• 👍🏻عندما تستيقظ اجعل همك ان تتلفظ باربعة جمل

    أولها : يارب توكلت عليك....
    وثانيها : يارب احتسبت يومي هذا لوجهك الكريم فتقبله مني ويسره لي وبارك لي فيه
    وثالثهما :
    رب اشرح لي صدري ويسررر لي أمري...
    ورابعها :
    اللهم إني استودعتك نفسي واهلي وذريتي وأحبتي فاحفظهم حفظا يليق بعظمتك
    اسعد الله صباحكم بكل خير 🪷*دعاء النبي (ص) لمحبّ الحسين (ع)*

    *أحبّ الله مَن أحبّ حسيناً:*

    -عن يعلى العامري أنه خرج من عند رسول الله (صلى الله عليه وآله) إلى طعام دعي إليه، فإذا هو بحسين يلعب مع الصبيان، فاستقبل النبي (صلى الله عليه وآله) أمام القوم ثم بسط يديه فطفر الصبي ههنا مرة وههنا مرة
    وجعل رسول الله يضاحكه حتى أخذه فجعل إحدى يديه تحت ذقنه، والأخرى تحت قفاه، ووضع فاه على فيه وقبله. ثم قال: *حسين مني وأنا منه أحب الله من أحب حسينا حسين سبط من الأسباط.* ¹

    متباركين بمولد الإمام الحسين عليه السلام
    *رقنا الله في الدنيا زيارته وفي الآخرة شفاعته🙏🏻*
    -------
    1. بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٤٣ - الصفحة ٢٧١
    *
    كل الوجود بيومه مستبشرٌ
    والكون ضاء لنوره الرباني

    هذا الحسين ومنه طـٰه جده
    ومن الرسول ورحمة الرحمنِ

    *أسعد الله أيامكم* *..#الأم الَتِي اعتادت أن تطبخ بالفلفل الحار
    أولادها سيكبرون وهم يحبون الفلفل الحار...

    ..والأم الَتِي اعتادت أن تطبخ بملحٍ قليل؛
    أولادها سيحبون الطعام بملحٍ قليلٍ.

    ..والأم الَتِي تتكلم عن الناس بسوء وتغتاب زوجها وأهل زوجها وجيرانها بسوء ؛
    أولادها سيستحلون الغيبة....

    ..والأم التي تشبع أطفالها لطف وحنان سيكبرون اولادها مستقرين عاطفيا

    ..والأم التي تسرق امام اولادها سيكبرون ويستحلون السرقة

    .. والأم التي لا يعجبها العجب وتنتقد كل شيء لن يكون ابناءها حريصين على رضاها..

    ..والأم الَتِي تكذب أمام أبنائها .. سيكبرون يستحلون الكذب ..

    ..والأم التي تتشاجر مع الاب امام ابناءها وعلى الملأ سيكبر ابناءها مكسورين ومعدومين الثقة بالنفس ..

    ..والأم التي تترك ما في يديها كي تصلي؛
    أولادها سيعرفون قيمة الصلاة جيدًا....

    ..والأم التي لسانها يقطر عسلا سيكبر اولادها ويدللونها ويتسابقون على رضاها ..

    ..والأم التي تراقب الله في كلامها ولا تغتاب ولا تسخر من أحد سيكبر اولادها ويصبحون مثلها

    ببساطة شديدة:
    تربية الأبناء تحتاج لتربية النفس أولا ...

    كلمات تستحق التأمل بها والنظر في نفس كل من تحتويه هذه الكلمات وتغيير العادات السيئة فيه ..

    المرأة راعية لأولادها وهي مسؤولة عن رعيتها

    #تأملوها_جيداً ....#مقارنة_شعرية

    لا تدري أي منهما أحسن القول أو كانت لغته أجمل
    #قول_المتنبي

    أنا الذي نظر الأعمى إلى أدبي
    و أسمعت كلماتي من به صمم

    و الخيل و الليل و البيداء تعرفني
    و السيف و الرمح و القرطاس و القلم

    #قول_عنترة_بن_شداد

    فالعمي لو كان في أجفانهم نظروا
    و الخرس لو كان في أفواههم خطبوا

    و النقع يوم طراد الخيل يشهد لي
    و الضرب و الطعن و الأقلام و الكتب
    هل تعرف أن:
    مصطلح "ستان" هو من أصل فارسي ويعني "مكان" أو "أرض". تُستخدم هذه اللاحقة بشكل شائع في اللغة الفارسية واللغات الأخرى ذات الصلة مثل الباشتو والأردية واللغات التركية، والتي تأثرت بالفارسية.

    تاريخيًا، كانت هذه المناطق جزءًا من الإمبراطورية الفارسية أو الخلافة الإسلامية اللاحقة أو متأثرة بها، والتي نشرت اللغة والثقافة الفارسية. ويشير استخدام "-ستان" في أسماء الأماكن إلى تسمية جغرافية أو عرقية، مثل "أفغانستان" التي تعني "أرض الأفغان" و"أوزبكستان" التي تعني "أرض الأوزبك". يعكس اصطلاح التسمية هذا الروابط التاريخية واللغوية والثقافية عبر هذه المناطق.
    *👈🏻 🤲🏻
    اللهم إنا نسألك برحمتك التي وسعت كل شيء أن تغفر لنا ذنوبنا، وأن تُكفّر عنا سيئاتنا، وأن تتولى أمرنا، وأن تختم بالباقيات الصالحات أعمالنا، يا مُفرّج الكروب فرّج كربنا، واغفر ذنبنا، واستر عيبنا، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين
    ‏اللّهم آمين
    صباح الخير لا تأخذوا الناس على محمل الأبدية ...‏من ودّك لأمرٍ ...ولّى مع انقضائه........"" قال
    في كل حصة للّغة العربية يسألني الأستاذ عن عدد الحروف الأبجدية فأجيبه دون تفكير " سبعة وعشرون حرفاً "

    _ خطأ ، كم مرة أخبرتك أنها ثمانية وعشرون .
    _ بل سبعة وعشرون ، أنا متأكد من ذلك .

    فيطلب مني أن أمد يدي ليضربني
    وأمدها غير آبه بالألم لقد اعتدت على ذلك

    نصحني زميلي بعد أن رأى آثار الضرب على كفي بأن أقول كما يقول الأستاذ لكنني أتجاهله

    ثم أضع كفي على الحديدة لتبرد قليلاً .
    دعاني مدير المدرسة ذات يوم يستوضح مني
    بعد أن شكاني ذلك المدرس فبدأ يمتدح ذكائي وكم أنني طالب مثابر ومتميز

    قد أدركت مايريد مني فقاطعته وقلت له مباشرةً : "إنها سبعة وعشرون حرفاً " ..
    ثم انصرفت وتركته في حيرته يراقب خطواتي وأنا أخرج الباب .
    توجهت نحو المنزل ، مثقل بحقيبتي الممتلئة بالكتب والدفاتر
    تفتح لي أمي الباب وتحتضنني كعادتها ، ثم تفتح كفي المنقبضة لترى ما اعتادت أن تراه

    _ متى ستعقل( ياصغيغي )، إنها مشيئة الله

    فأقَبِّل مفرق رأسها وأعِدُها كذباً أن لا أكررها ثم أتجه نحو المطبخ وأنا أحدث نفسي ..

    " إن حرفاً لا تنطقه أمي لا يعد من الأبجدية "
    ..
    مــــع مــــــرور الوقــــت ستتغيــــر
    تــــأكــــد أن الزمــــــن سيغيـــر فيــك أشيــــاء كثيــــرة ..... مفــاهيمــــك .... قناعاتــــك ..... اهتمــامــاتــك ..... أفــراحــــك. .
    لكــــن إيــــاك أن تتــــركــه يغيــــر فيــــك أمــــوراً لاتقبــــل التغييــــر
    كمعــدنــــك الــطيــــب .. ومــبــادئــــك .. وأخــلاقــــك
    فــــإن ميــــاه البحــــار والمحيطـــات لا تــغـــرق قــــاربــاً صغيــــراً، مــا لــــم تتســــرب بــداخلـــه الميـــــــــاه

    صباحكم اللّــــــــــــه بالخيــــــــــــر🩵



    🛥🛥🛥‏*الحياة قد تتعثر لكنها لا تتوقف* *والأمل قد يضعف لكنه لا يموت*
    ‏*والفرص قد تضيع لكنها لا تنتهي.* *مهما ضاقت الدنيا عليك *ففرج الله قريب قريب !!*

    *صباح الخير* ليس هناك شعورا أروع و لا أجمل من شعورك بانسانيتك ...
    حين تملك قلبا حنونا رحيما ...
    عين تدمع ...
    أذن تسمع ...
    يد تمتد بالمساعدة ...
    إحساسك بكل من حولك و تعاطفك معهم معناه
    أنك إنسان ...اسعد تُسعد .. واعطي تعطى .. وارحم ترحم .. واحسن يحسن الله اليك .. ولا تحبس جميلاً اعطاك الله اياه ..
    .. فربك ودود يحب الود .. صباح النور والود👈🏻🪷دع ما يضرك والتمس ما ينفع
    واختر لنفسك ما يزين ويرفع
    واسمع لقول العقل لا قول الهوى
    إن الهوى لضلالة لا تتبع
    واجعل شبابك من هواك بمأمن
    إن الشباب هو العنان الأطوع
    واعلم فقِدما للمالك فتِّحت
    بالعلم أبواب السعادة أجمع
    إن الشعوب إذا أرادوا نهضة
    بذرائع العلم الصحيح تذرّعوا
    وانظر بعين في الأمور جلية.
    لا تُثبت الأشياء عين تدمع
    مما أَحب به الرجال بلادهم.
    أن يحسن الإنسان فيما يصنع
    واحفظ على مصر السكينة إنها
    روض بأفياء السكينة ممرع
    وصن اليدين عن الدماء فإنها
    في البغى أوخم ما يكون المرتع
    الختل من خلق الذئاب وشهوة
    في الرأس يركبها الجبان فيشجع
    برىء العباد من الشرائع كلها
    إن كان قتل النفس مما يرفع
    لا تذكرنّ الحرب أو أهوالها
    إلا بقلب خاشع يتوجع
    واذرف على القلب الدموع فكلكم
    في آدم أهل وآدم يجمع
    للخلق صبيان كما لك صبية
    ولهم لباس فارقوه ومضجع
    واخرج من الحرب العوان بِعبِرة
    إن العظات من الحوادث أوقع
    إسمع حديث جُناتها وصلاتها
    هل كان فيها للديانة موضع
    المال باعثها الأثيم ولم تزل
    تُردى المطامع ناسهن وتصرع
    لما رمت دول المسيح بهولها
    مشت اثنتان لها وهبت أربع
    يتقاذفون وللكنائس هِزة
    ويسوع ينظرو الزكية تسمع
    والله يغضب والعناصر تبتلىِ
    والسيف يضحك في الدماء ويلمع
    نزل #البلاء وحل طوفان دم
    بالمسلمين سماؤه لا تقلع
    كانوا بظل السلم لا بهلالهم
    شر يراد ولا حماه مروع
    لولا قضاء الله ما خاضوا الوغى
    إن #القضاء إذا أتى لا يُدفع
    تلك العوان على الشديد شديدة
    أين السيوف لمثلها والأدرع
    ماذا اندفاع المسلمين بموقف
    الغالب المنصور فيه مضعضع
    حرب على حرب حنانك ربنا
    لم يبق منا ما ينال المدفع
    لا تأخذن بريئنا بمسيئنا
    فالعدل كلٌّ حاصد ما يزرع
    يا رب بالرسل @الكرام بآلهم
    باللوح والكرسى وهو المفزع
    أدرك دماء #الخلق إن دماءهم
    سالت فوجه الأرض منها مترع
    سبحت ببحر دمائهم أشلاؤهم
    والأرض لا تَروَى ولا هي تشبع
    زاد @الأرامل واليتامي كثرةً
    حتى لقد صعدت إليك الأدمع #ابومحمدالصفار
    👍🏻⭐❤⭐عندما تستيقظ اجعل همك ان تتلفظ باربعة جمل أولها : يارب توكلت عليك.... وثانيها : يارب احتسبت يومي هذا لوجهك الكريم فتقبله مني ويسره لي وبارك لي فيه وثالثهما : رب اشرح لي صدري ويسررر لي أمري... ورابعها : اللهم إني استودعتك نفسي واهلي وذريتي وأحبتي فاحفظهم حفظا يليق بعظمتك اسعد الله صباحكم بكل خير 🪷*🔅دعاء النبي (ص) لمحبّ الحسين (ع)🔅* *🔹أحبّ الله مَن أحبّ حسيناً:* -عن يعلى العامري أنه خرج من عند رسول الله (صلى الله عليه وآله) إلى طعام دعي إليه، فإذا هو بحسين يلعب مع الصبيان، فاستقبل النبي (صلى الله عليه وآله) أمام القوم ثم بسط يديه فطفر الصبي ههنا مرة وههنا مرة وجعل رسول الله يضاحكه حتى أخذه فجعل إحدى يديه تحت ذقنه، والأخرى تحت قفاه، ووضع فاه على فيه وقبله. ثم قال: *حسين مني وأنا منه أحب الله من أحب حسينا حسين سبط من الأسباط.* ¹ 🎊 متباركين بمولد الإمام الحسين عليه السلام *رقنا الله في الدنيا زيارته وفي الآخرة شفاعته🙏🏻😍* ------- 1. بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٤٣ - الصفحة ٢٧١ 🔸 *🌹 كل الوجود بيومه مستبشرٌ والكون ضاء لنوره الرباني هذا الحسين ومنه طـٰه جده ومن الرسول ورحمة الرحمنِ *أسعد الله أيامكم* 🌸*..#الأم الَتِي اعتادت أن تطبخ بالفلفل الحار أولادها سيكبرون وهم يحبون الفلفل الحار... ..والأم الَتِي اعتادت أن تطبخ بملحٍ قليل؛ أولادها سيحبون الطعام بملحٍ قليلٍ. ..والأم الَتِي تتكلم عن الناس بسوء وتغتاب زوجها وأهل زوجها وجيرانها بسوء ؛ أولادها سيستحلون الغيبة.... ..والأم التي تشبع أطفالها لطف وحنان سيكبرون اولادها مستقرين عاطفيا ..والأم التي تسرق امام اولادها سيكبرون ويستحلون السرقة .. والأم التي لا يعجبها العجب وتنتقد كل شيء لن يكون ابناءها حريصين على رضاها.. ..والأم الَتِي تكذب أمام أبنائها .. سيكبرون يستحلون الكذب .. ..والأم التي تتشاجر مع الاب امام ابناءها وعلى الملأ سيكبر ابناءها مكسورين ومعدومين الثقة بالنفس .. ..والأم التي تترك ما في يديها كي تصلي؛ أولادها سيعرفون قيمة الصلاة جيدًا.... ..والأم التي لسانها يقطر عسلا سيكبر اولادها ويدللونها ويتسابقون على رضاها .. ..والأم التي تراقب الله في كلامها ولا تغتاب ولا تسخر من أحد سيكبر اولادها ويصبحون مثلها ببساطة شديدة: تربية الأبناء تحتاج لتربية النفس أولا ... كلمات تستحق التأمل بها والنظر في نفس كل من تحتويه هذه الكلمات وتغيير العادات السيئة فيه .. المرأة راعية لأولادها وهي مسؤولة عن رعيتها #تأملوها_جيداً ....#مقارنة_شعرية🔹 لا تدري أي منهما أحسن القول أو كانت لغته أجمل #قول_المتنبي أنا الذي نظر الأعمى إلى أدبي و أسمعت كلماتي من به صمم و الخيل و الليل و البيداء تعرفني و السيف و الرمح و القرطاس و القلم #قول_عنترة_بن_شداد فالعمي لو كان في أجفانهم نظروا و الخرس لو كان في أفواههم خطبوا و النقع يوم طراد الخيل يشهد لي و الضرب و الطعن و الأقلام و الكتب 🔸🔸هل تعرف أن: مصطلح "ستان" هو من أصل فارسي ويعني "مكان" أو "أرض". تُستخدم هذه اللاحقة بشكل شائع في اللغة الفارسية واللغات الأخرى ذات الصلة مثل الباشتو والأردية واللغات التركية، والتي تأثرت بالفارسية. تاريخيًا، كانت هذه المناطق جزءًا من الإمبراطورية الفارسية أو الخلافة الإسلامية اللاحقة أو متأثرة بها، والتي نشرت اللغة والثقافة الفارسية. ويشير استخدام "-ستان" في أسماء الأماكن إلى تسمية جغرافية أو عرقية، مثل "أفغانستان" التي تعني "أرض الأفغان" و"أوزبكستان" التي تعني "أرض الأوزبك". يعكس اصطلاح التسمية هذا الروابط التاريخية واللغوية والثقافية عبر هذه المناطق. *👈🏻 🤲🏻 اللهم إنا نسألك برحمتك التي وسعت كل شيء أن تغفر لنا ذنوبنا، وأن تُكفّر عنا سيئاتنا، وأن تتولى أمرنا، وأن تختم بالباقيات الصالحات أعمالنا، يا مُفرّج الكروب فرّج كربنا، واغفر ذنبنا، واستر عيبنا، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين ‏اللّهم آمين 🌹 صباح الخير 🌹لا تأخذوا الناس على محمل الأبدية ...‏من ودّك لأمرٍ ...ولّى مع انقضائه........"" قال في كل حصة للّغة العربية يسألني الأستاذ عن عدد الحروف الأبجدية فأجيبه دون تفكير " سبعة وعشرون حرفاً " _ خطأ ، كم مرة أخبرتك أنها ثمانية وعشرون . _ بل سبعة وعشرون ، أنا متأكد من ذلك . فيطلب مني أن أمد يدي ليضربني وأمدها غير آبه بالألم لقد اعتدت على ذلك نصحني زميلي بعد أن رأى آثار الضرب على كفي بأن أقول كما يقول الأستاذ لكنني أتجاهله ثم أضع كفي على الحديدة لتبرد قليلاً . دعاني مدير المدرسة ذات يوم يستوضح مني بعد أن شكاني ذلك المدرس فبدأ يمتدح ذكائي وكم أنني طالب مثابر ومتميز قد أدركت مايريد مني فقاطعته وقلت له مباشرةً : "إنها سبعة وعشرون حرفاً " .. ثم انصرفت وتركته في حيرته يراقب خطواتي وأنا أخرج الباب . توجهت نحو المنزل ، مثقل بحقيبتي الممتلئة بالكتب والدفاتر تفتح لي أمي الباب وتحتضنني كعادتها ، ثم تفتح كفي المنقبضة لترى ما اعتادت أن تراه _ متى ستعقل( ياصغيغي )، إنها مشيئة الله فأقَبِّل مفرق رأسها وأعِدُها كذباً أن لا أكررها ثم أتجه نحو المطبخ وأنا أحدث نفسي .. " إن حرفاً لا تنطقه أمي لا يعد من الأبجدية " .. مــــع مــــــرور الوقــــت ستتغيــــر تــــأكــــد أن الزمــــــن سيغيـــر فيــك أشيــــاء كثيــــرة ..... مفــاهيمــــك .... قناعاتــــك ..... اهتمــامــاتــك ..... أفــراحــــك. . لكــــن إيــــاك أن تتــــركــه يغيــــر فيــــك أمــــوراً لاتقبــــل التغييــــر كمعــدنــــك الــطيــــب .. ومــبــادئــــك .. وأخــلاقــــك فــــإن ميــــاه البحــــار والمحيطـــات لا تــغـــرق قــــاربــاً صغيــــراً، مــا لــــم تتســــرب بــداخلـــه الميـــــــــاه🌊🌊 صباحكم اللّــــــــــــه بالخيــــــــــــر💙🧡🩵 🌊🌊🌊 ⛴️🛥⛴️🛥⛴️🛥⛴️‏*الحياة قد تتعثر لكنها لا تتوقف* *والأمل قد يضعف لكنه لا يموت* ‏*والفرص قد تضيع لكنها لا تنتهي.* *مهما ضاقت الدنيا عليك *ففرج الله قريب قريب !!* *صباح الخير* 🌊🌊ليس هناك شعورا أروع و لا أجمل من شعورك بانسانيتك ... حين تملك قلبا حنونا رحيما ... عين تدمع ... أذن تسمع ... يد تمتد بالمساعدة ... إحساسك بكل من حولك و تعاطفك معهم معناه أنك إنسان ...اسعد تُسعد .. واعطي تعطى .. وارحم ترحم .. واحسن يحسن الله اليك .. ولا تحبس جميلاً اعطاك الله اياه .. .. فربك ودود يحب الود .. صباح النور والود👈🏻🪷دع ما يضرك والتمس ما ينفع واختر لنفسك ما يزين ويرفع واسمع لقول العقل لا قول الهوى إن الهوى لضلالة لا تتبع واجعل شبابك من هواك بمأمن إن الشباب هو العنان الأطوع واعلم فقِدما للمالك فتِّحت بالعلم أبواب السعادة أجمع إن الشعوب إذا أرادوا نهضة بذرائع العلم الصحيح تذرّعوا وانظر بعين في الأمور جلية. لا تُثبت الأشياء عين تدمع مما أَحب به الرجال بلادهم. أن يحسن الإنسان فيما يصنع واحفظ على مصر السكينة إنها روض بأفياء السكينة ممرع وصن اليدين عن الدماء فإنها في البغى أوخم ما يكون المرتع الختل من خلق الذئاب وشهوة في الرأس يركبها الجبان فيشجع برىء العباد من الشرائع كلها إن كان قتل النفس مما يرفع لا تذكرنّ الحرب أو أهوالها إلا بقلب خاشع يتوجع واذرف على القلب الدموع فكلكم في آدم أهل وآدم يجمع للخلق صبيان كما لك صبية ولهم لباس فارقوه ومضجع واخرج من الحرب العوان بِعبِرة إن العظات من الحوادث أوقع إسمع حديث جُناتها وصلاتها هل كان فيها للديانة موضع المال باعثها الأثيم ولم تزل تُردى المطامع ناسهن وتصرع لما رمت دول المسيح بهولها مشت اثنتان لها وهبت أربع يتقاذفون وللكنائس هِزة ويسوع ينظرو الزكية تسمع والله يغضب والعناصر تبتلىِ والسيف يضحك في الدماء ويلمع نزل #البلاء وحل طوفان دم بالمسلمين سماؤه لا تقلع كانوا بظل السلم لا بهلالهم شر يراد ولا حماه مروع لولا قضاء الله ما خاضوا الوغى إن #القضاء إذا أتى لا يُدفع تلك العوان على الشديد شديدة أين السيوف لمثلها والأدرع ماذا اندفاع المسلمين بموقف الغالب المنصور فيه مضعضع حرب على حرب حنانك ربنا لم يبق منا ما ينال المدفع لا تأخذن بريئنا بمسيئنا فالعدل كلٌّ حاصد ما يزرع يا رب بالرسل @الكرام بآلهم باللوح والكرسى وهو المفزع أدرك دماء #الخلق إن دماءهم سالت فوجه الأرض منها مترع سبحت ببحر دمائهم أشلاؤهم والأرض لا تَروَى ولا هي تشبع زاد @الأرامل واليتامي كثرةً حتى لقد صعدت إليك الأدمع #ابومحمدالصفار
    0 Yorumlar 0 hisse senetleri 25 Views 0 önizleme
  • قال الأصمعي لأعرابي : أتقول الشعر ؟ ..

    قال الأعرابي : أنا ابن أمه وأبيه.

    فغضب الأصمعي فلم يجد قافية أصعب من الواو الساكنة المفتوح ما قبلها مثل (لَوْ) ،

    فقلت : أكمل ،

    فقال : هات

    فقال الأصمعي :
    قــومٌ عهدناهــم .....سقاهم الله من النو

    الأعرابي :
    النو تلألأ في دجا ليلةٍ .....حالكة مظلمةٍ لـو

    فقال الأصمعي : لو ماذا ؟

    فقال الأعرابي :
    لو سار فيها فارس لانثنى..... على به الأرض منطو

    قال الأصمعي : منطو ماذا ؟

    الأعرابي :
    منطوِ الكشح هضيم الحشا ..... كالباز ينقض من الجو

    قال الأصمعي : الجو ماذا ؟

    الأعرابي :
    جو السما والريح تعلو به..... فاشتم ريح الأرض فاعلو

    الأصمعي : اعلو ماذا ؟

    الأعرابي :
    فاعلوا لما عيل من صبره .....فصار نحو القوم ينعو

    الأصمعي : ينعو ماذا ؟

    الأعرابي :
    ينعو رجالاً للقنا شرعت .....كفيت بما لاقوا ويلقوا

    الأصمعي : يلقوا ماذا ؟

    الأعرابي :
    إن كنت لا تفهم ما قلته .....فأنت عندي رجل بو

    الأصمعي : بو ماذا ؟

    الأعرابي :
    البو سلخ قد حشي جلده .....بأظلف قرنين تقم أو

    الأصمعي : أوْ ماذا ؟

    الأعرابي :
    أو أضرب الرأس بصيوانةٍ ..... تقـول في ضربتها قـو

    قال الأصمعي :
    فخشيت أن أقول قو ماذا ، فيأخذ العصى ويضربني......سَكِّن فُؤادكَ لا تَذهَب بِهِ الفِكَرُ
    ماذا يُعيد عَلَيكَ البَثُّ وَالحذرُ
    وَازجُر جفونك لا تَرضَ البُكاءَ لَها
    وَاِصبر فَقَد كُنتَ عند الخطب تَصطَبِرُ
    وَإِن يَكُن قَدرٌ قد عاق عَن وَطَرٍ
    فَلا مَرَدّ لما يأتي بِهِ القدرُ
    وَإِن تَكُن خيبَةٌ في الدَهرِ واحِدَةٌ
    فَكَم غَدَوتَ وَمن أشياعك الظَفرُ
    إِن كُنتَ في حيرَةٍ مِن جُرمِ مُجتَرِمٍ
    فَإِنَّ عُذرك في ظَلمائِها قَمَرُ
    كَم زَفرَةٍ مِن شِغافِ القَلبِ صاعِدَة
    وعَبرة مِن شؤون العين تَنحَدِرُ
    فَوِّض إِلى اللَه فيما أَنتَ خائِفُه
    وَتِقْ بِمُعتَضِدٍ بِاللَهِ يَغتَفِرُ
    وَلا تَرُعكَ خُطوبٌ إِن عَدا زَمَنٌ
    فاللَه يَدفَع وَالمَنصور يَنتَصِرُ
    وَاِصبر فَإِنَّكَ مِن قومٍ أَولي جلَدٍ
    إِذا أَصابَتهم مَكروهَةٌ صَبَروا
    مَن مِثل قَومك وَالمَلك الهُمام أَبو
    عمرو أَبوك لَه مجدٌ وَمُفتَخَرُ
    سَمَيدَعٌ يَهَب الآلافَ مُقتَدراً
    وَيَستَقِلُّ عَطاياه وَيَحتَقِرُ
    لَهُ يَدٌ كُلُّ جَبّارٍ يُقَبِّلها
    لَولا نَداها لَقُلنا إِنَّها الحَجَرُ
    يا ضَيغَماً يَقتُلُ الأَبطال مُفتَرِساً
    لا توهنَنّي فَإِنّي الناب وَالظُفرُ
    وَفارِساً تَحذَر الأقرانُ صَولَتَهُ
    صُن عبدَك القِنّ فَهوَ الصارِم الذكرُ
    هُوَ الَّذي لَم تَشِم يُمناك صَفحَتَهُ
    إِلّا تَأتّى مُرادٌ وَاِنقَضى وَطَرُ
    قَد أَخلَقتَني صُروف أَنتَ تعلمها
    وَقالَ موردها ما لي بِها صدرُ
    فالنَفسُ جازِعَةٌ وَالعَينُ دامِعَةٌ
    وَالصَوتُ مُرتَفِعٌ وَالسِرُّ منتشِرُ
    وَزادَ هَمّيَ ما بالجسم مِن سَقَمٍ
    وشِبتُ رأسا وَلَم يبلُغني الكِبَرُ
    وَذُبتُ إِلّا ذَماءً فيَّ يُمسكني
    أَنّي عَهدتُكَ تَعفو حينَ تَقتَدِرُ
    لَم يأت عبدُك دَنبا يَستَحِقُ به
    عُتبى وَها هُوَ ناداكَ يَعتَذِرُ
    ما الذَنبُ إِلّا عَلى قَومٍ ذَوي دَغلٍ
    وَفى لَهُم عهدُك المعهود إِذ غدروا
    قَومٌ نَصيحتُهُم غِشٌّ وصدقهمُ
    مَينٌ وَنَفعهم إِن صُرّفوا ضَرَرُ
    يُمَيَّزُ البُغض في الأَلفاظِ إِن نَطَقوا
    وَيُعرَفُ الحِقدُ في الأَلحاظ إِن نَظَروا
    إِن يَحرِقِ القَلب نَفثٌ مِن مَقالهمُ
    فَإِنَّما ذاكَ مِن نارِ القِلى شَرَرُ
    مَولاي دعوةَ مَملوكٍ بِهِ ظمأٌ
    بَرح وَفي راحَتَيكَ السَلسَلُ الخضرُ
    أَجِب نِداءَ أَخي قَلبٍ تملَّكَهُ
    أَسى وَذي مُقلَة أودى بِها السَهَرُ
    لَم أُوتَ مِن زَمَني شَيئا أُسِرُّ بِهِ
    فلست أَعهَدُ ما كأس وَلا وترُ
    وَلا تَمَلَّكَني دَلٌّ وَلا خَفَرٌ
    وَلا سَبى خَلَدي غُنج وَلا حَوَرُ
    رَضاكَ راحَةُ نَفسي لا فُجِعتُ بِهِ
    فَهوَ العَتادُ الَّذي لِلدهر أَدّخِرُ
    وَهوَ المُدامُ الَّتي أَسلو بِها فَإِذا
    عَدَمتُها عَبَثَت في قَلبيَ الفِكَرُ
    ما تركيَ الخَمرَ مِن زُهد وَلا وَرَعٍ
    فَلَم يُفارِق لَعَمري سِنّيَ الصغَرُ
    وَإِنَّما أَنا ساعٍ في رِضاك فَإِن
    أَخفَقتُ فيه فَلا يُفسَح ليَ العُمُرُ
    ما سَرّني وَأحاشي عَصر عَطفِكمُ
    يَومَ أَخَلّ في القَنا وَالهامُ نَنتَثِرُ
    أَجَل وَلي راحَةٌ أُخرى عَلِقتُ بِها
    نَظم الكُلى في القَنا وَالهامُ تَنتَثِرُ
    كَم وقعة لي في الأَعداء واضِحَة
    تَفنى اللَيالي وَما يَفنى لَها الخبرُ
    سارَت بِها العيسُ في الآفاقِ فاِنتَشَرَت
    فَلَيسَ في كُلِّ حَيٍّ غَيرها سَمَرُ
    لازلتَ ذا عِزّة قَعساء شامِخَة
    لا يَبلُغ الوَهمُ أَدناها وَلا البَصَرُ
    وَلا يَزالُ وَزَرٌ مِن حُسنِ رأيك لي
    آوي إِلَيهِ فَنِعمَ الكَهفُ وَالوَزَرُ
    إِلَيكَ رَوضَةُ فِكري جادَ مَنبتها
    نَدى يَمينك لا طَلّ ولا مَطَرُ
    جَعَلتُ ذكركَ في أَرجائِها شَجَراً
    فَكُلُّ أَوقاتِها لِلمُجتَني ثَمَرُ

    �《》《》《》《》《》《》《》《》《》《》《》《》

    *قصة نبي الله يونس*
    *وقومه كاملة*

    عن أمير المؤمنين (عليه السلام)، قال:
    حدثني رسول الله (صلى الله عليه وآله) أن جبرئيل (عليه السلام) حدثه أن يونس بن متى (عليه السلام) بعثه الله إلى قومه وهو ابن ثلاثين سنة، وكان رجلا تعتريه الحدة وكان قليل الصبر على قومه والمداراة لهم، عاجزا عما حمل من ثقل حمل أوقار النبوة وأعلامها، وأنه تفسخ تحتها كما يتفسخ الجذع تحت حمله‏.

    وأنه أقام فيهم يدعوهم إلى الإيمان بالله والتصديق به واتباعه ثلاثا وثلاثين سنة، فلم يؤمن به ولم يتبعه من قومه إلا رجلان اسم أحدهما روبيل، واسم الآخر تنوخا.

    وكان روبيل من أهل بيت العلم والنبوة والحكمة، وكان قديم الصحبة ليونس بن متى من قبل أن يبعثه الله بالنبوة.

    وكان تنوخا رجلا مستضعفا عابدا زاهدا، منهمكا في العبادة، وليس له علم ولا حكم.

    وكان روبيل صاحب غنم يرعاها ويتقوت منها.

    وكان تنوخا رجلا حطابا يحتطب على رأسه، ويأكل من كسبه.

    وكان لروبيل منزلة من يونس غير منزلة تنوخا، لعلم روبيل وحكمته وقديم صحبته.

    فلما رأى يونس أن قومه لا يجيبونه ولا يؤمنون ضجر، وعرف من نفسه قله الصبر، فشكا ذلك إلى ربه، وكان فيما شكا أن قال:
    يا رب، إنك بعثتني إلى قومي ولي ثلاثون سنة، فلبثت فيهم أدعوهم إلى الإيمان بك والتصديق برسالاتي، وأخوفهم عذابك ونقمتك ثلاثا وثلاثين سنة، فكذبوني ولم يؤمنوا بي، وجحدوا نبوتي واستخفوا برسالاتي، وقد تواعدوني وخفت أن يقتلوني، فأنزل عليهم عذابك، فإنهم قوم لا يؤمنون».

    قال: «فأوحى الله إلى يونس:
    أن فيهم الحمل والجنين والطفل، والشيخ الكبير والمرأة الضعيفة والمستضعف المهين، وأنا الحكم العدل، سبقت رحمتي غضبي، لا اعذب الصغار بذنوب الكبار من قومك، وهم- يا يونس- عبادي وخلقي وبريتي في بلادي وفي عيلتي، أحب أن أتأناهم وأرفق بهم وأنتظر توبتهم، وإنما بعثتك إلى قومك لتكون حيطا عليهم، تعطف عليهم لسخاء الرحم الماسة منهم، وتتأناهم وبرأفة النبوة، وتصبر معهم بأحلام الرسالة، وتكون لهم كهيئة الطبيب المداوي العالم بمداواة الداء، فخرقت بهم‏ ، ولم تستعمل قلوبهم بالرفق، ولم تسهم بسياسة المرسلين، ثم سألتني عن‏ سوء نظرك العذاب لهم عند قلة الصبر منك، وعبدي نوح كان أصبر منك على قومه، وأحسن صحبة، وأشد تأنيا في الصبر عندي، وأبلغ في العذر، فغضبت له حين غضب لي، وأجبته حين دعاني.

    فقال يونس:
    يا رب، إنما غضبت عليهم فيك، وإنما دعوت عليهم حين عصوك، فوعزتك لا أتعطف عليهم برأفة أبدا، ولا أنظر إليهم بنصيحة شفيق بعد كفرهم وتكذيبهم إياي، وجحدهم نبوتي، فأنزل عليهم عذابك، فإنهم لا يؤمنون أبدا.

    فقال الله:
    يا يونس، إنهم مائة ألف أو يزيدون من خلقي، يعمرون بلادي، ويلدون عبادي، ومحبتي أن أتأناهم للذي سبق من علمي فيهم وفيك، وتقديري وتدبيري غير علمك وتقديرك، وأنت المرسل وأنا الرب الحكيم، وعلمي فيهم- يا يونس- باطن في الغيب عندي لا يعلم ما منتهاه، وعلمك فيهم ظاهر لا باطن له.

    يا يونس، قد أجبتك إلى ما سألت من إنزال العذاب عليهم، وما ذلك- يا يونس- بأوفر لحظك عندي، ولا أحمد لشأنك، وسيأتيهم العذاب في شوال يوم الأربعاء وسط الشهر بعد طلوع الشمس، فأعلمهم ذلك».

    قال:
    «فسر ذلك يونس ولم يسؤه، ولم يدر ما عاقبته، فانطلق يونس إلى تنوخا العابد، فأخبره بما أوحى الله إليه من نزول العذاب على قومه في ذلك اليوم، وقال له:
    انطلق حتى أعلمهم بما أوحى الله إلي من نزول العذاب.

    فقال تنوخا:
    فدعهم في غمرتهم ومعصيتهم حتى يعذبهم الله تعالى.

    فقال له يونس:
    بل نلقى روبيل فنشاوره، فإنه رجل عالم حكيم من أهل بيت النبوة، فانطلقا إلى روبيل، فأخبره يونس بما أوحى الله إليه من نزول العذاب على قومه في شوال يوم الأربعاء في وسط الشهر بعد طلوع الشمس. فقال له:
    ما ترى؟ انطلق بنا حتى أعلمهم ذلك.

    فقال له روبيل:
    ارجع إلى ربك رجعة نبي حكيم ورسول كريم، وسله أن يصرف عنهم العذاب فإنه غني عن عذابهم، وهو يحب الرفق بعباده، وما ذلك بأضر لك عنده ولا أسوأ لمنزلتك لديه، ولعل قومك بعد ما سمعت ورأيت من كفرهم وجحودهم يؤمنون يوما، فصابرهم وتأنهم.

    فقال له تنوخا:
    ويحك يا روبيل! ما أشرف على يونس وأمرته به بعد كفرهم بالله، وجحدهم لنبيه، وتكذيبهم إياه، وإخراجهم إياه من مساكنه، وما هموا به من رجمه!.

    فقال روبيل لتنوخا: اسكت، فانك رجل عابد، لا علم لك، ثم أقبل على يونس،
    فقال:
    أ رأيت يا يونس إذا أنزل الله العذاب على قومك، أ ينزله فيهلكهم جميعا أو يهلك بعضا ويبقي بعضا؟
    فقال له يونس: بل يهلكهم الله جميعا، وكذلك سألته، ما دخلتني لهم رحمة تعطف فأراجع الله فيها وأسأله أن يصرف عنهم.

    فقال له روبيل:
    أ تدري- يا يونس- لعل الله إذا أنزل عليهم العذاب فأحسوا به أن يتوبوا إليه ويستغفروا فيرحمهم، فإنه أرحم الراحمين، ويكشف عنهم العذاب من بعد ما أخبرتهم عن الله أنه ينزل عليهم العذاب يوم الأربعاء، فتكون بذلك عندهم كذابا.

    فقال له تنوخا:
    ويحك- يا روبيل- لقد قلت عظيما، يخبرك النبي المرسل أن الله أوحى إليه بأن العذاب ينزل عليهم، فترد قول الله وتشك فيه وفي قول رسوله؟! اذهب فقد حبط عملك.

    فقال روبيل لتنوخا:
    لقد فشل رأيك، ثم أقبل على يونس، فقال:
    إذا نزل الوحي والأمر من الله فيهم على ما انزل عليك فيهم من إنزال العذاب عليهم وقوله الحق، أرأيت إذا كان ذلك فهلك قومك كلهم وخربت قريتهم، أليس يمحوا الله اسمك من النبوة، وتبطل رسالتك، وتكون كبعض ضعفاء الناس، ويهلك على يديك مائة ألف أو يزيدون من الناس؟.

    فأبى يونس أن يقبل وصيته، فانطلق ومعه تنوخا إلى قومه، فأخبرهم أن الله أوحى إليه أنه منزل العذاب عليكم يوم الأربعاء في شوال في وسط الشهر بعد طلوع الشمس.

    فردوا عليه قوله، فكذبوه وأخرجوه من قريتهم إخراجا عنيفا.

    فخرج يونس ومعه تنوخا من القرية، وتنحيا عنهم غير بعيد، وأقاما ينتظران العذاب.

    وأقام روبيل مع قومه في قريتهم، حتى إذا دخل عليهم شوال صرخ روبيل بأعلى صوته في رأس الجبل إلى القوم:

    أنا روبيل، شفيق عليكم، رحيم بكم، هذا شوال قد دخل عليكم، وقد أخبركم يونس نبيكم ورسول ربكم أن الله أوحى إليه أن العذاب ينزل عليكم في شوال في وسط الشهر يوم الأربعاء بعد طلوع الشمس، ولن يخلف الله وعده رسول، فانظروا ما أنتم صانعون؟

    فأفزعهم كلامه ووقع في قلوبهم تحقيق نزول العذاب، فأجفلوا نحو روبيل، وقالوا له:

    ماذا أنت مشير به علينا- يا روبيل- فإنك رجل عالم حكيم، لم نزل نعرفك بالرأفة علينا والرحمة لنا، وقد بلغنا ما أشرت به على يونس فينا، فمرنا بأمرك وأشر علينا برأيك.

    فقال لهم روبيل:
    فإني أرى لكم وأشير عليكم أن تنظروا وتعمدوا إذا طلع الفجر يوم الأربعاء في وسط الشهر
    أن تعزلوا الأطفال عن الأمهات في أسفل الجبل في طريق الأودية، وتوقفوا النساء وكل المواشي جميعا عن أطفالها في سفح الجبل، ويكون هذا كله قبل طلوع الشمس، فإذا رأيتم ريحا صفراء أقبلت من المشرق، فعجوا عجيجا، الكبير منكم والصغير بالصراخ والبكاء، والتضرع إلى الله، والتوبة إليه والاستغفار له، وارفعوا رؤوسكم إلى السماء، وقولوا:

    ربنا ظلمنا أنفسنا وكذبنا نبيك وتبنا إليك من ذنوبنا، وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين المعذبين، فاقبل توبتنا وارحمنا يا أرحم الراحمين.

    ثم لا تملوا من البكاء والصراخ والتضرع إلى الله والتوبة إليه حتى تتوارى الشمس بالحجاب، أو يكشف الله عنكم العذاب قبل ذلك.

    فأجمع رأي القوم جميعا على أن يفعلوا ما أشار به عليهم روبيل.

    فلما كان يوم الأربعاء الذي توقعوا فيه العذاب، تنحى روبيل عن القرية حيث يسمع صراخهم ويرى العذاب إذا نزل، فلما طلع الفجر يوم الأربعاء فعل قوم يونس ما أمرهم روبيل به، فلما بزغت الشمس أقبلت ريح صفراء مظلمة مسرعة، لها صرير وحفيف وهدير، فلما رأوها عجوا جميعا بالصراخ والبكاء والتضرع إلى الله، وتابوا إليه واستغفروه، وصرخت الأطفال بأصواتها تطلب أمهاتها، وعجت سخال‏ البهائم تطلب الثدي، وعجت الانعام تطلب الرعي.

    فلم يزالوا بذلك ويونس وتنوخا يسمعان ضجيجهم‏ وصراخهم، ويدعوان الله بتغليظ العذاب عليهم، وروبيل في موضعه يسمع صراخهم وعجيجهم، ويرى ما نزل، وهو يدعو الله بكشف العذاب عنهم.

    فلما أن زالت الشمس، وفتحت أبواب السماء، وسكن غضب الرب تعالى، رحمهم الرحمن فاستجاب دعاءهم، وقبل توبتهم، وأقالهم عثرتهم، وأوحى الله إلى إسرافيل (عليه السلام):

    أن اهبط إلى قوم يونس، فإنهم قد عجوا إلي بالبكاء والتضرع، وتابوا إلي واستغفروني، فرحمتهم وتبت عليهم، وأنا الله التواب الرحيم، أسرع إلى قبول توبة عبدي التائب من الذنوب، وقد كان عبدي يونس ورسولي سألني نزول العذاب على قومه، وقد أنزلته عليهم، وأنا الله أحق من وفى بعهده، وقد أنزلته عليهم، ولم يكن اشترط يونس حين سألني أن انزل عليهم العذاب أن اهلكهم، فاهبط إليهم فاصرف عنهم ما قد نزل بهم من عذابي.

    فقال إسرافيل:
    يا رب، إن عذابك قد بلغ أكتافهم، وكاد أن يهلكهم، وما أراه إلا وقد نزل بساحتهم، فإلى أين أصرفه؟.

    فقال الله:
    كلا إني قد أمرت ملائكتي أن يصرفوه، ولا ينزلوه عليهم حتى يأتيهم أمري فيهم وعزيمتي، فاهبط- يا إسرافيل- عليهم، واصرفه عنهم، واضرب به إلى الجبال بناحية مفايض العيون ومجاري السيول في الجبال العاتية، المستطيلة على الجبال، فأذلها به ولينها حتى تصير ملتئمة حديدا جامدا.

    فهبط إسرافيل عليهم فنشر أجنحته فاستاق بها ذلك العذاب، حتى ضرب بها تلك الجبال التي أوحى الله إليه أن يصرفه إليها.

    وهي الجبال التي بناحية الموصل اليوم- فصارت حديدا إلى يوم القيامة.

    فلما رأى قوم يونس أن العذاب قد صرف عنهم هبطوا إلى منازلهم من رؤوس الجبال، وضموا إليهم نساءهم وأولادهم وأموالهم، وحمدوا الله على ما صرف عنهم.

    وأصبح يونس وتنوخا يوم الخميس في موضعهما الذي كانا فيه، لا يشكان أن العذاب قد نزل بهم وأهلكهم جميعا، لما خفيت أصواتهم عنهما، فأقبلا ناحية القرية يوم الخميس مع طلوع الشمس، ينظران إلى ما صار إليه القوم، فلما دنوا من القوم واستقبلهم الحطابون والحمارة والرعاة بأغنامهم، ونظروا إلى أهل القرية مطمئنين، قال يونس لتنوخا:
    يا تنوخا، كذبني الوحي، وكذبت وعدي لقومي، لا وعزة ربي لا يرون لي وجها أبدا بعد ما كذبني الوحي‏ فانطلق يونس هاربا على وجهه، مغاضبا لربه‏ ، ناحية بحر أيلة متنكرا، فرارا من أن يراه أحد من قومه، فيقول له:
    يا كذاب، فلذلك قال الله:
    وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغاضِباً فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ‏ الآية.

    ورجع تنوخا إلى القرية، فلقي روبيل، فقال له:
    يا تنوخا، أي الرأيين كان أصوب وأحق أن يتبع:
    رأيي، أو رأيك؟
    فقال له تنوخا:
    بل رأيك كان أصوب، ولقد كنت أشرت برأي الحكماء والعلماء.

    وقال له تنوخا:
    أما إني لم أزل أرى أني أفضل منك لزهدي وفضل عبادتي، حتى استبان فضلك لفضل علمك، وما أعطاك الله ربك من الحكمة مع التقوى أفضل من الزهد والعبادة بلا علم.

    فاصطحبا فلم يزالا مقيمين مع قومهما.

    فغضب يونس، ومر على وجهه مغاضبا، كما حكى الله تعالى، حتى انتهى إلى ساحل البحر، فإذا سفينة قد شحنت، وأرادوا أن يدفعوها، فسألهم يونس أن يحملوه فحملوه، فلما توسطوا البحر بعث الله حوتا عظيما، فحبس عليهم السفينة من قدامها، فنظر إليه يونس ففزع منه، وصار إلى مؤخر السفينة فدار إليه الحوت وفتح فاه،
    فخرج أهل السفينة، فقالوا:
    فينا عاص.

    فتساهموا فخرج سهم يونس، وهو قول الله عز وجل:
    فَساهَمَ فَكانَ مِنَ الْمُدْحَضِينَ‏.

    فأخرجوه فألقوه في البحر، فالتقمه الحوت ومر به في الماء.

    فدخل في بحر القلزم، ثم خرج إلى بحر مصر، ثم دخل في بحر طبرستان، ثم خرج في دجلة الغور ، ثم مرت به تحت الأرض حتى لحقت بقارون، وكان قارون هلك في أيام موسى (عليه السلام).

    ووكل [الله‏] به ملكا يدخله في الأرض كل يوم قامة رجل، وكان يونس في بطن الحوت يسبح الله ويستغفره، فسمع قارون صوته، فقال للملك الموكل به:
    أنظرني فإني أسمع كلام آدمي.

    فأوحى الله إلى الملك الموكل به: أنظره.

    فأنظره، ثم قال قارون:
    من أنت؟ قال يونس، أنا المذنب الخاطئ يونس بن متى.

    قال:
    فما فعل الشديد الغضب لله موسى بن عمران؟ قال:
    هيهات! هلك.

    قال: فما فعل الرؤوف الرحيم على قومه هارون بن عمران؟ قال: هلك.

    قال:
    فما فعلت كلثم بنت عمران التي كانت سميت لي؟ قال: هيهات! ما بقي من آل عمران أحد.

    فقال قارون:
    وا أسفا على آل عمران.

    فشكر الله له ذلك، فأمر الله الملك الموكل به أن يرفع عنه العذاب أيام الدنيا، فرفع عنه.

    فلما رأى يونس ذلك نادى في الظلمات:
    أن لا إله إلا أنت سبحانك، إني كنت من #الظالمين. فاستجاب الله له، وأمر الحوت أن يلفظه فلفظه على @ساحل البحر، وقد ذهب جلده ولحمه.

    وأنبت الله عليه شجرة من يقطين- وهي الدباء - فأظلته عن الشمس فشكر ، ثم أمر الله #الشجرة فتنحت عنه، ووقعت الشمس عليه فجزع، فأوحى الله إليه:
    يا يونس، لِمَ لَمْ ترحم مائة ألف أو يزيدون، وأنت تجزع من ألم ساعة؟ فقال:
    يا رب، عفوك عفوك، فرد الله عليه بدنه ورجع إلى قومه وآمنوا به.

    وهو قوله:
    فَلَوْ لا كانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَها إِيمانُها إِلَّا قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آمَنُوا كَشَفْنا عَنْهُمْ عَذابَ الْخِزْيِ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَمَتَّعْناهُمْ إِلى‏ حِينٍ‏ ».

    وقالوا: مكث يونس في #بطن #الحوت تسع @ساعات.

    [ ثم أوحى الله إليه] إن #أهل #نينوى قد آمنوا واتقوا فارجع إليهم.

    فانطلق يونس إلى قومه، فلما دنا من نينوى استحيا أن يدخل، فقال لراع لقيه:

    ائت أهل نينوى فقل لهم:
    إن هذا يونس قد جاء.

    قال الراعي أتكذب، أما تستحيي، ويونس قد غرق في البحر وذهب.

    قال له يونس:
    إن نطقت الشاة بأني @يونس، قبلت مني؟ فقال الراعي: بلى. قال يونس:
    اللهم أنطق هذه الشاة حتى تشهد له بأني يونس فانطقت‏ الشاة له بأنه يونس.

    فلما أتى الراعي قومه وأخبرهم، أخذوه وهموا بضربه، فقال:
    إن لي بينة لما أقول.
    قالوا: من يشهد؟ قال:
    هذه الشاة تشهد.

    فشهدت بأنه صادق وأن #يونس قد رده الله إليهم، فخرجوا يطلبونه، فوجدوه فجاءوا به، وآمنوا وحسن إيمانهم، فمتعهم الله إلى حين وهو الموت، وأجارهم من ذلك العذاب».


    ۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞

    ۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞

    ۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞

    : #ابومحمدالصفار
    قال الأصمعي لأعرابي : أتقول الشعر ؟ .. قال الأعرابي : أنا ابن أمه وأبيه. فغضب الأصمعي فلم يجد قافية أصعب من الواو الساكنة المفتوح ما قبلها مثل (لَوْ) ، فقلت : أكمل ، فقال : هات فقال الأصمعي : قــومٌ عهدناهــم .....سقاهم الله من النو الأعرابي : النو تلألأ في دجا ليلةٍ .....حالكة مظلمةٍ لـو فقال الأصمعي : لو ماذا ؟ فقال الأعرابي : لو سار فيها فارس لانثنى..... على به الأرض منطو قال الأصمعي : منطو ماذا ؟ الأعرابي : منطوِ الكشح هضيم الحشا ..... كالباز ينقض من الجو قال الأصمعي : الجو ماذا ؟ الأعرابي : جو السما والريح تعلو به..... فاشتم ريح الأرض فاعلو الأصمعي : اعلو ماذا ؟ الأعرابي : فاعلوا لما عيل من صبره .....فصار نحو القوم ينعو الأصمعي : ينعو ماذا ؟ الأعرابي : ينعو رجالاً للقنا شرعت .....كفيت بما لاقوا ويلقوا الأصمعي : يلقوا ماذا ؟ الأعرابي : إن كنت لا تفهم ما قلته .....فأنت عندي رجل بو الأصمعي : بو ماذا ؟ الأعرابي : البو سلخ قد حشي جلده .....بأظلف قرنين تقم أو الأصمعي : أوْ ماذا ؟ الأعرابي : أو أضرب الرأس بصيوانةٍ ..... تقـول في ضربتها قـو قال الأصمعي : فخشيت أن أقول قو ماذا ، فيأخذ العصى ويضربني......سَكِّن فُؤادكَ لا تَذهَب بِهِ الفِكَرُ ماذا يُعيد عَلَيكَ البَثُّ وَالحذرُ وَازجُر جفونك لا تَرضَ البُكاءَ لَها وَاِصبر فَقَد كُنتَ عند الخطب تَصطَبِرُ وَإِن يَكُن قَدرٌ قد عاق عَن وَطَرٍ فَلا مَرَدّ لما يأتي بِهِ القدرُ وَإِن تَكُن خيبَةٌ في الدَهرِ واحِدَةٌ فَكَم غَدَوتَ وَمن أشياعك الظَفرُ إِن كُنتَ في حيرَةٍ مِن جُرمِ مُجتَرِمٍ فَإِنَّ عُذرك في ظَلمائِها قَمَرُ كَم زَفرَةٍ مِن شِغافِ القَلبِ صاعِدَة وعَبرة مِن شؤون العين تَنحَدِرُ فَوِّض إِلى اللَه فيما أَنتَ خائِفُه وَتِقْ بِمُعتَضِدٍ بِاللَهِ يَغتَفِرُ وَلا تَرُعكَ خُطوبٌ إِن عَدا زَمَنٌ فاللَه يَدفَع وَالمَنصور يَنتَصِرُ وَاِصبر فَإِنَّكَ مِن قومٍ أَولي جلَدٍ إِذا أَصابَتهم مَكروهَةٌ صَبَروا مَن مِثل قَومك وَالمَلك الهُمام أَبو عمرو أَبوك لَه مجدٌ وَمُفتَخَرُ سَمَيدَعٌ يَهَب الآلافَ مُقتَدراً وَيَستَقِلُّ عَطاياه وَيَحتَقِرُ لَهُ يَدٌ كُلُّ جَبّارٍ يُقَبِّلها لَولا نَداها لَقُلنا إِنَّها الحَجَرُ يا ضَيغَماً يَقتُلُ الأَبطال مُفتَرِساً لا توهنَنّي فَإِنّي الناب وَالظُفرُ وَفارِساً تَحذَر الأقرانُ صَولَتَهُ صُن عبدَك القِنّ فَهوَ الصارِم الذكرُ هُوَ الَّذي لَم تَشِم يُمناك صَفحَتَهُ إِلّا تَأتّى مُرادٌ وَاِنقَضى وَطَرُ قَد أَخلَقتَني صُروف أَنتَ تعلمها وَقالَ موردها ما لي بِها صدرُ فالنَفسُ جازِعَةٌ وَالعَينُ دامِعَةٌ وَالصَوتُ مُرتَفِعٌ وَالسِرُّ منتشِرُ وَزادَ هَمّيَ ما بالجسم مِن سَقَمٍ وشِبتُ رأسا وَلَم يبلُغني الكِبَرُ وَذُبتُ إِلّا ذَماءً فيَّ يُمسكني أَنّي عَهدتُكَ تَعفو حينَ تَقتَدِرُ لَم يأت عبدُك دَنبا يَستَحِقُ به عُتبى وَها هُوَ ناداكَ يَعتَذِرُ ما الذَنبُ إِلّا عَلى قَومٍ ذَوي دَغلٍ وَفى لَهُم عهدُك المعهود إِذ غدروا قَومٌ نَصيحتُهُم غِشٌّ وصدقهمُ مَينٌ وَنَفعهم إِن صُرّفوا ضَرَرُ يُمَيَّزُ البُغض في الأَلفاظِ إِن نَطَقوا وَيُعرَفُ الحِقدُ في الأَلحاظ إِن نَظَروا إِن يَحرِقِ القَلب نَفثٌ مِن مَقالهمُ فَإِنَّما ذاكَ مِن نارِ القِلى شَرَرُ مَولاي دعوةَ مَملوكٍ بِهِ ظمأٌ بَرح وَفي راحَتَيكَ السَلسَلُ الخضرُ أَجِب نِداءَ أَخي قَلبٍ تملَّكَهُ أَسى وَذي مُقلَة أودى بِها السَهَرُ لَم أُوتَ مِن زَمَني شَيئا أُسِرُّ بِهِ فلست أَعهَدُ ما كأس وَلا وترُ وَلا تَمَلَّكَني دَلٌّ وَلا خَفَرٌ وَلا سَبى خَلَدي غُنج وَلا حَوَرُ رَضاكَ راحَةُ نَفسي لا فُجِعتُ بِهِ فَهوَ العَتادُ الَّذي لِلدهر أَدّخِرُ وَهوَ المُدامُ الَّتي أَسلو بِها فَإِذا عَدَمتُها عَبَثَت في قَلبيَ الفِكَرُ ما تركيَ الخَمرَ مِن زُهد وَلا وَرَعٍ فَلَم يُفارِق لَعَمري سِنّيَ الصغَرُ وَإِنَّما أَنا ساعٍ في رِضاك فَإِن أَخفَقتُ فيه فَلا يُفسَح ليَ العُمُرُ ما سَرّني وَأحاشي عَصر عَطفِكمُ يَومَ أَخَلّ في القَنا وَالهامُ نَنتَثِرُ أَجَل وَلي راحَةٌ أُخرى عَلِقتُ بِها نَظم الكُلى في القَنا وَالهامُ تَنتَثِرُ كَم وقعة لي في الأَعداء واضِحَة تَفنى اللَيالي وَما يَفنى لَها الخبرُ سارَت بِها العيسُ في الآفاقِ فاِنتَشَرَت فَلَيسَ في كُلِّ حَيٍّ غَيرها سَمَرُ لازلتَ ذا عِزّة قَعساء شامِخَة لا يَبلُغ الوَهمُ أَدناها وَلا البَصَرُ وَلا يَزالُ وَزَرٌ مِن حُسنِ رأيك لي آوي إِلَيهِ فَنِعمَ الكَهفُ وَالوَزَرُ إِلَيكَ رَوضَةُ فِكري جادَ مَنبتها نَدى يَمينك لا طَلّ ولا مَطَرُ جَعَلتُ ذكركَ في أَرجائِها شَجَراً فَكُلُّ أَوقاتِها لِلمُجتَني ثَمَرُ �《》《》《》《》《》《》《》《》《》《》《》《》 *قصة نبي الله يونس* *وقومه كاملة* عن أمير المؤمنين (عليه السلام)، قال: حدثني رسول الله (صلى الله عليه وآله) أن جبرئيل (عليه السلام) حدثه أن يونس بن متى (عليه السلام) بعثه الله إلى قومه وهو ابن ثلاثين سنة، وكان رجلا تعتريه الحدة وكان قليل الصبر على قومه والمداراة لهم، عاجزا عما حمل من ثقل حمل أوقار النبوة وأعلامها، وأنه تفسخ تحتها كما يتفسخ الجذع تحت حمله‏. وأنه أقام فيهم يدعوهم إلى الإيمان بالله والتصديق به واتباعه ثلاثا وثلاثين سنة، فلم يؤمن به ولم يتبعه من قومه إلا رجلان اسم أحدهما روبيل، واسم الآخر تنوخا. وكان روبيل من أهل بيت العلم والنبوة والحكمة، وكان قديم الصحبة ليونس بن متى من قبل أن يبعثه الله بالنبوة. وكان تنوخا رجلا مستضعفا عابدا زاهدا، منهمكا في العبادة، وليس له علم ولا حكم. وكان روبيل صاحب غنم يرعاها ويتقوت منها. وكان تنوخا رجلا حطابا يحتطب على رأسه، ويأكل من كسبه. وكان لروبيل منزلة من يونس غير منزلة تنوخا، لعلم روبيل وحكمته وقديم صحبته. فلما رأى يونس أن قومه لا يجيبونه ولا يؤمنون ضجر، وعرف من نفسه قله الصبر، فشكا ذلك إلى ربه، وكان فيما شكا أن قال: يا رب، إنك بعثتني إلى قومي ولي ثلاثون سنة، فلبثت فيهم أدعوهم إلى الإيمان بك والتصديق برسالاتي، وأخوفهم عذابك ونقمتك ثلاثا وثلاثين سنة، فكذبوني ولم يؤمنوا بي، وجحدوا نبوتي واستخفوا برسالاتي، وقد تواعدوني وخفت أن يقتلوني، فأنزل عليهم عذابك، فإنهم قوم لا يؤمنون». قال: «فأوحى الله إلى يونس: أن فيهم الحمل والجنين والطفل، والشيخ الكبير والمرأة الضعيفة والمستضعف المهين، وأنا الحكم العدل، سبقت رحمتي غضبي، لا اعذب الصغار بذنوب الكبار من قومك، وهم- يا يونس- عبادي وخلقي وبريتي في بلادي وفي عيلتي، أحب أن أتأناهم وأرفق بهم وأنتظر توبتهم، وإنما بعثتك إلى قومك لتكون حيطا عليهم، تعطف عليهم لسخاء الرحم الماسة منهم، وتتأناهم وبرأفة النبوة، وتصبر معهم بأحلام الرسالة، وتكون لهم كهيئة الطبيب المداوي العالم بمداواة الداء، فخرقت بهم‏ ، ولم تستعمل قلوبهم بالرفق، ولم تسهم بسياسة المرسلين، ثم سألتني عن‏ سوء نظرك العذاب لهم عند قلة الصبر منك، وعبدي نوح كان أصبر منك على قومه، وأحسن صحبة، وأشد تأنيا في الصبر عندي، وأبلغ في العذر، فغضبت له حين غضب لي، وأجبته حين دعاني. فقال يونس: يا رب، إنما غضبت عليهم فيك، وإنما دعوت عليهم حين عصوك، فوعزتك لا أتعطف عليهم برأفة أبدا، ولا أنظر إليهم بنصيحة شفيق بعد كفرهم وتكذيبهم إياي، وجحدهم نبوتي، فأنزل عليهم عذابك، فإنهم لا يؤمنون أبدا. فقال الله: يا يونس، إنهم مائة ألف أو يزيدون من خلقي، يعمرون بلادي، ويلدون عبادي، ومحبتي أن أتأناهم للذي سبق من علمي فيهم وفيك، وتقديري وتدبيري غير علمك وتقديرك، وأنت المرسل وأنا الرب الحكيم، وعلمي فيهم- يا يونس- باطن في الغيب عندي لا يعلم ما منتهاه، وعلمك فيهم ظاهر لا باطن له. يا يونس، قد أجبتك إلى ما سألت من إنزال العذاب عليهم، وما ذلك- يا يونس- بأوفر لحظك عندي، ولا أحمد لشأنك، وسيأتيهم العذاب في شوال يوم الأربعاء وسط الشهر بعد طلوع الشمس، فأعلمهم ذلك». قال: «فسر ذلك يونس ولم يسؤه، ولم يدر ما عاقبته، فانطلق يونس إلى تنوخا العابد، فأخبره بما أوحى الله إليه من نزول العذاب على قومه في ذلك اليوم، وقال له: انطلق حتى أعلمهم بما أوحى الله إلي من نزول العذاب. فقال تنوخا: فدعهم في غمرتهم ومعصيتهم حتى يعذبهم الله تعالى. فقال له يونس: بل نلقى روبيل فنشاوره، فإنه رجل عالم حكيم من أهل بيت النبوة، فانطلقا إلى روبيل، فأخبره يونس بما أوحى الله إليه من نزول العذاب على قومه في شوال يوم الأربعاء في وسط الشهر بعد طلوع الشمس. فقال له: ما ترى؟ انطلق بنا حتى أعلمهم ذلك. فقال له روبيل: ارجع إلى ربك رجعة نبي حكيم ورسول كريم، وسله أن يصرف عنهم العذاب فإنه غني عن عذابهم، وهو يحب الرفق بعباده، وما ذلك بأضر لك عنده ولا أسوأ لمنزلتك لديه، ولعل قومك بعد ما سمعت ورأيت من كفرهم وجحودهم يؤمنون يوما، فصابرهم وتأنهم. فقال له تنوخا: ويحك يا روبيل! ما أشرف على يونس وأمرته به بعد كفرهم بالله، وجحدهم لنبيه، وتكذيبهم إياه، وإخراجهم إياه من مساكنه، وما هموا به من رجمه!. فقال روبيل لتنوخا: اسكت، فانك رجل عابد، لا علم لك، ثم أقبل على يونس، فقال: أ رأيت يا يونس إذا أنزل الله العذاب على قومك، أ ينزله فيهلكهم جميعا أو يهلك بعضا ويبقي بعضا؟ فقال له يونس: بل يهلكهم الله جميعا، وكذلك سألته، ما دخلتني لهم رحمة تعطف فأراجع الله فيها وأسأله أن يصرف عنهم. فقال له روبيل: أ تدري- يا يونس- لعل الله إذا أنزل عليهم العذاب فأحسوا به أن يتوبوا إليه ويستغفروا فيرحمهم، فإنه أرحم الراحمين، ويكشف عنهم العذاب من بعد ما أخبرتهم عن الله أنه ينزل عليهم العذاب يوم الأربعاء، فتكون بذلك عندهم كذابا. فقال له تنوخا: ويحك- يا روبيل- لقد قلت عظيما، يخبرك النبي المرسل أن الله أوحى إليه بأن العذاب ينزل عليهم، فترد قول الله وتشك فيه وفي قول رسوله؟! اذهب فقد حبط عملك. فقال روبيل لتنوخا: لقد فشل رأيك، ثم أقبل على يونس، فقال: إذا نزل الوحي والأمر من الله فيهم على ما انزل عليك فيهم من إنزال العذاب عليهم وقوله الحق، أرأيت إذا كان ذلك فهلك قومك كلهم وخربت قريتهم، أليس يمحوا الله اسمك من النبوة، وتبطل رسالتك، وتكون كبعض ضعفاء الناس، ويهلك على يديك مائة ألف أو يزيدون من الناس؟. فأبى يونس أن يقبل وصيته، فانطلق ومعه تنوخا إلى قومه، فأخبرهم أن الله أوحى إليه أنه منزل العذاب عليكم يوم الأربعاء في شوال في وسط الشهر بعد طلوع الشمس. فردوا عليه قوله، فكذبوه وأخرجوه من قريتهم إخراجا عنيفا. فخرج يونس ومعه تنوخا من القرية، وتنحيا عنهم غير بعيد، وأقاما ينتظران العذاب. وأقام روبيل مع قومه في قريتهم، حتى إذا دخل عليهم شوال صرخ روبيل بأعلى صوته في رأس الجبل إلى القوم: أنا روبيل، شفيق عليكم، رحيم بكم، هذا شوال قد دخل عليكم، وقد أخبركم يونس نبيكم ورسول ربكم أن الله أوحى إليه أن العذاب ينزل عليكم في شوال في وسط الشهر يوم الأربعاء بعد طلوع الشمس، ولن يخلف الله وعده رسول، فانظروا ما أنتم صانعون؟ فأفزعهم كلامه ووقع في قلوبهم تحقيق نزول العذاب، فأجفلوا نحو روبيل، وقالوا له: ماذا أنت مشير به علينا- يا روبيل- فإنك رجل عالم حكيم، لم نزل نعرفك بالرأفة علينا والرحمة لنا، وقد بلغنا ما أشرت به على يونس فينا، فمرنا بأمرك وأشر علينا برأيك. فقال لهم روبيل: فإني أرى لكم وأشير عليكم أن تنظروا وتعمدوا إذا طلع الفجر يوم الأربعاء في وسط الشهر أن تعزلوا الأطفال عن الأمهات في أسفل الجبل في طريق الأودية، وتوقفوا النساء وكل المواشي جميعا عن أطفالها في سفح الجبل، ويكون هذا كله قبل طلوع الشمس، فإذا رأيتم ريحا صفراء أقبلت من المشرق، فعجوا عجيجا، الكبير منكم والصغير بالصراخ والبكاء، والتضرع إلى الله، والتوبة إليه والاستغفار له، وارفعوا رؤوسكم إلى السماء، وقولوا: ربنا ظلمنا أنفسنا وكذبنا نبيك وتبنا إليك من ذنوبنا، وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين المعذبين، فاقبل توبتنا وارحمنا يا أرحم الراحمين. ثم لا تملوا من البكاء والصراخ والتضرع إلى الله والتوبة إليه حتى تتوارى الشمس بالحجاب، أو يكشف الله عنكم العذاب قبل ذلك. فأجمع رأي القوم جميعا على أن يفعلوا ما أشار به عليهم روبيل. فلما كان يوم الأربعاء الذي توقعوا فيه العذاب، تنحى روبيل عن القرية حيث يسمع صراخهم ويرى العذاب إذا نزل، فلما طلع الفجر يوم الأربعاء فعل قوم يونس ما أمرهم روبيل به، فلما بزغت الشمس أقبلت ريح صفراء مظلمة مسرعة، لها صرير وحفيف وهدير، فلما رأوها عجوا جميعا بالصراخ والبكاء والتضرع إلى الله، وتابوا إليه واستغفروه، وصرخت الأطفال بأصواتها تطلب أمهاتها، وعجت سخال‏ البهائم تطلب الثدي، وعجت الانعام تطلب الرعي. فلم يزالوا بذلك ويونس وتنوخا يسمعان ضجيجهم‏ وصراخهم، ويدعوان الله بتغليظ العذاب عليهم، وروبيل في موضعه يسمع صراخهم وعجيجهم، ويرى ما نزل، وهو يدعو الله بكشف العذاب عنهم. فلما أن زالت الشمس، وفتحت أبواب السماء، وسكن غضب الرب تعالى، رحمهم الرحمن فاستجاب دعاءهم، وقبل توبتهم، وأقالهم عثرتهم، وأوحى الله إلى إسرافيل (عليه السلام): أن اهبط إلى قوم يونس، فإنهم قد عجوا إلي بالبكاء والتضرع، وتابوا إلي واستغفروني، فرحمتهم وتبت عليهم، وأنا الله التواب الرحيم، أسرع إلى قبول توبة عبدي التائب من الذنوب، وقد كان عبدي يونس ورسولي سألني نزول العذاب على قومه، وقد أنزلته عليهم، وأنا الله أحق من وفى بعهده، وقد أنزلته عليهم، ولم يكن اشترط يونس حين سألني أن انزل عليهم العذاب أن اهلكهم، فاهبط إليهم فاصرف عنهم ما قد نزل بهم من عذابي. فقال إسرافيل: يا رب، إن عذابك قد بلغ أكتافهم، وكاد أن يهلكهم، وما أراه إلا وقد نزل بساحتهم، فإلى أين أصرفه؟. فقال الله: كلا إني قد أمرت ملائكتي أن يصرفوه، ولا ينزلوه عليهم حتى يأتيهم أمري فيهم وعزيمتي، فاهبط- يا إسرافيل- عليهم، واصرفه عنهم، واضرب به إلى الجبال بناحية مفايض العيون ومجاري السيول في الجبال العاتية، المستطيلة على الجبال، فأذلها به ولينها حتى تصير ملتئمة حديدا جامدا. فهبط إسرافيل عليهم فنشر أجنحته فاستاق بها ذلك العذاب، حتى ضرب بها تلك الجبال التي أوحى الله إليه أن يصرفه إليها. وهي الجبال التي بناحية الموصل اليوم- فصارت حديدا إلى يوم القيامة. فلما رأى قوم يونس أن العذاب قد صرف عنهم هبطوا إلى منازلهم من رؤوس الجبال، وضموا إليهم نساءهم وأولادهم وأموالهم، وحمدوا الله على ما صرف عنهم. وأصبح يونس وتنوخا يوم الخميس في موضعهما الذي كانا فيه، لا يشكان أن العذاب قد نزل بهم وأهلكهم جميعا، لما خفيت أصواتهم عنهما، فأقبلا ناحية القرية يوم الخميس مع طلوع الشمس، ينظران إلى ما صار إليه القوم، فلما دنوا من القوم واستقبلهم الحطابون والحمارة والرعاة بأغنامهم، ونظروا إلى أهل القرية مطمئنين، قال يونس لتنوخا: يا تنوخا، كذبني الوحي، وكذبت وعدي لقومي، لا وعزة ربي لا يرون لي وجها أبدا بعد ما كذبني الوحي‏ فانطلق يونس هاربا على وجهه، مغاضبا لربه‏ ، ناحية بحر أيلة متنكرا، فرارا من أن يراه أحد من قومه، فيقول له: يا كذاب، فلذلك قال الله: وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغاضِباً فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ‏ الآية. ورجع تنوخا إلى القرية، فلقي روبيل، فقال له: يا تنوخا، أي الرأيين كان أصوب وأحق أن يتبع: رأيي، أو رأيك؟ فقال له تنوخا: بل رأيك كان أصوب، ولقد كنت أشرت برأي الحكماء والعلماء. وقال له تنوخا: أما إني لم أزل أرى أني أفضل منك لزهدي وفضل عبادتي، حتى استبان فضلك لفضل علمك، وما أعطاك الله ربك من الحكمة مع التقوى أفضل من الزهد والعبادة بلا علم. فاصطحبا فلم يزالا مقيمين مع قومهما. فغضب يونس، ومر على وجهه مغاضبا، كما حكى الله تعالى، حتى انتهى إلى ساحل البحر، فإذا سفينة قد شحنت، وأرادوا أن يدفعوها، فسألهم يونس أن يحملوه فحملوه، فلما توسطوا البحر بعث الله حوتا عظيما، فحبس عليهم السفينة من قدامها، فنظر إليه يونس ففزع منه، وصار إلى مؤخر السفينة فدار إليه الحوت وفتح فاه، فخرج أهل السفينة، فقالوا: فينا عاص. فتساهموا فخرج سهم يونس، وهو قول الله عز وجل: فَساهَمَ فَكانَ مِنَ الْمُدْحَضِينَ‏. فأخرجوه فألقوه في البحر، فالتقمه الحوت ومر به في الماء. فدخل في بحر القلزم، ثم خرج إلى بحر مصر، ثم دخل في بحر طبرستان، ثم خرج في دجلة الغور ، ثم مرت به تحت الأرض حتى لحقت بقارون، وكان قارون هلك في أيام موسى (عليه السلام). ووكل [الله‏] به ملكا يدخله في الأرض كل يوم قامة رجل، وكان يونس في بطن الحوت يسبح الله ويستغفره، فسمع قارون صوته، فقال للملك الموكل به: أنظرني فإني أسمع كلام آدمي. فأوحى الله إلى الملك الموكل به: أنظره. فأنظره، ثم قال قارون: من أنت؟ قال يونس، أنا المذنب الخاطئ يونس بن متى. قال: فما فعل الشديد الغضب لله موسى بن عمران؟ قال: هيهات! هلك. قال: فما فعل الرؤوف الرحيم على قومه هارون بن عمران؟ قال: هلك. قال: فما فعلت كلثم بنت عمران التي كانت سميت لي؟ قال: هيهات! ما بقي من آل عمران أحد. فقال قارون: وا أسفا على آل عمران. فشكر الله له ذلك، فأمر الله الملك الموكل به أن يرفع عنه العذاب أيام الدنيا، فرفع عنه. فلما رأى يونس ذلك نادى في الظلمات: أن لا إله إلا أنت سبحانك، إني كنت من #الظالمين. فاستجاب الله له، وأمر الحوت أن يلفظه فلفظه على @ساحل البحر، وقد ذهب جلده ولحمه. وأنبت الله عليه شجرة من يقطين- وهي الدباء - فأظلته عن الشمس فشكر ، ثم أمر الله #الشجرة فتنحت عنه، ووقعت الشمس عليه فجزع، فأوحى الله إليه: يا يونس، لِمَ لَمْ ترحم مائة ألف أو يزيدون، وأنت تجزع من ألم ساعة؟ فقال: يا رب، عفوك عفوك، فرد الله عليه بدنه ورجع إلى قومه وآمنوا به. وهو قوله: فَلَوْ لا كانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَها إِيمانُها إِلَّا قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آمَنُوا كَشَفْنا عَنْهُمْ عَذابَ الْخِزْيِ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَمَتَّعْناهُمْ إِلى‏ حِينٍ‏ ». وقالوا: مكث يونس في #بطن #الحوت تسع @ساعات. [ ثم أوحى الله إليه] إن #أهل #نينوى قد آمنوا واتقوا فارجع إليهم. فانطلق يونس إلى قومه، فلما دنا من نينوى استحيا أن يدخل، فقال لراع لقيه: ائت أهل نينوى فقل لهم: إن هذا يونس قد جاء. قال الراعي أتكذب، أما تستحيي، ويونس قد غرق في البحر وذهب. قال له يونس: إن نطقت الشاة بأني @يونس، قبلت مني؟ فقال الراعي: بلى. قال يونس: اللهم أنطق هذه الشاة حتى تشهد له بأني يونس فانطقت‏ الشاة له بأنه يونس. فلما أتى الراعي قومه وأخبرهم، أخذوه وهموا بضربه، فقال: إن لي بينة لما أقول. قالوا: من يشهد؟ قال: هذه الشاة تشهد. فشهدت بأنه صادق وأن #يونس قد رده الله إليهم، فخرجوا يطلبونه، فوجدوه فجاءوا به، وآمنوا وحسن إيمانهم، فمتعهم الله إلى حين وهو الموت، وأجارهم من ذلك العذاب». 🏴🏴🏴🏴🏴🏴🏴 ۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞ ۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞ ۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞ 👇 👇 👇 📖 : #ابومحمدالصفار
    0 Yorumlar 0 hisse senetleri 28 Views 0 önizleme
  • فار غادي .. سمع عرس… دخل ليه لقا عرس ديال المشاش… بات لعروسة شدو وقال لجوق: غنيو ليه يازربان على عمرو.
    فار غادي .. سمع عرس… دخل ليه لقا عرس ديال المشاش… بات لعروسة شدو وقال لجوق: غنيو ليه يازربان على عمرو.
    Like
    1
    1 Yorumlar 0 hisse senetleri 27 Views 0 önizleme
  • *يا رب في بداية هذا الصباح اجْعَله يوما تتبدل فيه الذنوبْ إلَى حسناتْ .. وَالهموم إلى أفراح .. والأَحْلام إن كان فيها خير إلَى وآقع.*
    🤲 *يا رب في بداية هذا الصباح اجْعَله يوما تتبدل فيه الذنوبْ إلَى حسناتْ .. وَالهموم إلى أفراح .. والأَحْلام إن كان فيها خير إلَى وآقع.*🤲
    Like
    1
    0 Yorumlar 0 hisse senetleri 30 Views 0 önizleme
  • قال الأصمعي لأعرابي : أتقول الشعر ؟ ..

    قال الأعرابي : أنا ابن أمه وأبيه.

    فغضب الأصمعي فلم يجد قافية أصعب من الواو الساكنة المفتوح ما قبلها مثل (لَوْ) ،

    فقلت : أكمل ،

    فقال : هات

    فقال الأصمعي :
    قــومٌ عهدناهــم .....سقاهم الله من النو

    الأعرابي :
    النو تلألأ في دجا ليلةٍ .....حالكة مظلمةٍ لـو

    فقال الأصمعي : لو ماذا ؟

    فقال الأعرابي :
    لو سار فيها فارس لانثنى..... على به الأرض منطو

    قال الأصمعي : منطو ماذا ؟

    الأعرابي :
    منطوِ الكشح هضيم الحشا ..... كالباز ينقض من الجو

    قال الأصمعي : الجو ماذا ؟

    الأعرابي :
    جو السما والريح تعلو به..... فاشتم ريح الأرض فاعلو

    الأصمعي : اعلو ماذا ؟

    الأعرابي :
    فاعلوا لما عيل من صبره .....فصار نحو القوم ينعو

    الأصمعي : ينعو ماذا ؟

    الأعرابي :
    ينعو رجالاً للقنا شرعت .....كفيت بما لاقوا ويلقوا

    الأصمعي : يلقوا ماذا ؟

    الأعرابي :
    إن كنت لا تفهم ما قلته .....فأنت عندي رجل بو

    الأصمعي : بو ماذا ؟

    الأعرابي :
    البو سلخ قد حشي جلده .....بأظلف قرنين تقم أو

    الأصمعي : أوْ ماذا ؟

    الأعرابي :
    أو أضرب الرأس بصيوانةٍ ..... تقـول في ضربتها قـو

    قال الأصمعي :
    فخشيت أن أقول قو ماذا ، فيأخذ العصى ويضربني......سَكِّن فُؤادكَ لا تَذهَب بِهِ الفِكَرُ
    ماذا يُعيد عَلَيكَ البَثُّ وَالحذرُ
    وَازجُر جفونك لا تَرضَ البُكاءَ لَها
    وَاِصبر فَقَد كُنتَ عند الخطب تَصطَبِرُ
    وَإِن يَكُن قَدرٌ قد عاق عَن وَطَرٍ
    فَلا مَرَدّ لما يأتي بِهِ القدرُ
    وَإِن تَكُن خيبَةٌ في الدَهرِ واحِدَةٌ
    فَكَم غَدَوتَ وَمن أشياعك الظَفرُ
    إِن كُنتَ في حيرَةٍ مِن جُرمِ مُجتَرِمٍ
    فَإِنَّ عُذرك في ظَلمائِها قَمَرُ
    كَم زَفرَةٍ مِن شِغافِ القَلبِ صاعِدَة
    وعَبرة مِن شؤون العين تَنحَدِرُ
    فَوِّض إِلى اللَه فيما أَنتَ خائِفُه
    وَتِقْ بِمُعتَضِدٍ بِاللَهِ يَغتَفِرُ
    وَلا تَرُعكَ خُطوبٌ إِن عَدا زَمَنٌ
    فاللَه يَدفَع وَالمَنصور يَنتَصِرُ
    وَاِصبر فَإِنَّكَ مِن قومٍ أَولي جلَدٍ
    إِذا أَصابَتهم مَكروهَةٌ صَبَروا
    مَن مِثل قَومك وَالمَلك الهُمام أَبو
    عمرو أَبوك لَه مجدٌ وَمُفتَخَرُ
    سَمَيدَعٌ يَهَب الآلافَ مُقتَدراً
    وَيَستَقِلُّ عَطاياه وَيَحتَقِرُ
    لَهُ يَدٌ كُلُّ جَبّارٍ يُقَبِّلها
    لَولا نَداها لَقُلنا إِنَّها الحَجَرُ
    يا ضَيغَماً يَقتُلُ الأَبطال مُفتَرِساً
    لا توهنَنّي فَإِنّي الناب وَالظُفرُ
    وَفارِساً تَحذَر الأقرانُ صَولَتَهُ
    صُن عبدَك القِنّ فَهوَ الصارِم الذكرُ
    هُوَ الَّذي لَم تَشِم يُمناك صَفحَتَهُ
    إِلّا تَأتّى مُرادٌ وَاِنقَضى وَطَرُ
    قَد أَخلَقتَني صُروف أَنتَ تعلمها
    وَقالَ موردها ما لي بِها صدرُ
    فالنَفسُ جازِعَةٌ وَالعَينُ دامِعَةٌ
    وَالصَوتُ مُرتَفِعٌ وَالسِرُّ منتشِرُ
    وَزادَ هَمّيَ ما بالجسم مِن سَقَمٍ
    وشِبتُ رأسا وَلَم يبلُغني الكِبَرُ
    وَذُبتُ إِلّا ذَماءً فيَّ يُمسكني
    أَنّي عَهدتُكَ تَعفو حينَ تَقتَدِرُ
    لَم يأت عبدُك دَنبا يَستَحِقُ به
    عُتبى وَها هُوَ ناداكَ يَعتَذِرُ
    ما الذَنبُ إِلّا عَلى قَومٍ ذَوي دَغلٍ
    وَفى لَهُم عهدُك المعهود إِذ غدروا
    قَومٌ نَصيحتُهُم غِشٌّ وصدقهمُ
    مَينٌ وَنَفعهم إِن صُرّفوا ضَرَرُ
    يُمَيَّزُ البُغض في الأَلفاظِ إِن نَطَقوا
    وَيُعرَفُ الحِقدُ في الأَلحاظ إِن نَظَروا
    إِن يَحرِقِ القَلب نَفثٌ مِن مَقالهمُ
    فَإِنَّما ذاكَ مِن نارِ القِلى شَرَرُ
    مَولاي دعوةَ مَملوكٍ بِهِ ظمأٌ
    بَرح وَفي راحَتَيكَ السَلسَلُ الخضرُ
    أَجِب نِداءَ أَخي قَلبٍ تملَّكَهُ
    أَسى وَذي مُقلَة أودى بِها السَهَرُ
    لَم أُوتَ مِن زَمَني شَيئا أُسِرُّ بِهِ
    فلست أَعهَدُ ما كأس وَلا وترُ
    وَلا تَمَلَّكَني دَلٌّ وَلا خَفَرٌ
    وَلا سَبى خَلَدي غُنج وَلا حَوَرُ
    رَضاكَ راحَةُ نَفسي لا فُجِعتُ بِهِ
    فَهوَ العَتادُ الَّذي لِلدهر أَدّخِرُ
    وَهوَ المُدامُ الَّتي أَسلو بِها فَإِذا
    عَدَمتُها عَبَثَت في قَلبيَ الفِكَرُ
    ما تركيَ الخَمرَ مِن زُهد وَلا وَرَعٍ
    فَلَم يُفارِق لَعَمري سِنّيَ الصغَرُ
    وَإِنَّما أَنا ساعٍ في رِضاك فَإِن
    أَخفَقتُ فيه فَلا يُفسَح ليَ العُمُرُ
    ما سَرّني وَأحاشي عَصر عَطفِكمُ
    يَومَ أَخَلّ في القَنا وَالهامُ نَنتَثِرُ
    أَجَل وَلي راحَةٌ أُخرى عَلِقتُ بِها
    نَظم الكُلى في القَنا وَالهامُ تَنتَثِرُ
    كَم وقعة لي في الأَعداء واضِحَة
    تَفنى اللَيالي وَما يَفنى لَها الخبرُ
    سارَت بِها العيسُ في الآفاقِ فاِنتَشَرَت
    فَلَيسَ في كُلِّ حَيٍّ غَيرها سَمَرُ
    لازلتَ ذا عِزّة قَعساء شامِخَة
    لا يَبلُغ الوَهمُ أَدناها وَلا البَصَرُ
    وَلا يَزالُ وَزَرٌ مِن حُسنِ رأيك لي
    آوي إِلَيهِ فَنِعمَ الكَهفُ وَالوَزَرُ
    إِلَيكَ رَوضَةُ فِكري جادَ مَنبتها
    نَدى يَمينك لا طَلّ ولا مَطَرُ
    جَعَلتُ ذكركَ في أَرجائِها شَجَراً
    فَكُلُّ أَوقاتِها لِلمُجتَني ثَمَرُ

    �《》《》《》《》《》《》《》《》《》《》《》《》

    *قصة نبي الله يونس*
    *وقومه كاملة*

    عن أمير المؤمنين (عليه السلام)، قال:
    حدثني رسول الله (صلى الله عليه وآله) أن جبرئيل (عليه السلام) حدثه أن يونس بن متى (عليه السلام) بعثه الله إلى قومه وهو ابن ثلاثين سنة، وكان رجلا تعتريه الحدة وكان قليل الصبر على قومه والمداراة لهم، عاجزا عما حمل من ثقل حمل أوقار النبوة وأعلامها، وأنه تفسخ تحتها كما يتفسخ الجذع تحت حمله‏.

    وأنه أقام فيهم يدعوهم إلى الإيمان بالله والتصديق به واتباعه ثلاثا وثلاثين سنة، فلم يؤمن به ولم يتبعه من قومه إلا رجلان اسم أحدهما روبيل، واسم الآخر تنوخا.

    وكان روبيل من أهل بيت العلم والنبوة والحكمة، وكان قديم الصحبة ليونس بن متى من قبل أن يبعثه الله بالنبوة.

    وكان تنوخا رجلا مستضعفا عابدا زاهدا، منهمكا في العبادة، وليس له علم ولا حكم.

    وكان روبيل صاحب غنم يرعاها ويتقوت منها.

    وكان تنوخا رجلا حطابا يحتطب على رأسه، ويأكل من كسبه.

    وكان لروبيل منزلة من يونس غير منزلة تنوخا، لعلم روبيل وحكمته وقديم صحبته.

    فلما رأى يونس أن قومه لا يجيبونه ولا يؤمنون ضجر، وعرف من نفسه قله الصبر، فشكا ذلك إلى ربه، وكان فيما شكا أن قال:
    يا رب، إنك بعثتني إلى قومي ولي ثلاثون سنة، فلبثت فيهم أدعوهم إلى الإيمان بك والتصديق برسالاتي، وأخوفهم عذابك ونقمتك ثلاثا وثلاثين سنة، فكذبوني ولم يؤمنوا بي، وجحدوا نبوتي واستخفوا برسالاتي، وقد تواعدوني وخفت أن يقتلوني، فأنزل عليهم عذابك، فإنهم قوم لا يؤمنون».

    قال: «فأوحى الله إلى يونس:
    أن فيهم الحمل والجنين والطفل، والشيخ الكبير والمرأة الضعيفة والمستضعف المهين، وأنا الحكم العدل، سبقت رحمتي غضبي، لا اعذب الصغار بذنوب الكبار من قومك، وهم- يا يونس- عبادي وخلقي وبريتي في بلادي وفي عيلتي، أحب أن أتأناهم وأرفق بهم وأنتظر توبتهم، وإنما بعثتك إلى قومك لتكون حيطا عليهم، تعطف عليهم لسخاء الرحم الماسة منهم، وتتأناهم وبرأفة النبوة، وتصبر معهم بأحلام الرسالة، وتكون لهم كهيئة الطبيب المداوي العالم بمداواة الداء، فخرقت بهم‏ ، ولم تستعمل قلوبهم بالرفق، ولم تسهم بسياسة المرسلين، ثم سألتني عن‏ سوء نظرك العذاب لهم عند قلة الصبر منك، وعبدي نوح كان أصبر منك على قومه، وأحسن صحبة، وأشد تأنيا في الصبر عندي، وأبلغ في العذر، فغضبت له حين غضب لي، وأجبته حين دعاني.

    فقال يونس:
    يا رب، إنما غضبت عليهم فيك، وإنما دعوت عليهم حين عصوك، فوعزتك لا أتعطف عليهم برأفة أبدا، ولا أنظر إليهم بنصيحة شفيق بعد كفرهم وتكذيبهم إياي، وجحدهم نبوتي، فأنزل عليهم عذابك، فإنهم لا يؤمنون أبدا.

    فقال الله:
    يا يونس، إنهم مائة ألف أو يزيدون من خلقي، يعمرون بلادي، ويلدون عبادي، ومحبتي أن أتأناهم للذي سبق من علمي فيهم وفيك، وتقديري وتدبيري غير علمك وتقديرك، وأنت المرسل وأنا الرب الحكيم، وعلمي فيهم- يا يونس- باطن في الغيب عندي لا يعلم ما منتهاه، وعلمك فيهم ظاهر لا باطن له.

    يا يونس، قد أجبتك إلى ما سألت من إنزال العذاب عليهم، وما ذلك- يا يونس- بأوفر لحظك عندي، ولا أحمد لشأنك، وسيأتيهم العذاب في شوال يوم الأربعاء وسط الشهر بعد طلوع الشمس، فأعلمهم ذلك».

    قال:
    «فسر ذلك يونس ولم يسؤه، ولم يدر ما عاقبته، فانطلق يونس إلى تنوخا العابد، فأخبره بما أوحى الله إليه من نزول العذاب على قومه في ذلك اليوم، وقال له:
    انطلق حتى أعلمهم بما أوحى الله إلي من نزول العذاب.

    فقال تنوخا:
    فدعهم في غمرتهم ومعصيتهم حتى يعذبهم الله تعالى.

    فقال له يونس:
    بل نلقى روبيل فنشاوره، فإنه رجل عالم حكيم من أهل بيت النبوة، فانطلقا إلى روبيل، فأخبره يونس بما أوحى الله إليه من نزول العذاب على قومه في شوال يوم الأربعاء في وسط الشهر بعد طلوع الشمس. فقال له:
    ما ترى؟ انطلق بنا حتى أعلمهم ذلك.

    فقال له روبيل:
    ارجع إلى ربك رجعة نبي حكيم ورسول كريم، وسله أن يصرف عنهم العذاب فإنه غني عن عذابهم، وهو يحب الرفق بعباده، وما ذلك بأضر لك عنده ولا أسوأ لمنزلتك لديه، ولعل قومك بعد ما سمعت ورأيت من كفرهم وجحودهم يؤمنون يوما، فصابرهم وتأنهم.

    فقال له تنوخا:
    ويحك يا روبيل! ما أشرف على يونس وأمرته به بعد كفرهم بالله، وجحدهم لنبيه، وتكذيبهم إياه، وإخراجهم إياه من مساكنه، وما هموا به من رجمه!.

    فقال روبيل لتنوخا: اسكت، فانك رجل عابد، لا علم لك، ثم أقبل على يونس،
    فقال:
    أ رأيت يا يونس إذا أنزل الله العذاب على قومك، أ ينزله فيهلكهم جميعا أو يهلك بعضا ويبقي بعضا؟
    فقال له يونس: بل يهلكهم الله جميعا، وكذلك سألته، ما دخلتني لهم رحمة تعطف فأراجع الله فيها وأسأله أن يصرف عنهم.

    فقال له روبيل:
    أ تدري- يا يونس- لعل الله إذا أنزل عليهم العذاب فأحسوا به أن يتوبوا إليه ويستغفروا فيرحمهم، فإنه أرحم الراحمين، ويكشف عنهم العذاب من بعد ما أخبرتهم عن الله أنه ينزل عليهم العذاب يوم الأربعاء، فتكون بذلك عندهم كذابا.

    فقال له تنوخا:
    ويحك- يا روبيل- لقد قلت عظيما، يخبرك النبي المرسل أن الله أوحى إليه بأن العذاب ينزل عليهم، فترد قول الله وتشك فيه وفي قول رسوله؟! اذهب فقد حبط عملك.

    فقال روبيل لتنوخا:
    لقد فشل رأيك، ثم أقبل على يونس، فقال:
    إذا نزل الوحي والأمر من الله فيهم على ما انزل عليك فيهم من إنزال العذاب عليهم وقوله الحق، أرأيت إذا كان ذلك فهلك قومك كلهم وخربت قريتهم، أليس يمحوا الله اسمك من النبوة، وتبطل رسالتك، وتكون كبعض ضعفاء الناس، ويهلك على يديك مائة ألف أو يزيدون من الناس؟.

    فأبى يونس أن يقبل وصيته، فانطلق ومعه تنوخا إلى قومه، فأخبرهم أن الله أوحى إليه أنه منزل العذاب عليكم يوم الأربعاء في شوال في وسط الشهر بعد طلوع الشمس.

    فردوا عليه قوله، فكذبوه وأخرجوه من قريتهم إخراجا عنيفا.

    فخرج يونس ومعه تنوخا من القرية، وتنحيا عنهم غير بعيد، وأقاما ينتظران العذاب.

    وأقام روبيل مع قومه في قريتهم، حتى إذا دخل عليهم شوال صرخ روبيل بأعلى صوته في رأس الجبل إلى القوم:

    أنا روبيل، شفيق عليكم، رحيم بكم، هذا شوال قد دخل عليكم، وقد أخبركم يونس نبيكم ورسول ربكم أن الله أوحى إليه أن العذاب ينزل عليكم في شوال في وسط الشهر يوم الأربعاء بعد طلوع الشمس، ولن يخلف الله وعده رسول، فانظروا ما أنتم صانعون؟

    فأفزعهم كلامه ووقع في قلوبهم تحقيق نزول العذاب، فأجفلوا نحو روبيل، وقالوا له:

    ماذا أنت مشير به علينا- يا روبيل- فإنك رجل عالم حكيم، لم نزل نعرفك بالرأفة علينا والرحمة لنا، وقد بلغنا ما أشرت به على يونس فينا، فمرنا بأمرك وأشر علينا برأيك.

    فقال لهم روبيل:
    فإني أرى لكم وأشير عليكم أن تنظروا وتعمدوا إذا طلع الفجر يوم الأربعاء في وسط الشهر
    أن تعزلوا الأطفال عن الأمهات في أسفل الجبل في طريق الأودية، وتوقفوا النساء وكل المواشي جميعا عن أطفالها في سفح الجبل، ويكون هذا كله قبل طلوع الشمس، فإذا رأيتم ريحا صفراء أقبلت من المشرق، فعجوا عجيجا، الكبير منكم والصغير بالصراخ والبكاء، والتضرع إلى الله، والتوبة إليه والاستغفار له، وارفعوا رؤوسكم إلى السماء، وقولوا:

    ربنا ظلمنا أنفسنا وكذبنا نبيك وتبنا إليك من ذنوبنا، وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين المعذبين، فاقبل توبتنا وارحمنا يا أرحم الراحمين.

    ثم لا تملوا من البكاء والصراخ والتضرع إلى الله والتوبة إليه حتى تتوارى الشمس بالحجاب، أو يكشف الله عنكم العذاب قبل ذلك.

    فأجمع رأي القوم جميعا على أن يفعلوا ما أشار به عليهم روبيل.

    فلما كان يوم الأربعاء الذي توقعوا فيه العذاب، تنحى روبيل عن القرية حيث يسمع صراخهم ويرى العذاب إذا نزل، فلما طلع الفجر يوم الأربعاء فعل قوم يونس ما أمرهم روبيل به، فلما بزغت الشمس أقبلت ريح صفراء مظلمة مسرعة، لها صرير وحفيف وهدير، فلما رأوها عجوا جميعا بالصراخ والبكاء والتضرع إلى الله، وتابوا إليه واستغفروه، وصرخت الأطفال بأصواتها تطلب أمهاتها، وعجت سخال‏ البهائم تطلب الثدي، وعجت الانعام تطلب الرعي.

    فلم يزالوا بذلك ويونس وتنوخا يسمعان ضجيجهم‏ وصراخهم، ويدعوان الله بتغليظ العذاب عليهم، وروبيل في موضعه يسمع صراخهم وعجيجهم، ويرى ما نزل، وهو يدعو الله بكشف العذاب عنهم.

    فلما أن زالت الشمس، وفتحت أبواب السماء، وسكن غضب الرب تعالى، رحمهم الرحمن فاستجاب دعاءهم، وقبل توبتهم، وأقالهم عثرتهم، وأوحى الله إلى إسرافيل (عليه السلام):

    أن اهبط إلى قوم يونس، فإنهم قد عجوا إلي بالبكاء والتضرع، وتابوا إلي واستغفروني، فرحمتهم وتبت عليهم، وأنا الله التواب الرحيم، أسرع إلى قبول توبة عبدي التائب من الذنوب، وقد كان عبدي يونس ورسولي سألني نزول العذاب على قومه، وقد أنزلته عليهم، وأنا الله أحق من وفى بعهده، وقد أنزلته عليهم، ولم يكن اشترط يونس حين سألني أن انزل عليهم العذاب أن اهلكهم، فاهبط إليهم فاصرف عنهم ما قد نزل بهم من عذابي.

    فقال إسرافيل:
    يا رب، إن عذابك قد بلغ أكتافهم، وكاد أن يهلكهم، وما أراه إلا وقد نزل بساحتهم، فإلى أين أصرفه؟.

    فقال الله:
    كلا إني قد أمرت ملائكتي أن يصرفوه، ولا ينزلوه عليهم حتى يأتيهم أمري فيهم وعزيمتي، فاهبط- يا إسرافيل- عليهم، واصرفه عنهم، واضرب به إلى الجبال بناحية مفايض العيون ومجاري السيول في الجبال العاتية، المستطيلة على الجبال، فأذلها به ولينها حتى تصير ملتئمة حديدا جامدا.

    فهبط إسرافيل عليهم فنشر أجنحته فاستاق بها ذلك العذاب، حتى ضرب بها تلك الجبال التي أوحى الله إليه أن يصرفه إليها.

    وهي الجبال التي بناحية الموصل اليوم- فصارت حديدا إلى يوم القيامة.

    فلما رأى قوم يونس أن العذاب قد صرف عنهم هبطوا إلى منازلهم من رؤوس الجبال، وضموا إليهم نساءهم وأولادهم وأموالهم، وحمدوا الله على ما صرف عنهم.

    وأصبح يونس وتنوخا يوم الخميس في موضعهما الذي كانا فيه، لا يشكان أن العذاب قد نزل بهم وأهلكهم جميعا، لما خفيت أصواتهم عنهما، فأقبلا ناحية القرية يوم الخميس مع طلوع الشمس، ينظران إلى ما صار إليه القوم، فلما دنوا من القوم واستقبلهم الحطابون والحمارة والرعاة بأغنامهم، ونظروا إلى أهل القرية مطمئنين، قال يونس لتنوخا:
    يا تنوخا، كذبني الوحي، وكذبت وعدي لقومي، لا وعزة ربي لا يرون لي وجها أبدا بعد ما كذبني الوحي‏ فانطلق يونس هاربا على وجهه، مغاضبا لربه‏ ، ناحية بحر أيلة متنكرا، فرارا من أن يراه أحد من قومه، فيقول له:
    يا كذاب، فلذلك قال الله:
    وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغاضِباً فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ‏ الآية.

    ورجع تنوخا إلى القرية، فلقي روبيل، فقال له:
    يا تنوخا، أي الرأيين كان أصوب وأحق أن يتبع:
    رأيي، أو رأيك؟
    فقال له تنوخا:
    بل رأيك كان أصوب، ولقد كنت أشرت برأي الحكماء والعلماء.

    وقال له تنوخا:
    أما إني لم أزل أرى أني أفضل منك لزهدي وفضل عبادتي، حتى استبان فضلك لفضل علمك، وما أعطاك الله ربك من الحكمة مع التقوى أفضل من الزهد والعبادة بلا علم.

    فاصطحبا فلم يزالا مقيمين مع قومهما.

    فغضب يونس، ومر على وجهه مغاضبا، كما حكى الله تعالى، حتى انتهى إلى ساحل البحر، فإذا سفينة قد شحنت، وأرادوا أن يدفعوها، فسألهم يونس أن يحملوه فحملوه، فلما توسطوا البحر بعث الله حوتا عظيما، فحبس عليهم السفينة من قدامها، فنظر إليه يونس ففزع منه، وصار إلى مؤخر السفينة فدار إليه الحوت وفتح فاه،
    فخرج أهل السفينة، فقالوا:
    فينا عاص.

    فتساهموا فخرج سهم يونس، وهو قول الله عز وجل:
    فَساهَمَ فَكانَ مِنَ الْمُدْحَضِينَ‏.

    فأخرجوه فألقوه في البحر، فالتقمه الحوت ومر به في الماء.

    فدخل في بحر القلزم، ثم خرج إلى بحر مصر، ثم دخل في بحر طبرستان، ثم خرج في دجلة الغور ، ثم مرت به تحت الأرض حتى لحقت بقارون، وكان قارون هلك في أيام موسى (عليه السلام).

    ووكل [الله‏] به ملكا يدخله في الأرض كل يوم قامة رجل، وكان يونس في بطن الحوت يسبح الله ويستغفره، فسمع قارون صوته، فقال للملك الموكل به:
    أنظرني فإني أسمع كلام آدمي.

    فأوحى الله إلى الملك الموكل به: أنظره.

    فأنظره، ثم قال قارون:
    من أنت؟ قال يونس، أنا المذنب الخاطئ يونس بن متى.

    قال:
    فما فعل الشديد الغضب لله موسى بن عمران؟ قال:
    هيهات! هلك.

    قال: فما فعل الرؤوف الرحيم على قومه هارون بن عمران؟ قال: هلك.

    قال:
    فما فعلت كلثم بنت عمران التي كانت سميت لي؟ قال: هيهات! ما بقي من آل عمران أحد.

    فقال قارون:
    وا أسفا على آل عمران.

    فشكر الله له ذلك، فأمر الله الملك الموكل به أن يرفع عنه العذاب أيام الدنيا، فرفع عنه.

    فلما رأى يونس ذلك نادى في الظلمات:
    أن لا إله إلا أنت سبحانك، إني كنت من #الظالمين. فاستجاب الله له، وأمر الحوت أن يلفظه فلفظه على @ساحل البحر، وقد ذهب جلده ولحمه.

    وأنبت الله عليه شجرة من يقطين- وهي الدباء - فأظلته عن الشمس فشكر ، ثم أمر الله #الشجرة فتنحت عنه، ووقعت الشمس عليه فجزع، فأوحى الله إليه:
    يا يونس، لِمَ لَمْ ترحم مائة ألف أو يزيدون، وأنت تجزع من ألم ساعة؟ فقال:
    يا رب، عفوك عفوك، فرد الله عليه بدنه ورجع إلى قومه وآمنوا به.

    وهو قوله:
    فَلَوْ لا كانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَها إِيمانُها إِلَّا قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آمَنُوا كَشَفْنا عَنْهُمْ عَذابَ الْخِزْيِ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَمَتَّعْناهُمْ إِلى‏ حِينٍ‏ ».

    وقالوا: مكث يونس في #بطن #الحوت تسع @ساعات.

    [ ثم أوحى الله إليه] إن #أهل #نينوى قد آمنوا واتقوا فارجع إليهم.

    فانطلق يونس إلى قومه، فلما دنا من نينوى استحيا أن يدخل، فقال لراع لقيه:

    ائت أهل نينوى فقل لهم:
    إن هذا يونس قد جاء.

    قال الراعي أتكذب، أما تستحيي، ويونس قد غرق في البحر وذهب.

    قال له يونس:
    إن نطقت الشاة بأني @يونس، قبلت مني؟ فقال الراعي: بلى. قال يونس:
    اللهم أنطق هذه الشاة حتى تشهد له بأني يونس فانطقت‏ الشاة له بأنه يونس.

    فلما أتى الراعي قومه وأخبرهم، أخذوه وهموا بضربه، فقال:
    إن لي بينة لما أقول.
    قالوا: من يشهد؟ قال:
    هذه الشاة تشهد.

    فشهدت بأنه صادق وأن #يونس قد رده الله إليهم، فخرجوا يطلبونه، فوجدوه فجاءوا به، وآمنوا وحسن إيمانهم، فمتعهم الله إلى حين وهو الموت، وأجارهم من ذلك العذاب».


    ۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞

    ۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞

    ۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞

    : #ابومحمدالصفار
    قال الأصمعي لأعرابي : أتقول الشعر ؟ .. قال الأعرابي : أنا ابن أمه وأبيه. فغضب الأصمعي فلم يجد قافية أصعب من الواو الساكنة المفتوح ما قبلها مثل (لَوْ) ، فقلت : أكمل ، فقال : هات فقال الأصمعي : قــومٌ عهدناهــم .....سقاهم الله من النو الأعرابي : النو تلألأ في دجا ليلةٍ .....حالكة مظلمةٍ لـو فقال الأصمعي : لو ماذا ؟ فقال الأعرابي : لو سار فيها فارس لانثنى..... على به الأرض منطو قال الأصمعي : منطو ماذا ؟ الأعرابي : منطوِ الكشح هضيم الحشا ..... كالباز ينقض من الجو قال الأصمعي : الجو ماذا ؟ الأعرابي : جو السما والريح تعلو به..... فاشتم ريح الأرض فاعلو الأصمعي : اعلو ماذا ؟ الأعرابي : فاعلوا لما عيل من صبره .....فصار نحو القوم ينعو الأصمعي : ينعو ماذا ؟ الأعرابي : ينعو رجالاً للقنا شرعت .....كفيت بما لاقوا ويلقوا الأصمعي : يلقوا ماذا ؟ الأعرابي : إن كنت لا تفهم ما قلته .....فأنت عندي رجل بو الأصمعي : بو ماذا ؟ الأعرابي : البو سلخ قد حشي جلده .....بأظلف قرنين تقم أو الأصمعي : أوْ ماذا ؟ الأعرابي : أو أضرب الرأس بصيوانةٍ ..... تقـول في ضربتها قـو قال الأصمعي : فخشيت أن أقول قو ماذا ، فيأخذ العصى ويضربني......سَكِّن فُؤادكَ لا تَذهَب بِهِ الفِكَرُ ماذا يُعيد عَلَيكَ البَثُّ وَالحذرُ وَازجُر جفونك لا تَرضَ البُكاءَ لَها وَاِصبر فَقَد كُنتَ عند الخطب تَصطَبِرُ وَإِن يَكُن قَدرٌ قد عاق عَن وَطَرٍ فَلا مَرَدّ لما يأتي بِهِ القدرُ وَإِن تَكُن خيبَةٌ في الدَهرِ واحِدَةٌ فَكَم غَدَوتَ وَمن أشياعك الظَفرُ إِن كُنتَ في حيرَةٍ مِن جُرمِ مُجتَرِمٍ فَإِنَّ عُذرك في ظَلمائِها قَمَرُ كَم زَفرَةٍ مِن شِغافِ القَلبِ صاعِدَة وعَبرة مِن شؤون العين تَنحَدِرُ فَوِّض إِلى اللَه فيما أَنتَ خائِفُه وَتِقْ بِمُعتَضِدٍ بِاللَهِ يَغتَفِرُ وَلا تَرُعكَ خُطوبٌ إِن عَدا زَمَنٌ فاللَه يَدفَع وَالمَنصور يَنتَصِرُ وَاِصبر فَإِنَّكَ مِن قومٍ أَولي جلَدٍ إِذا أَصابَتهم مَكروهَةٌ صَبَروا مَن مِثل قَومك وَالمَلك الهُمام أَبو عمرو أَبوك لَه مجدٌ وَمُفتَخَرُ سَمَيدَعٌ يَهَب الآلافَ مُقتَدراً وَيَستَقِلُّ عَطاياه وَيَحتَقِرُ لَهُ يَدٌ كُلُّ جَبّارٍ يُقَبِّلها لَولا نَداها لَقُلنا إِنَّها الحَجَرُ يا ضَيغَماً يَقتُلُ الأَبطال مُفتَرِساً لا توهنَنّي فَإِنّي الناب وَالظُفرُ وَفارِساً تَحذَر الأقرانُ صَولَتَهُ صُن عبدَك القِنّ فَهوَ الصارِم الذكرُ هُوَ الَّذي لَم تَشِم يُمناك صَفحَتَهُ إِلّا تَأتّى مُرادٌ وَاِنقَضى وَطَرُ قَد أَخلَقتَني صُروف أَنتَ تعلمها وَقالَ موردها ما لي بِها صدرُ فالنَفسُ جازِعَةٌ وَالعَينُ دامِعَةٌ وَالصَوتُ مُرتَفِعٌ وَالسِرُّ منتشِرُ وَزادَ هَمّيَ ما بالجسم مِن سَقَمٍ وشِبتُ رأسا وَلَم يبلُغني الكِبَرُ وَذُبتُ إِلّا ذَماءً فيَّ يُمسكني أَنّي عَهدتُكَ تَعفو حينَ تَقتَدِرُ لَم يأت عبدُك دَنبا يَستَحِقُ به عُتبى وَها هُوَ ناداكَ يَعتَذِرُ ما الذَنبُ إِلّا عَلى قَومٍ ذَوي دَغلٍ وَفى لَهُم عهدُك المعهود إِذ غدروا قَومٌ نَصيحتُهُم غِشٌّ وصدقهمُ مَينٌ وَنَفعهم إِن صُرّفوا ضَرَرُ يُمَيَّزُ البُغض في الأَلفاظِ إِن نَطَقوا وَيُعرَفُ الحِقدُ في الأَلحاظ إِن نَظَروا إِن يَحرِقِ القَلب نَفثٌ مِن مَقالهمُ فَإِنَّما ذاكَ مِن نارِ القِلى شَرَرُ مَولاي دعوةَ مَملوكٍ بِهِ ظمأٌ بَرح وَفي راحَتَيكَ السَلسَلُ الخضرُ أَجِب نِداءَ أَخي قَلبٍ تملَّكَهُ أَسى وَذي مُقلَة أودى بِها السَهَرُ لَم أُوتَ مِن زَمَني شَيئا أُسِرُّ بِهِ فلست أَعهَدُ ما كأس وَلا وترُ وَلا تَمَلَّكَني دَلٌّ وَلا خَفَرٌ وَلا سَبى خَلَدي غُنج وَلا حَوَرُ رَضاكَ راحَةُ نَفسي لا فُجِعتُ بِهِ فَهوَ العَتادُ الَّذي لِلدهر أَدّخِرُ وَهوَ المُدامُ الَّتي أَسلو بِها فَإِذا عَدَمتُها عَبَثَت في قَلبيَ الفِكَرُ ما تركيَ الخَمرَ مِن زُهد وَلا وَرَعٍ فَلَم يُفارِق لَعَمري سِنّيَ الصغَرُ وَإِنَّما أَنا ساعٍ في رِضاك فَإِن أَخفَقتُ فيه فَلا يُفسَح ليَ العُمُرُ ما سَرّني وَأحاشي عَصر عَطفِكمُ يَومَ أَخَلّ في القَنا وَالهامُ نَنتَثِرُ أَجَل وَلي راحَةٌ أُخرى عَلِقتُ بِها نَظم الكُلى في القَنا وَالهامُ تَنتَثِرُ كَم وقعة لي في الأَعداء واضِحَة تَفنى اللَيالي وَما يَفنى لَها الخبرُ سارَت بِها العيسُ في الآفاقِ فاِنتَشَرَت فَلَيسَ في كُلِّ حَيٍّ غَيرها سَمَرُ لازلتَ ذا عِزّة قَعساء شامِخَة لا يَبلُغ الوَهمُ أَدناها وَلا البَصَرُ وَلا يَزالُ وَزَرٌ مِن حُسنِ رأيك لي آوي إِلَيهِ فَنِعمَ الكَهفُ وَالوَزَرُ إِلَيكَ رَوضَةُ فِكري جادَ مَنبتها نَدى يَمينك لا طَلّ ولا مَطَرُ جَعَلتُ ذكركَ في أَرجائِها شَجَراً فَكُلُّ أَوقاتِها لِلمُجتَني ثَمَرُ �《》《》《》《》《》《》《》《》《》《》《》《》 *قصة نبي الله يونس* *وقومه كاملة* عن أمير المؤمنين (عليه السلام)، قال: حدثني رسول الله (صلى الله عليه وآله) أن جبرئيل (عليه السلام) حدثه أن يونس بن متى (عليه السلام) بعثه الله إلى قومه وهو ابن ثلاثين سنة، وكان رجلا تعتريه الحدة وكان قليل الصبر على قومه والمداراة لهم، عاجزا عما حمل من ثقل حمل أوقار النبوة وأعلامها، وأنه تفسخ تحتها كما يتفسخ الجذع تحت حمله‏. وأنه أقام فيهم يدعوهم إلى الإيمان بالله والتصديق به واتباعه ثلاثا وثلاثين سنة، فلم يؤمن به ولم يتبعه من قومه إلا رجلان اسم أحدهما روبيل، واسم الآخر تنوخا. وكان روبيل من أهل بيت العلم والنبوة والحكمة، وكان قديم الصحبة ليونس بن متى من قبل أن يبعثه الله بالنبوة. وكان تنوخا رجلا مستضعفا عابدا زاهدا، منهمكا في العبادة، وليس له علم ولا حكم. وكان روبيل صاحب غنم يرعاها ويتقوت منها. وكان تنوخا رجلا حطابا يحتطب على رأسه، ويأكل من كسبه. وكان لروبيل منزلة من يونس غير منزلة تنوخا، لعلم روبيل وحكمته وقديم صحبته. فلما رأى يونس أن قومه لا يجيبونه ولا يؤمنون ضجر، وعرف من نفسه قله الصبر، فشكا ذلك إلى ربه، وكان فيما شكا أن قال: يا رب، إنك بعثتني إلى قومي ولي ثلاثون سنة، فلبثت فيهم أدعوهم إلى الإيمان بك والتصديق برسالاتي، وأخوفهم عذابك ونقمتك ثلاثا وثلاثين سنة، فكذبوني ولم يؤمنوا بي، وجحدوا نبوتي واستخفوا برسالاتي، وقد تواعدوني وخفت أن يقتلوني، فأنزل عليهم عذابك، فإنهم قوم لا يؤمنون». قال: «فأوحى الله إلى يونس: أن فيهم الحمل والجنين والطفل، والشيخ الكبير والمرأة الضعيفة والمستضعف المهين، وأنا الحكم العدل، سبقت رحمتي غضبي، لا اعذب الصغار بذنوب الكبار من قومك، وهم- يا يونس- عبادي وخلقي وبريتي في بلادي وفي عيلتي، أحب أن أتأناهم وأرفق بهم وأنتظر توبتهم، وإنما بعثتك إلى قومك لتكون حيطا عليهم، تعطف عليهم لسخاء الرحم الماسة منهم، وتتأناهم وبرأفة النبوة، وتصبر معهم بأحلام الرسالة، وتكون لهم كهيئة الطبيب المداوي العالم بمداواة الداء، فخرقت بهم‏ ، ولم تستعمل قلوبهم بالرفق، ولم تسهم بسياسة المرسلين، ثم سألتني عن‏ سوء نظرك العذاب لهم عند قلة الصبر منك، وعبدي نوح كان أصبر منك على قومه، وأحسن صحبة، وأشد تأنيا في الصبر عندي، وأبلغ في العذر، فغضبت له حين غضب لي، وأجبته حين دعاني. فقال يونس: يا رب، إنما غضبت عليهم فيك، وإنما دعوت عليهم حين عصوك، فوعزتك لا أتعطف عليهم برأفة أبدا، ولا أنظر إليهم بنصيحة شفيق بعد كفرهم وتكذيبهم إياي، وجحدهم نبوتي، فأنزل عليهم عذابك، فإنهم لا يؤمنون أبدا. فقال الله: يا يونس، إنهم مائة ألف أو يزيدون من خلقي، يعمرون بلادي، ويلدون عبادي، ومحبتي أن أتأناهم للذي سبق من علمي فيهم وفيك، وتقديري وتدبيري غير علمك وتقديرك، وأنت المرسل وأنا الرب الحكيم، وعلمي فيهم- يا يونس- باطن في الغيب عندي لا يعلم ما منتهاه، وعلمك فيهم ظاهر لا باطن له. يا يونس، قد أجبتك إلى ما سألت من إنزال العذاب عليهم، وما ذلك- يا يونس- بأوفر لحظك عندي، ولا أحمد لشأنك، وسيأتيهم العذاب في شوال يوم الأربعاء وسط الشهر بعد طلوع الشمس، فأعلمهم ذلك». قال: «فسر ذلك يونس ولم يسؤه، ولم يدر ما عاقبته، فانطلق يونس إلى تنوخا العابد، فأخبره بما أوحى الله إليه من نزول العذاب على قومه في ذلك اليوم، وقال له: انطلق حتى أعلمهم بما أوحى الله إلي من نزول العذاب. فقال تنوخا: فدعهم في غمرتهم ومعصيتهم حتى يعذبهم الله تعالى. فقال له يونس: بل نلقى روبيل فنشاوره، فإنه رجل عالم حكيم من أهل بيت النبوة، فانطلقا إلى روبيل، فأخبره يونس بما أوحى الله إليه من نزول العذاب على قومه في شوال يوم الأربعاء في وسط الشهر بعد طلوع الشمس. فقال له: ما ترى؟ انطلق بنا حتى أعلمهم ذلك. فقال له روبيل: ارجع إلى ربك رجعة نبي حكيم ورسول كريم، وسله أن يصرف عنهم العذاب فإنه غني عن عذابهم، وهو يحب الرفق بعباده، وما ذلك بأضر لك عنده ولا أسوأ لمنزلتك لديه، ولعل قومك بعد ما سمعت ورأيت من كفرهم وجحودهم يؤمنون يوما، فصابرهم وتأنهم. فقال له تنوخا: ويحك يا روبيل! ما أشرف على يونس وأمرته به بعد كفرهم بالله، وجحدهم لنبيه، وتكذيبهم إياه، وإخراجهم إياه من مساكنه، وما هموا به من رجمه!. فقال روبيل لتنوخا: اسكت، فانك رجل عابد، لا علم لك، ثم أقبل على يونس، فقال: أ رأيت يا يونس إذا أنزل الله العذاب على قومك، أ ينزله فيهلكهم جميعا أو يهلك بعضا ويبقي بعضا؟ فقال له يونس: بل يهلكهم الله جميعا، وكذلك سألته، ما دخلتني لهم رحمة تعطف فأراجع الله فيها وأسأله أن يصرف عنهم. فقال له روبيل: أ تدري- يا يونس- لعل الله إذا أنزل عليهم العذاب فأحسوا به أن يتوبوا إليه ويستغفروا فيرحمهم، فإنه أرحم الراحمين، ويكشف عنهم العذاب من بعد ما أخبرتهم عن الله أنه ينزل عليهم العذاب يوم الأربعاء، فتكون بذلك عندهم كذابا. فقال له تنوخا: ويحك- يا روبيل- لقد قلت عظيما، يخبرك النبي المرسل أن الله أوحى إليه بأن العذاب ينزل عليهم، فترد قول الله وتشك فيه وفي قول رسوله؟! اذهب فقد حبط عملك. فقال روبيل لتنوخا: لقد فشل رأيك، ثم أقبل على يونس، فقال: إذا نزل الوحي والأمر من الله فيهم على ما انزل عليك فيهم من إنزال العذاب عليهم وقوله الحق، أرأيت إذا كان ذلك فهلك قومك كلهم وخربت قريتهم، أليس يمحوا الله اسمك من النبوة، وتبطل رسالتك، وتكون كبعض ضعفاء الناس، ويهلك على يديك مائة ألف أو يزيدون من الناس؟. فأبى يونس أن يقبل وصيته، فانطلق ومعه تنوخا إلى قومه، فأخبرهم أن الله أوحى إليه أنه منزل العذاب عليكم يوم الأربعاء في شوال في وسط الشهر بعد طلوع الشمس. فردوا عليه قوله، فكذبوه وأخرجوه من قريتهم إخراجا عنيفا. فخرج يونس ومعه تنوخا من القرية، وتنحيا عنهم غير بعيد، وأقاما ينتظران العذاب. وأقام روبيل مع قومه في قريتهم، حتى إذا دخل عليهم شوال صرخ روبيل بأعلى صوته في رأس الجبل إلى القوم: أنا روبيل، شفيق عليكم، رحيم بكم، هذا شوال قد دخل عليكم، وقد أخبركم يونس نبيكم ورسول ربكم أن الله أوحى إليه أن العذاب ينزل عليكم في شوال في وسط الشهر يوم الأربعاء بعد طلوع الشمس، ولن يخلف الله وعده رسول، فانظروا ما أنتم صانعون؟ فأفزعهم كلامه ووقع في قلوبهم تحقيق نزول العذاب، فأجفلوا نحو روبيل، وقالوا له: ماذا أنت مشير به علينا- يا روبيل- فإنك رجل عالم حكيم، لم نزل نعرفك بالرأفة علينا والرحمة لنا، وقد بلغنا ما أشرت به على يونس فينا، فمرنا بأمرك وأشر علينا برأيك. فقال لهم روبيل: فإني أرى لكم وأشير عليكم أن تنظروا وتعمدوا إذا طلع الفجر يوم الأربعاء في وسط الشهر أن تعزلوا الأطفال عن الأمهات في أسفل الجبل في طريق الأودية، وتوقفوا النساء وكل المواشي جميعا عن أطفالها في سفح الجبل، ويكون هذا كله قبل طلوع الشمس، فإذا رأيتم ريحا صفراء أقبلت من المشرق، فعجوا عجيجا، الكبير منكم والصغير بالصراخ والبكاء، والتضرع إلى الله، والتوبة إليه والاستغفار له، وارفعوا رؤوسكم إلى السماء، وقولوا: ربنا ظلمنا أنفسنا وكذبنا نبيك وتبنا إليك من ذنوبنا، وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين المعذبين، فاقبل توبتنا وارحمنا يا أرحم الراحمين. ثم لا تملوا من البكاء والصراخ والتضرع إلى الله والتوبة إليه حتى تتوارى الشمس بالحجاب، أو يكشف الله عنكم العذاب قبل ذلك. فأجمع رأي القوم جميعا على أن يفعلوا ما أشار به عليهم روبيل. فلما كان يوم الأربعاء الذي توقعوا فيه العذاب، تنحى روبيل عن القرية حيث يسمع صراخهم ويرى العذاب إذا نزل، فلما طلع الفجر يوم الأربعاء فعل قوم يونس ما أمرهم روبيل به، فلما بزغت الشمس أقبلت ريح صفراء مظلمة مسرعة، لها صرير وحفيف وهدير، فلما رأوها عجوا جميعا بالصراخ والبكاء والتضرع إلى الله، وتابوا إليه واستغفروه، وصرخت الأطفال بأصواتها تطلب أمهاتها، وعجت سخال‏ البهائم تطلب الثدي، وعجت الانعام تطلب الرعي. فلم يزالوا بذلك ويونس وتنوخا يسمعان ضجيجهم‏ وصراخهم، ويدعوان الله بتغليظ العذاب عليهم، وروبيل في موضعه يسمع صراخهم وعجيجهم، ويرى ما نزل، وهو يدعو الله بكشف العذاب عنهم. فلما أن زالت الشمس، وفتحت أبواب السماء، وسكن غضب الرب تعالى، رحمهم الرحمن فاستجاب دعاءهم، وقبل توبتهم، وأقالهم عثرتهم، وأوحى الله إلى إسرافيل (عليه السلام): أن اهبط إلى قوم يونس، فإنهم قد عجوا إلي بالبكاء والتضرع، وتابوا إلي واستغفروني، فرحمتهم وتبت عليهم، وأنا الله التواب الرحيم، أسرع إلى قبول توبة عبدي التائب من الذنوب، وقد كان عبدي يونس ورسولي سألني نزول العذاب على قومه، وقد أنزلته عليهم، وأنا الله أحق من وفى بعهده، وقد أنزلته عليهم، ولم يكن اشترط يونس حين سألني أن انزل عليهم العذاب أن اهلكهم، فاهبط إليهم فاصرف عنهم ما قد نزل بهم من عذابي. فقال إسرافيل: يا رب، إن عذابك قد بلغ أكتافهم، وكاد أن يهلكهم، وما أراه إلا وقد نزل بساحتهم، فإلى أين أصرفه؟. فقال الله: كلا إني قد أمرت ملائكتي أن يصرفوه، ولا ينزلوه عليهم حتى يأتيهم أمري فيهم وعزيمتي، فاهبط- يا إسرافيل- عليهم، واصرفه عنهم، واضرب به إلى الجبال بناحية مفايض العيون ومجاري السيول في الجبال العاتية، المستطيلة على الجبال، فأذلها به ولينها حتى تصير ملتئمة حديدا جامدا. فهبط إسرافيل عليهم فنشر أجنحته فاستاق بها ذلك العذاب، حتى ضرب بها تلك الجبال التي أوحى الله إليه أن يصرفه إليها. وهي الجبال التي بناحية الموصل اليوم- فصارت حديدا إلى يوم القيامة. فلما رأى قوم يونس أن العذاب قد صرف عنهم هبطوا إلى منازلهم من رؤوس الجبال، وضموا إليهم نساءهم وأولادهم وأموالهم، وحمدوا الله على ما صرف عنهم. وأصبح يونس وتنوخا يوم الخميس في موضعهما الذي كانا فيه، لا يشكان أن العذاب قد نزل بهم وأهلكهم جميعا، لما خفيت أصواتهم عنهما، فأقبلا ناحية القرية يوم الخميس مع طلوع الشمس، ينظران إلى ما صار إليه القوم، فلما دنوا من القوم واستقبلهم الحطابون والحمارة والرعاة بأغنامهم، ونظروا إلى أهل القرية مطمئنين، قال يونس لتنوخا: يا تنوخا، كذبني الوحي، وكذبت وعدي لقومي، لا وعزة ربي لا يرون لي وجها أبدا بعد ما كذبني الوحي‏ فانطلق يونس هاربا على وجهه، مغاضبا لربه‏ ، ناحية بحر أيلة متنكرا، فرارا من أن يراه أحد من قومه، فيقول له: يا كذاب، فلذلك قال الله: وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغاضِباً فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ‏ الآية. ورجع تنوخا إلى القرية، فلقي روبيل، فقال له: يا تنوخا، أي الرأيين كان أصوب وأحق أن يتبع: رأيي، أو رأيك؟ فقال له تنوخا: بل رأيك كان أصوب، ولقد كنت أشرت برأي الحكماء والعلماء. وقال له تنوخا: أما إني لم أزل أرى أني أفضل منك لزهدي وفضل عبادتي، حتى استبان فضلك لفضل علمك، وما أعطاك الله ربك من الحكمة مع التقوى أفضل من الزهد والعبادة بلا علم. فاصطحبا فلم يزالا مقيمين مع قومهما. فغضب يونس، ومر على وجهه مغاضبا، كما حكى الله تعالى، حتى انتهى إلى ساحل البحر، فإذا سفينة قد شحنت، وأرادوا أن يدفعوها، فسألهم يونس أن يحملوه فحملوه، فلما توسطوا البحر بعث الله حوتا عظيما، فحبس عليهم السفينة من قدامها، فنظر إليه يونس ففزع منه، وصار إلى مؤخر السفينة فدار إليه الحوت وفتح فاه، فخرج أهل السفينة، فقالوا: فينا عاص. فتساهموا فخرج سهم يونس، وهو قول الله عز وجل: فَساهَمَ فَكانَ مِنَ الْمُدْحَضِينَ‏. فأخرجوه فألقوه في البحر، فالتقمه الحوت ومر به في الماء. فدخل في بحر القلزم، ثم خرج إلى بحر مصر، ثم دخل في بحر طبرستان، ثم خرج في دجلة الغور ، ثم مرت به تحت الأرض حتى لحقت بقارون، وكان قارون هلك في أيام موسى (عليه السلام). ووكل [الله‏] به ملكا يدخله في الأرض كل يوم قامة رجل، وكان يونس في بطن الحوت يسبح الله ويستغفره، فسمع قارون صوته، فقال للملك الموكل به: أنظرني فإني أسمع كلام آدمي. فأوحى الله إلى الملك الموكل به: أنظره. فأنظره، ثم قال قارون: من أنت؟ قال يونس، أنا المذنب الخاطئ يونس بن متى. قال: فما فعل الشديد الغضب لله موسى بن عمران؟ قال: هيهات! هلك. قال: فما فعل الرؤوف الرحيم على قومه هارون بن عمران؟ قال: هلك. قال: فما فعلت كلثم بنت عمران التي كانت سميت لي؟ قال: هيهات! ما بقي من آل عمران أحد. فقال قارون: وا أسفا على آل عمران. فشكر الله له ذلك، فأمر الله الملك الموكل به أن يرفع عنه العذاب أيام الدنيا، فرفع عنه. فلما رأى يونس ذلك نادى في الظلمات: أن لا إله إلا أنت سبحانك، إني كنت من #الظالمين. فاستجاب الله له، وأمر الحوت أن يلفظه فلفظه على @ساحل البحر، وقد ذهب جلده ولحمه. وأنبت الله عليه شجرة من يقطين- وهي الدباء - فأظلته عن الشمس فشكر ، ثم أمر الله #الشجرة فتنحت عنه، ووقعت الشمس عليه فجزع، فأوحى الله إليه: يا يونس، لِمَ لَمْ ترحم مائة ألف أو يزيدون، وأنت تجزع من ألم ساعة؟ فقال: يا رب، عفوك عفوك، فرد الله عليه بدنه ورجع إلى قومه وآمنوا به. وهو قوله: فَلَوْ لا كانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَها إِيمانُها إِلَّا قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آمَنُوا كَشَفْنا عَنْهُمْ عَذابَ الْخِزْيِ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَمَتَّعْناهُمْ إِلى‏ حِينٍ‏ ». وقالوا: مكث يونس في #بطن #الحوت تسع @ساعات. [ ثم أوحى الله إليه] إن #أهل #نينوى قد آمنوا واتقوا فارجع إليهم. فانطلق يونس إلى قومه، فلما دنا من نينوى استحيا أن يدخل، فقال لراع لقيه: ائت أهل نينوى فقل لهم: إن هذا يونس قد جاء. قال الراعي أتكذب، أما تستحيي، ويونس قد غرق في البحر وذهب. قال له يونس: إن نطقت الشاة بأني @يونس، قبلت مني؟ فقال الراعي: بلى. قال يونس: اللهم أنطق هذه الشاة حتى تشهد له بأني يونس فانطقت‏ الشاة له بأنه يونس. فلما أتى الراعي قومه وأخبرهم، أخذوه وهموا بضربه، فقال: إن لي بينة لما أقول. قالوا: من يشهد؟ قال: هذه الشاة تشهد. فشهدت بأنه صادق وأن #يونس قد رده الله إليهم، فخرجوا يطلبونه، فوجدوه فجاءوا به، وآمنوا وحسن إيمانهم، فمتعهم الله إلى حين وهو الموت، وأجارهم من ذلك العذاب». 🏴🏴🏴🏴🏴🏴🏴 ۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞ ۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞ ۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞ 👇 👇 👇 📖 : #ابومحمدالصفار
    Wow
    1
    0 Yorumlar 0 hisse senetleri 47 Views 0 önizleme
  • قال الأصمعي لأعرابي : أتقول الشعر ؟ ..

    قال الأعرابي : أنا ابن أمه وأبيه.

    فغضب الأصمعي فلم يجد قافية أصعب من الواو الساكنة المفتوح ما قبلها مثل (لَوْ) ،

    فقلت : أكمل ،

    فقال : هات

    فقال الأصمعي :
    قــومٌ عهدناهــم .....سقاهم الله من النو

    الأعرابي :
    النو تلألأ في دجا ليلةٍ .....حالكة مظلمةٍ لـو

    فقال الأصمعي : لو ماذا ؟

    فقال الأعرابي :
    لو سار فيها فارس لانثنى..... على به الأرض منطو

    قال الأصمعي : منطو ماذا ؟

    الأعرابي :
    منطوِ الكشح هضيم الحشا ..... كالباز ينقض من الجو

    قال الأصمعي : الجو ماذا ؟

    الأعرابي :
    جو السما والريح تعلو به..... فاشتم ريح الأرض فاعلو

    الأصمعي : اعلو ماذا ؟

    الأعرابي :
    فاعلوا لما عيل من صبره .....فصار نحو القوم ينعو

    الأصمعي : ينعو ماذا ؟

    الأعرابي :
    ينعو رجالاً للقنا شرعت .....كفيت بما لاقوا ويلقوا

    الأصمعي : يلقوا ماذا ؟

    الأعرابي :
    إن كنت لا تفهم ما قلته .....فأنت عندي رجل بو

    الأصمعي : بو ماذا ؟

    الأعرابي :
    البو سلخ قد حشي جلده .....بأظلف قرنين تقم أو

    الأصمعي : أوْ ماذا ؟

    الأعرابي :
    أو أضرب الرأس بصيوانةٍ ..... تقـول في ضربتها قـو

    قال الأصمعي :
    فخشيت أن أقول قو ماذا ، فيأخذ العصى ويضربني......سَكِّن فُؤادكَ لا تَذهَب بِهِ الفِكَرُ
    ماذا يُعيد عَلَيكَ البَثُّ وَالحذرُ
    وَازجُر جفونك لا تَرضَ البُكاءَ لَها
    وَاِصبر فَقَد كُنتَ عند الخطب تَصطَبِرُ
    وَإِن يَكُن قَدرٌ قد عاق عَن وَطَرٍ
    فَلا مَرَدّ لما يأتي بِهِ القدرُ
    وَإِن تَكُن خيبَةٌ في الدَهرِ واحِدَةٌ
    فَكَم غَدَوتَ وَمن أشياعك الظَفرُ
    إِن كُنتَ في حيرَةٍ مِن جُرمِ مُجتَرِمٍ
    فَإِنَّ عُذرك في ظَلمائِها قَمَرُ
    كَم زَفرَةٍ مِن شِغافِ القَلبِ صاعِدَة
    وعَبرة مِن شؤون العين تَنحَدِرُ
    فَوِّض إِلى اللَه فيما أَنتَ خائِفُه
    وَتِقْ بِمُعتَضِدٍ بِاللَهِ يَغتَفِرُ
    وَلا تَرُعكَ خُطوبٌ إِن عَدا زَمَنٌ
    فاللَه يَدفَع وَالمَنصور يَنتَصِرُ
    وَاِصبر فَإِنَّكَ مِن قومٍ أَولي جلَدٍ
    إِذا أَصابَتهم مَكروهَةٌ صَبَروا
    مَن مِثل قَومك وَالمَلك الهُمام أَبو
    عمرو أَبوك لَه مجدٌ وَمُفتَخَرُ
    سَمَيدَعٌ يَهَب الآلافَ مُقتَدراً
    وَيَستَقِلُّ عَطاياه وَيَحتَقِرُ
    لَهُ يَدٌ كُلُّ جَبّارٍ يُقَبِّلها
    لَولا نَداها لَقُلنا إِنَّها الحَجَرُ
    يا ضَيغَماً يَقتُلُ الأَبطال مُفتَرِساً
    لا توهنَنّي فَإِنّي الناب وَالظُفرُ
    وَفارِساً تَحذَر الأقرانُ صَولَتَهُ
    صُن عبدَك القِنّ فَهوَ الصارِم الذكرُ
    هُوَ الَّذي لَم تَشِم يُمناك صَفحَتَهُ
    إِلّا تَأتّى مُرادٌ وَاِنقَضى وَطَرُ
    قَد أَخلَقتَني صُروف أَنتَ تعلمها
    وَقالَ موردها ما لي بِها صدرُ
    فالنَفسُ جازِعَةٌ وَالعَينُ دامِعَةٌ
    وَالصَوتُ مُرتَفِعٌ وَالسِرُّ منتشِرُ
    وَزادَ هَمّيَ ما بالجسم مِن سَقَمٍ
    وشِبتُ رأسا وَلَم يبلُغني الكِبَرُ
    وَذُبتُ إِلّا ذَماءً فيَّ يُمسكني
    أَنّي عَهدتُكَ تَعفو حينَ تَقتَدِرُ
    لَم يأت عبدُك دَنبا يَستَحِقُ به
    عُتبى وَها هُوَ ناداكَ يَعتَذِرُ
    ما الذَنبُ إِلّا عَلى قَومٍ ذَوي دَغلٍ
    وَفى لَهُم عهدُك المعهود إِذ غدروا
    قَومٌ نَصيحتُهُم غِشٌّ وصدقهمُ
    مَينٌ وَنَفعهم إِن صُرّفوا ضَرَرُ
    يُمَيَّزُ البُغض في الأَلفاظِ إِن نَطَقوا
    وَيُعرَفُ الحِقدُ في الأَلحاظ إِن نَظَروا
    إِن يَحرِقِ القَلب نَفثٌ مِن مَقالهمُ
    فَإِنَّما ذاكَ مِن نارِ القِلى شَرَرُ
    مَولاي دعوةَ مَملوكٍ بِهِ ظمأٌ
    بَرح وَفي راحَتَيكَ السَلسَلُ الخضرُ
    أَجِب نِداءَ أَخي قَلبٍ تملَّكَهُ
    أَسى وَذي مُقلَة أودى بِها السَهَرُ
    لَم أُوتَ مِن زَمَني شَيئا أُسِرُّ بِهِ
    فلست أَعهَدُ ما كأس وَلا وترُ
    وَلا تَمَلَّكَني دَلٌّ وَلا خَفَرٌ
    وَلا سَبى خَلَدي غُنج وَلا حَوَرُ
    رَضاكَ راحَةُ نَفسي لا فُجِعتُ بِهِ
    فَهوَ العَتادُ الَّذي لِلدهر أَدّخِرُ
    وَهوَ المُدامُ الَّتي أَسلو بِها فَإِذا
    عَدَمتُها عَبَثَت في قَلبيَ الفِكَرُ
    ما تركيَ الخَمرَ مِن زُهد وَلا وَرَعٍ
    فَلَم يُفارِق لَعَمري سِنّيَ الصغَرُ
    وَإِنَّما أَنا ساعٍ في رِضاك فَإِن
    أَخفَقتُ فيه فَلا يُفسَح ليَ العُمُرُ
    ما سَرّني وَأحاشي عَصر عَطفِكمُ
    يَومَ أَخَلّ في القَنا وَالهامُ نَنتَثِرُ
    أَجَل وَلي راحَةٌ أُخرى عَلِقتُ بِها
    نَظم الكُلى في القَنا وَالهامُ تَنتَثِرُ
    كَم وقعة لي في الأَعداء واضِحَة
    تَفنى اللَيالي وَما يَفنى لَها الخبرُ
    سارَت بِها العيسُ في الآفاقِ فاِنتَشَرَت
    فَلَيسَ في كُلِّ حَيٍّ غَيرها سَمَرُ
    لازلتَ ذا عِزّة قَعساء شامِخَة
    لا يَبلُغ الوَهمُ أَدناها وَلا البَصَرُ
    وَلا يَزالُ وَزَرٌ مِن حُسنِ رأيك لي
    آوي إِلَيهِ فَنِعمَ الكَهفُ وَالوَزَرُ
    إِلَيكَ رَوضَةُ فِكري جادَ مَنبتها
    نَدى يَمينك لا طَلّ ولا مَطَرُ
    جَعَلتُ ذكركَ في أَرجائِها شَجَراً
    فَكُلُّ أَوقاتِها لِلمُجتَني ثَمَرُ

    �《》《》《》《》《》《》《》《》《》《》《》《》

    *قصة نبي الله يونس*
    *وقومه كاملة*

    عن أمير المؤمنين (عليه السلام)، قال:
    حدثني رسول الله (صلى الله عليه وآله) أن جبرئيل (عليه السلام) حدثه أن يونس بن متى (عليه السلام) بعثه الله إلى قومه وهو ابن ثلاثين سنة، وكان رجلا تعتريه الحدة وكان قليل الصبر على قومه والمداراة لهم، عاجزا عما حمل من ثقل حمل أوقار النبوة وأعلامها، وأنه تفسخ تحتها كما يتفسخ الجذع تحت حمله‏.

    وأنه أقام فيهم يدعوهم إلى الإيمان بالله والتصديق به واتباعه ثلاثا وثلاثين سنة، فلم يؤمن به ولم يتبعه من قومه إلا رجلان اسم أحدهما روبيل، واسم الآخر تنوخا.

    وكان روبيل من أهل بيت العلم والنبوة والحكمة، وكان قديم الصحبة ليونس بن متى من قبل أن يبعثه الله بالنبوة.

    وكان تنوخا رجلا مستضعفا عابدا زاهدا، منهمكا في العبادة، وليس له علم ولا حكم.

    وكان روبيل صاحب غنم يرعاها ويتقوت منها.

    وكان تنوخا رجلا حطابا يحتطب على رأسه، ويأكل من كسبه.

    وكان لروبيل منزلة من يونس غير منزلة تنوخا، لعلم روبيل وحكمته وقديم صحبته.

    فلما رأى يونس أن قومه لا يجيبونه ولا يؤمنون ضجر، وعرف من نفسه قله الصبر، فشكا ذلك إلى ربه، وكان فيما شكا أن قال:
    يا رب، إنك بعثتني إلى قومي ولي ثلاثون سنة، فلبثت فيهم أدعوهم إلى الإيمان بك والتصديق برسالاتي، وأخوفهم عذابك ونقمتك ثلاثا وثلاثين سنة، فكذبوني ولم يؤمنوا بي، وجحدوا نبوتي واستخفوا برسالاتي، وقد تواعدوني وخفت أن يقتلوني، فأنزل عليهم عذابك، فإنهم قوم لا يؤمنون».

    قال: «فأوحى الله إلى يونس:
    أن فيهم الحمل والجنين والطفل، والشيخ الكبير والمرأة الضعيفة والمستضعف المهين، وأنا الحكم العدل، سبقت رحمتي غضبي، لا اعذب الصغار بذنوب الكبار من قومك، وهم- يا يونس- عبادي وخلقي وبريتي في بلادي وفي عيلتي، أحب أن أتأناهم وأرفق بهم وأنتظر توبتهم، وإنما بعثتك إلى قومك لتكون حيطا عليهم، تعطف عليهم لسخاء الرحم الماسة منهم، وتتأناهم وبرأفة النبوة، وتصبر معهم بأحلام الرسالة، وتكون لهم كهيئة الطبيب المداوي العالم بمداواة الداء، فخرقت بهم‏ ، ولم تستعمل قلوبهم بالرفق، ولم تسهم بسياسة المرسلين، ثم سألتني عن‏ سوء نظرك العذاب لهم عند قلة الصبر منك، وعبدي نوح كان أصبر منك على قومه، وأحسن صحبة، وأشد تأنيا في الصبر عندي، وأبلغ في العذر، فغضبت له حين غضب لي، وأجبته حين دعاني.

    فقال يونس:
    يا رب، إنما غضبت عليهم فيك، وإنما دعوت عليهم حين عصوك، فوعزتك لا أتعطف عليهم برأفة أبدا، ولا أنظر إليهم بنصيحة شفيق بعد كفرهم وتكذيبهم إياي، وجحدهم نبوتي، فأنزل عليهم عذابك، فإنهم لا يؤمنون أبدا.

    فقال الله:
    يا يونس، إنهم مائة ألف أو يزيدون من خلقي، يعمرون بلادي، ويلدون عبادي، ومحبتي أن أتأناهم للذي سبق من علمي فيهم وفيك، وتقديري وتدبيري غير علمك وتقديرك، وأنت المرسل وأنا الرب الحكيم، وعلمي فيهم- يا يونس- باطن في الغيب عندي لا يعلم ما منتهاه، وعلمك فيهم ظاهر لا باطن له.

    يا يونس، قد أجبتك إلى ما سألت من إنزال العذاب عليهم، وما ذلك- يا يونس- بأوفر لحظك عندي، ولا أحمد لشأنك، وسيأتيهم العذاب في شوال يوم الأربعاء وسط الشهر بعد طلوع الشمس، فأعلمهم ذلك».

    قال:
    «فسر ذلك يونس ولم يسؤه، ولم يدر ما عاقبته، فانطلق يونس إلى تنوخا العابد، فأخبره بما أوحى الله إليه من نزول العذاب على قومه في ذلك اليوم، وقال له:
    انطلق حتى أعلمهم بما أوحى الله إلي من نزول العذاب.

    فقال تنوخا:
    فدعهم في غمرتهم ومعصيتهم حتى يعذبهم الله تعالى.

    فقال له يونس:
    بل نلقى روبيل فنشاوره، فإنه رجل عالم حكيم من أهل بيت النبوة، فانطلقا إلى روبيل، فأخبره يونس بما أوحى الله إليه من نزول العذاب على قومه في شوال يوم الأربعاء في وسط الشهر بعد طلوع الشمس. فقال له:
    ما ترى؟ انطلق بنا حتى أعلمهم ذلك.

    فقال له روبيل:
    ارجع إلى ربك رجعة نبي حكيم ورسول كريم، وسله أن يصرف عنهم العذاب فإنه غني عن عذابهم، وهو يحب الرفق بعباده، وما ذلك بأضر لك عنده ولا أسوأ لمنزلتك لديه، ولعل قومك بعد ما سمعت ورأيت من كفرهم وجحودهم يؤمنون يوما، فصابرهم وتأنهم.

    فقال له تنوخا:
    ويحك يا روبيل! ما أشرف على يونس وأمرته به بعد كفرهم بالله، وجحدهم لنبيه، وتكذيبهم إياه، وإخراجهم إياه من مساكنه، وما هموا به من رجمه!.

    فقال روبيل لتنوخا: اسكت، فانك رجل عابد، لا علم لك، ثم أقبل على يونس،
    فقال:
    أ رأيت يا يونس إذا أنزل الله العذاب على قومك، أ ينزله فيهلكهم جميعا أو يهلك بعضا ويبقي بعضا؟
    فقال له يونس: بل يهلكهم الله جميعا، وكذلك سألته، ما دخلتني لهم رحمة تعطف فأراجع الله فيها وأسأله أن يصرف عنهم.

    فقال له روبيل:
    أ تدري- يا يونس- لعل الله إذا أنزل عليهم العذاب فأحسوا به أن يتوبوا إليه ويستغفروا فيرحمهم، فإنه أرحم الراحمين، ويكشف عنهم العذاب من بعد ما أخبرتهم عن الله أنه ينزل عليهم العذاب يوم الأربعاء، فتكون بذلك عندهم كذابا.

    فقال له تنوخا:
    ويحك- يا روبيل- لقد قلت عظيما، يخبرك النبي المرسل أن الله أوحى إليه بأن العذاب ينزل عليهم، فترد قول الله وتشك فيه وفي قول رسوله؟! اذهب فقد حبط عملك.

    فقال روبيل لتنوخا:
    لقد فشل رأيك، ثم أقبل على يونس، فقال:
    إذا نزل الوحي والأمر من الله فيهم على ما انزل عليك فيهم من إنزال العذاب عليهم وقوله الحق، أرأيت إذا كان ذلك فهلك قومك كلهم وخربت قريتهم، أليس يمحوا الله اسمك من النبوة، وتبطل رسالتك، وتكون كبعض ضعفاء الناس، ويهلك على يديك مائة ألف أو يزيدون من الناس؟.

    فأبى يونس أن يقبل وصيته، فانطلق ومعه تنوخا إلى قومه، فأخبرهم أن الله أوحى إليه أنه منزل العذاب عليكم يوم الأربعاء في شوال في وسط الشهر بعد طلوع الشمس.

    فردوا عليه قوله، فكذبوه وأخرجوه من قريتهم إخراجا عنيفا.

    فخرج يونس ومعه تنوخا من القرية، وتنحيا عنهم غير بعيد، وأقاما ينتظران العذاب.

    وأقام روبيل مع قومه في قريتهم، حتى إذا دخل عليهم شوال صرخ روبيل بأعلى صوته في رأس الجبل إلى القوم:

    أنا روبيل، شفيق عليكم، رحيم بكم، هذا شوال قد دخل عليكم، وقد أخبركم يونس نبيكم ورسول ربكم أن الله أوحى إليه أن العذاب ينزل عليكم في شوال في وسط الشهر يوم الأربعاء بعد طلوع الشمس، ولن يخلف الله وعده رسول، فانظروا ما أنتم صانعون؟

    فأفزعهم كلامه ووقع في قلوبهم تحقيق نزول العذاب، فأجفلوا نحو روبيل، وقالوا له:

    ماذا أنت مشير به علينا- يا روبيل- فإنك رجل عالم حكيم، لم نزل نعرفك بالرأفة علينا والرحمة لنا، وقد بلغنا ما أشرت به على يونس فينا، فمرنا بأمرك وأشر علينا برأيك.

    فقال لهم روبيل:
    فإني أرى لكم وأشير عليكم أن تنظروا وتعمدوا إذا طلع الفجر يوم الأربعاء في وسط الشهر
    أن تعزلوا الأطفال عن الأمهات في أسفل الجبل في طريق الأودية، وتوقفوا النساء وكل المواشي جميعا عن أطفالها في سفح الجبل، ويكون هذا كله قبل طلوع الشمس، فإذا رأيتم ريحا صفراء أقبلت من المشرق، فعجوا عجيجا، الكبير منكم والصغير بالصراخ والبكاء، والتضرع إلى الله، والتوبة إليه والاستغفار له، وارفعوا رؤوسكم إلى السماء، وقولوا:

    ربنا ظلمنا أنفسنا وكذبنا نبيك وتبنا إليك من ذنوبنا، وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين المعذبين، فاقبل توبتنا وارحمنا يا أرحم الراحمين.

    ثم لا تملوا من البكاء والصراخ والتضرع إلى الله والتوبة إليه حتى تتوارى الشمس بالحجاب، أو يكشف الله عنكم العذاب قبل ذلك.

    فأجمع رأي القوم جميعا على أن يفعلوا ما أشار به عليهم روبيل.

    فلما كان يوم الأربعاء الذي توقعوا فيه العذاب، تنحى روبيل عن القرية حيث يسمع صراخهم ويرى العذاب إذا نزل، فلما طلع الفجر يوم الأربعاء فعل قوم يونس ما أمرهم روبيل به، فلما بزغت الشمس أقبلت ريح صفراء مظلمة مسرعة، لها صرير وحفيف وهدير، فلما رأوها عجوا جميعا بالصراخ والبكاء والتضرع إلى الله، وتابوا إليه واستغفروه، وصرخت الأطفال بأصواتها تطلب أمهاتها، وعجت سخال‏ البهائم تطلب الثدي، وعجت الانعام تطلب الرعي.

    فلم يزالوا بذلك ويونس وتنوخا يسمعان ضجيجهم‏ وصراخهم، ويدعوان الله بتغليظ العذاب عليهم، وروبيل في موضعه يسمع صراخهم وعجيجهم، ويرى ما نزل، وهو يدعو الله بكشف العذاب عنهم.

    فلما أن زالت الشمس، وفتحت أبواب السماء، وسكن غضب الرب تعالى، رحمهم الرحمن فاستجاب دعاءهم، وقبل توبتهم، وأقالهم عثرتهم، وأوحى الله إلى إسرافيل (عليه السلام):

    أن اهبط إلى قوم يونس، فإنهم قد عجوا إلي بالبكاء والتضرع، وتابوا إلي واستغفروني، فرحمتهم وتبت عليهم، وأنا الله التواب الرحيم، أسرع إلى قبول توبة عبدي التائب من الذنوب، وقد كان عبدي يونس ورسولي سألني نزول العذاب على قومه، وقد أنزلته عليهم، وأنا الله أحق من وفى بعهده، وقد أنزلته عليهم، ولم يكن اشترط يونس حين سألني أن انزل عليهم العذاب أن اهلكهم، فاهبط إليهم فاصرف عنهم ما قد نزل بهم من عذابي.

    فقال إسرافيل:
    يا رب، إن عذابك قد بلغ أكتافهم، وكاد أن يهلكهم، وما أراه إلا وقد نزل بساحتهم، فإلى أين أصرفه؟.

    فقال الله:
    كلا إني قد أمرت ملائكتي أن يصرفوه، ولا ينزلوه عليهم حتى يأتيهم أمري فيهم وعزيمتي، فاهبط- يا إسرافيل- عليهم، واصرفه عنهم، واضرب به إلى الجبال بناحية مفايض العيون ومجاري السيول في الجبال العاتية، المستطيلة على الجبال، فأذلها به ولينها حتى تصير ملتئمة حديدا جامدا.

    فهبط إسرافيل عليهم فنشر أجنحته فاستاق بها ذلك العذاب، حتى ضرب بها تلك الجبال التي أوحى الله إليه أن يصرفه إليها.

    وهي الجبال التي بناحية الموصل اليوم- فصارت حديدا إلى يوم القيامة.

    فلما رأى قوم يونس أن العذاب قد صرف عنهم هبطوا إلى منازلهم من رؤوس الجبال، وضموا إليهم نساءهم وأولادهم وأموالهم، وحمدوا الله على ما صرف عنهم.

    وأصبح يونس وتنوخا يوم الخميس في موضعهما الذي كانا فيه، لا يشكان أن العذاب قد نزل بهم وأهلكهم جميعا، لما خفيت أصواتهم عنهما، فأقبلا ناحية القرية يوم الخميس مع طلوع الشمس، ينظران إلى ما صار إليه القوم، فلما دنوا من القوم واستقبلهم الحطابون والحمارة والرعاة بأغنامهم، ونظروا إلى أهل القرية مطمئنين، قال يونس لتنوخا:
    يا تنوخا، كذبني الوحي، وكذبت وعدي لقومي، لا وعزة ربي لا يرون لي وجها أبدا بعد ما كذبني الوحي‏ فانطلق يونس هاربا على وجهه، مغاضبا لربه‏ ، ناحية بحر أيلة متنكرا، فرارا من أن يراه أحد من قومه، فيقول له:
    يا كذاب، فلذلك قال الله:
    وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغاضِباً فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ‏ الآية.

    ورجع تنوخا إلى القرية، فلقي روبيل، فقال له:
    يا تنوخا، أي الرأيين كان أصوب وأحق أن يتبع:
    رأيي، أو رأيك؟
    فقال له تنوخا:
    بل رأيك كان أصوب، ولقد كنت أشرت برأي الحكماء والعلماء.

    وقال له تنوخا:
    أما إني لم أزل أرى أني أفضل منك لزهدي وفضل عبادتي، حتى استبان فضلك لفضل علمك، وما أعطاك الله ربك من الحكمة مع التقوى أفضل من الزهد والعبادة بلا علم.

    فاصطحبا فلم يزالا مقيمين مع قومهما.

    فغضب يونس، ومر على وجهه مغاضبا، كما حكى الله تعالى، حتى انتهى إلى ساحل البحر، فإذا سفينة قد شحنت، وأرادوا أن يدفعوها، فسألهم يونس أن يحملوه فحملوه، فلما توسطوا البحر بعث الله حوتا عظيما، فحبس عليهم السفينة من قدامها، فنظر إليه يونس ففزع منه، وصار إلى مؤخر السفينة فدار إليه الحوت وفتح فاه،
    فخرج أهل السفينة، فقالوا:
    فينا عاص.

    فتساهموا فخرج سهم يونس، وهو قول الله عز وجل:
    فَساهَمَ فَكانَ مِنَ الْمُدْحَضِينَ‏.

    فأخرجوه فألقوه في البحر، فالتقمه الحوت ومر به في الماء.

    فدخل في بحر القلزم، ثم خرج إلى بحر مصر، ثم دخل في بحر طبرستان، ثم خرج في دجلة الغور ، ثم مرت به تحت الأرض حتى لحقت بقارون، وكان قارون هلك في أيام موسى (عليه السلام).

    ووكل [الله‏] به ملكا يدخله في الأرض كل يوم قامة رجل، وكان يونس في بطن الحوت يسبح الله ويستغفره، فسمع قارون صوته، فقال للملك الموكل به:
    أنظرني فإني أسمع كلام آدمي.

    فأوحى الله إلى الملك الموكل به: أنظره.

    فأنظره، ثم قال قارون:
    من أنت؟ قال يونس، أنا المذنب الخاطئ يونس بن متى.

    قال:
    فما فعل الشديد الغضب لله موسى بن عمران؟ قال:
    هيهات! هلك.

    قال: فما فعل الرؤوف الرحيم على قومه هارون بن عمران؟ قال: هلك.

    قال:
    فما فعلت كلثم بنت عمران التي كانت سميت لي؟ قال: هيهات! ما بقي من آل عمران أحد.

    فقال قارون:
    وا أسفا على آل عمران.

    فشكر الله له ذلك، فأمر الله الملك الموكل به أن يرفع عنه العذاب أيام الدنيا، فرفع عنه.

    فلما رأى يونس ذلك نادى في الظلمات:
    أن لا إله إلا أنت سبحانك، إني كنت من #الظالمين. فاستجاب الله له، وأمر الحوت أن يلفظه فلفظه على @ساحل البحر، وقد ذهب جلده ولحمه.

    وأنبت الله عليه شجرة من يقطين- وهي الدباء - فأظلته عن الشمس فشكر ، ثم أمر الله #الشجرة فتنحت عنه، ووقعت الشمس عليه فجزع، فأوحى الله إليه:
    يا يونس، لِمَ لَمْ ترحم مائة ألف أو يزيدون، وأنت تجزع من ألم ساعة؟ فقال:
    يا رب، عفوك عفوك، فرد الله عليه بدنه ورجع إلى قومه وآمنوا به.

    وهو قوله:
    فَلَوْ لا كانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَها إِيمانُها إِلَّا قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آمَنُوا كَشَفْنا عَنْهُمْ عَذابَ الْخِزْيِ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَمَتَّعْناهُمْ إِلى‏ حِينٍ‏ ».

    وقالوا: مكث يونس في #بطن #الحوت تسع @ساعات.

    [ ثم أوحى الله إليه] إن #أهل #نينوى قد آمنوا واتقوا فارجع إليهم.

    فانطلق يونس إلى قومه، فلما دنا من نينوى استحيا أن يدخل، فقال لراع لقيه:

    ائت أهل نينوى فقل لهم:
    إن هذا يونس قد جاء.

    قال الراعي أتكذب، أما تستحيي، ويونس قد غرق في البحر وذهب.

    قال له يونس:
    إن نطقت الشاة بأني @يونس، قبلت مني؟ فقال الراعي: بلى. قال يونس:
    اللهم أنطق هذه الشاة حتى تشهد له بأني يونس فانطقت‏ الشاة له بأنه يونس.

    فلما أتى الراعي قومه وأخبرهم، أخذوه وهموا بضربه، فقال:
    إن لي بينة لما أقول.
    قالوا: من يشهد؟ قال:
    هذه الشاة تشهد.

    فشهدت بأنه صادق وأن #يونس قد رده الله إليهم، فخرجوا يطلبونه، فوجدوه فجاءوا به، وآمنوا وحسن إيمانهم، فمتعهم الله إلى حين وهو الموت، وأجارهم من ذلك العذاب».


    ۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞

    ۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞

    ۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞

    : #ابومحمدالصفار
    قال الأصمعي لأعرابي : أتقول الشعر ؟ .. قال الأعرابي : أنا ابن أمه وأبيه. فغضب الأصمعي فلم يجد قافية أصعب من الواو الساكنة المفتوح ما قبلها مثل (لَوْ) ، فقلت : أكمل ، فقال : هات فقال الأصمعي : قــومٌ عهدناهــم .....سقاهم الله من النو الأعرابي : النو تلألأ في دجا ليلةٍ .....حالكة مظلمةٍ لـو فقال الأصمعي : لو ماذا ؟ فقال الأعرابي : لو سار فيها فارس لانثنى..... على به الأرض منطو قال الأصمعي : منطو ماذا ؟ الأعرابي : منطوِ الكشح هضيم الحشا ..... كالباز ينقض من الجو قال الأصمعي : الجو ماذا ؟ الأعرابي : جو السما والريح تعلو به..... فاشتم ريح الأرض فاعلو الأصمعي : اعلو ماذا ؟ الأعرابي : فاعلوا لما عيل من صبره .....فصار نحو القوم ينعو الأصمعي : ينعو ماذا ؟ الأعرابي : ينعو رجالاً للقنا شرعت .....كفيت بما لاقوا ويلقوا الأصمعي : يلقوا ماذا ؟ الأعرابي : إن كنت لا تفهم ما قلته .....فأنت عندي رجل بو الأصمعي : بو ماذا ؟ الأعرابي : البو سلخ قد حشي جلده .....بأظلف قرنين تقم أو الأصمعي : أوْ ماذا ؟ الأعرابي : أو أضرب الرأس بصيوانةٍ ..... تقـول في ضربتها قـو قال الأصمعي : فخشيت أن أقول قو ماذا ، فيأخذ العصى ويضربني......سَكِّن فُؤادكَ لا تَذهَب بِهِ الفِكَرُ ماذا يُعيد عَلَيكَ البَثُّ وَالحذرُ وَازجُر جفونك لا تَرضَ البُكاءَ لَها وَاِصبر فَقَد كُنتَ عند الخطب تَصطَبِرُ وَإِن يَكُن قَدرٌ قد عاق عَن وَطَرٍ فَلا مَرَدّ لما يأتي بِهِ القدرُ وَإِن تَكُن خيبَةٌ في الدَهرِ واحِدَةٌ فَكَم غَدَوتَ وَمن أشياعك الظَفرُ إِن كُنتَ في حيرَةٍ مِن جُرمِ مُجتَرِمٍ فَإِنَّ عُذرك في ظَلمائِها قَمَرُ كَم زَفرَةٍ مِن شِغافِ القَلبِ صاعِدَة وعَبرة مِن شؤون العين تَنحَدِرُ فَوِّض إِلى اللَه فيما أَنتَ خائِفُه وَتِقْ بِمُعتَضِدٍ بِاللَهِ يَغتَفِرُ وَلا تَرُعكَ خُطوبٌ إِن عَدا زَمَنٌ فاللَه يَدفَع وَالمَنصور يَنتَصِرُ وَاِصبر فَإِنَّكَ مِن قومٍ أَولي جلَدٍ إِذا أَصابَتهم مَكروهَةٌ صَبَروا مَن مِثل قَومك وَالمَلك الهُمام أَبو عمرو أَبوك لَه مجدٌ وَمُفتَخَرُ سَمَيدَعٌ يَهَب الآلافَ مُقتَدراً وَيَستَقِلُّ عَطاياه وَيَحتَقِرُ لَهُ يَدٌ كُلُّ جَبّارٍ يُقَبِّلها لَولا نَداها لَقُلنا إِنَّها الحَجَرُ يا ضَيغَماً يَقتُلُ الأَبطال مُفتَرِساً لا توهنَنّي فَإِنّي الناب وَالظُفرُ وَفارِساً تَحذَر الأقرانُ صَولَتَهُ صُن عبدَك القِنّ فَهوَ الصارِم الذكرُ هُوَ الَّذي لَم تَشِم يُمناك صَفحَتَهُ إِلّا تَأتّى مُرادٌ وَاِنقَضى وَطَرُ قَد أَخلَقتَني صُروف أَنتَ تعلمها وَقالَ موردها ما لي بِها صدرُ فالنَفسُ جازِعَةٌ وَالعَينُ دامِعَةٌ وَالصَوتُ مُرتَفِعٌ وَالسِرُّ منتشِرُ وَزادَ هَمّيَ ما بالجسم مِن سَقَمٍ وشِبتُ رأسا وَلَم يبلُغني الكِبَرُ وَذُبتُ إِلّا ذَماءً فيَّ يُمسكني أَنّي عَهدتُكَ تَعفو حينَ تَقتَدِرُ لَم يأت عبدُك دَنبا يَستَحِقُ به عُتبى وَها هُوَ ناداكَ يَعتَذِرُ ما الذَنبُ إِلّا عَلى قَومٍ ذَوي دَغلٍ وَفى لَهُم عهدُك المعهود إِذ غدروا قَومٌ نَصيحتُهُم غِشٌّ وصدقهمُ مَينٌ وَنَفعهم إِن صُرّفوا ضَرَرُ يُمَيَّزُ البُغض في الأَلفاظِ إِن نَطَقوا وَيُعرَفُ الحِقدُ في الأَلحاظ إِن نَظَروا إِن يَحرِقِ القَلب نَفثٌ مِن مَقالهمُ فَإِنَّما ذاكَ مِن نارِ القِلى شَرَرُ مَولاي دعوةَ مَملوكٍ بِهِ ظمأٌ بَرح وَفي راحَتَيكَ السَلسَلُ الخضرُ أَجِب نِداءَ أَخي قَلبٍ تملَّكَهُ أَسى وَذي مُقلَة أودى بِها السَهَرُ لَم أُوتَ مِن زَمَني شَيئا أُسِرُّ بِهِ فلست أَعهَدُ ما كأس وَلا وترُ وَلا تَمَلَّكَني دَلٌّ وَلا خَفَرٌ وَلا سَبى خَلَدي غُنج وَلا حَوَرُ رَضاكَ راحَةُ نَفسي لا فُجِعتُ بِهِ فَهوَ العَتادُ الَّذي لِلدهر أَدّخِرُ وَهوَ المُدامُ الَّتي أَسلو بِها فَإِذا عَدَمتُها عَبَثَت في قَلبيَ الفِكَرُ ما تركيَ الخَمرَ مِن زُهد وَلا وَرَعٍ فَلَم يُفارِق لَعَمري سِنّيَ الصغَرُ وَإِنَّما أَنا ساعٍ في رِضاك فَإِن أَخفَقتُ فيه فَلا يُفسَح ليَ العُمُرُ ما سَرّني وَأحاشي عَصر عَطفِكمُ يَومَ أَخَلّ في القَنا وَالهامُ نَنتَثِرُ أَجَل وَلي راحَةٌ أُخرى عَلِقتُ بِها نَظم الكُلى في القَنا وَالهامُ تَنتَثِرُ كَم وقعة لي في الأَعداء واضِحَة تَفنى اللَيالي وَما يَفنى لَها الخبرُ سارَت بِها العيسُ في الآفاقِ فاِنتَشَرَت فَلَيسَ في كُلِّ حَيٍّ غَيرها سَمَرُ لازلتَ ذا عِزّة قَعساء شامِخَة لا يَبلُغ الوَهمُ أَدناها وَلا البَصَرُ وَلا يَزالُ وَزَرٌ مِن حُسنِ رأيك لي آوي إِلَيهِ فَنِعمَ الكَهفُ وَالوَزَرُ إِلَيكَ رَوضَةُ فِكري جادَ مَنبتها نَدى يَمينك لا طَلّ ولا مَطَرُ جَعَلتُ ذكركَ في أَرجائِها شَجَراً فَكُلُّ أَوقاتِها لِلمُجتَني ثَمَرُ �《》《》《》《》《》《》《》《》《》《》《》《》 *قصة نبي الله يونس* *وقومه كاملة* عن أمير المؤمنين (عليه السلام)، قال: حدثني رسول الله (صلى الله عليه وآله) أن جبرئيل (عليه السلام) حدثه أن يونس بن متى (عليه السلام) بعثه الله إلى قومه وهو ابن ثلاثين سنة، وكان رجلا تعتريه الحدة وكان قليل الصبر على قومه والمداراة لهم، عاجزا عما حمل من ثقل حمل أوقار النبوة وأعلامها، وأنه تفسخ تحتها كما يتفسخ الجذع تحت حمله‏. وأنه أقام فيهم يدعوهم إلى الإيمان بالله والتصديق به واتباعه ثلاثا وثلاثين سنة، فلم يؤمن به ولم يتبعه من قومه إلا رجلان اسم أحدهما روبيل، واسم الآخر تنوخا. وكان روبيل من أهل بيت العلم والنبوة والحكمة، وكان قديم الصحبة ليونس بن متى من قبل أن يبعثه الله بالنبوة. وكان تنوخا رجلا مستضعفا عابدا زاهدا، منهمكا في العبادة، وليس له علم ولا حكم. وكان روبيل صاحب غنم يرعاها ويتقوت منها. وكان تنوخا رجلا حطابا يحتطب على رأسه، ويأكل من كسبه. وكان لروبيل منزلة من يونس غير منزلة تنوخا، لعلم روبيل وحكمته وقديم صحبته. فلما رأى يونس أن قومه لا يجيبونه ولا يؤمنون ضجر، وعرف من نفسه قله الصبر، فشكا ذلك إلى ربه، وكان فيما شكا أن قال: يا رب، إنك بعثتني إلى قومي ولي ثلاثون سنة، فلبثت فيهم أدعوهم إلى الإيمان بك والتصديق برسالاتي، وأخوفهم عذابك ونقمتك ثلاثا وثلاثين سنة، فكذبوني ولم يؤمنوا بي، وجحدوا نبوتي واستخفوا برسالاتي، وقد تواعدوني وخفت أن يقتلوني، فأنزل عليهم عذابك، فإنهم قوم لا يؤمنون». قال: «فأوحى الله إلى يونس: أن فيهم الحمل والجنين والطفل، والشيخ الكبير والمرأة الضعيفة والمستضعف المهين، وأنا الحكم العدل، سبقت رحمتي غضبي، لا اعذب الصغار بذنوب الكبار من قومك، وهم- يا يونس- عبادي وخلقي وبريتي في بلادي وفي عيلتي، أحب أن أتأناهم وأرفق بهم وأنتظر توبتهم، وإنما بعثتك إلى قومك لتكون حيطا عليهم، تعطف عليهم لسخاء الرحم الماسة منهم، وتتأناهم وبرأفة النبوة، وتصبر معهم بأحلام الرسالة، وتكون لهم كهيئة الطبيب المداوي العالم بمداواة الداء، فخرقت بهم‏ ، ولم تستعمل قلوبهم بالرفق، ولم تسهم بسياسة المرسلين، ثم سألتني عن‏ سوء نظرك العذاب لهم عند قلة الصبر منك، وعبدي نوح كان أصبر منك على قومه، وأحسن صحبة، وأشد تأنيا في الصبر عندي، وأبلغ في العذر، فغضبت له حين غضب لي، وأجبته حين دعاني. فقال يونس: يا رب، إنما غضبت عليهم فيك، وإنما دعوت عليهم حين عصوك، فوعزتك لا أتعطف عليهم برأفة أبدا، ولا أنظر إليهم بنصيحة شفيق بعد كفرهم وتكذيبهم إياي، وجحدهم نبوتي، فأنزل عليهم عذابك، فإنهم لا يؤمنون أبدا. فقال الله: يا يونس، إنهم مائة ألف أو يزيدون من خلقي، يعمرون بلادي، ويلدون عبادي، ومحبتي أن أتأناهم للذي سبق من علمي فيهم وفيك، وتقديري وتدبيري غير علمك وتقديرك، وأنت المرسل وأنا الرب الحكيم، وعلمي فيهم- يا يونس- باطن في الغيب عندي لا يعلم ما منتهاه، وعلمك فيهم ظاهر لا باطن له. يا يونس، قد أجبتك إلى ما سألت من إنزال العذاب عليهم، وما ذلك- يا يونس- بأوفر لحظك عندي، ولا أحمد لشأنك، وسيأتيهم العذاب في شوال يوم الأربعاء وسط الشهر بعد طلوع الشمس، فأعلمهم ذلك». قال: «فسر ذلك يونس ولم يسؤه، ولم يدر ما عاقبته، فانطلق يونس إلى تنوخا العابد، فأخبره بما أوحى الله إليه من نزول العذاب على قومه في ذلك اليوم، وقال له: انطلق حتى أعلمهم بما أوحى الله إلي من نزول العذاب. فقال تنوخا: فدعهم في غمرتهم ومعصيتهم حتى يعذبهم الله تعالى. فقال له يونس: بل نلقى روبيل فنشاوره، فإنه رجل عالم حكيم من أهل بيت النبوة، فانطلقا إلى روبيل، فأخبره يونس بما أوحى الله إليه من نزول العذاب على قومه في شوال يوم الأربعاء في وسط الشهر بعد طلوع الشمس. فقال له: ما ترى؟ انطلق بنا حتى أعلمهم ذلك. فقال له روبيل: ارجع إلى ربك رجعة نبي حكيم ورسول كريم، وسله أن يصرف عنهم العذاب فإنه غني عن عذابهم، وهو يحب الرفق بعباده، وما ذلك بأضر لك عنده ولا أسوأ لمنزلتك لديه، ولعل قومك بعد ما سمعت ورأيت من كفرهم وجحودهم يؤمنون يوما، فصابرهم وتأنهم. فقال له تنوخا: ويحك يا روبيل! ما أشرف على يونس وأمرته به بعد كفرهم بالله، وجحدهم لنبيه، وتكذيبهم إياه، وإخراجهم إياه من مساكنه، وما هموا به من رجمه!. فقال روبيل لتنوخا: اسكت، فانك رجل عابد، لا علم لك، ثم أقبل على يونس، فقال: أ رأيت يا يونس إذا أنزل الله العذاب على قومك، أ ينزله فيهلكهم جميعا أو يهلك بعضا ويبقي بعضا؟ فقال له يونس: بل يهلكهم الله جميعا، وكذلك سألته، ما دخلتني لهم رحمة تعطف فأراجع الله فيها وأسأله أن يصرف عنهم. فقال له روبيل: أ تدري- يا يونس- لعل الله إذا أنزل عليهم العذاب فأحسوا به أن يتوبوا إليه ويستغفروا فيرحمهم، فإنه أرحم الراحمين، ويكشف عنهم العذاب من بعد ما أخبرتهم عن الله أنه ينزل عليهم العذاب يوم الأربعاء، فتكون بذلك عندهم كذابا. فقال له تنوخا: ويحك- يا روبيل- لقد قلت عظيما، يخبرك النبي المرسل أن الله أوحى إليه بأن العذاب ينزل عليهم، فترد قول الله وتشك فيه وفي قول رسوله؟! اذهب فقد حبط عملك. فقال روبيل لتنوخا: لقد فشل رأيك، ثم أقبل على يونس، فقال: إذا نزل الوحي والأمر من الله فيهم على ما انزل عليك فيهم من إنزال العذاب عليهم وقوله الحق، أرأيت إذا كان ذلك فهلك قومك كلهم وخربت قريتهم، أليس يمحوا الله اسمك من النبوة، وتبطل رسالتك، وتكون كبعض ضعفاء الناس، ويهلك على يديك مائة ألف أو يزيدون من الناس؟. فأبى يونس أن يقبل وصيته، فانطلق ومعه تنوخا إلى قومه، فأخبرهم أن الله أوحى إليه أنه منزل العذاب عليكم يوم الأربعاء في شوال في وسط الشهر بعد طلوع الشمس. فردوا عليه قوله، فكذبوه وأخرجوه من قريتهم إخراجا عنيفا. فخرج يونس ومعه تنوخا من القرية، وتنحيا عنهم غير بعيد، وأقاما ينتظران العذاب. وأقام روبيل مع قومه في قريتهم، حتى إذا دخل عليهم شوال صرخ روبيل بأعلى صوته في رأس الجبل إلى القوم: أنا روبيل، شفيق عليكم، رحيم بكم، هذا شوال قد دخل عليكم، وقد أخبركم يونس نبيكم ورسول ربكم أن الله أوحى إليه أن العذاب ينزل عليكم في شوال في وسط الشهر يوم الأربعاء بعد طلوع الشمس، ولن يخلف الله وعده رسول، فانظروا ما أنتم صانعون؟ فأفزعهم كلامه ووقع في قلوبهم تحقيق نزول العذاب، فأجفلوا نحو روبيل، وقالوا له: ماذا أنت مشير به علينا- يا روبيل- فإنك رجل عالم حكيم، لم نزل نعرفك بالرأفة علينا والرحمة لنا، وقد بلغنا ما أشرت به على يونس فينا، فمرنا بأمرك وأشر علينا برأيك. فقال لهم روبيل: فإني أرى لكم وأشير عليكم أن تنظروا وتعمدوا إذا طلع الفجر يوم الأربعاء في وسط الشهر أن تعزلوا الأطفال عن الأمهات في أسفل الجبل في طريق الأودية، وتوقفوا النساء وكل المواشي جميعا عن أطفالها في سفح الجبل، ويكون هذا كله قبل طلوع الشمس، فإذا رأيتم ريحا صفراء أقبلت من المشرق، فعجوا عجيجا، الكبير منكم والصغير بالصراخ والبكاء، والتضرع إلى الله، والتوبة إليه والاستغفار له، وارفعوا رؤوسكم إلى السماء، وقولوا: ربنا ظلمنا أنفسنا وكذبنا نبيك وتبنا إليك من ذنوبنا، وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين المعذبين، فاقبل توبتنا وارحمنا يا أرحم الراحمين. ثم لا تملوا من البكاء والصراخ والتضرع إلى الله والتوبة إليه حتى تتوارى الشمس بالحجاب، أو يكشف الله عنكم العذاب قبل ذلك. فأجمع رأي القوم جميعا على أن يفعلوا ما أشار به عليهم روبيل. فلما كان يوم الأربعاء الذي توقعوا فيه العذاب، تنحى روبيل عن القرية حيث يسمع صراخهم ويرى العذاب إذا نزل، فلما طلع الفجر يوم الأربعاء فعل قوم يونس ما أمرهم روبيل به، فلما بزغت الشمس أقبلت ريح صفراء مظلمة مسرعة، لها صرير وحفيف وهدير، فلما رأوها عجوا جميعا بالصراخ والبكاء والتضرع إلى الله، وتابوا إليه واستغفروه، وصرخت الأطفال بأصواتها تطلب أمهاتها، وعجت سخال‏ البهائم تطلب الثدي، وعجت الانعام تطلب الرعي. فلم يزالوا بذلك ويونس وتنوخا يسمعان ضجيجهم‏ وصراخهم، ويدعوان الله بتغليظ العذاب عليهم، وروبيل في موضعه يسمع صراخهم وعجيجهم، ويرى ما نزل، وهو يدعو الله بكشف العذاب عنهم. فلما أن زالت الشمس، وفتحت أبواب السماء، وسكن غضب الرب تعالى، رحمهم الرحمن فاستجاب دعاءهم، وقبل توبتهم، وأقالهم عثرتهم، وأوحى الله إلى إسرافيل (عليه السلام): أن اهبط إلى قوم يونس، فإنهم قد عجوا إلي بالبكاء والتضرع، وتابوا إلي واستغفروني، فرحمتهم وتبت عليهم، وأنا الله التواب الرحيم، أسرع إلى قبول توبة عبدي التائب من الذنوب، وقد كان عبدي يونس ورسولي سألني نزول العذاب على قومه، وقد أنزلته عليهم، وأنا الله أحق من وفى بعهده، وقد أنزلته عليهم، ولم يكن اشترط يونس حين سألني أن انزل عليهم العذاب أن اهلكهم، فاهبط إليهم فاصرف عنهم ما قد نزل بهم من عذابي. فقال إسرافيل: يا رب، إن عذابك قد بلغ أكتافهم، وكاد أن يهلكهم، وما أراه إلا وقد نزل بساحتهم، فإلى أين أصرفه؟. فقال الله: كلا إني قد أمرت ملائكتي أن يصرفوه، ولا ينزلوه عليهم حتى يأتيهم أمري فيهم وعزيمتي، فاهبط- يا إسرافيل- عليهم، واصرفه عنهم، واضرب به إلى الجبال بناحية مفايض العيون ومجاري السيول في الجبال العاتية، المستطيلة على الجبال، فأذلها به ولينها حتى تصير ملتئمة حديدا جامدا. فهبط إسرافيل عليهم فنشر أجنحته فاستاق بها ذلك العذاب، حتى ضرب بها تلك الجبال التي أوحى الله إليه أن يصرفه إليها. وهي الجبال التي بناحية الموصل اليوم- فصارت حديدا إلى يوم القيامة. فلما رأى قوم يونس أن العذاب قد صرف عنهم هبطوا إلى منازلهم من رؤوس الجبال، وضموا إليهم نساءهم وأولادهم وأموالهم، وحمدوا الله على ما صرف عنهم. وأصبح يونس وتنوخا يوم الخميس في موضعهما الذي كانا فيه، لا يشكان أن العذاب قد نزل بهم وأهلكهم جميعا، لما خفيت أصواتهم عنهما، فأقبلا ناحية القرية يوم الخميس مع طلوع الشمس، ينظران إلى ما صار إليه القوم، فلما دنوا من القوم واستقبلهم الحطابون والحمارة والرعاة بأغنامهم، ونظروا إلى أهل القرية مطمئنين، قال يونس لتنوخا: يا تنوخا، كذبني الوحي، وكذبت وعدي لقومي، لا وعزة ربي لا يرون لي وجها أبدا بعد ما كذبني الوحي‏ فانطلق يونس هاربا على وجهه، مغاضبا لربه‏ ، ناحية بحر أيلة متنكرا، فرارا من أن يراه أحد من قومه، فيقول له: يا كذاب، فلذلك قال الله: وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغاضِباً فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ‏ الآية. ورجع تنوخا إلى القرية، فلقي روبيل، فقال له: يا تنوخا، أي الرأيين كان أصوب وأحق أن يتبع: رأيي، أو رأيك؟ فقال له تنوخا: بل رأيك كان أصوب، ولقد كنت أشرت برأي الحكماء والعلماء. وقال له تنوخا: أما إني لم أزل أرى أني أفضل منك لزهدي وفضل عبادتي، حتى استبان فضلك لفضل علمك، وما أعطاك الله ربك من الحكمة مع التقوى أفضل من الزهد والعبادة بلا علم. فاصطحبا فلم يزالا مقيمين مع قومهما. فغضب يونس، ومر على وجهه مغاضبا، كما حكى الله تعالى، حتى انتهى إلى ساحل البحر، فإذا سفينة قد شحنت، وأرادوا أن يدفعوها، فسألهم يونس أن يحملوه فحملوه، فلما توسطوا البحر بعث الله حوتا عظيما، فحبس عليهم السفينة من قدامها، فنظر إليه يونس ففزع منه، وصار إلى مؤخر السفينة فدار إليه الحوت وفتح فاه، فخرج أهل السفينة، فقالوا: فينا عاص. فتساهموا فخرج سهم يونس، وهو قول الله عز وجل: فَساهَمَ فَكانَ مِنَ الْمُدْحَضِينَ‏. فأخرجوه فألقوه في البحر، فالتقمه الحوت ومر به في الماء. فدخل في بحر القلزم، ثم خرج إلى بحر مصر، ثم دخل في بحر طبرستان، ثم خرج في دجلة الغور ، ثم مرت به تحت الأرض حتى لحقت بقارون، وكان قارون هلك في أيام موسى (عليه السلام). ووكل [الله‏] به ملكا يدخله في الأرض كل يوم قامة رجل، وكان يونس في بطن الحوت يسبح الله ويستغفره، فسمع قارون صوته، فقال للملك الموكل به: أنظرني فإني أسمع كلام آدمي. فأوحى الله إلى الملك الموكل به: أنظره. فأنظره، ثم قال قارون: من أنت؟ قال يونس، أنا المذنب الخاطئ يونس بن متى. قال: فما فعل الشديد الغضب لله موسى بن عمران؟ قال: هيهات! هلك. قال: فما فعل الرؤوف الرحيم على قومه هارون بن عمران؟ قال: هلك. قال: فما فعلت كلثم بنت عمران التي كانت سميت لي؟ قال: هيهات! ما بقي من آل عمران أحد. فقال قارون: وا أسفا على آل عمران. فشكر الله له ذلك، فأمر الله الملك الموكل به أن يرفع عنه العذاب أيام الدنيا، فرفع عنه. فلما رأى يونس ذلك نادى في الظلمات: أن لا إله إلا أنت سبحانك، إني كنت من #الظالمين. فاستجاب الله له، وأمر الحوت أن يلفظه فلفظه على @ساحل البحر، وقد ذهب جلده ولحمه. وأنبت الله عليه شجرة من يقطين- وهي الدباء - فأظلته عن الشمس فشكر ، ثم أمر الله #الشجرة فتنحت عنه، ووقعت الشمس عليه فجزع، فأوحى الله إليه: يا يونس، لِمَ لَمْ ترحم مائة ألف أو يزيدون، وأنت تجزع من ألم ساعة؟ فقال: يا رب، عفوك عفوك، فرد الله عليه بدنه ورجع إلى قومه وآمنوا به. وهو قوله: فَلَوْ لا كانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَها إِيمانُها إِلَّا قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آمَنُوا كَشَفْنا عَنْهُمْ عَذابَ الْخِزْيِ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَمَتَّعْناهُمْ إِلى‏ حِينٍ‏ ». وقالوا: مكث يونس في #بطن #الحوت تسع @ساعات. [ ثم أوحى الله إليه] إن #أهل #نينوى قد آمنوا واتقوا فارجع إليهم. فانطلق يونس إلى قومه، فلما دنا من نينوى استحيا أن يدخل، فقال لراع لقيه: ائت أهل نينوى فقل لهم: إن هذا يونس قد جاء. قال الراعي أتكذب، أما تستحيي، ويونس قد غرق في البحر وذهب. قال له يونس: إن نطقت الشاة بأني @يونس، قبلت مني؟ فقال الراعي: بلى. قال يونس: اللهم أنطق هذه الشاة حتى تشهد له بأني يونس فانطقت‏ الشاة له بأنه يونس. فلما أتى الراعي قومه وأخبرهم، أخذوه وهموا بضربه، فقال: إن لي بينة لما أقول. قالوا: من يشهد؟ قال: هذه الشاة تشهد. فشهدت بأنه صادق وأن #يونس قد رده الله إليهم، فخرجوا يطلبونه، فوجدوه فجاءوا به، وآمنوا وحسن إيمانهم، فمتعهم الله إلى حين وهو الموت، وأجارهم من ذلك العذاب». 🏴🏴🏴🏴🏴🏴🏴 ۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞ ۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞ ۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞ 👇 👇 👇 📖 : #ابومحمدالصفار
    0 Yorumlar 0 hisse senetleri 48 Views 0 önizleme
  • الضغط النفسي لي كايعيشوه الدراري راه اخيب حاجة يقدر يعيشها الإنسان.. خلينا من داكشي ديال الم الحب ولا الم الفراق و داك الهيت لي كايبقاو ينعسو بيه دراري صغار، الهضرة هنا على الدراري لي عندهم 21 سنة الفوق راه بمجرد ما كاتوصل لهاد السن كولشي كايبقا يشوف فيك مصدر للفلوس و باغي يصوفي راسو بيك نتا مك باك خوتك نتا براسك كاتشوف فراسك هاد النظرة و مكاتعرفش خاطر من دير واش من طريق تشد داكشي علاش اغلبية الدراري ديال هاد الجيل كيطيحو في أكبر غلط وكاتلقاهم كايهربو لطريق البلية في محاولة بائسة باش يتجنبو هاد الضغوطات لي كاتبقا تزاد خصوصا الى كان خوك كبير ولا شي واحد ف عائلتكم ناجح ف حياتو كايبقا ديما يتضرب بيه المثل قدامك (شوف ولد فلان- دير بحال ولد فلان...) الاغلبية فينا كاتلقاه مهووس بالتفكير فالمستقبل و شنو غايوقع من هنا للقدام غا محاولة منك باش تجنب هاد التفكير راه ب حد ذاتو مرض ماعندوش العلاج

    الله يفرجها على الجميع يا رب 🤲🏻
    الضغط النفسي لي كايعيشوه الدراري راه اخيب حاجة يقدر يعيشها الإنسان.. خلينا من داكشي ديال الم الحب ولا الم الفراق و داك الهيت لي كايبقاو ينعسو بيه دراري صغار، الهضرة هنا على الدراري لي عندهم 21 سنة الفوق راه بمجرد ما كاتوصل لهاد السن كولشي كايبقا يشوف فيك مصدر للفلوس و باغي يصوفي راسو بيك نتا مك باك خوتك نتا براسك كاتشوف فراسك هاد النظرة و مكاتعرفش خاطر من دير واش من طريق تشد داكشي علاش اغلبية الدراري ديال هاد الجيل كيطيحو في أكبر غلط وكاتلقاهم كايهربو لطريق البلية في محاولة بائسة باش يتجنبو هاد الضغوطات لي كاتبقا تزاد خصوصا الى كان خوك كبير ولا شي واحد ف عائلتكم ناجح ف حياتو كايبقا ديما يتضرب بيه المثل قدامك (شوف ولد فلان- دير بحال ولد فلان...) الاغلبية فينا كاتلقاه مهووس بالتفكير فالمستقبل و شنو غايوقع من هنا للقدام غا محاولة منك باش تجنب هاد التفكير راه ب حد ذاتو مرض ماعندوش العلاج 💔😔 الله يفرجها على الجميع يا رب 🤲🏻
    0 Yorumlar 0 hisse senetleri 39 Views 0 önizleme
  • الضغط النفسي لي كايعيشوه الدراري راه اخيب حاجة يقدر يعيشها الإنسان.. خلينا من داكشي ديال الم الحب ولا الم الفراق و داك الهيت لي كايبقاو ينعسو بيه دراري صغار، الهضرة هنا على الدراري لي عندهم 21 سنة الفوق راه بمجرد ما كاتوصل لهاد السن كولشي كايبقا يشوف فيك مصدر للفلوس و باغي يصوفي راسو بيك نتا مك باك خوتك نتا براسك كاتشوف فراسك هاد النظرة و مكاتعرفش خاطر من دير واش من طريق تشد داكشي علاش اغلبية الدراري ديال هاد الجيل كيطيحو في أكبر غلط وكاتلقاهم كايهربو لطريق البلية في محاولة بائسة باش يتجنبو هاد الضغوطات لي كاتبقا تزاد خصوصا الى كان خوك كبير ولا شي واحد ف عائلتكم ناجح ف حياتو كايبقا ديما يتضرب بيه المثل قدامك (شوف ولد فلان- دير بحال ولد فلان...) الاغلبية فينا كاتلقاه مهووس بالتفكير فالمستقبل و شنو غايوقع من هنا للقدام غا محاولة منك باش تجنب هاد التفكير راه ب حد ذاتو مرض ماعندوش العلاج

    الله يفرجها على الجميع يا رب 🤲🏻
    الضغط النفسي لي كايعيشوه الدراري راه اخيب حاجة يقدر يعيشها الإنسان.. خلينا من داكشي ديال الم الحب ولا الم الفراق و داك الهيت لي كايبقاو ينعسو بيه دراري صغار، الهضرة هنا على الدراري لي عندهم 21 سنة الفوق راه بمجرد ما كاتوصل لهاد السن كولشي كايبقا يشوف فيك مصدر للفلوس و باغي يصوفي راسو بيك نتا مك باك خوتك نتا براسك كاتشوف فراسك هاد النظرة و مكاتعرفش خاطر من دير واش من طريق تشد داكشي علاش اغلبية الدراري ديال هاد الجيل كيطيحو في أكبر غلط وكاتلقاهم كايهربو لطريق البلية في محاولة بائسة باش يتجنبو هاد الضغوطات لي كاتبقا تزاد خصوصا الى كان خوك كبير ولا شي واحد ف عائلتكم ناجح ف حياتو كايبقا ديما يتضرب بيه المثل قدامك (شوف ولد فلان- دير بحال ولد فلان...) الاغلبية فينا كاتلقاه مهووس بالتفكير فالمستقبل و شنو غايوقع من هنا للقدام غا محاولة منك باش تجنب هاد التفكير راه ب حد ذاتو مرض ماعندوش العلاج 💔😔 الله يفرجها على الجميع يا رب 🤲🏻
    Love
    1
    0 Yorumlar 2 hisse senetleri 48 Views 0 önizleme
  • الضغط النفسي لي كايعيشوه الدراري راه اخيب حاجة يقدر يعيشها الإنسان.. خلينا من داكشي ديال الم الحب ولا الم الفراق و داك الهيت لي كايبقاو ينعسو بيه دراري صغار، الهضرة هنا على الدراري لي عندهم 21 سنة الفوق راه بمجرد ما كاتوصل لهاد السن كولشي كايبقا يشوف فيك مصدر للفلوس و باغي يصوفي راسو بيك نتا مك باك خوتك نتا براسك كاتشوف فراسك هاد النظرة و مكاتعرفش خاطر من دير واش من طريق تشد داكشي علاش اغلبية الدراري ديال هاد الجيل كيطيحو في أكبر غلط وكاتلقاهم كايهربو لطريق البلية في محاولة بائسة باش يتجنبو هاد الضغوطات لي كاتبقا تزاد خصوصا الى كان خوك كبير ولا شي واحد ف عائلتكم ناجح ف حياتو كايبقا ديما يتضرب بيه المثل قدامك (شوف ولد فلان- دير بحال ولد فلان...) الاغلبية فينا كاتلقاه مهووس بالتفكير فالمستقبل و شنو غايوقع من هنا للقدام غا محاولة منك باش تجنب هاد التفكير راه ب حد ذاتو مرض ماعندوش العلاج

    الله يفرجها على الجميع يا رب 🤲🏻
    الضغط النفسي لي كايعيشوه الدراري راه اخيب حاجة يقدر يعيشها الإنسان.. خلينا من داكشي ديال الم الحب ولا الم الفراق و داك الهيت لي كايبقاو ينعسو بيه دراري صغار، الهضرة هنا على الدراري لي عندهم 21 سنة الفوق راه بمجرد ما كاتوصل لهاد السن كولشي كايبقا يشوف فيك مصدر للفلوس و باغي يصوفي راسو بيك نتا مك باك خوتك نتا براسك كاتشوف فراسك هاد النظرة و مكاتعرفش خاطر من دير واش من طريق تشد داكشي علاش اغلبية الدراري ديال هاد الجيل كيطيحو في أكبر غلط وكاتلقاهم كايهربو لطريق البلية في محاولة بائسة باش يتجنبو هاد الضغوطات لي كاتبقا تزاد خصوصا الى كان خوك كبير ولا شي واحد ف عائلتكم ناجح ف حياتو كايبقا ديما يتضرب بيه المثل قدامك (شوف ولد فلان- دير بحال ولد فلان...) الاغلبية فينا كاتلقاه مهووس بالتفكير فالمستقبل و شنو غايوقع من هنا للقدام غا محاولة منك باش تجنب هاد التفكير راه ب حد ذاتو مرض ماعندوش العلاج 💔😔 الله يفرجها على الجميع يا رب 🤲🏻
    Love
    1
    0 Yorumlar 1 hisse senetleri 37 Views 0 önizleme
  • الضغط النفسي لي كايعيشوه الدراري راه اخيب حاجة يقدر يعيشها الإنسان.. خلينا من داكشي ديال الم الحب ولا الم الفراق و داك الهيت لي كايبقاو ينعسو بيه دراري صغار، الهضرة هنا على الدراري لي عندهم 21 سنة الفوق راه بمجرد ما كاتوصل لهاد السن كولشي كايبقا يشوف فيك مصدر للفلوس و باغي يصوفي راسو بيك نتا مك باك خوتك نتا براسك كاتشوف فراسك هاد النظرة و مكاتعرفش خاطر من دير واش من طريق تشد داكشي علاش اغلبية الدراري ديال هاد الجيل كيطيحو في أكبر غلط وكاتلقاهم كايهربو لطريق البلية في محاولة بائسة باش يتجنبو هاد الضغوطات لي كاتبقا تزاد خصوصا الى كان خوك كبير ولا شي واحد ف عائلتكم ناجح ف حياتو كايبقا ديما يتضرب بيه المثل قدامك (شوف ولد فلان- دير بحال ولد فلان...) الاغلبية فينا كاتلقاه مهووس بالتفكير فالمستقبل و شنو غايوقع من هنا للقدام غا محاولة منك باش تجنب هاد التفكير راه ب حد ذاتو مرض ماعندوش العلاج

    الله يفرجها على الجميع يا رب 🤲🏻
    الضغط النفسي لي كايعيشوه الدراري راه اخيب حاجة يقدر يعيشها الإنسان.. خلينا من داكشي ديال الم الحب ولا الم الفراق و داك الهيت لي كايبقاو ينعسو بيه دراري صغار، الهضرة هنا على الدراري لي عندهم 21 سنة الفوق راه بمجرد ما كاتوصل لهاد السن كولشي كايبقا يشوف فيك مصدر للفلوس و باغي يصوفي راسو بيك نتا مك باك خوتك نتا براسك كاتشوف فراسك هاد النظرة و مكاتعرفش خاطر من دير واش من طريق تشد داكشي علاش اغلبية الدراري ديال هاد الجيل كيطيحو في أكبر غلط وكاتلقاهم كايهربو لطريق البلية في محاولة بائسة باش يتجنبو هاد الضغوطات لي كاتبقا تزاد خصوصا الى كان خوك كبير ولا شي واحد ف عائلتكم ناجح ف حياتو كايبقا ديما يتضرب بيه المثل قدامك (شوف ولد فلان- دير بحال ولد فلان...) الاغلبية فينا كاتلقاه مهووس بالتفكير فالمستقبل و شنو غايوقع من هنا للقدام غا محاولة منك باش تجنب هاد التفكير راه ب حد ذاتو مرض ماعندوش العلاج 💔😔 الله يفرجها على الجميع يا رب 🤲🏻
    Like
    1
    0 Yorumlar 2 hisse senetleri 41 Views 0 önizleme
Arama Sonuçları
Sponsorluk