• la différence entre ( beau - bel - belle )

    - beau : للمفرد المذكر البادئ بساكن
    Ex : un beau garçon. ولد جميل

    - ملحوظة (1) : كلمة garçon أتت مفرد مذكر وبادئة بحرف ساكن لذلك أخذنا beau

    - bel : للمفرد المذكر البادئ بمتحرك
    Ex : un bel homme. رجل جميل

    - ملحوظة (2) : كلمة homme أتت مفرد مذكر ولكن بادئة بحرف متحرك لذلك أخذنا bel

    - belle : للمفرد المؤنث
    Ex : une belle princesse. أميرة جميلة

    - ملحوظة (3) : كلمة princesse أتت مؤنثة لذلك أخذنا belle

    Merci à vous
    👉 la différence entre ( beau - bel - belle ) 👇 - beau : للمفرد المذكر البادئ بساكن Ex : un beau garçon. ولد جميل - ملحوظة (1) : كلمة garçon أتت مفرد مذكر وبادئة بحرف ساكن لذلك أخذنا beau - bel : للمفرد المذكر البادئ بمتحرك Ex : un bel homme. رجل جميل - ملحوظة (2) : كلمة homme أتت مفرد مذكر ولكن بادئة بحرف متحرك لذلك أخذنا bel - belle : للمفرد المؤنث Ex : une belle princesse. أميرة جميلة - ملحوظة (3) : كلمة princesse أتت مؤنثة لذلك أخذنا belle Merci à vous 😍
    Love
    1
    0 التعليقات 0 المشاركات 29 مشاهدة 0 معاينة
  • la différence entre ( beau - bel - belle )

    - beau : للمفرد المذكر البادئ بساكن
    Ex : un beau garçon. ولد جميل

    - ملحوظة (1) : كلمة garçon أتت مفرد مذكر وبادئة بحرف ساكن لذلك أخذنا beau

    - bel : للمفرد المذكر البادئ بمتحرك
    Ex : un bel homme. رجل جميل

    - ملحوظة (2) : كلمة homme أتت مفرد مذكر ولكن بادئة بحرف متحرك لذلك أخذنا bel

    - belle : للمفرد المؤنث
    Ex : une belle princesse. أميرة جميلة

    - ملحوظة (3) : كلمة princesse أتت مؤنثة لذلك أخذنا belle

    Merci à vous
    👉 la différence entre ( beau - bel - belle ) 👇 - beau : للمفرد المذكر البادئ بساكن Ex : un beau garçon. ولد جميل - ملحوظة (1) : كلمة garçon أتت مفرد مذكر وبادئة بحرف ساكن لذلك أخذنا beau - bel : للمفرد المذكر البادئ بمتحرك Ex : un bel homme. رجل جميل - ملحوظة (2) : كلمة homme أتت مفرد مذكر ولكن بادئة بحرف متحرك لذلك أخذنا bel - belle : للمفرد المؤنث Ex : une belle princesse. أميرة جميلة - ملحوظة (3) : كلمة princesse أتت مؤنثة لذلك أخذنا belle Merci à vous 😍
    Love
    1
    0 التعليقات 0 المشاركات 28 مشاهدة 0 معاينة
  • la différence entre ( beau - bel - belle )

    - beau : للمفرد المذكر البادئ بساكن
    Ex : un beau garçon. ولد جميل

    - ملحوظة (1) : كلمة garçon أتت مفرد مذكر وبادئة بحرف ساكن لذلك أخذنا beau

    - bel : للمفرد المذكر البادئ بمتحرك
    Ex : un bel homme. رجل جميل

    - ملحوظة (2) : كلمة homme أتت مفرد مذكر ولكن بادئة بحرف متحرك لذلك أخذنا bel

    - belle : للمفرد المؤنث
    Ex : une belle princesse. أميرة جميلة

    - ملحوظة (3) : كلمة princesse أتت مؤنثة لذلك أخذنا belle

    Merci à vous
    👉 la différence entre ( beau - bel - belle ) 👇 - beau : للمفرد المذكر البادئ بساكن Ex : un beau garçon. ولد جميل - ملحوظة (1) : كلمة garçon أتت مفرد مذكر وبادئة بحرف ساكن لذلك أخذنا beau - bel : للمفرد المذكر البادئ بمتحرك Ex : un bel homme. رجل جميل - ملحوظة (2) : كلمة homme أتت مفرد مذكر ولكن بادئة بحرف متحرك لذلك أخذنا bel - belle : للمفرد المؤنث Ex : une belle princesse. أميرة جميلة - ملحوظة (3) : كلمة princesse أتت مؤنثة لذلك أخذنا belle Merci à vous 😍
    Love
    1
    0 التعليقات 0 المشاركات 43 مشاهدة 0 معاينة
  • la différence entre ( beau - bel - belle )

    - beau : للمفرد المذكر البادئ بساكن
    Ex : un beau garçon. ولد جميل

    - ملحوظة (1) : كلمة garçon أتت مفرد مذكر وبادئة بحرف ساكن لذلك أخذنا beau

    - bel : للمفرد المذكر البادئ بمتحرك
    Ex : un bel homme. رجل جميل

    - ملحوظة (2) : كلمة homme أتت مفرد مذكر ولكن بادئة بحرف متحرك لذلك أخذنا bel

    - belle : للمفرد المؤنث
    Ex : une belle princesse. أميرة جميلة

    - ملحوظة (3) : كلمة princesse أتت مؤنثة لذلك أخذنا belle

    Merci à vous
    👉 la différence entre ( beau - bel - belle ) 👇 - beau : للمفرد المذكر البادئ بساكن Ex : un beau garçon. ولد جميل - ملحوظة (1) : كلمة garçon أتت مفرد مذكر وبادئة بحرف ساكن لذلك أخذنا beau - bel : للمفرد المذكر البادئ بمتحرك Ex : un bel homme. رجل جميل - ملحوظة (2) : كلمة homme أتت مفرد مذكر ولكن بادئة بحرف متحرك لذلك أخذنا bel - belle : للمفرد المؤنث Ex : une belle princesse. أميرة جميلة - ملحوظة (3) : كلمة princesse أتت مؤنثة لذلك أخذنا belle Merci à vous 😍
    Love
    1
    0 التعليقات 0 المشاركات 22 مشاهدة 0 معاينة
  • la différence entre ( beau - bel - belle )

    - beau : للمفرد المذكر البادئ بساكن
    Ex : un beau garçon. ولد جميل

    - ملحوظة (1) : كلمة garçon أتت مفرد مذكر وبادئة بحرف ساكن لذلك أخذنا beau

    - bel : للمفرد المذكر البادئ بمتحرك
    Ex : un bel homme. رجل جميل

    - ملحوظة (2) : كلمة homme أتت مفرد مذكر ولكن بادئة بحرف متحرك لذلك أخذنا bel

    - belle : للمفرد المؤنث
    Ex : une belle princesse. أميرة جميلة

    - ملحوظة (3) : كلمة princesse أتت مؤنثة لذلك أخذنا belle

    Merci à vous
    👉 la différence entre ( beau - bel - belle ) 👇 - beau : للمفرد المذكر البادئ بساكن Ex : un beau garçon. ولد جميل - ملحوظة (1) : كلمة garçon أتت مفرد مذكر وبادئة بحرف ساكن لذلك أخذنا beau - bel : للمفرد المذكر البادئ بمتحرك Ex : un bel homme. رجل جميل - ملحوظة (2) : كلمة homme أتت مفرد مذكر ولكن بادئة بحرف متحرك لذلك أخذنا bel - belle : للمفرد المؤنث Ex : une belle princesse. أميرة جميلة - ملحوظة (3) : كلمة princesse أتت مؤنثة لذلك أخذنا belle Merci à vous 😍
    Love
    1
    0 التعليقات 0 المشاركات 16 مشاهدة 0 معاينة
  • venir de : بمعني يأتي من

    - يستخدم للإشارة إلى المكان الذي نأتي منه.

    ملحوظة (1) :
    يأتي بعد فعل venir de اسم المكان.
    venir de + اسم المكان

    ملحوظة (2) :
    فعل venir يأتي في الجملة مصرف علي حسب الفاعل ويصرف كالآتي :
    - je viens

    - tu viens

    - il / elle vient

    - nous venons

    - vous venez

    - ils/elles viennent

    ملحوظة (3) :
    لا تبقي de كما هي بهذا الشكل بل يحصل لها ادغام فتصبح

    - du + اسم مكان مفرد مذكر بادئ بحرف بساكن

    - dela + اسم مكان مفرد مؤنث بادئ بحرف بساكن

    - del' + اسم مكان مفرد بنوعيه بادئ بحرف بمتحرك

    - des + اسم مكان جمع

    كلمة نوعيه يقصد بها أما مفرد مذكر أو مفرد مؤنث.

    Ex :

    (1) je viens du parc.
    كلمة parc آتت مفرد مذكر بادئ بساكن لذلك أخذنا du

    (2) je viens dela maison.
    كلمة maison آتت مفرد مؤنث بادئ بساكن لذلك أخذنا dela

    (3) je viens de l'école.
    كلمة école آتت مفرد مؤنث بادئ بمتحرك لذلك أخذنا 'del

    (4) je viens des pyramides.
    كلمة pyramides آتت جمع لذلك أخذنا des

    Merci à vous
    venir de : بمعني يأتي من - يستخدم للإشارة إلى المكان الذي نأتي منه. ملحوظة (1) : يأتي بعد فعل venir de اسم المكان. venir de + اسم المكان ملحوظة (2) : فعل venir يأتي في الجملة مصرف علي حسب الفاعل ويصرف كالآتي : - je viens - tu viens - il / elle vient - nous venons - vous venez - ils/elles viennent ملحوظة (3) : لا تبقي de كما هي بهذا الشكل بل يحصل لها ادغام فتصبح 👇 - du + اسم مكان مفرد مذكر بادئ بحرف بساكن - dela + اسم مكان مفرد مؤنث بادئ بحرف بساكن - del' + اسم مكان مفرد بنوعيه بادئ بحرف بمتحرك - des + اسم مكان جمع 👈 كلمة نوعيه يقصد بها أما مفرد مذكر أو مفرد مؤنث. Ex : (1) je viens du parc. كلمة parc آتت مفرد مذكر بادئ بساكن لذلك أخذنا du (2) je viens dela maison. كلمة maison آتت مفرد مؤنث بادئ بساكن لذلك أخذنا dela (3) je viens de l'école. كلمة école آتت مفرد مؤنث بادئ بمتحرك لذلك أخذنا 'del (4) je viens des pyramides. كلمة pyramides آتت جمع لذلك أخذنا des Merci à vous 😍
    Love
    1
    0 التعليقات 0 المشاركات 8 مشاهدة 0 معاينة
  • la différence entre ( beau - bel - belle )

    - beau : للمفرد المذكر البادئ بساكن
    Ex : un beau garçon. ولد جميل

    - ملحوظة (1) : كلمة garçon أتت مفرد مذكر وبادئة بحرف ساكن لذلك أخذنا beau

    - bel : للمفرد المذكر البادئ بمتحرك
    Ex : un bel homme. رجل جميل

    - ملحوظة (2) : كلمة homme أتت مفرد مذكر ولكن بادئة بحرف متحرك لذلك أخذنا bel

    - belle : للمفرد المؤنث
    Ex : une belle princesse. أميرة جميلة

    - ملحوظة (3) : كلمة princesse أتت مؤنثة لذلك أخذنا belle

    Merci à vous
    👉 la différence entre ( beau - bel - belle ) 👇 - beau : للمفرد المذكر البادئ بساكن Ex : un beau garçon. ولد جميل - ملحوظة (1) : كلمة garçon أتت مفرد مذكر وبادئة بحرف ساكن لذلك أخذنا beau - bel : للمفرد المذكر البادئ بمتحرك Ex : un bel homme. رجل جميل - ملحوظة (2) : كلمة homme أتت مفرد مذكر ولكن بادئة بحرف متحرك لذلك أخذنا bel - belle : للمفرد المؤنث Ex : une belle princesse. أميرة جميلة - ملحوظة (3) : كلمة princesse أتت مؤنثة لذلك أخذنا belle Merci à vous 😍
    Love
    1
    0 التعليقات 0 المشاركات 12 مشاهدة 0 معاينة
  • للتذكير

    إلى أحبائنا النائمين في تلك

    ۩ القبور ۩ ‏​

    وهم ينتظرون منكم هداياهم فلا تنسونهم من خالص دعاءكم وصالح اعمالكم أحبتي

    الفاتحة لأرواح موتانا وموتاكم وموتى المسلمين جميعا

    {بسمِ الله الرَحمَن الرَحِيم ۞ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ۞ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ۞ مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ ۞ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ۞ اهدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ ۞ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ ۞

    صدق الله العلي العظيم

    دعاء السلام على أهل القبور...
    بسم الله الرحمن الرحيم (السلام على أهل لا اله إلا الله ، من أهل لا إله إلا الله ، يا أهل لا إله إلا الله ، بحق لا إله إلا الله ، كيف وجدتم قول لا إله إلا الله ، من لا اله إلا الله ، يا لا إله إلا الله ، بحق لا اله إلا الله ، اغفر لمن قال لا إله إلا الله ، واحشرنا في زمرة من قال لا إله إلا الله ، محمد رسول الله علي ولي الله )
    اللهم صلى على النبي محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين

    أسعد الله مسائكم بكل خير
    ونسألكم الدعاءعدية ياسين وصابت يا خال..
    المصائب لا تأتي فرادى ..

    بركان يلوستون العملاق يستعد للانفجار فى أمريكا وناسا تحاول احتوائه

    يستعد بركان كالديرا يلوستون، المعروف أيضًا باسم بركان يلوستون العملاق، للإنفجار وهو يقع في منطقة الكالديرا في وايمونج بالولايات المتحدة الأمريكية ، وتبلغ مساحته حوالى 55×72 كيلومترًا، فوق بقعة ساخنة ، ويزوره عادة أكثر من مليوني شخص كل عام.

    ووفقا لصحيفة الديباتى الإسبانية فإنه على الرغم من أن نقطة يلوستون الساخنة تقع حاليًا أسفل هضبة يلوستون، وساهمت سابقًا في إنشاء سهل نهر الثعبان الشرقي (غرب يلوستون) من خلال سلسلة من الانفجارات البركانية الضخمة، وقد حدث هذا الثوران البركاني الهائل منذ أكثر من 640 ألف عام.

    ووفقا للدراسات الأخيرة فإن الجزء الشمالي الشرقي من الحديقة هو الأكثر عرضة للانفجارات الناجمة عن هذا البركان الهائل، ومع ذلك، وكما ثبت من خلال نينفا بينينجتون، المؤلف الرئيسي لدراسة تم نشرها مؤخرا، فإن هذا الحدث لن يحدث إلا بعد آلاف السنين من الآن، ويحرص العلماء على دراسة بركان يلوستون لأن فورانه وانفجاره يمكن أن يتسبب فى كارثة كبيرة فى مناطق متعددة.

    كما أوضح عالم البراكين، بينينجتون، فإن 20% فقط من المساحات تحتوي حاليا على الصهارة، وهذا رقم منخفض للغاية إذا أخذنا في الاعتبار أنه من 40% فصاعدا يبدأ تقييم خطر الثوران.

    وبدأ النشاط البركاني لأول مرة في منطقة متنزه يلوستون الوطني منذ حوالي مليوني عاما ، في ذلك الوقت، ارتفعت الصخور المنصهرة ، الصهارة، من أعماق الأرض وأنتجت ثلاثة انفجارات كارثية أقوى من أي انفجارات في تاريخ العالم المسجل.

    ووفقا للتوقعات فإن انفجار هذا البركان يهدد بموت عشرات الملايين من الأشخاص في دائرة نصف قطرها 1000 كيلومتر (621 ميلاً)، حيث بمجرد استنشاق الرماد سيشكل خليطًا يشبه الأسمنت في الرئتين ويسبب الاختناق.

    وفي الوقت نفسه في الخارج، قد تنهار المباني، حيث يكفي 30 سم فقط (12 بوصة) من الرماد لانهيار الأسطح، كما أنه سيؤدى إلى تغيرات هائلة في درجات الحرارة بسبب الغطاء السحابي ، حيث تنخفض حوالى 10 درجات مئوية وتستمر لمدة تصل إلى 10 سنوات، مما يسبب ما يعرف بالشتاء البركاني، هذا بالإضافة إلى تدمره للمحاصيل الزراعية وإمدادات المياه.

    قامت وكالة ناسا بإطلاق مشروع جديد للتعامل مع أي ثوران مستقبلي لبركان يلوستون واحتوائه و إنقاذ العالم من الكارثة بل وتحويل يلوستون إلى مصدر للطاقة الكهربائية......للستر أنواع .....
    ‏حين تكون مريضاََ لكنك
    تسير على قدميك ،،
    فهذا ستر من مذلة المرض

    ‏حين يكون لديك مبلغ كاف
    لتنام وأنت شبعان،،
    فهذا ستر من مذلة الجوع

    ‏حين يمكنك الضحك
    وأنت حزين،،
    فهذا ستر من مذلة الإنكسار

    ‏حين يكون بيدك حرفة تمنعك
    من مد يدك للبشر،،
    فهذا ستر من مذلة السؤال

    وحين يكون عندك معصية
    فيخفيها الله لكَ عن خلقه،،
    فهذا ستر من مذلة المعصية
    فاللهم 🤲🏼
    لا ترفع عنا سترك كله ..🤲🏼بالنسبة لشخص عصبي مثلي، شديد التوتر ويمكن أن يلتهم نفسه حتى الأذنين، فإن معرفة واحد من هؤلاء القوم تجربة قاتلة،

    من هم هؤلاء القوم ؟
    إنهم المتأخرون، الأشخاص الذين لا يبالون بالوقت ولا التأخر عن المواعيد، ويملكون درجة شنيعة فاضحة من السلام الداخلي.
    هناك قصة للأديب البريطاني (روآلد دال) عن سيدة كانت تعيش في هلع دائم من أن تفوتها طائرة أو قطار، وكان زوجها يعرف هذا لذا كان يتسلى بأن يعذبها ويجعلها تنتظر حتى اللحظة الأخيرة، وعندما قتلته الزوجة في نهاية القصة فإنني كنت على استعداد تام لفهم دوافعها.

    عندما يدخل أحد هؤلاء الحمام، فلابد من ساعات تمضي عليه هناك، تتساءل أنت في حيرة عما يفعله بالضبط، ثم يظهر لك بعد ما يشيب شعرك ويتساءل عن سبب قلقك، عندما يتطلب الأمر أن تتحرك في السابعة صباحًا مثلاً، تكون أنت المجنون الوحيد الذي يلبي الموعد. في الثامنة ينزل أحد هؤلاء القوم في تؤدة ليعلن أنه سيتناول طعام الإفطار أولاً، معنى هذا أنه سيصير جاهزًا في التاسعة، ويندهش جدًا لأنك قلق متوتر.

    ذات مرة توقفت الحافلة السياحية في بلدة، وأعلن السائق في حسم أن بوسعنا التسوق بعض الوقت، لكنه لن ينتظر مخلوقًا بعد الساعة الثالثة. رأيت تلك الفتاة تترجل من الحافلة وتعلن في كبرياء أنها ستأخذ راحتها في التسوق، وهي تعرف أن السائق لن يجرؤ على الانطلاق بالحافلة من دونها، هذا ما حدث حرفياً، صارت الساعة الخامسة وهي لم تظهر بعد. كانت هناك تقوم بجولة وتناقش الباعة بأعصاب من حديد غير مبالية بالموعد الذي ضربه السائق، النتيجة أن من احترقت أعصابه والتهم أصابعه هو السائق نفسه.

    قلت له إن عليه أن ينفذ تهديده حرفياً، فقال لي في خجل إنه لا يجرؤ على ترك فتاة وحيدة في هذه البلدة السياحية، والنتيجة أن الفتاة عادت في السادسة لتتساءل عن سبب توترنا إلى هذا الحد!

    المتأخرون عن الطائرة فئة أعتى وأفظع. أذكر أن مجموعة من هؤلاء طلبوا مني أن أجلس جوار حقائبهم إلى أن يبتاعوا شيئاً من السوق الحرة في المطار، وجلست أنظر لعقارب الساعة في هلع، بقيت عشر دقائق على موعد الطائرة، سبع دقائق، حتى لو عادوا الآن فلن يكفي الوقت لبلوغ بوابة الطائرة،. ثلاث دقائق، لابد أنهم يمزحون، هل أترك متاعهم وأرحل ؟

    وفي النهاية يظهرون لك وهم شديدو المرح ولا يبدو عليهم أي نوع من القلق!

    تقول لهم والجنون يتملكك:

    ـ"الطائرة، الموعد، دقائق !"

    فيكتشفون أنك مجنون هستيري، الموقف لا يستدعي كل هذا الذعر. وبنفس الخطوات البطيئة الواثقة يتقدمون إلى البوابة،، هم دائماً يربحون برغم أنه من العدالة الشرعية أن تفوتهم الطائرة، يجب أن تفوتهم الطائرة لو كان هناك عدل في هذا العالم القاسي.

    كل شيء مع هؤلاء القوم يستغرق وقتاً أطول من اللازم، يأكلون في ساعات ويصحون في دهور، يدخلون الحمام في قرون ويستيقظون في سنين، أردت دوماً أن أجري تجربة مثيرة تشبه ما قام به جاليليو فوق برج بيزا، سألقي بواحد من هؤلاء من الطابق الثالث، أنا متأكد أنه سيستغرق نصف ساعة في السقوط لأن أجسادهم تختلف فيزيائياً عن أجسادنا.

    المتأخرون كائنات فريدة من نوعها، لكنني أحسدهم بشدة على هدوء أعصابهم، ولا أعتقد أن أحدهم يمكن أن يعاني يوماً من مرض القلب أو ارتفاع ضغط الدم.
    المشكلة الوحيدة هي أنهم بالتأكيد يموتون ببطء ولا يعرفون الميتات السريعة !يُحكى أن جماعة من العرب خرجت للصيد، فعرضت لهم أنثى #الضبع فطاردوها، وكان #العرب يطلقون عليها أم عامر، وكان يومها الجو شديد الحر، فالتجأت الضبع إلى #بيت #رجل أعرابي، فلما رآها وجدها مجهدة من الحر الشديد، ورأى أنها استنجدت به مستجيرة، فخرج شاهراً سيفه، وسأل القوم: ما بالهم؟
    فقالوا: طريدتنا ونريدها، فقال الأعرابي الشهم الذي رقّ قلبه على الحيوان المفترس: إنها قد أصبحت في جواري، ولن تصلوا لها ما دام هذا السيف بيدي، فانصرف القوم، ونظر الأعرابي إلى أم عامر فوجدها جائعة، فحلب شاته، وقدّم لها #الحليب، فشربت حتى ارتدّت لها العافية، وأصبحت في وافر #الصحة.
    وفي الليل نام الأعرابي مرتاح البال فرحاً بما فعل للضبع من إحسان، لكن أنثى الضبع بفطرتها المفترسة نظرت إليه وهو نائم، ثم انق*ضت عليه، وبقرت بطنه وشربت من د*مه، وبعدها تركته وسارت.
    وفي #الصباح حينما أقبل ابن عم الأعرابي يطلبه، وجده مقتولاً، وعلم أن الفاعلة هي أم عامر أنثى الضبع، فاقتفى أثرها حتى وجدها، فرماها بسهم فأرداها قت*يلة.
    وقد أنشد أبياته المشهورة التي صارت مثلاً يردده الناس حتى وقتنا هذا:
    ومنْ يصنع المعروفَ في غير أهله ِ يلاقي الذي لاقـَى مجيرُ امِّ عامر ِ
    أدام لها حين استجارت بقـــــــربهِ طعاماً وألبان اللـــقاح الدرائـــــــر ِ
    وسمـَّـنها حتى إذا مـــــا تكاملــــتْ فـَـرَتـْهُ بأنيابٍ لها وأظافــــــــــر
    فقلْ لذوي المعروفِ هذا جزاء منْ بدا يصنعُ المعروفَ في غير شاكر
    نسأل الله لنا ولكم العفو والعافية
    صل على سيدنا #محمد ٱلـلهـم صل وٍْســلـٍٓٓـٓٓم علـے سَيٍٍدنـٍٓـٓآ مْـحًـمـدْ وْ عـَلَئ آلـــهۂ آلّــطيِبــيِن الطــاﺂهرين
    ......👇🏾 _هل_تعلم معلومات قّمة في الروعة 👇🏾
    1- أن النقود مصنوعة من (القطن) .
    2- أن الكرسي الكهربائي اخترعه (طبيب الأسنان) .
    3- أن مضغ اللبان أثناء تقطيع البصل (يمنع الدموع) .
    4- أن الشيكولاته تقتل (الكلاب)
    5- أن الحيوان الوحيد الذي لا يستطيع القفز هو (الفيل) .
    6- أنه من المستحيل قتل نفسك بواسطة (حبس النفس) .
    7- ان المنبه الأقوى لمساعدة الإنسان على الاستيقاظ في الصباح هو (التفاح) وليس القهوه
    8- أن عين النعامة أكبر من (دماغها)
    9- أن البحر الأصفر يقع بين (الصين وكوريا) .
    10- أن جميع الدببة القطبية تستخدم اليد (اليسرى) .
    11-أن حجم (العيون) لا يتغير منذ الولادة .. ولكن حجمي (الأنف والأذن) لا يتوقفان عن النمو .
    12- أن المخلوق الوحيد الذي ينام على ظهره هو (الإنسان) .
    13- أن معظم الغبار الموجود داخل المنازل تكون نتيجة بقايا (الجلد الميت) الذي يسقط من سكانها .
    14- أن الكوكب الوحيد الذي يدور مع حركة عقارب الساعة هو كوكب (الزهرة) .
    15- أن ما بين 25% إلى 30% من سكان العالم (يعطسون) عندما يتعرضون للضوء فجأة
    16- أن الصوت الذي لا يسمع له صدى هو صوت (البطة) .
    17- أن حبات اللؤلؤ تذوب في (الخل) .
    18- أن أصل كلمة ألماس (يوناني) ومعناه (لا يقهر) .
    19- أن المقياس الذي يحدد قوة الزلازل هو مقياس (ريختر) والذي يحدد ما تحدثه الزلازل من دمار هو مقياس (مركالي) .
    20; أن ذكر العنكبوت يسمى ب (الهيجمانة)
    21- أن أعلى بركان في العالم يقع في الأكوادور بأمريكا الجنوبية وهو (كوتوباكس)
    22- أن أعلى قمة في العالم هي قمة
    (افيرست)في جبال الهملايا وسميت نسبة للجنرال المراقب للهند (جورج افيرست)
    23- أن مكتشف البنسلين هو (الكسندر فليمنغ).
    24- أن مؤلف كتاب القانون في الطب هو (ابن سينا) .
    25- أن الحرب العالمية الثانية بدأت في (1/9/1939) وانتهت في (2/9/1945) .
    26- أن مكتشف مادة التخدير بالكلوروفورم هو الإنجليزي (سمبسون) .
    27- أن الحيوان الوحيد الذي يبكي إذا كان حزيناً هو (الفيل) .
    28- أن اللقب الذي يطلق على الرجل الطويل هو (الطرماح) .
    29- أن (الحوت) يستطيع البقاء تحت الماء دون تنفس لمدة (ساعة) .
    30- أن الحيوان الوحيد الذي له (4) ركب هو (الفيل) .
    31- أن (البعوضة) لديها أسنان تبلغ عددها (47) سناًّ .
    32- أن (العقرب) إذا أحاط بالنار يلدغ نفسه حتى يموت .
    33- أن الكائن الوحيد الذي يقدر أن يُخرج معدته إلى الخارج هو (نجم البحر) .
    34- أن عدد الأسنان اللبنية (20) سنّاً وتبدأ بالبزوغ في الشهر (السادس) ، بينما عدد الأسنان الدائمة (32) سنّاً وتبدأ بالبزوغ في السنة (السادسة) من عمر الإنسان .
    35- أن سبب تسمية ضرس (العقل) بذلك لأنه يبدأ بالظهور في سن الرشد
    36- أنه يوجد بفم الإنسان ما يقارب (400) نوع من الأحياء الدقيقة.
    حرف واحد كاف لإثبات اهتمامك بما ننشر

    ― "
    #أبومحمدالصفار

    🔴للتذكير 🔴 إلى أحبائنا النائمين في تلك ۩ القبور ۩ ‏​ وهم ينتظرون منكم هداياهم فلا تنسونهم من خالص دعاءكم وصالح اعمالكم أحبتي 🌹الفاتحة لأرواح موتانا وموتاكم وموتى المسلمين جميعا🌹 {بسمِ الله الرَحمَن الرَحِيم ۞ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ۞ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ۞ مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ ۞ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ۞ اهدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ ۞ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ ۞ صدق الله العلي العظيم 🔴دعاء السلام على أهل القبور... بسم الله الرحمن الرحيم (السلام على أهل لا اله إلا الله ، من أهل لا إله إلا الله ، يا أهل لا إله إلا الله ، بحق لا إله إلا الله ، كيف وجدتم قول لا إله إلا الله ، من لا اله إلا الله ، يا لا إله إلا الله ، بحق لا اله إلا الله ، اغفر لمن قال لا إله إلا الله ، واحشرنا في زمرة من قال لا إله إلا الله ، محمد رسول الله علي ولي الله ) اللهم صلى على النبي محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين أسعد الله مسائكم بكل خير 🙌 ونسألكم الدعاء🙌عدية ياسين وصابت يا خال.. المصائب لا تأتي فرادى .. بركان يلوستون العملاق يستعد للانفجار فى أمريكا وناسا تحاول احتوائه يستعد بركان كالديرا يلوستون، المعروف أيضًا باسم بركان يلوستون العملاق، للإنفجار وهو يقع في منطقة الكالديرا في وايمونج بالولايات المتحدة الأمريكية ، وتبلغ مساحته حوالى 55×72 كيلومترًا، فوق بقعة ساخنة ، ويزوره عادة أكثر من مليوني شخص كل عام. ووفقا لصحيفة الديباتى الإسبانية فإنه على الرغم من أن نقطة يلوستون الساخنة تقع حاليًا أسفل هضبة يلوستون، وساهمت سابقًا في إنشاء سهل نهر الثعبان الشرقي (غرب يلوستون) من خلال سلسلة من الانفجارات البركانية الضخمة، وقد حدث هذا الثوران البركاني الهائل منذ أكثر من 640 ألف عام. ووفقا للدراسات الأخيرة فإن الجزء الشمالي الشرقي من الحديقة هو الأكثر عرضة للانفجارات الناجمة عن هذا البركان الهائل، ومع ذلك، وكما ثبت من خلال نينفا بينينجتون، المؤلف الرئيسي لدراسة تم نشرها مؤخرا، فإن هذا الحدث لن يحدث إلا بعد آلاف السنين من الآن، ويحرص العلماء على دراسة بركان يلوستون لأن فورانه وانفجاره يمكن أن يتسبب فى كارثة كبيرة فى مناطق متعددة. كما أوضح عالم البراكين، بينينجتون، فإن 20% فقط من المساحات تحتوي حاليا على الصهارة، وهذا رقم منخفض للغاية إذا أخذنا في الاعتبار أنه من 40% فصاعدا يبدأ تقييم خطر الثوران. وبدأ النشاط البركاني لأول مرة في منطقة متنزه يلوستون الوطني منذ حوالي مليوني عاما ، في ذلك الوقت، ارتفعت الصخور المنصهرة ، الصهارة، من أعماق الأرض وأنتجت ثلاثة انفجارات كارثية أقوى من أي انفجارات في تاريخ العالم المسجل. ووفقا للتوقعات فإن انفجار هذا البركان يهدد بموت عشرات الملايين من الأشخاص في دائرة نصف قطرها 1000 كيلومتر (621 ميلاً)، حيث بمجرد استنشاق الرماد سيشكل خليطًا يشبه الأسمنت في الرئتين ويسبب الاختناق. وفي الوقت نفسه في الخارج، قد تنهار المباني، حيث يكفي 30 سم فقط (12 بوصة) من الرماد لانهيار الأسطح، كما أنه سيؤدى إلى تغيرات هائلة في درجات الحرارة بسبب الغطاء السحابي ، حيث تنخفض حوالى 10 درجات مئوية وتستمر لمدة تصل إلى 10 سنوات، مما يسبب ما يعرف بالشتاء البركاني، هذا بالإضافة إلى تدمره للمحاصيل الزراعية وإمدادات المياه. قامت وكالة ناسا بإطلاق مشروع جديد للتعامل مع أي ثوران مستقبلي لبركان يلوستون واحتوائه و إنقاذ العالم من الكارثة بل وتحويل يلوستون إلى مصدر للطاقة الكهربائية......💥للستر أنواع ..... 📌‏حين تكون مريضاََ لكنك تسير على قدميك ،، فهذا ستر من مذلة المرض👌 📌‏حين يكون لديك مبلغ كاف لتنام وأنت شبعان،، فهذا ستر من مذلة الجوع👌 📌‏حين يمكنك الضحك وأنت حزين،، فهذا ستر من مذلة الإنكسار👌 📌‏حين يكون بيدك حرفة تمنعك من مد يدك للبشر،، فهذا ستر من مذلة السؤال👌 📌وحين يكون عندك معصية فيخفيها الله لكَ عن خلقه،، فهذا ستر من مذلة المعصية👌 فاللهم 🤲🏼 لا ترفع عنا سترك كله ..🤲🏼بالنسبة لشخص عصبي مثلي، شديد التوتر ويمكن أن يلتهم نفسه حتى الأذنين، فإن معرفة واحد من هؤلاء القوم تجربة قاتلة، من هم هؤلاء القوم ؟ إنهم المتأخرون، الأشخاص الذين لا يبالون بالوقت ولا التأخر عن المواعيد، ويملكون درجة شنيعة فاضحة من السلام الداخلي. هناك قصة للأديب البريطاني (روآلد دال) عن سيدة كانت تعيش في هلع دائم من أن تفوتها طائرة أو قطار، وكان زوجها يعرف هذا لذا كان يتسلى بأن يعذبها ويجعلها تنتظر حتى اللحظة الأخيرة، وعندما قتلته الزوجة في نهاية القصة فإنني كنت على استعداد تام لفهم دوافعها. عندما يدخل أحد هؤلاء الحمام، فلابد من ساعات تمضي عليه هناك، تتساءل أنت في حيرة عما يفعله بالضبط، ثم يظهر لك بعد ما يشيب شعرك ويتساءل عن سبب قلقك، عندما يتطلب الأمر أن تتحرك في السابعة صباحًا مثلاً، تكون أنت المجنون الوحيد الذي يلبي الموعد. في الثامنة ينزل أحد هؤلاء القوم في تؤدة ليعلن أنه سيتناول طعام الإفطار أولاً، معنى هذا أنه سيصير جاهزًا في التاسعة، ويندهش جدًا لأنك قلق متوتر. ذات مرة توقفت الحافلة السياحية في بلدة، وأعلن السائق في حسم أن بوسعنا التسوق بعض الوقت، لكنه لن ينتظر مخلوقًا بعد الساعة الثالثة. رأيت تلك الفتاة تترجل من الحافلة وتعلن في كبرياء أنها ستأخذ راحتها في التسوق، وهي تعرف أن السائق لن يجرؤ على الانطلاق بالحافلة من دونها، هذا ما حدث حرفياً، صارت الساعة الخامسة وهي لم تظهر بعد. كانت هناك تقوم بجولة وتناقش الباعة بأعصاب من حديد غير مبالية بالموعد الذي ضربه السائق، النتيجة أن من احترقت أعصابه والتهم أصابعه هو السائق نفسه. قلت له إن عليه أن ينفذ تهديده حرفياً، فقال لي في خجل إنه لا يجرؤ على ترك فتاة وحيدة في هذه البلدة السياحية، والنتيجة أن الفتاة عادت في السادسة لتتساءل عن سبب توترنا إلى هذا الحد! المتأخرون عن الطائرة فئة أعتى وأفظع. أذكر أن مجموعة من هؤلاء طلبوا مني أن أجلس جوار حقائبهم إلى أن يبتاعوا شيئاً من السوق الحرة في المطار، وجلست أنظر لعقارب الساعة في هلع، بقيت عشر دقائق على موعد الطائرة، سبع دقائق، حتى لو عادوا الآن فلن يكفي الوقت لبلوغ بوابة الطائرة،. ثلاث دقائق، لابد أنهم يمزحون، هل أترك متاعهم وأرحل ؟ وفي النهاية يظهرون لك وهم شديدو المرح ولا يبدو عليهم أي نوع من القلق! تقول لهم والجنون يتملكك: ـ"الطائرة، الموعد، دقائق !" فيكتشفون أنك مجنون هستيري، الموقف لا يستدعي كل هذا الذعر. وبنفس الخطوات البطيئة الواثقة يتقدمون إلى البوابة،، هم دائماً يربحون برغم أنه من العدالة الشرعية أن تفوتهم الطائرة، يجب أن تفوتهم الطائرة لو كان هناك عدل في هذا العالم القاسي. كل شيء مع هؤلاء القوم يستغرق وقتاً أطول من اللازم، يأكلون في ساعات ويصحون في دهور، يدخلون الحمام في قرون ويستيقظون في سنين، أردت دوماً أن أجري تجربة مثيرة تشبه ما قام به جاليليو فوق برج بيزا، سألقي بواحد من هؤلاء من الطابق الثالث، أنا متأكد أنه سيستغرق نصف ساعة في السقوط لأن أجسادهم تختلف فيزيائياً عن أجسادنا. المتأخرون كائنات فريدة من نوعها، لكنني أحسدهم بشدة على هدوء أعصابهم، ولا أعتقد أن أحدهم يمكن أن يعاني يوماً من مرض القلب أو ارتفاع ضغط الدم. المشكلة الوحيدة هي أنهم بالتأكيد يموتون ببطء ولا يعرفون الميتات السريعة !يُحكى أن جماعة من العرب خرجت للصيد، فعرضت لهم أنثى #الضبع فطاردوها، وكان #العرب يطلقون عليها أم عامر، وكان يومها الجو شديد الحر، فالتجأت الضبع إلى #بيت #رجل أعرابي، فلما رآها وجدها مجهدة من الحر الشديد، ورأى أنها استنجدت به مستجيرة، فخرج شاهراً سيفه، وسأل القوم: ما بالهم؟ فقالوا: طريدتنا ونريدها، فقال الأعرابي الشهم الذي رقّ قلبه على الحيوان المفترس: إنها قد أصبحت في جواري، ولن تصلوا لها ما دام هذا السيف بيدي، فانصرف القوم، ونظر الأعرابي إلى أم عامر فوجدها جائعة، فحلب شاته، وقدّم لها #الحليب، فشربت حتى ارتدّت لها العافية، وأصبحت في وافر #الصحة. وفي الليل نام الأعرابي مرتاح البال فرحاً بما فعل للضبع من إحسان، لكن أنثى الضبع بفطرتها المفترسة نظرت إليه وهو نائم، ثم انق*ضت عليه، وبقرت بطنه وشربت من د*مه، وبعدها تركته وسارت. وفي #الصباح حينما أقبل ابن عم الأعرابي يطلبه، وجده مقتولاً، وعلم أن الفاعلة هي أم عامر أنثى الضبع، فاقتفى أثرها حتى وجدها، فرماها بسهم فأرداها قت*يلة. وقد أنشد أبياته المشهورة التي صارت مثلاً يردده الناس حتى وقتنا هذا: ومنْ يصنع المعروفَ في غير أهله ِ يلاقي الذي لاقـَى مجيرُ امِّ عامر ِ أدام لها حين استجارت بقـــــــربهِ طعاماً وألبان اللـــقاح الدرائـــــــر ِ وسمـَّـنها حتى إذا مـــــا تكاملــــتْ فـَـرَتـْهُ بأنيابٍ لها وأظافــــــــــر فقلْ لذوي المعروفِ هذا جزاء منْ بدا يصنعُ المعروفَ في غير شاكر نسأل الله لنا ولكم العفو والعافية صل على سيدنا #محمد ٱلـلهـم صل وٍْســلـٍٓٓـٓٓم علـے سَيٍٍدنـٍٓـٓآ مْـحًـمـدْ وْ عـَلَئ آلـــهۂ آلّــطيِبــيِن الطــاﺂهرين ......👇🏾 _هل_تعلم معلومات قّمة في الروعة 👇🏾 1- أن النقود مصنوعة من (القطن) . 2- أن الكرسي الكهربائي اخترعه (طبيب الأسنان) . 3- أن مضغ اللبان أثناء تقطيع البصل (يمنع الدموع) . 4- أن الشيكولاته تقتل (الكلاب) 5- أن الحيوان الوحيد الذي لا يستطيع القفز هو (الفيل) . 6- أنه من المستحيل قتل نفسك بواسطة (حبس النفس) . 7- ان المنبه الأقوى لمساعدة الإنسان على الاستيقاظ في الصباح هو (التفاح) وليس القهوه 8- أن عين النعامة أكبر من (دماغها) 9- أن البحر الأصفر يقع بين (الصين وكوريا) . 10- أن جميع الدببة القطبية تستخدم اليد (اليسرى) . 11-أن حجم (العيون) لا يتغير منذ الولادة .. ولكن حجمي (الأنف والأذن) لا يتوقفان عن النمو . 12- أن المخلوق الوحيد الذي ينام على ظهره هو (الإنسان) . 13- أن معظم الغبار الموجود داخل المنازل تكون نتيجة بقايا (الجلد الميت) الذي يسقط من سكانها . 14- أن الكوكب الوحيد الذي يدور مع حركة عقارب الساعة هو كوكب (الزهرة) . 15- أن ما بين 25% إلى 30% من سكان العالم (يعطسون) عندما يتعرضون للضوء فجأة 16- أن الصوت الذي لا يسمع له صدى هو صوت (البطة) . 17- أن حبات اللؤلؤ تذوب في (الخل) . 18- أن أصل كلمة ألماس (يوناني) ومعناه (لا يقهر) . 19- أن المقياس الذي يحدد قوة الزلازل هو مقياس (ريختر) والذي يحدد ما تحدثه الزلازل من دمار هو مقياس (مركالي) . 20; أن ذكر العنكبوت يسمى ب (الهيجمانة) 21- أن أعلى بركان في العالم يقع في الأكوادور بأمريكا الجنوبية وهو (كوتوباكس) 22- أن أعلى قمة في العالم هي قمة (افيرست)في جبال الهملايا وسميت نسبة للجنرال المراقب للهند (جورج افيرست) 23- أن مكتشف البنسلين هو (الكسندر فليمنغ). 24- أن مؤلف كتاب القانون في الطب هو (ابن سينا) . 25- أن الحرب العالمية الثانية بدأت في (1/9/1939) وانتهت في (2/9/1945) . 26- أن مكتشف مادة التخدير بالكلوروفورم هو الإنجليزي (سمبسون) . 27- أن الحيوان الوحيد الذي يبكي إذا كان حزيناً هو (الفيل) . 28- أن اللقب الذي يطلق على الرجل الطويل هو (الطرماح) . 29- أن (الحوت) يستطيع البقاء تحت الماء دون تنفس لمدة (ساعة) . 30- أن الحيوان الوحيد الذي له (4) ركب هو (الفيل) . 31- أن (البعوضة) لديها أسنان تبلغ عددها (47) سناًّ . 32- أن (العقرب) إذا أحاط بالنار يلدغ نفسه حتى يموت . 33- أن الكائن الوحيد الذي يقدر أن يُخرج معدته إلى الخارج هو (نجم البحر) . 34- أن عدد الأسنان اللبنية (20) سنّاً وتبدأ بالبزوغ في الشهر (السادس) ، بينما عدد الأسنان الدائمة (32) سنّاً وتبدأ بالبزوغ في السنة (السادسة) من عمر الإنسان . 35- أن سبب تسمية ضرس (العقل) بذلك لأنه يبدأ بالظهور في سن الرشد 36- أنه يوجد بفم الإنسان ما يقارب (400) نوع من الأحياء الدقيقة. حرف واحد كاف لإثبات اهتمامك بما ننشر ― " #أبومحمدالصفار 🌷🌷🌷
    0 التعليقات 0 المشاركات 54 مشاهدة 0 معاينة
  • الحربُ الوَحْشِيَةُ وأزْمَةُ الضَّمِيرِ الإِنْسَانِي
    الحَرْبُ هي الحربُ منذُ الأَزَلِ، وجْهُهَا أحمرُ وطَبْعُهَا دَمَوِيٌّ. هي الوَجْهُ الآخَرُ للقتلِ والتَّدْمِيرِ والتَّشْرِيدِ والتَّجْوِيعِ وغيرها من المصائِبِ والوَيْلاتِ. لكن مع ذلك يمكننا أن نَتحدَّث عن حرب شَرعِيَّةٍ تُنَفَّذُ منْ أجلِ استِرْدادِ حَقٍّ ودَفْعِ عُدوانٍ خارجي وتنتهي مُهمتُها. أي أنها تتحرَّكُ ضمن إطارٍ زمكاني، وتَكُونُ محدودةً بأفُقٍ سِياسيٍّ منْ أَجلِهِ تُضَحِّي الأوطانُ بأرواحِ أَبنائِها وتَتَحَمَّلُ الخَسائِرَ الجَسِيمَةَ. وفي المقابل يمكننا التحدث عن حَرْبٍ غيرِ شرعيةٍ، عُدوانِيَّةٍ، فَاقدةٍ لِلأسبابِ والأهدافِ. حرب عبثية قد تكون وسيلةً لِإِشباعِ نَزَعاتِ الانتقامِ من أجل الانتقام، والتدميرِ من أجلِ التدميرِ، والقتلِ من أجل القتل، وبدون أهدافٍ مَعقولةٍ محدَّدَةٍ و بدون أفقٍ سياسي محدَّدٍ. وهذا المفهومُ البشعُ للحرب هو ما نَرَاهُ مُطَبَّقًا بِشكلٍ جَلِيٍّ في غزة.
    في هذا الإطار أيضا يمكننا التحدث عن «أخلاق الحرب» . وبوسعنا أن نستحضرَ نماذجَ كثيرة للحروبِ المطبوعة بِطابَعِ الأخلاقِ منذُ فَجرِ التاريخ العربي والإنساني القديم. ولقد كانت الغزواتُ والفتوحاتُ العربية الإسلامية بِاعترافِ وشهاداتِ مؤرخي الغَربِ خَيرَ شَاهِدٍ على تَلازُمِ الحربِ والأخلاقِ. ففي تلك الأزمنة السَّحِيَقِة، التي لم تكنْ فيها معاهدٌ للدِّرَاسَاتِ الاسْتراتيجيَّةِ وأكاديمياتٌ عسكريةٌ ولا محاكمُ جِناياتٍ دوليةٍ، كان بالتأكيدِ وُجُودٌ لِشَيْءٍ يُعَبِّرُ عنْ تَحَضُّرِ المُجتمعاتِ ويُجَسِّدُ رَهَافَةَ حِسِّهِمْ الأَدَمِيِّ اسْمُهُ:«أخلاقُ الحَرْبِ». رغم ما يرويه التاريخ عن هَمَجِيَّةِ قَادَةِ حربٍ مشهورين ووحشيةِ حُروبِهِمْ ، كانتْ في سَماءِ الماضي المظلمِ بُقَعُ نُورٍ كثيرةٍ. فمقابل وَحْشِيَّةِ عسكريين أفرادٍ وجيوش غزاة بربريين، كانت هنالك جيوشٌ نِظامِيَّةٌ تَحكُمُها مَرْجِعَيَّةٌ حضاريةٌ وأخلاقيةٌ، عَرفَتْ كيفَ تُحافِظُ على التَّوَازُنِ بينَ ضَرورَةِ الحَربِ وقوانِينِهَا. فحتى عندما تُكَشِّرُ الحَرْبُ عنَ أَنْيَابِهَا ويتأجَّجُ سُعَارُهَا كانتِ الأخلاقُ تُوجِّهُ سُلوكَ المُحاربِينَ وتَمْنَعُهُمْ من ارتكابِ الفَظائِعِ خاصةً في بَيْئَاتِ المدنِيِّينَ المُسالِمِينَ، وكانت تُرغِمُهُمْ على الإِنْصَاتِ لِأصواتِ ضَمائِرِهِمْ. كما كانت تَحُثُّهُمْ على عَدَمِ الاسْتِجَابَةِ لأصواتِ الانتقامِ المُنطلِقَةِ منْ أعماقِهِمْ، وتُنَبِّهُهُمْ إلى ضَرورةِ الرَّأْفَةِ بالنماذِجِ البَشرية التي تُعْوِزُها القُدْرَةُ والحِيَلةُ على رَدِّ العدوان أو الإفلاتِ منه، من قبيلِ الأطفالِ والشيوخِ والنِّساءِ.. بل إن الغربَ نفسَهُ كان يَتَبَجَّحُ، في عُصورِهِ الوُسطى خاصةً، بامتلاكِه ثقافةَ الفُروسِيةِ النَّبِيلَةِ. وكثيرًا ما كانتْ «روايات الفروسية» خاصةً تُظْهِرُ الفُرسانَ في صُوَرِ أَنْصَاِف الآلهةِ المُتَرَفِّعَةِ عنِ الظلمِ والتي لا تَتَرَدَّدُ في حِمايَةِ المَرأَة على وجهِ الخصوص منْ صُنُوفِ الأَذَى التي يمكن أن تَتَعَرَّضَ لها من طَرِف قُطَّاعِ الطُّرُقِ والمُجرِمين.(كما تشير إلى ذلك رواية "دونكيشوت" ل "سرفانتيس)..
    هي إذن أخلاقُ حَرْبٍ فِطريَّةٍ تَمَخَضَتْ عنها قوانينُ حَرْبٍ غيرِ مَكتُوبَةٍ، كانت المجتمعات القديمة تتوارثُها في شَكْلِ دُسْتُورٍ عُرْفِيٍّ. وذلك كان معروفًا ومُطَبَّقًا قبلَ وُجُودِ شَيْءٍ اسمُهُ «القانونُ الدولي».
    وبعد قرونٍ طويلةٍ، من الضروري أن نتساءل بنوع من الحَسرَةِ والأَلَمِ:
    أين نحن من أخلاقِ الحربِ ومن الضَّمِيرِ الإنساني بخصوص ما يَجري في غزة من جرائم وانتهاكاتٍ ودَوْسٍ على القِيم الإنسانيةِ وَتمَرُّدٍ على الأعْرافِ والقوانين الدولية؟؟..
    لا وجودَ لكلمات أو عبارات كفيلةٍ بوصف ما تَرتكِبُهُ آلةُ الحرب الوحشية من جرائمَ على أرضِ غزةَ الأبية منذُ شهورٍ وعلى مَدارِ الساعة..
    أهوالٌ تفوقُ الخيالَ، وإرهابُ دَولةٍ لم يَسبِقْ له مثيلٌ في التاريخِ الإنساني القديم والمعاصر.
    الضميرُ الإنساني مصدومٌ وبلاغة التعبيرِ عاجزةٌ. والأخلاقُ مُرتَعِبةٌ. والعقلُ السليمُ لا يُصَدِّقُ ما يَراهُ ويَسْمَعُهُ منْ مَشاهدَ وأخبارٍ يَنْبُو عنْهَا الطَّبْعُ السَّوِيُّ وتَكرهُها الحضارة. والإنسانية جاحِظَة العينين، في حالة ذُهولٍ، لا تدري أهي أمام كابوسٍ مرعِبٍ أمْ أمام حقائقَ مُفْزِعَةٍ.
    هذه الإنسانية التي اعتقدت أنها طَوَتْ عصورَ التوحُّشِ والهَمَجِيَّةِ، وفتحتْ صفحةً جديدةً مشرقةً في سِجِّل تاريخها المظلم استفاقتْ على واقعٍ صادمٍ تُوثِّقُه كاميراتُ المتابعين، وتَعرضُ بشاعتَه الشاشاتُ العالمية بشكلٍ مُقْرٍفٍ ومُستفزٍّ وجارحٍ للضمير والمشاعرٍ الإنسانية. مما يؤكد بما لا يَدَعُ مجالا للشك أنَّ مَنْ ظنَّ أن الإنسانية المعاصرة قد قَبَرَتْ ماضيها المظلم وإلى الأبَد فهو وَاهِم.
    و بوسعنا الجزم بأن المشاهدَ التي رآها العالم في غزة ما هي إلا صور جديدة للجرائم الأسطورية التي تَحدَّثَ عنها التاريخ من قَبِيل مَحارق "نيرون" ومجازر "التتار" و"الصليبيين" وما يشبهها في تلك العصور القديمة المتوحشة. بل قد لا نبالغ إذا ما قلنا إن جرائم الماضي البعيد لا قيمةَ لها أمام هَوْلِ وفَظاعة المجازر المعاصِرة التي تُقْتَرَفُ يوميا في غزة خصوصا وفي فلسطين على العموم.
    ما الذي حل بالضمير العالمي وماذا دهاه وأصابه بالشلل؟، ما باله تَسمَّر في وَضْعِ المَشدُوه المتفرِّج على هذه الأحداث الدامية الجارية على أرض غزة وكأنها تدور في كوكب آخر لا يعنيه؟.
    قد يَتَقَبَّلُ العقل الإنساني وقوعَ جرائم في عصور الظلام الماضية على اعتبار أن الإنسانية لا تزال أقربَ إلى عَهدِها البدائي البَربَري الأول، حيث كانت تعيش جَنْبًا إلى جَنبِ الحيواناتِ المفترسة والضواري القاتلة. وكان قَدَرُ الإنسان القديم أن يتحول- بحكم الواقع المَعِيش وتعايُشِه اليومي مع تلك الوحوش- إلى وحش دموي ليدافع عن نفسه ووجوده بكل الوسائل المشروعة وغير المشروعة حتى ولو اقتضى منه الدفاعُ عنِ النفس إبادةَ عَشيرةِ حيوانات بِأكمَلِها!.
    ولقد كانت الظروفُ مواتيةً في الماضي البعيد للطغاةِ المجرمين وللسفَّاحين أن يرتكبوا جرائمَ فظيعة حيثما شاؤوا، وبكل الطُّرُقِ التي تُمكِّنُهُم من إشباعَ غريزةِ القتل المتحكِّمةِ في نفوسِهم المريضةِ، بعيدا عن أنظار الإنسانية، وفي عالم واسع مترامي الأطراف مفتقرٍ لوسائل التواصل السمعية والمرئية..
    أما أن يَرتكبَ أشرارٌ معاصرون جرائمَ إبادةٍ جماعيةٍ أمامَ أنظارِ «العالم»، بما يعنيه من منظمات للأمم المتحدة ومنظمة المؤتمر الإسلامي والجامعة العربية، وأمام حُماةِ الأخلاق ورجالاتِ القانون والفِكر..وأن تُمَارَسَ أشكالٌ رهيبةٌ من القَتْلِ الجماعي للأطفال والنساء والشيوخِ، وتَتِمَّ إباداتٌ جماعيةٌ لِأُسَرٍ بأكملها، وَتُدَمَّرَ أحياءٌ سَكَنِيَّةٌ بِرُمَّتِهَا، أمام هيئاتِ ومنظماتِ حُقوق الإنسان ومحاكِم العدلِ والجنايات الدَّوليةِ التي بَناها الإنسانُ من أَجْلِ القَطعِ مع عُهود السِّيبَة والعَنْجَهِيَّةِ والسلوكيات الحيوانية ..فهذا أمرٌ مدهشٌ حقا ومخيف!.
    إنَّ ما نُشاهده ونَسمعُه اليوم من فظائع شيءٌ رهيبٌ لا يُساعد على التفاؤلِ بشأن مُستقبلِ الإنسانية!.

    والحق أنه إذا كان لهذه الحربِ القَذِرَةِ من إِيجابِيَّةٍ ما- والحربُ كلها مساوئ وقذارات- فهي أنها فَضَحتْ عُيوبَ الإنسانيةِ المعاصرة وكشفتْ عن جُملة حقائق:
    أولها – سلبية وضعف هذه المؤسسة المعروفة ب «الأمم الأمم المتحدة» التي تحولتْ أمام غَطرسة ثُلَّةٍ من الأفَّاقِينَ، المتمرِّدِينَ على القانونِ الدولي، إلى مؤسسةٍ واهية ، أشبه ببيت عنكبوتٍ، مَنزوعةِ القُوَّةِ والإرادةِ من ناحية، ونفاقُ«مجلس الأمن » التابع لها من ناحية أخرى.
    إنه مجلس صُوري. وُجودُهُ كعدَمِه. لا يُساعد على حلِّ المشاكلِ العالمية. بل على العكس يُساعد على تَفاقُمِها وتعقيدها. يَتشكلُ من فُرَقاءَ تجمعُهم المصلحةُ الخاصة المشتركة وتُفرِّقُهم شكلياتٌ لا يُعتدُّ بها.
    لذلك يُمكنُ تَصنيفُهُم شَكليا إلى فِرقٍ ثلاثة:
    فريق أول، يتميز أعضاؤه بالصَّلَفِ والطغيان، يمارسُ التحريضَ على العدوان بمختلف الأساليب..
    وفريق ثان، يَتَّسم بالجُبنِ والسلبية التامة، ويكتفي بالتَّمَتْرُسِ وراء الصمتِ المريب..
    فريقٌ ثالثٌ، منْ عادتِه ممارسةُ لُعْبَةِ اللَّفِّ والدَّوران حول الحقائقِ السَّاطِعَةِ وتقمُّصُ أقنِعةِ النِّفَاقِ بكلِّ ألوانها..
    لقد برهنتْ هذه الحربُ الظالمة على أن القَيِّمِينَ على تَصريف أعمال هاتين المؤسستين الدوليتين ما هم إلا تَكَتُّلًا مصلحيا مُتَشَكِّلًاً من ذوي نفوذٍ اقتصادي وسياسي، خَتَمَتِ المصالحُ الماديةُ على قلوبِهم وأسماعِهم وأبصارِهم وجَعلَتهُم كائناتٍ رُبُوتِيةً صَلبةً فاقِدةً لأيِّ نوعٍ من أنواعِ الشُّعورِ الإنساني الفطري. فصاروا كائناتٍ آليةً لا تَسمعُ ولا تَرى ولا تُحسُّ بِغَيرِ ما يتناغمُ مع تلك المصالح. لهذا من الطبيعي ألا يَروا الدَّمَ المسفوحَ بغزارة في الشوارع وتحت أسقُفِ البنايات بغير حقٍّ، وألا يَسْمَعُوا أنَّاتِ الأطفال والنساءِ والشيوخِ تحت الأنقاض و صَرخاتِ الجَوعى والعَطشى، وألا يُحِسُّوا بألمِ الجرْحى واليتامى والمُشَرَّدِين..
    مجلس الأمن ما هو إلا نادٍ للأقوياء. بل الأرجح أنه محمية تَضِجُّ بِزئير وقرقعات أنياب المصالح. لهذا من الطبيعي ألا تسمع فيه صرخات الضعفاء والمستضعفين في الأرض. وبالتالي من حقِّ كلِّ مُتتبِّعٍ لوضْعِ هذه الهَيْئَةِ الأمَمِيةِ السلبي، والمتواطِئ في آنٍ واحدٍ، أن يَقتنعَ بضرورة إحداثِ تغييرٍ جَذريٍّ في هَياكِلِهَا وأسلوبِ عَملِها. أجل إنها، بتركيبتها التَّمثيليةِ الحالية، غيرُ جديرةٍ بأن تكون مُنَصَّبةً في هذا المَقامِ، وليس منْ حقِّها أن تُمثِّلَ الأممَ وشعوبَ العالمِ، لأنَّها مؤسَّسَةٌ مَخلوقةٌ منذُ البَدْءِ لكي تَخدمَ فقط مصالحِ الأقلية المُتَنَفِّذَةِ والمُسيطِرةِ على الاقتصاد العالمي .
    ثانيها- نِفاقُ الغربِ وسُقوطُه الأخلاقي: فلطالما تغنَّى الغرب ب«حقوق الإنسان» وردَّدَ هذه الأسطوانةَ على أسْمَاعِ «العالمِ غيرِ المُتحضِّر». وما أكثر المناسبات التي تَظاهرَ خلالها باعتباره الحامي لحقوقِ الإنسان وتَبَاهى بِكَوْنِ بلدانِهِ منابعَ حُقوقِ الإنسان. ولم يَكتفِ بذلك بل كثيرًا ما يُبادرُ إلى إِشْهارِ ورقة حقوقِ الإنسان الحمراء في وَجْهِ حكوماتِ بلدانِ العالم الثالثِ وفَرْضِ عقوباتٍ مختلفة عليها..
    هذا «الغرب المتحضِّرُ» هو الذي يَظهرُ خلال هذه الأيام في قَمِيصِ الخَاذلِ المتنكِّر لِقِيَمِ أَسْلافِهِ التَّنوِيرَيِّينَ. وهو الذي يَتحيَّزُ وبِشَكلٍ سَافِرٍ إلى مُجرمي الحربِ ويُباركُ جرائمَهم ويناصرُ قَراراتهم المُتَطرِّفَة. وهو نفسه الذي تنكَّر لِثَوَرَاتِهِ الكُبرى التي نَشأتْ في بُلدانِهِ منْ أَجْلِ كَنْسِ الظُّلْمِ وفَرْضِ قِيَّمَ الحَقِّ والعدلِ والمُساواة.. وغيرها من الشِّعاراتِ التي تَردَّدَتْ على ألسِنة مفكري عَصرِ التنوير.
    ولا غرابة أن يُلقي زُعماء هذا «الغرب المتحضر» - بَدءًا بالولايات المتحدة الأمريكية ومرورًا بكندا و بفرنسا وألمانيا وإيطاليا..- بِدُستُورِ حُقوق الإنسانِ وميثاقِ الشَّرعية الدولية خلفَ ظُهورهم، ويَتَنَصَّلُوا، بدون أن يَرِفَّ لهم جفنٌ، من التزاماتهم القانونيةِ والأخلاقية ويَتَنَاسَوا فجأةً شِعاراتهم التي ما انفكُّوا يَتَبَجَّحُون بها في كلِّ المنتدياتِ والمُناسَباتِ!.
    ولا غرابة كذلك أن يتسابقوا لترديد تلك المقولات الشهيرة المُبرِّرَةِ للاستعمار والعدوان على الآخرين من قبيل : الحرب بين «الخير والشر»..وبين «الإنسان المتحضر والحيوانات»..
    كل هذا من أجل المحافظة على التَّكتُّلِ المصلحي الذي يَجمعُهمْ.
    فمن أجل حمايةِ مصالحِ الغرب المُتَّحِدِ، كان لا بدَّ لهؤلاء الزعماء من الوقوفِ ضِدَّ الحقِّ ومُناصَرةِ الظُّلْمِ وكمِّ الأفْواه المُعارِضة للعُدوان في بلدانهم، ومنع المظاهرات وقَمعها أحيانًا..والاصْطِفَافِ بِلاَ قيدٍ أو شَرطٍ خَلفَ الولايات المتحد الأمريكية.
    أما عن هذه الأخيرة، فإن موقفها وتصرفها أمام العدوان على غزة يؤَكِّدانِ، لمن لا تزال بِنَفْسِهِ ذَرَّةُ شَكٍّ، أن تَحوُّلاً جذريا ما قد طَالَ سياسةَ هذه الدولة العظمى. أي أن الولايات المتحدة اليوم ليستْ الولايات المتحدة بالأمسِ. لقد تغيَّرَ وضعُها وأنَّ علينا، نحن العرب، كذلك أن نَتغيَّر، و نُغَيِّرَ بالتالي مَواقِعَ النظرِ إليها ونُجَدِّدَ منطلقاتِ التعاملِ معها. لقد أخلصت لنَهْجِهَا التَّقليديِّ المتَّبَعِ في تعاملها مع القضايا العربية، وأكدت أن مصالحَها تَعلُو على مصالح أصدقائها العرب، وأن خطابها السياسي الموجَّهَ إلى القادة العرب في هذه الظروف صريحٌ لا لُبْسَ فيه ولا يَقبَلُ التأويل.
    وأن على القادة العرب أن يُخَفِّضُوا سَقْفَ انتظاراتهم في تعاملهم مع السياسة الأمريكية، المعاصرة على الأقل، و أن يغيروا مَسَارَ جُهودِهم وتفكيرِهم ونواياهم الحسنة لكي يَصُبَّ فيما يَخدِمُ مَصالحَهم القُطريَّةَ والقَوميَّةَ. وبدَلَ إهْدارِ الوقت في انتظار تَغَيُّرِ السياسة الأمريكية، وِفْقَ المنظور العربي وما ينسجم مع المصالح العربية، يَجِبُ أن يَنكبُّوا على بناء طاقات الرَّدْعِ المحلية المتنوعة، وبناء الشخصية السياسة العربية القوية، ويُبادِرُوا إلى نَسْفِ هَيْكَلِ الجامعة العربية التقليدي المُتَآكِلِ وإعادةِ بِنَاءِ جامعةٍ عربيةٍ جديدةٍ على أُسُسٍ مَتِينَةٍ، قَاعدتُها شعوبٌ مُثقفة مُكَرَّمَةٌ وسَقْفُهَا حُكَّامٌ شَرعيُّونَ مُخلِصُونَ لِأوطانِهم ولِأُمَّتِهِمْ. فَبِغَيْرِ هذه الطريقة لا يُمكِنُ لِلْعَقْلِ السياسي العربي أن يُسْمِعَ الآخرَين صوتَهُ . ولا يمكن للذات العربية أن تَفْرِضَ على الأقوياء مطالبَها المشروعة، وبالتالي لا يمكن للعرب أن يَتَبَوَّؤُوا مَكانَةً مُحترَمة في عالم اليوم.
    إن الرِّهانَ على امتلاكِ القوة الذاتية هو ما تَبَقَّى للعرب من أوراقٍ بَعدَما خَسِرُوا كلَّ أوراق اللعب السياسي مع أمريكا والقوى الغربية المرتبطة بها، وأضاعوا كل الرهانات وعقودا طويلة من العيش في الاوتوبيا. طوفان الأقصى قد دق الأجراس ووقتُ الصَّحْوَةٍ والعودةٍ إلى الواقِعِيَّةِ قد حَانَ. أما انتظار قدومِ «غودوGODOT» الحُلُولِ السياسيةِ للأزمات العربية من مجلس أمن صوري، وعلى الصورة وبالتشكيلة التي هو عليها الآن تحت المظلة الأمريكية، فهو مضيعَةٌ للوقتِ وعيشٌ على الأوهامِ. واللُّهاثُ وراءَ وُعُودٍ عَسَلِيَّةٍ من قبيل «حل الدولتين» ما هو إلا لهاثٌ خَلفَ سرابٍ. و«إنك لا تجني من الشَّوْكِ العِنَبَ، كما يقول المثل العربي. لسنا من المتشائمين ولا من يَشْرَئِبُّ إلى الغَدِ بِنظَّارَةٍ سَوداءَ ، ولكن ما يَجري بغزة ومواقفَ #القِوى #العظمى منهُ لا يبعثُ على التَّفاؤُلِ مع الأسف.
    ويَبقى عَزاؤُنا الوَحيد وأملُنا في هذه الظروفِ العربية القاتِمَةِ هوما يُسَطِّرُهُ أبطالُ المقاومةِ الشجعان من ملاحمَ أسطوريةٍ لم يرَ لها تاريخُ البشريةِ مثيلاً بِحِبرٍ نُورانِيٍّ، مِزَاجُهُ دمٌ وعَرَقٌ وجُوعٌ وعَطشٌ وصَبرٌ وألمٌ وحُلُمٌ بِغَدٍ أفضل.....□ ‏نظرية الحصان الميت (Dead Horse Theory) ..
    هي استعارة ساخرة توضح بأن هناك بعض الناس أو المؤسسات أو الشعوب تتعامل مع #مشكلة واضحة وكانّها غير مفهومة، لكن بدل الاعتراف بالحقيقة، يتعامون ويتفننون في تبريرها والفكرة ببساطة :
    لو اكتشفت بأنك راكباً على حصان ميت، فإن أفضل حل وأبسطه هو أن تنزل من فوقه وتتركه ولكن الواقع فعليًا :
    أنَّ هناك أناس أو #مؤسسات أو @شعوب بدلاً من أن تنزل من على الحصان، يتخذون اجراءات اخرى مثل :
    1. يأتون بسرج جديد ..
    2. يأتون بالعلف للحصان ..
    3. يغيرون الفارس الذي يركبه ..
    4. يعزلون الموظف الذي يتولى رعايته ويأتون بموظف جديد بدلاً عنه ..
    5. يعقدون اجتماعات لمناقشة اجراءات لزيادة سرعة الحصان ..
    6. تشكيل لجان وفرق عمل لدراسة الحصان الميت وتحليل الموضوع من كل الجوانب، فاللجنة تعمل لأشهر ثم ترفع التقارير ومقترحات حلول للحصان ميت ..
    7. في النهاية، اللجان تتوصل لنفس النتيجة، المعروفة من البداية "الحصان ميت" ..
    8. ولكن مع ضياع كل الجهد والموارد والوقت، يكابرون في قول الحقيقة، ومن أجل التبرير يقارنون الحصان بأحصن ميتة مثله ويوصون بأن الحصان ميت لأنه ينقصه التدريب، ويحتاج إلى دورة تدريبية ..
    9. وهذه الدورة تتطلب زيادة @ميزانية @الحصان ..
    10. وفي الأخير يعيدون تعريف #كلمة "ميت" لكي يقنعوا أنفسهم بأن الحصان ما زال حيا ..
    □ الدرس المستفاد من هذه #النظرية يكشف كم يوجد هناك من أناس تفضل البقاء في حالة #إنكار للواقع وتضيّع وقتها وجهدها في محاولات فاشلة، بدل من الاعتراف بالمشكلة من البداية ومعالجتها .. #ابومحمدالصفار
    الحربُ الوَحْشِيَةُ وأزْمَةُ الضَّمِيرِ الإِنْسَانِي الحَرْبُ هي الحربُ منذُ الأَزَلِ، وجْهُهَا أحمرُ وطَبْعُهَا دَمَوِيٌّ. هي الوَجْهُ الآخَرُ للقتلِ والتَّدْمِيرِ والتَّشْرِيدِ والتَّجْوِيعِ وغيرها من المصائِبِ والوَيْلاتِ. لكن مع ذلك يمكننا أن نَتحدَّث عن حرب شَرعِيَّةٍ تُنَفَّذُ منْ أجلِ استِرْدادِ حَقٍّ ودَفْعِ عُدوانٍ خارجي وتنتهي مُهمتُها. أي أنها تتحرَّكُ ضمن إطارٍ زمكاني، وتَكُونُ محدودةً بأفُقٍ سِياسيٍّ منْ أَجلِهِ تُضَحِّي الأوطانُ بأرواحِ أَبنائِها وتَتَحَمَّلُ الخَسائِرَ الجَسِيمَةَ. وفي المقابل يمكننا التحدث عن حَرْبٍ غيرِ شرعيةٍ، عُدوانِيَّةٍ، فَاقدةٍ لِلأسبابِ والأهدافِ. حرب عبثية قد تكون وسيلةً لِإِشباعِ نَزَعاتِ الانتقامِ من أجل الانتقام، والتدميرِ من أجلِ التدميرِ، والقتلِ من أجل القتل، وبدون أهدافٍ مَعقولةٍ محدَّدَةٍ و بدون أفقٍ سياسي محدَّدٍ. وهذا المفهومُ البشعُ للحرب هو ما نَرَاهُ مُطَبَّقًا بِشكلٍ جَلِيٍّ في غزة. في هذا الإطار أيضا يمكننا التحدث عن «أخلاق الحرب» . وبوسعنا أن نستحضرَ نماذجَ كثيرة للحروبِ المطبوعة بِطابَعِ الأخلاقِ منذُ فَجرِ التاريخ العربي والإنساني القديم. ولقد كانت الغزواتُ والفتوحاتُ العربية الإسلامية بِاعترافِ وشهاداتِ مؤرخي الغَربِ خَيرَ شَاهِدٍ على تَلازُمِ الحربِ والأخلاقِ. ففي تلك الأزمنة السَّحِيَقِة، التي لم تكنْ فيها معاهدٌ للدِّرَاسَاتِ الاسْتراتيجيَّةِ وأكاديمياتٌ عسكريةٌ ولا محاكمُ جِناياتٍ دوليةٍ، كان بالتأكيدِ وُجُودٌ لِشَيْءٍ يُعَبِّرُ عنْ تَحَضُّرِ المُجتمعاتِ ويُجَسِّدُ رَهَافَةَ حِسِّهِمْ الأَدَمِيِّ اسْمُهُ:«أخلاقُ الحَرْبِ». رغم ما يرويه التاريخ عن هَمَجِيَّةِ قَادَةِ حربٍ مشهورين ووحشيةِ حُروبِهِمْ ، كانتْ في سَماءِ الماضي المظلمِ بُقَعُ نُورٍ كثيرةٍ. فمقابل وَحْشِيَّةِ عسكريين أفرادٍ وجيوش غزاة بربريين، كانت هنالك جيوشٌ نِظامِيَّةٌ تَحكُمُها مَرْجِعَيَّةٌ حضاريةٌ وأخلاقيةٌ، عَرفَتْ كيفَ تُحافِظُ على التَّوَازُنِ بينَ ضَرورَةِ الحَربِ وقوانِينِهَا. فحتى عندما تُكَشِّرُ الحَرْبُ عنَ أَنْيَابِهَا ويتأجَّجُ سُعَارُهَا كانتِ الأخلاقُ تُوجِّهُ سُلوكَ المُحاربِينَ وتَمْنَعُهُمْ من ارتكابِ الفَظائِعِ خاصةً في بَيْئَاتِ المدنِيِّينَ المُسالِمِينَ، وكانت تُرغِمُهُمْ على الإِنْصَاتِ لِأصواتِ ضَمائِرِهِمْ. كما كانت تَحُثُّهُمْ على عَدَمِ الاسْتِجَابَةِ لأصواتِ الانتقامِ المُنطلِقَةِ منْ أعماقِهِمْ، وتُنَبِّهُهُمْ إلى ضَرورةِ الرَّأْفَةِ بالنماذِجِ البَشرية التي تُعْوِزُها القُدْرَةُ والحِيَلةُ على رَدِّ العدوان أو الإفلاتِ منه، من قبيلِ الأطفالِ والشيوخِ والنِّساءِ.. بل إن الغربَ نفسَهُ كان يَتَبَجَّحُ، في عُصورِهِ الوُسطى خاصةً، بامتلاكِه ثقافةَ الفُروسِيةِ النَّبِيلَةِ. وكثيرًا ما كانتْ «روايات الفروسية» خاصةً تُظْهِرُ الفُرسانَ في صُوَرِ أَنْصَاِف الآلهةِ المُتَرَفِّعَةِ عنِ الظلمِ والتي لا تَتَرَدَّدُ في حِمايَةِ المَرأَة على وجهِ الخصوص منْ صُنُوفِ الأَذَى التي يمكن أن تَتَعَرَّضَ لها من طَرِف قُطَّاعِ الطُّرُقِ والمُجرِمين.(كما تشير إلى ذلك رواية "دونكيشوت" ل "سرفانتيس).. هي إذن أخلاقُ حَرْبٍ فِطريَّةٍ تَمَخَضَتْ عنها قوانينُ حَرْبٍ غيرِ مَكتُوبَةٍ، كانت المجتمعات القديمة تتوارثُها في شَكْلِ دُسْتُورٍ عُرْفِيٍّ. وذلك كان معروفًا ومُطَبَّقًا قبلَ وُجُودِ شَيْءٍ اسمُهُ «القانونُ الدولي». وبعد قرونٍ طويلةٍ، من الضروري أن نتساءل بنوع من الحَسرَةِ والأَلَمِ: أين نحن من أخلاقِ الحربِ ومن الضَّمِيرِ الإنساني بخصوص ما يَجري في غزة من جرائم وانتهاكاتٍ ودَوْسٍ على القِيم الإنسانيةِ وَتمَرُّدٍ على الأعْرافِ والقوانين الدولية؟؟.. لا وجودَ لكلمات أو عبارات كفيلةٍ بوصف ما تَرتكِبُهُ آلةُ الحرب الوحشية من جرائمَ على أرضِ غزةَ الأبية منذُ شهورٍ وعلى مَدارِ الساعة.. أهوالٌ تفوقُ الخيالَ، وإرهابُ دَولةٍ لم يَسبِقْ له مثيلٌ في التاريخِ الإنساني القديم والمعاصر. الضميرُ الإنساني مصدومٌ وبلاغة التعبيرِ عاجزةٌ. والأخلاقُ مُرتَعِبةٌ. والعقلُ السليمُ لا يُصَدِّقُ ما يَراهُ ويَسْمَعُهُ منْ مَشاهدَ وأخبارٍ يَنْبُو عنْهَا الطَّبْعُ السَّوِيُّ وتَكرهُها الحضارة. والإنسانية جاحِظَة العينين، في حالة ذُهولٍ، لا تدري أهي أمام كابوسٍ مرعِبٍ أمْ أمام حقائقَ مُفْزِعَةٍ. هذه الإنسانية التي اعتقدت أنها طَوَتْ عصورَ التوحُّشِ والهَمَجِيَّةِ، وفتحتْ صفحةً جديدةً مشرقةً في سِجِّل تاريخها المظلم استفاقتْ على واقعٍ صادمٍ تُوثِّقُه كاميراتُ المتابعين، وتَعرضُ بشاعتَه الشاشاتُ العالمية بشكلٍ مُقْرٍفٍ ومُستفزٍّ وجارحٍ للضمير والمشاعرٍ الإنسانية. مما يؤكد بما لا يَدَعُ مجالا للشك أنَّ مَنْ ظنَّ أن الإنسانية المعاصرة قد قَبَرَتْ ماضيها المظلم وإلى الأبَد فهو وَاهِم. و بوسعنا الجزم بأن المشاهدَ التي رآها العالم في غزة ما هي إلا صور جديدة للجرائم الأسطورية التي تَحدَّثَ عنها التاريخ من قَبِيل مَحارق "نيرون" ومجازر "التتار" و"الصليبيين" وما يشبهها في تلك العصور القديمة المتوحشة. بل قد لا نبالغ إذا ما قلنا إن جرائم الماضي البعيد لا قيمةَ لها أمام هَوْلِ وفَظاعة المجازر المعاصِرة التي تُقْتَرَفُ يوميا في غزة خصوصا وفي فلسطين على العموم. ما الذي حل بالضمير العالمي وماذا دهاه وأصابه بالشلل؟، ما باله تَسمَّر في وَضْعِ المَشدُوه المتفرِّج على هذه الأحداث الدامية الجارية على أرض غزة وكأنها تدور في كوكب آخر لا يعنيه؟. قد يَتَقَبَّلُ العقل الإنساني وقوعَ جرائم في عصور الظلام الماضية على اعتبار أن الإنسانية لا تزال أقربَ إلى عَهدِها البدائي البَربَري الأول، حيث كانت تعيش جَنْبًا إلى جَنبِ الحيواناتِ المفترسة والضواري القاتلة. وكان قَدَرُ الإنسان القديم أن يتحول- بحكم الواقع المَعِيش وتعايُشِه اليومي مع تلك الوحوش- إلى وحش دموي ليدافع عن نفسه ووجوده بكل الوسائل المشروعة وغير المشروعة حتى ولو اقتضى منه الدفاعُ عنِ النفس إبادةَ عَشيرةِ حيوانات بِأكمَلِها!. ولقد كانت الظروفُ مواتيةً في الماضي البعيد للطغاةِ المجرمين وللسفَّاحين أن يرتكبوا جرائمَ فظيعة حيثما شاؤوا، وبكل الطُّرُقِ التي تُمكِّنُهُم من إشباعَ غريزةِ القتل المتحكِّمةِ في نفوسِهم المريضةِ، بعيدا عن أنظار الإنسانية، وفي عالم واسع مترامي الأطراف مفتقرٍ لوسائل التواصل السمعية والمرئية.. أما أن يَرتكبَ أشرارٌ معاصرون جرائمَ إبادةٍ جماعيةٍ أمامَ أنظارِ «العالم»، بما يعنيه من منظمات للأمم المتحدة ومنظمة المؤتمر الإسلامي والجامعة العربية، وأمام حُماةِ الأخلاق ورجالاتِ القانون والفِكر..وأن تُمَارَسَ أشكالٌ رهيبةٌ من القَتْلِ الجماعي للأطفال والنساء والشيوخِ، وتَتِمَّ إباداتٌ جماعيةٌ لِأُسَرٍ بأكملها، وَتُدَمَّرَ أحياءٌ سَكَنِيَّةٌ بِرُمَّتِهَا، أمام هيئاتِ ومنظماتِ حُقوق الإنسان ومحاكِم العدلِ والجنايات الدَّوليةِ التي بَناها الإنسانُ من أَجْلِ القَطعِ مع عُهود السِّيبَة والعَنْجَهِيَّةِ والسلوكيات الحيوانية ..فهذا أمرٌ مدهشٌ حقا ومخيف!. إنَّ ما نُشاهده ونَسمعُه اليوم من فظائع شيءٌ رهيبٌ لا يُساعد على التفاؤلِ بشأن مُستقبلِ الإنسانية!. والحق أنه إذا كان لهذه الحربِ القَذِرَةِ من إِيجابِيَّةٍ ما- والحربُ كلها مساوئ وقذارات- فهي أنها فَضَحتْ عُيوبَ الإنسانيةِ المعاصرة وكشفتْ عن جُملة حقائق: أولها – سلبية وضعف هذه المؤسسة المعروفة ب «الأمم الأمم المتحدة» التي تحولتْ أمام غَطرسة ثُلَّةٍ من الأفَّاقِينَ، المتمرِّدِينَ على القانونِ الدولي، إلى مؤسسةٍ واهية ، أشبه ببيت عنكبوتٍ، مَنزوعةِ القُوَّةِ والإرادةِ من ناحية، ونفاقُ«مجلس الأمن » التابع لها من ناحية أخرى. إنه مجلس صُوري. وُجودُهُ كعدَمِه. لا يُساعد على حلِّ المشاكلِ العالمية. بل على العكس يُساعد على تَفاقُمِها وتعقيدها. يَتشكلُ من فُرَقاءَ تجمعُهم المصلحةُ الخاصة المشتركة وتُفرِّقُهم شكلياتٌ لا يُعتدُّ بها. لذلك يُمكنُ تَصنيفُهُم شَكليا إلى فِرقٍ ثلاثة: فريق أول، يتميز أعضاؤه بالصَّلَفِ والطغيان، يمارسُ التحريضَ على العدوان بمختلف الأساليب.. وفريق ثان، يَتَّسم بالجُبنِ والسلبية التامة، ويكتفي بالتَّمَتْرُسِ وراء الصمتِ المريب.. فريقٌ ثالثٌ، منْ عادتِه ممارسةُ لُعْبَةِ اللَّفِّ والدَّوران حول الحقائقِ السَّاطِعَةِ وتقمُّصُ أقنِعةِ النِّفَاقِ بكلِّ ألوانها.. لقد برهنتْ هذه الحربُ الظالمة على أن القَيِّمِينَ على تَصريف أعمال هاتين المؤسستين الدوليتين ما هم إلا تَكَتُّلًا مصلحيا مُتَشَكِّلًاً من ذوي نفوذٍ اقتصادي وسياسي، خَتَمَتِ المصالحُ الماديةُ على قلوبِهم وأسماعِهم وأبصارِهم وجَعلَتهُم كائناتٍ رُبُوتِيةً صَلبةً فاقِدةً لأيِّ نوعٍ من أنواعِ الشُّعورِ الإنساني الفطري. فصاروا كائناتٍ آليةً لا تَسمعُ ولا تَرى ولا تُحسُّ بِغَيرِ ما يتناغمُ مع تلك المصالح. لهذا من الطبيعي ألا يَروا الدَّمَ المسفوحَ بغزارة في الشوارع وتحت أسقُفِ البنايات بغير حقٍّ، وألا يَسْمَعُوا أنَّاتِ الأطفال والنساءِ والشيوخِ تحت الأنقاض و صَرخاتِ الجَوعى والعَطشى، وألا يُحِسُّوا بألمِ الجرْحى واليتامى والمُشَرَّدِين.. مجلس الأمن ما هو إلا نادٍ للأقوياء. بل الأرجح أنه محمية تَضِجُّ بِزئير وقرقعات أنياب المصالح. لهذا من الطبيعي ألا تسمع فيه صرخات الضعفاء والمستضعفين في الأرض. وبالتالي من حقِّ كلِّ مُتتبِّعٍ لوضْعِ هذه الهَيْئَةِ الأمَمِيةِ السلبي، والمتواطِئ في آنٍ واحدٍ، أن يَقتنعَ بضرورة إحداثِ تغييرٍ جَذريٍّ في هَياكِلِهَا وأسلوبِ عَملِها. أجل إنها، بتركيبتها التَّمثيليةِ الحالية، غيرُ جديرةٍ بأن تكون مُنَصَّبةً في هذا المَقامِ، وليس منْ حقِّها أن تُمثِّلَ الأممَ وشعوبَ العالمِ، لأنَّها مؤسَّسَةٌ مَخلوقةٌ منذُ البَدْءِ لكي تَخدمَ فقط مصالحِ الأقلية المُتَنَفِّذَةِ والمُسيطِرةِ على الاقتصاد العالمي . ثانيها- نِفاقُ الغربِ وسُقوطُه الأخلاقي: فلطالما تغنَّى الغرب ب«حقوق الإنسان» وردَّدَ هذه الأسطوانةَ على أسْمَاعِ «العالمِ غيرِ المُتحضِّر». وما أكثر المناسبات التي تَظاهرَ خلالها باعتباره الحامي لحقوقِ الإنسان وتَبَاهى بِكَوْنِ بلدانِهِ منابعَ حُقوقِ الإنسان. ولم يَكتفِ بذلك بل كثيرًا ما يُبادرُ إلى إِشْهارِ ورقة حقوقِ الإنسان الحمراء في وَجْهِ حكوماتِ بلدانِ العالم الثالثِ وفَرْضِ عقوباتٍ مختلفة عليها.. هذا «الغرب المتحضِّرُ» هو الذي يَظهرُ خلال هذه الأيام في قَمِيصِ الخَاذلِ المتنكِّر لِقِيَمِ أَسْلافِهِ التَّنوِيرَيِّينَ. وهو الذي يَتحيَّزُ وبِشَكلٍ سَافِرٍ إلى مُجرمي الحربِ ويُباركُ جرائمَهم ويناصرُ قَراراتهم المُتَطرِّفَة. وهو نفسه الذي تنكَّر لِثَوَرَاتِهِ الكُبرى التي نَشأتْ في بُلدانِهِ منْ أَجْلِ كَنْسِ الظُّلْمِ وفَرْضِ قِيَّمَ الحَقِّ والعدلِ والمُساواة.. وغيرها من الشِّعاراتِ التي تَردَّدَتْ على ألسِنة مفكري عَصرِ التنوير. ولا غرابة أن يُلقي زُعماء هذا «الغرب المتحضر» - بَدءًا بالولايات المتحدة الأمريكية ومرورًا بكندا و بفرنسا وألمانيا وإيطاليا..- بِدُستُورِ حُقوق الإنسانِ وميثاقِ الشَّرعية الدولية خلفَ ظُهورهم، ويَتَنَصَّلُوا، بدون أن يَرِفَّ لهم جفنٌ، من التزاماتهم القانونيةِ والأخلاقية ويَتَنَاسَوا فجأةً شِعاراتهم التي ما انفكُّوا يَتَبَجَّحُون بها في كلِّ المنتدياتِ والمُناسَباتِ!. ولا غرابة كذلك أن يتسابقوا لترديد تلك المقولات الشهيرة المُبرِّرَةِ للاستعمار والعدوان على الآخرين من قبيل : الحرب بين «الخير والشر»..وبين «الإنسان المتحضر والحيوانات».. كل هذا من أجل المحافظة على التَّكتُّلِ المصلحي الذي يَجمعُهمْ. فمن أجل حمايةِ مصالحِ الغرب المُتَّحِدِ، كان لا بدَّ لهؤلاء الزعماء من الوقوفِ ضِدَّ الحقِّ ومُناصَرةِ الظُّلْمِ وكمِّ الأفْواه المُعارِضة للعُدوان في بلدانهم، ومنع المظاهرات وقَمعها أحيانًا..والاصْطِفَافِ بِلاَ قيدٍ أو شَرطٍ خَلفَ الولايات المتحد الأمريكية. أما عن هذه الأخيرة، فإن موقفها وتصرفها أمام العدوان على غزة يؤَكِّدانِ، لمن لا تزال بِنَفْسِهِ ذَرَّةُ شَكٍّ، أن تَحوُّلاً جذريا ما قد طَالَ سياسةَ هذه الدولة العظمى. أي أن الولايات المتحدة اليوم ليستْ الولايات المتحدة بالأمسِ. لقد تغيَّرَ وضعُها وأنَّ علينا، نحن العرب، كذلك أن نَتغيَّر، و نُغَيِّرَ بالتالي مَواقِعَ النظرِ إليها ونُجَدِّدَ منطلقاتِ التعاملِ معها. لقد أخلصت لنَهْجِهَا التَّقليديِّ المتَّبَعِ في تعاملها مع القضايا العربية، وأكدت أن مصالحَها تَعلُو على مصالح أصدقائها العرب، وأن خطابها السياسي الموجَّهَ إلى القادة العرب في هذه الظروف صريحٌ لا لُبْسَ فيه ولا يَقبَلُ التأويل. وأن على القادة العرب أن يُخَفِّضُوا سَقْفَ انتظاراتهم في تعاملهم مع السياسة الأمريكية، المعاصرة على الأقل، و أن يغيروا مَسَارَ جُهودِهم وتفكيرِهم ونواياهم الحسنة لكي يَصُبَّ فيما يَخدِمُ مَصالحَهم القُطريَّةَ والقَوميَّةَ. وبدَلَ إهْدارِ الوقت في انتظار تَغَيُّرِ السياسة الأمريكية، وِفْقَ المنظور العربي وما ينسجم مع المصالح العربية، يَجِبُ أن يَنكبُّوا على بناء طاقات الرَّدْعِ المحلية المتنوعة، وبناء الشخصية السياسة العربية القوية، ويُبادِرُوا إلى نَسْفِ هَيْكَلِ الجامعة العربية التقليدي المُتَآكِلِ وإعادةِ بِنَاءِ جامعةٍ عربيةٍ جديدةٍ على أُسُسٍ مَتِينَةٍ، قَاعدتُها شعوبٌ مُثقفة مُكَرَّمَةٌ وسَقْفُهَا حُكَّامٌ شَرعيُّونَ مُخلِصُونَ لِأوطانِهم ولِأُمَّتِهِمْ. فَبِغَيْرِ هذه الطريقة لا يُمكِنُ لِلْعَقْلِ السياسي العربي أن يُسْمِعَ الآخرَين صوتَهُ . ولا يمكن للذات العربية أن تَفْرِضَ على الأقوياء مطالبَها المشروعة، وبالتالي لا يمكن للعرب أن يَتَبَوَّؤُوا مَكانَةً مُحترَمة في عالم اليوم. إن الرِّهانَ على امتلاكِ القوة الذاتية هو ما تَبَقَّى للعرب من أوراقٍ بَعدَما خَسِرُوا كلَّ أوراق اللعب السياسي مع أمريكا والقوى الغربية المرتبطة بها، وأضاعوا كل الرهانات وعقودا طويلة من العيش في الاوتوبيا. طوفان الأقصى قد دق الأجراس ووقتُ الصَّحْوَةٍ والعودةٍ إلى الواقِعِيَّةِ قد حَانَ. أما انتظار قدومِ «غودوGODOT» الحُلُولِ السياسيةِ للأزمات العربية من مجلس أمن صوري، وعلى الصورة وبالتشكيلة التي هو عليها الآن تحت المظلة الأمريكية، فهو مضيعَةٌ للوقتِ وعيشٌ على الأوهامِ. واللُّهاثُ وراءَ وُعُودٍ عَسَلِيَّةٍ من قبيل «حل الدولتين» ما هو إلا لهاثٌ خَلفَ سرابٍ. و«إنك لا تجني من الشَّوْكِ العِنَبَ، كما يقول المثل العربي. لسنا من المتشائمين ولا من يَشْرَئِبُّ إلى الغَدِ بِنظَّارَةٍ سَوداءَ ، ولكن ما يَجري بغزة ومواقفَ #القِوى #العظمى منهُ لا يبعثُ على التَّفاؤُلِ مع الأسف. ويَبقى عَزاؤُنا الوَحيد وأملُنا في هذه الظروفِ العربية القاتِمَةِ هوما يُسَطِّرُهُ أبطالُ المقاومةِ الشجعان من ملاحمَ أسطوريةٍ لم يرَ لها تاريخُ البشريةِ مثيلاً بِحِبرٍ نُورانِيٍّ، مِزَاجُهُ دمٌ وعَرَقٌ وجُوعٌ وعَطشٌ وصَبرٌ وألمٌ وحُلُمٌ بِغَدٍ أفضل.....□ ‏نظرية الحصان الميت (Dead Horse Theory) .. هي استعارة ساخرة توضح بأن هناك بعض الناس أو المؤسسات أو الشعوب تتعامل مع #مشكلة واضحة وكانّها غير مفهومة، لكن بدل الاعتراف بالحقيقة، يتعامون ويتفننون في تبريرها والفكرة ببساطة : لو اكتشفت بأنك راكباً على حصان ميت، فإن أفضل حل وأبسطه هو أن تنزل من فوقه وتتركه ولكن الواقع فعليًا : أنَّ هناك أناس أو #مؤسسات أو @شعوب بدلاً من أن تنزل من على الحصان، يتخذون اجراءات اخرى مثل : 1. يأتون بسرج جديد .. 2. يأتون بالعلف للحصان .. 3. يغيرون الفارس الذي يركبه .. 4. يعزلون الموظف الذي يتولى رعايته ويأتون بموظف جديد بدلاً عنه .. 5. يعقدون اجتماعات لمناقشة اجراءات لزيادة سرعة الحصان .. 6. تشكيل لجان وفرق عمل لدراسة الحصان الميت وتحليل الموضوع من كل الجوانب، فاللجنة تعمل لأشهر ثم ترفع التقارير ومقترحات حلول للحصان ميت .. 7. في النهاية، اللجان تتوصل لنفس النتيجة، المعروفة من البداية "الحصان ميت" .. 8. ولكن مع ضياع كل الجهد والموارد والوقت، يكابرون في قول الحقيقة، ومن أجل التبرير يقارنون الحصان بأحصن ميتة مثله ويوصون بأن الحصان ميت لأنه ينقصه التدريب، ويحتاج إلى دورة تدريبية .. 9. وهذه الدورة تتطلب زيادة @ميزانية @الحصان .. 10. وفي الأخير يعيدون تعريف #كلمة "ميت" لكي يقنعوا أنفسهم بأن الحصان ما زال حيا .. □ الدرس المستفاد من هذه #النظرية يكشف كم يوجد هناك من أناس تفضل البقاء في حالة #إنكار للواقع وتضيّع وقتها وجهدها في محاولات فاشلة، بدل من الاعتراف بالمشكلة من البداية ومعالجتها .. #ابومحمدالصفار
    0 التعليقات 0 المشاركات 44 مشاهدة 0 معاينة
  • الحربُ الوَحْشِيَةُ وأزْمَةُ الضَّمِيرِ الإِنْسَانِي
    الحَرْبُ هي الحربُ منذُ الأَزَلِ، وجْهُهَا أحمرُ وطَبْعُهَا دَمَوِيٌّ. هي الوَجْهُ الآخَرُ للقتلِ والتَّدْمِيرِ والتَّشْرِيدِ والتَّجْوِيعِ وغيرها من المصائِبِ والوَيْلاتِ. لكن مع ذلك يمكننا أن نَتحدَّث عن حرب شَرعِيَّةٍ تُنَفَّذُ منْ أجلِ استِرْدادِ حَقٍّ ودَفْعِ عُدوانٍ خارجي وتنتهي مُهمتُها. أي أنها تتحرَّكُ ضمن إطارٍ زمكاني، وتَكُونُ محدودةً بأفُقٍ سِياسيٍّ منْ أَجلِهِ تُضَحِّي الأوطانُ بأرواحِ أَبنائِها وتَتَحَمَّلُ الخَسائِرَ الجَسِيمَةَ. وفي المقابل يمكننا التحدث عن حَرْبٍ غيرِ شرعيةٍ، عُدوانِيَّةٍ، فَاقدةٍ لِلأسبابِ والأهدافِ. حرب عبثية قد تكون وسيلةً لِإِشباعِ نَزَعاتِ الانتقامِ من أجل الانتقام، والتدميرِ من أجلِ التدميرِ، والقتلِ من أجل القتل، وبدون أهدافٍ مَعقولةٍ محدَّدَةٍ و بدون أفقٍ سياسي محدَّدٍ. وهذا المفهومُ البشعُ للحرب هو ما نَرَاهُ مُطَبَّقًا بِشكلٍ جَلِيٍّ في غزة.
    في هذا الإطار أيضا يمكننا التحدث عن «أخلاق الحرب» . وبوسعنا أن نستحضرَ نماذجَ كثيرة للحروبِ المطبوعة بِطابَعِ الأخلاقِ منذُ فَجرِ التاريخ العربي والإنساني القديم. ولقد كانت الغزواتُ والفتوحاتُ العربية الإسلامية بِاعترافِ وشهاداتِ مؤرخي الغَربِ خَيرَ شَاهِدٍ على تَلازُمِ الحربِ والأخلاقِ. ففي تلك الأزمنة السَّحِيَقِة، التي لم تكنْ فيها معاهدٌ للدِّرَاسَاتِ الاسْتراتيجيَّةِ وأكاديمياتٌ عسكريةٌ ولا محاكمُ جِناياتٍ دوليةٍ، كان بالتأكيدِ وُجُودٌ لِشَيْءٍ يُعَبِّرُ عنْ تَحَضُّرِ المُجتمعاتِ ويُجَسِّدُ رَهَافَةَ حِسِّهِمْ الأَدَمِيِّ اسْمُهُ:«أخلاقُ الحَرْبِ». رغم ما يرويه التاريخ عن هَمَجِيَّةِ قَادَةِ حربٍ مشهورين ووحشيةِ حُروبِهِمْ ، كانتْ في سَماءِ الماضي المظلمِ بُقَعُ نُورٍ كثيرةٍ. فمقابل وَحْشِيَّةِ عسكريين أفرادٍ وجيوش غزاة بربريين، كانت هنالك جيوشٌ نِظامِيَّةٌ تَحكُمُها مَرْجِعَيَّةٌ حضاريةٌ وأخلاقيةٌ، عَرفَتْ كيفَ تُحافِظُ على التَّوَازُنِ بينَ ضَرورَةِ الحَربِ وقوانِينِهَا. فحتى عندما تُكَشِّرُ الحَرْبُ عنَ أَنْيَابِهَا ويتأجَّجُ سُعَارُهَا كانتِ الأخلاقُ تُوجِّهُ سُلوكَ المُحاربِينَ وتَمْنَعُهُمْ من ارتكابِ الفَظائِعِ خاصةً في بَيْئَاتِ المدنِيِّينَ المُسالِمِينَ، وكانت تُرغِمُهُمْ على الإِنْصَاتِ لِأصواتِ ضَمائِرِهِمْ. كما كانت تَحُثُّهُمْ على عَدَمِ الاسْتِجَابَةِ لأصواتِ الانتقامِ المُنطلِقَةِ منْ أعماقِهِمْ، وتُنَبِّهُهُمْ إلى ضَرورةِ الرَّأْفَةِ بالنماذِجِ البَشرية التي تُعْوِزُها القُدْرَةُ والحِيَلةُ على رَدِّ العدوان أو الإفلاتِ منه، من قبيلِ الأطفالِ والشيوخِ والنِّساءِ.. بل إن الغربَ نفسَهُ كان يَتَبَجَّحُ، في عُصورِهِ الوُسطى خاصةً، بامتلاكِه ثقافةَ الفُروسِيةِ النَّبِيلَةِ. وكثيرًا ما كانتْ «روايات الفروسية» خاصةً تُظْهِرُ الفُرسانَ في صُوَرِ أَنْصَاِف الآلهةِ المُتَرَفِّعَةِ عنِ الظلمِ والتي لا تَتَرَدَّدُ في حِمايَةِ المَرأَة على وجهِ الخصوص منْ صُنُوفِ الأَذَى التي يمكن أن تَتَعَرَّضَ لها من طَرِف قُطَّاعِ الطُّرُقِ والمُجرِمين.(كما تشير إلى ذلك رواية "دونكيشوت" ل "سرفانتيس)..
    هي إذن أخلاقُ حَرْبٍ فِطريَّةٍ تَمَخَضَتْ عنها قوانينُ حَرْبٍ غيرِ مَكتُوبَةٍ، كانت المجتمعات القديمة تتوارثُها في شَكْلِ دُسْتُورٍ عُرْفِيٍّ. وذلك كان معروفًا ومُطَبَّقًا قبلَ وُجُودِ شَيْءٍ اسمُهُ «القانونُ الدولي».
    وبعد قرونٍ طويلةٍ، من الضروري أن نتساءل بنوع من الحَسرَةِ والأَلَمِ:
    أين نحن من أخلاقِ الحربِ ومن الضَّمِيرِ الإنساني بخصوص ما يَجري في غزة من جرائم وانتهاكاتٍ ودَوْسٍ على القِيم الإنسانيةِ وَتمَرُّدٍ على الأعْرافِ والقوانين الدولية؟؟..
    لا وجودَ لكلمات أو عبارات كفيلةٍ بوصف ما تَرتكِبُهُ آلةُ الحرب الوحشية من جرائمَ على أرضِ غزةَ الأبية منذُ شهورٍ وعلى مَدارِ الساعة..
    أهوالٌ تفوقُ الخيالَ، وإرهابُ دَولةٍ لم يَسبِقْ له مثيلٌ في التاريخِ الإنساني القديم والمعاصر.
    الضميرُ الإنساني مصدومٌ وبلاغة التعبيرِ عاجزةٌ. والأخلاقُ مُرتَعِبةٌ. والعقلُ السليمُ لا يُصَدِّقُ ما يَراهُ ويَسْمَعُهُ منْ مَشاهدَ وأخبارٍ يَنْبُو عنْهَا الطَّبْعُ السَّوِيُّ وتَكرهُها الحضارة. والإنسانية جاحِظَة العينين، في حالة ذُهولٍ، لا تدري أهي أمام كابوسٍ مرعِبٍ أمْ أمام حقائقَ مُفْزِعَةٍ.
    هذه الإنسانية التي اعتقدت أنها طَوَتْ عصورَ التوحُّشِ والهَمَجِيَّةِ، وفتحتْ صفحةً جديدةً مشرقةً في سِجِّل تاريخها المظلم استفاقتْ على واقعٍ صادمٍ تُوثِّقُه كاميراتُ المتابعين، وتَعرضُ بشاعتَه الشاشاتُ العالمية بشكلٍ مُقْرٍفٍ ومُستفزٍّ وجارحٍ للضمير والمشاعرٍ الإنسانية. مما يؤكد بما لا يَدَعُ مجالا للشك أنَّ مَنْ ظنَّ أن الإنسانية المعاصرة قد قَبَرَتْ ماضيها المظلم وإلى الأبَد فهو وَاهِم.
    و بوسعنا الجزم بأن المشاهدَ التي رآها العالم في غزة ما هي إلا صور جديدة للجرائم الأسطورية التي تَحدَّثَ عنها التاريخ من قَبِيل مَحارق "نيرون" ومجازر "التتار" و"الصليبيين" وما يشبهها في تلك العصور القديمة المتوحشة. بل قد لا نبالغ إذا ما قلنا إن جرائم الماضي البعيد لا قيمةَ لها أمام هَوْلِ وفَظاعة المجازر المعاصِرة التي تُقْتَرَفُ يوميا في غزة خصوصا وفي فلسطين على العموم.
    ما الذي حل بالضمير العالمي وماذا دهاه وأصابه بالشلل؟، ما باله تَسمَّر في وَضْعِ المَشدُوه المتفرِّج على هذه الأحداث الدامية الجارية على أرض غزة وكأنها تدور في كوكب آخر لا يعنيه؟.
    قد يَتَقَبَّلُ العقل الإنساني وقوعَ جرائم في عصور الظلام الماضية على اعتبار أن الإنسانية لا تزال أقربَ إلى عَهدِها البدائي البَربَري الأول، حيث كانت تعيش جَنْبًا إلى جَنبِ الحيواناتِ المفترسة والضواري القاتلة. وكان قَدَرُ الإنسان القديم أن يتحول- بحكم الواقع المَعِيش وتعايُشِه اليومي مع تلك الوحوش- إلى وحش دموي ليدافع عن نفسه ووجوده بكل الوسائل المشروعة وغير المشروعة حتى ولو اقتضى منه الدفاعُ عنِ النفس إبادةَ عَشيرةِ حيوانات بِأكمَلِها!.
    ولقد كانت الظروفُ مواتيةً في الماضي البعيد للطغاةِ المجرمين وللسفَّاحين أن يرتكبوا جرائمَ فظيعة حيثما شاؤوا، وبكل الطُّرُقِ التي تُمكِّنُهُم من إشباعَ غريزةِ القتل المتحكِّمةِ في نفوسِهم المريضةِ، بعيدا عن أنظار الإنسانية، وفي عالم واسع مترامي الأطراف مفتقرٍ لوسائل التواصل السمعية والمرئية..
    أما أن يَرتكبَ أشرارٌ معاصرون جرائمَ إبادةٍ جماعيةٍ أمامَ أنظارِ «العالم»، بما يعنيه من منظمات للأمم المتحدة ومنظمة المؤتمر الإسلامي والجامعة العربية، وأمام حُماةِ الأخلاق ورجالاتِ القانون والفِكر..وأن تُمَارَسَ أشكالٌ رهيبةٌ من القَتْلِ الجماعي للأطفال والنساء والشيوخِ، وتَتِمَّ إباداتٌ جماعيةٌ لِأُسَرٍ بأكملها، وَتُدَمَّرَ أحياءٌ سَكَنِيَّةٌ بِرُمَّتِهَا، أمام هيئاتِ ومنظماتِ حُقوق الإنسان ومحاكِم العدلِ والجنايات الدَّوليةِ التي بَناها الإنسانُ من أَجْلِ القَطعِ مع عُهود السِّيبَة والعَنْجَهِيَّةِ والسلوكيات الحيوانية ..فهذا أمرٌ مدهشٌ حقا ومخيف!.
    إنَّ ما نُشاهده ونَسمعُه اليوم من فظائع شيءٌ رهيبٌ لا يُساعد على التفاؤلِ بشأن مُستقبلِ الإنسانية!.

    والحق أنه إذا كان لهذه الحربِ القَذِرَةِ من إِيجابِيَّةٍ ما- والحربُ كلها مساوئ وقذارات- فهي أنها فَضَحتْ عُيوبَ الإنسانيةِ المعاصرة وكشفتْ عن جُملة حقائق:
    أولها – سلبية وضعف هذه المؤسسة المعروفة ب «الأمم الأمم المتحدة» التي تحولتْ أمام غَطرسة ثُلَّةٍ من الأفَّاقِينَ، المتمرِّدِينَ على القانونِ الدولي، إلى مؤسسةٍ واهية ، أشبه ببيت عنكبوتٍ، مَنزوعةِ القُوَّةِ والإرادةِ من ناحية، ونفاقُ«مجلس الأمن » التابع لها من ناحية أخرى.
    إنه مجلس صُوري. وُجودُهُ كعدَمِه. لا يُساعد على حلِّ المشاكلِ العالمية. بل على العكس يُساعد على تَفاقُمِها وتعقيدها. يَتشكلُ من فُرَقاءَ تجمعُهم المصلحةُ الخاصة المشتركة وتُفرِّقُهم شكلياتٌ لا يُعتدُّ بها.
    لذلك يُمكنُ تَصنيفُهُم شَكليا إلى فِرقٍ ثلاثة:
    فريق أول، يتميز أعضاؤه بالصَّلَفِ والطغيان، يمارسُ التحريضَ على العدوان بمختلف الأساليب..
    وفريق ثان، يَتَّسم بالجُبنِ والسلبية التامة، ويكتفي بالتَّمَتْرُسِ وراء الصمتِ المريب..
    فريقٌ ثالثٌ، منْ عادتِه ممارسةُ لُعْبَةِ اللَّفِّ والدَّوران حول الحقائقِ السَّاطِعَةِ وتقمُّصُ أقنِعةِ النِّفَاقِ بكلِّ ألوانها..
    لقد برهنتْ هذه الحربُ الظالمة على أن القَيِّمِينَ على تَصريف أعمال هاتين المؤسستين الدوليتين ما هم إلا تَكَتُّلًا مصلحيا مُتَشَكِّلًاً من ذوي نفوذٍ اقتصادي وسياسي، خَتَمَتِ المصالحُ الماديةُ على قلوبِهم وأسماعِهم وأبصارِهم وجَعلَتهُم كائناتٍ رُبُوتِيةً صَلبةً فاقِدةً لأيِّ نوعٍ من أنواعِ الشُّعورِ الإنساني الفطري. فصاروا كائناتٍ آليةً لا تَسمعُ ولا تَرى ولا تُحسُّ بِغَيرِ ما يتناغمُ مع تلك المصالح. لهذا من الطبيعي ألا يَروا الدَّمَ المسفوحَ بغزارة في الشوارع وتحت أسقُفِ البنايات بغير حقٍّ، وألا يَسْمَعُوا أنَّاتِ الأطفال والنساءِ والشيوخِ تحت الأنقاض و صَرخاتِ الجَوعى والعَطشى، وألا يُحِسُّوا بألمِ الجرْحى واليتامى والمُشَرَّدِين..
    مجلس الأمن ما هو إلا نادٍ للأقوياء. بل الأرجح أنه محمية تَضِجُّ بِزئير وقرقعات أنياب المصالح. لهذا من الطبيعي ألا تسمع فيه صرخات الضعفاء والمستضعفين في الأرض. وبالتالي من حقِّ كلِّ مُتتبِّعٍ لوضْعِ هذه الهَيْئَةِ الأمَمِيةِ السلبي، والمتواطِئ في آنٍ واحدٍ، أن يَقتنعَ بضرورة إحداثِ تغييرٍ جَذريٍّ في هَياكِلِهَا وأسلوبِ عَملِها. أجل إنها، بتركيبتها التَّمثيليةِ الحالية، غيرُ جديرةٍ بأن تكون مُنَصَّبةً في هذا المَقامِ، وليس منْ حقِّها أن تُمثِّلَ الأممَ وشعوبَ العالمِ، لأنَّها مؤسَّسَةٌ مَخلوقةٌ منذُ البَدْءِ لكي تَخدمَ فقط مصالحِ الأقلية المُتَنَفِّذَةِ والمُسيطِرةِ على الاقتصاد العالمي .
    ثانيها- نِفاقُ الغربِ وسُقوطُه الأخلاقي: فلطالما تغنَّى الغرب ب«حقوق الإنسان» وردَّدَ هذه الأسطوانةَ على أسْمَاعِ «العالمِ غيرِ المُتحضِّر». وما أكثر المناسبات التي تَظاهرَ خلالها باعتباره الحامي لحقوقِ الإنسان وتَبَاهى بِكَوْنِ بلدانِهِ منابعَ حُقوقِ الإنسان. ولم يَكتفِ بذلك بل كثيرًا ما يُبادرُ إلى إِشْهارِ ورقة حقوقِ الإنسان الحمراء في وَجْهِ حكوماتِ بلدانِ العالم الثالثِ وفَرْضِ عقوباتٍ مختلفة عليها..
    هذا «الغرب المتحضِّرُ» هو الذي يَظهرُ خلال هذه الأيام في قَمِيصِ الخَاذلِ المتنكِّر لِقِيَمِ أَسْلافِهِ التَّنوِيرَيِّينَ. وهو الذي يَتحيَّزُ وبِشَكلٍ سَافِرٍ إلى مُجرمي الحربِ ويُباركُ جرائمَهم ويناصرُ قَراراتهم المُتَطرِّفَة. وهو نفسه الذي تنكَّر لِثَوَرَاتِهِ الكُبرى التي نَشأتْ في بُلدانِهِ منْ أَجْلِ كَنْسِ الظُّلْمِ وفَرْضِ قِيَّمَ الحَقِّ والعدلِ والمُساواة.. وغيرها من الشِّعاراتِ التي تَردَّدَتْ على ألسِنة مفكري عَصرِ التنوير.
    ولا غرابة أن يُلقي زُعماء هذا «الغرب المتحضر» - بَدءًا بالولايات المتحدة الأمريكية ومرورًا بكندا و بفرنسا وألمانيا وإيطاليا..- بِدُستُورِ حُقوق الإنسانِ وميثاقِ الشَّرعية الدولية خلفَ ظُهورهم، ويَتَنَصَّلُوا، بدون أن يَرِفَّ لهم جفنٌ، من التزاماتهم القانونيةِ والأخلاقية ويَتَنَاسَوا فجأةً شِعاراتهم التي ما انفكُّوا يَتَبَجَّحُون بها في كلِّ المنتدياتِ والمُناسَباتِ!.
    ولا غرابة كذلك أن يتسابقوا لترديد تلك المقولات الشهيرة المُبرِّرَةِ للاستعمار والعدوان على الآخرين من قبيل : الحرب بين «الخير والشر»..وبين «الإنسان المتحضر والحيوانات»..
    كل هذا من أجل المحافظة على التَّكتُّلِ المصلحي الذي يَجمعُهمْ.
    فمن أجل حمايةِ مصالحِ الغرب المُتَّحِدِ، كان لا بدَّ لهؤلاء الزعماء من الوقوفِ ضِدَّ الحقِّ ومُناصَرةِ الظُّلْمِ وكمِّ الأفْواه المُعارِضة للعُدوان في بلدانهم، ومنع المظاهرات وقَمعها أحيانًا..والاصْطِفَافِ بِلاَ قيدٍ أو شَرطٍ خَلفَ الولايات المتحد الأمريكية.
    أما عن هذه الأخيرة، فإن موقفها وتصرفها أمام العدوان على غزة يؤَكِّدانِ، لمن لا تزال بِنَفْسِهِ ذَرَّةُ شَكٍّ، أن تَحوُّلاً جذريا ما قد طَالَ سياسةَ هذه الدولة العظمى. أي أن الولايات المتحدة اليوم ليستْ الولايات المتحدة بالأمسِ. لقد تغيَّرَ وضعُها وأنَّ علينا، نحن العرب، كذلك أن نَتغيَّر، و نُغَيِّرَ بالتالي مَواقِعَ النظرِ إليها ونُجَدِّدَ منطلقاتِ التعاملِ معها. لقد أخلصت لنَهْجِهَا التَّقليديِّ المتَّبَعِ في تعاملها مع القضايا العربية، وأكدت أن مصالحَها تَعلُو على مصالح أصدقائها العرب، وأن خطابها السياسي الموجَّهَ إلى القادة العرب في هذه الظروف صريحٌ لا لُبْسَ فيه ولا يَقبَلُ التأويل.
    وأن على القادة العرب أن يُخَفِّضُوا سَقْفَ انتظاراتهم في تعاملهم مع السياسة الأمريكية، المعاصرة على الأقل، و أن يغيروا مَسَارَ جُهودِهم وتفكيرِهم ونواياهم الحسنة لكي يَصُبَّ فيما يَخدِمُ مَصالحَهم القُطريَّةَ والقَوميَّةَ. وبدَلَ إهْدارِ الوقت في انتظار تَغَيُّرِ السياسة الأمريكية، وِفْقَ المنظور العربي وما ينسجم مع المصالح العربية، يَجِبُ أن يَنكبُّوا على بناء طاقات الرَّدْعِ المحلية المتنوعة، وبناء الشخصية السياسة العربية القوية، ويُبادِرُوا إلى نَسْفِ هَيْكَلِ الجامعة العربية التقليدي المُتَآكِلِ وإعادةِ بِنَاءِ جامعةٍ عربيةٍ جديدةٍ على أُسُسٍ مَتِينَةٍ، قَاعدتُها شعوبٌ مُثقفة مُكَرَّمَةٌ وسَقْفُهَا حُكَّامٌ شَرعيُّونَ مُخلِصُونَ لِأوطانِهم ولِأُمَّتِهِمْ. فَبِغَيْرِ هذه الطريقة لا يُمكِنُ لِلْعَقْلِ السياسي العربي أن يُسْمِعَ الآخرَين صوتَهُ . ولا يمكن للذات العربية أن تَفْرِضَ على الأقوياء مطالبَها المشروعة، وبالتالي لا يمكن للعرب أن يَتَبَوَّؤُوا مَكانَةً مُحترَمة في عالم اليوم.
    إن الرِّهانَ على امتلاكِ القوة الذاتية هو ما تَبَقَّى للعرب من أوراقٍ بَعدَما خَسِرُوا كلَّ أوراق اللعب السياسي مع أمريكا والقوى الغربية المرتبطة بها، وأضاعوا كل الرهانات وعقودا طويلة من العيش في الاوتوبيا. طوفان الأقصى قد دق الأجراس ووقتُ الصَّحْوَةٍ والعودةٍ إلى الواقِعِيَّةِ قد حَانَ. أما انتظار قدومِ «غودوGODOT» الحُلُولِ السياسيةِ للأزمات العربية من مجلس أمن صوري، وعلى الصورة وبالتشكيلة التي هو عليها الآن تحت المظلة الأمريكية، فهو مضيعَةٌ للوقتِ وعيشٌ على الأوهامِ. واللُّهاثُ وراءَ وُعُودٍ عَسَلِيَّةٍ من قبيل «حل الدولتين» ما هو إلا لهاثٌ خَلفَ سرابٍ. و«إنك لا تجني من الشَّوْكِ العِنَبَ، كما يقول المثل العربي. لسنا من المتشائمين ولا من يَشْرَئِبُّ إلى الغَدِ بِنظَّارَةٍ سَوداءَ ، ولكن ما يَجري بغزة ومواقفَ #القِوى #العظمى منهُ لا يبعثُ على التَّفاؤُلِ مع الأسف.
    ويَبقى عَزاؤُنا الوَحيد وأملُنا في هذه الظروفِ العربية القاتِمَةِ هوما يُسَطِّرُهُ أبطالُ المقاومةِ الشجعان من ملاحمَ أسطوريةٍ لم يرَ لها تاريخُ البشريةِ مثيلاً بِحِبرٍ نُورانِيٍّ، مِزَاجُهُ دمٌ وعَرَقٌ وجُوعٌ وعَطشٌ وصَبرٌ وألمٌ وحُلُمٌ بِغَدٍ أفضل.....□ ‏نظرية الحصان الميت (Dead Horse Theory) ..
    هي استعارة ساخرة توضح بأن هناك بعض الناس أو المؤسسات أو الشعوب تتعامل مع #مشكلة واضحة وكانّها غير مفهومة، لكن بدل الاعتراف بالحقيقة، يتعامون ويتفننون في تبريرها والفكرة ببساطة :
    لو اكتشفت بأنك راكباً على حصان ميت، فإن أفضل حل وأبسطه هو أن تنزل من فوقه وتتركه ولكن الواقع فعليًا :
    أنَّ هناك أناس أو #مؤسسات أو @شعوب بدلاً من أن تنزل من على الحصان، يتخذون اجراءات اخرى مثل :
    1. يأتون بسرج جديد ..
    2. يأتون بالعلف للحصان ..
    3. يغيرون الفارس الذي يركبه ..
    4. يعزلون الموظف الذي يتولى رعايته ويأتون بموظف جديد بدلاً عنه ..
    5. يعقدون اجتماعات لمناقشة اجراءات لزيادة سرعة الحصان ..
    6. تشكيل لجان وفرق عمل لدراسة الحصان الميت وتحليل الموضوع من كل الجوانب، فاللجنة تعمل لأشهر ثم ترفع التقارير ومقترحات حلول للحصان ميت ..
    7. في النهاية، اللجان تتوصل لنفس النتيجة، المعروفة من البداية "الحصان ميت" ..
    8. ولكن مع ضياع كل الجهد والموارد والوقت، يكابرون في قول الحقيقة، ومن أجل التبرير يقارنون الحصان بأحصن ميتة مثله ويوصون بأن الحصان ميت لأنه ينقصه التدريب، ويحتاج إلى دورة تدريبية ..
    9. وهذه الدورة تتطلب زيادة @ميزانية @الحصان ..
    10. وفي الأخير يعيدون تعريف #كلمة "ميت" لكي يقنعوا أنفسهم بأن الحصان ما زال حيا ..
    □ الدرس المستفاد من هذه #النظرية يكشف كم يوجد هناك من أناس تفضل البقاء في حالة #إنكار للواقع وتضيّع وقتها وجهدها في محاولات فاشلة، بدل من الاعتراف بالمشكلة من البداية ومعالجتها .. #ابومحمدالصفار
    الحربُ الوَحْشِيَةُ وأزْمَةُ الضَّمِيرِ الإِنْسَانِي الحَرْبُ هي الحربُ منذُ الأَزَلِ، وجْهُهَا أحمرُ وطَبْعُهَا دَمَوِيٌّ. هي الوَجْهُ الآخَرُ للقتلِ والتَّدْمِيرِ والتَّشْرِيدِ والتَّجْوِيعِ وغيرها من المصائِبِ والوَيْلاتِ. لكن مع ذلك يمكننا أن نَتحدَّث عن حرب شَرعِيَّةٍ تُنَفَّذُ منْ أجلِ استِرْدادِ حَقٍّ ودَفْعِ عُدوانٍ خارجي وتنتهي مُهمتُها. أي أنها تتحرَّكُ ضمن إطارٍ زمكاني، وتَكُونُ محدودةً بأفُقٍ سِياسيٍّ منْ أَجلِهِ تُضَحِّي الأوطانُ بأرواحِ أَبنائِها وتَتَحَمَّلُ الخَسائِرَ الجَسِيمَةَ. وفي المقابل يمكننا التحدث عن حَرْبٍ غيرِ شرعيةٍ، عُدوانِيَّةٍ، فَاقدةٍ لِلأسبابِ والأهدافِ. حرب عبثية قد تكون وسيلةً لِإِشباعِ نَزَعاتِ الانتقامِ من أجل الانتقام، والتدميرِ من أجلِ التدميرِ، والقتلِ من أجل القتل، وبدون أهدافٍ مَعقولةٍ محدَّدَةٍ و بدون أفقٍ سياسي محدَّدٍ. وهذا المفهومُ البشعُ للحرب هو ما نَرَاهُ مُطَبَّقًا بِشكلٍ جَلِيٍّ في غزة. في هذا الإطار أيضا يمكننا التحدث عن «أخلاق الحرب» . وبوسعنا أن نستحضرَ نماذجَ كثيرة للحروبِ المطبوعة بِطابَعِ الأخلاقِ منذُ فَجرِ التاريخ العربي والإنساني القديم. ولقد كانت الغزواتُ والفتوحاتُ العربية الإسلامية بِاعترافِ وشهاداتِ مؤرخي الغَربِ خَيرَ شَاهِدٍ على تَلازُمِ الحربِ والأخلاقِ. ففي تلك الأزمنة السَّحِيَقِة، التي لم تكنْ فيها معاهدٌ للدِّرَاسَاتِ الاسْتراتيجيَّةِ وأكاديمياتٌ عسكريةٌ ولا محاكمُ جِناياتٍ دوليةٍ، كان بالتأكيدِ وُجُودٌ لِشَيْءٍ يُعَبِّرُ عنْ تَحَضُّرِ المُجتمعاتِ ويُجَسِّدُ رَهَافَةَ حِسِّهِمْ الأَدَمِيِّ اسْمُهُ:«أخلاقُ الحَرْبِ». رغم ما يرويه التاريخ عن هَمَجِيَّةِ قَادَةِ حربٍ مشهورين ووحشيةِ حُروبِهِمْ ، كانتْ في سَماءِ الماضي المظلمِ بُقَعُ نُورٍ كثيرةٍ. فمقابل وَحْشِيَّةِ عسكريين أفرادٍ وجيوش غزاة بربريين، كانت هنالك جيوشٌ نِظامِيَّةٌ تَحكُمُها مَرْجِعَيَّةٌ حضاريةٌ وأخلاقيةٌ، عَرفَتْ كيفَ تُحافِظُ على التَّوَازُنِ بينَ ضَرورَةِ الحَربِ وقوانِينِهَا. فحتى عندما تُكَشِّرُ الحَرْبُ عنَ أَنْيَابِهَا ويتأجَّجُ سُعَارُهَا كانتِ الأخلاقُ تُوجِّهُ سُلوكَ المُحاربِينَ وتَمْنَعُهُمْ من ارتكابِ الفَظائِعِ خاصةً في بَيْئَاتِ المدنِيِّينَ المُسالِمِينَ، وكانت تُرغِمُهُمْ على الإِنْصَاتِ لِأصواتِ ضَمائِرِهِمْ. كما كانت تَحُثُّهُمْ على عَدَمِ الاسْتِجَابَةِ لأصواتِ الانتقامِ المُنطلِقَةِ منْ أعماقِهِمْ، وتُنَبِّهُهُمْ إلى ضَرورةِ الرَّأْفَةِ بالنماذِجِ البَشرية التي تُعْوِزُها القُدْرَةُ والحِيَلةُ على رَدِّ العدوان أو الإفلاتِ منه، من قبيلِ الأطفالِ والشيوخِ والنِّساءِ.. بل إن الغربَ نفسَهُ كان يَتَبَجَّحُ، في عُصورِهِ الوُسطى خاصةً، بامتلاكِه ثقافةَ الفُروسِيةِ النَّبِيلَةِ. وكثيرًا ما كانتْ «روايات الفروسية» خاصةً تُظْهِرُ الفُرسانَ في صُوَرِ أَنْصَاِف الآلهةِ المُتَرَفِّعَةِ عنِ الظلمِ والتي لا تَتَرَدَّدُ في حِمايَةِ المَرأَة على وجهِ الخصوص منْ صُنُوفِ الأَذَى التي يمكن أن تَتَعَرَّضَ لها من طَرِف قُطَّاعِ الطُّرُقِ والمُجرِمين.(كما تشير إلى ذلك رواية "دونكيشوت" ل "سرفانتيس).. هي إذن أخلاقُ حَرْبٍ فِطريَّةٍ تَمَخَضَتْ عنها قوانينُ حَرْبٍ غيرِ مَكتُوبَةٍ، كانت المجتمعات القديمة تتوارثُها في شَكْلِ دُسْتُورٍ عُرْفِيٍّ. وذلك كان معروفًا ومُطَبَّقًا قبلَ وُجُودِ شَيْءٍ اسمُهُ «القانونُ الدولي». وبعد قرونٍ طويلةٍ، من الضروري أن نتساءل بنوع من الحَسرَةِ والأَلَمِ: أين نحن من أخلاقِ الحربِ ومن الضَّمِيرِ الإنساني بخصوص ما يَجري في غزة من جرائم وانتهاكاتٍ ودَوْسٍ على القِيم الإنسانيةِ وَتمَرُّدٍ على الأعْرافِ والقوانين الدولية؟؟.. لا وجودَ لكلمات أو عبارات كفيلةٍ بوصف ما تَرتكِبُهُ آلةُ الحرب الوحشية من جرائمَ على أرضِ غزةَ الأبية منذُ شهورٍ وعلى مَدارِ الساعة.. أهوالٌ تفوقُ الخيالَ، وإرهابُ دَولةٍ لم يَسبِقْ له مثيلٌ في التاريخِ الإنساني القديم والمعاصر. الضميرُ الإنساني مصدومٌ وبلاغة التعبيرِ عاجزةٌ. والأخلاقُ مُرتَعِبةٌ. والعقلُ السليمُ لا يُصَدِّقُ ما يَراهُ ويَسْمَعُهُ منْ مَشاهدَ وأخبارٍ يَنْبُو عنْهَا الطَّبْعُ السَّوِيُّ وتَكرهُها الحضارة. والإنسانية جاحِظَة العينين، في حالة ذُهولٍ، لا تدري أهي أمام كابوسٍ مرعِبٍ أمْ أمام حقائقَ مُفْزِعَةٍ. هذه الإنسانية التي اعتقدت أنها طَوَتْ عصورَ التوحُّشِ والهَمَجِيَّةِ، وفتحتْ صفحةً جديدةً مشرقةً في سِجِّل تاريخها المظلم استفاقتْ على واقعٍ صادمٍ تُوثِّقُه كاميراتُ المتابعين، وتَعرضُ بشاعتَه الشاشاتُ العالمية بشكلٍ مُقْرٍفٍ ومُستفزٍّ وجارحٍ للضمير والمشاعرٍ الإنسانية. مما يؤكد بما لا يَدَعُ مجالا للشك أنَّ مَنْ ظنَّ أن الإنسانية المعاصرة قد قَبَرَتْ ماضيها المظلم وإلى الأبَد فهو وَاهِم. و بوسعنا الجزم بأن المشاهدَ التي رآها العالم في غزة ما هي إلا صور جديدة للجرائم الأسطورية التي تَحدَّثَ عنها التاريخ من قَبِيل مَحارق "نيرون" ومجازر "التتار" و"الصليبيين" وما يشبهها في تلك العصور القديمة المتوحشة. بل قد لا نبالغ إذا ما قلنا إن جرائم الماضي البعيد لا قيمةَ لها أمام هَوْلِ وفَظاعة المجازر المعاصِرة التي تُقْتَرَفُ يوميا في غزة خصوصا وفي فلسطين على العموم. ما الذي حل بالضمير العالمي وماذا دهاه وأصابه بالشلل؟، ما باله تَسمَّر في وَضْعِ المَشدُوه المتفرِّج على هذه الأحداث الدامية الجارية على أرض غزة وكأنها تدور في كوكب آخر لا يعنيه؟. قد يَتَقَبَّلُ العقل الإنساني وقوعَ جرائم في عصور الظلام الماضية على اعتبار أن الإنسانية لا تزال أقربَ إلى عَهدِها البدائي البَربَري الأول، حيث كانت تعيش جَنْبًا إلى جَنبِ الحيواناتِ المفترسة والضواري القاتلة. وكان قَدَرُ الإنسان القديم أن يتحول- بحكم الواقع المَعِيش وتعايُشِه اليومي مع تلك الوحوش- إلى وحش دموي ليدافع عن نفسه ووجوده بكل الوسائل المشروعة وغير المشروعة حتى ولو اقتضى منه الدفاعُ عنِ النفس إبادةَ عَشيرةِ حيوانات بِأكمَلِها!. ولقد كانت الظروفُ مواتيةً في الماضي البعيد للطغاةِ المجرمين وللسفَّاحين أن يرتكبوا جرائمَ فظيعة حيثما شاؤوا، وبكل الطُّرُقِ التي تُمكِّنُهُم من إشباعَ غريزةِ القتل المتحكِّمةِ في نفوسِهم المريضةِ، بعيدا عن أنظار الإنسانية، وفي عالم واسع مترامي الأطراف مفتقرٍ لوسائل التواصل السمعية والمرئية.. أما أن يَرتكبَ أشرارٌ معاصرون جرائمَ إبادةٍ جماعيةٍ أمامَ أنظارِ «العالم»، بما يعنيه من منظمات للأمم المتحدة ومنظمة المؤتمر الإسلامي والجامعة العربية، وأمام حُماةِ الأخلاق ورجالاتِ القانون والفِكر..وأن تُمَارَسَ أشكالٌ رهيبةٌ من القَتْلِ الجماعي للأطفال والنساء والشيوخِ، وتَتِمَّ إباداتٌ جماعيةٌ لِأُسَرٍ بأكملها، وَتُدَمَّرَ أحياءٌ سَكَنِيَّةٌ بِرُمَّتِهَا، أمام هيئاتِ ومنظماتِ حُقوق الإنسان ومحاكِم العدلِ والجنايات الدَّوليةِ التي بَناها الإنسانُ من أَجْلِ القَطعِ مع عُهود السِّيبَة والعَنْجَهِيَّةِ والسلوكيات الحيوانية ..فهذا أمرٌ مدهشٌ حقا ومخيف!. إنَّ ما نُشاهده ونَسمعُه اليوم من فظائع شيءٌ رهيبٌ لا يُساعد على التفاؤلِ بشأن مُستقبلِ الإنسانية!. والحق أنه إذا كان لهذه الحربِ القَذِرَةِ من إِيجابِيَّةٍ ما- والحربُ كلها مساوئ وقذارات- فهي أنها فَضَحتْ عُيوبَ الإنسانيةِ المعاصرة وكشفتْ عن جُملة حقائق: أولها – سلبية وضعف هذه المؤسسة المعروفة ب «الأمم الأمم المتحدة» التي تحولتْ أمام غَطرسة ثُلَّةٍ من الأفَّاقِينَ، المتمرِّدِينَ على القانونِ الدولي، إلى مؤسسةٍ واهية ، أشبه ببيت عنكبوتٍ، مَنزوعةِ القُوَّةِ والإرادةِ من ناحية، ونفاقُ«مجلس الأمن » التابع لها من ناحية أخرى. إنه مجلس صُوري. وُجودُهُ كعدَمِه. لا يُساعد على حلِّ المشاكلِ العالمية. بل على العكس يُساعد على تَفاقُمِها وتعقيدها. يَتشكلُ من فُرَقاءَ تجمعُهم المصلحةُ الخاصة المشتركة وتُفرِّقُهم شكلياتٌ لا يُعتدُّ بها. لذلك يُمكنُ تَصنيفُهُم شَكليا إلى فِرقٍ ثلاثة: فريق أول، يتميز أعضاؤه بالصَّلَفِ والطغيان، يمارسُ التحريضَ على العدوان بمختلف الأساليب.. وفريق ثان، يَتَّسم بالجُبنِ والسلبية التامة، ويكتفي بالتَّمَتْرُسِ وراء الصمتِ المريب.. فريقٌ ثالثٌ، منْ عادتِه ممارسةُ لُعْبَةِ اللَّفِّ والدَّوران حول الحقائقِ السَّاطِعَةِ وتقمُّصُ أقنِعةِ النِّفَاقِ بكلِّ ألوانها.. لقد برهنتْ هذه الحربُ الظالمة على أن القَيِّمِينَ على تَصريف أعمال هاتين المؤسستين الدوليتين ما هم إلا تَكَتُّلًا مصلحيا مُتَشَكِّلًاً من ذوي نفوذٍ اقتصادي وسياسي، خَتَمَتِ المصالحُ الماديةُ على قلوبِهم وأسماعِهم وأبصارِهم وجَعلَتهُم كائناتٍ رُبُوتِيةً صَلبةً فاقِدةً لأيِّ نوعٍ من أنواعِ الشُّعورِ الإنساني الفطري. فصاروا كائناتٍ آليةً لا تَسمعُ ولا تَرى ولا تُحسُّ بِغَيرِ ما يتناغمُ مع تلك المصالح. لهذا من الطبيعي ألا يَروا الدَّمَ المسفوحَ بغزارة في الشوارع وتحت أسقُفِ البنايات بغير حقٍّ، وألا يَسْمَعُوا أنَّاتِ الأطفال والنساءِ والشيوخِ تحت الأنقاض و صَرخاتِ الجَوعى والعَطشى، وألا يُحِسُّوا بألمِ الجرْحى واليتامى والمُشَرَّدِين.. مجلس الأمن ما هو إلا نادٍ للأقوياء. بل الأرجح أنه محمية تَضِجُّ بِزئير وقرقعات أنياب المصالح. لهذا من الطبيعي ألا تسمع فيه صرخات الضعفاء والمستضعفين في الأرض. وبالتالي من حقِّ كلِّ مُتتبِّعٍ لوضْعِ هذه الهَيْئَةِ الأمَمِيةِ السلبي، والمتواطِئ في آنٍ واحدٍ، أن يَقتنعَ بضرورة إحداثِ تغييرٍ جَذريٍّ في هَياكِلِهَا وأسلوبِ عَملِها. أجل إنها، بتركيبتها التَّمثيليةِ الحالية، غيرُ جديرةٍ بأن تكون مُنَصَّبةً في هذا المَقامِ، وليس منْ حقِّها أن تُمثِّلَ الأممَ وشعوبَ العالمِ، لأنَّها مؤسَّسَةٌ مَخلوقةٌ منذُ البَدْءِ لكي تَخدمَ فقط مصالحِ الأقلية المُتَنَفِّذَةِ والمُسيطِرةِ على الاقتصاد العالمي . ثانيها- نِفاقُ الغربِ وسُقوطُه الأخلاقي: فلطالما تغنَّى الغرب ب«حقوق الإنسان» وردَّدَ هذه الأسطوانةَ على أسْمَاعِ «العالمِ غيرِ المُتحضِّر». وما أكثر المناسبات التي تَظاهرَ خلالها باعتباره الحامي لحقوقِ الإنسان وتَبَاهى بِكَوْنِ بلدانِهِ منابعَ حُقوقِ الإنسان. ولم يَكتفِ بذلك بل كثيرًا ما يُبادرُ إلى إِشْهارِ ورقة حقوقِ الإنسان الحمراء في وَجْهِ حكوماتِ بلدانِ العالم الثالثِ وفَرْضِ عقوباتٍ مختلفة عليها.. هذا «الغرب المتحضِّرُ» هو الذي يَظهرُ خلال هذه الأيام في قَمِيصِ الخَاذلِ المتنكِّر لِقِيَمِ أَسْلافِهِ التَّنوِيرَيِّينَ. وهو الذي يَتحيَّزُ وبِشَكلٍ سَافِرٍ إلى مُجرمي الحربِ ويُباركُ جرائمَهم ويناصرُ قَراراتهم المُتَطرِّفَة. وهو نفسه الذي تنكَّر لِثَوَرَاتِهِ الكُبرى التي نَشأتْ في بُلدانِهِ منْ أَجْلِ كَنْسِ الظُّلْمِ وفَرْضِ قِيَّمَ الحَقِّ والعدلِ والمُساواة.. وغيرها من الشِّعاراتِ التي تَردَّدَتْ على ألسِنة مفكري عَصرِ التنوير. ولا غرابة أن يُلقي زُعماء هذا «الغرب المتحضر» - بَدءًا بالولايات المتحدة الأمريكية ومرورًا بكندا و بفرنسا وألمانيا وإيطاليا..- بِدُستُورِ حُقوق الإنسانِ وميثاقِ الشَّرعية الدولية خلفَ ظُهورهم، ويَتَنَصَّلُوا، بدون أن يَرِفَّ لهم جفنٌ، من التزاماتهم القانونيةِ والأخلاقية ويَتَنَاسَوا فجأةً شِعاراتهم التي ما انفكُّوا يَتَبَجَّحُون بها في كلِّ المنتدياتِ والمُناسَباتِ!. ولا غرابة كذلك أن يتسابقوا لترديد تلك المقولات الشهيرة المُبرِّرَةِ للاستعمار والعدوان على الآخرين من قبيل : الحرب بين «الخير والشر»..وبين «الإنسان المتحضر والحيوانات».. كل هذا من أجل المحافظة على التَّكتُّلِ المصلحي الذي يَجمعُهمْ. فمن أجل حمايةِ مصالحِ الغرب المُتَّحِدِ، كان لا بدَّ لهؤلاء الزعماء من الوقوفِ ضِدَّ الحقِّ ومُناصَرةِ الظُّلْمِ وكمِّ الأفْواه المُعارِضة للعُدوان في بلدانهم، ومنع المظاهرات وقَمعها أحيانًا..والاصْطِفَافِ بِلاَ قيدٍ أو شَرطٍ خَلفَ الولايات المتحد الأمريكية. أما عن هذه الأخيرة، فإن موقفها وتصرفها أمام العدوان على غزة يؤَكِّدانِ، لمن لا تزال بِنَفْسِهِ ذَرَّةُ شَكٍّ، أن تَحوُّلاً جذريا ما قد طَالَ سياسةَ هذه الدولة العظمى. أي أن الولايات المتحدة اليوم ليستْ الولايات المتحدة بالأمسِ. لقد تغيَّرَ وضعُها وأنَّ علينا، نحن العرب، كذلك أن نَتغيَّر، و نُغَيِّرَ بالتالي مَواقِعَ النظرِ إليها ونُجَدِّدَ منطلقاتِ التعاملِ معها. لقد أخلصت لنَهْجِهَا التَّقليديِّ المتَّبَعِ في تعاملها مع القضايا العربية، وأكدت أن مصالحَها تَعلُو على مصالح أصدقائها العرب، وأن خطابها السياسي الموجَّهَ إلى القادة العرب في هذه الظروف صريحٌ لا لُبْسَ فيه ولا يَقبَلُ التأويل. وأن على القادة العرب أن يُخَفِّضُوا سَقْفَ انتظاراتهم في تعاملهم مع السياسة الأمريكية، المعاصرة على الأقل، و أن يغيروا مَسَارَ جُهودِهم وتفكيرِهم ونواياهم الحسنة لكي يَصُبَّ فيما يَخدِمُ مَصالحَهم القُطريَّةَ والقَوميَّةَ. وبدَلَ إهْدارِ الوقت في انتظار تَغَيُّرِ السياسة الأمريكية، وِفْقَ المنظور العربي وما ينسجم مع المصالح العربية، يَجِبُ أن يَنكبُّوا على بناء طاقات الرَّدْعِ المحلية المتنوعة، وبناء الشخصية السياسة العربية القوية، ويُبادِرُوا إلى نَسْفِ هَيْكَلِ الجامعة العربية التقليدي المُتَآكِلِ وإعادةِ بِنَاءِ جامعةٍ عربيةٍ جديدةٍ على أُسُسٍ مَتِينَةٍ، قَاعدتُها شعوبٌ مُثقفة مُكَرَّمَةٌ وسَقْفُهَا حُكَّامٌ شَرعيُّونَ مُخلِصُونَ لِأوطانِهم ولِأُمَّتِهِمْ. فَبِغَيْرِ هذه الطريقة لا يُمكِنُ لِلْعَقْلِ السياسي العربي أن يُسْمِعَ الآخرَين صوتَهُ . ولا يمكن للذات العربية أن تَفْرِضَ على الأقوياء مطالبَها المشروعة، وبالتالي لا يمكن للعرب أن يَتَبَوَّؤُوا مَكانَةً مُحترَمة في عالم اليوم. إن الرِّهانَ على امتلاكِ القوة الذاتية هو ما تَبَقَّى للعرب من أوراقٍ بَعدَما خَسِرُوا كلَّ أوراق اللعب السياسي مع أمريكا والقوى الغربية المرتبطة بها، وأضاعوا كل الرهانات وعقودا طويلة من العيش في الاوتوبيا. طوفان الأقصى قد دق الأجراس ووقتُ الصَّحْوَةٍ والعودةٍ إلى الواقِعِيَّةِ قد حَانَ. أما انتظار قدومِ «غودوGODOT» الحُلُولِ السياسيةِ للأزمات العربية من مجلس أمن صوري، وعلى الصورة وبالتشكيلة التي هو عليها الآن تحت المظلة الأمريكية، فهو مضيعَةٌ للوقتِ وعيشٌ على الأوهامِ. واللُّهاثُ وراءَ وُعُودٍ عَسَلِيَّةٍ من قبيل «حل الدولتين» ما هو إلا لهاثٌ خَلفَ سرابٍ. و«إنك لا تجني من الشَّوْكِ العِنَبَ، كما يقول المثل العربي. لسنا من المتشائمين ولا من يَشْرَئِبُّ إلى الغَدِ بِنظَّارَةٍ سَوداءَ ، ولكن ما يَجري بغزة ومواقفَ #القِوى #العظمى منهُ لا يبعثُ على التَّفاؤُلِ مع الأسف. ويَبقى عَزاؤُنا الوَحيد وأملُنا في هذه الظروفِ العربية القاتِمَةِ هوما يُسَطِّرُهُ أبطالُ المقاومةِ الشجعان من ملاحمَ أسطوريةٍ لم يرَ لها تاريخُ البشريةِ مثيلاً بِحِبرٍ نُورانِيٍّ، مِزَاجُهُ دمٌ وعَرَقٌ وجُوعٌ وعَطشٌ وصَبرٌ وألمٌ وحُلُمٌ بِغَدٍ أفضل.....□ ‏نظرية الحصان الميت (Dead Horse Theory) .. هي استعارة ساخرة توضح بأن هناك بعض الناس أو المؤسسات أو الشعوب تتعامل مع #مشكلة واضحة وكانّها غير مفهومة، لكن بدل الاعتراف بالحقيقة، يتعامون ويتفننون في تبريرها والفكرة ببساطة : لو اكتشفت بأنك راكباً على حصان ميت، فإن أفضل حل وأبسطه هو أن تنزل من فوقه وتتركه ولكن الواقع فعليًا : أنَّ هناك أناس أو #مؤسسات أو @شعوب بدلاً من أن تنزل من على الحصان، يتخذون اجراءات اخرى مثل : 1. يأتون بسرج جديد .. 2. يأتون بالعلف للحصان .. 3. يغيرون الفارس الذي يركبه .. 4. يعزلون الموظف الذي يتولى رعايته ويأتون بموظف جديد بدلاً عنه .. 5. يعقدون اجتماعات لمناقشة اجراءات لزيادة سرعة الحصان .. 6. تشكيل لجان وفرق عمل لدراسة الحصان الميت وتحليل الموضوع من كل الجوانب، فاللجنة تعمل لأشهر ثم ترفع التقارير ومقترحات حلول للحصان ميت .. 7. في النهاية، اللجان تتوصل لنفس النتيجة، المعروفة من البداية "الحصان ميت" .. 8. ولكن مع ضياع كل الجهد والموارد والوقت، يكابرون في قول الحقيقة، ومن أجل التبرير يقارنون الحصان بأحصن ميتة مثله ويوصون بأن الحصان ميت لأنه ينقصه التدريب، ويحتاج إلى دورة تدريبية .. 9. وهذه الدورة تتطلب زيادة @ميزانية @الحصان .. 10. وفي الأخير يعيدون تعريف #كلمة "ميت" لكي يقنعوا أنفسهم بأن الحصان ما زال حيا .. □ الدرس المستفاد من هذه #النظرية يكشف كم يوجد هناك من أناس تفضل البقاء في حالة #إنكار للواقع وتضيّع وقتها وجهدها في محاولات فاشلة، بدل من الاعتراف بالمشكلة من البداية ومعالجتها .. #ابومحمدالصفار
    0 التعليقات 0 المشاركات 44 مشاهدة 0 معاينة
الصفحات المعززة
إعلان مُمول
إعلان مُمول