• Читать далее
    الحربُ الوَحْشِيَةُ وأزْمَةُ الضَّمِيرِ الإِنْسَانِي الحَرْبُ هي الحربُ منذُ الأَزَلِ، وجْهُهَا أحمرُ وطَبْعُهَا دَمَوِيٌّ. هي الوَجْهُ الآخَرُ للقتلِ والتَّدْمِيرِ والتَّشْرِيدِ والتَّجْوِيعِ وغيرها من المصائِبِ والوَيْلاتِ. لكن مع ذلك يمكننا أن نَتحدَّث عن حرب شَرعِيَّةٍ تُنَفَّذُ منْ أجلِ استِرْدادِ حَقٍّ ودَفْعِ عُدوانٍ خارجي وتنتهي مُهمتُها. أي أنها تتحرَّكُ ضمن إطارٍ زمكاني، وتَكُونُ محدودةً بأفُقٍ سِياسيٍّ منْ أَجلِهِ تُضَحِّي الأوطانُ بأرواحِ أَبنائِها وتَتَحَمَّلُ الخَسائِرَ الجَسِيمَةَ. وفي المقابل يمكننا التحدث عن حَرْبٍ غيرِ شرعيةٍ، عُدوانِيَّةٍ، فَاقدةٍ لِلأسبابِ والأهدافِ. حرب عبثية قد تكون وسيلةً لِإِشباعِ نَزَعاتِ الانتقامِ من أجل الانتقام، والتدميرِ من أجلِ التدميرِ، والقتلِ من أجل القتل، وبدون أهدافٍ مَعقولةٍ محدَّدَةٍ و بدون أفقٍ سياسي محدَّدٍ. وهذا المفهومُ البشعُ للحرب هو ما نَرَاهُ مُطَبَّقًا بِشكلٍ جَلِيٍّ في غزة. في هذا الإطار أيضا يمكننا التحدث عن «أخلاق الحرب» . وبوسعنا أن نستحضرَ نماذجَ كثيرة للحروبِ المطبوعة بِطابَعِ الأخلاقِ منذُ فَجرِ التاريخ العربي والإنساني القديم. ولقد كانت الغزواتُ والفتوحاتُ العربية الإسلامية بِاعترافِ وشهاداتِ مؤرخي الغَربِ خَيرَ شَاهِدٍ على تَلازُمِ الحربِ والأخلاقِ. ففي تلك الأزمنة السَّحِيَقِة، التي لم تكنْ فيها معاهدٌ للدِّرَاسَاتِ الاسْتراتيجيَّةِ وأكاديمياتٌ عسكريةٌ ولا محاكمُ جِناياتٍ دوليةٍ، كان بالتأكيدِ وُجُودٌ لِشَيْءٍ يُعَبِّرُ عنْ تَحَضُّرِ المُجتمعاتِ ويُجَسِّدُ رَهَافَةَ حِسِّهِمْ الأَدَمِيِّ اسْمُهُ:«أخلاقُ الحَرْبِ». رغم ما يرويه التاريخ عن هَمَجِيَّةِ قَادَةِ حربٍ مشهورين ووحشيةِ حُروبِهِمْ ، كانتْ في سَماءِ الماضي المظلمِ بُقَعُ نُورٍ كثيرةٍ. فمقابل وَحْشِيَّةِ عسكريين أفرادٍ وجيوش غزاة بربريين، كانت هنالك جيوشٌ نِظامِيَّةٌ تَحكُمُها مَرْجِعَيَّةٌ حضاريةٌ وأخلاقيةٌ، عَرفَتْ كيفَ تُحافِظُ على التَّوَازُنِ بينَ ضَرورَةِ الحَربِ وقوانِينِهَا. فحتى عندما تُكَشِّرُ الحَرْبُ عنَ أَنْيَابِهَا ويتأجَّجُ سُعَارُهَا كانتِ الأخلاقُ تُوجِّهُ سُلوكَ المُحاربِينَ وتَمْنَعُهُمْ من ارتكابِ الفَظائِعِ خاصةً في بَيْئَاتِ المدنِيِّينَ المُسالِمِينَ، وكانت تُرغِمُهُمْ على الإِنْصَاتِ لِأصواتِ ضَمائِرِهِمْ. كما كانت تَحُثُّهُمْ على عَدَمِ الاسْتِجَابَةِ لأصواتِ الانتقامِ المُنطلِقَةِ منْ أعماقِهِمْ، وتُنَبِّهُهُمْ إلى ضَرورةِ الرَّأْفَةِ بالنماذِجِ البَشرية التي تُعْوِزُها القُدْرَةُ والحِيَلةُ على رَدِّ العدوان أو الإفلاتِ منه، من قبيلِ الأطفالِ والشيوخِ والنِّساءِ.. بل إن الغربَ نفسَهُ كان يَتَبَجَّحُ، في عُصورِهِ الوُسطى خاصةً، بامتلاكِه ثقافةَ الفُروسِيةِ النَّبِيلَةِ. وكثيرًا ما كانتْ «روايات الفروسية» خاصةً تُظْهِرُ الفُرسانَ في صُوَرِ أَنْصَاِف الآلهةِ المُتَرَفِّعَةِ عنِ الظلمِ والتي لا تَتَرَدَّدُ في حِمايَةِ المَرأَة على وجهِ الخصوص منْ صُنُوفِ الأَذَى التي يمكن أن تَتَعَرَّضَ لها من طَرِف قُطَّاعِ الطُّرُقِ والمُجرِمين.(كما تشير إلى ذلك رواية "دونكيشوت" ل "سرفانتيس).. هي إذن أخلاقُ حَرْبٍ فِطريَّةٍ تَمَخَضَتْ عنها قوانينُ حَرْبٍ غيرِ مَكتُوبَةٍ، كانت المجتمعات القديمة تتوارثُها في شَكْلِ دُسْتُورٍ عُرْفِيٍّ. وذلك كان معروفًا ومُطَبَّقًا قبلَ وُجُودِ شَيْءٍ اسمُهُ «القانونُ الدولي». وبعد قرونٍ طويلةٍ، من الضروري أن نتساءل بنوع من الحَسرَةِ والأَلَمِ: أين نحن من أخلاقِ الحربِ ومن الضَّمِيرِ الإنساني بخصوص ما يَجري في غزة من جرائم وانتهاكاتٍ ودَوْسٍ على القِيم الإنسانيةِ وَتمَرُّدٍ على الأعْرافِ والقوانين الدولية؟؟.. لا وجودَ لكلمات أو عبارات كفيلةٍ بوصف ما تَرتكِبُهُ آلةُ الحرب الوحشية من جرائمَ على أرضِ غزةَ الأبية منذُ شهورٍ وعلى مَدارِ الساعة.. أهوالٌ تفوقُ الخيالَ، وإرهابُ دَولةٍ لم يَسبِقْ له مثيلٌ في التاريخِ الإنساني القديم والمعاصر. الضميرُ الإنساني مصدومٌ وبلاغة التعبيرِ عاجزةٌ. والأخلاقُ مُرتَعِبةٌ. والعقلُ السليمُ لا يُصَدِّقُ ما يَراهُ ويَسْمَعُهُ منْ مَشاهدَ وأخبارٍ يَنْبُو عنْهَا الطَّبْعُ السَّوِيُّ وتَكرهُها الحضارة. والإنسانية جاحِظَة العينين، في حالة ذُهولٍ، لا تدري أهي أمام كابوسٍ مرعِبٍ أمْ أمام حقائقَ مُفْزِعَةٍ. هذه الإنسانية التي اعتقدت أنها طَوَتْ عصورَ التوحُّشِ والهَمَجِيَّةِ، وفتحتْ صفحةً جديدةً مشرقةً في سِجِّل تاريخها المظلم استفاقتْ على واقعٍ صادمٍ تُوثِّقُه كاميراتُ المتابعين، وتَعرضُ بشاعتَه الشاشاتُ العالمية بشكلٍ مُقْرٍفٍ ومُستفزٍّ وجارحٍ للضمير والمشاعرٍ الإنسانية. مما يؤكد بما لا يَدَعُ مجالا للشك أنَّ مَنْ ظنَّ أن الإنسانية المعاصرة قد قَبَرَتْ ماضيها المظلم وإلى الأبَد فهو وَاهِم. و بوسعنا الجزم بأن المشاهدَ التي رآها العالم في غزة ما هي إلا صور جديدة للجرائم الأسطورية التي تَحدَّثَ عنها التاريخ من قَبِيل مَحارق "نيرون" ومجازر "التتار" و"الصليبيين" وما يشبهها في تلك العصور القديمة المتوحشة. بل قد لا نبالغ إذا ما قلنا إن جرائم الماضي البعيد لا قيمةَ لها أمام هَوْلِ وفَظاعة المجازر المعاصِرة التي تُقْتَرَفُ يوميا في غزة خصوصا وفي فلسطين على العموم. ما الذي حل بالضمير العالمي وماذا دهاه وأصابه بالشلل؟، ما باله تَسمَّر في وَضْعِ المَشدُوه المتفرِّج على هذه الأحداث الدامية الجارية على أرض غزة وكأنها تدور في كوكب آخر لا يعنيه؟. قد يَتَقَبَّلُ العقل الإنساني وقوعَ جرائم في عصور الظلام الماضية على اعتبار أن الإنسانية لا تزال أقربَ إلى عَهدِها البدائي البَربَري الأول، حيث كانت تعيش جَنْبًا إلى جَنبِ الحيواناتِ المفترسة والضواري القاتلة. وكان قَدَرُ الإنسان القديم أن يتحول- بحكم الواقع المَعِيش وتعايُشِه اليومي مع تلك الوحوش- إلى وحش دموي ليدافع عن نفسه ووجوده بكل الوسائل المشروعة وغير المشروعة حتى ولو اقتضى منه الدفاعُ عنِ النفس إبادةَ عَشيرةِ حيوانات بِأكمَلِها!. ولقد كانت الظروفُ مواتيةً في الماضي البعيد للطغاةِ المجرمين وللسفَّاحين أن يرتكبوا جرائمَ فظيعة حيثما شاؤوا، وبكل الطُّرُقِ التي تُمكِّنُهُم من إشباعَ غريزةِ القتل المتحكِّمةِ في نفوسِهم المريضةِ، بعيدا عن أنظار الإنسانية، وفي عالم واسع مترامي الأطراف مفتقرٍ لوسائل التواصل السمعية والمرئية.. أما أن يَرتكبَ أشرارٌ معاصرون جرائمَ إبادةٍ جماعيةٍ أمامَ أنظارِ «العالم»، بما يعنيه من منظمات للأمم المتحدة ومنظمة المؤتمر الإسلامي والجامعة العربية، وأمام حُماةِ الأخلاق ورجالاتِ القانون والفِكر..وأن تُمَارَسَ أشكالٌ رهيبةٌ من القَتْلِ الجماعي للأطفال والنساء والشيوخِ، وتَتِمَّ إباداتٌ جماعيةٌ لِأُسَرٍ بأكملها، وَتُدَمَّرَ أحياءٌ سَكَنِيَّةٌ بِرُمَّتِهَا، أمام هيئاتِ ومنظماتِ حُقوق الإنسان ومحاكِم العدلِ والجنايات الدَّوليةِ التي بَناها الإنسانُ من أَجْلِ القَطعِ مع عُهود السِّيبَة والعَنْجَهِيَّةِ والسلوكيات الحيوانية ..فهذا أمرٌ مدهشٌ حقا ومخيف!. إنَّ ما نُشاهده ونَسمعُه اليوم من فظائع شيءٌ رهيبٌ لا يُساعد على التفاؤلِ بشأن مُستقبلِ الإنسانية!. والحق أنه إذا كان لهذه الحربِ القَذِرَةِ من إِيجابِيَّةٍ ما- والحربُ كلها مساوئ وقذارات- فهي أنها فَضَحتْ عُيوبَ الإنسانيةِ المعاصرة وكشفتْ عن جُملة حقائق: أولها – سلبية وضعف هذه المؤسسة المعروفة ب «الأمم الأمم المتحدة» التي تحولتْ أمام غَطرسة ثُلَّةٍ من الأفَّاقِينَ، المتمرِّدِينَ على القانونِ الدولي، إلى مؤسسةٍ واهية ، أشبه ببيت عنكبوتٍ، مَنزوعةِ القُوَّةِ والإرادةِ من ناحية، ونفاقُ«مجلس الأمن » التابع لها من ناحية أخرى. إنه مجلس صُوري. وُجودُهُ كعدَمِه. لا يُساعد على حلِّ المشاكلِ العالمية. بل على العكس يُساعد على تَفاقُمِها وتعقيدها. يَتشكلُ من فُرَقاءَ تجمعُهم المصلحةُ الخاصة المشتركة وتُفرِّقُهم شكلياتٌ لا يُعتدُّ بها. لذلك يُمكنُ تَصنيفُهُم شَكليا إلى فِرقٍ ثلاثة: فريق أول، يتميز أعضاؤه بالصَّلَفِ والطغيان، يمارسُ التحريضَ على العدوان بمختلف الأساليب.. وفريق ثان، يَتَّسم بالجُبنِ والسلبية التامة، ويكتفي بالتَّمَتْرُسِ وراء الصمتِ المريب.. فريقٌ ثالثٌ، منْ عادتِه ممارسةُ لُعْبَةِ اللَّفِّ والدَّوران حول الحقائقِ السَّاطِعَةِ وتقمُّصُ أقنِعةِ النِّفَاقِ بكلِّ ألوانها.. لقد برهنتْ هذه الحربُ الظالمة على أن القَيِّمِينَ على تَصريف أعمال هاتين المؤسستين الدوليتين ما هم إلا تَكَتُّلًا مصلحيا مُتَشَكِّلًاً من ذوي نفوذٍ اقتصادي وسياسي، خَتَمَتِ المصالحُ الماديةُ على قلوبِهم وأسماعِهم وأبصارِهم وجَعلَتهُم كائناتٍ رُبُوتِيةً صَلبةً فاقِدةً لأيِّ نوعٍ من أنواعِ الشُّعورِ الإنساني الفطري. فصاروا كائناتٍ آليةً لا تَسمعُ ولا تَرى ولا تُحسُّ بِغَيرِ ما يتناغمُ مع تلك المصالح. لهذا من الطبيعي ألا يَروا الدَّمَ المسفوحَ بغزارة في الشوارع وتحت أسقُفِ البنايات بغير حقٍّ، وألا يَسْمَعُوا أنَّاتِ الأطفال والنساءِ والشيوخِ تحت الأنقاض و صَرخاتِ الجَوعى والعَطشى، وألا يُحِسُّوا بألمِ الجرْحى واليتامى والمُشَرَّدِين.. مجلس الأمن ما هو إلا نادٍ للأقوياء. بل الأرجح أنه محمية تَضِجُّ بِزئير وقرقعات أنياب المصالح. لهذا من الطبيعي ألا تسمع فيه صرخات الضعفاء والمستضعفين في الأرض. وبالتالي من حقِّ كلِّ مُتتبِّعٍ لوضْعِ هذه الهَيْئَةِ الأمَمِيةِ السلبي، والمتواطِئ في آنٍ واحدٍ، أن يَقتنعَ بضرورة إحداثِ تغييرٍ جَذريٍّ في هَياكِلِهَا وأسلوبِ عَملِها. أجل إنها، بتركيبتها التَّمثيليةِ الحالية، غيرُ جديرةٍ بأن تكون مُنَصَّبةً في هذا المَقامِ، وليس منْ حقِّها أن تُمثِّلَ الأممَ وشعوبَ العالمِ، لأنَّها مؤسَّسَةٌ مَخلوقةٌ منذُ البَدْءِ لكي تَخدمَ فقط مصالحِ الأقلية المُتَنَفِّذَةِ والمُسيطِرةِ على الاقتصاد العالمي . ثانيها- نِفاقُ الغربِ وسُقوطُه الأخلاقي: فلطالما تغنَّى الغرب ب«حقوق الإنسان» وردَّدَ هذه الأسطوانةَ على أسْمَاعِ «العالمِ غيرِ المُتحضِّر». وما أكثر المناسبات التي تَظاهرَ خلالها باعتباره الحامي لحقوقِ الإنسان وتَبَاهى بِكَوْنِ بلدانِهِ منابعَ حُقوقِ الإنسان. ولم يَكتفِ بذلك بل كثيرًا ما يُبادرُ إلى إِشْهارِ ورقة حقوقِ الإنسان الحمراء في وَجْهِ حكوماتِ بلدانِ العالم الثالثِ وفَرْضِ عقوباتٍ مختلفة عليها.. هذا «الغرب المتحضِّرُ» هو الذي يَظهرُ خلال هذه الأيام في قَمِيصِ الخَاذلِ المتنكِّر لِقِيَمِ أَسْلافِهِ التَّنوِيرَيِّينَ. وهو الذي يَتحيَّزُ وبِشَكلٍ سَافِرٍ إلى مُجرمي الحربِ ويُباركُ جرائمَهم ويناصرُ قَراراتهم المُتَطرِّفَة. وهو نفسه الذي تنكَّر لِثَوَرَاتِهِ الكُبرى التي نَشأتْ في بُلدانِهِ منْ أَجْلِ كَنْسِ الظُّلْمِ وفَرْضِ قِيَّمَ الحَقِّ والعدلِ والمُساواة.. وغيرها من الشِّعاراتِ التي تَردَّدَتْ على ألسِنة مفكري عَصرِ التنوير. ولا غرابة أن يُلقي زُعماء هذا «الغرب المتحضر» - بَدءًا بالولايات المتحدة الأمريكية ومرورًا بكندا و بفرنسا وألمانيا وإيطاليا..- بِدُستُورِ حُقوق الإنسانِ وميثاقِ الشَّرعية الدولية خلفَ ظُهورهم، ويَتَنَصَّلُوا، بدون أن يَرِفَّ لهم جفنٌ، من التزاماتهم القانونيةِ والأخلاقية ويَتَنَاسَوا فجأةً شِعاراتهم التي ما انفكُّوا يَتَبَجَّحُون بها في كلِّ المنتدياتِ والمُناسَباتِ!. ولا غرابة كذلك أن يتسابقوا لترديد تلك المقولات الشهيرة المُبرِّرَةِ للاستعمار والعدوان على الآخرين من قبيل : الحرب بين «الخير والشر»..وبين «الإنسان المتحضر والحيوانات».. كل هذا من أجل المحافظة على التَّكتُّلِ المصلحي الذي يَجمعُهمْ. فمن أجل حمايةِ مصالحِ الغرب المُتَّحِدِ، كان لا بدَّ لهؤلاء الزعماء من الوقوفِ ضِدَّ الحقِّ ومُناصَرةِ الظُّلْمِ وكمِّ الأفْواه المُعارِضة للعُدوان في بلدانهم، ومنع المظاهرات وقَمعها أحيانًا..والاصْطِفَافِ بِلاَ قيدٍ أو شَرطٍ خَلفَ الولايات المتحد الأمريكية. أما عن هذه الأخيرة، فإن موقفها وتصرفها أمام العدوان على غزة يؤَكِّدانِ، لمن لا تزال بِنَفْسِهِ ذَرَّةُ شَكٍّ، أن تَحوُّلاً جذريا ما قد طَالَ سياسةَ هذه الدولة العظمى. أي أن الولايات المتحدة اليوم ليستْ الولايات المتحدة بالأمسِ. لقد تغيَّرَ وضعُها وأنَّ علينا، نحن العرب، كذلك أن نَتغيَّر، و نُغَيِّرَ بالتالي مَواقِعَ النظرِ إليها ونُجَدِّدَ منطلقاتِ التعاملِ معها. لقد أخلصت لنَهْجِهَا التَّقليديِّ المتَّبَعِ في تعاملها مع القضايا العربية، وأكدت أن مصالحَها تَعلُو على مصالح أصدقائها العرب، وأن خطابها السياسي الموجَّهَ إلى القادة العرب في هذه الظروف صريحٌ لا لُبْسَ فيه ولا يَقبَلُ التأويل. وأن على القادة العرب أن يُخَفِّضُوا سَقْفَ انتظاراتهم في تعاملهم مع السياسة الأمريكية، المعاصرة على الأقل، و أن يغيروا مَسَارَ جُهودِهم وتفكيرِهم ونواياهم الحسنة لكي يَصُبَّ فيما يَخدِمُ مَصالحَهم القُطريَّةَ والقَوميَّةَ. وبدَلَ إهْدارِ الوقت في انتظار تَغَيُّرِ السياسة الأمريكية، وِفْقَ المنظور العربي وما ينسجم مع المصالح العربية، يَجِبُ أن يَنكبُّوا على بناء طاقات الرَّدْعِ المحلية المتنوعة، وبناء الشخصية السياسة العربية القوية، ويُبادِرُوا إلى نَسْفِ هَيْكَلِ الجامعة العربية التقليدي المُتَآكِلِ وإعادةِ بِنَاءِ جامعةٍ عربيةٍ جديدةٍ على أُسُسٍ مَتِينَةٍ، قَاعدتُها شعوبٌ مُثقفة مُكَرَّمَةٌ وسَقْفُهَا حُكَّامٌ شَرعيُّونَ مُخلِصُونَ لِأوطانِهم ولِأُمَّتِهِمْ. فَبِغَيْرِ هذه الطريقة لا يُمكِنُ لِلْعَقْلِ السياسي العربي أن يُسْمِعَ الآخرَين صوتَهُ . ولا يمكن للذات العربية أن تَفْرِضَ على الأقوياء مطالبَها المشروعة، وبالتالي لا يمكن للعرب أن يَتَبَوَّؤُوا مَكانَةً مُحترَمة في عالم اليوم. إن الرِّهانَ على امتلاكِ القوة الذاتية هو ما تَبَقَّى للعرب من أوراقٍ بَعدَما خَسِرُوا كلَّ أوراق اللعب السياسي مع أمريكا والقوى الغربية المرتبطة بها، وأضاعوا كل الرهانات وعقودا طويلة من العيش في الاوتوبيا. طوفان الأقصى قد دق الأجراس ووقتُ الصَّحْوَةٍ والعودةٍ إلى الواقِعِيَّةِ قد حَانَ. أما انتظار قدومِ «غودوGODOT» الحُلُولِ السياسيةِ للأزمات العربية من مجلس أمن صوري، وعلى الصورة وبالتشكيلة التي هو عليها الآن تحت المظلة الأمريكية، فهو مضيعَةٌ للوقتِ وعيشٌ على الأوهامِ. واللُّهاثُ وراءَ وُعُودٍ عَسَلِيَّةٍ من قبيل «حل الدولتين» ما هو إلا لهاثٌ خَلفَ سرابٍ. و«إنك لا تجني من الشَّوْكِ العِنَبَ، كما يقول المثل العربي. لسنا من المتشائمين ولا من يَشْرَئِبُّ إلى الغَدِ بِنظَّارَةٍ سَوداءَ ، ولكن ما يَجري بغزة ومواقفَ #القِوى #العظمى منهُ لا يبعثُ على التَّفاؤُلِ مع الأسف. ويَبقى عَزاؤُنا الوَحيد وأملُنا في هذه الظروفِ العربية القاتِمَةِ هوما يُسَطِّرُهُ أبطالُ المقاومةِ الشجعان من ملاحمَ أسطوريةٍ لم يرَ لها تاريخُ البشريةِ مثيلاً بِحِبرٍ نُورانِيٍّ، مِزَاجُهُ دمٌ وعَرَقٌ وجُوعٌ وعَطشٌ وصَبرٌ وألمٌ وحُلُمٌ بِغَدٍ أفضل.....□ ‏نظرية الحصان الميت (Dead Horse Theory) .. هي استعارة ساخرة توضح بأن هناك بعض الناس أو المؤسسات أو الشعوب تتعامل مع #مشكلة واضحة وكانّها غير مفهومة، لكن بدل الاعتراف بالحقيقة، يتعامون ويتفننون في تبريرها والفكرة ببساطة : لو اكتشفت بأنك راكباً على حصان ميت، فإن أفضل حل وأبسطه هو أن تنزل من فوقه وتتركه ولكن الواقع فعليًا : أنَّ هناك أناس أو #مؤسسات أو @شعوب بدلاً من أن تنزل من على الحصان، يتخذون اجراءات اخرى مثل : 1. يأتون بسرج جديد .. 2. يأتون بالعلف للحصان .. 3. يغيرون الفارس الذي يركبه .. 4. يعزلون الموظف الذي يتولى رعايته ويأتون بموظف جديد بدلاً عنه .. 5. يعقدون اجتماعات لمناقشة اجراءات لزيادة سرعة الحصان .. 6. تشكيل لجان وفرق عمل لدراسة الحصان الميت وتحليل الموضوع من كل الجوانب، فاللجنة تعمل لأشهر ثم ترفع التقارير ومقترحات حلول للحصان ميت .. 7. في النهاية، اللجان تتوصل لنفس النتيجة، المعروفة من البداية "الحصان ميت" .. 8. ولكن مع ضياع كل الجهد والموارد والوقت، يكابرون في قول الحقيقة، ومن أجل التبرير يقارنون الحصان بأحصن ميتة مثله ويوصون بأن الحصان ميت لأنه ينقصه التدريب، ويحتاج إلى دورة تدريبية .. 9. وهذه الدورة تتطلب زيادة @ميزانية @الحصان .. 10. وفي الأخير يعيدون تعريف #كلمة "ميت" لكي يقنعوا أنفسهم بأن الحصان ما زال حيا .. □ الدرس المستفاد من هذه #النظرية يكشف كم يوجد هناك من أناس تفضل البقاء في حالة #إنكار للواقع وتضيّع وقتها وجهدها في محاولات فاشلة، بدل من الاعتراف بالمشكلة من البداية ومعالجتها .. #ابومحمدالصفار
    0 Комментарии 0 Поделились 61 Просмотры 0 предпросмотр
  • Читать далее
    الحربُ الوَحْشِيَةُ وأزْمَةُ الضَّمِيرِ الإِنْسَانِي الحَرْبُ هي الحربُ منذُ الأَزَلِ، وجْهُهَا أحمرُ وطَبْعُهَا دَمَوِيٌّ. هي الوَجْهُ الآخَرُ للقتلِ والتَّدْمِيرِ والتَّشْرِيدِ والتَّجْوِيعِ وغيرها من المصائِبِ والوَيْلاتِ. لكن مع ذلك يمكننا أن نَتحدَّث عن حرب شَرعِيَّةٍ تُنَفَّذُ منْ أجلِ استِرْدادِ حَقٍّ ودَفْعِ عُدوانٍ خارجي وتنتهي مُهمتُها. أي أنها تتحرَّكُ ضمن إطارٍ زمكاني، وتَكُونُ محدودةً بأفُقٍ سِياسيٍّ منْ أَجلِهِ تُضَحِّي الأوطانُ بأرواحِ أَبنائِها وتَتَحَمَّلُ الخَسائِرَ الجَسِيمَةَ. وفي المقابل يمكننا التحدث عن حَرْبٍ غيرِ شرعيةٍ، عُدوانِيَّةٍ، فَاقدةٍ لِلأسبابِ والأهدافِ. حرب عبثية قد تكون وسيلةً لِإِشباعِ نَزَعاتِ الانتقامِ من أجل الانتقام، والتدميرِ من أجلِ التدميرِ، والقتلِ من أجل القتل، وبدون أهدافٍ مَعقولةٍ محدَّدَةٍ و بدون أفقٍ سياسي محدَّدٍ. وهذا المفهومُ البشعُ للحرب هو ما نَرَاهُ مُطَبَّقًا بِشكلٍ جَلِيٍّ في غزة. في هذا الإطار أيضا يمكننا التحدث عن «أخلاق الحرب» . وبوسعنا أن نستحضرَ نماذجَ كثيرة للحروبِ المطبوعة بِطابَعِ الأخلاقِ منذُ فَجرِ التاريخ العربي والإنساني القديم. ولقد كانت الغزواتُ والفتوحاتُ العربية الإسلامية بِاعترافِ وشهاداتِ مؤرخي الغَربِ خَيرَ شَاهِدٍ على تَلازُمِ الحربِ والأخلاقِ. ففي تلك الأزمنة السَّحِيَقِة، التي لم تكنْ فيها معاهدٌ للدِّرَاسَاتِ الاسْتراتيجيَّةِ وأكاديمياتٌ عسكريةٌ ولا محاكمُ جِناياتٍ دوليةٍ، كان بالتأكيدِ وُجُودٌ لِشَيْءٍ يُعَبِّرُ عنْ تَحَضُّرِ المُجتمعاتِ ويُجَسِّدُ رَهَافَةَ حِسِّهِمْ الأَدَمِيِّ اسْمُهُ:«أخلاقُ الحَرْبِ». رغم ما يرويه التاريخ عن هَمَجِيَّةِ قَادَةِ حربٍ مشهورين ووحشيةِ حُروبِهِمْ ، كانتْ في سَماءِ الماضي المظلمِ بُقَعُ نُورٍ كثيرةٍ. فمقابل وَحْشِيَّةِ عسكريين أفرادٍ وجيوش غزاة بربريين، كانت هنالك جيوشٌ نِظامِيَّةٌ تَحكُمُها مَرْجِعَيَّةٌ حضاريةٌ وأخلاقيةٌ، عَرفَتْ كيفَ تُحافِظُ على التَّوَازُنِ بينَ ضَرورَةِ الحَربِ وقوانِينِهَا. فحتى عندما تُكَشِّرُ الحَرْبُ عنَ أَنْيَابِهَا ويتأجَّجُ سُعَارُهَا كانتِ الأخلاقُ تُوجِّهُ سُلوكَ المُحاربِينَ وتَمْنَعُهُمْ من ارتكابِ الفَظائِعِ خاصةً في بَيْئَاتِ المدنِيِّينَ المُسالِمِينَ، وكانت تُرغِمُهُمْ على الإِنْصَاتِ لِأصواتِ ضَمائِرِهِمْ. كما كانت تَحُثُّهُمْ على عَدَمِ الاسْتِجَابَةِ لأصواتِ الانتقامِ المُنطلِقَةِ منْ أعماقِهِمْ، وتُنَبِّهُهُمْ إلى ضَرورةِ الرَّأْفَةِ بالنماذِجِ البَشرية التي تُعْوِزُها القُدْرَةُ والحِيَلةُ على رَدِّ العدوان أو الإفلاتِ منه، من قبيلِ الأطفالِ والشيوخِ والنِّساءِ.. بل إن الغربَ نفسَهُ كان يَتَبَجَّحُ، في عُصورِهِ الوُسطى خاصةً، بامتلاكِه ثقافةَ الفُروسِيةِ النَّبِيلَةِ. وكثيرًا ما كانتْ «روايات الفروسية» خاصةً تُظْهِرُ الفُرسانَ في صُوَرِ أَنْصَاِف الآلهةِ المُتَرَفِّعَةِ عنِ الظلمِ والتي لا تَتَرَدَّدُ في حِمايَةِ المَرأَة على وجهِ الخصوص منْ صُنُوفِ الأَذَى التي يمكن أن تَتَعَرَّضَ لها من طَرِف قُطَّاعِ الطُّرُقِ والمُجرِمين.(كما تشير إلى ذلك رواية "دونكيشوت" ل "سرفانتيس).. هي إذن أخلاقُ حَرْبٍ فِطريَّةٍ تَمَخَضَتْ عنها قوانينُ حَرْبٍ غيرِ مَكتُوبَةٍ، كانت المجتمعات القديمة تتوارثُها في شَكْلِ دُسْتُورٍ عُرْفِيٍّ. وذلك كان معروفًا ومُطَبَّقًا قبلَ وُجُودِ شَيْءٍ اسمُهُ «القانونُ الدولي». وبعد قرونٍ طويلةٍ، من الضروري أن نتساءل بنوع من الحَسرَةِ والأَلَمِ: أين نحن من أخلاقِ الحربِ ومن الضَّمِيرِ الإنساني بخصوص ما يَجري في غزة من جرائم وانتهاكاتٍ ودَوْسٍ على القِيم الإنسانيةِ وَتمَرُّدٍ على الأعْرافِ والقوانين الدولية؟؟.. لا وجودَ لكلمات أو عبارات كفيلةٍ بوصف ما تَرتكِبُهُ آلةُ الحرب الوحشية من جرائمَ على أرضِ غزةَ الأبية منذُ شهورٍ وعلى مَدارِ الساعة.. أهوالٌ تفوقُ الخيالَ، وإرهابُ دَولةٍ لم يَسبِقْ له مثيلٌ في التاريخِ الإنساني القديم والمعاصر. الضميرُ الإنساني مصدومٌ وبلاغة التعبيرِ عاجزةٌ. والأخلاقُ مُرتَعِبةٌ. والعقلُ السليمُ لا يُصَدِّقُ ما يَراهُ ويَسْمَعُهُ منْ مَشاهدَ وأخبارٍ يَنْبُو عنْهَا الطَّبْعُ السَّوِيُّ وتَكرهُها الحضارة. والإنسانية جاحِظَة العينين، في حالة ذُهولٍ، لا تدري أهي أمام كابوسٍ مرعِبٍ أمْ أمام حقائقَ مُفْزِعَةٍ. هذه الإنسانية التي اعتقدت أنها طَوَتْ عصورَ التوحُّشِ والهَمَجِيَّةِ، وفتحتْ صفحةً جديدةً مشرقةً في سِجِّل تاريخها المظلم استفاقتْ على واقعٍ صادمٍ تُوثِّقُه كاميراتُ المتابعين، وتَعرضُ بشاعتَه الشاشاتُ العالمية بشكلٍ مُقْرٍفٍ ومُستفزٍّ وجارحٍ للضمير والمشاعرٍ الإنسانية. مما يؤكد بما لا يَدَعُ مجالا للشك أنَّ مَنْ ظنَّ أن الإنسانية المعاصرة قد قَبَرَتْ ماضيها المظلم وإلى الأبَد فهو وَاهِم. و بوسعنا الجزم بأن المشاهدَ التي رآها العالم في غزة ما هي إلا صور جديدة للجرائم الأسطورية التي تَحدَّثَ عنها التاريخ من قَبِيل مَحارق "نيرون" ومجازر "التتار" و"الصليبيين" وما يشبهها في تلك العصور القديمة المتوحشة. بل قد لا نبالغ إذا ما قلنا إن جرائم الماضي البعيد لا قيمةَ لها أمام هَوْلِ وفَظاعة المجازر المعاصِرة التي تُقْتَرَفُ يوميا في غزة خصوصا وفي فلسطين على العموم. ما الذي حل بالضمير العالمي وماذا دهاه وأصابه بالشلل؟، ما باله تَسمَّر في وَضْعِ المَشدُوه المتفرِّج على هذه الأحداث الدامية الجارية على أرض غزة وكأنها تدور في كوكب آخر لا يعنيه؟. قد يَتَقَبَّلُ العقل الإنساني وقوعَ جرائم في عصور الظلام الماضية على اعتبار أن الإنسانية لا تزال أقربَ إلى عَهدِها البدائي البَربَري الأول، حيث كانت تعيش جَنْبًا إلى جَنبِ الحيواناتِ المفترسة والضواري القاتلة. وكان قَدَرُ الإنسان القديم أن يتحول- بحكم الواقع المَعِيش وتعايُشِه اليومي مع تلك الوحوش- إلى وحش دموي ليدافع عن نفسه ووجوده بكل الوسائل المشروعة وغير المشروعة حتى ولو اقتضى منه الدفاعُ عنِ النفس إبادةَ عَشيرةِ حيوانات بِأكمَلِها!. ولقد كانت الظروفُ مواتيةً في الماضي البعيد للطغاةِ المجرمين وللسفَّاحين أن يرتكبوا جرائمَ فظيعة حيثما شاؤوا، وبكل الطُّرُقِ التي تُمكِّنُهُم من إشباعَ غريزةِ القتل المتحكِّمةِ في نفوسِهم المريضةِ، بعيدا عن أنظار الإنسانية، وفي عالم واسع مترامي الأطراف مفتقرٍ لوسائل التواصل السمعية والمرئية.. أما أن يَرتكبَ أشرارٌ معاصرون جرائمَ إبادةٍ جماعيةٍ أمامَ أنظارِ «العالم»، بما يعنيه من منظمات للأمم المتحدة ومنظمة المؤتمر الإسلامي والجامعة العربية، وأمام حُماةِ الأخلاق ورجالاتِ القانون والفِكر..وأن تُمَارَسَ أشكالٌ رهيبةٌ من القَتْلِ الجماعي للأطفال والنساء والشيوخِ، وتَتِمَّ إباداتٌ جماعيةٌ لِأُسَرٍ بأكملها، وَتُدَمَّرَ أحياءٌ سَكَنِيَّةٌ بِرُمَّتِهَا، أمام هيئاتِ ومنظماتِ حُقوق الإنسان ومحاكِم العدلِ والجنايات الدَّوليةِ التي بَناها الإنسانُ من أَجْلِ القَطعِ مع عُهود السِّيبَة والعَنْجَهِيَّةِ والسلوكيات الحيوانية ..فهذا أمرٌ مدهشٌ حقا ومخيف!. إنَّ ما نُشاهده ونَسمعُه اليوم من فظائع شيءٌ رهيبٌ لا يُساعد على التفاؤلِ بشأن مُستقبلِ الإنسانية!. والحق أنه إذا كان لهذه الحربِ القَذِرَةِ من إِيجابِيَّةٍ ما- والحربُ كلها مساوئ وقذارات- فهي أنها فَضَحتْ عُيوبَ الإنسانيةِ المعاصرة وكشفتْ عن جُملة حقائق: أولها – سلبية وضعف هذه المؤسسة المعروفة ب «الأمم الأمم المتحدة» التي تحولتْ أمام غَطرسة ثُلَّةٍ من الأفَّاقِينَ، المتمرِّدِينَ على القانونِ الدولي، إلى مؤسسةٍ واهية ، أشبه ببيت عنكبوتٍ، مَنزوعةِ القُوَّةِ والإرادةِ من ناحية، ونفاقُ«مجلس الأمن » التابع لها من ناحية أخرى. إنه مجلس صُوري. وُجودُهُ كعدَمِه. لا يُساعد على حلِّ المشاكلِ العالمية. بل على العكس يُساعد على تَفاقُمِها وتعقيدها. يَتشكلُ من فُرَقاءَ تجمعُهم المصلحةُ الخاصة المشتركة وتُفرِّقُهم شكلياتٌ لا يُعتدُّ بها. لذلك يُمكنُ تَصنيفُهُم شَكليا إلى فِرقٍ ثلاثة: فريق أول، يتميز أعضاؤه بالصَّلَفِ والطغيان، يمارسُ التحريضَ على العدوان بمختلف الأساليب.. وفريق ثان، يَتَّسم بالجُبنِ والسلبية التامة، ويكتفي بالتَّمَتْرُسِ وراء الصمتِ المريب.. فريقٌ ثالثٌ، منْ عادتِه ممارسةُ لُعْبَةِ اللَّفِّ والدَّوران حول الحقائقِ السَّاطِعَةِ وتقمُّصُ أقنِعةِ النِّفَاقِ بكلِّ ألوانها.. لقد برهنتْ هذه الحربُ الظالمة على أن القَيِّمِينَ على تَصريف أعمال هاتين المؤسستين الدوليتين ما هم إلا تَكَتُّلًا مصلحيا مُتَشَكِّلًاً من ذوي نفوذٍ اقتصادي وسياسي، خَتَمَتِ المصالحُ الماديةُ على قلوبِهم وأسماعِهم وأبصارِهم وجَعلَتهُم كائناتٍ رُبُوتِيةً صَلبةً فاقِدةً لأيِّ نوعٍ من أنواعِ الشُّعورِ الإنساني الفطري. فصاروا كائناتٍ آليةً لا تَسمعُ ولا تَرى ولا تُحسُّ بِغَيرِ ما يتناغمُ مع تلك المصالح. لهذا من الطبيعي ألا يَروا الدَّمَ المسفوحَ بغزارة في الشوارع وتحت أسقُفِ البنايات بغير حقٍّ، وألا يَسْمَعُوا أنَّاتِ الأطفال والنساءِ والشيوخِ تحت الأنقاض و صَرخاتِ الجَوعى والعَطشى، وألا يُحِسُّوا بألمِ الجرْحى واليتامى والمُشَرَّدِين.. مجلس الأمن ما هو إلا نادٍ للأقوياء. بل الأرجح أنه محمية تَضِجُّ بِزئير وقرقعات أنياب المصالح. لهذا من الطبيعي ألا تسمع فيه صرخات الضعفاء والمستضعفين في الأرض. وبالتالي من حقِّ كلِّ مُتتبِّعٍ لوضْعِ هذه الهَيْئَةِ الأمَمِيةِ السلبي، والمتواطِئ في آنٍ واحدٍ، أن يَقتنعَ بضرورة إحداثِ تغييرٍ جَذريٍّ في هَياكِلِهَا وأسلوبِ عَملِها. أجل إنها، بتركيبتها التَّمثيليةِ الحالية، غيرُ جديرةٍ بأن تكون مُنَصَّبةً في هذا المَقامِ، وليس منْ حقِّها أن تُمثِّلَ الأممَ وشعوبَ العالمِ، لأنَّها مؤسَّسَةٌ مَخلوقةٌ منذُ البَدْءِ لكي تَخدمَ فقط مصالحِ الأقلية المُتَنَفِّذَةِ والمُسيطِرةِ على الاقتصاد العالمي . ثانيها- نِفاقُ الغربِ وسُقوطُه الأخلاقي: فلطالما تغنَّى الغرب ب«حقوق الإنسان» وردَّدَ هذه الأسطوانةَ على أسْمَاعِ «العالمِ غيرِ المُتحضِّر». وما أكثر المناسبات التي تَظاهرَ خلالها باعتباره الحامي لحقوقِ الإنسان وتَبَاهى بِكَوْنِ بلدانِهِ منابعَ حُقوقِ الإنسان. ولم يَكتفِ بذلك بل كثيرًا ما يُبادرُ إلى إِشْهارِ ورقة حقوقِ الإنسان الحمراء في وَجْهِ حكوماتِ بلدانِ العالم الثالثِ وفَرْضِ عقوباتٍ مختلفة عليها.. هذا «الغرب المتحضِّرُ» هو الذي يَظهرُ خلال هذه الأيام في قَمِيصِ الخَاذلِ المتنكِّر لِقِيَمِ أَسْلافِهِ التَّنوِيرَيِّينَ. وهو الذي يَتحيَّزُ وبِشَكلٍ سَافِرٍ إلى مُجرمي الحربِ ويُباركُ جرائمَهم ويناصرُ قَراراتهم المُتَطرِّفَة. وهو نفسه الذي تنكَّر لِثَوَرَاتِهِ الكُبرى التي نَشأتْ في بُلدانِهِ منْ أَجْلِ كَنْسِ الظُّلْمِ وفَرْضِ قِيَّمَ الحَقِّ والعدلِ والمُساواة.. وغيرها من الشِّعاراتِ التي تَردَّدَتْ على ألسِنة مفكري عَصرِ التنوير. ولا غرابة أن يُلقي زُعماء هذا «الغرب المتحضر» - بَدءًا بالولايات المتحدة الأمريكية ومرورًا بكندا و بفرنسا وألمانيا وإيطاليا..- بِدُستُورِ حُقوق الإنسانِ وميثاقِ الشَّرعية الدولية خلفَ ظُهورهم، ويَتَنَصَّلُوا، بدون أن يَرِفَّ لهم جفنٌ، من التزاماتهم القانونيةِ والأخلاقية ويَتَنَاسَوا فجأةً شِعاراتهم التي ما انفكُّوا يَتَبَجَّحُون بها في كلِّ المنتدياتِ والمُناسَباتِ!. ولا غرابة كذلك أن يتسابقوا لترديد تلك المقولات الشهيرة المُبرِّرَةِ للاستعمار والعدوان على الآخرين من قبيل : الحرب بين «الخير والشر»..وبين «الإنسان المتحضر والحيوانات».. كل هذا من أجل المحافظة على التَّكتُّلِ المصلحي الذي يَجمعُهمْ. فمن أجل حمايةِ مصالحِ الغرب المُتَّحِدِ، كان لا بدَّ لهؤلاء الزعماء من الوقوفِ ضِدَّ الحقِّ ومُناصَرةِ الظُّلْمِ وكمِّ الأفْواه المُعارِضة للعُدوان في بلدانهم، ومنع المظاهرات وقَمعها أحيانًا..والاصْطِفَافِ بِلاَ قيدٍ أو شَرطٍ خَلفَ الولايات المتحد الأمريكية. أما عن هذه الأخيرة، فإن موقفها وتصرفها أمام العدوان على غزة يؤَكِّدانِ، لمن لا تزال بِنَفْسِهِ ذَرَّةُ شَكٍّ، أن تَحوُّلاً جذريا ما قد طَالَ سياسةَ هذه الدولة العظمى. أي أن الولايات المتحدة اليوم ليستْ الولايات المتحدة بالأمسِ. لقد تغيَّرَ وضعُها وأنَّ علينا، نحن العرب، كذلك أن نَتغيَّر، و نُغَيِّرَ بالتالي مَواقِعَ النظرِ إليها ونُجَدِّدَ منطلقاتِ التعاملِ معها. لقد أخلصت لنَهْجِهَا التَّقليديِّ المتَّبَعِ في تعاملها مع القضايا العربية، وأكدت أن مصالحَها تَعلُو على مصالح أصدقائها العرب، وأن خطابها السياسي الموجَّهَ إلى القادة العرب في هذه الظروف صريحٌ لا لُبْسَ فيه ولا يَقبَلُ التأويل. وأن على القادة العرب أن يُخَفِّضُوا سَقْفَ انتظاراتهم في تعاملهم مع السياسة الأمريكية، المعاصرة على الأقل، و أن يغيروا مَسَارَ جُهودِهم وتفكيرِهم ونواياهم الحسنة لكي يَصُبَّ فيما يَخدِمُ مَصالحَهم القُطريَّةَ والقَوميَّةَ. وبدَلَ إهْدارِ الوقت في انتظار تَغَيُّرِ السياسة الأمريكية، وِفْقَ المنظور العربي وما ينسجم مع المصالح العربية، يَجِبُ أن يَنكبُّوا على بناء طاقات الرَّدْعِ المحلية المتنوعة، وبناء الشخصية السياسة العربية القوية، ويُبادِرُوا إلى نَسْفِ هَيْكَلِ الجامعة العربية التقليدي المُتَآكِلِ وإعادةِ بِنَاءِ جامعةٍ عربيةٍ جديدةٍ على أُسُسٍ مَتِينَةٍ، قَاعدتُها شعوبٌ مُثقفة مُكَرَّمَةٌ وسَقْفُهَا حُكَّامٌ شَرعيُّونَ مُخلِصُونَ لِأوطانِهم ولِأُمَّتِهِمْ. فَبِغَيْرِ هذه الطريقة لا يُمكِنُ لِلْعَقْلِ السياسي العربي أن يُسْمِعَ الآخرَين صوتَهُ . ولا يمكن للذات العربية أن تَفْرِضَ على الأقوياء مطالبَها المشروعة، وبالتالي لا يمكن للعرب أن يَتَبَوَّؤُوا مَكانَةً مُحترَمة في عالم اليوم. إن الرِّهانَ على امتلاكِ القوة الذاتية هو ما تَبَقَّى للعرب من أوراقٍ بَعدَما خَسِرُوا كلَّ أوراق اللعب السياسي مع أمريكا والقوى الغربية المرتبطة بها، وأضاعوا كل الرهانات وعقودا طويلة من العيش في الاوتوبيا. طوفان الأقصى قد دق الأجراس ووقتُ الصَّحْوَةٍ والعودةٍ إلى الواقِعِيَّةِ قد حَانَ. أما انتظار قدومِ «غودوGODOT» الحُلُولِ السياسيةِ للأزمات العربية من مجلس أمن صوري، وعلى الصورة وبالتشكيلة التي هو عليها الآن تحت المظلة الأمريكية، فهو مضيعَةٌ للوقتِ وعيشٌ على الأوهامِ. واللُّهاثُ وراءَ وُعُودٍ عَسَلِيَّةٍ من قبيل «حل الدولتين» ما هو إلا لهاثٌ خَلفَ سرابٍ. و«إنك لا تجني من الشَّوْكِ العِنَبَ، كما يقول المثل العربي. لسنا من المتشائمين ولا من يَشْرَئِبُّ إلى الغَدِ بِنظَّارَةٍ سَوداءَ ، ولكن ما يَجري بغزة ومواقفَ #القِوى #العظمى منهُ لا يبعثُ على التَّفاؤُلِ مع الأسف. ويَبقى عَزاؤُنا الوَحيد وأملُنا في هذه الظروفِ العربية القاتِمَةِ هوما يُسَطِّرُهُ أبطالُ المقاومةِ الشجعان من ملاحمَ أسطوريةٍ لم يرَ لها تاريخُ البشريةِ مثيلاً بِحِبرٍ نُورانِيٍّ، مِزَاجُهُ دمٌ وعَرَقٌ وجُوعٌ وعَطشٌ وصَبرٌ وألمٌ وحُلُمٌ بِغَدٍ أفضل.....□ ‏نظرية الحصان الميت (Dead Horse Theory) .. هي استعارة ساخرة توضح بأن هناك بعض الناس أو المؤسسات أو الشعوب تتعامل مع #مشكلة واضحة وكانّها غير مفهومة، لكن بدل الاعتراف بالحقيقة، يتعامون ويتفننون في تبريرها والفكرة ببساطة : لو اكتشفت بأنك راكباً على حصان ميت، فإن أفضل حل وأبسطه هو أن تنزل من فوقه وتتركه ولكن الواقع فعليًا : أنَّ هناك أناس أو #مؤسسات أو @شعوب بدلاً من أن تنزل من على الحصان، يتخذون اجراءات اخرى مثل : 1. يأتون بسرج جديد .. 2. يأتون بالعلف للحصان .. 3. يغيرون الفارس الذي يركبه .. 4. يعزلون الموظف الذي يتولى رعايته ويأتون بموظف جديد بدلاً عنه .. 5. يعقدون اجتماعات لمناقشة اجراءات لزيادة سرعة الحصان .. 6. تشكيل لجان وفرق عمل لدراسة الحصان الميت وتحليل الموضوع من كل الجوانب، فاللجنة تعمل لأشهر ثم ترفع التقارير ومقترحات حلول للحصان ميت .. 7. في النهاية، اللجان تتوصل لنفس النتيجة، المعروفة من البداية "الحصان ميت" .. 8. ولكن مع ضياع كل الجهد والموارد والوقت، يكابرون في قول الحقيقة، ومن أجل التبرير يقارنون الحصان بأحصن ميتة مثله ويوصون بأن الحصان ميت لأنه ينقصه التدريب، ويحتاج إلى دورة تدريبية .. 9. وهذه الدورة تتطلب زيادة @ميزانية @الحصان .. 10. وفي الأخير يعيدون تعريف #كلمة "ميت" لكي يقنعوا أنفسهم بأن الحصان ما زال حيا .. □ الدرس المستفاد من هذه #النظرية يكشف كم يوجد هناك من أناس تفضل البقاء في حالة #إنكار للواقع وتضيّع وقتها وجهدها في محاولات فاشلة، بدل من الاعتراف بالمشكلة من البداية ومعالجتها .. #ابومحمدالصفار
    0 Комментарии 0 Поделились 61 Просмотры 0 предпросмотр
  • Читать далее
    الحربُ الوَحْشِيَةُ وأزْمَةُ الضَّمِيرِ الإِنْسَانِي الحَرْبُ هي الحربُ منذُ الأَزَلِ، وجْهُهَا أحمرُ وطَبْعُهَا دَمَوِيٌّ. هي الوَجْهُ الآخَرُ للقتلِ والتَّدْمِيرِ والتَّشْرِيدِ والتَّجْوِيعِ وغيرها من المصائِبِ والوَيْلاتِ. لكن مع ذلك يمكننا أن نَتحدَّث عن حرب شَرعِيَّةٍ تُنَفَّذُ منْ أجلِ استِرْدادِ حَقٍّ ودَفْعِ عُدوانٍ خارجي وتنتهي مُهمتُها. أي أنها تتحرَّكُ ضمن إطارٍ زمكاني، وتَكُونُ محدودةً بأفُقٍ سِياسيٍّ منْ أَجلِهِ تُضَحِّي الأوطانُ بأرواحِ أَبنائِها وتَتَحَمَّلُ الخَسائِرَ الجَسِيمَةَ. وفي المقابل يمكننا التحدث عن حَرْبٍ غيرِ شرعيةٍ، عُدوانِيَّةٍ، فَاقدةٍ لِلأسبابِ والأهدافِ. حرب عبثية قد تكون وسيلةً لِإِشباعِ نَزَعاتِ الانتقامِ من أجل الانتقام، والتدميرِ من أجلِ التدميرِ، والقتلِ من أجل القتل، وبدون أهدافٍ مَعقولةٍ محدَّدَةٍ و بدون أفقٍ سياسي محدَّدٍ. وهذا المفهومُ البشعُ للحرب هو ما نَرَاهُ مُطَبَّقًا بِشكلٍ جَلِيٍّ في غزة. في هذا الإطار أيضا يمكننا التحدث عن «أخلاق الحرب» . وبوسعنا أن نستحضرَ نماذجَ كثيرة للحروبِ المطبوعة بِطابَعِ الأخلاقِ منذُ فَجرِ التاريخ العربي والإنساني القديم. ولقد كانت الغزواتُ والفتوحاتُ العربية الإسلامية بِاعترافِ وشهاداتِ مؤرخي الغَربِ خَيرَ شَاهِدٍ على تَلازُمِ الحربِ والأخلاقِ. ففي تلك الأزمنة السَّحِيَقِة، التي لم تكنْ فيها معاهدٌ للدِّرَاسَاتِ الاسْتراتيجيَّةِ وأكاديمياتٌ عسكريةٌ ولا محاكمُ جِناياتٍ دوليةٍ، كان بالتأكيدِ وُجُودٌ لِشَيْءٍ يُعَبِّرُ عنْ تَحَضُّرِ المُجتمعاتِ ويُجَسِّدُ رَهَافَةَ حِسِّهِمْ الأَدَمِيِّ اسْمُهُ:«أخلاقُ الحَرْبِ». رغم ما يرويه التاريخ عن هَمَجِيَّةِ قَادَةِ حربٍ مشهورين ووحشيةِ حُروبِهِمْ ، كانتْ في سَماءِ الماضي المظلمِ بُقَعُ نُورٍ كثيرةٍ. فمقابل وَحْشِيَّةِ عسكريين أفرادٍ وجيوش غزاة بربريين، كانت هنالك جيوشٌ نِظامِيَّةٌ تَحكُمُها مَرْجِعَيَّةٌ حضاريةٌ وأخلاقيةٌ، عَرفَتْ كيفَ تُحافِظُ على التَّوَازُنِ بينَ ضَرورَةِ الحَربِ وقوانِينِهَا. فحتى عندما تُكَشِّرُ الحَرْبُ عنَ أَنْيَابِهَا ويتأجَّجُ سُعَارُهَا كانتِ الأخلاقُ تُوجِّهُ سُلوكَ المُحاربِينَ وتَمْنَعُهُمْ من ارتكابِ الفَظائِعِ خاصةً في بَيْئَاتِ المدنِيِّينَ المُسالِمِينَ، وكانت تُرغِمُهُمْ على الإِنْصَاتِ لِأصواتِ ضَمائِرِهِمْ. كما كانت تَحُثُّهُمْ على عَدَمِ الاسْتِجَابَةِ لأصواتِ الانتقامِ المُنطلِقَةِ منْ أعماقِهِمْ، وتُنَبِّهُهُمْ إلى ضَرورةِ الرَّأْفَةِ بالنماذِجِ البَشرية التي تُعْوِزُها القُدْرَةُ والحِيَلةُ على رَدِّ العدوان أو الإفلاتِ منه، من قبيلِ الأطفالِ والشيوخِ والنِّساءِ.. بل إن الغربَ نفسَهُ كان يَتَبَجَّحُ، في عُصورِهِ الوُسطى خاصةً، بامتلاكِه ثقافةَ الفُروسِيةِ النَّبِيلَةِ. وكثيرًا ما كانتْ «روايات الفروسية» خاصةً تُظْهِرُ الفُرسانَ في صُوَرِ أَنْصَاِف الآلهةِ المُتَرَفِّعَةِ عنِ الظلمِ والتي لا تَتَرَدَّدُ في حِمايَةِ المَرأَة على وجهِ الخصوص منْ صُنُوفِ الأَذَى التي يمكن أن تَتَعَرَّضَ لها من طَرِف قُطَّاعِ الطُّرُقِ والمُجرِمين.(كما تشير إلى ذلك رواية "دونكيشوت" ل "سرفانتيس).. هي إذن أخلاقُ حَرْبٍ فِطريَّةٍ تَمَخَضَتْ عنها قوانينُ حَرْبٍ غيرِ مَكتُوبَةٍ، كانت المجتمعات القديمة تتوارثُها في شَكْلِ دُسْتُورٍ عُرْفِيٍّ. وذلك كان معروفًا ومُطَبَّقًا قبلَ وُجُودِ شَيْءٍ اسمُهُ «القانونُ الدولي». وبعد قرونٍ طويلةٍ، من الضروري أن نتساءل بنوع من الحَسرَةِ والأَلَمِ: أين نحن من أخلاقِ الحربِ ومن الضَّمِيرِ الإنساني بخصوص ما يَجري في غزة من جرائم وانتهاكاتٍ ودَوْسٍ على القِيم الإنسانيةِ وَتمَرُّدٍ على الأعْرافِ والقوانين الدولية؟؟.. لا وجودَ لكلمات أو عبارات كفيلةٍ بوصف ما تَرتكِبُهُ آلةُ الحرب الوحشية من جرائمَ على أرضِ غزةَ الأبية منذُ شهورٍ وعلى مَدارِ الساعة.. أهوالٌ تفوقُ الخيالَ، وإرهابُ دَولةٍ لم يَسبِقْ له مثيلٌ في التاريخِ الإنساني القديم والمعاصر. الضميرُ الإنساني مصدومٌ وبلاغة التعبيرِ عاجزةٌ. والأخلاقُ مُرتَعِبةٌ. والعقلُ السليمُ لا يُصَدِّقُ ما يَراهُ ويَسْمَعُهُ منْ مَشاهدَ وأخبارٍ يَنْبُو عنْهَا الطَّبْعُ السَّوِيُّ وتَكرهُها الحضارة. والإنسانية جاحِظَة العينين، في حالة ذُهولٍ، لا تدري أهي أمام كابوسٍ مرعِبٍ أمْ أمام حقائقَ مُفْزِعَةٍ. هذه الإنسانية التي اعتقدت أنها طَوَتْ عصورَ التوحُّشِ والهَمَجِيَّةِ، وفتحتْ صفحةً جديدةً مشرقةً في سِجِّل تاريخها المظلم استفاقتْ على واقعٍ صادمٍ تُوثِّقُه كاميراتُ المتابعين، وتَعرضُ بشاعتَه الشاشاتُ العالمية بشكلٍ مُقْرٍفٍ ومُستفزٍّ وجارحٍ للضمير والمشاعرٍ الإنسانية. مما يؤكد بما لا يَدَعُ مجالا للشك أنَّ مَنْ ظنَّ أن الإنسانية المعاصرة قد قَبَرَتْ ماضيها المظلم وإلى الأبَد فهو وَاهِم. و بوسعنا الجزم بأن المشاهدَ التي رآها العالم في غزة ما هي إلا صور جديدة للجرائم الأسطورية التي تَحدَّثَ عنها التاريخ من قَبِيل مَحارق "نيرون" ومجازر "التتار" و"الصليبيين" وما يشبهها في تلك العصور القديمة المتوحشة. بل قد لا نبالغ إذا ما قلنا إن جرائم الماضي البعيد لا قيمةَ لها أمام هَوْلِ وفَظاعة المجازر المعاصِرة التي تُقْتَرَفُ يوميا في غزة خصوصا وفي فلسطين على العموم. ما الذي حل بالضمير العالمي وماذا دهاه وأصابه بالشلل؟، ما باله تَسمَّر في وَضْعِ المَشدُوه المتفرِّج على هذه الأحداث الدامية الجارية على أرض غزة وكأنها تدور في كوكب آخر لا يعنيه؟. قد يَتَقَبَّلُ العقل الإنساني وقوعَ جرائم في عصور الظلام الماضية على اعتبار أن الإنسانية لا تزال أقربَ إلى عَهدِها البدائي البَربَري الأول، حيث كانت تعيش جَنْبًا إلى جَنبِ الحيواناتِ المفترسة والضواري القاتلة. وكان قَدَرُ الإنسان القديم أن يتحول- بحكم الواقع المَعِيش وتعايُشِه اليومي مع تلك الوحوش- إلى وحش دموي ليدافع عن نفسه ووجوده بكل الوسائل المشروعة وغير المشروعة حتى ولو اقتضى منه الدفاعُ عنِ النفس إبادةَ عَشيرةِ حيوانات بِأكمَلِها!. ولقد كانت الظروفُ مواتيةً في الماضي البعيد للطغاةِ المجرمين وللسفَّاحين أن يرتكبوا جرائمَ فظيعة حيثما شاؤوا، وبكل الطُّرُقِ التي تُمكِّنُهُم من إشباعَ غريزةِ القتل المتحكِّمةِ في نفوسِهم المريضةِ، بعيدا عن أنظار الإنسانية، وفي عالم واسع مترامي الأطراف مفتقرٍ لوسائل التواصل السمعية والمرئية.. أما أن يَرتكبَ أشرارٌ معاصرون جرائمَ إبادةٍ جماعيةٍ أمامَ أنظارِ «العالم»، بما يعنيه من منظمات للأمم المتحدة ومنظمة المؤتمر الإسلامي والجامعة العربية، وأمام حُماةِ الأخلاق ورجالاتِ القانون والفِكر..وأن تُمَارَسَ أشكالٌ رهيبةٌ من القَتْلِ الجماعي للأطفال والنساء والشيوخِ، وتَتِمَّ إباداتٌ جماعيةٌ لِأُسَرٍ بأكملها، وَتُدَمَّرَ أحياءٌ سَكَنِيَّةٌ بِرُمَّتِهَا، أمام هيئاتِ ومنظماتِ حُقوق الإنسان ومحاكِم العدلِ والجنايات الدَّوليةِ التي بَناها الإنسانُ من أَجْلِ القَطعِ مع عُهود السِّيبَة والعَنْجَهِيَّةِ والسلوكيات الحيوانية ..فهذا أمرٌ مدهشٌ حقا ومخيف!. إنَّ ما نُشاهده ونَسمعُه اليوم من فظائع شيءٌ رهيبٌ لا يُساعد على التفاؤلِ بشأن مُستقبلِ الإنسانية!. والحق أنه إذا كان لهذه الحربِ القَذِرَةِ من إِيجابِيَّةٍ ما- والحربُ كلها مساوئ وقذارات- فهي أنها فَضَحتْ عُيوبَ الإنسانيةِ المعاصرة وكشفتْ عن جُملة حقائق: أولها – سلبية وضعف هذه المؤسسة المعروفة ب «الأمم الأمم المتحدة» التي تحولتْ أمام غَطرسة ثُلَّةٍ من الأفَّاقِينَ، المتمرِّدِينَ على القانونِ الدولي، إلى مؤسسةٍ واهية ، أشبه ببيت عنكبوتٍ، مَنزوعةِ القُوَّةِ والإرادةِ من ناحية، ونفاقُ«مجلس الأمن » التابع لها من ناحية أخرى. إنه مجلس صُوري. وُجودُهُ كعدَمِه. لا يُساعد على حلِّ المشاكلِ العالمية. بل على العكس يُساعد على تَفاقُمِها وتعقيدها. يَتشكلُ من فُرَقاءَ تجمعُهم المصلحةُ الخاصة المشتركة وتُفرِّقُهم شكلياتٌ لا يُعتدُّ بها. لذلك يُمكنُ تَصنيفُهُم شَكليا إلى فِرقٍ ثلاثة: فريق أول، يتميز أعضاؤه بالصَّلَفِ والطغيان، يمارسُ التحريضَ على العدوان بمختلف الأساليب.. وفريق ثان، يَتَّسم بالجُبنِ والسلبية التامة، ويكتفي بالتَّمَتْرُسِ وراء الصمتِ المريب.. فريقٌ ثالثٌ، منْ عادتِه ممارسةُ لُعْبَةِ اللَّفِّ والدَّوران حول الحقائقِ السَّاطِعَةِ وتقمُّصُ أقنِعةِ النِّفَاقِ بكلِّ ألوانها.. لقد برهنتْ هذه الحربُ الظالمة على أن القَيِّمِينَ على تَصريف أعمال هاتين المؤسستين الدوليتين ما هم إلا تَكَتُّلًا مصلحيا مُتَشَكِّلًاً من ذوي نفوذٍ اقتصادي وسياسي، خَتَمَتِ المصالحُ الماديةُ على قلوبِهم وأسماعِهم وأبصارِهم وجَعلَتهُم كائناتٍ رُبُوتِيةً صَلبةً فاقِدةً لأيِّ نوعٍ من أنواعِ الشُّعورِ الإنساني الفطري. فصاروا كائناتٍ آليةً لا تَسمعُ ولا تَرى ولا تُحسُّ بِغَيرِ ما يتناغمُ مع تلك المصالح. لهذا من الطبيعي ألا يَروا الدَّمَ المسفوحَ بغزارة في الشوارع وتحت أسقُفِ البنايات بغير حقٍّ، وألا يَسْمَعُوا أنَّاتِ الأطفال والنساءِ والشيوخِ تحت الأنقاض و صَرخاتِ الجَوعى والعَطشى، وألا يُحِسُّوا بألمِ الجرْحى واليتامى والمُشَرَّدِين.. مجلس الأمن ما هو إلا نادٍ للأقوياء. بل الأرجح أنه محمية تَضِجُّ بِزئير وقرقعات أنياب المصالح. لهذا من الطبيعي ألا تسمع فيه صرخات الضعفاء والمستضعفين في الأرض. وبالتالي من حقِّ كلِّ مُتتبِّعٍ لوضْعِ هذه الهَيْئَةِ الأمَمِيةِ السلبي، والمتواطِئ في آنٍ واحدٍ، أن يَقتنعَ بضرورة إحداثِ تغييرٍ جَذريٍّ في هَياكِلِهَا وأسلوبِ عَملِها. أجل إنها، بتركيبتها التَّمثيليةِ الحالية، غيرُ جديرةٍ بأن تكون مُنَصَّبةً في هذا المَقامِ، وليس منْ حقِّها أن تُمثِّلَ الأممَ وشعوبَ العالمِ، لأنَّها مؤسَّسَةٌ مَخلوقةٌ منذُ البَدْءِ لكي تَخدمَ فقط مصالحِ الأقلية المُتَنَفِّذَةِ والمُسيطِرةِ على الاقتصاد العالمي . ثانيها- نِفاقُ الغربِ وسُقوطُه الأخلاقي: فلطالما تغنَّى الغرب ب«حقوق الإنسان» وردَّدَ هذه الأسطوانةَ على أسْمَاعِ «العالمِ غيرِ المُتحضِّر». وما أكثر المناسبات التي تَظاهرَ خلالها باعتباره الحامي لحقوقِ الإنسان وتَبَاهى بِكَوْنِ بلدانِهِ منابعَ حُقوقِ الإنسان. ولم يَكتفِ بذلك بل كثيرًا ما يُبادرُ إلى إِشْهارِ ورقة حقوقِ الإنسان الحمراء في وَجْهِ حكوماتِ بلدانِ العالم الثالثِ وفَرْضِ عقوباتٍ مختلفة عليها.. هذا «الغرب المتحضِّرُ» هو الذي يَظهرُ خلال هذه الأيام في قَمِيصِ الخَاذلِ المتنكِّر لِقِيَمِ أَسْلافِهِ التَّنوِيرَيِّينَ. وهو الذي يَتحيَّزُ وبِشَكلٍ سَافِرٍ إلى مُجرمي الحربِ ويُباركُ جرائمَهم ويناصرُ قَراراتهم المُتَطرِّفَة. وهو نفسه الذي تنكَّر لِثَوَرَاتِهِ الكُبرى التي نَشأتْ في بُلدانِهِ منْ أَجْلِ كَنْسِ الظُّلْمِ وفَرْضِ قِيَّمَ الحَقِّ والعدلِ والمُساواة.. وغيرها من الشِّعاراتِ التي تَردَّدَتْ على ألسِنة مفكري عَصرِ التنوير. ولا غرابة أن يُلقي زُعماء هذا «الغرب المتحضر» - بَدءًا بالولايات المتحدة الأمريكية ومرورًا بكندا و بفرنسا وألمانيا وإيطاليا..- بِدُستُورِ حُقوق الإنسانِ وميثاقِ الشَّرعية الدولية خلفَ ظُهورهم، ويَتَنَصَّلُوا، بدون أن يَرِفَّ لهم جفنٌ، من التزاماتهم القانونيةِ والأخلاقية ويَتَنَاسَوا فجأةً شِعاراتهم التي ما انفكُّوا يَتَبَجَّحُون بها في كلِّ المنتدياتِ والمُناسَباتِ!. ولا غرابة كذلك أن يتسابقوا لترديد تلك المقولات الشهيرة المُبرِّرَةِ للاستعمار والعدوان على الآخرين من قبيل : الحرب بين «الخير والشر»..وبين «الإنسان المتحضر والحيوانات».. كل هذا من أجل المحافظة على التَّكتُّلِ المصلحي الذي يَجمعُهمْ. فمن أجل حمايةِ مصالحِ الغرب المُتَّحِدِ، كان لا بدَّ لهؤلاء الزعماء من الوقوفِ ضِدَّ الحقِّ ومُناصَرةِ الظُّلْمِ وكمِّ الأفْواه المُعارِضة للعُدوان في بلدانهم، ومنع المظاهرات وقَمعها أحيانًا..والاصْطِفَافِ بِلاَ قيدٍ أو شَرطٍ خَلفَ الولايات المتحد الأمريكية. أما عن هذه الأخيرة، فإن موقفها وتصرفها أمام العدوان على غزة يؤَكِّدانِ، لمن لا تزال بِنَفْسِهِ ذَرَّةُ شَكٍّ، أن تَحوُّلاً جذريا ما قد طَالَ سياسةَ هذه الدولة العظمى. أي أن الولايات المتحدة اليوم ليستْ الولايات المتحدة بالأمسِ. لقد تغيَّرَ وضعُها وأنَّ علينا، نحن العرب، كذلك أن نَتغيَّر، و نُغَيِّرَ بالتالي مَواقِعَ النظرِ إليها ونُجَدِّدَ منطلقاتِ التعاملِ معها. لقد أخلصت لنَهْجِهَا التَّقليديِّ المتَّبَعِ في تعاملها مع القضايا العربية، وأكدت أن مصالحَها تَعلُو على مصالح أصدقائها العرب، وأن خطابها السياسي الموجَّهَ إلى القادة العرب في هذه الظروف صريحٌ لا لُبْسَ فيه ولا يَقبَلُ التأويل. وأن على القادة العرب أن يُخَفِّضُوا سَقْفَ انتظاراتهم في تعاملهم مع السياسة الأمريكية، المعاصرة على الأقل، و أن يغيروا مَسَارَ جُهودِهم وتفكيرِهم ونواياهم الحسنة لكي يَصُبَّ فيما يَخدِمُ مَصالحَهم القُطريَّةَ والقَوميَّةَ. وبدَلَ إهْدارِ الوقت في انتظار تَغَيُّرِ السياسة الأمريكية، وِفْقَ المنظور العربي وما ينسجم مع المصالح العربية، يَجِبُ أن يَنكبُّوا على بناء طاقات الرَّدْعِ المحلية المتنوعة، وبناء الشخصية السياسة العربية القوية، ويُبادِرُوا إلى نَسْفِ هَيْكَلِ الجامعة العربية التقليدي المُتَآكِلِ وإعادةِ بِنَاءِ جامعةٍ عربيةٍ جديدةٍ على أُسُسٍ مَتِينَةٍ، قَاعدتُها شعوبٌ مُثقفة مُكَرَّمَةٌ وسَقْفُهَا حُكَّامٌ شَرعيُّونَ مُخلِصُونَ لِأوطانِهم ولِأُمَّتِهِمْ. فَبِغَيْرِ هذه الطريقة لا يُمكِنُ لِلْعَقْلِ السياسي العربي أن يُسْمِعَ الآخرَين صوتَهُ . ولا يمكن للذات العربية أن تَفْرِضَ على الأقوياء مطالبَها المشروعة، وبالتالي لا يمكن للعرب أن يَتَبَوَّؤُوا مَكانَةً مُحترَمة في عالم اليوم. إن الرِّهانَ على امتلاكِ القوة الذاتية هو ما تَبَقَّى للعرب من أوراقٍ بَعدَما خَسِرُوا كلَّ أوراق اللعب السياسي مع أمريكا والقوى الغربية المرتبطة بها، وأضاعوا كل الرهانات وعقودا طويلة من العيش في الاوتوبيا. طوفان الأقصى قد دق الأجراس ووقتُ الصَّحْوَةٍ والعودةٍ إلى الواقِعِيَّةِ قد حَانَ. أما انتظار قدومِ «غودوGODOT» الحُلُولِ السياسيةِ للأزمات العربية من مجلس أمن صوري، وعلى الصورة وبالتشكيلة التي هو عليها الآن تحت المظلة الأمريكية، فهو مضيعَةٌ للوقتِ وعيشٌ على الأوهامِ. واللُّهاثُ وراءَ وُعُودٍ عَسَلِيَّةٍ من قبيل «حل الدولتين» ما هو إلا لهاثٌ خَلفَ سرابٍ. و«إنك لا تجني من الشَّوْكِ العِنَبَ، كما يقول المثل العربي. لسنا من المتشائمين ولا من يَشْرَئِبُّ إلى الغَدِ بِنظَّارَةٍ سَوداءَ ، ولكن ما يَجري بغزة ومواقفَ #القِوى #العظمى منهُ لا يبعثُ على التَّفاؤُلِ مع الأسف. ويَبقى عَزاؤُنا الوَحيد وأملُنا في هذه الظروفِ العربية القاتِمَةِ هوما يُسَطِّرُهُ أبطالُ المقاومةِ الشجعان من ملاحمَ أسطوريةٍ لم يرَ لها تاريخُ البشريةِ مثيلاً بِحِبرٍ نُورانِيٍّ، مِزَاجُهُ دمٌ وعَرَقٌ وجُوعٌ وعَطشٌ وصَبرٌ وألمٌ وحُلُمٌ بِغَدٍ أفضل.....□ ‏نظرية الحصان الميت (Dead Horse Theory) .. هي استعارة ساخرة توضح بأن هناك بعض الناس أو المؤسسات أو الشعوب تتعامل مع #مشكلة واضحة وكانّها غير مفهومة، لكن بدل الاعتراف بالحقيقة، يتعامون ويتفننون في تبريرها والفكرة ببساطة : لو اكتشفت بأنك راكباً على حصان ميت، فإن أفضل حل وأبسطه هو أن تنزل من فوقه وتتركه ولكن الواقع فعليًا : أنَّ هناك أناس أو #مؤسسات أو @شعوب بدلاً من أن تنزل من على الحصان، يتخذون اجراءات اخرى مثل : 1. يأتون بسرج جديد .. 2. يأتون بالعلف للحصان .. 3. يغيرون الفارس الذي يركبه .. 4. يعزلون الموظف الذي يتولى رعايته ويأتون بموظف جديد بدلاً عنه .. 5. يعقدون اجتماعات لمناقشة اجراءات لزيادة سرعة الحصان .. 6. تشكيل لجان وفرق عمل لدراسة الحصان الميت وتحليل الموضوع من كل الجوانب، فاللجنة تعمل لأشهر ثم ترفع التقارير ومقترحات حلول للحصان ميت .. 7. في النهاية، اللجان تتوصل لنفس النتيجة، المعروفة من البداية "الحصان ميت" .. 8. ولكن مع ضياع كل الجهد والموارد والوقت، يكابرون في قول الحقيقة، ومن أجل التبرير يقارنون الحصان بأحصن ميتة مثله ويوصون بأن الحصان ميت لأنه ينقصه التدريب، ويحتاج إلى دورة تدريبية .. 9. وهذه الدورة تتطلب زيادة @ميزانية @الحصان .. 10. وفي الأخير يعيدون تعريف #كلمة "ميت" لكي يقنعوا أنفسهم بأن الحصان ما زال حيا .. □ الدرس المستفاد من هذه #النظرية يكشف كم يوجد هناك من أناس تفضل البقاء في حالة #إنكار للواقع وتضيّع وقتها وجهدها في محاولات فاشلة، بدل من الاعتراف بالمشكلة من البداية ومعالجتها .. #ابومحمدالصفار
    0 Комментарии 0 Поделились 60 Просмотры 0 предпросмотр
  • Читать далее
    `[الغموض عَظمة ]` `وربما أكثر النساء هَيبَة تلك التي تُواري أمورها عن النّاس، خاصة أمورها الخاصة وأحوال بيتها وعلاقتها مع زوجها.`💐🌸 لا تستطيع احداهن حتى التكلم فيها وفي غيبتها ..لأنها امرأة مجهولة أساسا في نظرها. امرأة بعيدة؛ لا تعرف النّاس ولا يعرفونها. حتى وإن جلست تلك المرأة أمام النساء فستكتسي وقارا أمامهن وتقديرا من طرفهن. *الغموض مُريح فمن استطاعت أن تبقي أمورها بعيدة عن الناس فلتفعل.* 💐🌸
    Like
    1
    0 Комментарии 0 Поделились 18 Просмотры 0 предпросмотр
  • Читать далее
    📺 | 💍 *اݪݪهُـم اجعݪ هـٰذا الصبـاඋ صباඋ خيـࢪ ݪا يضيق ݪنا فيه صدࢪ وݪا يخيب ݪنا فيه أمـࢪ، واجعݪ ݪنا بڪݪ خطوة توفيق وتيسيـࢪ وأجـࢪ🌸💕.* `#الزوج_ليس_عوضا` الزوج إنسان عادي جدا يدخل حياتك بحسناته وسيئاته. الزوج ليس ملكا من عند الله جاء ليعوضك عن كل ما تعرضت له، بل وارد أن  يكون هو أساسا ابتلاء من الله عادي جدا. لا ترفعي سقف التوقعات جدا لتصدمي جدا إذا وجدت الواقع مختلفا تماما. العيش في الأفلام الكورية حيث البطل يقبل البطلة بعيوبها وجنونها وطيشها وخفة عقلها وقلة أدبها هذا لا وجود له. هذا إن وجد نسميه "التعلق المرضي". الرجل إنسان مثلك يريد منك مقابلا لما يبذل. عثرت على مقطع لفتاة تتحدث بكل جدية عن مزايا الزواج فذكرت: "سينزل الساعة الواحدة ليلا ليحضر لك الشكولاتة إذا اشتهيتها". هذا ليس له وجود، فالرجل ليس متفرغا لتفاهتك لن ينزل الساعة الواحدة بل على الأرجح سينساها اليوم التالي وهو راجع من عمله. العوض الحقيقي الذي سينسيك  كل أمر سيءٍ مررت به  في الجنة إن شاء الله، أما وأنت في الدنيا فليس في الوجود مخلوقا يعوضك العوض الحقيقي بل ولا نصف العوض. كلما صعدت أكثر كان السقوط أكثر ألما، فلا ترفعي توقعاتك أكثر من اللازم. أنت إنسانة ناقصة وهو إنسان ناقص، فتعايشوا بالنقص الذي عندكم، والكمال في الجنة إن شاء الله. لا تتوقعي أنه يستحمل بكاءك الليلي لسبب تافه ويطبطب عليك، فالرجل لا يفهم هذه النفسية وينظر إليها كنفسية الطفل. -هل هذا معناه أنه ليس في الكون هذا الرجل الذي سيعاملك كما في مخيلتك؟ -لا، قد يكون موجودا، ولكن ليس شرطا يكون من نصيبك، فلا تتوقعي كثيرا فتصطدمي بالواقع. واعلمي أن الممثل والممثلة في الأفلام الكورية ينتهيان من تصوير الفيلم ويرجع كل منها للحياة الطبيعية التي نعيشها نحن جميعا بحسناتها وسيئاتها. ولست أقول لك هذا لأكرهك في الزواج، ولكن لتعلمي أنه كما أنك إنسانة عندك حد معين لتحمل الطرف الآخر فهو كذلك ليس رجلا آليا، بل له نفسية وطبيعة تختلف عن نفسيتك كثيرا، وكلاكما قد لا يفهم ما عند الآخر لطبيعة الاختلاف بين الذكر والأنثى. ولست أقول للرجل أن هذا هو الصواب، ولا أبرر له الإهمال أو التقصير، بل "خيركم خيركم لأهله". ولكن عيشي حياة واقعية. والكلام نفسه موجه للرجل بلا شك، فعليه ألا يتوقع الطباخة الماهرة بجسم رشيق تكون في خدمته صباح مساء ولا تتعب. ولكن بما أن النساء أكثر تأثرا بالخطاب الرومانسي والأفلام الكورية فسقف التوقعات عندهن أعلى. فإذا تعايش كلا الزوجين مع ما عند الآخر من النقص فحينها سيكون عيشهما في هدوء واستقرار. أما توقعاتكما المثالية فستحول الحياة للجحيم. ((لا يَفْرَكْ (يكره) مؤمنٌ مؤمنةً؛ إنْ كَرِهَ منها خُلُقًا، رَضِيَ منها غير )). رواه مسلم
    0 Комментарии 0 Поделились 88 Просмотры 0 предпросмотр
  • Читать далее
    📺 | 💍 `#الزوج_ليس_عوضا` الزوج إنسان عادي جدا يدخل حياتك بحسناته وسيئاته. الزوج ليس ملكا من عند الله جاء ليعوضك عن كل ما تعرضت له، بل وارد أن  يكون هو أساسا ابتلاء من الله عادي جدا. لا ترفعي سقف التوقعات جدا لتصدمي جدا إذا وجدت الواقع مختلفا تماما. العيش في الأفلام الكورية حيث البطل يقبل البطلة بعيوبها وجنونها وطيشها وخفة عقلها وقلة أدبها هذا لا وجود له. هذا إن وجد نسميه "التعلق المرضي". الرجل إنسان مثلك يريد منك مقابلا لما يبذل. عثرت على مقطع لفتاة تتحدث بكل جدية عن مزايا الزواج فذكرت: "سينزل الساعة الواحدة ليلا ليحضر لك الشكولاتة إذا اشتهيتها". هذا ليس له وجود، فالرجل ليس متفرغا لتفاهتك لن ينزل الساعة الواحدة بل على الأرجح سينساها اليوم التالي وهو راجع من عمله. العوض الحقيقي الذي سينسيك  كل أمر سيءٍ مررت به  في الجنة إن شاء الله، أما وأنت في الدنيا فليس في الوجود مخلوقا يعوضك العوض الحقيقي بل ولا نصف العوض. كلما صعدت أكثر كان السقوط أكثر ألما، فلا ترفعي توقعاتك أكثر من اللازم. أنت إنسانة ناقصة وهو إنسان ناقص، فتعايشوا بالنقص الذي عندكم، والكمال في الجنة إن شاء الله. لا تتوقعي أنه يستحمل بكاءك الليلي لسبب تافه ويطبطب عليك، فالرجل لا يفهم هذه النفسية وينظر إليها كنفسية الطفل. -هل هذا معناه أنه ليس في الكون هذا الرجل الذي سيعاملك كما في مخيلتك؟ -لا، قد يكون موجودا، ولكن ليس شرطا يكون من نصيبك، فلا تتوقعي كثيرا فتصطدمي بالواقع. واعلمي أن الممثل والممثلة في الأفلام الكورية ينتهيان من تصوير الفيلم ويرجع كل منها للحياة الطبيعية التي نعيشها نحن جميعا بحسناتها وسيئاتها. ولست أقول لك هذا لأكرهك في الزواج، ولكن لتعلمي أنه كما أنك إنسانة عندك حد معين لتحمل الطرف الآخر فهو كذلك ليس رجلا آليا، بل له نفسية وطبيعة تختلف عن نفسيتك كثيرا، وكلاكما قد لا يفهم ما عند الآخر لطبيعة الاختلاف بين الذكر والأنثى. ولست أقول للرجل أن هذا هو الصواب، ولا أبرر له الإهمال أو التقصير، بل "خيركم خيركم لأهله". ولكن عيشي حياة واقعية. والكلام نفسه موجه للرجل بلا شك، فعليه ألا يتوقع الطباخة الماهرة بجسم رشيق تكون في خدمته صباح مساء ولا تتعب. ولكن بما أن النساء أكثر تأثرا بالخطاب الرومانسي والأفلام الكورية فسقف التوقعات عندهن أعلى. فإذا تعايش كلا الزوجين مع ما عند الآخر من النقص فحينها سيكون عيشهما في هدوء واستقرار. أما توقعاتكما المثالية فستحول الحياة للجحيم. ((لا يَفْرَكْ (يكره) مؤمنٌ مؤمنةً؛ إنْ كَرِهَ منها خُلُقًا، رَضِيَ منها غير )). رواه مسلم
    0 Комментарии 0 Поделились 91 Просмотры 0 предпросмотр
  • Читать далее
    > نصيحة صباحية من اختكم مريم الشاكري 📩🖋️💐 `متابعة المسلسلات = حرام ولا شك في حرمته (النقاش فيما هو تاريخي ولا يحتوي نساءً متبرجات فقط)` `الاستمرار بمتابعة المسلسلات` = `|إصرارٌ على الإثم وتأخير للتوبة منه(هذا بالضبط هو متابعة مسلسل كامل بثلاثين حلقة وكل حلقة ساعةٌ كاملة)` اكثر ما يسرق وقت النساء في هذا العصر هو متابعة المسلسلات بعضهم يتابعون مسلسلات عربية بعضهم تركية بعضهم يابانية بعضهم كورية ويجلسون ساعات طوال وهم يشاهدون والساعات تدهب سدى والمشاهدة ( عبارة عن ابطال مسلسل يقعون في حب بعضهم البعض ثم تبرج وعري واحضان إلى غير ذلك .... وتصورات مشاهد قد تلعب بعقول بعض المراهقات) وربما هذا هو سبب كثرة العلاقات غير الشرعية فكثرة اتباع الفتيات للمسلسلات أدى الى تشجيعهم على تطبيق ذلك في أرض الواقع إذ تجدين فتاة تقول على جارها أو أحد قريب لها انه شاب وسيم تم تتعقبه وتتحدث معه ثم تدخل معه في علاقة غير شرعية ثم تبدأ مرحلة التعلق التي قد تجعل بعض الفتيات يقعون في إغلاط فادحة `احذروا المسلسلات والافلام فهي تسرق من الانثى المسلمة الحياء والثبات💎`
    Like
    Love
    2
    0 Комментарии 0 Поделились 26 Просмотры 0 предпросмотр
  • Читать далее
    قصص الصحابه 👈 223 🪶🪶🪶🪶🪶🪶🪶🪶🪶🪶🪶🪶🪶🪶 #خلافة_يزيد #كربلاء7 🪶🪶 (( يوم عاشوراء ..!! )) 🪶🪶 و في صباح العاشر من شهر الله المحرم سنة ٦١ هجرية .. صلى عمر بن سعد بن أبي وقاص بكتيبته صلاة الصبح ، ثم انتصبوا للقتال .. ، وكذلك صلى سيدنا / الحسين بأصحابه .. وكانوا ٣٢ فارسا ، و أربعين من المشاة .. و كان سيدنا / الحسين قد أمر أصحابه في الليل أن يحفروا خندقا وراء معسكر النساء ، وأن يقذفوا فيه كميات من الحطب ، وذلك لحماية معسكر النساء حتى لا يصل إليهن أحد من الخلف أثناء القتال .. ، فأمر الحسين أصحابه أن يضرموا النار في ذلك الخندق .. ثم أراد سيدنا / الحسين أن يعظ عمر بن سعد و جيشه .. لعلهم يتقون .. لعلهم يراجعون أنفسهم .. ، فقام و ناداهم قائلا : (( أيها الناس ... اسمعوا مني نصيحة أقولها لكم )) 🪶فأنصت إليه الجميع فقال : (( أيها الناس .. إن قبلتم مني ، و أنصفتموني كنتم بذلك أسعد .. ، و إن لم تقبلوا مني فاجمعوا أمركم و شركاءكم ، ثم لا يكن أمركم عليك غمة ، ثم اقضوا إلي ، و لا تنظرون .. إن ولي الله الذي نزل الكتاب ، و هو يتولى الصالحين )) فلما سمعته أخواته و بناته ارتفعت أصواتهن بالبكاء ، فبعث الحسين لهن من يسكتهن .. ، ثم أكمل قائلا : (( أيها الناس .. راجعوا أنفسكم و حاسبوها فهل يصلح لكم قتال مثلي .. و أنا ابن بنت نبيكم و ليس علي وجه الأرض ابن بنت نبي غيري ..؟! و علي أبي .. ، و جعفر عمي .. ، و قد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لي و لأخي : ( هذان سيدا شباب أهل الجنة ) .. ، واسألوا أصحاب رسول الله الذين هم فيكم عن ذلك .. ويحكم .. أما تتقون الله .. ؟!! أما يحجزكم كل ذلك عن سفك دمي .. ؟!! )) فأراد شمر بن ذي الجوشن ألا يتأثر جيشه بهذا الكلام ، فقال لهم : (( أنا لا أعرف ما هذا الذي يقوله .. ، و ما أراه إلا يعبد الله على حرف )) فرد عليه البعض : (( بل أنت الذي تعبد الله على سبعين حرفا .. ، و إنه قد طبع الله على قلبك )) 🪶ثم قال الحسين : (( أيها الناس .. ذروني أرجع إلى مأمني من الأرض )) 🪶فرد عليه البعض من جيش عمر : (( و ما يمنعك أن تنزل على حكم بني عمك .. ، فإنهم لن يؤذك .. ، و لن تر منهم إلا ما تحب )) 🪶فقال لهم الحسين : (( كيف هذا .. ؟!! ألم يقتلوا مسلم بن عقيل .. ؟!! لا والله .. لا أعطيهم إعطاء الذليل .. ، و لا أقر لهم إقرار العبيد )) فتأثر ثلاثون رجلا من كتيبة عمر بن سعد بكلام سيدنا / الحسين .. ، وشعروا بأنهم مقبلون على جريمة عظيمة إن قاتلوه .. ، فأخذوا ينادون رفقاءهم في جيش عمر مستنكرين موقفهم .. ، و قالوا لهم : (( كيف لا تقبلون من الحسين واحدة من تلك الثلاثة التي طلبها .. ؟!! والله لو طلبها واحد من عوام الناس لكان واجبا عليكم أن تقبلوا منه .. ، فكيف بابن بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم .. ؟؟!! )) فلما لم يجدوا أية استجابة .. قرر هؤلاء الثلاثون أن ينفصلوا عن جيش عمر بن سعد لينضموا إلى الحسين و أصحابه دفاعا عنهم .. ، وكان الحر بن يزيد .. وهو قائد مقدمة جيش عمر بن سعد على رأس هؤلاء الثلاثين .. ، فتحرك بهم الحر بن يزيد نحو الحسين ، واعتذر إليه .. فقبل منه الحسين اعتذاره ، و ضمهم إليه .. ثم تقدم الحر بن يزيد إلى جيش عمر بن سعد في محاولة أخيرة لإيقاظ الضمائر .. ، فقال لهم موبخا : (( ويحكم ... ألا تقبلون من ابن بنت رسول الله مما يعرض عليكم واحدة منها .. ؟!! )) .. ، ثم وجه الحر كلامه إلى أمير الجيش / عمر .. ابن الصحابي الجليل سعد بن أبي وقاص .. ، فقال له : (( أصلحك الله .. أمقاتل أنت هذا الرجل .. ؟!! )) فقال له عمر بن سعد : (( نعم )) فعاتبه الحر بن يزيد قائلا : (( و الله إني أخير نفسي الآن بين الجنة و النار .. ، و والله لا أختار على الجنة غيرها .. ، و لو قطعت و حرقت ... ، فلبئس ما خلفتم محمدا في ذريته .. )) ثم نادى الحر بن يزيد في جيش عمر قائلا : (( أيها الناس .. توبوا إلى الله .. ، وارجعوا عما أنتم عليه في يومكم هذا ، وفي ساعتكم هذه )) فقال له عمر بن سعد ... وكأنه يصارع ضميره ، ويحاول تبرير موقفه العجيب : (( لو كان الأمر لي لأجبت الحسين إلى ما طلب .. ، ولكن عبيد الله بن زياد قد أبى علي ذلك )) .. ثم تهيأ الفريقان للقتال .. و بدأ التراشق بالنبال .. 🌿 : البداية و النهاية لابن كثير 🪶🪶🪶🪶🪶🪶🪶🪶🪶🪶🪶🪶🪶🪶 👈قُصّصّ آلَصّحًآبًةّ رضيَ آلَلَهّ عٌنِهّمً وٌأرضآهّمً 🪶🪶🪶🪶🪶🪶🪶🪶🪶🪶🪶🪶🪶🪶 يَتٌبًعٌ إنِ شُآءآلَلَه
    0 Комментарии 0 Поделились 165 Просмотры 0 предпросмотр
  • Читать далее
    (#حَمْلَةُ_ذَكِّرْ_بِالْقُرْآنِ_وَالسُّنَّةِ، أَكْبَرُ عَدَدٍ وَلَكَ مِثْلُ أُجُورِهِمْ) ﴿هَل تُحِسُّ مِنهُم مِن أَحَدٍ أَو تَسمَعُ لَهُم رِكزًا﴾ «إنَّ مَثَلَكُمْ في الأُمَمِ كَمَثَلِ الشَّعْرَة في جِلْدِ الثَّوْرِ»﴿الَّذي خَلَقَ المَوتَ وَالحَياةَ لِيَبلُوَكُم أَيُّكُم أَحسَنُ عَمَلًا﴾[الملك: ٢]﴿وَيَومَ يَحشُرُهُم كَأَن لَم يَلبَثوا إِلّا ساعَة﴾[يونس:٤٥]«إنِّي لَأَعْلَمُ آخِرَ أهْلِ النَّارِ خُرُوجًا فيَقالُ:فإنَّ لكَ مِثْلَ الدُّنْيا وعَشَرَةَ أمْثالِها، وذاكَ أدْنَى أهْلِ الجَنَّةِ مَنْزِلَةً»﴿فَمَن يَعمَل مِثقالَ ذَرَّةٍ خَيرًا يَرَه۝وَمَن يَعمَل مِثقالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ﴾[الزلزلة:٧-٨]«مَن دَعا إلى ضَلالَةٍ فإنَّ لَهُ مِثْلُ آثامِ منِ تَّبعَهُ»﴿وَما خَلَقتُ الجِنَّ وَالإِنسَ إِلّا لِيَعبُدونِ﴾[الذاريات:٥٦]﴿وَالَّذينَ هُم عَنِ اللَّغوِ مُعرِضونَ﴾[المؤمنون:٣] ﴿لا خَيرَ في كَثيرٍ مِن نَجواهُم﴾[النساء:١١٤]«نِعْمَتانِ مَغْبُونٌ فِيهِما كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ الصِّحَّةُ والفَراغُ»«احْرِصْ علَى ما يَنْفَعُكَ »«مَنْ دَعَا إِلَى هُدًى فإنَّ لَهُ مثلَ أجورِ منِ تَّبعَهُ»«خَيْرُكُمْ مَن تَعَلَّمَ القُرْآنَ وعَلَّمَهُ»﴿فَذَكِّر بِالقُرآنِ﴾[ق:٤٥]﴿فَبِأَيِّ حَديثٍ بَعدَ اللَّهِ وَآياتِهِ يُؤمِنونَ﴾[الجاثية:٦]﴿فَلا يَكُن في صَدرِكَ حَرَجٌ مِنهُ لِتُنذِرَ بِهِ وَذِكرى لِلمُؤمِنينَ﴾[الأعراف:٢]﴿مَن عَمِلَ صالِحًا مِن ذَكَرٍ أَو أُنثى وَهُوَ مُؤمِنٌ فَلَنُحيِيَنَّهُ حَياةً طَيِّبَةً﴾[النحل:٩٧]
    0 Комментарии 0 Поделились 53 Просмотры 0 предпросмотр
  • Читать далее
    (#حَمْلَةُ_ذَكِّرْ_بِالْقُرْآنِ_وَالسُّنَّةِ، أَكْبَرُ عَدَدٍ وَلَكَ مِثْلُ أُجُورِهِمْ) ﴿هَل تُحِسُّ مِنهُم مِن أَحَدٍ أَو تَسمَعُ لَهُم رِكزًا﴾ «إنَّ مَثَلَكُمْ في الأُمَمِ كَمَثَلِ الشَّعْرَة في جِلْدِ الثَّوْرِ»﴿الَّذي خَلَقَ المَوتَ وَالحَياةَ لِيَبلُوَكُم أَيُّكُم أَحسَنُ عَمَلًا﴾[الملك: ٢]﴿وَيَومَ يَحشُرُهُم كَأَن لَم يَلبَثوا إِلّا ساعَة﴾[يونس:٤٥]«إنِّي لَأَعْلَمُ آخِرَ أهْلِ النَّارِ خُرُوجًا فيَقالُ:فإنَّ لكَ مِثْلَ الدُّنْيا وعَشَرَةَ أمْثالِها، وذاكَ أدْنَى أهْلِ الجَنَّةِ مَنْزِلَةً»﴿فَمَن يَعمَل مِثقالَ ذَرَّةٍ خَيرًا يَرَه۝وَمَن يَعمَل مِثقالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ﴾[الزلزلة:٧-٨]«مَن دَعا إلى ضَلالَةٍ فإنَّ لَهُ مِثْلُ آثامِ منِ تَّبعَهُ»﴿وَما خَلَقتُ الجِنَّ وَالإِنسَ إِلّا لِيَعبُدونِ﴾[الذاريات:٥٦]﴿وَالَّذينَ هُم عَنِ اللَّغوِ مُعرِضونَ﴾[المؤمنون:٣] ﴿لا خَيرَ في كَثيرٍ مِن نَجواهُم﴾[النساء:١١٤]«نِعْمَتانِ مَغْبُونٌ فِيهِما كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ الصِّحَّةُ والفَراغُ»«احْرِصْ علَى ما يَنْفَعُكَ »«مَنْ دَعَا إِلَى هُدًى فإنَّ لَهُ مثلَ أجورِ منِ تَّبعَهُ»«خَيْرُكُمْ مَن تَعَلَّمَ القُرْآنَ وعَلَّمَهُ»﴿فَذَكِّر بِالقُرآنِ﴾[ق:٤٥]﴿فَبِأَيِّ حَديثٍ بَعدَ اللَّهِ وَآياتِهِ يُؤمِنونَ﴾[الجاثية:٦]﴿فَلا يَكُن في صَدرِكَ حَرَجٌ مِنهُ لِتُنذِرَ بِهِ وَذِكرى لِلمُؤمِنينَ﴾[الأعراف:٢]﴿مَن عَمِلَ صالِحًا مِن ذَكَرٍ أَو أُنثى وَهُوَ مُؤمِنٌ فَلَنُحيِيَنَّهُ حَياةً طَيِّبَةً﴾[النحل:٩٧]
    0 Комментарии 0 Поделились 53 Просмотры 0 предпросмотр
Расширенные страницы
Спонсоры
Спонсоры
X