِ جَرَّارِ بِالأَبْلَقِ الفَرْدِ مِنْ تَيْماءَ مَنْزِلُهُ حِصْنٌ حَصِينٌ وجارٌ غَيرُ غَدَّارِ إذ سامَهُ خُطَّتَي خَسْفٍ فقالَ لهُ: قُلْ ما تَشاءُ فإنِّي سامعٌ حارِ فقالَ ثُكْلٌ وغَدْرٌ أنتَ بَينَهُما فاخْتَرْ وما فِيهِما حَظٌّ لِمُخْتارِ فشَكَّ غيرَ طَويلٍ ثمَّ قالَ لهُ: اقتُل أسِيرَكَ إني مانعٌ جارِي شعره وشهرته: كان السَّمَوْءَل شاعرًا مجيدًا، وأشهر أعماله اللامية التي تعد من عيون الشعر الجاهلي، ومطلعها: إذا المرء لم يدنس من اللؤم عرضه فكـل رداء يرتديه جميل وإن هو لم يحمل على النفس ضيمها فليس إلى حسن الثناء سبيل تُعَيِّرُنا أنّا قليلٌ عديدُنا فقلتُ لها إن الكرامَ قليلُ وما قلَّ مَنْ كانت بقاياه مثلنا شبابٌ تسامى للعلا وكهولُ وما ضرنا أنا قليل وجارنا عزيز وجار الأكثرين ذليل وأنا لقوم لا نرى القتل سبة اذا ما رأته عامر وسلول صفونا فلم نكدر وأخلص سرنا إناث اطابت حملنا وفحول وننكر إن شئنا على الناس قولهم ولا ينكرون القول حين نقول إذا سيد منّا خلا قام سيد قؤول لما قال الكرام فعول وما اُخمدت نار لنا دون طارق ولا ذمّنا في النازلين نزيل سلي إن جهلت الناس عنّا وعنهم فليس سواء عالم وجهول حصن الأبلق: بنى جده عادياء حصن الأبلق في تيماء، شمال المدينة المنورة. كان الحصن مَعلمًا استراتيجيًا ومكانًا آمنًا للمسافرين إلى بلاد الشام. ذريته: خلّف السَّمَوْءَل أبناءً كان لهم أثرٌ بارز: برة بنت السَّمَوْءَل، جدة صفية بنت حيي زوجة النبي محمد ﷺ. غريض بن السَّمَوْءَل، شاعر مميز. شريح بن السَّمَوْءَل، الذي ذكره الأعشى في قصيدته الشهيرة. رفاعة بن السَّمَوْءَل القرضي. وفاته: توفي السَّمَوْءَل في تيماء حوالي عام 560م، بعد حياة كانت رمزًا للشجاعة، الوفاء، والشعر. المصادر: 📚 1. ابن سلاّم الجمحي، طبقات فحول الشعراء.📖 2. جواد علي، المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام.📖 3. أبو الفرج الأصفهاني، الأغاني.📖 4. ابن خلدون، تاريخ ابن خلدون.📖 5. اليعقوبي، تاريخ اليعقوبي.📖 6. المكتبة الشاملة، رجال المعلقات العشر.📖
    0 Comentários 0 Compartilhamentos 29 Visualizações 0 Anterior
  • خبر السَّمَوْءَل بن عُرَيض الأزدي: شاعر الجاهلية ومضرب المثل في الوفاء!

    نسبه وبيئته:
    هوا السَّمَوْءَل بن عُرَيض بن عادياء بن رفاعة بن الحارث الأزدي، شاعر جاهلي يهودي من سكان خيبر، عُرف ببيانه وبلاغته وشاعريته الفذّة. عاش في نهاية القرن الخامس الميلادي وبداية القرن السادس، وكان يتنقل بين خيبر وحصن الأبلق في تيماء الذي بناه جده عادياء.
    اختلف النسّابون في نسبه؛ فمنهم من قال إنه من سبط يهوذا، وآخرون نسبوه إلى الكاهنين من سبط لاوي. وقيل إنه من غسان من قبيلة الأزد، لكن البعض أنكر غسانيته. كما أشار هو نفسه في قصيدته إلى بني الديان من بني الحارث بن كعب من قبيلة مذحج، مما يعزز أصوله العربية اليهودية.

    اسمه ومعناه:
    الاسم "السَّمَوْءَل" معرب عن العبرية "شْمُوئِيل" (שְׁמוּאֵל)، المشتق من "شِيم" بمعنى "اسم" و"إِيل" بمعنى "الله"، أي "سمّاه الله". وقد يُشتق أيضًا من "صموئيل" ويعني "الظل".

    دوره في الوفاء:
    اشتهر السَّمَوْءَل بوفائه الذي أصبح مضرب المثل. فقد استودعه امرؤ القيس دروعًا ثمينة، وحينما طالب بها الحارث بن أبي شَمِر الغساني، رفض السَّمَوْءَل تسليمها رغم تهديده. قام الحارث بأسر ابن السَّمَوْءَل وأمهله بين تسليم الأمانة أو التضحية بابنه. اختار السَّمَوْءَل الوفاء ورفض التفريط بالدروع، فأعدم الحارث ابنه. هذه الحادثة جسدت أسمى معاني الوفاء والأمانة.
    فأنشد السَّمَوْءَل:
    وفيت بأدرع الكندي أني
    إذا ما خان أقـوام وفيـت
    وفي ذلك يقول الأعشى، مخاطباً بعضَ بَنِي السموأل:

    كُنْ كالسَّمَوْءَلِ إِذْ طافَ الهُمامُ بِهِ
    في جَحْفَلٍ كَسَوادِ اللَّيلِ جَرَّارِ
    بِالأَبْلَقِ الفَرْدِ مِنْ تَيْماءَ مَنْزِلُهُ
    حِصْنٌ حَصِينٌ وجارٌ غَيرُ غَدَّارِ
    إذ سامَهُ خُطَّتَي خَسْفٍ فقالَ لهُ:
    قُلْ ما تَشاءُ فإنِّي سامعٌ حارِ
    فقالَ ثُكْلٌ وغَدْرٌ أنتَ بَينَهُما
    فاخْتَرْ وما فِيهِما حَظٌّ لِمُخْتارِ
    فشَكَّ غيرَ طَويلٍ ثمَّ قالَ لهُ:
    اقتُل أسِيرَكَ إني مانعٌ جارِي

    شعره وشهرته:

    كان السَّمَوْءَل شاعرًا مجيدًا، وأشهر أعماله اللامية التي تعد من عيون الشعر الجاهلي، ومطلعها:

    إذا المرء لم يدنس من اللؤم عرضه
    فكـل رداء يرتديه جميل
    وإن هو لم يحمل على النفس ضيمها
    فليس إلى حسن الثناء سبيل
    تُعَيِّرُنا أنّا قليلٌ عديدُنا
    فقلتُ لها إن الكرامَ قليلُ
    وما قلَّ مَنْ كانت بقاياه مثلنا
    شبابٌ تسامى للعلا وكهولُ
    وما ضرنا أنا قليل وجارنا
    عزيز وجار الأكثرين ذليل
    وأنا لقوم لا نرى القتل سبة
    اذا ما رأته عامر وسلول
    صفونا فلم نكدر وأخلص سرنا
    إناث اطابت حملنا وفحول
    وننكر إن شئنا على الناس قولهم
    ولا ينكرون القول حين نقول
    إذا سيد منّا خلا قام سيد
    قؤول لما قال الكرام فعول
    وما اُخمدت نار لنا دون طارق
    ولا ذمّنا في النازلين نزيل
    سلي إن جهلت الناس عنّا وعنهم
    فليس سواء عالم وجهول

    حصن الأبلق:
    بنى جده عادياء حصن الأبلق في تيماء، شمال المدينة المنورة. كان الحصن مَعلمًا استراتيجيًا ومكانًا آمنًا للمسافرين إلى بلاد الشام.

    ذريته:
    خلّف السَّمَوْءَل أبناءً كان لهم أثرٌ بارز:

    برة بنت السَّمَوْءَل، جدة صفية بنت حيي زوجة النبي محمد ﷺ.

    غريض بن السَّمَوْءَل، شاعر مميز.

    شريح بن السَّمَوْءَل، الذي ذكره الأعشى في قصيدته الشهيرة.

    رفاعة بن السَّمَوْءَل القرضي.

    وفاته:
    توفي السَّمَوْءَل في تيماء حوالي عام 560م، بعد حياة كانت رمزًا للشجاعة، الوفاء، والشعر.

    المصادر:

    1. ابن سلاّم الجمحي، طبقات فحول الشعراء.

    2. جواد علي، المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام.

    3. أبو الفرج الأصفهاني، الأغاني.

    4. ابن خلدون، تاريخ ابن خلدون.

    5. اليعقوبي، تاريخ اليعقوبي.

    6. المكتبة الشاملة، رجال المعلقات العشر.
    خبر السَّمَوْءَل بن عُرَيض الأزدي: شاعر الجاهلية ومضرب المثل في الوفاء! نسبه وبيئته: هوا السَّمَوْءَل بن عُرَيض بن عادياء بن رفاعة بن الحارث الأزدي، شاعر جاهلي يهودي من سكان خيبر، عُرف ببيانه وبلاغته وشاعريته الفذّة. عاش في نهاية القرن الخامس الميلادي وبداية القرن السادس، وكان يتنقل بين خيبر وحصن الأبلق في تيماء الذي بناه جده عادياء. اختلف النسّابون في نسبه؛ فمنهم من قال إنه من سبط يهوذا، وآخرون نسبوه إلى الكاهنين من سبط لاوي. وقيل إنه من غسان من قبيلة الأزد، لكن البعض أنكر غسانيته. كما أشار هو نفسه في قصيدته إلى بني الديان من بني الحارث بن كعب من قبيلة مذحج، مما يعزز أصوله العربية اليهودية. اسمه ومعناه: الاسم "السَّمَوْءَل" معرب عن العبرية "شْمُوئِيل" (שְׁמוּאֵל)، المشتق من "شِيم" بمعنى "اسم" و"إِيل" بمعنى "الله"، أي "سمّاه الله". وقد يُشتق أيضًا من "صموئيل" ويعني "الظل". دوره في الوفاء: اشتهر السَّمَوْءَل بوفائه الذي أصبح مضرب المثل. فقد استودعه امرؤ القيس دروعًا ثمينة، وحينما طالب بها الحارث بن أبي شَمِر الغساني، رفض السَّمَوْءَل تسليمها رغم تهديده. قام الحارث بأسر ابن السَّمَوْءَل وأمهله بين تسليم الأمانة أو التضحية بابنه. اختار السَّمَوْءَل الوفاء ورفض التفريط بالدروع، فأعدم الحارث ابنه. هذه الحادثة جسدت أسمى معاني الوفاء والأمانة. فأنشد السَّمَوْءَل: وفيت بأدرع الكندي أني إذا ما خان أقـوام وفيـت وفي ذلك يقول الأعشى، مخاطباً بعضَ بَنِي السموأل: كُنْ كالسَّمَوْءَلِ إِذْ طافَ الهُمامُ بِهِ في جَحْفَلٍ كَسَوادِ اللَّيلِ جَرَّارِ بِالأَبْلَقِ الفَرْدِ مِنْ تَيْماءَ مَنْزِلُهُ حِصْنٌ حَصِينٌ وجارٌ غَيرُ غَدَّارِ إذ سامَهُ خُطَّتَي خَسْفٍ فقالَ لهُ: قُلْ ما تَشاءُ فإنِّي سامعٌ حارِ فقالَ ثُكْلٌ وغَدْرٌ أنتَ بَينَهُما فاخْتَرْ وما فِيهِما حَظٌّ لِمُخْتارِ فشَكَّ غيرَ طَويلٍ ثمَّ قالَ لهُ: اقتُل أسِيرَكَ إني مانعٌ جارِي شعره وشهرته: كان السَّمَوْءَل شاعرًا مجيدًا، وأشهر أعماله اللامية التي تعد من عيون الشعر الجاهلي، ومطلعها: إذا المرء لم يدنس من اللؤم عرضه فكـل رداء يرتديه جميل وإن هو لم يحمل على النفس ضيمها فليس إلى حسن الثناء سبيل تُعَيِّرُنا أنّا قليلٌ عديدُنا فقلتُ لها إن الكرامَ قليلُ وما قلَّ مَنْ كانت بقاياه مثلنا شبابٌ تسامى للعلا وكهولُ وما ضرنا أنا قليل وجارنا عزيز وجار الأكثرين ذليل وأنا لقوم لا نرى القتل سبة اذا ما رأته عامر وسلول صفونا فلم نكدر وأخلص سرنا إناث اطابت حملنا وفحول وننكر إن شئنا على الناس قولهم ولا ينكرون القول حين نقول إذا سيد منّا خلا قام سيد قؤول لما قال الكرام فعول وما اُخمدت نار لنا دون طارق ولا ذمّنا في النازلين نزيل سلي إن جهلت الناس عنّا وعنهم فليس سواء عالم وجهول حصن الأبلق: بنى جده عادياء حصن الأبلق في تيماء، شمال المدينة المنورة. كان الحصن مَعلمًا استراتيجيًا ومكانًا آمنًا للمسافرين إلى بلاد الشام. ذريته: خلّف السَّمَوْءَل أبناءً كان لهم أثرٌ بارز: برة بنت السَّمَوْءَل، جدة صفية بنت حيي زوجة النبي محمد ﷺ. غريض بن السَّمَوْءَل، شاعر مميز. شريح بن السَّمَوْءَل، الذي ذكره الأعشى في قصيدته الشهيرة. رفاعة بن السَّمَوْءَل القرضي. وفاته: توفي السَّمَوْءَل في تيماء حوالي عام 560م، بعد حياة كانت رمزًا للشجاعة، الوفاء، والشعر. المصادر: 📚 1. ابن سلاّم الجمحي، طبقات فحول الشعراء.📖 2. جواد علي، المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام.📖 3. أبو الفرج الأصفهاني، الأغاني.📖 4. ابن خلدون، تاريخ ابن خلدون.📖 5. اليعقوبي، تاريخ اليعقوبي.📖 6. المكتبة الشاملة، رجال المعلقات العشر.📖
    0 Comentários 0 Compartilhamentos 27 Visualizações 0 Anterior
Páginas Impulsionadas
Patrocinado
Patrocinado