• *‏مِن نعم اللَّـه الجليلة؛ أن يُبصرّك بحقيقة الدنيا وأنت في شبابك حتى لا يفنى عمرك في الرڪض خلف زينتها الباطلة .*
    *نعوذ بـ اللَّـه مِن ضياع الأعمار ، ومن أن نَضِل أو نُضَـل ، ونسأل اللَّـه السلامة والعفو والعافية ياربّ*
    *‏مِن نعم اللَّـه الجليلة؛ أن يُبصرّك بحقيقة الدنيا وأنت في شبابك حتى لا يفنى عمرك في الرڪض خلف زينتها الباطلة .* *نعوذ بـ اللَّـه مِن ضياع الأعمار ، ومن أن نَضِل أو نُضَـل ، ونسأل اللَّـه السلامة والعفو والعافية ياربّ💕🌸*
    0 التعليقات 0 المشاركات 2 مشاهدة 0 معاينة
  • #من_اسرار_علم_النفس

    1. لا تَتفوق أبدًا على رئيسك...
    لا تجعل رئيسك يشعر بالتفوق عليك؛ اجعله يبدو دائمًا أكثر ذكاءً ونجاحًا منك. إذا تفوقت عليه، ستثير غيرته وقد تتعرض للعواقب.

    2. اخفي نواياك...
    لا تشرح دائمًا أهدافك وخططك. اجعل أفعالك تتحدث عنك واترك نواياك غامضة لتحافظ على ميزة المفاجأة.

    3. قلل الكلام..
    الكلام الكثير قد يضرك. قل فقط ما يلزم، واحرص على أن تكون كلماتك قوية وتُظهر السيطرة.

    4. اجعل الآخرين يعتمدون عليك....
    لا تجعل الآخرين يستغنون عنك. اجعل نفسك ضروريًا لهم من خلال تقديم شيء لا يستطيعون الحصول عليه بدونك.

    5. تجنب الأشخاص السلبيين أو الميؤوس منهم ...
    الطاقة السلبية معدية. لا تتورط مع الأشخاص الذين يجلبون المشاكل والبؤس إلى حياتك.

    6. كُن غامض ...
    الغموض يُثير الفضول. استخدم الغموض بشكل استراتيجي لجذب الانتباه والحفاظ عليه.

    7. لا تلتزم بأحد...
    التزامك الكامل بشخص واحد أو قضية قد يُقيدك. احتفظ بحريتك لتكون مرنًا وتفاوض بشكل أفضل.

    8. حافظ علي سمعتك ....
    سمعتك هي أساس القوة. حافظ عليها ودافع عنها بكل ما أوتيت من قوة

    9. بيع الأمل للمحتاجين .....
    قدم للناس وعودًا بالأمل والمستقبل المشرق؛ هذا يجذبهم ويمنحك السيطرة عليهم.

    10.اقضي على عدوك نهائيًا..
    إذا قررت مواجهة عدو، تأكد من القضاء عليه تمامًا. تركه في منتصف الطريق قد يؤدي إلى انتقامه لاحقًا.

    #ملاحظة : يوجد اشخاص هنا يضعون متابعة لتكبر عائلتنا، والبعض منهم يترك اعجاب والبعض يترك تعليق ، والبعض الآخر مشاركة.... شكرًا لهم من القلب فهم سر استمرارنا في ظل ضعف التفاعل

    وبالتأكيد احذف نفسك من قائمة البخلاء وصل على رسولنا الكريم#خــواطر_وهمســــات

    دائماً هناك نبضة تُغير القلوب ..
    وهناك كلمة لا تموت ..
    وذکرى لا تُنسىٰ ..
    وهناك دمعة تُساوي عمراً ..
    ونظرة تختصر الكثير ..
    وهناك أماكن لا نُغادرها مهما ابتعدنا ..
    وأناس لا نُودعهم مهما أبعدتنا المسافات عنهم ..
    وهناك حزن لا يصغُر وفرح لا يكبر ..
    في حياتنا دائماً لحظات وعلامات فارقة من كل شيء ..

    يسعد صباحكم أحبّتــي *بسم الله الرحمن الرحيم*

    *وَمَآ أَنزَلۡنَا عَلَيۡكَ ٱلۡكِتَٰبَ إِلَّا لِتُبَيِّنَ لَهُمُ ٱلَّذِي ٱخۡتَلَفُواْ فِيهِ وَهُدٗى وَرَحۡمَةٗ لِّقَوۡمٖ يُؤۡمِنُونَ*

    *صدق الله العلي العظيم*

    *أفلح من صلى على محمد وآل محمد*‏اللهــــــــم
    كما ايقظت عيوننا من المنام
    أيقظ قلوبنا من الغفلات
    وكما أنرت الكون بنور الصباح
    أنر حياتنا بنور الهداية
    اللهــــم امـــــــين

    *صبـاح الـخير*أسأل الله تعالى أن تدوم السكينة في قلوبنا والابتسامة في وجوهنا والسعادة في بيوتنا والصحة في أبداننا والتوفيق في حياتنا والأمان في دروبنا والنور في وجوهنا وأن يغفر لنا ولكم ولوالدينا ولوالديكم وكل عزيز لديكم.
    صباح الخيرالستات زمان حتى اخر ٦٠ عام مضت كانت ستات بميت ست من بتوع اليوم ..ايه ده ولايطلقوا ولا يزعلوا ...طباخين مهره ومتعلمين اكلات من الاف السنين متوارثه وتخيل بتملأ مياه مفيش حنفيات ولا طقم بارد وسخن ..وهي اللي بتروح تملأ ٥٠ مره في اليوم وتخيل مفيش مجاري هتروح فين ترميها والشوارع كلها خناقات بسبب كب المياه في الشارع ...وكيف تغسل على ايديها جرب تغسل فانله على ايدك كده اشحال لكل الاسرة ال١٥ كل يوم وتنشر كل يوم وتروح السوق كل يوم مفيش ثلاجات اصلا ولا بوتجاز والوابور كل يوم يبوظ ...والناس كانت بتاكل وترمي وهي تلم ...وتغسل المواعين وتخبز في الفرن احلى عيش وتعمل بعد العيش الارز المعمر وصنية البطاطس التي لامثيل لها .وترضع وتغير ومفيش بامبرز طبعا وتروح تطحن الدقيق ...وتربي فراخ وبط وتشيل زبالتهم وتنظف ...وفي نهاية النوم تعمل عصيدة ولا كنافه ملهاش حل ..وشاي لكل واحد في الاسرة وقرص وكعك وغريبه بالشوال مش كيلو ...وتوديه الفرن ومع ذلك مكنتش عاجبه ...
    الله يرحمهم ويدخلهم فسيح جناته يارب ويجمعنا بيهم في الجنه.......روي أن الأعشى كان مسافرا إلى اليمن و في الطريق أظلم عليه الليل وأمطرت السماء مطراً غزيراً ،
    فأراد مكانا يلوذ به عن المطر فرأى من بعيد "خباء" وهو بيت من بيوت الأعراب قديما، وحينما وصل إليه ليختبأ وجد عنده شيخا كبيرا مشوه الخلقة بلحية بيضاء كثيفة، فأدخله الشيخ الخيمة و قال له :
    إلى أين تقصد ؟، فقال : أنا الأعشى وأقصد اليمن، فقال الشيخ: هل تجيد الشِعر؟، فقال الأعشى: نعم
    فخاطبه الشيخ قائلا: أسمِعني من شِعرك !!
    -قال الأعشى :
    رحلت ( سُمية ) غدوة أجمالها
    غَـضبـىَ عليك فما تقول بـدا لــها
    -فقال له الشيخ: من هي سُمية ؟ فرد الأعشى: لا أعلم!
    ...فطلب منه الشيخ قصيدة أخرى !!
    -فقال الأعشى قصيدته الشهيرة :
    ودِع ( هريرة ) إن الركـب مرتحل
    وهل تطـيـق وداعاً أيـها الرجـل
    ...عندها إستوقفه الشيخ قائلا : و من هي هريرة ؟
    فقال الأعشى : لا أعلم من هي سُمية و لا أعرف من هي هريرة، ولكنها أسماء إنطلقت في روعي فقلتها!!
    .....فنادى الرجل الكبير : أخرجي يا سُمية و يا هريرة !!، فخرجتا فتاتين طولهما لايتعدى خمسة أشبار، فإرتعد الأعشى خوفاً و خاطب الشيخ قائلا: من أنت ؟، فرد الشيخ: أنا هاجسك من الجنّ ومُلقي الشعر على لسانك، وهؤلاء بناتي هريرة و سُمية!!!.
    #توضيح: قصيدة الأعشى ( ودع هريرة) هي واحدة من قصائد المعلقات السبع التي كتبت بماء الذهب و التي قيل أن كلماتها من عالم الجن.......مر ثلاثة رجال بامرأة عجوز تسكن خيمه في الباديه،وطلبوا منها شيئا يؤكل
    فقد أنهكم الجوع وطول السفر
    فقالت :والله ماعندي شيء لأقدمه لكم
    فنظر أحدهم فوجد شاة عجفاء من شدة الجوع فطلب من العجوز أن يحلبها
    فقالت له إنها شاة عازب (لا لبن فيها)
    فنادى الرجل الشاة فأتت على الفور
    فطلب إناء ليحلب الشاة، وما ان قال بسم الله حتى أنملأ الضرع بالحليب
    فحلبها ودعا العجوز فشربت وشرب صحبه ثم شرب آخرهم، وذهب هو وصحبه وتابعوا سفرهم
    عند المساء جاء زوج العجوز وتفاجأ بوجود اللبن في بيته فسأل زوجته عن مصدر اللبن فقصت له ماحدث
    فقال لها صفيه لي:
    من هنا نبدأ
    ، واسمعوا وصف امرأة عجوز تسكن البادية
    قالت لزوجها:
    رأيت رجلا ظاهر الوضاءة
    أبلج الوجه(مشرق الوجه)
    لم تعبه نحله(نحول في الجسم)
    ولم تعبه سجله (ضخامة في البطن)
    ولم تزر به صقله (لا بناحل ولا سمين)
    ولم تزر به صعله (صغر في الرأس)
    وسيم قسيم (حسن وضيئ)
    في عينيه دعج (شدة سوادالبؤبؤ وشدة بياض البياض)
    وفي أشفاره وطف (طول شعر العينين)
    وفي صوته صحل (بحه وحسن)
    في عنقه سطع (طول)
    وفي لحيته كثافه، أزج أقرن (حاجباه طويلان ومقوسان ومتصلان)
    إن صمت فعليه الوقار
    وإن تكلم سما وعلاه البهاء
    أجمل الناس وأبهاهم من بعيد، وأجلاهم وأحسنهم من قريب، حلو المنطق لانزر ولاهذر (كلامه #وسط لا بالقليل ولا بالكثير)
    كأن منطقه خرزات نظم ينحدر
    ربعه (ليس بالطويل ولا بالقصير)
    لا يأس من طول ولا تقتحمه #عين من #قصر
    غصن بين غصنين، فهو أنضر الثلاثه منظرا
    وأحسنهم قدرا
    له رفقاء يحفون به، اذا قال أنصتوا لقوله
    وإن أمر تبادروا لأمره
    محشود محفود (عنده أصحاب يطيعونه)
    لا عابس ولا مفند( غير عابس الوجه، وخال من الخرافه)
    هكذا كان وصف #المرأة #العجوز التي تربت في الباديه.......
    هذه أم معبد افضل من وصف النبي محمد صل الله عليه وسلم
    وهذا أشرف الخلق وأطهرهم وأجملهم ......سأل أحدهم سيدنا #عليّ_بن_أبي_طالب
    عن المحايد فقال :
    المحايد هو شخص لم ينصر #الباطل ولكن من المؤكد أنه خذل الحق.....قالت الرياح للشمس : ما رأيك ان نتراهن على نزع المعطف عن ذلك #الشاب الجالس في @الحديقه
    وافقت الشمس بشرط ان تبدأ الرياح
    فبدأت الرياح تصدر اصواتا مدويه و مخيفه و تقذف الأتربه ؛ و تشتد قوتها و سرعتها لنزع المعطف ؛ لكن الشاب تمسك بالمعطف بكل قوته فاستسلمت الريح
    جاء دور الشمس فابتسمت ؛ وسطعت بهدوء و بكل رقه فملأ الدفء المكان ؛ فشعر الشاب بأن لا حاجه للمعطف فنزعه
    لماذا لا نجعل تعاملنا مع بعضنا كالشمس
    بدون اكراه و بدون استخدام اساليب قاسية
    هل وصل المعني اليك ام تحتاج الي تفسير ؟؟!
    إذا بتحب القصص والقرأء

    #ابومحمدالصفار
    #من_اسرار_علم_النفس🧠⚡‼️ 1. لا تَتفوق أبدًا على رئيسك... لا تجعل رئيسك يشعر بالتفوق عليك؛ اجعله يبدو دائمًا أكثر ذكاءً ونجاحًا منك. إذا تفوقت عليه، ستثير غيرته وقد تتعرض للعواقب. 2. اخفي نواياك... لا تشرح دائمًا أهدافك وخططك. اجعل أفعالك تتحدث عنك واترك نواياك غامضة لتحافظ على ميزة المفاجأة. 3. قلل الكلام.. الكلام الكثير قد يضرك. قل فقط ما يلزم، واحرص على أن تكون كلماتك قوية وتُظهر السيطرة. 4. اجعل الآخرين يعتمدون عليك.... لا تجعل الآخرين يستغنون عنك. اجعل نفسك ضروريًا لهم من خلال تقديم شيء لا يستطيعون الحصول عليه بدونك. 5. تجنب الأشخاص السلبيين أو الميؤوس منهم ... الطاقة السلبية معدية. لا تتورط مع الأشخاص الذين يجلبون المشاكل والبؤس إلى حياتك. 6. كُن غامض ... الغموض يُثير الفضول. استخدم الغموض بشكل استراتيجي لجذب الانتباه والحفاظ عليه. 7. لا تلتزم بأحد... التزامك الكامل بشخص واحد أو قضية قد يُقيدك. احتفظ بحريتك لتكون مرنًا وتفاوض بشكل أفضل. 8. حافظ علي سمعتك .... سمعتك هي أساس القوة. حافظ عليها ودافع عنها بكل ما أوتيت من قوة 9. بيع الأمل للمحتاجين ..... قدم للناس وعودًا بالأمل والمستقبل المشرق؛ هذا يجذبهم ويمنحك السيطرة عليهم. 10.اقضي على عدوك نهائيًا.. إذا قررت مواجهة عدو، تأكد من القضاء عليه تمامًا. تركه في منتصف الطريق قد يؤدي إلى انتقامه لاحقًا. #ملاحظة : يوجد اشخاص هنا يضعون متابعة لتكبر عائلتنا، والبعض منهم يترك اعجاب والبعض يترك تعليق ، والبعض الآخر مشاركة.... شكرًا لهم من القلب فهم سر استمرارنا في ظل ضعف التفاعل❤️ وبالتأكيد احذف نفسك من قائمة البخلاء وصل على رسولنا الكريم❤️#خــواطر_وهمســــات 🌹دائماً هناك نبضة تُغير القلوب .. وهناك كلمة لا تموت .. وذکرى لا تُنسىٰ .. وهناك دمعة تُساوي عمراً .. ونظرة تختصر الكثير .. وهناك أماكن لا نُغادرها مهما ابتعدنا .. وأناس لا نُودعهم مهما أبعدتنا المسافات عنهم .. وهناك حزن لا يصغُر وفرح لا يكبر .. في حياتنا دائماً لحظات وعلامات فارقة من كل شيء .. يسعد صباحكم أحبّتــي 🌹*بسم الله الرحمن الرحيم* *وَمَآ أَنزَلۡنَا عَلَيۡكَ ٱلۡكِتَٰبَ إِلَّا لِتُبَيِّنَ لَهُمُ ٱلَّذِي ٱخۡتَلَفُواْ فِيهِ وَهُدٗى وَرَحۡمَةٗ لِّقَوۡمٖ يُؤۡمِنُونَ* *صدق الله العلي العظيم* *أفلح من صلى على محمد وآل محمد*🌹‏اللهــــــــم كما ايقظت عيوننا من المنام أيقظ قلوبنا من الغفلات وكما أنرت الكون بنور الصباح أنر حياتنا بنور الهداية اللهــــم امـــــــين 🌹*صبـاح الـخير*🌹أسأل الله تعالى أن تدوم السكينة في قلوبنا والابتسامة في وجوهنا والسعادة في بيوتنا والصحة في أبداننا والتوفيق في حياتنا والأمان في دروبنا والنور في وجوهنا وأن يغفر لنا ولكم ولوالدينا ولوالديكم وكل عزيز لديكم. 🌹 صباح الخير🌹الستات زمان حتى اخر ٦٠ عام مضت كانت ستات بميت ست من بتوع اليوم ..ايه ده ولايطلقوا ولا يزعلوا ...طباخين مهره ومتعلمين اكلات من الاف السنين متوارثه وتخيل بتملأ مياه مفيش حنفيات ولا طقم بارد وسخن ..وهي اللي بتروح تملأ ٥٠ مره في اليوم وتخيل مفيش مجاري هتروح فين ترميها والشوارع كلها خناقات بسبب كب المياه في الشارع ...وكيف تغسل على ايديها جرب تغسل فانله على ايدك كده اشحال لكل الاسرة ال١٥ كل يوم وتنشر كل يوم وتروح السوق كل يوم مفيش ثلاجات اصلا ولا بوتجاز والوابور كل يوم يبوظ ...والناس كانت بتاكل وترمي وهي تلم ...وتغسل المواعين وتخبز في الفرن احلى عيش وتعمل بعد العيش الارز المعمر وصنية البطاطس التي لامثيل لها .وترضع وتغير ومفيش بامبرز طبعا وتروح تطحن الدقيق ...وتربي فراخ وبط وتشيل زبالتهم وتنظف ...وفي نهاية النوم تعمل عصيدة ولا كنافه ملهاش حل ..وشاي لكل واحد في الاسرة وقرص وكعك وغريبه بالشوال مش كيلو ...وتوديه الفرن ومع ذلك مكنتش عاجبه ... الله يرحمهم ويدخلهم فسيح جناته يارب ويجمعنا بيهم في الجنه.......روي أن الأعشى كان مسافرا إلى اليمن و في الطريق أظلم عليه الليل وأمطرت السماء مطراً غزيراً ، فأراد مكانا يلوذ به عن المطر فرأى من بعيد "خباء" وهو بيت من بيوت الأعراب قديما، وحينما وصل إليه ليختبأ وجد عنده شيخا كبيرا مشوه الخلقة بلحية بيضاء كثيفة، فأدخله الشيخ الخيمة و قال له : إلى أين تقصد ؟، فقال : أنا الأعشى وأقصد اليمن، فقال الشيخ: هل تجيد الشِعر؟، فقال الأعشى: نعم فخاطبه الشيخ قائلا: أسمِعني من شِعرك !! -قال الأعشى : رحلت ( سُمية ) غدوة أجمالها غَـضبـىَ عليك فما تقول بـدا لــها -فقال له الشيخ: من هي سُمية ؟ فرد الأعشى: لا أعلم! ...فطلب منه الشيخ قصيدة أخرى !! -فقال الأعشى قصيدته الشهيرة : ودِع ( هريرة ) إن الركـب مرتحل وهل تطـيـق وداعاً أيـها الرجـل ...عندها إستوقفه الشيخ قائلا : و من هي هريرة ؟ فقال الأعشى : لا أعلم من هي سُمية و لا أعرف من هي هريرة، ولكنها أسماء إنطلقت في روعي فقلتها!! .....فنادى الرجل الكبير : أخرجي يا سُمية و يا هريرة !!، فخرجتا فتاتين طولهما لايتعدى خمسة أشبار، فإرتعد الأعشى خوفاً و خاطب الشيخ قائلا: من أنت ؟، فرد الشيخ: أنا هاجسك من الجنّ ومُلقي الشعر على لسانك، وهؤلاء بناتي هريرة و سُمية!!!. #توضيح: قصيدة الأعشى ( ودع هريرة) هي واحدة من قصائد المعلقات السبع التي كتبت بماء الذهب و التي قيل أن كلماتها من عالم الجن.......مر ثلاثة رجال بامرأة عجوز تسكن خيمه في الباديه،وطلبوا منها شيئا يؤكل فقد أنهكم الجوع وطول السفر فقالت :والله ماعندي شيء لأقدمه لكم فنظر أحدهم فوجد شاة عجفاء من شدة الجوع فطلب من العجوز أن يحلبها فقالت له إنها شاة عازب (لا لبن فيها) فنادى الرجل الشاة فأتت على الفور فطلب إناء ليحلب الشاة، وما ان قال بسم الله حتى أنملأ الضرع بالحليب فحلبها ودعا العجوز فشربت وشرب صحبه ثم شرب آخرهم، وذهب هو وصحبه وتابعوا سفرهم عند المساء جاء زوج العجوز وتفاجأ بوجود اللبن في بيته فسأل زوجته عن مصدر اللبن فقصت له ماحدث فقال لها صفيه لي: من هنا نبدأ ، واسمعوا وصف امرأة عجوز تسكن البادية قالت لزوجها: رأيت رجلا ظاهر الوضاءة أبلج الوجه(مشرق الوجه) لم تعبه نحله(نحول في الجسم) ولم تعبه سجله (ضخامة في البطن) ولم تزر به صقله (لا بناحل ولا سمين) ولم تزر به صعله (صغر في الرأس) وسيم قسيم (حسن وضيئ) في عينيه دعج (شدة سوادالبؤبؤ وشدة بياض البياض) وفي أشفاره وطف (طول شعر العينين) وفي صوته صحل (بحه وحسن) في عنقه سطع (طول) وفي لحيته كثافه، أزج أقرن (حاجباه طويلان ومقوسان ومتصلان) إن صمت فعليه الوقار وإن تكلم سما وعلاه البهاء أجمل الناس وأبهاهم من بعيد، وأجلاهم وأحسنهم من قريب، حلو المنطق لانزر ولاهذر (كلامه #وسط لا بالقليل ولا بالكثير) كأن منطقه خرزات نظم ينحدر ربعه (ليس بالطويل ولا بالقصير) لا يأس من طول ولا تقتحمه #عين من #قصر غصن بين غصنين، فهو أنضر الثلاثه منظرا وأحسنهم قدرا له رفقاء يحفون به، اذا قال أنصتوا لقوله وإن أمر تبادروا لأمره محشود محفود (عنده أصحاب يطيعونه) لا عابس ولا مفند( غير عابس الوجه، وخال من الخرافه) هكذا كان وصف #المرأة #العجوز التي تربت في الباديه....... هذه أم معبد افضل من وصف النبي محمد صل الله عليه وسلم وهذا أشرف الخلق وأطهرهم وأجملهم ......سأل أحدهم سيدنا #عليّ_بن_أبي_طالب عن المحايد فقال : المحايد هو شخص لم ينصر #الباطل ولكن من المؤكد أنه خذل الحق.....قالت الرياح للشمس : ما رأيك ان نتراهن على نزع المعطف عن ذلك #الشاب الجالس في @الحديقه وافقت الشمس بشرط ان تبدأ الرياح فبدأت الرياح تصدر اصواتا مدويه و مخيفه و تقذف الأتربه ؛ و تشتد قوتها و سرعتها لنزع المعطف ؛ لكن الشاب تمسك بالمعطف بكل قوته فاستسلمت الريح جاء دور الشمس فابتسمت ؛ وسطعت بهدوء و بكل رقه فملأ الدفء المكان ؛ فشعر الشاب بأن لا حاجه للمعطف فنزعه لماذا لا نجعل تعاملنا مع بعضنا كالشمس بدون اكراه و بدون استخدام اساليب قاسية هل وصل المعني اليك ام تحتاج الي تفسير ؟؟! إذا بتحب القصص والقرأء #ابومحمدالصفار
    0 التعليقات 0 المشاركات 7 مشاهدة 0 معاينة
  • احمد علي سليمان عبد الرحيم / أبجديــــات شعريـة
    -----------------------------------------------------------------
    الشعرُ يُخرجُ ما في القلب يختبئُ

    حتى يُشَفى عن الخواطر الخبءُ

    وكم يزيد مَعينَ العقل تبصرةً!

    فلا تراه إلى الأوهام يلتجئ

    وكم يُلاحي لتُجْلى كلُ داجيةٍ!

    لأنه بسنا الشعور يدّرئ

    وكم يناضلُ في سِر وفي علن

    بجُعبةٍ بسِهام الحق تمتلئ!

    وكم يُشَخِّص داءاتٍ وأدوية

    فيها يُصيبُ ، وقد ينتابُه الخطأ!

    وكم يُلمّعُ غاياتٍ ويُتحِفها

    من بعد أن نالها ببأسه الصدأ!

    وكم يُزيلُ دياجيراً تسربلنا!

    هل بالدياجير وهجُ النور ينطفئ؟

    وكم يُعَبّئُ طاقاتٍ ويَشحذها!

    وقبلُ كانت تني طوعاً وتهترئ

    رصيدُ تجربةٍ كانت مُغيّبة

    فلم تعدْ في سُويدا القلب تختبئ

    ما صادقُ الشعر إن قِسْنا ككاذبه

    إلا إذا اشتبه الغسّاق واللبأ!

    والشاعرُ الحق مَن يسمو به الأدبُ

    فعنده لِسَنا الفضائل الغلبُ

    يُثري القريضَ بما يُزجيه مِن دُررٍ

    يرجو الثواب مِن المولى ، ويحتسب

    ولا يُسَخِرُ في الإسفاف موهبة

    إذ ليس يَصرفه عن جَده اللعب

    لا وصفَ غانيةٍ يُودي بهمّته

    وكيف يهزل مَن للشرع ينتسب؟

    ولا يُطوّع للطغيان ما كتبتْ

    كَفٌ بتقوى إله الناس تختضب

    ولا يُدَشّنُ ، فالتدشينُ مَخبثة

    يهواه قومٌ إلى الرذائل انجذبوا

    ولا يُرائي بأشعار مزوّرة

    قِوامُها الزيفُ والتمويهُ والكذب

    ولا يتاجر بالأبيات ما احترمتْ

    ديناً ولا قِيماً ، إذ عافها الأدب

    لكنْ يَذودُ عن الأخلاق مُحترباً

    وكلُ شهم لأجل الخُلق يَحترب

    مستعذباً كل ما يلقاه في فرح

    كأن سامرَه في المِحنة الطرب

    ما الشعرُ إن صاغه حُثالة بُهُتُ

    مِن الشريعة والفضائل انفلتوا؟

    عزيفهم لا يساوي الحِبرَ خط به

    منذ استجابوا إلى الشيطان ، وانتصتوا

    وأوغلوا السيرَ في متاهةٍ برئتْ

    مِن العفاف ، إلى أن شابها العَنت

    فأفسدوا الناسَ والأمصار قاطبة

    وعمّ أرضهُمُ البلاءُ والقلت

    وتلك عُقبى الألى باعوا ضمائرَهم

    وللمفاسد والقبائح التفتوا

    ما الشعرُ إن طفحتْ فسقاً قصائدُه

    وبات عمداً على الإسلام – يفتئت؟

    وما اكتفى بخِلال الشر يُشعلها

    ناراً على أمّة التوحيد تنكلت

    ولا اكتفى بالذي ألقاه من شُبَهٍ

    بين الخلائق يُزكِي وهْجَها العَتت

    ولا اكتفى بمبادي الكفر رَوّجها

    جبراً وقهراً على أيدي الألى بُهِتوا

    ليَذهبِ الشعرُ إن غارتْ طلاوته

    وليَخسأ القومُ عن تفنيده سكتوا

    كم من قصائدَ منها النور ينبعثُ!

    جلتْ ، فليستْ لمَا يشينُ تمترثُ

    نأت عن الشر والسوأى ، فما انحدرتْ

    إلى الحضيض ، فما أرزى بها الخبث

    واستشرفتْ لجليل اللفظ تنسجُه

    ثوباً يُغرّد في طياته الحدث

    وصورتْ ما ارتأى ضميرُ شاعرها

    وزانها في الأداء الحب والخوث

    وعندما أنشدتْ في الناس تاق لها

    كلُ الكِرام وجَدّوا ، فانجلى العبث

    فأورثتهم مِن الجمال أطيبَه

    فلم يُمِلهم عَن الفضائل الرفث

    وهيّجتْ لخِلال الخير مَن أخِذوا

    بما احتوته مِن الضياء ينبعث

    وسطرتْ في قلوب الناس ملحمة

    تفوقُ خندمة ، يقودُها البعث

    قصائدٌ تمنح الحياة فاقدها

    كما تحِنّ إلى المعيشة الجُثث

    وإنما ثلثا أفكارها قِيمٌ

    واللفظ والوزن والبلاغة الثلث

    وكم قصائد أملاها الألى هرجوا

    من بعد أن جَرّهم – للباطل – الهَوَجُ!

    وأخلدوا جُملة إلى جهالتهم

    كأنهم بالذي تكلفوا ابتهجوا

    وأغلبُ الناس بالأشعار قد فتِنوا

    وللجميع لدى تبريرهم حُجَج

    كيف استباح الألى خطوا قصائدهم

    أخلاقَ شِرعتنا ، أولئك الهمَج؟

    صاغوا التهتك أشعاراً مزركشة

    وبالأباطيل هم على الورى خرجوا

    كيف استمالوا الغثا لنصر باطلهم

    ولقنوهم مواويلاً بها لهجوا؟

    هذي الأهازيجُ مهما دفّ مُنشدُها

    لها ، فمنها وربّي يبرأ (الهزج)

    وكم على الشعر مرّتْ شرُ أزمنة!

    وكان منها أصيلُ الشعر يَختلج

    وكبلتْ أزمة إبداعَ كوكبةٍ

    مِن الأباة ، متى يا قوم تنفرج؟

    وكابدَ الشعرُ حتى غصّ رونقه

    بما يُلاقيه حتى طالتِ الحِجج

    والكل يشكو ، وبالتبرير يَفتتحُ

    ويستهين بما قد عاش يَجترحُ

    فشاعرٌ نافقَ الطاغوتَ مُنتظراً

    منه النوالَ ، فبئسَ النولُ والمنح!

    وشاعرٌ ناولَ الفسّاق أغنية

    فيها يُرَوّجُ للسوآى ، ويَمتدح

    وشاعرٌ باعَ للشيطان ذمته

    فشعرُه اليومَ فجٌ مُقرفٌ وقح

    وشاعرٌ في هوى النسوان منجدلٌ

    أودى به العِشقُ والغرامُ والمَرح

    وشاعرٌ حَبّرَ الأوزانَ صادية

    هذا (طويلٌ) ، وهذا بعدُ (مُنسرح)

    وشاعرٌ جندَ الأشعارَ طيّعة

    في حرب مَن ناوأوا الضلالَ ، أو نصحوا

    وشاعرٌ في سبيل المال أطلقها

    دعاية بالقريض الغث تتشح

    وشاعرٌ كأسُه بالرجز مُترعة

    وهزله في بقاع الأرض مُفتضح

    فيم التشاكي وهم باعوا ضمائرهم؟

    وهل يُنالُ بما هم أحدثوا فلح؟

    إني لأعجب مِن باغ ويَصطرخ

    ولكنة عَجمتْ شكواه ترتضخ

    أصادقٌ هو في دعوى يردّدها؟

    أم كاذبٌ وعليه الأمرُ يبتلخ؟

    كم يدّعي الطهرَ مَن خاست سريرته

    وقلبه بقتام الإفك متسخ!

    كيف استكان لمَا حاكتْ هواجسُه

    مِن التخرّص بين الناس – يرتسخ؟

    لم يَرجُم الشعرَ إلا أهلُ صنعته

    من الذين لأصحاب الهوى رضخوا

    فقدمّوه لهم قربانَ طاعتهم

    كأنهم مِن هُدى الشريعة انسلخوا

    واستخدموه سيوفاً يذبحون بها

    قوماً بآنافهم ضد البلا شمخوا

    وبعد أن شقيتْ بهم شبيبتنا

    وردّدوا كل ما أهلُ الخنا نسخوا

    جاء الجميعُ بآهاتٍ مجلجلةٍ

    ومَن غوى والذي أغوى الورى اطرخوا

    وهم بما ارتكبوا ، خطوا نهايتهم

    فما استدام لهم عِز ولا بَذخ

    حتى الشواعرُ في الفوضى لهن يدٌ

    كأنهن بساحات الوغى أسُدُ

    أنشدن ما يفسد الدنيا بلا خجل

    فشِعرُهن إلى الأخلاق يفتقد

    والدُورُ تشهدُ ، والشاشاتُ شاهدة

    وليس ينكرُ ما أقوله أحد

    والأمسياتُ بما ذكرتُ ناطقة

    إني على كل ما تزجيه أعتمد

    مِن كل حسناءَ تُبدي حُسنها طمعاً

    فيما تؤمّلُ ، أين الوعيُ والرَشَد؟

    وكيف تظهرُ للدنيا مفاتنها

    وفي التزيّن بالمكياج تجتهد؟

    ألا تغار على الحريم كوكبة

    مِن الرجال بفرط الغيْرة انفردوا؟

    ما قيمة الشعر إن ألقته غانية

    تُهدي تبرّجها لمن له سجدوا؟

    وكيف تدعو إلى خير تخالفه

    وإن تكن للذي نحياه تنتقد؟

    إني أراها بهذا الطرح كاذبة

    خاب التخرّصُ والتدليسُ والفند؟

    إن التهتك بين الصِيد منتبذُ

    وليس يعجبُ إلا مَن به أخِذوا

    وكم تبذلَ في الأشعار مُرتزقٌ

    خالي الوفاض ، فما في كيسه قذذ!

    فراح يُسرفُ في التشبيب مبتذلاً

    إذ غاله قدمُ الهيفاء والفخِذ

    بضاعة رخصتْ في سوق مَن سفلوا

    وكل مَن يشتري يَخزى ويُنتبذ

    والدِينُ يَعصمُ مَن يأوي لشِرعته

    وفي التقى والعفاف النجوُ والنقذ

    ويخذلُ اللهُ مَن – بالباطل التحفوا

    ولهواً الآيَ والحنيفة اتخذوا

    لو أحسنوا القصدَ ما ضلوا ، ولا ارتكسوا

    ولا الضلالاتِ مِن أعدائهم شحذوا

    واللهُ ناصرُ مَن طابت سرائرُه

    وعند رب الورى للحائر العوذ

    فأصلِحوا أيها العادون ، والتمسوا

    رضا الملك ، وبالنصح النبيل خذوا

    ونحن ننتظرُ الأشعار داعية

    إلى الرشاد به يَسترشدُ الفلذ

    مازال شعرُ الخنا يُغري الألى مَكروا

    بنا ، فهم بالذي صاغ الغثا انبهروا

    وعيّرونا بما صغتم بدون حيا

    مِن القصائد منها القلب ينفطر

    تثيرُ في الناس إن قِيلتْ غرائزهم

    حتى تظل مِن اللهيب تستعر

    ولا تخاطبُ في الآنام عاطفة

    إلى المبادئ والأخلاق تفتقر

    ولا تصحّحُ مفهوماً بأدمغةٍ

    قد استقرّ ، وفيه الشر والضرر

    ولا تجدّدُ فِكراً في القلوب ثوى

    وكم تصِحّ إذا ما جدّدَتْ – فِكَر!

    ولا تُغيّر أوضاعاً تزلزلنا

    مضى على مُكثها في دارنا عُصُر

    ولا تُبَصّر مَن ضلوا بمنهجهم

    حتى يُقيموه في الدنيا ، وينتصر

    ومِن هنا قالها الأعداءُ معلنة

    أنا إلى دَرَكِ السفول ننحدر

    فهل تفيقون مِن كيدٍ يَحيقُ بنا؟

    أم غرّكم بالذي سطرتمُ السكَر؟

    إني أهيبُ بكم ، فالفرصة انتهزوا

    وأدّبوا شِعرَكم ، وبعدها ارتجزوا

    فإن فعلتم سيُطري الشعرُ سامرَكم

    ويَحتفي بكمُ (البسيط) و(الرجز)!

    وينشدُ الجيلُ مُعتزاً قصائدَكم

    جَلّ القريضُ على التوحيد يرتكز

    وتحصدون مِن الألقاب أعذبها

    وتفحمون الألى عن ظلها عجزوا

    وتقتدي بكمُ الأجيال واعدة

    ويستعينُ بكم مَن للذرى برزوا

    وتُصبحون لمن رامَ الهُدى هدفاً

    لقد يكون إلى أشعاركم عَوَز

    وتؤجرون على الأشعار سَجّلها

    قومٌ مغاوير ما نمّوا ، وما لمزوا

    وما استبدّوا بآراءٍ مُدمرةٍ

    وما استطالوا على قوم ، وما غمزوا

    وما استباحوا مِن الأعراض أشرفها

    وما استحلوا حِمى قوم ، وما همزوا

    ولم يخطوا لأجل المال ما ارتجلوا

    من القريض ، وما حازوا وما كنزوا

    كم سجّل الشعرُ مِن أنباءَ تُلتمَسُ

    منها الأحاديثُ ، والأحداثُ تقتبسُ!

    كم احتوى مِن تواريخ الألى سبقوا!

    وبالتواريخ عند البحث يُؤتنس!

    وكم وقائعَ بالأشعار قد حفظتْ!

    لولا القريضُ لكان النصّ يندرس!

    وكم به نصِر الإسلامُ في ملأ

    في النيل منه ومن أحكامه انغمسوا!

    وكم به ذاد (حسانٌ) بلا وجَل

    عن النبي ، فهذا شاعرٌ مَرس!

    صدّ الأعاديَ بالأشعار صاعقة

    لكل بيتٍ سنا ، كأنه قبس

    وسلّ مما افترَوْا ظلماً (محمدَنا)

    فكابدوا سَلّهُ بالكاد ، وابتأسوا

    وكان جبريلُ روحُ القدس ناصرَه

    بعد المليك بإرشادٍ له أسس

    بدعوة مِن رسول الله خالصةٍ!

    الشعرُ فجْرٌ بها أيّانَ ينبجس

    وهل كمثل دُعا النبي مَكرُمة؟

    طابَ النبيّ! وطابَ اللفظ والنفس!

    وكم قضايا بساط الشعر تفترشُ

    بها يزولُ عن البصائر – الغبَشُ!

    وكم علوم عِيارُ الشعر زللها

    وكلُ تال لِمَا تحويه يندهش!

    وكم مواقفَ نظمُ الشعر حَجّمَها

    عن التشعّب ، فيها الطغمة احتمشوا!

    وكم مشاكلَ بالشعر النديّ مَضتْ

    والقومُ بعدَ مُضِي الغمّة احترشوا!

    وكم علائقَ قوّى الشعرُ واهنها

    فأصبحتْ في رياض الشعر – تنتعش!

    وكم عُرىً نُقِضَتْ مِن بعد قوّتها

    والشعرُ أرجعَها بالحب تنتفش!

    وكم بقاع غزاها المُعتدون ضحىً

    واستسلمتْ أممٌ ، وأزهقتْ عُرُش!

    فاستبسل الشعرُ في استرجاع ما غصبوا

    وخاف مِن هوله المستعمرُ الوبش

    وكم لأجل البطون احتجّ مَن حُرموا!

    كم يُحرجُ الهازلين الجوعُ والعطش!

    فأشبع الشعرُ مَن – للعزة انتفضوا

    فهم بشِعر الإبا أمجادَهم نقشوا

    فهؤلاء على إعزازهم حرصُوا

    ومِن حظوظ هوى نفوسهم خلصُوا

    وضمّنوا الشعرَ آياتٍ تجمّله

    وللأحاديث في أبياته حِصص

    وخللوهُ أقاصيصاً مُحققة

    ما الشعرُ إن غابت الآيات والقِصص؟!

    وزركشوه بأمثال غدتْ حِكَماً

    ولم تمِله عن الإجادة الغصص

    لم يُرخصوه لشار لا يُثمّنه

    ما الشعر إن غاله التزهيدُ والرِّخص؟!

    فهؤلاء على إجلاله دَرَجوا

    خاب المزادُ ومَن زادوا ومَن نقصوا!

    إن القصائد إن هانت فقد وئدتْ

    والأمرُ ليس على الكِرام يختبص

    إما قصائدُ عَزتْ لا عَوارَ بها

    ولا عُيوبَ ولا سُوآى ولا رُخَص

    أو النكوص عن الكتابة اقتصرتْ

    على الهُراء ، فأنعِم بالألى نكصوا!

    لا للتغني بنص لا رشادَ به

    وضلّ قومٌ على أنغامه رقصوا

    وللظهور عُتاة بالعُروض رضُوا

    فهل يُفيد الهوى ، أو ينفعُ العَرَضُ؟

    حازوا الصدارة بالبهتان في زمن

    لأغلب الشعر مِن تأليفه غرض

    يُرغِي ويُزبدُ إن زادت دراهمُه

    وأهله يُبدعون الدهرَ إن قبضوا

    ألا تراهم بذا التلميع قد قبلوا

    واستُدرجوا فاستساغوا الضيمَ ما رفضوا؟

    وعصبة السوء خصُّوهم بما ادخروا

    من البرامج فيها الدس والحرض

    وأغدقوا عاطر الألقاب تشفية

    فيمن على منهج التزلف اعترضوا

    وقدموهم إلى التلفاز كبش فدا

    والمال للشعر والمستشعر العِوَض

    إن التزلف للإجرام منزلقٌ

    إليه يدلف مَن في قلبه مرض

    لا يَشتري المالُ إلا شاعراً عفناً

    مِن الذين إلى أهل الغنى ركضوا

    حتى يقول الذي يرجوه سيدهُ

    ولا يقول: أنا قد مسّني المَضض

    طاب القريضُ بشرع الله ينضبطُ

    فلا يُعكّره غبنٌ ولا شططُ

    فإن نأى عن هُدى الإسلام ضاق به

    عبدٌ جوارحُه – بالشرع ترتبط

    وكم كتبتُ ، وأشعاري مدونة

    ودمعُ خاطرها – بالصبر مُختلط!

    أبكي على أمتي كيف استهان بها

    عدوّ مِلتِها والساسة السطط؟

    وكيف أضحتْ غثاءً لا اعتدادَ به

    وجيلها في بقاع الأرض منبسط؟

    مِليارها اليومَ لا وزنٌ ولا ثقة

    والسيفُ فيهم برغم الأنف مخترط!

    وخيرُها في بلاد الكون منتشرٌ

    ويَطمعُ الكلُ فيها: الفرسُ والنبَط

    والشعرُ يَرثي لها ، واللفظ مُستعرٌ

    يشكو الجراحَ ، ويكوي حُسنه الحَبَط

    ويُسخِط الشعرَ ما يلقاه مِن مِحن

    فهل يزيل العنا البكاءُ والسَخط؟

    كم من قريض على الأمجاد يبكيْ دماً

    وآخرٍ لفساد الناس يغتبط!

    لا يُحسِن الشعرَ إلا نابهٌ يَقِظُ

    مِن المواقفِ والأغيار يَتعظ

    وسامعوه لهم حَسٌ به عُرفوا

    أما الرواة فمِن ظرف الصدى حفظوا

    والمُعجبون بشعر الحق شرذمة

    مِن الخِيار إذا لقُوا الورى وعظوا

    لا يجهلون على مَن نالهم بأذىً

    فليس فِي طبعهم طيشٌ ولا غِلظ

    ولا يُدَانَوْن في لِين ولا أدب

    بل كلَّ مَنقصة تُزري بهم لفظوا

    يُرَجّعون مِن الأشعار أجودَها

    وإن أبى البعضُ ما قالوه ، أو لمظوا

    وجيّدُ الشعر مقبولٌ ومحترمٌ

    يُصغي إليه اللبيبُ المُخبِتُ اليَقِظ

    مُقوماتُ البقا تضفي عليه بَها

    وبالثبات مَدى الأيام يحتفظ

    والناسجون على مِنواله كُثرٌ

    وإن يَعُقهم عن الإجادة النكظ

    وإنْ غواة رمَوْا – بالجهل دُربتهم

    تعقبوا فرقة ، وفرقة عكظوا

    كيْلا تغرّهمُ الراياتُ والشيعُ

    ولا الأباطيلُ صاغوها ولا البدعُ

    إن التمحّك مرهونٌ بخيبته

    ولا تراه إذا ما انضام يَرتدع

    والشعرُ يشكو مِن القراء جفوتهم

    إذ لم تعد صفوة تأسى وتطلع

    بل هجرة فرضتْ على قصائده

    وأهلها العِيرُ في تمريرها برعوا

    واستسهل الناسُ ما أيديهمُ كتبتْ

    مِن العزيف الذي في نظمه اندفعوا

    وهاجم القومُ شِعرَ العُرب ، بُغيتهم

    هدمُ القديم ، وشِعراً حُراً ابتدعوا!

    وألبسوه مِن الأوزان ما اخترعوا

    وشدّهم نحوه الإعجابُ والولع!

    وأطربوا الغربَ مَن أعمى بصائرهم

    لأنهم للذي يهذي به استمعوا

    وأكبروه على التخطيط حاق بهم

    وبئس ما أحدثوا! وبئس ما صنعوا!

    هم حرّروا الشعرَ مِن وزن وقافيةٍ

    والغربُ مدرسة ، وهم له تبَع!

    وفي التحايُل والتضليل هم نبغوا

    بألسُن قادها في الفتنة اللثغ

    والضادُ مما ادّعَوْا جهارة برئتْ

    لأنهم بالذي تعشّقوا اصطبغوا

    وراهنَ الكلُ مُحتالاً على لغةٍ

    في عَرضها كلّ أرباب الشقا ولغوا

    والمُغرضون اعتدَوْا على شرافتها

    ويعلم اللهُ ما عُتاتُهم بلغوا

    والشعرُ نال مِن العداوان أعنفه

    والنحو جندله في المحنة الوتغ

    والصرفُ خُصّ بتسفيهٍ وسفسطةٍ

    ولا يزال يني ، فالقوم ما فرغوا

    وبالبلاغة مَسٌ مِن جهالتهم

    إذ بالركاكة هم إن حدّثوا صُبغوا

    وللأساطين مِن أنصارها جلبٌ

    ضد الألى بين أهل الضاد كم نزغوا

    حتى يُعيدوا إلى الفصحى نضارتها

    مِن بعد ما غيّبتْ نقاءَها الزرع

    هم الأسودُ لهم زئيرُ خندمةٍ

    فهل تخيفُ أسودَ الغيضة الوزغ؟

    وإن للضاد أنصاراً بها شغفوا

    وكل هاوٍ لها حقاً له الشرفُ

    بها الكِتابُ مليكُ الناس أنزله

    والناطقون بها بمجدهم عُرفوا

    وبين شتى اللغا لها مكانتها

    حتى الأعادي بسامي فضلها اعترفوا

    وسَلْ (عُكاظاً وذا المجاز) عن خبر

    فيه النزاهة والإنصاف والثقف

    يُنبيك أن لدى الفصحى شروط بقا

    وأنها عن لغات الناس تختلف

    مُقوماتُ لسانِ الضاد نابضة

    ومِن جنائنها الورودُ تقتطف

    وكم تأبّتْ على التغريب – صامدة!

    فالضادُ ليست مع التيار تنجرف

    واسألْ بنيها ومَن مِن نبعها نهلوا

    هل استكانت لمن يبغي ويعتسف؟

    وهل ألانتْ للاستشراق جانبها؟

    أو أذعنتْ لأناس جهرة – خرفوا؟

    بل أثبتتْ لأعاديها جدارتها

    جدارة تجعل التنويرَ يرتجف

    محاولاتُ أولي التغريب تستبقُ

    والضاد تفضحُ ما شادوا وما اختلقوا

    يُشككون ، فهل أجدتْ مطاعنهم؟

    وهل صحيحُ الحِجا في قولهم يثق؟

    ويَذبحون لسان الضاد صبحَ مسا

    وفي النزال سيوفُ الغدر تُمتشق

    وفي مَرابعنا لهم دَجاجلة

    إلى الحضيض الذي دَعَوْا له انزلقوا

    مِن الرقيع غزا النشاذ منطقهُ

    يُردّد اليوم ما به العِدا نعِقوا

    ومِن سفيهٍ يقول: الضاد قد هَرمتْ

    والإنجليزيّة الشهباءُ تأتلق

    والإمّعاتُ على الدروب دون هُدىً

    يُكرّرون ، ولو جَدّوا لمَا نطقوا

    والضادُ في وجه كلٍّ كالمنار بدا

    يَهدي الحيارى ، كمثل البدر يتسق

    وقد تُعاجلُ مَن يُدمي شبيبتها

    بطعنةٍ مِن صداها يَذهبُ النزق

    يَخزى الجميعُ ، وتبقى الضاد شامخة

    كالطود إذ يحتفي – ببأسه الأفق

    والضاد مملكة ، وشعرُها المَلِكُ

    وجُندُها ضمّهم للذود مُعترَكُ

    والشعر كم زاد عن فصحاه دون ونىً

    وكفّ لمّا رأى أعداءَها هلكوا!

    وللقصائد فحواها وقِيمتها

    والمُنشدون لهم في طرحها نسك

    والشعرُ بالخُلق العظيم مُلتزمٌ

    كالنجم يَحكمُه في دَوْره الفلك

    ينالُ مِن زمَر العادين مُدّرعاً

    بالحق ، ثم يَفلُ ما حبكوا

    فتارة ينبري كالبرق يصعقهم

    وفي التشفي من الناجين ينهمك

    وتارة كسِراج في توقدِهِ

    يفرّ مِن نوره إن أشرقَ الحَلك

    أو كالخضمّ إذا أمواجُه هدَرتْ

    فهل تُضاهي الخضمَ الهادرَ البرَك؟

    وتارة مثل حوتٍ في الخليج إذا

    ما هاج زاغتْ دوابُ البحر والسمك

    وهكذا الشعرُ إمّا خاض معركة

    ضد الذين مع الفصحى قد اشتبكوا

    وشعرُ (حسان) في تاريخنا المَثلُ

    وشعرُ (كعب) به الأيامُ تحتفلُ

    (وابن الرواحة) في أشعاره قِيَمٌ

    على الفضائل والأخلاق تشتمل

    همُ العباقرة الأفذاذ تحسَبُهم

    حازوا المناقبَ ، نعم السادة الُأوَل!

    إنا ضيوفٌ على أشهى موائدهم

    عزّ المُضيفُ ، وطاب الشربُ والأكُل!

    نختار ما نشتهي مِن شِعر جمهرةٍ

    همُ الأجاويدُ يُعطون الذي سُئلوا

    نحن المَدينون فعلاً بالكثير لهم

    وإنْ يكن بيننا تباعدَ الأجل

    أشعارُهم مَنهلٌ عذبٌ لوارده

    وشِعرُ مَن دونهم للوارد الوَشَل

    ذادوا عن الدين فانساق البيانُ لهم

    طوْعاً ، وناولهم كلّ الذي أملوا

    والشعرُ هَشّ لهم ، وبَشّ محتفياً

    بخير مَن أسلموا ، وخير مَن عملوا

    وكان رائدَهم في كل ملحمةٍ

    فبعضَه ارتجزوا ، وبعضَه ارتجلوا

    الشعرُ للشاعر الصدوق مغتنمُ

    يأوي إليه إذا ما طمّتِ النِقمُ

    يبث نجواهُ للسلوى بلا قلق

    فالسر حتماً لدى القريض مُنكتِم

    إمّا خلا شاعرٌ بالشعر باحَ لهُ

    بما يُعانيه ، والدموعُ تنسجم

    والشعرُ مُنتصتٌ لمَا يُقال لهُ

    حتى يكُفّ عن القول الشجين فم

    ولا يُقاطعُ بالشكوى مُحدثهُ

    وإن يكن كاتباً ، فالفيصلُ القلم

    يُسَطر الألمَ المُلتاعَ مُحتملاً

    ناراً بقلب نديم الشعر تضطرم

    يَصوغ مِحنته شعراً تنوءُ به

    بيضُ الرقاع ، بها الأشعارُ تبتسم

    وقد يفاجأ بالنسيان صاحبُها

    كأنما ودّعت فؤادَها الغمم

    لكنْ صحائفه بالشعر مُترعة

    واللونُ قان ، فهل حِبرُ اليراع دم؟

    أم أنها اختضبتْ بما يُصارعُه

    في العيش مِن غُصص خضابُها العَنم؟

    والشعرُ سيفٌ به تستأصلُ الفتنُ

    فكم أبيدتْ بنص قاطع مِحَنُ!

    وكم به حصدتْ هاماتُ مَن جحدوا!

    فما عليها بكتْ قرىً ولا مُدن

    وكم شكوكٍ ببيتٍ واحدٍ قطعتْ!

    وقبلُ كان بها الأقوامُ تفتتن

    وكم قضايا رأيتُ الشعرَ يحسِمُها!

    كأنه حَكَمٌ مستبصرٌ فطن

    وكم غرامٍ رأيت الشعر يوقده!

    سِراً ، ونارُ الهوى يُديلها العلن

    وكم خلافٍ رأيتُ الشعرَ يَمحقه!

    فلا تكون خلافاتٌ ولا شجن

    وكم شِجار رأيتُ الشعرَ يسحقه!

    فلا يكون له بين الورى وطن

    وكم بلاءٍ رأيت الشعر يدفعُه!

    فتنزوي إزمٌ ، وتنجلي إحَن

    وكم عذاباتٍ القريضُ يُبْدِلها

    إلى نعيم ، ويمضي الضنكُ والوهن!

    وكم مصاب قريضي العذبُ جندله

    لأن شعري إلى الإسلام يرتكن

    فكم نأيتُ به عن درب مَن سفهوا

    فلم يَشُبه هوىً يُزري ولا عَمَهُ!

    ولم أسَخّره في ترويج مفسدةٍ

    شأنَ الذين إلى إفلاسهم أبهوا

    ولم يكونوا سوى خدام شهوتهم

    مِن بعد أن جرّهم للباطل الشرَه

    ولم أطوّعه للطاغوت منتظراً

    نواله ، إنما تطويعُه البَله

    ولم أسَطرْه في أوصاف غانيةٍ

    يشدّني نحوها الغرامُ والوَله

    ولم أضمّنه ما يندى الجبينُ لهُ

    مثل الذين طغى عليهمُ السفه

    ولم أجاملْ به قوماً لسَطوتهم

    أخافُ أو أتقي يوماً إذا انتبهوا

    ولم أشبّبْ بليلى أو بشاديةٍ

    ككل صرعى إلى حُسن النسا نبهوا

    ولم أردْ شهرة على حساب تقىً

    إني لآخرتي والله منتبه

    ولم أسخّره في ترويج مفسدةٍ

    شأنَ الذين إلى إفلاسهم أبهوا

    وبُغيتي عند ربي الصفحُ والعفوُ

    بما كتبتُ ، وهذا القصدُ والرجوُ

    ليغفر الله ذنباً كنتُ فاعله

    حتى يصادفني المَفاز والنجو

    كم من خطايا رأيت البغي أولها!

    وكم تملكني التفريط واللغو!

    وكم ضعفتُ أمام النفس ما فتئت

    تعصى ويجذبها العِصيانُ واللهو!

    والقلبُ تأفِكُه أطلال غفلته

    وتستبدّ به الآمالُ والغفو

    وجاء شعري من الرحمن موهبة

    فطاب لي رغم ضنك العيشة الشدو

    وكان لي واحة في قيظ تجربتي

    ومُر عيشي بما سطرته حُلو

    وبُحتُ بالسر للأشعار أجعلها

    صديقَ وُدٍ ، له في مُهجتي شأو

    وسائلوا مُلح (الديوان) كم حفظتْ

    مِن الودائع إذ خلا لها الجو؟!

    وما ندمتُ على الأشعار بُحتُ بها!

    قصائدي السعدُ والأفراحُ والصفو

    والشعر إن لم يُدوّنْ عاجلاً ظبيُ

    يطوي الفلاة ، وطبعٌ في الظِبا الجريُ

    فإن تعقبه القناصُ أوقعه

    وخيرُ حَل له في الغابة السبي

    وكم قصائدَ لم تكتبْ ، لذا فقِدتْ

    ونالها الوأدُ والتضييعُ والطي!

    فإن دنتْ فكرة أعرتها قلمي

    ورقعة قد جفا سطورَها الوَشْي

    ورحتُ أسْطر فحواها على عجل

    ولم يعُق همتي يأسٌ ولا لأي

    وأحبس الشعرَ في القرطاس منشرحاً

    والحذفُ يبدأ والإثباتُ والنفي

    فإن فعلتُ أسرتُ الشعرَ في صفدي

    وإن تركتُ مضى ، وانتابني العي

    هِيَ القصائدُ تيجانٌ تُجَمّلني

    يَزينهن السنا والدُرّ والحَلي

    هُن اليواقيتُ في ظلماء عيشتنا

    وهن في القيظ إنْ عمّ الدنا الفي

    وسوف أنشرُ أشعاري وتجربتي

    إذ كل نص به للقارئ الهَدْي
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    احمد علي سليمان عبد الرحيم / أبجديــــات شعريـة ----------------------------------------------------------------- الشعرُ يُخرجُ ما في القلب يختبئُ حتى يُشَفى عن الخواطر الخبءُ وكم يزيد مَعينَ العقل تبصرةً! فلا تراه إلى الأوهام يلتجئ وكم يُلاحي لتُجْلى كلُ داجيةٍ! لأنه بسنا الشعور يدّرئ وكم يناضلُ في سِر وفي علن بجُعبةٍ بسِهام الحق تمتلئ! وكم يُشَخِّص داءاتٍ وأدوية فيها يُصيبُ ، وقد ينتابُه الخطأ! وكم يُلمّعُ غاياتٍ ويُتحِفها من بعد أن نالها ببأسه الصدأ! وكم يُزيلُ دياجيراً تسربلنا! هل بالدياجير وهجُ النور ينطفئ؟ وكم يُعَبّئُ طاقاتٍ ويَشحذها! وقبلُ كانت تني طوعاً وتهترئ رصيدُ تجربةٍ كانت مُغيّبة فلم تعدْ في سُويدا القلب تختبئ ما صادقُ الشعر إن قِسْنا ككاذبه إلا إذا اشتبه الغسّاق واللبأ! والشاعرُ الحق مَن يسمو به الأدبُ فعنده لِسَنا الفضائل الغلبُ يُثري القريضَ بما يُزجيه مِن دُررٍ يرجو الثواب مِن المولى ، ويحتسب ولا يُسَخِرُ في الإسفاف موهبة إذ ليس يَصرفه عن جَده اللعب لا وصفَ غانيةٍ يُودي بهمّته وكيف يهزل مَن للشرع ينتسب؟ ولا يُطوّع للطغيان ما كتبتْ كَفٌ بتقوى إله الناس تختضب ولا يُدَشّنُ ، فالتدشينُ مَخبثة يهواه قومٌ إلى الرذائل انجذبوا ولا يُرائي بأشعار مزوّرة قِوامُها الزيفُ والتمويهُ والكذب ولا يتاجر بالأبيات ما احترمتْ ديناً ولا قِيماً ، إذ عافها الأدب لكنْ يَذودُ عن الأخلاق مُحترباً وكلُ شهم لأجل الخُلق يَحترب مستعذباً كل ما يلقاه في فرح كأن سامرَه في المِحنة الطرب ما الشعرُ إن صاغه حُثالة بُهُتُ مِن الشريعة والفضائل انفلتوا؟ عزيفهم لا يساوي الحِبرَ خط به منذ استجابوا إلى الشيطان ، وانتصتوا وأوغلوا السيرَ في متاهةٍ برئتْ مِن العفاف ، إلى أن شابها العَنت فأفسدوا الناسَ والأمصار قاطبة وعمّ أرضهُمُ البلاءُ والقلت وتلك عُقبى الألى باعوا ضمائرَهم وللمفاسد والقبائح التفتوا ما الشعرُ إن طفحتْ فسقاً قصائدُه وبات عمداً على الإسلام – يفتئت؟ وما اكتفى بخِلال الشر يُشعلها ناراً على أمّة التوحيد تنكلت ولا اكتفى بالذي ألقاه من شُبَهٍ بين الخلائق يُزكِي وهْجَها العَتت ولا اكتفى بمبادي الكفر رَوّجها جبراً وقهراً على أيدي الألى بُهِتوا ليَذهبِ الشعرُ إن غارتْ طلاوته وليَخسأ القومُ عن تفنيده سكتوا كم من قصائدَ منها النور ينبعثُ! جلتْ ، فليستْ لمَا يشينُ تمترثُ نأت عن الشر والسوأى ، فما انحدرتْ إلى الحضيض ، فما أرزى بها الخبث واستشرفتْ لجليل اللفظ تنسجُه ثوباً يُغرّد في طياته الحدث وصورتْ ما ارتأى ضميرُ شاعرها وزانها في الأداء الحب والخوث وعندما أنشدتْ في الناس تاق لها كلُ الكِرام وجَدّوا ، فانجلى العبث فأورثتهم مِن الجمال أطيبَه فلم يُمِلهم عَن الفضائل الرفث وهيّجتْ لخِلال الخير مَن أخِذوا بما احتوته مِن الضياء ينبعث وسطرتْ في قلوب الناس ملحمة تفوقُ خندمة ، يقودُها البعث قصائدٌ تمنح الحياة فاقدها كما تحِنّ إلى المعيشة الجُثث وإنما ثلثا أفكارها قِيمٌ واللفظ والوزن والبلاغة الثلث وكم قصائد أملاها الألى هرجوا من بعد أن جَرّهم – للباطل – الهَوَجُ! وأخلدوا جُملة إلى جهالتهم كأنهم بالذي تكلفوا ابتهجوا وأغلبُ الناس بالأشعار قد فتِنوا وللجميع لدى تبريرهم حُجَج كيف استباح الألى خطوا قصائدهم أخلاقَ شِرعتنا ، أولئك الهمَج؟ صاغوا التهتك أشعاراً مزركشة وبالأباطيل هم على الورى خرجوا كيف استمالوا الغثا لنصر باطلهم ولقنوهم مواويلاً بها لهجوا؟ هذي الأهازيجُ مهما دفّ مُنشدُها لها ، فمنها وربّي يبرأ (الهزج) وكم على الشعر مرّتْ شرُ أزمنة! وكان منها أصيلُ الشعر يَختلج وكبلتْ أزمة إبداعَ كوكبةٍ مِن الأباة ، متى يا قوم تنفرج؟ وكابدَ الشعرُ حتى غصّ رونقه بما يُلاقيه حتى طالتِ الحِجج والكل يشكو ، وبالتبرير يَفتتحُ ويستهين بما قد عاش يَجترحُ فشاعرٌ نافقَ الطاغوتَ مُنتظراً منه النوالَ ، فبئسَ النولُ والمنح! وشاعرٌ ناولَ الفسّاق أغنية فيها يُرَوّجُ للسوآى ، ويَمتدح وشاعرٌ باعَ للشيطان ذمته فشعرُه اليومَ فجٌ مُقرفٌ وقح وشاعرٌ في هوى النسوان منجدلٌ أودى به العِشقُ والغرامُ والمَرح وشاعرٌ حَبّرَ الأوزانَ صادية هذا (طويلٌ) ، وهذا بعدُ (مُنسرح) وشاعرٌ جندَ الأشعارَ طيّعة في حرب مَن ناوأوا الضلالَ ، أو نصحوا وشاعرٌ في سبيل المال أطلقها دعاية بالقريض الغث تتشح وشاعرٌ كأسُه بالرجز مُترعة وهزله في بقاع الأرض مُفتضح فيم التشاكي وهم باعوا ضمائرهم؟ وهل يُنالُ بما هم أحدثوا فلح؟ إني لأعجب مِن باغ ويَصطرخ ولكنة عَجمتْ شكواه ترتضخ أصادقٌ هو في دعوى يردّدها؟ أم كاذبٌ وعليه الأمرُ يبتلخ؟ كم يدّعي الطهرَ مَن خاست سريرته وقلبه بقتام الإفك متسخ! كيف استكان لمَا حاكتْ هواجسُه مِن التخرّص بين الناس – يرتسخ؟ لم يَرجُم الشعرَ إلا أهلُ صنعته من الذين لأصحاب الهوى رضخوا فقدمّوه لهم قربانَ طاعتهم كأنهم مِن هُدى الشريعة انسلخوا واستخدموه سيوفاً يذبحون بها قوماً بآنافهم ضد البلا شمخوا وبعد أن شقيتْ بهم شبيبتنا وردّدوا كل ما أهلُ الخنا نسخوا جاء الجميعُ بآهاتٍ مجلجلةٍ ومَن غوى والذي أغوى الورى اطرخوا وهم بما ارتكبوا ، خطوا نهايتهم فما استدام لهم عِز ولا بَذخ حتى الشواعرُ في الفوضى لهن يدٌ كأنهن بساحات الوغى أسُدُ أنشدن ما يفسد الدنيا بلا خجل فشِعرُهن إلى الأخلاق يفتقد والدُورُ تشهدُ ، والشاشاتُ شاهدة وليس ينكرُ ما أقوله أحد والأمسياتُ بما ذكرتُ ناطقة إني على كل ما تزجيه أعتمد مِن كل حسناءَ تُبدي حُسنها طمعاً فيما تؤمّلُ ، أين الوعيُ والرَشَد؟ وكيف تظهرُ للدنيا مفاتنها وفي التزيّن بالمكياج تجتهد؟ ألا تغار على الحريم كوكبة مِن الرجال بفرط الغيْرة انفردوا؟ ما قيمة الشعر إن ألقته غانية تُهدي تبرّجها لمن له سجدوا؟ وكيف تدعو إلى خير تخالفه وإن تكن للذي نحياه تنتقد؟ إني أراها بهذا الطرح كاذبة خاب التخرّصُ والتدليسُ والفند؟ إن التهتك بين الصِيد منتبذُ وليس يعجبُ إلا مَن به أخِذوا وكم تبذلَ في الأشعار مُرتزقٌ خالي الوفاض ، فما في كيسه قذذ! فراح يُسرفُ في التشبيب مبتذلاً إذ غاله قدمُ الهيفاء والفخِذ بضاعة رخصتْ في سوق مَن سفلوا وكل مَن يشتري يَخزى ويُنتبذ والدِينُ يَعصمُ مَن يأوي لشِرعته وفي التقى والعفاف النجوُ والنقذ ويخذلُ اللهُ مَن – بالباطل التحفوا ولهواً الآيَ والحنيفة اتخذوا لو أحسنوا القصدَ ما ضلوا ، ولا ارتكسوا ولا الضلالاتِ مِن أعدائهم شحذوا واللهُ ناصرُ مَن طابت سرائرُه وعند رب الورى للحائر العوذ فأصلِحوا أيها العادون ، والتمسوا رضا الملك ، وبالنصح النبيل خذوا ونحن ننتظرُ الأشعار داعية إلى الرشاد به يَسترشدُ الفلذ مازال شعرُ الخنا يُغري الألى مَكروا بنا ، فهم بالذي صاغ الغثا انبهروا وعيّرونا بما صغتم بدون حيا مِن القصائد منها القلب ينفطر تثيرُ في الناس إن قِيلتْ غرائزهم حتى تظل مِن اللهيب تستعر ولا تخاطبُ في الآنام عاطفة إلى المبادئ والأخلاق تفتقر ولا تصحّحُ مفهوماً بأدمغةٍ قد استقرّ ، وفيه الشر والضرر ولا تجدّدُ فِكراً في القلوب ثوى وكم تصِحّ إذا ما جدّدَتْ – فِكَر! ولا تُغيّر أوضاعاً تزلزلنا مضى على مُكثها في دارنا عُصُر ولا تُبَصّر مَن ضلوا بمنهجهم حتى يُقيموه في الدنيا ، وينتصر ومِن هنا قالها الأعداءُ معلنة أنا إلى دَرَكِ السفول ننحدر فهل تفيقون مِن كيدٍ يَحيقُ بنا؟ أم غرّكم بالذي سطرتمُ السكَر؟ إني أهيبُ بكم ، فالفرصة انتهزوا وأدّبوا شِعرَكم ، وبعدها ارتجزوا فإن فعلتم سيُطري الشعرُ سامرَكم ويَحتفي بكمُ (البسيط) و(الرجز)! وينشدُ الجيلُ مُعتزاً قصائدَكم جَلّ القريضُ على التوحيد يرتكز وتحصدون مِن الألقاب أعذبها وتفحمون الألى عن ظلها عجزوا وتقتدي بكمُ الأجيال واعدة ويستعينُ بكم مَن للذرى برزوا وتُصبحون لمن رامَ الهُدى هدفاً لقد يكون إلى أشعاركم عَوَز وتؤجرون على الأشعار سَجّلها قومٌ مغاوير ما نمّوا ، وما لمزوا وما استبدّوا بآراءٍ مُدمرةٍ وما استطالوا على قوم ، وما غمزوا وما استباحوا مِن الأعراض أشرفها وما استحلوا حِمى قوم ، وما همزوا ولم يخطوا لأجل المال ما ارتجلوا من القريض ، وما حازوا وما كنزوا كم سجّل الشعرُ مِن أنباءَ تُلتمَسُ منها الأحاديثُ ، والأحداثُ تقتبسُ! كم احتوى مِن تواريخ الألى سبقوا! وبالتواريخ عند البحث يُؤتنس! وكم وقائعَ بالأشعار قد حفظتْ! لولا القريضُ لكان النصّ يندرس! وكم به نصِر الإسلامُ في ملأ في النيل منه ومن أحكامه انغمسوا! وكم به ذاد (حسانٌ) بلا وجَل عن النبي ، فهذا شاعرٌ مَرس! صدّ الأعاديَ بالأشعار صاعقة لكل بيتٍ سنا ، كأنه قبس وسلّ مما افترَوْا ظلماً (محمدَنا) فكابدوا سَلّهُ بالكاد ، وابتأسوا وكان جبريلُ روحُ القدس ناصرَه بعد المليك بإرشادٍ له أسس بدعوة مِن رسول الله خالصةٍ! الشعرُ فجْرٌ بها أيّانَ ينبجس وهل كمثل دُعا النبي مَكرُمة؟ طابَ النبيّ! وطابَ اللفظ والنفس! وكم قضايا بساط الشعر تفترشُ بها يزولُ عن البصائر – الغبَشُ! وكم علوم عِيارُ الشعر زللها وكلُ تال لِمَا تحويه يندهش! وكم مواقفَ نظمُ الشعر حَجّمَها عن التشعّب ، فيها الطغمة احتمشوا! وكم مشاكلَ بالشعر النديّ مَضتْ والقومُ بعدَ مُضِي الغمّة احترشوا! وكم علائقَ قوّى الشعرُ واهنها فأصبحتْ في رياض الشعر – تنتعش! وكم عُرىً نُقِضَتْ مِن بعد قوّتها والشعرُ أرجعَها بالحب تنتفش! وكم بقاع غزاها المُعتدون ضحىً واستسلمتْ أممٌ ، وأزهقتْ عُرُش! فاستبسل الشعرُ في استرجاع ما غصبوا وخاف مِن هوله المستعمرُ الوبش وكم لأجل البطون احتجّ مَن حُرموا! كم يُحرجُ الهازلين الجوعُ والعطش! فأشبع الشعرُ مَن – للعزة انتفضوا فهم بشِعر الإبا أمجادَهم نقشوا فهؤلاء على إعزازهم حرصُوا ومِن حظوظ هوى نفوسهم خلصُوا وضمّنوا الشعرَ آياتٍ تجمّله وللأحاديث في أبياته حِصص وخللوهُ أقاصيصاً مُحققة ما الشعرُ إن غابت الآيات والقِصص؟! وزركشوه بأمثال غدتْ حِكَماً ولم تمِله عن الإجادة الغصص لم يُرخصوه لشار لا يُثمّنه ما الشعر إن غاله التزهيدُ والرِّخص؟! فهؤلاء على إجلاله دَرَجوا خاب المزادُ ومَن زادوا ومَن نقصوا! إن القصائد إن هانت فقد وئدتْ والأمرُ ليس على الكِرام يختبص إما قصائدُ عَزتْ لا عَوارَ بها ولا عُيوبَ ولا سُوآى ولا رُخَص أو النكوص عن الكتابة اقتصرتْ على الهُراء ، فأنعِم بالألى نكصوا! لا للتغني بنص لا رشادَ به وضلّ قومٌ على أنغامه رقصوا وللظهور عُتاة بالعُروض رضُوا فهل يُفيد الهوى ، أو ينفعُ العَرَضُ؟ حازوا الصدارة بالبهتان في زمن لأغلب الشعر مِن تأليفه غرض يُرغِي ويُزبدُ إن زادت دراهمُه وأهله يُبدعون الدهرَ إن قبضوا ألا تراهم بذا التلميع قد قبلوا واستُدرجوا فاستساغوا الضيمَ ما رفضوا؟ وعصبة السوء خصُّوهم بما ادخروا من البرامج فيها الدس والحرض وأغدقوا عاطر الألقاب تشفية فيمن على منهج التزلف اعترضوا وقدموهم إلى التلفاز كبش فدا والمال للشعر والمستشعر العِوَض إن التزلف للإجرام منزلقٌ إليه يدلف مَن في قلبه مرض لا يَشتري المالُ إلا شاعراً عفناً مِن الذين إلى أهل الغنى ركضوا حتى يقول الذي يرجوه سيدهُ ولا يقول: أنا قد مسّني المَضض طاب القريضُ بشرع الله ينضبطُ فلا يُعكّره غبنٌ ولا شططُ فإن نأى عن هُدى الإسلام ضاق به عبدٌ جوارحُه – بالشرع ترتبط وكم كتبتُ ، وأشعاري مدونة ودمعُ خاطرها – بالصبر مُختلط! أبكي على أمتي كيف استهان بها عدوّ مِلتِها والساسة السطط؟ وكيف أضحتْ غثاءً لا اعتدادَ به وجيلها في بقاع الأرض منبسط؟ مِليارها اليومَ لا وزنٌ ولا ثقة والسيفُ فيهم برغم الأنف مخترط! وخيرُها في بلاد الكون منتشرٌ ويَطمعُ الكلُ فيها: الفرسُ والنبَط والشعرُ يَرثي لها ، واللفظ مُستعرٌ يشكو الجراحَ ، ويكوي حُسنه الحَبَط ويُسخِط الشعرَ ما يلقاه مِن مِحن فهل يزيل العنا البكاءُ والسَخط؟ كم من قريض على الأمجاد يبكيْ دماً وآخرٍ لفساد الناس يغتبط! لا يُحسِن الشعرَ إلا نابهٌ يَقِظُ مِن المواقفِ والأغيار يَتعظ وسامعوه لهم حَسٌ به عُرفوا أما الرواة فمِن ظرف الصدى حفظوا والمُعجبون بشعر الحق شرذمة مِن الخِيار إذا لقُوا الورى وعظوا لا يجهلون على مَن نالهم بأذىً فليس فِي طبعهم طيشٌ ولا غِلظ ولا يُدَانَوْن في لِين ولا أدب بل كلَّ مَنقصة تُزري بهم لفظوا يُرَجّعون مِن الأشعار أجودَها وإن أبى البعضُ ما قالوه ، أو لمظوا وجيّدُ الشعر مقبولٌ ومحترمٌ يُصغي إليه اللبيبُ المُخبِتُ اليَقِظ مُقوماتُ البقا تضفي عليه بَها وبالثبات مَدى الأيام يحتفظ والناسجون على مِنواله كُثرٌ وإن يَعُقهم عن الإجادة النكظ وإنْ غواة رمَوْا – بالجهل دُربتهم تعقبوا فرقة ، وفرقة عكظوا كيْلا تغرّهمُ الراياتُ والشيعُ ولا الأباطيلُ صاغوها ولا البدعُ إن التمحّك مرهونٌ بخيبته ولا تراه إذا ما انضام يَرتدع والشعرُ يشكو مِن القراء جفوتهم إذ لم تعد صفوة تأسى وتطلع بل هجرة فرضتْ على قصائده وأهلها العِيرُ في تمريرها برعوا واستسهل الناسُ ما أيديهمُ كتبتْ مِن العزيف الذي في نظمه اندفعوا وهاجم القومُ شِعرَ العُرب ، بُغيتهم هدمُ القديم ، وشِعراً حُراً ابتدعوا! وألبسوه مِن الأوزان ما اخترعوا وشدّهم نحوه الإعجابُ والولع! وأطربوا الغربَ مَن أعمى بصائرهم لأنهم للذي يهذي به استمعوا وأكبروه على التخطيط حاق بهم وبئس ما أحدثوا! وبئس ما صنعوا! هم حرّروا الشعرَ مِن وزن وقافيةٍ والغربُ مدرسة ، وهم له تبَع! وفي التحايُل والتضليل هم نبغوا بألسُن قادها في الفتنة اللثغ والضادُ مما ادّعَوْا جهارة برئتْ لأنهم بالذي تعشّقوا اصطبغوا وراهنَ الكلُ مُحتالاً على لغةٍ في عَرضها كلّ أرباب الشقا ولغوا والمُغرضون اعتدَوْا على شرافتها ويعلم اللهُ ما عُتاتُهم بلغوا والشعرُ نال مِن العداوان أعنفه والنحو جندله في المحنة الوتغ والصرفُ خُصّ بتسفيهٍ وسفسطةٍ ولا يزال يني ، فالقوم ما فرغوا وبالبلاغة مَسٌ مِن جهالتهم إذ بالركاكة هم إن حدّثوا صُبغوا وللأساطين مِن أنصارها جلبٌ ضد الألى بين أهل الضاد كم نزغوا حتى يُعيدوا إلى الفصحى نضارتها مِن بعد ما غيّبتْ نقاءَها الزرع هم الأسودُ لهم زئيرُ خندمةٍ فهل تخيفُ أسودَ الغيضة الوزغ؟ وإن للضاد أنصاراً بها شغفوا وكل هاوٍ لها حقاً له الشرفُ بها الكِتابُ مليكُ الناس أنزله والناطقون بها بمجدهم عُرفوا وبين شتى اللغا لها مكانتها حتى الأعادي بسامي فضلها اعترفوا وسَلْ (عُكاظاً وذا المجاز) عن خبر فيه النزاهة والإنصاف والثقف يُنبيك أن لدى الفصحى شروط بقا وأنها عن لغات الناس تختلف مُقوماتُ لسانِ الضاد نابضة ومِن جنائنها الورودُ تقتطف وكم تأبّتْ على التغريب – صامدة! فالضادُ ليست مع التيار تنجرف واسألْ بنيها ومَن مِن نبعها نهلوا هل استكانت لمن يبغي ويعتسف؟ وهل ألانتْ للاستشراق جانبها؟ أو أذعنتْ لأناس جهرة – خرفوا؟ بل أثبتتْ لأعاديها جدارتها جدارة تجعل التنويرَ يرتجف محاولاتُ أولي التغريب تستبقُ والضاد تفضحُ ما شادوا وما اختلقوا يُشككون ، فهل أجدتْ مطاعنهم؟ وهل صحيحُ الحِجا في قولهم يثق؟ ويَذبحون لسان الضاد صبحَ مسا وفي النزال سيوفُ الغدر تُمتشق وفي مَرابعنا لهم دَجاجلة إلى الحضيض الذي دَعَوْا له انزلقوا مِن الرقيع غزا النشاذ منطقهُ يُردّد اليوم ما به العِدا نعِقوا ومِن سفيهٍ يقول: الضاد قد هَرمتْ والإنجليزيّة الشهباءُ تأتلق والإمّعاتُ على الدروب دون هُدىً يُكرّرون ، ولو جَدّوا لمَا نطقوا والضادُ في وجه كلٍّ كالمنار بدا يَهدي الحيارى ، كمثل البدر يتسق وقد تُعاجلُ مَن يُدمي شبيبتها بطعنةٍ مِن صداها يَذهبُ النزق يَخزى الجميعُ ، وتبقى الضاد شامخة كالطود إذ يحتفي – ببأسه الأفق والضاد مملكة ، وشعرُها المَلِكُ وجُندُها ضمّهم للذود مُعترَكُ والشعر كم زاد عن فصحاه دون ونىً وكفّ لمّا رأى أعداءَها هلكوا! وللقصائد فحواها وقِيمتها والمُنشدون لهم في طرحها نسك والشعرُ بالخُلق العظيم مُلتزمٌ كالنجم يَحكمُه في دَوْره الفلك ينالُ مِن زمَر العادين مُدّرعاً بالحق ، ثم يَفلُ ما حبكوا فتارة ينبري كالبرق يصعقهم وفي التشفي من الناجين ينهمك وتارة كسِراج في توقدِهِ يفرّ مِن نوره إن أشرقَ الحَلك أو كالخضمّ إذا أمواجُه هدَرتْ فهل تُضاهي الخضمَ الهادرَ البرَك؟ وتارة مثل حوتٍ في الخليج إذا ما هاج زاغتْ دوابُ البحر والسمك وهكذا الشعرُ إمّا خاض معركة ضد الذين مع الفصحى قد اشتبكوا وشعرُ (حسان) في تاريخنا المَثلُ وشعرُ (كعب) به الأيامُ تحتفلُ (وابن الرواحة) في أشعاره قِيَمٌ على الفضائل والأخلاق تشتمل همُ العباقرة الأفذاذ تحسَبُهم حازوا المناقبَ ، نعم السادة الُأوَل! إنا ضيوفٌ على أشهى موائدهم عزّ المُضيفُ ، وطاب الشربُ والأكُل! نختار ما نشتهي مِن شِعر جمهرةٍ همُ الأجاويدُ يُعطون الذي سُئلوا نحن المَدينون فعلاً بالكثير لهم وإنْ يكن بيننا تباعدَ الأجل أشعارُهم مَنهلٌ عذبٌ لوارده وشِعرُ مَن دونهم للوارد الوَشَل ذادوا عن الدين فانساق البيانُ لهم طوْعاً ، وناولهم كلّ الذي أملوا والشعرُ هَشّ لهم ، وبَشّ محتفياً بخير مَن أسلموا ، وخير مَن عملوا وكان رائدَهم في كل ملحمةٍ فبعضَه ارتجزوا ، وبعضَه ارتجلوا الشعرُ للشاعر الصدوق مغتنمُ يأوي إليه إذا ما طمّتِ النِقمُ يبث نجواهُ للسلوى بلا قلق فالسر حتماً لدى القريض مُنكتِم إمّا خلا شاعرٌ بالشعر باحَ لهُ بما يُعانيه ، والدموعُ تنسجم والشعرُ مُنتصتٌ لمَا يُقال لهُ حتى يكُفّ عن القول الشجين فم ولا يُقاطعُ بالشكوى مُحدثهُ وإن يكن كاتباً ، فالفيصلُ القلم يُسَطر الألمَ المُلتاعَ مُحتملاً ناراً بقلب نديم الشعر تضطرم يَصوغ مِحنته شعراً تنوءُ به بيضُ الرقاع ، بها الأشعارُ تبتسم وقد يفاجأ بالنسيان صاحبُها كأنما ودّعت فؤادَها الغمم لكنْ صحائفه بالشعر مُترعة واللونُ قان ، فهل حِبرُ اليراع دم؟ أم أنها اختضبتْ بما يُصارعُه في العيش مِن غُصص خضابُها العَنم؟ والشعرُ سيفٌ به تستأصلُ الفتنُ فكم أبيدتْ بنص قاطع مِحَنُ! وكم به حصدتْ هاماتُ مَن جحدوا! فما عليها بكتْ قرىً ولا مُدن وكم شكوكٍ ببيتٍ واحدٍ قطعتْ! وقبلُ كان بها الأقوامُ تفتتن وكم قضايا رأيتُ الشعرَ يحسِمُها! كأنه حَكَمٌ مستبصرٌ فطن وكم غرامٍ رأيت الشعر يوقده! سِراً ، ونارُ الهوى يُديلها العلن وكم خلافٍ رأيتُ الشعرَ يَمحقه! فلا تكون خلافاتٌ ولا شجن وكم شِجار رأيتُ الشعرَ يسحقه! فلا يكون له بين الورى وطن وكم بلاءٍ رأيت الشعر يدفعُه! فتنزوي إزمٌ ، وتنجلي إحَن وكم عذاباتٍ القريضُ يُبْدِلها إلى نعيم ، ويمضي الضنكُ والوهن! وكم مصاب قريضي العذبُ جندله لأن شعري إلى الإسلام يرتكن فكم نأيتُ به عن درب مَن سفهوا فلم يَشُبه هوىً يُزري ولا عَمَهُ! ولم أسَخّره في ترويج مفسدةٍ شأنَ الذين إلى إفلاسهم أبهوا ولم يكونوا سوى خدام شهوتهم مِن بعد أن جرّهم للباطل الشرَه ولم أطوّعه للطاغوت منتظراً نواله ، إنما تطويعُه البَله ولم أسَطرْه في أوصاف غانيةٍ يشدّني نحوها الغرامُ والوَله ولم أضمّنه ما يندى الجبينُ لهُ مثل الذين طغى عليهمُ السفه ولم أجاملْ به قوماً لسَطوتهم أخافُ أو أتقي يوماً إذا انتبهوا ولم أشبّبْ بليلى أو بشاديةٍ ككل صرعى إلى حُسن النسا نبهوا ولم أردْ شهرة على حساب تقىً إني لآخرتي والله منتبه ولم أسخّره في ترويج مفسدةٍ شأنَ الذين إلى إفلاسهم أبهوا وبُغيتي عند ربي الصفحُ والعفوُ بما كتبتُ ، وهذا القصدُ والرجوُ ليغفر الله ذنباً كنتُ فاعله حتى يصادفني المَفاز والنجو كم من خطايا رأيت البغي أولها! وكم تملكني التفريط واللغو! وكم ضعفتُ أمام النفس ما فتئت تعصى ويجذبها العِصيانُ واللهو! والقلبُ تأفِكُه أطلال غفلته وتستبدّ به الآمالُ والغفو وجاء شعري من الرحمن موهبة فطاب لي رغم ضنك العيشة الشدو وكان لي واحة في قيظ تجربتي ومُر عيشي بما سطرته حُلو وبُحتُ بالسر للأشعار أجعلها صديقَ وُدٍ ، له في مُهجتي شأو وسائلوا مُلح (الديوان) كم حفظتْ مِن الودائع إذ خلا لها الجو؟! وما ندمتُ على الأشعار بُحتُ بها! قصائدي السعدُ والأفراحُ والصفو والشعر إن لم يُدوّنْ عاجلاً ظبيُ يطوي الفلاة ، وطبعٌ في الظِبا الجريُ فإن تعقبه القناصُ أوقعه وخيرُ حَل له في الغابة السبي وكم قصائدَ لم تكتبْ ، لذا فقِدتْ ونالها الوأدُ والتضييعُ والطي! فإن دنتْ فكرة أعرتها قلمي ورقعة قد جفا سطورَها الوَشْي ورحتُ أسْطر فحواها على عجل ولم يعُق همتي يأسٌ ولا لأي وأحبس الشعرَ في القرطاس منشرحاً والحذفُ يبدأ والإثباتُ والنفي فإن فعلتُ أسرتُ الشعرَ في صفدي وإن تركتُ مضى ، وانتابني العي هِيَ القصائدُ تيجانٌ تُجَمّلني يَزينهن السنا والدُرّ والحَلي هُن اليواقيتُ في ظلماء عيشتنا وهن في القيظ إنْ عمّ الدنا الفي وسوف أنشرُ أشعاري وتجربتي إذ كل نص به للقارئ الهَدْي ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    0 التعليقات 0 المشاركات 3 مشاهدة 0 معاينة
  • #من_اسرار_علم_النفس

    1. لا تَتفوق أبدًا على رئيسك...
    لا تجعل رئيسك يشعر بالتفوق عليك؛ اجعله يبدو دائمًا أكثر ذكاءً ونجاحًا منك. إذا تفوقت عليه، ستثير غيرته وقد تتعرض للعواقب.

    2. اخفي نواياك...
    لا تشرح دائمًا أهدافك وخططك. اجعل أفعالك تتحدث عنك واترك نواياك غامضة لتحافظ على ميزة المفاجأة.

    3. قلل الكلام..
    الكلام الكثير قد يضرك. قل فقط ما يلزم، واحرص على أن تكون كلماتك قوية وتُظهر السيطرة.

    4. اجعل الآخرين يعتمدون عليك....
    لا تجعل الآخرين يستغنون عنك. اجعل نفسك ضروريًا لهم من خلال تقديم شيء لا يستطيعون الحصول عليه بدونك.

    5. تجنب الأشخاص السلبيين أو الميؤوس منهم ...
    الطاقة السلبية معدية. لا تتورط مع الأشخاص الذين يجلبون المشاكل والبؤس إلى حياتك.

    6. كُن غامض ...
    الغموض يُثير الفضول. استخدم الغموض بشكل استراتيجي لجذب الانتباه والحفاظ عليه.

    7. لا تلتزم بأحد...
    التزامك الكامل بشخص واحد أو قضية قد يُقيدك. احتفظ بحريتك لتكون مرنًا وتفاوض بشكل أفضل.

    8. حافظ علي سمعتك ....
    سمعتك هي أساس القوة. حافظ عليها ودافع عنها بكل ما أوتيت من قوة

    9. بيع الأمل للمحتاجين .....
    قدم للناس وعودًا بالأمل والمستقبل المشرق؛ هذا يجذبهم ويمنحك السيطرة عليهم.

    10.اقضي على عدوك نهائيًا..
    إذا قررت مواجهة عدو، تأكد من القضاء عليه تمامًا. تركه في منتصف الطريق قد يؤدي إلى انتقامه لاحقًا.

    #ملاحظة : يوجد اشخاص هنا يضعون متابعة لتكبر عائلتنا، والبعض منهم يترك اعجاب والبعض يترك تعليق ، والبعض الآخر مشاركة.... شكرًا لهم من القلب فهم سر استمرارنا في ظل ضعف التفاعل

    وبالتأكيد احذف نفسك من قائمة البخلاء وصل على رسولنا الكريم#خــواطر_وهمســــات

    دائماً هناك نبضة تُغير القلوب ..
    وهناك كلمة لا تموت ..
    وذکرى لا تُنسىٰ ..
    وهناك دمعة تُساوي عمراً ..
    ونظرة تختصر الكثير ..
    وهناك أماكن لا نُغادرها مهما ابتعدنا ..
    وأناس لا نُودعهم مهما أبعدتنا المسافات عنهم ..
    وهناك حزن لا يصغُر وفرح لا يكبر ..
    في حياتنا دائماً لحظات وعلامات فارقة من كل شيء ..

    يسعد صباحكم أحبّتــي *بسم الله الرحمن الرحيم*

    *وَمَآ أَنزَلۡنَا عَلَيۡكَ ٱلۡكِتَٰبَ إِلَّا لِتُبَيِّنَ لَهُمُ ٱلَّذِي ٱخۡتَلَفُواْ فِيهِ وَهُدٗى وَرَحۡمَةٗ لِّقَوۡمٖ يُؤۡمِنُونَ*

    *صدق الله العلي العظيم*

    *أفلح من صلى على محمد وآل محمد*‏اللهــــــــم
    كما ايقظت عيوننا من المنام
    أيقظ قلوبنا من الغفلات
    وكما أنرت الكون بنور الصباح
    أنر حياتنا بنور الهداية
    اللهــــم امـــــــين

    *صبـاح الـخير*أسأل الله تعالى أن تدوم السكينة في قلوبنا والابتسامة في وجوهنا والسعادة في بيوتنا والصحة في أبداننا والتوفيق في حياتنا والأمان في دروبنا والنور في وجوهنا وأن يغفر لنا ولكم ولوالدينا ولوالديكم وكل عزيز لديكم.
    صباح الخيرالستات زمان حتى اخر ٦٠ عام مضت كانت ستات بميت ست من بتوع اليوم ..ايه ده ولايطلقوا ولا يزعلوا ...طباخين مهره ومتعلمين اكلات من الاف السنين متوارثه وتخيل بتملأ مياه مفيش حنفيات ولا طقم بارد وسخن ..وهي اللي بتروح تملأ ٥٠ مره في اليوم وتخيل مفيش مجاري هتروح فين ترميها والشوارع كلها خناقات بسبب كب المياه في الشارع ...وكيف تغسل على ايديها جرب تغسل فانله على ايدك كده اشحال لكل الاسرة ال١٥ كل يوم وتنشر كل يوم وتروح السوق كل يوم مفيش ثلاجات اصلا ولا بوتجاز والوابور كل يوم يبوظ ...والناس كانت بتاكل وترمي وهي تلم ...وتغسل المواعين وتخبز في الفرن احلى عيش وتعمل بعد العيش الارز المعمر وصنية البطاطس التي لامثيل لها .وترضع وتغير ومفيش بامبرز طبعا وتروح تطحن الدقيق ...وتربي فراخ وبط وتشيل زبالتهم وتنظف ...وفي نهاية النوم تعمل عصيدة ولا كنافه ملهاش حل ..وشاي لكل واحد في الاسرة وقرص وكعك وغريبه بالشوال مش كيلو ...وتوديه الفرن ومع ذلك مكنتش عاجبه ...
    الله يرحمهم ويدخلهم فسيح جناته يارب ويجمعنا بيهم في الجنه.......روي أن الأعشى كان مسافرا إلى اليمن و في الطريق أظلم عليه الليل وأمطرت السماء مطراً غزيراً ،
    فأراد مكانا يلوذ به عن المطر فرأى من بعيد "خباء" وهو بيت من بيوت الأعراب قديما، وحينما وصل إليه ليختبأ وجد عنده شيخا كبيرا مشوه الخلقة بلحية بيضاء كثيفة، فأدخله الشيخ الخيمة و قال له :
    إلى أين تقصد ؟، فقال : أنا الأعشى وأقصد اليمن، فقال الشيخ: هل تجيد الشِعر؟، فقال الأعشى: نعم
    فخاطبه الشيخ قائلا: أسمِعني من شِعرك !!
    -قال الأعشى :
    رحلت ( سُمية ) غدوة أجمالها
    غَـضبـىَ عليك فما تقول بـدا لــها
    -فقال له الشيخ: من هي سُمية ؟ فرد الأعشى: لا أعلم!
    ...فطلب منه الشيخ قصيدة أخرى !!
    -فقال الأعشى قصيدته الشهيرة :
    ودِع ( هريرة ) إن الركـب مرتحل
    وهل تطـيـق وداعاً أيـها الرجـل
    ...عندها إستوقفه الشيخ قائلا : و من هي هريرة ؟
    فقال الأعشى : لا أعلم من هي سُمية و لا أعرف من هي هريرة، ولكنها أسماء إنطلقت في روعي فقلتها!!
    .....فنادى الرجل الكبير : أخرجي يا سُمية و يا هريرة !!، فخرجتا فتاتين طولهما لايتعدى خمسة أشبار، فإرتعد الأعشى خوفاً و خاطب الشيخ قائلا: من أنت ؟، فرد الشيخ: أنا هاجسك من الجنّ ومُلقي الشعر على لسانك، وهؤلاء بناتي هريرة و سُمية!!!.
    #توضيح: قصيدة الأعشى ( ودع هريرة) هي واحدة من قصائد المعلقات السبع التي كتبت بماء الذهب و التي قيل أن كلماتها من عالم الجن.......مر ثلاثة رجال بامرأة عجوز تسكن خيمه في الباديه،وطلبوا منها شيئا يؤكل
    فقد أنهكم الجوع وطول السفر
    فقالت :والله ماعندي شيء لأقدمه لكم
    فنظر أحدهم فوجد شاة عجفاء من شدة الجوع فطلب من العجوز أن يحلبها
    فقالت له إنها شاة عازب (لا لبن فيها)
    فنادى الرجل الشاة فأتت على الفور
    فطلب إناء ليحلب الشاة، وما ان قال بسم الله حتى أنملأ الضرع بالحليب
    فحلبها ودعا العجوز فشربت وشرب صحبه ثم شرب آخرهم، وذهب هو وصحبه وتابعوا سفرهم
    عند المساء جاء زوج العجوز وتفاجأ بوجود اللبن في بيته فسأل زوجته عن مصدر اللبن فقصت له ماحدث
    فقال لها صفيه لي:
    من هنا نبدأ
    ، واسمعوا وصف امرأة عجوز تسكن البادية
    قالت لزوجها:
    رأيت رجلا ظاهر الوضاءة
    أبلج الوجه(مشرق الوجه)
    لم تعبه نحله(نحول في الجسم)
    ولم تعبه سجله (ضخامة في البطن)
    ولم تزر به صقله (لا بناحل ولا سمين)
    ولم تزر به صعله (صغر في الرأس)
    وسيم قسيم (حسن وضيئ)
    في عينيه دعج (شدة سوادالبؤبؤ وشدة بياض البياض)
    وفي أشفاره وطف (طول شعر العينين)
    وفي صوته صحل (بحه وحسن)
    في عنقه سطع (طول)
    وفي لحيته كثافه، أزج أقرن (حاجباه طويلان ومقوسان ومتصلان)
    إن صمت فعليه الوقار
    وإن تكلم سما وعلاه البهاء
    أجمل الناس وأبهاهم من بعيد، وأجلاهم وأحسنهم من قريب، حلو المنطق لانزر ولاهذر (كلامه #وسط لا بالقليل ولا بالكثير)
    كأن منطقه خرزات نظم ينحدر
    ربعه (ليس بالطويل ولا بالقصير)
    لا يأس من طول ولا تقتحمه #عين من #قصر
    غصن بين غصنين، فهو أنضر الثلاثه منظرا
    وأحسنهم قدرا
    له رفقاء يحفون به، اذا قال أنصتوا لقوله
    وإن أمر تبادروا لأمره
    محشود محفود (عنده أصحاب يطيعونه)
    لا عابس ولا مفند( غير عابس الوجه، وخال من الخرافه)
    هكذا كان وصف #المرأة #العجوز التي تربت في الباديه.......
    هذه أم معبد افضل من وصف النبي محمد صل الله عليه وسلم
    وهذا أشرف الخلق وأطهرهم وأجملهم ......سأل أحدهم سيدنا #عليّ_بن_أبي_طالب
    عن المحايد فقال :
    المحايد هو شخص لم ينصر #الباطل ولكن من المؤكد أنه خذل الحق.....قالت الرياح للشمس : ما رأيك ان نتراهن على نزع المعطف عن ذلك #الشاب الجالس في @الحديقه
    وافقت الشمس بشرط ان تبدأ الرياح
    فبدأت الرياح تصدر اصواتا مدويه و مخيفه و تقذف الأتربه ؛ و تشتد قوتها و سرعتها لنزع المعطف ؛ لكن الشاب تمسك بالمعطف بكل قوته فاستسلمت الريح
    جاء دور الشمس فابتسمت ؛ وسطعت بهدوء و بكل رقه فملأ الدفء المكان ؛ فشعر الشاب بأن لا حاجه للمعطف فنزعه
    لماذا لا نجعل تعاملنا مع بعضنا كالشمس
    بدون اكراه و بدون استخدام اساليب قاسية
    هل وصل المعني اليك ام تحتاج الي تفسير ؟؟!
    إذا بتحب القصص والقرأء

    #ابومحمدالصفار
    #من_اسرار_علم_النفس🧠⚡‼️ 1. لا تَتفوق أبدًا على رئيسك... لا تجعل رئيسك يشعر بالتفوق عليك؛ اجعله يبدو دائمًا أكثر ذكاءً ونجاحًا منك. إذا تفوقت عليه، ستثير غيرته وقد تتعرض للعواقب. 2. اخفي نواياك... لا تشرح دائمًا أهدافك وخططك. اجعل أفعالك تتحدث عنك واترك نواياك غامضة لتحافظ على ميزة المفاجأة. 3. قلل الكلام.. الكلام الكثير قد يضرك. قل فقط ما يلزم، واحرص على أن تكون كلماتك قوية وتُظهر السيطرة. 4. اجعل الآخرين يعتمدون عليك.... لا تجعل الآخرين يستغنون عنك. اجعل نفسك ضروريًا لهم من خلال تقديم شيء لا يستطيعون الحصول عليه بدونك. 5. تجنب الأشخاص السلبيين أو الميؤوس منهم ... الطاقة السلبية معدية. لا تتورط مع الأشخاص الذين يجلبون المشاكل والبؤس إلى حياتك. 6. كُن غامض ... الغموض يُثير الفضول. استخدم الغموض بشكل استراتيجي لجذب الانتباه والحفاظ عليه. 7. لا تلتزم بأحد... التزامك الكامل بشخص واحد أو قضية قد يُقيدك. احتفظ بحريتك لتكون مرنًا وتفاوض بشكل أفضل. 8. حافظ علي سمعتك .... سمعتك هي أساس القوة. حافظ عليها ودافع عنها بكل ما أوتيت من قوة 9. بيع الأمل للمحتاجين ..... قدم للناس وعودًا بالأمل والمستقبل المشرق؛ هذا يجذبهم ويمنحك السيطرة عليهم. 10.اقضي على عدوك نهائيًا.. إذا قررت مواجهة عدو، تأكد من القضاء عليه تمامًا. تركه في منتصف الطريق قد يؤدي إلى انتقامه لاحقًا. #ملاحظة : يوجد اشخاص هنا يضعون متابعة لتكبر عائلتنا، والبعض منهم يترك اعجاب والبعض يترك تعليق ، والبعض الآخر مشاركة.... شكرًا لهم من القلب فهم سر استمرارنا في ظل ضعف التفاعل❤️ وبالتأكيد احذف نفسك من قائمة البخلاء وصل على رسولنا الكريم❤️#خــواطر_وهمســــات 🌹دائماً هناك نبضة تُغير القلوب .. وهناك كلمة لا تموت .. وذکرى لا تُنسىٰ .. وهناك دمعة تُساوي عمراً .. ونظرة تختصر الكثير .. وهناك أماكن لا نُغادرها مهما ابتعدنا .. وأناس لا نُودعهم مهما أبعدتنا المسافات عنهم .. وهناك حزن لا يصغُر وفرح لا يكبر .. في حياتنا دائماً لحظات وعلامات فارقة من كل شيء .. يسعد صباحكم أحبّتــي 🌹*بسم الله الرحمن الرحيم* *وَمَآ أَنزَلۡنَا عَلَيۡكَ ٱلۡكِتَٰبَ إِلَّا لِتُبَيِّنَ لَهُمُ ٱلَّذِي ٱخۡتَلَفُواْ فِيهِ وَهُدٗى وَرَحۡمَةٗ لِّقَوۡمٖ يُؤۡمِنُونَ* *صدق الله العلي العظيم* *أفلح من صلى على محمد وآل محمد*🌹‏اللهــــــــم كما ايقظت عيوننا من المنام أيقظ قلوبنا من الغفلات وكما أنرت الكون بنور الصباح أنر حياتنا بنور الهداية اللهــــم امـــــــين 🌹*صبـاح الـخير*🌹أسأل الله تعالى أن تدوم السكينة في قلوبنا والابتسامة في وجوهنا والسعادة في بيوتنا والصحة في أبداننا والتوفيق في حياتنا والأمان في دروبنا والنور في وجوهنا وأن يغفر لنا ولكم ولوالدينا ولوالديكم وكل عزيز لديكم. 🌹 صباح الخير🌹الستات زمان حتى اخر ٦٠ عام مضت كانت ستات بميت ست من بتوع اليوم ..ايه ده ولايطلقوا ولا يزعلوا ...طباخين مهره ومتعلمين اكلات من الاف السنين متوارثه وتخيل بتملأ مياه مفيش حنفيات ولا طقم بارد وسخن ..وهي اللي بتروح تملأ ٥٠ مره في اليوم وتخيل مفيش مجاري هتروح فين ترميها والشوارع كلها خناقات بسبب كب المياه في الشارع ...وكيف تغسل على ايديها جرب تغسل فانله على ايدك كده اشحال لكل الاسرة ال١٥ كل يوم وتنشر كل يوم وتروح السوق كل يوم مفيش ثلاجات اصلا ولا بوتجاز والوابور كل يوم يبوظ ...والناس كانت بتاكل وترمي وهي تلم ...وتغسل المواعين وتخبز في الفرن احلى عيش وتعمل بعد العيش الارز المعمر وصنية البطاطس التي لامثيل لها .وترضع وتغير ومفيش بامبرز طبعا وتروح تطحن الدقيق ...وتربي فراخ وبط وتشيل زبالتهم وتنظف ...وفي نهاية النوم تعمل عصيدة ولا كنافه ملهاش حل ..وشاي لكل واحد في الاسرة وقرص وكعك وغريبه بالشوال مش كيلو ...وتوديه الفرن ومع ذلك مكنتش عاجبه ... الله يرحمهم ويدخلهم فسيح جناته يارب ويجمعنا بيهم في الجنه.......روي أن الأعشى كان مسافرا إلى اليمن و في الطريق أظلم عليه الليل وأمطرت السماء مطراً غزيراً ، فأراد مكانا يلوذ به عن المطر فرأى من بعيد "خباء" وهو بيت من بيوت الأعراب قديما، وحينما وصل إليه ليختبأ وجد عنده شيخا كبيرا مشوه الخلقة بلحية بيضاء كثيفة، فأدخله الشيخ الخيمة و قال له : إلى أين تقصد ؟، فقال : أنا الأعشى وأقصد اليمن، فقال الشيخ: هل تجيد الشِعر؟، فقال الأعشى: نعم فخاطبه الشيخ قائلا: أسمِعني من شِعرك !! -قال الأعشى : رحلت ( سُمية ) غدوة أجمالها غَـضبـىَ عليك فما تقول بـدا لــها -فقال له الشيخ: من هي سُمية ؟ فرد الأعشى: لا أعلم! ...فطلب منه الشيخ قصيدة أخرى !! -فقال الأعشى قصيدته الشهيرة : ودِع ( هريرة ) إن الركـب مرتحل وهل تطـيـق وداعاً أيـها الرجـل ...عندها إستوقفه الشيخ قائلا : و من هي هريرة ؟ فقال الأعشى : لا أعلم من هي سُمية و لا أعرف من هي هريرة، ولكنها أسماء إنطلقت في روعي فقلتها!! .....فنادى الرجل الكبير : أخرجي يا سُمية و يا هريرة !!، فخرجتا فتاتين طولهما لايتعدى خمسة أشبار، فإرتعد الأعشى خوفاً و خاطب الشيخ قائلا: من أنت ؟، فرد الشيخ: أنا هاجسك من الجنّ ومُلقي الشعر على لسانك، وهؤلاء بناتي هريرة و سُمية!!!. #توضيح: قصيدة الأعشى ( ودع هريرة) هي واحدة من قصائد المعلقات السبع التي كتبت بماء الذهب و التي قيل أن كلماتها من عالم الجن.......مر ثلاثة رجال بامرأة عجوز تسكن خيمه في الباديه،وطلبوا منها شيئا يؤكل فقد أنهكم الجوع وطول السفر فقالت :والله ماعندي شيء لأقدمه لكم فنظر أحدهم فوجد شاة عجفاء من شدة الجوع فطلب من العجوز أن يحلبها فقالت له إنها شاة عازب (لا لبن فيها) فنادى الرجل الشاة فأتت على الفور فطلب إناء ليحلب الشاة، وما ان قال بسم الله حتى أنملأ الضرع بالحليب فحلبها ودعا العجوز فشربت وشرب صحبه ثم شرب آخرهم، وذهب هو وصحبه وتابعوا سفرهم عند المساء جاء زوج العجوز وتفاجأ بوجود اللبن في بيته فسأل زوجته عن مصدر اللبن فقصت له ماحدث فقال لها صفيه لي: من هنا نبدأ ، واسمعوا وصف امرأة عجوز تسكن البادية قالت لزوجها: رأيت رجلا ظاهر الوضاءة أبلج الوجه(مشرق الوجه) لم تعبه نحله(نحول في الجسم) ولم تعبه سجله (ضخامة في البطن) ولم تزر به صقله (لا بناحل ولا سمين) ولم تزر به صعله (صغر في الرأس) وسيم قسيم (حسن وضيئ) في عينيه دعج (شدة سوادالبؤبؤ وشدة بياض البياض) وفي أشفاره وطف (طول شعر العينين) وفي صوته صحل (بحه وحسن) في عنقه سطع (طول) وفي لحيته كثافه، أزج أقرن (حاجباه طويلان ومقوسان ومتصلان) إن صمت فعليه الوقار وإن تكلم سما وعلاه البهاء أجمل الناس وأبهاهم من بعيد، وأجلاهم وأحسنهم من قريب، حلو المنطق لانزر ولاهذر (كلامه #وسط لا بالقليل ولا بالكثير) كأن منطقه خرزات نظم ينحدر ربعه (ليس بالطويل ولا بالقصير) لا يأس من طول ولا تقتحمه #عين من #قصر غصن بين غصنين، فهو أنضر الثلاثه منظرا وأحسنهم قدرا له رفقاء يحفون به، اذا قال أنصتوا لقوله وإن أمر تبادروا لأمره محشود محفود (عنده أصحاب يطيعونه) لا عابس ولا مفند( غير عابس الوجه، وخال من الخرافه) هكذا كان وصف #المرأة #العجوز التي تربت في الباديه....... هذه أم معبد افضل من وصف النبي محمد صل الله عليه وسلم وهذا أشرف الخلق وأطهرهم وأجملهم ......سأل أحدهم سيدنا #عليّ_بن_أبي_طالب عن المحايد فقال : المحايد هو شخص لم ينصر #الباطل ولكن من المؤكد أنه خذل الحق.....قالت الرياح للشمس : ما رأيك ان نتراهن على نزع المعطف عن ذلك #الشاب الجالس في @الحديقه وافقت الشمس بشرط ان تبدأ الرياح فبدأت الرياح تصدر اصواتا مدويه و مخيفه و تقذف الأتربه ؛ و تشتد قوتها و سرعتها لنزع المعطف ؛ لكن الشاب تمسك بالمعطف بكل قوته فاستسلمت الريح جاء دور الشمس فابتسمت ؛ وسطعت بهدوء و بكل رقه فملأ الدفء المكان ؛ فشعر الشاب بأن لا حاجه للمعطف فنزعه لماذا لا نجعل تعاملنا مع بعضنا كالشمس بدون اكراه و بدون استخدام اساليب قاسية هل وصل المعني اليك ام تحتاج الي تفسير ؟؟! إذا بتحب القصص والقرأء #ابومحمدالصفار
    0 التعليقات 0 المشاركات 6 مشاهدة 0 معاينة
  • *‏مِن نعم اللَّـه الجليلة؛ أن يُبصرّك بحقيقة الدنيا وأنت في شبابك حتى لا يفنى عمرك في الرڪض خلف زينتها الباطلة .*
    *نعوذ بـ اللَّـه مِن ضياع الأعمار ، ومن أن نَضِل أو نُضَـل ، ونسأل اللَّـه السلامة والعفو والعافية ياربّ*
    *‏مِن نعم اللَّـه الجليلة؛ أن يُبصرّك بحقيقة الدنيا وأنت في شبابك حتى لا يفنى عمرك في الرڪض خلف زينتها الباطلة .* *نعوذ بـ اللَّـه مِن ضياع الأعمار ، ومن أن نَضِل أو نُضَـل ، ونسأل اللَّـه السلامة والعفو والعافية ياربّ💕🌸*
    0 التعليقات 0 المشاركات 2 مشاهدة 0 معاينة
  • *صباح الخير*
    *لكل شيء بسيط يصنع صباحيات جميلة بداخلنا*
    *صباح الخير للخير الذي يتجلى في قلوبكم*،
    *صباح الخير لكل من لمح النور بقلبه*
    *صباح الورد لكل من أستنشق طعم الحياة*
    *صباح التوفيق لكل من استودع الرحمن يومه وسعيه*
    *صباح الأمل حينما ندرك أن كل شيء بيد الله*
    *صباح الرضا بما هو مكتوب لنا*
    *صَباح الخير*
    *لـ يوم جديد ، ابتسموا في بدايـته*
    *لعلّ الدُنيا تزهر امامكم*🕊‏ تمر الحياة بين أمل و أمنية
    ‏ولا يحدث إلا ماكتب الله لنا...
    ‏ عيون تحلم... وقلب يتمنى...
    ‏ ورب كريم..
    ‏اللهم أكرمنا بالاخبار السارة و الأعمال الصالحة والارزاق الدائمة والسعادة.
    ‏ في الدنيا و الاخرة..
    قصة العيش والملح ...

    قصة الوفاء ٠٠٠٠٠
    دخل رجل غريب الى مطعم في الشام وطلب رغيف خبز أكل نصفه وترك النصف الأخر وخرج وفي كل يوم كان يفعل ذلك فانتبه اليه رجل شامي فسأله بكل ادب لماذا تأكل نصف الرغيف وتترك نصفه في كل يوم ومن اين انت فقال الرجل انا من بغداد ودرت بلادا ولم اجد من يحفظ الخبز والملح فانا اكل نصف الرغيف ولا اجد من يستأهل ان يأكل نصفه الثاني قال له الرجل الشامي انت اليوم معزوم عندي وجاء الموعد وكان الشامي يعيش في بيته مع امه وابنة عمه التي يحبها وعلى وشك الزواج بها وطرق البغدادي الباب ففتحت ابنة عم الشامي ففتن بها البغدادي وبعد الغداء قال البغدادي للشامي اريدان استحلفك بالخبز والملح ان لأترد طلبي من الفتاة التي فتحت الباب قال ابنة عمي فقال اريد الزواج منها فقال الشامي هي لك
    سافر البغدادي مع عروسه ليعيشا في بغداد
    ماتت ام الشامي وفقر وباع بيته ليأكل بثمنه وقلت النقود ولم يبق إلا شيء يسير فقرر ان يسافر الى صديقه في بغداد وحين وصل بغداد علم ان صديقه البغدادي اصبح من اغنياء بغداد ولديه قصر فيها فتوجه لقصره وطلب من الخادمة مقابلة صديقه فعادت الخادمة تحمل كيسا من النقود الذهبية وأعطته اياه فقال لها انا اريد مقابلة صديقي ورمى بكيس النقود فانفرطت الليرات الذهبية على الأرض وذهب وفي عينيه دمعة كبيرة .......
    واكتشف الشامي ان نقوده انتهت ولم يعد معه ثمن العودة للشام وأصبح ينام في المساجد فأتاه رجل كبير وسأله عن حاله فقال اني لا اجد قوت يومي فقال له الرجل لما لا تعمل في التجارة وبدأ الرجل يعلمه التجارة وإسرارها والأسواق وكل شيء يفيده في عمله الى ان اصبح الشامي في ثلاث سنوات من العمل الدؤوب من اثرياء بغداد وبنى قصرا لم تشهد بغداد مثله جاءت امرأة كبيرة وطلبت من الشامي ان تعمل على خدمته في القصر
    مقابل معيشتها فوافق وكانت له اما حقيقة ثم قالت له ان هناك فتاة فقيرة تريد العمل معي في القصر فوافق بقلبه الطيب المعتاد وبدأت المرأة تزين الفتاة وتلبسها الثياب الجميلة الى ان تعلق بها الشامي وطلب الزواج منها
    وسهلت له الامور المرأة الكبيرة وحدد موعد الزفاف في بغداد .....
    دخل الرجل البغدادي قصر الرجل الشامي فقال له الشامي اتيت لزيارتك فبعثت خادمتك بكيس النقود وكأني متسول والآن ماذا تريد
    قال له البغدادي اني نظرت من شباك القصر فوجدت حالك التي اتيت بها
    فأرسلت لك النقود لتصلح بها حالك امام ابنة عمك التي زوجتني اياها وأنت تحبها وحين وجدت ان كرامتك قد ابت عليك اخذ النقود احترت ماذا افعل من اجلك فهل تعلم من الرجل الكبير الذي علمك التجارة انه أبي
    والمرأة التي تخدمك في بيتك هي أمي وأنا اليوم اتيتك لأحضر عرس أختي
    ثم اشار بيده فدخلت ابنة عم الشامي تجر في يدها طفل وطفلة واقتربت من ابن عمها الشامي وجلست عند قدميه وجاءت العروس جلست قربها وجلس الرجل البغدادي معهم فجلس الشامي معهم وأخرج البغدادي من جيبه نصف رغيف وقسمه على الجميع فأكلوه .... انه الوفاء للعيش والملح لمن يعرف معناه وقيمته ..
    سبحان الله العظيم
    @الجميع ‏يحكى أن رجلاً تزوج امرأة آية في الجمال ..
    فأحبها وأحبته وكانت نعم الزوج لنعم الرجل ومع مرور الأيام اضطر الزوج للسفر طلبا للرزق ولكن .. قبل أن يسافر أراد أن يضع امرأته في أيدٍ أمينة لأنه خاف من جلوسها وحدها في البيت فهي ‏امرأة لا حول لها ولا قوة فلم يجد غير أخ له من أمه وأبيه ..
    فذهب إليه وأوصاه على زوجته وسافر
    ولم ينتبه لحديث الرسول الكريم عليه أفضل الصلاة والتسليم : الحمو الموت !!
    ومرت الأيام .. وخان هذا الأخ أخيه فراود الزوجة عن نفسها إلا أن الزوجة أبت أن تهتك عرضها وتخون زوجها ..
    ‏فهددها أخو الزوج بالفضيحة إن لم تطيعه ..
    فقالت له افعل ما شئت فإن معي ربي وعندما عاد الرجل من سفره
    قال له أخوه على الفور أن امرأتك راودتني عن نفسي وأرادت خيانتك إلا أنني لم أجبها !!
    طلق الزوج زوجته من غير أن يتريث ولم يستمع للمرأة وإنما صدق أخاه !

    انطلقت المرأة .. لا ملجأ لها ولا مأوى ..
    وفي طريقها مرت على بيت رجل عابد زاهد ..
    فطرقت عليه الباب .. وحكت له الحكاية .. فصدقها وطلب منها أن تعمل عنده على رعاية ابنه الصغير مقابل أجر .. فوافقت ..
    في يوم من الأيام ‏خرج هذا العابد من المنزل .. فأتى الخادم وراود المرأة عن نفسها ..
    إلا أنها أبت أن تعصي الله خالقها !!
    وقد نبهنا رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم إلى أنه ما خلى رجل بامرأة إلا كان الشيطان ثالثهما !
    فهددها الخادم بأنه سينال منها إذا لم تجبه .. إلا أنها ظلت على صمودها فقام الخادم بقتل الطفل !
    عندما رجع العابد للمنزل قال له الخادم بأن المرأة قتلت ابنه .. فغضب العابد غضباً شديداً ..
    ‏إلا أنه احتسب الأجر عند الله سبحانه وتعالى .. وعفى عنها .. وأعطاها دينارين كأجر لها على خدمتها له في هذه المدة وأمرها بأن تخرج من المنزل
    قال تعالى : (والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين)
    خرجت المرأة من بيت العابد وتوجهت للمدينة فرأت عددا من الرجال يضربون رجلا بينهم ..
    فاقتربت منهم وسألت أحدهم .. لمَ تضربونه ؟؟
    ‏فأجابها بأن هذا الرجل عليه دين فإما أن يؤديه وإما أن يكون عبداً عندهم ..
    فسألته : وكم دينه ؟؟
    قال لها : إن عليه دينارين ..
    فقالت : إذن أنا سأسدد دينه عنه .. دفعت الدينارين وأعتقت هذا الرجل فسألها الرجل الذي أعتقته : من أنت ؟
    فروت له حكايتها فطلب منها أن يرافقها ويعملا معا ويقتسما الربح بينهما فوافقت ..
    قال لها إذن فلنركب البحر ونترك هذه القرية السيئة فوافقت .. عندما وصلا للسفينة أمرها بأن تركب أولا ..
    ‏ثم ذهب لربان السفينة وقال له أن هذه جاريته وهو يريد أن يبيعها فاشتراها الربان وقبض الرجل الثمن وهرب ..
    تحركت السفينة .. فبحثت المرأة عن الرجل فلم تجده ورأت البحارة يتحلقون حولها ويراودونها عن نفسها فتعجبت من هذا الفعل ..
    فأخبرها الربان بأنه قد اشتراها من سيدها ويجب أن تطيع أوامره الآن فأبت أن تعصي ربها وتهتك عرضها وهم على هذا الحال إذ هبت عليهم عاصفة قوية أغرقت السفينة فلم ينجو من السفينة إلا هذه المرأة الصابرة
    وغرق كل البحارة ..
    ‏وكان حاكم المدينة في نزهة على شاطئ البحر في ذلك اليوم ورأى هبوب العاصفة مع أن الوقت ليس وقت عواصف ..
    ثم رأى المرأة طافية على لوح من بقايا السفينة فأمر الحرس بإحضارها ..
    وفي القصر .. أمر الطبيب بالاعتناء بها .. وعندما أفاقت .. سألها عن حكايتها .. فأخبرته بالحكاية كاملة ..
    منذ خيانة أخو زوجها إلى خيانة الرجل الذي أعتقته فأعجب بها الحاكم وبصبرها وتزوجها ..
    ‏وكان يستشيرها في كل أمره فلقد كانت راجحة العقل سديدة الرأي وذاع صيتها في البلاد ..
    ومرت الأيام .. وتوفي الحاكم الطيب .. واجتمع أعيان البلد لتعيين حاكم بدلاً عن الميت ..
    فاستقر رأيهم على هذه الزوجة الفطنة العاقلة فنصبوها حاكمة عليهم
    فأمرت بوضع كرسي لها في الساحة العامة في البلد ..
    وأمرت بجمع كل رجال المدينة وعرضهم عليها ..
    بدأ الرجال يمرون من أمامها فرأت زوجها .. فطلبت منه أن يتنحى جانباً
    ثم رأت أخو زوجها .. فطلبت منه أن يقف بجانب أخيه ..
    ‏ثم رأت العابد .. فطلبت منه الوقوف بجانبهم ..
    ثم رأت الخادم .. فطلبت منه الوقوف معهم ..
    ثم رأت الرجل الخبيث الذي أعتقته .. فطلبت منه الوقوف معهم ..
    ثم قالت لزوجها .. لقد خدعك أخوك .. فأنت بريء .. أما هو فسيجلد لأنه قذفني بالباطل !
    ثم قالت للعابد .. لقد خدعك خادمك .. فأنت بريء .. أما هو فسيقتل لأنه قتل ابنك !
    ثم قالت للرجل الخبيث .. أما أنت .. فستحبس نتيجة خيانتك وبيعك لامرأة أنقذتك !
    وفي ذلك نرى أن الله سبحانه وتعالى لا يضيع أجر من أحسن عملا ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب .. اللهم استرنا فوق الارض وتحت الارض ويوم العرض.
    اذا أتممت القراءه ضع تعليق بالصلاة على الحبيب المصطفى
    اللهم صلِ على محمد والهِ وسلم. ..إنّه لا يستطيع أحد من النّاس أن ينكر أنّ من الكلام ما يحيي و منه ما يميت . و إنّنا نعني بالحياة و الموت هنا مفهوميهما الأقرب إلى أذهان عمومنا على الوجهين الحقيقيّ و المجازيّ . كيف لا ، و قد ضرب اللّه تعالى مثلين في كتابه الكريم في سورة إبراهيم أوّلهما مثل الكلمة الطّيّبة و الثّاني مثل الكلمة الخبيثة . و ستجدون ذلك في الصّور أدناه . إن كلمة تتوجّه بها لإنسان لقادرة على إحيائه كما أنّها قادرة على قتله أيضا . فحينما يقول الطّبيب للمريض : علّتك قابلة للشّفاء و يزرع في قلبه الرّجاء فإنّه سيتحلّى بعزيمة على الشّفاء حتّى لو كانت العلّة مستعصية في قاموس الطّبّ . في حين أنّه إذا عظّم في نظره حجم علّته و صنّفها على أنّها معقّدة و جسيمة فإنّ ذلك الإنطباع الذّي يتصوّره المريض عن علّته سيضعفه و يدفعه إلى الإستسلام للعلّة تلك و إن كانت بسيطة و هيّنة .
    من النّاس من ينقذ بكلمة يائسا مشرفا على الإنتحار و منهم من يدفع بكلامه مكروبا ضائق الصّدر إلى قتل نفسه و منهم من يعين غيره على قتل النّفس التي حرّم الله بكلمة خبيثة يلقي بها على مسمعه , في حين أنّ منّا من يستطيع ردع من أغواه شيطانه فهمّ بقتل نفس بريئة و ثنيه عن عزمه بمجرّد كلمة يسمعه إياها . إنّنا نستطيع بمجرّد الكلام أن ننهض كسولا ضعيف الهمّة و ندفعه لللسّعي الجادّ ليكون نسخة أفضل من نفسه . في وقت يستطيع فيه ما نقوله لبعض النّاس أن يكون هادما لسعيهم في الحياة و قاتلا لكلّ آمالهم . إنّ الكلمة الطّيبة تجمع الشّتات و تؤلّف بين القلوب و تعزّز الرّوابط بين النّاس بينما تفعل الكلمة الخبيثة عكس ذلك . و إنّ أصل ما يفوه به المرء أو يكتب من كلام طيّب هو دون ريب منهج اللّه , فاللّه طيّب لا يحبّ إلّا الطّيّب و لا يقبل إلّاه ، و ما أكثر المواضع التّي يدعونا من خلالها للقول الحسن و الجدال بالتّي هي أحسن في كتابه . فلا يستهيننّ أحد بأثر ما يقوله للنّاس فبالكلام يمكن أن يكون الواحد منّا طبيبا معالجا و يمكنه أن يكون قاتلا لا مكان للرّحمة في قلبه و ليختر من هذين الدّورين ما يدعوه إليه صوت ضميره .
    *صبــــاح الخيــــــر*أيّها السّائر إلى اللّه.
    لا تركننّ إلى عثراتك و لا تيأسنّ من التّوبة مهما تكرّر منك الخطأ و بالغت في الإساءة . فاللّه لن يملّ انتظار عودة عباده إليه حتّى تفيض نفوسهم .
    لا تقارننّ نفسك بمن دونك فيتملّكك العجب بنفسك و بعملك في جنب ربّك فتؤول حالك إلى نتيجة لذلك إلى التّقصير و التّفريط في جنبه سبحانه . و لا بمن هو فوقك فيصيبك الإحباط من ضعف سيرك إلى مولاك و بطئك في العودة إليه بالمقارنة مع أهله و خاصّته . و لا تخدعنّ بظاهر أحد سواءا استهنت به أو أعجبت به ، فليس أمام ابن آدم امتحان أصعب في دنياه من @امتحان #النّوايا ، فلن تعرف نتيجة هذا قبل يوم الحساب حين تبلى السّرائر و يأتي اللّه بكلّ شيء و يظهره و إن كان #مثقال #حبّة من خردل .
    و حاول جاهدا تفادي الوقوع في #فخّ #الشيطان فهو سيرسل إليك جنوده و أعوانه من الجنّ و الإنس لتصير إلى القنوط من رحمة اللّه و الظّن بأنّ ذنبك أكبر من أن تسعه #مغفرة ربّك فتنغمس في بحر لجيّ @شديد #الظّلمة و تكون من الخاسرين ، و هذه هي الغاية الأعظم لعدوّ اللّه و عدوّك أيّها الإنسان . #ابومحمدالصفار
    *صباح الخير* *لكل شيء بسيط يصنع صباحيات جميلة بداخلنا* *صباح الخير للخير الذي يتجلى في قلوبكم*، *صباح الخير لكل من لمح النور بقلبه* *صباح الورد لكل من أستنشق طعم الحياة* *صباح التوفيق لكل من استودع الرحمن يومه وسعيه* *صباح الأمل حينما ندرك أن كل شيء بيد الله* *صباح الرضا بما هو مكتوب لنا* *صَباح الخير*🌾 *لـ يوم جديد ، ابتسموا في بدايـته* *لعلّ الدُنيا تزهر امامكم*🕊💗‏ تمر الحياة بين أمل و أمنية ‏ولا يحدث إلا ماكتب الله لنا... ‏ عيون تحلم... وقلب يتمنى... ‏ ورب كريم.. ‏اللهم أكرمنا بالاخبار السارة و الأعمال الصالحة والارزاق الدائمة والسعادة. ‏ في الدنيا و الاخرة.. 🌹 قصة العيش والملح ... قصة الوفاء ٠٠٠٠٠ دخل رجل غريب الى مطعم في الشام وطلب رغيف خبز أكل نصفه وترك النصف الأخر وخرج وفي كل يوم كان يفعل ذلك فانتبه اليه رجل شامي فسأله بكل ادب لماذا تأكل نصف الرغيف وتترك نصفه في كل يوم ومن اين انت فقال الرجل انا من بغداد ودرت بلادا ولم اجد من يحفظ الخبز والملح فانا اكل نصف الرغيف ولا اجد من يستأهل ان يأكل نصفه الثاني قال له الرجل الشامي انت اليوم معزوم عندي وجاء الموعد وكان الشامي يعيش في بيته مع امه وابنة عمه التي يحبها وعلى وشك الزواج بها وطرق البغدادي الباب ففتحت ابنة عم الشامي ففتن بها البغدادي وبعد الغداء قال البغدادي للشامي اريدان استحلفك بالخبز والملح ان لأترد طلبي من الفتاة التي فتحت الباب قال ابنة عمي فقال اريد الزواج منها فقال الشامي هي لك سافر البغدادي مع عروسه ليعيشا في بغداد ماتت ام الشامي وفقر وباع بيته ليأكل بثمنه وقلت النقود ولم يبق إلا شيء يسير فقرر ان يسافر الى صديقه في بغداد وحين وصل بغداد علم ان صديقه البغدادي اصبح من اغنياء بغداد ولديه قصر فيها فتوجه لقصره وطلب من الخادمة مقابلة صديقه فعادت الخادمة تحمل كيسا من النقود الذهبية وأعطته اياه فقال لها انا اريد مقابلة صديقي ورمى بكيس النقود فانفرطت الليرات الذهبية على الأرض وذهب وفي عينيه دمعة كبيرة ....... واكتشف الشامي ان نقوده انتهت ولم يعد معه ثمن العودة للشام وأصبح ينام في المساجد فأتاه رجل كبير وسأله عن حاله فقال اني لا اجد قوت يومي فقال له الرجل لما لا تعمل في التجارة وبدأ الرجل يعلمه التجارة وإسرارها والأسواق وكل شيء يفيده في عمله الى ان اصبح الشامي في ثلاث سنوات من العمل الدؤوب من اثرياء بغداد وبنى قصرا لم تشهد بغداد مثله جاءت امرأة كبيرة وطلبت من الشامي ان تعمل على خدمته في القصر مقابل معيشتها فوافق وكانت له اما حقيقة ثم قالت له ان هناك فتاة فقيرة تريد العمل معي في القصر فوافق بقلبه الطيب المعتاد وبدأت المرأة تزين الفتاة وتلبسها الثياب الجميلة الى ان تعلق بها الشامي وطلب الزواج منها وسهلت له الامور المرأة الكبيرة وحدد موعد الزفاف في بغداد ..... دخل الرجل البغدادي قصر الرجل الشامي فقال له الشامي اتيت لزيارتك فبعثت خادمتك بكيس النقود وكأني متسول والآن ماذا تريد قال له البغدادي اني نظرت من شباك القصر فوجدت حالك التي اتيت بها فأرسلت لك النقود لتصلح بها حالك امام ابنة عمك التي زوجتني اياها وأنت تحبها وحين وجدت ان كرامتك قد ابت عليك اخذ النقود احترت ماذا افعل من اجلك فهل تعلم من الرجل الكبير الذي علمك التجارة انه أبي والمرأة التي تخدمك في بيتك هي أمي وأنا اليوم اتيتك لأحضر عرس أختي ثم اشار بيده فدخلت ابنة عم الشامي تجر في يدها طفل وطفلة واقتربت من ابن عمها الشامي وجلست عند قدميه وجاءت العروس جلست قربها وجلس الرجل البغدادي معهم فجلس الشامي معهم وأخرج البغدادي من جيبه نصف رغيف وقسمه على الجميع فأكلوه .... انه الوفاء للعيش والملح لمن يعرف معناه وقيمته .. سبحان الله العظيم @الجميع 🌹 ‏يحكى أن رجلاً تزوج امرأة آية في الجمال .. فأحبها وأحبته وكانت نعم الزوج لنعم الرجل ومع مرور الأيام اضطر الزوج للسفر طلبا للرزق ولكن .. قبل أن يسافر أراد أن يضع امرأته في أيدٍ أمينة لأنه خاف من جلوسها وحدها في البيت فهي ‏امرأة لا حول لها ولا قوة فلم يجد غير أخ له من أمه وأبيه .. فذهب إليه وأوصاه على زوجته وسافر ولم ينتبه لحديث الرسول الكريم عليه أفضل الصلاة والتسليم : الحمو الموت !! ومرت الأيام .. وخان هذا الأخ أخيه فراود الزوجة عن نفسها إلا أن الزوجة أبت أن تهتك عرضها وتخون زوجها .. ‏فهددها أخو الزوج بالفضيحة إن لم تطيعه .. فقالت له افعل ما شئت فإن معي ربي وعندما عاد الرجل من سفره قال له أخوه على الفور أن امرأتك راودتني عن نفسي وأرادت خيانتك إلا أنني لم أجبها !! طلق الزوج زوجته من غير أن يتريث ولم يستمع للمرأة وإنما صدق أخاه ! انطلقت المرأة .. لا ملجأ لها ولا مأوى .. وفي طريقها مرت على بيت رجل عابد زاهد .. فطرقت عليه الباب .. وحكت له الحكاية .. فصدقها وطلب منها أن تعمل عنده على رعاية ابنه الصغير مقابل أجر .. فوافقت .. في يوم من الأيام ‏خرج هذا العابد من المنزل .. فأتى الخادم وراود المرأة عن نفسها .. إلا أنها أبت أن تعصي الله خالقها !! وقد نبهنا رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم إلى أنه ما خلى رجل بامرأة إلا كان الشيطان ثالثهما ! فهددها الخادم بأنه سينال منها إذا لم تجبه .. إلا أنها ظلت على صمودها فقام الخادم بقتل الطفل ! عندما رجع العابد للمنزل قال له الخادم بأن المرأة قتلت ابنه .. فغضب العابد غضباً شديداً .. ‏إلا أنه احتسب الأجر عند الله سبحانه وتعالى .. وعفى عنها .. وأعطاها دينارين كأجر لها على خدمتها له في هذه المدة وأمرها بأن تخرج من المنزل قال تعالى : (والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين) خرجت المرأة من بيت العابد وتوجهت للمدينة فرأت عددا من الرجال يضربون رجلا بينهم .. فاقتربت منهم وسألت أحدهم .. لمَ تضربونه ؟؟ ‏فأجابها بأن هذا الرجل عليه دين فإما أن يؤديه وإما أن يكون عبداً عندهم .. فسألته : وكم دينه ؟؟ قال لها : إن عليه دينارين .. فقالت : إذن أنا سأسدد دينه عنه .. دفعت الدينارين وأعتقت هذا الرجل فسألها الرجل الذي أعتقته : من أنت ؟ فروت له حكايتها فطلب منها أن يرافقها ويعملا معا ويقتسما الربح بينهما فوافقت .. قال لها إذن فلنركب البحر ونترك هذه القرية السيئة فوافقت .. عندما وصلا للسفينة أمرها بأن تركب أولا .. ‏ثم ذهب لربان السفينة وقال له أن هذه جاريته وهو يريد أن يبيعها فاشتراها الربان وقبض الرجل الثمن وهرب .. تحركت السفينة .. فبحثت المرأة عن الرجل فلم تجده ورأت البحارة يتحلقون حولها ويراودونها عن نفسها فتعجبت من هذا الفعل .. فأخبرها الربان بأنه قد اشتراها من سيدها ويجب أن تطيع أوامره الآن فأبت أن تعصي ربها وتهتك عرضها وهم على هذا الحال إذ هبت عليهم عاصفة قوية أغرقت السفينة فلم ينجو من السفينة إلا هذه المرأة الصابرة وغرق كل البحارة .. ‏وكان حاكم المدينة في نزهة على شاطئ البحر في ذلك اليوم ورأى هبوب العاصفة مع أن الوقت ليس وقت عواصف .. ثم رأى المرأة طافية على لوح من بقايا السفينة فأمر الحرس بإحضارها .. وفي القصر .. أمر الطبيب بالاعتناء بها .. وعندما أفاقت .. سألها عن حكايتها .. فأخبرته بالحكاية كاملة .. منذ خيانة أخو زوجها إلى خيانة الرجل الذي أعتقته فأعجب بها الحاكم وبصبرها وتزوجها .. ‏وكان يستشيرها في كل أمره فلقد كانت راجحة العقل سديدة الرأي وذاع صيتها في البلاد .. ومرت الأيام .. وتوفي الحاكم الطيب .. واجتمع أعيان البلد لتعيين حاكم بدلاً عن الميت .. فاستقر رأيهم على هذه الزوجة الفطنة العاقلة فنصبوها حاكمة عليهم فأمرت بوضع كرسي لها في الساحة العامة في البلد .. وأمرت بجمع كل رجال المدينة وعرضهم عليها .. بدأ الرجال يمرون من أمامها فرأت زوجها .. فطلبت منه أن يتنحى جانباً ثم رأت أخو زوجها .. فطلبت منه أن يقف بجانب أخيه .. ‏ثم رأت العابد .. فطلبت منه الوقوف بجانبهم .. ثم رأت الخادم .. فطلبت منه الوقوف معهم .. ثم رأت الرجل الخبيث الذي أعتقته .. فطلبت منه الوقوف معهم .. ثم قالت لزوجها .. لقد خدعك أخوك .. فأنت بريء .. أما هو فسيجلد لأنه قذفني بالباطل ! ثم قالت للعابد .. لقد خدعك خادمك .. فأنت بريء .. أما هو فسيقتل لأنه قتل ابنك ! ثم قالت للرجل الخبيث .. أما أنت .. فستحبس نتيجة خيانتك وبيعك لامرأة أنقذتك ! وفي ذلك نرى أن الله سبحانه وتعالى لا يضيع أجر من أحسن عملا ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب .. اللهم استرنا فوق الارض وتحت الارض ويوم العرض. اذا أتممت القراءه ضع تعليق بالصلاة على الحبيب المصطفى اللهم صلِ على محمد والهِ وسلم. ..إنّه لا يستطيع أحد من النّاس أن ينكر أنّ من الكلام ما يحيي و منه ما يميت . و إنّنا نعني بالحياة و الموت هنا مفهوميهما الأقرب إلى أذهان عمومنا على الوجهين الحقيقيّ و المجازيّ . كيف لا ، و قد ضرب اللّه تعالى مثلين في كتابه الكريم في سورة إبراهيم أوّلهما مثل الكلمة الطّيّبة و الثّاني مثل الكلمة الخبيثة . و ستجدون ذلك في الصّور أدناه . إن كلمة تتوجّه بها لإنسان لقادرة على إحيائه كما أنّها قادرة على قتله أيضا . فحينما يقول الطّبيب للمريض : علّتك قابلة للشّفاء و يزرع في قلبه الرّجاء فإنّه سيتحلّى بعزيمة على الشّفاء حتّى لو كانت العلّة مستعصية في قاموس الطّبّ . في حين أنّه إذا عظّم في نظره حجم علّته و صنّفها على أنّها معقّدة و جسيمة فإنّ ذلك الإنطباع الذّي يتصوّره المريض عن علّته سيضعفه و يدفعه إلى الإستسلام للعلّة تلك و إن كانت بسيطة و هيّنة . من النّاس من ينقذ بكلمة يائسا مشرفا على الإنتحار و منهم من يدفع بكلامه مكروبا ضائق الصّدر إلى قتل نفسه و منهم من يعين غيره على قتل النّفس التي حرّم الله بكلمة خبيثة يلقي بها على مسمعه , في حين أنّ منّا من يستطيع ردع من أغواه شيطانه فهمّ بقتل نفس بريئة و ثنيه عن عزمه بمجرّد كلمة يسمعه إياها . إنّنا نستطيع بمجرّد الكلام أن ننهض كسولا ضعيف الهمّة و ندفعه لللسّعي الجادّ ليكون نسخة أفضل من نفسه . في وقت يستطيع فيه ما نقوله لبعض النّاس أن يكون هادما لسعيهم في الحياة و قاتلا لكلّ آمالهم . إنّ الكلمة الطّيبة تجمع الشّتات و تؤلّف بين القلوب و تعزّز الرّوابط بين النّاس بينما تفعل الكلمة الخبيثة عكس ذلك . و إنّ أصل ما يفوه به المرء أو يكتب من كلام طيّب هو دون ريب منهج اللّه , فاللّه طيّب لا يحبّ إلّا الطّيّب و لا يقبل إلّاه ، و ما أكثر المواضع التّي يدعونا من خلالها للقول الحسن و الجدال بالتّي هي أحسن في كتابه . فلا يستهيننّ أحد بأثر ما يقوله للنّاس فبالكلام يمكن أن يكون الواحد منّا طبيبا معالجا و يمكنه أن يكون قاتلا لا مكان للرّحمة في قلبه و ليختر من هذين الدّورين ما يدعوه إليه صوت ضميره . *صبــــاح الخيــــــر*أيّها السّائر إلى اللّه. لا تركننّ إلى عثراتك و لا تيأسنّ من التّوبة مهما تكرّر منك الخطأ و بالغت في الإساءة . فاللّه لن يملّ انتظار عودة عباده إليه حتّى تفيض نفوسهم . لا تقارننّ نفسك بمن دونك فيتملّكك العجب بنفسك و بعملك في جنب ربّك فتؤول حالك إلى نتيجة لذلك إلى التّقصير و التّفريط في جنبه سبحانه . و لا بمن هو فوقك فيصيبك الإحباط من ضعف سيرك إلى مولاك و بطئك في العودة إليه بالمقارنة مع أهله و خاصّته . و لا تخدعنّ بظاهر أحد سواءا استهنت به أو أعجبت به ، فليس أمام ابن آدم امتحان أصعب في دنياه من @امتحان #النّوايا ، فلن تعرف نتيجة هذا قبل يوم الحساب حين تبلى السّرائر و يأتي اللّه بكلّ شيء و يظهره و إن كان #مثقال #حبّة من خردل . و حاول جاهدا تفادي الوقوع في #فخّ #الشيطان فهو سيرسل إليك جنوده و أعوانه من الجنّ و الإنس لتصير إلى القنوط من رحمة اللّه و الظّن بأنّ ذنبك أكبر من أن تسعه #مغفرة ربّك فتنغمس في بحر لجيّ @شديد #الظّلمة و تكون من الخاسرين ، و هذه هي الغاية الأعظم لعدوّ اللّه و عدوّك أيّها الإنسان . #ابومحمدالصفار
    0 التعليقات 0 المشاركات 5 مشاهدة 0 معاينة
  • احمد علي سليمان عبد الرحيم / أبجديــــات شعريـة
    -----------------------------------------------------------------
    الشعرُ يُخرجُ ما في القلب يختبئُ

    حتى يُشَفى عن الخواطر الخبءُ

    وكم يزيد مَعينَ العقل تبصرةً!

    فلا تراه إلى الأوهام يلتجئ

    وكم يُلاحي لتُجْلى كلُ داجيةٍ!

    لأنه بسنا الشعور يدّرئ

    وكم يناضلُ في سِر وفي علن

    بجُعبةٍ بسِهام الحق تمتلئ!

    وكم يُشَخِّص داءاتٍ وأدوية

    فيها يُصيبُ ، وقد ينتابُه الخطأ!

    وكم يُلمّعُ غاياتٍ ويُتحِفها

    من بعد أن نالها ببأسه الصدأ!

    وكم يُزيلُ دياجيراً تسربلنا!

    هل بالدياجير وهجُ النور ينطفئ؟

    وكم يُعَبّئُ طاقاتٍ ويَشحذها!

    وقبلُ كانت تني طوعاً وتهترئ

    رصيدُ تجربةٍ كانت مُغيّبة

    فلم تعدْ في سُويدا القلب تختبئ

    ما صادقُ الشعر إن قِسْنا ككاذبه

    إلا إذا اشتبه الغسّاق واللبأ!

    والشاعرُ الحق مَن يسمو به الأدبُ

    فعنده لِسَنا الفضائل الغلبُ

    يُثري القريضَ بما يُزجيه مِن دُررٍ

    يرجو الثواب مِن المولى ، ويحتسب

    ولا يُسَخِرُ في الإسفاف موهبة

    إذ ليس يَصرفه عن جَده اللعب

    لا وصفَ غانيةٍ يُودي بهمّته

    وكيف يهزل مَن للشرع ينتسب؟

    ولا يُطوّع للطغيان ما كتبتْ

    كَفٌ بتقوى إله الناس تختضب

    ولا يُدَشّنُ ، فالتدشينُ مَخبثة

    يهواه قومٌ إلى الرذائل انجذبوا

    ولا يُرائي بأشعار مزوّرة

    قِوامُها الزيفُ والتمويهُ والكذب

    ولا يتاجر بالأبيات ما احترمتْ

    ديناً ولا قِيماً ، إذ عافها الأدب

    لكنْ يَذودُ عن الأخلاق مُحترباً

    وكلُ شهم لأجل الخُلق يَحترب

    مستعذباً كل ما يلقاه في فرح

    كأن سامرَه في المِحنة الطرب

    ما الشعرُ إن صاغه حُثالة بُهُتُ

    مِن الشريعة والفضائل انفلتوا؟

    عزيفهم لا يساوي الحِبرَ خط به

    منذ استجابوا إلى الشيطان ، وانتصتوا

    وأوغلوا السيرَ في متاهةٍ برئتْ

    مِن العفاف ، إلى أن شابها العَنت

    فأفسدوا الناسَ والأمصار قاطبة

    وعمّ أرضهُمُ البلاءُ والقلت

    وتلك عُقبى الألى باعوا ضمائرَهم

    وللمفاسد والقبائح التفتوا

    ما الشعرُ إن طفحتْ فسقاً قصائدُه

    وبات عمداً على الإسلام – يفتئت؟

    وما اكتفى بخِلال الشر يُشعلها

    ناراً على أمّة التوحيد تنكلت

    ولا اكتفى بالذي ألقاه من شُبَهٍ

    بين الخلائق يُزكِي وهْجَها العَتت

    ولا اكتفى بمبادي الكفر رَوّجها

    جبراً وقهراً على أيدي الألى بُهِتوا

    ليَذهبِ الشعرُ إن غارتْ طلاوته

    وليَخسأ القومُ عن تفنيده سكتوا

    كم من قصائدَ منها النور ينبعثُ!

    جلتْ ، فليستْ لمَا يشينُ تمترثُ

    نأت عن الشر والسوأى ، فما انحدرتْ

    إلى الحضيض ، فما أرزى بها الخبث

    واستشرفتْ لجليل اللفظ تنسجُه

    ثوباً يُغرّد في طياته الحدث

    وصورتْ ما ارتأى ضميرُ شاعرها

    وزانها في الأداء الحب والخوث

    وعندما أنشدتْ في الناس تاق لها

    كلُ الكِرام وجَدّوا ، فانجلى العبث

    فأورثتهم مِن الجمال أطيبَه

    فلم يُمِلهم عَن الفضائل الرفث

    وهيّجتْ لخِلال الخير مَن أخِذوا

    بما احتوته مِن الضياء ينبعث

    وسطرتْ في قلوب الناس ملحمة

    تفوقُ خندمة ، يقودُها البعث

    قصائدٌ تمنح الحياة فاقدها

    كما تحِنّ إلى المعيشة الجُثث

    وإنما ثلثا أفكارها قِيمٌ

    واللفظ والوزن والبلاغة الثلث

    وكم قصائد أملاها الألى هرجوا

    من بعد أن جَرّهم – للباطل – الهَوَجُ!

    وأخلدوا جُملة إلى جهالتهم

    كأنهم بالذي تكلفوا ابتهجوا

    وأغلبُ الناس بالأشعار قد فتِنوا

    وللجميع لدى تبريرهم حُجَج

    كيف استباح الألى خطوا قصائدهم

    أخلاقَ شِرعتنا ، أولئك الهمَج؟

    صاغوا التهتك أشعاراً مزركشة

    وبالأباطيل هم على الورى خرجوا

    كيف استمالوا الغثا لنصر باطلهم

    ولقنوهم مواويلاً بها لهجوا؟

    هذي الأهازيجُ مهما دفّ مُنشدُها

    لها ، فمنها وربّي يبرأ (الهزج)

    وكم على الشعر مرّتْ شرُ أزمنة!

    وكان منها أصيلُ الشعر يَختلج

    وكبلتْ أزمة إبداعَ كوكبةٍ

    مِن الأباة ، متى يا قوم تنفرج؟

    وكابدَ الشعرُ حتى غصّ رونقه

    بما يُلاقيه حتى طالتِ الحِجج

    والكل يشكو ، وبالتبرير يَفتتحُ

    ويستهين بما قد عاش يَجترحُ

    فشاعرٌ نافقَ الطاغوتَ مُنتظراً

    منه النوالَ ، فبئسَ النولُ والمنح!

    وشاعرٌ ناولَ الفسّاق أغنية

    فيها يُرَوّجُ للسوآى ، ويَمتدح

    وشاعرٌ باعَ للشيطان ذمته

    فشعرُه اليومَ فجٌ مُقرفٌ وقح

    وشاعرٌ في هوى النسوان منجدلٌ

    أودى به العِشقُ والغرامُ والمَرح

    وشاعرٌ حَبّرَ الأوزانَ صادية

    هذا (طويلٌ) ، وهذا بعدُ (مُنسرح)

    وشاعرٌ جندَ الأشعارَ طيّعة

    في حرب مَن ناوأوا الضلالَ ، أو نصحوا

    وشاعرٌ في سبيل المال أطلقها

    دعاية بالقريض الغث تتشح

    وشاعرٌ كأسُه بالرجز مُترعة

    وهزله في بقاع الأرض مُفتضح

    فيم التشاكي وهم باعوا ضمائرهم؟

    وهل يُنالُ بما هم أحدثوا فلح؟

    إني لأعجب مِن باغ ويَصطرخ

    ولكنة عَجمتْ شكواه ترتضخ

    أصادقٌ هو في دعوى يردّدها؟

    أم كاذبٌ وعليه الأمرُ يبتلخ؟

    كم يدّعي الطهرَ مَن خاست سريرته

    وقلبه بقتام الإفك متسخ!

    كيف استكان لمَا حاكتْ هواجسُه

    مِن التخرّص بين الناس – يرتسخ؟

    لم يَرجُم الشعرَ إلا أهلُ صنعته

    من الذين لأصحاب الهوى رضخوا

    فقدمّوه لهم قربانَ طاعتهم

    كأنهم مِن هُدى الشريعة انسلخوا

    واستخدموه سيوفاً يذبحون بها

    قوماً بآنافهم ضد البلا شمخوا

    وبعد أن شقيتْ بهم شبيبتنا

    وردّدوا كل ما أهلُ الخنا نسخوا

    جاء الجميعُ بآهاتٍ مجلجلةٍ

    ومَن غوى والذي أغوى الورى اطرخوا

    وهم بما ارتكبوا ، خطوا نهايتهم

    فما استدام لهم عِز ولا بَذخ

    حتى الشواعرُ في الفوضى لهن يدٌ

    كأنهن بساحات الوغى أسُدُ

    أنشدن ما يفسد الدنيا بلا خجل

    فشِعرُهن إلى الأخلاق يفتقد

    والدُورُ تشهدُ ، والشاشاتُ شاهدة

    وليس ينكرُ ما أقوله أحد

    والأمسياتُ بما ذكرتُ ناطقة

    إني على كل ما تزجيه أعتمد

    مِن كل حسناءَ تُبدي حُسنها طمعاً

    فيما تؤمّلُ ، أين الوعيُ والرَشَد؟

    وكيف تظهرُ للدنيا مفاتنها

    وفي التزيّن بالمكياج تجتهد؟

    ألا تغار على الحريم كوكبة

    مِن الرجال بفرط الغيْرة انفردوا؟

    ما قيمة الشعر إن ألقته غانية

    تُهدي تبرّجها لمن له سجدوا؟

    وكيف تدعو إلى خير تخالفه

    وإن تكن للذي نحياه تنتقد؟

    إني أراها بهذا الطرح كاذبة

    خاب التخرّصُ والتدليسُ والفند؟

    إن التهتك بين الصِيد منتبذُ

    وليس يعجبُ إلا مَن به أخِذوا

    وكم تبذلَ في الأشعار مُرتزقٌ

    خالي الوفاض ، فما في كيسه قذذ!

    فراح يُسرفُ في التشبيب مبتذلاً

    إذ غاله قدمُ الهيفاء والفخِذ

    بضاعة رخصتْ في سوق مَن سفلوا

    وكل مَن يشتري يَخزى ويُنتبذ

    والدِينُ يَعصمُ مَن يأوي لشِرعته

    وفي التقى والعفاف النجوُ والنقذ

    ويخذلُ اللهُ مَن – بالباطل التحفوا

    ولهواً الآيَ والحنيفة اتخذوا

    لو أحسنوا القصدَ ما ضلوا ، ولا ارتكسوا

    ولا الضلالاتِ مِن أعدائهم شحذوا

    واللهُ ناصرُ مَن طابت سرائرُه

    وعند رب الورى للحائر العوذ

    فأصلِحوا أيها العادون ، والتمسوا

    رضا الملك ، وبالنصح النبيل خذوا

    ونحن ننتظرُ الأشعار داعية

    إلى الرشاد به يَسترشدُ الفلذ

    مازال شعرُ الخنا يُغري الألى مَكروا

    بنا ، فهم بالذي صاغ الغثا انبهروا

    وعيّرونا بما صغتم بدون حيا

    مِن القصائد منها القلب ينفطر

    تثيرُ في الناس إن قِيلتْ غرائزهم

    حتى تظل مِن اللهيب تستعر

    ولا تخاطبُ في الآنام عاطفة

    إلى المبادئ والأخلاق تفتقر

    ولا تصحّحُ مفهوماً بأدمغةٍ

    قد استقرّ ، وفيه الشر والضرر

    ولا تجدّدُ فِكراً في القلوب ثوى

    وكم تصِحّ إذا ما جدّدَتْ – فِكَر!

    ولا تُغيّر أوضاعاً تزلزلنا

    مضى على مُكثها في دارنا عُصُر

    ولا تُبَصّر مَن ضلوا بمنهجهم

    حتى يُقيموه في الدنيا ، وينتصر

    ومِن هنا قالها الأعداءُ معلنة

    أنا إلى دَرَكِ السفول ننحدر

    فهل تفيقون مِن كيدٍ يَحيقُ بنا؟

    أم غرّكم بالذي سطرتمُ السكَر؟

    إني أهيبُ بكم ، فالفرصة انتهزوا

    وأدّبوا شِعرَكم ، وبعدها ارتجزوا

    فإن فعلتم سيُطري الشعرُ سامرَكم

    ويَحتفي بكمُ (البسيط) و(الرجز)!

    وينشدُ الجيلُ مُعتزاً قصائدَكم

    جَلّ القريضُ على التوحيد يرتكز

    وتحصدون مِن الألقاب أعذبها

    وتفحمون الألى عن ظلها عجزوا

    وتقتدي بكمُ الأجيال واعدة

    ويستعينُ بكم مَن للذرى برزوا

    وتُصبحون لمن رامَ الهُدى هدفاً

    لقد يكون إلى أشعاركم عَوَز

    وتؤجرون على الأشعار سَجّلها

    قومٌ مغاوير ما نمّوا ، وما لمزوا

    وما استبدّوا بآراءٍ مُدمرةٍ

    وما استطالوا على قوم ، وما غمزوا

    وما استباحوا مِن الأعراض أشرفها

    وما استحلوا حِمى قوم ، وما همزوا

    ولم يخطوا لأجل المال ما ارتجلوا

    من القريض ، وما حازوا وما كنزوا

    كم سجّل الشعرُ مِن أنباءَ تُلتمَسُ

    منها الأحاديثُ ، والأحداثُ تقتبسُ!

    كم احتوى مِن تواريخ الألى سبقوا!

    وبالتواريخ عند البحث يُؤتنس!

    وكم وقائعَ بالأشعار قد حفظتْ!

    لولا القريضُ لكان النصّ يندرس!

    وكم به نصِر الإسلامُ في ملأ

    في النيل منه ومن أحكامه انغمسوا!

    وكم به ذاد (حسانٌ) بلا وجَل

    عن النبي ، فهذا شاعرٌ مَرس!

    صدّ الأعاديَ بالأشعار صاعقة

    لكل بيتٍ سنا ، كأنه قبس

    وسلّ مما افترَوْا ظلماً (محمدَنا)

    فكابدوا سَلّهُ بالكاد ، وابتأسوا

    وكان جبريلُ روحُ القدس ناصرَه

    بعد المليك بإرشادٍ له أسس

    بدعوة مِن رسول الله خالصةٍ!

    الشعرُ فجْرٌ بها أيّانَ ينبجس

    وهل كمثل دُعا النبي مَكرُمة؟

    طابَ النبيّ! وطابَ اللفظ والنفس!

    وكم قضايا بساط الشعر تفترشُ

    بها يزولُ عن البصائر – الغبَشُ!

    وكم علوم عِيارُ الشعر زللها

    وكلُ تال لِمَا تحويه يندهش!

    وكم مواقفَ نظمُ الشعر حَجّمَها

    عن التشعّب ، فيها الطغمة احتمشوا!

    وكم مشاكلَ بالشعر النديّ مَضتْ

    والقومُ بعدَ مُضِي الغمّة احترشوا!

    وكم علائقَ قوّى الشعرُ واهنها

    فأصبحتْ في رياض الشعر – تنتعش!

    وكم عُرىً نُقِضَتْ مِن بعد قوّتها

    والشعرُ أرجعَها بالحب تنتفش!

    وكم بقاع غزاها المُعتدون ضحىً

    واستسلمتْ أممٌ ، وأزهقتْ عُرُش!

    فاستبسل الشعرُ في استرجاع ما غصبوا

    وخاف مِن هوله المستعمرُ الوبش

    وكم لأجل البطون احتجّ مَن حُرموا!

    كم يُحرجُ الهازلين الجوعُ والعطش!

    فأشبع الشعرُ مَن – للعزة انتفضوا

    فهم بشِعر الإبا أمجادَهم نقشوا

    فهؤلاء على إعزازهم حرصُوا

    ومِن حظوظ هوى نفوسهم خلصُوا

    وضمّنوا الشعرَ آياتٍ تجمّله

    وللأحاديث في أبياته حِصص

    وخللوهُ أقاصيصاً مُحققة

    ما الشعرُ إن غابت الآيات والقِصص؟!

    وزركشوه بأمثال غدتْ حِكَماً

    ولم تمِله عن الإجادة الغصص

    لم يُرخصوه لشار لا يُثمّنه

    ما الشعر إن غاله التزهيدُ والرِّخص؟!

    فهؤلاء على إجلاله دَرَجوا

    خاب المزادُ ومَن زادوا ومَن نقصوا!

    إن القصائد إن هانت فقد وئدتْ

    والأمرُ ليس على الكِرام يختبص

    إما قصائدُ عَزتْ لا عَوارَ بها

    ولا عُيوبَ ولا سُوآى ولا رُخَص

    أو النكوص عن الكتابة اقتصرتْ

    على الهُراء ، فأنعِم بالألى نكصوا!

    لا للتغني بنص لا رشادَ به

    وضلّ قومٌ على أنغامه رقصوا

    وللظهور عُتاة بالعُروض رضُوا

    فهل يُفيد الهوى ، أو ينفعُ العَرَضُ؟

    حازوا الصدارة بالبهتان في زمن

    لأغلب الشعر مِن تأليفه غرض

    يُرغِي ويُزبدُ إن زادت دراهمُه

    وأهله يُبدعون الدهرَ إن قبضوا

    ألا تراهم بذا التلميع قد قبلوا

    واستُدرجوا فاستساغوا الضيمَ ما رفضوا؟

    وعصبة السوء خصُّوهم بما ادخروا

    من البرامج فيها الدس والحرض

    وأغدقوا عاطر الألقاب تشفية

    فيمن على منهج التزلف اعترضوا

    وقدموهم إلى التلفاز كبش فدا

    والمال للشعر والمستشعر العِوَض

    إن التزلف للإجرام منزلقٌ

    إليه يدلف مَن في قلبه مرض

    لا يَشتري المالُ إلا شاعراً عفناً

    مِن الذين إلى أهل الغنى ركضوا

    حتى يقول الذي يرجوه سيدهُ

    ولا يقول: أنا قد مسّني المَضض

    طاب القريضُ بشرع الله ينضبطُ

    فلا يُعكّره غبنٌ ولا شططُ

    فإن نأى عن هُدى الإسلام ضاق به

    عبدٌ جوارحُه – بالشرع ترتبط

    وكم كتبتُ ، وأشعاري مدونة

    ودمعُ خاطرها – بالصبر مُختلط!

    أبكي على أمتي كيف استهان بها

    عدوّ مِلتِها والساسة السطط؟

    وكيف أضحتْ غثاءً لا اعتدادَ به

    وجيلها في بقاع الأرض منبسط؟

    مِليارها اليومَ لا وزنٌ ولا ثقة

    والسيفُ فيهم برغم الأنف مخترط!

    وخيرُها في بلاد الكون منتشرٌ

    ويَطمعُ الكلُ فيها: الفرسُ والنبَط

    والشعرُ يَرثي لها ، واللفظ مُستعرٌ

    يشكو الجراحَ ، ويكوي حُسنه الحَبَط

    ويُسخِط الشعرَ ما يلقاه مِن مِحن

    فهل يزيل العنا البكاءُ والسَخط؟

    كم من قريض على الأمجاد يبكيْ دماً

    وآخرٍ لفساد الناس يغتبط!

    لا يُحسِن الشعرَ إلا نابهٌ يَقِظُ

    مِن المواقفِ والأغيار يَتعظ

    وسامعوه لهم حَسٌ به عُرفوا

    أما الرواة فمِن ظرف الصدى حفظوا

    والمُعجبون بشعر الحق شرذمة

    مِن الخِيار إذا لقُوا الورى وعظوا

    لا يجهلون على مَن نالهم بأذىً

    فليس فِي طبعهم طيشٌ ولا غِلظ

    ولا يُدَانَوْن في لِين ولا أدب

    بل كلَّ مَنقصة تُزري بهم لفظوا

    يُرَجّعون مِن الأشعار أجودَها

    وإن أبى البعضُ ما قالوه ، أو لمظوا

    وجيّدُ الشعر مقبولٌ ومحترمٌ

    يُصغي إليه اللبيبُ المُخبِتُ اليَقِظ

    مُقوماتُ البقا تضفي عليه بَها

    وبالثبات مَدى الأيام يحتفظ

    والناسجون على مِنواله كُثرٌ

    وإن يَعُقهم عن الإجادة النكظ

    وإنْ غواة رمَوْا – بالجهل دُربتهم

    تعقبوا فرقة ، وفرقة عكظوا

    كيْلا تغرّهمُ الراياتُ والشيعُ

    ولا الأباطيلُ صاغوها ولا البدعُ

    إن التمحّك مرهونٌ بخيبته

    ولا تراه إذا ما انضام يَرتدع

    والشعرُ يشكو مِن القراء جفوتهم

    إذ لم تعد صفوة تأسى وتطلع

    بل هجرة فرضتْ على قصائده

    وأهلها العِيرُ في تمريرها برعوا

    واستسهل الناسُ ما أيديهمُ كتبتْ

    مِن العزيف الذي في نظمه اندفعوا

    وهاجم القومُ شِعرَ العُرب ، بُغيتهم

    هدمُ القديم ، وشِعراً حُراً ابتدعوا!

    وألبسوه مِن الأوزان ما اخترعوا

    وشدّهم نحوه الإعجابُ والولع!

    وأطربوا الغربَ مَن أعمى بصائرهم

    لأنهم للذي يهذي به استمعوا

    وأكبروه على التخطيط حاق بهم

    وبئس ما أحدثوا! وبئس ما صنعوا!

    هم حرّروا الشعرَ مِن وزن وقافيةٍ

    والغربُ مدرسة ، وهم له تبَع!

    وفي التحايُل والتضليل هم نبغوا

    بألسُن قادها في الفتنة اللثغ

    والضادُ مما ادّعَوْا جهارة برئتْ

    لأنهم بالذي تعشّقوا اصطبغوا

    وراهنَ الكلُ مُحتالاً على لغةٍ

    في عَرضها كلّ أرباب الشقا ولغوا

    والمُغرضون اعتدَوْا على شرافتها

    ويعلم اللهُ ما عُتاتُهم بلغوا

    والشعرُ نال مِن العداوان أعنفه

    والنحو جندله في المحنة الوتغ

    والصرفُ خُصّ بتسفيهٍ وسفسطةٍ

    ولا يزال يني ، فالقوم ما فرغوا

    وبالبلاغة مَسٌ مِن جهالتهم

    إذ بالركاكة هم إن حدّثوا صُبغوا

    وللأساطين مِن أنصارها جلبٌ

    ضد الألى بين أهل الضاد كم نزغوا

    حتى يُعيدوا إلى الفصحى نضارتها

    مِن بعد ما غيّبتْ نقاءَها الزرع

    هم الأسودُ لهم زئيرُ خندمةٍ

    فهل تخيفُ أسودَ الغيضة الوزغ؟

    وإن للضاد أنصاراً بها شغفوا

    وكل هاوٍ لها حقاً له الشرفُ

    بها الكِتابُ مليكُ الناس أنزله

    والناطقون بها بمجدهم عُرفوا

    وبين شتى اللغا لها مكانتها

    حتى الأعادي بسامي فضلها اعترفوا

    وسَلْ (عُكاظاً وذا المجاز) عن خبر

    فيه النزاهة والإنصاف والثقف

    يُنبيك أن لدى الفصحى شروط بقا

    وأنها عن لغات الناس تختلف

    مُقوماتُ لسانِ الضاد نابضة

    ومِن جنائنها الورودُ تقتطف

    وكم تأبّتْ على التغريب – صامدة!

    فالضادُ ليست مع التيار تنجرف

    واسألْ بنيها ومَن مِن نبعها نهلوا

    هل استكانت لمن يبغي ويعتسف؟

    وهل ألانتْ للاستشراق جانبها؟

    أو أذعنتْ لأناس جهرة – خرفوا؟

    بل أثبتتْ لأعاديها جدارتها

    جدارة تجعل التنويرَ يرتجف

    محاولاتُ أولي التغريب تستبقُ

    والضاد تفضحُ ما شادوا وما اختلقوا

    يُشككون ، فهل أجدتْ مطاعنهم؟

    وهل صحيحُ الحِجا في قولهم يثق؟

    ويَذبحون لسان الضاد صبحَ مسا

    وفي النزال سيوفُ الغدر تُمتشق

    وفي مَرابعنا لهم دَجاجلة

    إلى الحضيض الذي دَعَوْا له انزلقوا

    مِن الرقيع غزا النشاذ منطقهُ

    يُردّد اليوم ما به العِدا نعِقوا

    ومِن سفيهٍ يقول: الضاد قد هَرمتْ

    والإنجليزيّة الشهباءُ تأتلق

    والإمّعاتُ على الدروب دون هُدىً

    يُكرّرون ، ولو جَدّوا لمَا نطقوا

    والضادُ في وجه كلٍّ كالمنار بدا

    يَهدي الحيارى ، كمثل البدر يتسق

    وقد تُعاجلُ مَن يُدمي شبيبتها

    بطعنةٍ مِن صداها يَذهبُ النزق

    يَخزى الجميعُ ، وتبقى الضاد شامخة

    كالطود إذ يحتفي – ببأسه الأفق

    والضاد مملكة ، وشعرُها المَلِكُ

    وجُندُها ضمّهم للذود مُعترَكُ

    والشعر كم زاد عن فصحاه دون ونىً

    وكفّ لمّا رأى أعداءَها هلكوا!

    وللقصائد فحواها وقِيمتها

    والمُنشدون لهم في طرحها نسك

    والشعرُ بالخُلق العظيم مُلتزمٌ

    كالنجم يَحكمُه في دَوْره الفلك

    ينالُ مِن زمَر العادين مُدّرعاً

    بالحق ، ثم يَفلُ ما حبكوا

    فتارة ينبري كالبرق يصعقهم

    وفي التشفي من الناجين ينهمك

    وتارة كسِراج في توقدِهِ

    يفرّ مِن نوره إن أشرقَ الحَلك

    أو كالخضمّ إذا أمواجُه هدَرتْ

    فهل تُضاهي الخضمَ الهادرَ البرَك؟

    وتارة مثل حوتٍ في الخليج إذا

    ما هاج زاغتْ دوابُ البحر والسمك

    وهكذا الشعرُ إمّا خاض معركة

    ضد الذين مع الفصحى قد اشتبكوا

    وشعرُ (حسان) في تاريخنا المَثلُ

    وشعرُ (كعب) به الأيامُ تحتفلُ

    (وابن الرواحة) في أشعاره قِيَمٌ

    على الفضائل والأخلاق تشتمل

    همُ العباقرة الأفذاذ تحسَبُهم

    حازوا المناقبَ ، نعم السادة الُأوَل!

    إنا ضيوفٌ على أشهى موائدهم

    عزّ المُضيفُ ، وطاب الشربُ والأكُل!

    نختار ما نشتهي مِن شِعر جمهرةٍ

    همُ الأجاويدُ يُعطون الذي سُئلوا

    نحن المَدينون فعلاً بالكثير لهم

    وإنْ يكن بيننا تباعدَ الأجل

    أشعارُهم مَنهلٌ عذبٌ لوارده

    وشِعرُ مَن دونهم للوارد الوَشَل

    ذادوا عن الدين فانساق البيانُ لهم

    طوْعاً ، وناولهم كلّ الذي أملوا

    والشعرُ هَشّ لهم ، وبَشّ محتفياً

    بخير مَن أسلموا ، وخير مَن عملوا

    وكان رائدَهم في كل ملحمةٍ

    فبعضَه ارتجزوا ، وبعضَه ارتجلوا

    الشعرُ للشاعر الصدوق مغتنمُ

    يأوي إليه إذا ما طمّتِ النِقمُ

    يبث نجواهُ للسلوى بلا قلق

    فالسر حتماً لدى القريض مُنكتِم

    إمّا خلا شاعرٌ بالشعر باحَ لهُ

    بما يُعانيه ، والدموعُ تنسجم

    والشعرُ مُنتصتٌ لمَا يُقال لهُ

    حتى يكُفّ عن القول الشجين فم

    ولا يُقاطعُ بالشكوى مُحدثهُ

    وإن يكن كاتباً ، فالفيصلُ القلم

    يُسَطر الألمَ المُلتاعَ مُحتملاً

    ناراً بقلب نديم الشعر تضطرم

    يَصوغ مِحنته شعراً تنوءُ به

    بيضُ الرقاع ، بها الأشعارُ تبتسم

    وقد يفاجأ بالنسيان صاحبُها

    كأنما ودّعت فؤادَها الغمم

    لكنْ صحائفه بالشعر مُترعة

    واللونُ قان ، فهل حِبرُ اليراع دم؟

    أم أنها اختضبتْ بما يُصارعُه

    في العيش مِن غُصص خضابُها العَنم؟

    والشعرُ سيفٌ به تستأصلُ الفتنُ

    فكم أبيدتْ بنص قاطع مِحَنُ!

    وكم به حصدتْ هاماتُ مَن جحدوا!

    فما عليها بكتْ قرىً ولا مُدن

    وكم شكوكٍ ببيتٍ واحدٍ قطعتْ!

    وقبلُ كان بها الأقوامُ تفتتن

    وكم قضايا رأيتُ الشعرَ يحسِمُها!

    كأنه حَكَمٌ مستبصرٌ فطن

    وكم غرامٍ رأيت الشعر يوقده!

    سِراً ، ونارُ الهوى يُديلها العلن

    وكم خلافٍ رأيتُ الشعرَ يَمحقه!

    فلا تكون خلافاتٌ ولا شجن

    وكم شِجار رأيتُ الشعرَ يسحقه!

    فلا يكون له بين الورى وطن

    وكم بلاءٍ رأيت الشعر يدفعُه!

    فتنزوي إزمٌ ، وتنجلي إحَن

    وكم عذاباتٍ القريضُ يُبْدِلها

    إلى نعيم ، ويمضي الضنكُ والوهن!

    وكم مصاب قريضي العذبُ جندله

    لأن شعري إلى الإسلام يرتكن

    فكم نأيتُ به عن درب مَن سفهوا

    فلم يَشُبه هوىً يُزري ولا عَمَهُ!

    ولم أسَخّره في ترويج مفسدةٍ

    شأنَ الذين إلى إفلاسهم أبهوا

    ولم يكونوا سوى خدام شهوتهم

    مِن بعد أن جرّهم للباطل الشرَه

    ولم أطوّعه للطاغوت منتظراً

    نواله ، إنما تطويعُه البَله

    ولم أسَطرْه في أوصاف غانيةٍ

    يشدّني نحوها الغرامُ والوَله

    ولم أضمّنه ما يندى الجبينُ لهُ

    مثل الذين طغى عليهمُ السفه

    ولم أجاملْ به قوماً لسَطوتهم

    أخافُ أو أتقي يوماً إذا انتبهوا

    ولم أشبّبْ بليلى أو بشاديةٍ

    ككل صرعى إلى حُسن النسا نبهوا

    ولم أردْ شهرة على حساب تقىً

    إني لآخرتي والله منتبه

    ولم أسخّره في ترويج مفسدةٍ

    شأنَ الذين إلى إفلاسهم أبهوا

    وبُغيتي عند ربي الصفحُ والعفوُ

    بما كتبتُ ، وهذا القصدُ والرجوُ

    ليغفر الله ذنباً كنتُ فاعله

    حتى يصادفني المَفاز والنجو

    كم من خطايا رأيت البغي أولها!

    وكم تملكني التفريط واللغو!

    وكم ضعفتُ أمام النفس ما فتئت

    تعصى ويجذبها العِصيانُ واللهو!

    والقلبُ تأفِكُه أطلال غفلته

    وتستبدّ به الآمالُ والغفو

    وجاء شعري من الرحمن موهبة

    فطاب لي رغم ضنك العيشة الشدو

    وكان لي واحة في قيظ تجربتي

    ومُر عيشي بما سطرته حُلو

    وبُحتُ بالسر للأشعار أجعلها

    صديقَ وُدٍ ، له في مُهجتي شأو

    وسائلوا مُلح (الديوان) كم حفظتْ

    مِن الودائع إذ خلا لها الجو؟!

    وما ندمتُ على الأشعار بُحتُ بها!

    قصائدي السعدُ والأفراحُ والصفو

    والشعر إن لم يُدوّنْ عاجلاً ظبيُ

    يطوي الفلاة ، وطبعٌ في الظِبا الجريُ

    فإن تعقبه القناصُ أوقعه

    وخيرُ حَل له في الغابة السبي

    وكم قصائدَ لم تكتبْ ، لذا فقِدتْ

    ونالها الوأدُ والتضييعُ والطي!

    فإن دنتْ فكرة أعرتها قلمي

    ورقعة قد جفا سطورَها الوَشْي

    ورحتُ أسْطر فحواها على عجل

    ولم يعُق همتي يأسٌ ولا لأي

    وأحبس الشعرَ في القرطاس منشرحاً

    والحذفُ يبدأ والإثباتُ والنفي

    فإن فعلتُ أسرتُ الشعرَ في صفدي

    وإن تركتُ مضى ، وانتابني العي

    هِيَ القصائدُ تيجانٌ تُجَمّلني

    يَزينهن السنا والدُرّ والحَلي

    هُن اليواقيتُ في ظلماء عيشتنا

    وهن في القيظ إنْ عمّ الدنا الفي

    وسوف أنشرُ أشعاري وتجربتي

    إذ كل نص به للقارئ الهَدْي
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    احمد علي سليمان عبد الرحيم / أبجديــــات شعريـة ----------------------------------------------------------------- الشعرُ يُخرجُ ما في القلب يختبئُ حتى يُشَفى عن الخواطر الخبءُ وكم يزيد مَعينَ العقل تبصرةً! فلا تراه إلى الأوهام يلتجئ وكم يُلاحي لتُجْلى كلُ داجيةٍ! لأنه بسنا الشعور يدّرئ وكم يناضلُ في سِر وفي علن بجُعبةٍ بسِهام الحق تمتلئ! وكم يُشَخِّص داءاتٍ وأدوية فيها يُصيبُ ، وقد ينتابُه الخطأ! وكم يُلمّعُ غاياتٍ ويُتحِفها من بعد أن نالها ببأسه الصدأ! وكم يُزيلُ دياجيراً تسربلنا! هل بالدياجير وهجُ النور ينطفئ؟ وكم يُعَبّئُ طاقاتٍ ويَشحذها! وقبلُ كانت تني طوعاً وتهترئ رصيدُ تجربةٍ كانت مُغيّبة فلم تعدْ في سُويدا القلب تختبئ ما صادقُ الشعر إن قِسْنا ككاذبه إلا إذا اشتبه الغسّاق واللبأ! والشاعرُ الحق مَن يسمو به الأدبُ فعنده لِسَنا الفضائل الغلبُ يُثري القريضَ بما يُزجيه مِن دُررٍ يرجو الثواب مِن المولى ، ويحتسب ولا يُسَخِرُ في الإسفاف موهبة إذ ليس يَصرفه عن جَده اللعب لا وصفَ غانيةٍ يُودي بهمّته وكيف يهزل مَن للشرع ينتسب؟ ولا يُطوّع للطغيان ما كتبتْ كَفٌ بتقوى إله الناس تختضب ولا يُدَشّنُ ، فالتدشينُ مَخبثة يهواه قومٌ إلى الرذائل انجذبوا ولا يُرائي بأشعار مزوّرة قِوامُها الزيفُ والتمويهُ والكذب ولا يتاجر بالأبيات ما احترمتْ ديناً ولا قِيماً ، إذ عافها الأدب لكنْ يَذودُ عن الأخلاق مُحترباً وكلُ شهم لأجل الخُلق يَحترب مستعذباً كل ما يلقاه في فرح كأن سامرَه في المِحنة الطرب ما الشعرُ إن صاغه حُثالة بُهُتُ مِن الشريعة والفضائل انفلتوا؟ عزيفهم لا يساوي الحِبرَ خط به منذ استجابوا إلى الشيطان ، وانتصتوا وأوغلوا السيرَ في متاهةٍ برئتْ مِن العفاف ، إلى أن شابها العَنت فأفسدوا الناسَ والأمصار قاطبة وعمّ أرضهُمُ البلاءُ والقلت وتلك عُقبى الألى باعوا ضمائرَهم وللمفاسد والقبائح التفتوا ما الشعرُ إن طفحتْ فسقاً قصائدُه وبات عمداً على الإسلام – يفتئت؟ وما اكتفى بخِلال الشر يُشعلها ناراً على أمّة التوحيد تنكلت ولا اكتفى بالذي ألقاه من شُبَهٍ بين الخلائق يُزكِي وهْجَها العَتت ولا اكتفى بمبادي الكفر رَوّجها جبراً وقهراً على أيدي الألى بُهِتوا ليَذهبِ الشعرُ إن غارتْ طلاوته وليَخسأ القومُ عن تفنيده سكتوا كم من قصائدَ منها النور ينبعثُ! جلتْ ، فليستْ لمَا يشينُ تمترثُ نأت عن الشر والسوأى ، فما انحدرتْ إلى الحضيض ، فما أرزى بها الخبث واستشرفتْ لجليل اللفظ تنسجُه ثوباً يُغرّد في طياته الحدث وصورتْ ما ارتأى ضميرُ شاعرها وزانها في الأداء الحب والخوث وعندما أنشدتْ في الناس تاق لها كلُ الكِرام وجَدّوا ، فانجلى العبث فأورثتهم مِن الجمال أطيبَه فلم يُمِلهم عَن الفضائل الرفث وهيّجتْ لخِلال الخير مَن أخِذوا بما احتوته مِن الضياء ينبعث وسطرتْ في قلوب الناس ملحمة تفوقُ خندمة ، يقودُها البعث قصائدٌ تمنح الحياة فاقدها كما تحِنّ إلى المعيشة الجُثث وإنما ثلثا أفكارها قِيمٌ واللفظ والوزن والبلاغة الثلث وكم قصائد أملاها الألى هرجوا من بعد أن جَرّهم – للباطل – الهَوَجُ! وأخلدوا جُملة إلى جهالتهم كأنهم بالذي تكلفوا ابتهجوا وأغلبُ الناس بالأشعار قد فتِنوا وللجميع لدى تبريرهم حُجَج كيف استباح الألى خطوا قصائدهم أخلاقَ شِرعتنا ، أولئك الهمَج؟ صاغوا التهتك أشعاراً مزركشة وبالأباطيل هم على الورى خرجوا كيف استمالوا الغثا لنصر باطلهم ولقنوهم مواويلاً بها لهجوا؟ هذي الأهازيجُ مهما دفّ مُنشدُها لها ، فمنها وربّي يبرأ (الهزج) وكم على الشعر مرّتْ شرُ أزمنة! وكان منها أصيلُ الشعر يَختلج وكبلتْ أزمة إبداعَ كوكبةٍ مِن الأباة ، متى يا قوم تنفرج؟ وكابدَ الشعرُ حتى غصّ رونقه بما يُلاقيه حتى طالتِ الحِجج والكل يشكو ، وبالتبرير يَفتتحُ ويستهين بما قد عاش يَجترحُ فشاعرٌ نافقَ الطاغوتَ مُنتظراً منه النوالَ ، فبئسَ النولُ والمنح! وشاعرٌ ناولَ الفسّاق أغنية فيها يُرَوّجُ للسوآى ، ويَمتدح وشاعرٌ باعَ للشيطان ذمته فشعرُه اليومَ فجٌ مُقرفٌ وقح وشاعرٌ في هوى النسوان منجدلٌ أودى به العِشقُ والغرامُ والمَرح وشاعرٌ حَبّرَ الأوزانَ صادية هذا (طويلٌ) ، وهذا بعدُ (مُنسرح) وشاعرٌ جندَ الأشعارَ طيّعة في حرب مَن ناوأوا الضلالَ ، أو نصحوا وشاعرٌ في سبيل المال أطلقها دعاية بالقريض الغث تتشح وشاعرٌ كأسُه بالرجز مُترعة وهزله في بقاع الأرض مُفتضح فيم التشاكي وهم باعوا ضمائرهم؟ وهل يُنالُ بما هم أحدثوا فلح؟ إني لأعجب مِن باغ ويَصطرخ ولكنة عَجمتْ شكواه ترتضخ أصادقٌ هو في دعوى يردّدها؟ أم كاذبٌ وعليه الأمرُ يبتلخ؟ كم يدّعي الطهرَ مَن خاست سريرته وقلبه بقتام الإفك متسخ! كيف استكان لمَا حاكتْ هواجسُه مِن التخرّص بين الناس – يرتسخ؟ لم يَرجُم الشعرَ إلا أهلُ صنعته من الذين لأصحاب الهوى رضخوا فقدمّوه لهم قربانَ طاعتهم كأنهم مِن هُدى الشريعة انسلخوا واستخدموه سيوفاً يذبحون بها قوماً بآنافهم ضد البلا شمخوا وبعد أن شقيتْ بهم شبيبتنا وردّدوا كل ما أهلُ الخنا نسخوا جاء الجميعُ بآهاتٍ مجلجلةٍ ومَن غوى والذي أغوى الورى اطرخوا وهم بما ارتكبوا ، خطوا نهايتهم فما استدام لهم عِز ولا بَذخ حتى الشواعرُ في الفوضى لهن يدٌ كأنهن بساحات الوغى أسُدُ أنشدن ما يفسد الدنيا بلا خجل فشِعرُهن إلى الأخلاق يفتقد والدُورُ تشهدُ ، والشاشاتُ شاهدة وليس ينكرُ ما أقوله أحد والأمسياتُ بما ذكرتُ ناطقة إني على كل ما تزجيه أعتمد مِن كل حسناءَ تُبدي حُسنها طمعاً فيما تؤمّلُ ، أين الوعيُ والرَشَد؟ وكيف تظهرُ للدنيا مفاتنها وفي التزيّن بالمكياج تجتهد؟ ألا تغار على الحريم كوكبة مِن الرجال بفرط الغيْرة انفردوا؟ ما قيمة الشعر إن ألقته غانية تُهدي تبرّجها لمن له سجدوا؟ وكيف تدعو إلى خير تخالفه وإن تكن للذي نحياه تنتقد؟ إني أراها بهذا الطرح كاذبة خاب التخرّصُ والتدليسُ والفند؟ إن التهتك بين الصِيد منتبذُ وليس يعجبُ إلا مَن به أخِذوا وكم تبذلَ في الأشعار مُرتزقٌ خالي الوفاض ، فما في كيسه قذذ! فراح يُسرفُ في التشبيب مبتذلاً إذ غاله قدمُ الهيفاء والفخِذ بضاعة رخصتْ في سوق مَن سفلوا وكل مَن يشتري يَخزى ويُنتبذ والدِينُ يَعصمُ مَن يأوي لشِرعته وفي التقى والعفاف النجوُ والنقذ ويخذلُ اللهُ مَن – بالباطل التحفوا ولهواً الآيَ والحنيفة اتخذوا لو أحسنوا القصدَ ما ضلوا ، ولا ارتكسوا ولا الضلالاتِ مِن أعدائهم شحذوا واللهُ ناصرُ مَن طابت سرائرُه وعند رب الورى للحائر العوذ فأصلِحوا أيها العادون ، والتمسوا رضا الملك ، وبالنصح النبيل خذوا ونحن ننتظرُ الأشعار داعية إلى الرشاد به يَسترشدُ الفلذ مازال شعرُ الخنا يُغري الألى مَكروا بنا ، فهم بالذي صاغ الغثا انبهروا وعيّرونا بما صغتم بدون حيا مِن القصائد منها القلب ينفطر تثيرُ في الناس إن قِيلتْ غرائزهم حتى تظل مِن اللهيب تستعر ولا تخاطبُ في الآنام عاطفة إلى المبادئ والأخلاق تفتقر ولا تصحّحُ مفهوماً بأدمغةٍ قد استقرّ ، وفيه الشر والضرر ولا تجدّدُ فِكراً في القلوب ثوى وكم تصِحّ إذا ما جدّدَتْ – فِكَر! ولا تُغيّر أوضاعاً تزلزلنا مضى على مُكثها في دارنا عُصُر ولا تُبَصّر مَن ضلوا بمنهجهم حتى يُقيموه في الدنيا ، وينتصر ومِن هنا قالها الأعداءُ معلنة أنا إلى دَرَكِ السفول ننحدر فهل تفيقون مِن كيدٍ يَحيقُ بنا؟ أم غرّكم بالذي سطرتمُ السكَر؟ إني أهيبُ بكم ، فالفرصة انتهزوا وأدّبوا شِعرَكم ، وبعدها ارتجزوا فإن فعلتم سيُطري الشعرُ سامرَكم ويَحتفي بكمُ (البسيط) و(الرجز)! وينشدُ الجيلُ مُعتزاً قصائدَكم جَلّ القريضُ على التوحيد يرتكز وتحصدون مِن الألقاب أعذبها وتفحمون الألى عن ظلها عجزوا وتقتدي بكمُ الأجيال واعدة ويستعينُ بكم مَن للذرى برزوا وتُصبحون لمن رامَ الهُدى هدفاً لقد يكون إلى أشعاركم عَوَز وتؤجرون على الأشعار سَجّلها قومٌ مغاوير ما نمّوا ، وما لمزوا وما استبدّوا بآراءٍ مُدمرةٍ وما استطالوا على قوم ، وما غمزوا وما استباحوا مِن الأعراض أشرفها وما استحلوا حِمى قوم ، وما همزوا ولم يخطوا لأجل المال ما ارتجلوا من القريض ، وما حازوا وما كنزوا كم سجّل الشعرُ مِن أنباءَ تُلتمَسُ منها الأحاديثُ ، والأحداثُ تقتبسُ! كم احتوى مِن تواريخ الألى سبقوا! وبالتواريخ عند البحث يُؤتنس! وكم وقائعَ بالأشعار قد حفظتْ! لولا القريضُ لكان النصّ يندرس! وكم به نصِر الإسلامُ في ملأ في النيل منه ومن أحكامه انغمسوا! وكم به ذاد (حسانٌ) بلا وجَل عن النبي ، فهذا شاعرٌ مَرس! صدّ الأعاديَ بالأشعار صاعقة لكل بيتٍ سنا ، كأنه قبس وسلّ مما افترَوْا ظلماً (محمدَنا) فكابدوا سَلّهُ بالكاد ، وابتأسوا وكان جبريلُ روحُ القدس ناصرَه بعد المليك بإرشادٍ له أسس بدعوة مِن رسول الله خالصةٍ! الشعرُ فجْرٌ بها أيّانَ ينبجس وهل كمثل دُعا النبي مَكرُمة؟ طابَ النبيّ! وطابَ اللفظ والنفس! وكم قضايا بساط الشعر تفترشُ بها يزولُ عن البصائر – الغبَشُ! وكم علوم عِيارُ الشعر زللها وكلُ تال لِمَا تحويه يندهش! وكم مواقفَ نظمُ الشعر حَجّمَها عن التشعّب ، فيها الطغمة احتمشوا! وكم مشاكلَ بالشعر النديّ مَضتْ والقومُ بعدَ مُضِي الغمّة احترشوا! وكم علائقَ قوّى الشعرُ واهنها فأصبحتْ في رياض الشعر – تنتعش! وكم عُرىً نُقِضَتْ مِن بعد قوّتها والشعرُ أرجعَها بالحب تنتفش! وكم بقاع غزاها المُعتدون ضحىً واستسلمتْ أممٌ ، وأزهقتْ عُرُش! فاستبسل الشعرُ في استرجاع ما غصبوا وخاف مِن هوله المستعمرُ الوبش وكم لأجل البطون احتجّ مَن حُرموا! كم يُحرجُ الهازلين الجوعُ والعطش! فأشبع الشعرُ مَن – للعزة انتفضوا فهم بشِعر الإبا أمجادَهم نقشوا فهؤلاء على إعزازهم حرصُوا ومِن حظوظ هوى نفوسهم خلصُوا وضمّنوا الشعرَ آياتٍ تجمّله وللأحاديث في أبياته حِصص وخللوهُ أقاصيصاً مُحققة ما الشعرُ إن غابت الآيات والقِصص؟! وزركشوه بأمثال غدتْ حِكَماً ولم تمِله عن الإجادة الغصص لم يُرخصوه لشار لا يُثمّنه ما الشعر إن غاله التزهيدُ والرِّخص؟! فهؤلاء على إجلاله دَرَجوا خاب المزادُ ومَن زادوا ومَن نقصوا! إن القصائد إن هانت فقد وئدتْ والأمرُ ليس على الكِرام يختبص إما قصائدُ عَزتْ لا عَوارَ بها ولا عُيوبَ ولا سُوآى ولا رُخَص أو النكوص عن الكتابة اقتصرتْ على الهُراء ، فأنعِم بالألى نكصوا! لا للتغني بنص لا رشادَ به وضلّ قومٌ على أنغامه رقصوا وللظهور عُتاة بالعُروض رضُوا فهل يُفيد الهوى ، أو ينفعُ العَرَضُ؟ حازوا الصدارة بالبهتان في زمن لأغلب الشعر مِن تأليفه غرض يُرغِي ويُزبدُ إن زادت دراهمُه وأهله يُبدعون الدهرَ إن قبضوا ألا تراهم بذا التلميع قد قبلوا واستُدرجوا فاستساغوا الضيمَ ما رفضوا؟ وعصبة السوء خصُّوهم بما ادخروا من البرامج فيها الدس والحرض وأغدقوا عاطر الألقاب تشفية فيمن على منهج التزلف اعترضوا وقدموهم إلى التلفاز كبش فدا والمال للشعر والمستشعر العِوَض إن التزلف للإجرام منزلقٌ إليه يدلف مَن في قلبه مرض لا يَشتري المالُ إلا شاعراً عفناً مِن الذين إلى أهل الغنى ركضوا حتى يقول الذي يرجوه سيدهُ ولا يقول: أنا قد مسّني المَضض طاب القريضُ بشرع الله ينضبطُ فلا يُعكّره غبنٌ ولا شططُ فإن نأى عن هُدى الإسلام ضاق به عبدٌ جوارحُه – بالشرع ترتبط وكم كتبتُ ، وأشعاري مدونة ودمعُ خاطرها – بالصبر مُختلط! أبكي على أمتي كيف استهان بها عدوّ مِلتِها والساسة السطط؟ وكيف أضحتْ غثاءً لا اعتدادَ به وجيلها في بقاع الأرض منبسط؟ مِليارها اليومَ لا وزنٌ ولا ثقة والسيفُ فيهم برغم الأنف مخترط! وخيرُها في بلاد الكون منتشرٌ ويَطمعُ الكلُ فيها: الفرسُ والنبَط والشعرُ يَرثي لها ، واللفظ مُستعرٌ يشكو الجراحَ ، ويكوي حُسنه الحَبَط ويُسخِط الشعرَ ما يلقاه مِن مِحن فهل يزيل العنا البكاءُ والسَخط؟ كم من قريض على الأمجاد يبكيْ دماً وآخرٍ لفساد الناس يغتبط! لا يُحسِن الشعرَ إلا نابهٌ يَقِظُ مِن المواقفِ والأغيار يَتعظ وسامعوه لهم حَسٌ به عُرفوا أما الرواة فمِن ظرف الصدى حفظوا والمُعجبون بشعر الحق شرذمة مِن الخِيار إذا لقُوا الورى وعظوا لا يجهلون على مَن نالهم بأذىً فليس فِي طبعهم طيشٌ ولا غِلظ ولا يُدَانَوْن في لِين ولا أدب بل كلَّ مَنقصة تُزري بهم لفظوا يُرَجّعون مِن الأشعار أجودَها وإن أبى البعضُ ما قالوه ، أو لمظوا وجيّدُ الشعر مقبولٌ ومحترمٌ يُصغي إليه اللبيبُ المُخبِتُ اليَقِظ مُقوماتُ البقا تضفي عليه بَها وبالثبات مَدى الأيام يحتفظ والناسجون على مِنواله كُثرٌ وإن يَعُقهم عن الإجادة النكظ وإنْ غواة رمَوْا – بالجهل دُربتهم تعقبوا فرقة ، وفرقة عكظوا كيْلا تغرّهمُ الراياتُ والشيعُ ولا الأباطيلُ صاغوها ولا البدعُ إن التمحّك مرهونٌ بخيبته ولا تراه إذا ما انضام يَرتدع والشعرُ يشكو مِن القراء جفوتهم إذ لم تعد صفوة تأسى وتطلع بل هجرة فرضتْ على قصائده وأهلها العِيرُ في تمريرها برعوا واستسهل الناسُ ما أيديهمُ كتبتْ مِن العزيف الذي في نظمه اندفعوا وهاجم القومُ شِعرَ العُرب ، بُغيتهم هدمُ القديم ، وشِعراً حُراً ابتدعوا! وألبسوه مِن الأوزان ما اخترعوا وشدّهم نحوه الإعجابُ والولع! وأطربوا الغربَ مَن أعمى بصائرهم لأنهم للذي يهذي به استمعوا وأكبروه على التخطيط حاق بهم وبئس ما أحدثوا! وبئس ما صنعوا! هم حرّروا الشعرَ مِن وزن وقافيةٍ والغربُ مدرسة ، وهم له تبَع! وفي التحايُل والتضليل هم نبغوا بألسُن قادها في الفتنة اللثغ والضادُ مما ادّعَوْا جهارة برئتْ لأنهم بالذي تعشّقوا اصطبغوا وراهنَ الكلُ مُحتالاً على لغةٍ في عَرضها كلّ أرباب الشقا ولغوا والمُغرضون اعتدَوْا على شرافتها ويعلم اللهُ ما عُتاتُهم بلغوا والشعرُ نال مِن العداوان أعنفه والنحو جندله في المحنة الوتغ والصرفُ خُصّ بتسفيهٍ وسفسطةٍ ولا يزال يني ، فالقوم ما فرغوا وبالبلاغة مَسٌ مِن جهالتهم إذ بالركاكة هم إن حدّثوا صُبغوا وللأساطين مِن أنصارها جلبٌ ضد الألى بين أهل الضاد كم نزغوا حتى يُعيدوا إلى الفصحى نضارتها مِن بعد ما غيّبتْ نقاءَها الزرع هم الأسودُ لهم زئيرُ خندمةٍ فهل تخيفُ أسودَ الغيضة الوزغ؟ وإن للضاد أنصاراً بها شغفوا وكل هاوٍ لها حقاً له الشرفُ بها الكِتابُ مليكُ الناس أنزله والناطقون بها بمجدهم عُرفوا وبين شتى اللغا لها مكانتها حتى الأعادي بسامي فضلها اعترفوا وسَلْ (عُكاظاً وذا المجاز) عن خبر فيه النزاهة والإنصاف والثقف يُنبيك أن لدى الفصحى شروط بقا وأنها عن لغات الناس تختلف مُقوماتُ لسانِ الضاد نابضة ومِن جنائنها الورودُ تقتطف وكم تأبّتْ على التغريب – صامدة! فالضادُ ليست مع التيار تنجرف واسألْ بنيها ومَن مِن نبعها نهلوا هل استكانت لمن يبغي ويعتسف؟ وهل ألانتْ للاستشراق جانبها؟ أو أذعنتْ لأناس جهرة – خرفوا؟ بل أثبتتْ لأعاديها جدارتها جدارة تجعل التنويرَ يرتجف محاولاتُ أولي التغريب تستبقُ والضاد تفضحُ ما شادوا وما اختلقوا يُشككون ، فهل أجدتْ مطاعنهم؟ وهل صحيحُ الحِجا في قولهم يثق؟ ويَذبحون لسان الضاد صبحَ مسا وفي النزال سيوفُ الغدر تُمتشق وفي مَرابعنا لهم دَجاجلة إلى الحضيض الذي دَعَوْا له انزلقوا مِن الرقيع غزا النشاذ منطقهُ يُردّد اليوم ما به العِدا نعِقوا ومِن سفيهٍ يقول: الضاد قد هَرمتْ والإنجليزيّة الشهباءُ تأتلق والإمّعاتُ على الدروب دون هُدىً يُكرّرون ، ولو جَدّوا لمَا نطقوا والضادُ في وجه كلٍّ كالمنار بدا يَهدي الحيارى ، كمثل البدر يتسق وقد تُعاجلُ مَن يُدمي شبيبتها بطعنةٍ مِن صداها يَذهبُ النزق يَخزى الجميعُ ، وتبقى الضاد شامخة كالطود إذ يحتفي – ببأسه الأفق والضاد مملكة ، وشعرُها المَلِكُ وجُندُها ضمّهم للذود مُعترَكُ والشعر كم زاد عن فصحاه دون ونىً وكفّ لمّا رأى أعداءَها هلكوا! وللقصائد فحواها وقِيمتها والمُنشدون لهم في طرحها نسك والشعرُ بالخُلق العظيم مُلتزمٌ كالنجم يَحكمُه في دَوْره الفلك ينالُ مِن زمَر العادين مُدّرعاً بالحق ، ثم يَفلُ ما حبكوا فتارة ينبري كالبرق يصعقهم وفي التشفي من الناجين ينهمك وتارة كسِراج في توقدِهِ يفرّ مِن نوره إن أشرقَ الحَلك أو كالخضمّ إذا أمواجُه هدَرتْ فهل تُضاهي الخضمَ الهادرَ البرَك؟ وتارة مثل حوتٍ في الخليج إذا ما هاج زاغتْ دوابُ البحر والسمك وهكذا الشعرُ إمّا خاض معركة ضد الذين مع الفصحى قد اشتبكوا وشعرُ (حسان) في تاريخنا المَثلُ وشعرُ (كعب) به الأيامُ تحتفلُ (وابن الرواحة) في أشعاره قِيَمٌ على الفضائل والأخلاق تشتمل همُ العباقرة الأفذاذ تحسَبُهم حازوا المناقبَ ، نعم السادة الُأوَل! إنا ضيوفٌ على أشهى موائدهم عزّ المُضيفُ ، وطاب الشربُ والأكُل! نختار ما نشتهي مِن شِعر جمهرةٍ همُ الأجاويدُ يُعطون الذي سُئلوا نحن المَدينون فعلاً بالكثير لهم وإنْ يكن بيننا تباعدَ الأجل أشعارُهم مَنهلٌ عذبٌ لوارده وشِعرُ مَن دونهم للوارد الوَشَل ذادوا عن الدين فانساق البيانُ لهم طوْعاً ، وناولهم كلّ الذي أملوا والشعرُ هَشّ لهم ، وبَشّ محتفياً بخير مَن أسلموا ، وخير مَن عملوا وكان رائدَهم في كل ملحمةٍ فبعضَه ارتجزوا ، وبعضَه ارتجلوا الشعرُ للشاعر الصدوق مغتنمُ يأوي إليه إذا ما طمّتِ النِقمُ يبث نجواهُ للسلوى بلا قلق فالسر حتماً لدى القريض مُنكتِم إمّا خلا شاعرٌ بالشعر باحَ لهُ بما يُعانيه ، والدموعُ تنسجم والشعرُ مُنتصتٌ لمَا يُقال لهُ حتى يكُفّ عن القول الشجين فم ولا يُقاطعُ بالشكوى مُحدثهُ وإن يكن كاتباً ، فالفيصلُ القلم يُسَطر الألمَ المُلتاعَ مُحتملاً ناراً بقلب نديم الشعر تضطرم يَصوغ مِحنته شعراً تنوءُ به بيضُ الرقاع ، بها الأشعارُ تبتسم وقد يفاجأ بالنسيان صاحبُها كأنما ودّعت فؤادَها الغمم لكنْ صحائفه بالشعر مُترعة واللونُ قان ، فهل حِبرُ اليراع دم؟ أم أنها اختضبتْ بما يُصارعُه في العيش مِن غُصص خضابُها العَنم؟ والشعرُ سيفٌ به تستأصلُ الفتنُ فكم أبيدتْ بنص قاطع مِحَنُ! وكم به حصدتْ هاماتُ مَن جحدوا! فما عليها بكتْ قرىً ولا مُدن وكم شكوكٍ ببيتٍ واحدٍ قطعتْ! وقبلُ كان بها الأقوامُ تفتتن وكم قضايا رأيتُ الشعرَ يحسِمُها! كأنه حَكَمٌ مستبصرٌ فطن وكم غرامٍ رأيت الشعر يوقده! سِراً ، ونارُ الهوى يُديلها العلن وكم خلافٍ رأيتُ الشعرَ يَمحقه! فلا تكون خلافاتٌ ولا شجن وكم شِجار رأيتُ الشعرَ يسحقه! فلا يكون له بين الورى وطن وكم بلاءٍ رأيت الشعر يدفعُه! فتنزوي إزمٌ ، وتنجلي إحَن وكم عذاباتٍ القريضُ يُبْدِلها إلى نعيم ، ويمضي الضنكُ والوهن! وكم مصاب قريضي العذبُ جندله لأن شعري إلى الإسلام يرتكن فكم نأيتُ به عن درب مَن سفهوا فلم يَشُبه هوىً يُزري ولا عَمَهُ! ولم أسَخّره في ترويج مفسدةٍ شأنَ الذين إلى إفلاسهم أبهوا ولم يكونوا سوى خدام شهوتهم مِن بعد أن جرّهم للباطل الشرَه ولم أطوّعه للطاغوت منتظراً نواله ، إنما تطويعُه البَله ولم أسَطرْه في أوصاف غانيةٍ يشدّني نحوها الغرامُ والوَله ولم أضمّنه ما يندى الجبينُ لهُ مثل الذين طغى عليهمُ السفه ولم أجاملْ به قوماً لسَطوتهم أخافُ أو أتقي يوماً إذا انتبهوا ولم أشبّبْ بليلى أو بشاديةٍ ككل صرعى إلى حُسن النسا نبهوا ولم أردْ شهرة على حساب تقىً إني لآخرتي والله منتبه ولم أسخّره في ترويج مفسدةٍ شأنَ الذين إلى إفلاسهم أبهوا وبُغيتي عند ربي الصفحُ والعفوُ بما كتبتُ ، وهذا القصدُ والرجوُ ليغفر الله ذنباً كنتُ فاعله حتى يصادفني المَفاز والنجو كم من خطايا رأيت البغي أولها! وكم تملكني التفريط واللغو! وكم ضعفتُ أمام النفس ما فتئت تعصى ويجذبها العِصيانُ واللهو! والقلبُ تأفِكُه أطلال غفلته وتستبدّ به الآمالُ والغفو وجاء شعري من الرحمن موهبة فطاب لي رغم ضنك العيشة الشدو وكان لي واحة في قيظ تجربتي ومُر عيشي بما سطرته حُلو وبُحتُ بالسر للأشعار أجعلها صديقَ وُدٍ ، له في مُهجتي شأو وسائلوا مُلح (الديوان) كم حفظتْ مِن الودائع إذ خلا لها الجو؟! وما ندمتُ على الأشعار بُحتُ بها! قصائدي السعدُ والأفراحُ والصفو والشعر إن لم يُدوّنْ عاجلاً ظبيُ يطوي الفلاة ، وطبعٌ في الظِبا الجريُ فإن تعقبه القناصُ أوقعه وخيرُ حَل له في الغابة السبي وكم قصائدَ لم تكتبْ ، لذا فقِدتْ ونالها الوأدُ والتضييعُ والطي! فإن دنتْ فكرة أعرتها قلمي ورقعة قد جفا سطورَها الوَشْي ورحتُ أسْطر فحواها على عجل ولم يعُق همتي يأسٌ ولا لأي وأحبس الشعرَ في القرطاس منشرحاً والحذفُ يبدأ والإثباتُ والنفي فإن فعلتُ أسرتُ الشعرَ في صفدي وإن تركتُ مضى ، وانتابني العي هِيَ القصائدُ تيجانٌ تُجَمّلني يَزينهن السنا والدُرّ والحَلي هُن اليواقيتُ في ظلماء عيشتنا وهن في القيظ إنْ عمّ الدنا الفي وسوف أنشرُ أشعاري وتجربتي إذ كل نص به للقارئ الهَدْي ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    0 التعليقات 0 المشاركات 3 مشاهدة 0 معاينة
  • احمد علي سليمان عبد الرحيم / أبجديــــات شعريـة
    -----------------------------------------------------------------
    الشعرُ يُخرجُ ما في القلب يختبئُ

    حتى يُشَفى عن الخواطر الخبءُ

    وكم يزيد مَعينَ العقل تبصرةً!

    فلا تراه إلى الأوهام يلتجئ

    وكم يُلاحي لتُجْلى كلُ داجيةٍ!

    لأنه بسنا الشعور يدّرئ

    وكم يناضلُ في سِر وفي علن

    بجُعبةٍ بسِهام الحق تمتلئ!

    وكم يُشَخِّص داءاتٍ وأدوية

    فيها يُصيبُ ، وقد ينتابُه الخطأ!

    وكم يُلمّعُ غاياتٍ ويُتحِفها

    من بعد أن نالها ببأسه الصدأ!

    وكم يُزيلُ دياجيراً تسربلنا!

    هل بالدياجير وهجُ النور ينطفئ؟

    وكم يُعَبّئُ طاقاتٍ ويَشحذها!

    وقبلُ كانت تني طوعاً وتهترئ

    رصيدُ تجربةٍ كانت مُغيّبة

    فلم تعدْ في سُويدا القلب تختبئ

    ما صادقُ الشعر إن قِسْنا ككاذبه

    إلا إذا اشتبه الغسّاق واللبأ!

    والشاعرُ الحق مَن يسمو به الأدبُ

    فعنده لِسَنا الفضائل الغلبُ

    يُثري القريضَ بما يُزجيه مِن دُررٍ

    يرجو الثواب مِن المولى ، ويحتسب

    ولا يُسَخِرُ في الإسفاف موهبة

    إذ ليس يَصرفه عن جَده اللعب

    لا وصفَ غانيةٍ يُودي بهمّته

    وكيف يهزل مَن للشرع ينتسب؟

    ولا يُطوّع للطغيان ما كتبتْ

    كَفٌ بتقوى إله الناس تختضب

    ولا يُدَشّنُ ، فالتدشينُ مَخبثة

    يهواه قومٌ إلى الرذائل انجذبوا

    ولا يُرائي بأشعار مزوّرة

    قِوامُها الزيفُ والتمويهُ والكذب

    ولا يتاجر بالأبيات ما احترمتْ

    ديناً ولا قِيماً ، إذ عافها الأدب

    لكنْ يَذودُ عن الأخلاق مُحترباً

    وكلُ شهم لأجل الخُلق يَحترب

    مستعذباً كل ما يلقاه في فرح

    كأن سامرَه في المِحنة الطرب

    ما الشعرُ إن صاغه حُثالة بُهُتُ

    مِن الشريعة والفضائل انفلتوا؟

    عزيفهم لا يساوي الحِبرَ خط به

    منذ استجابوا إلى الشيطان ، وانتصتوا

    وأوغلوا السيرَ في متاهةٍ برئتْ

    مِن العفاف ، إلى أن شابها العَنت

    فأفسدوا الناسَ والأمصار قاطبة

    وعمّ أرضهُمُ البلاءُ والقلت

    وتلك عُقبى الألى باعوا ضمائرَهم

    وللمفاسد والقبائح التفتوا

    ما الشعرُ إن طفحتْ فسقاً قصائدُه

    وبات عمداً على الإسلام – يفتئت؟

    وما اكتفى بخِلال الشر يُشعلها

    ناراً على أمّة التوحيد تنكلت

    ولا اكتفى بالذي ألقاه من شُبَهٍ

    بين الخلائق يُزكِي وهْجَها العَتت

    ولا اكتفى بمبادي الكفر رَوّجها

    جبراً وقهراً على أيدي الألى بُهِتوا

    ليَذهبِ الشعرُ إن غارتْ طلاوته

    وليَخسأ القومُ عن تفنيده سكتوا

    كم من قصائدَ منها النور ينبعثُ!

    جلتْ ، فليستْ لمَا يشينُ تمترثُ

    نأت عن الشر والسوأى ، فما انحدرتْ

    إلى الحضيض ، فما أرزى بها الخبث

    واستشرفتْ لجليل اللفظ تنسجُه

    ثوباً يُغرّد في طياته الحدث

    وصورتْ ما ارتأى ضميرُ شاعرها

    وزانها في الأداء الحب والخوث

    وعندما أنشدتْ في الناس تاق لها

    كلُ الكِرام وجَدّوا ، فانجلى العبث

    فأورثتهم مِن الجمال أطيبَه

    فلم يُمِلهم عَن الفضائل الرفث

    وهيّجتْ لخِلال الخير مَن أخِذوا

    بما احتوته مِن الضياء ينبعث

    وسطرتْ في قلوب الناس ملحمة

    تفوقُ خندمة ، يقودُها البعث

    قصائدٌ تمنح الحياة فاقدها

    كما تحِنّ إلى المعيشة الجُثث

    وإنما ثلثا أفكارها قِيمٌ

    واللفظ والوزن والبلاغة الثلث

    وكم قصائد أملاها الألى هرجوا

    من بعد أن جَرّهم – للباطل – الهَوَجُ!

    وأخلدوا جُملة إلى جهالتهم

    كأنهم بالذي تكلفوا ابتهجوا

    وأغلبُ الناس بالأشعار قد فتِنوا

    وللجميع لدى تبريرهم حُجَج

    كيف استباح الألى خطوا قصائدهم

    أخلاقَ شِرعتنا ، أولئك الهمَج؟

    صاغوا التهتك أشعاراً مزركشة

    وبالأباطيل هم على الورى خرجوا

    كيف استمالوا الغثا لنصر باطلهم

    ولقنوهم مواويلاً بها لهجوا؟

    هذي الأهازيجُ مهما دفّ مُنشدُها

    لها ، فمنها وربّي يبرأ (الهزج)

    وكم على الشعر مرّتْ شرُ أزمنة!

    وكان منها أصيلُ الشعر يَختلج

    وكبلتْ أزمة إبداعَ كوكبةٍ

    مِن الأباة ، متى يا قوم تنفرج؟

    وكابدَ الشعرُ حتى غصّ رونقه

    بما يُلاقيه حتى طالتِ الحِجج

    والكل يشكو ، وبالتبرير يَفتتحُ

    ويستهين بما قد عاش يَجترحُ

    فشاعرٌ نافقَ الطاغوتَ مُنتظراً

    منه النوالَ ، فبئسَ النولُ والمنح!

    وشاعرٌ ناولَ الفسّاق أغنية

    فيها يُرَوّجُ للسوآى ، ويَمتدح

    وشاعرٌ باعَ للشيطان ذمته

    فشعرُه اليومَ فجٌ مُقرفٌ وقح

    وشاعرٌ في هوى النسوان منجدلٌ

    أودى به العِشقُ والغرامُ والمَرح

    وشاعرٌ حَبّرَ الأوزانَ صادية

    هذا (طويلٌ) ، وهذا بعدُ (مُنسرح)

    وشاعرٌ جندَ الأشعارَ طيّعة

    في حرب مَن ناوأوا الضلالَ ، أو نصحوا

    وشاعرٌ في سبيل المال أطلقها

    دعاية بالقريض الغث تتشح

    وشاعرٌ كأسُه بالرجز مُترعة

    وهزله في بقاع الأرض مُفتضح

    فيم التشاكي وهم باعوا ضمائرهم؟

    وهل يُنالُ بما هم أحدثوا فلح؟

    إني لأعجب مِن باغ ويَصطرخ

    ولكنة عَجمتْ شكواه ترتضخ

    أصادقٌ هو في دعوى يردّدها؟

    أم كاذبٌ وعليه الأمرُ يبتلخ؟

    كم يدّعي الطهرَ مَن خاست سريرته

    وقلبه بقتام الإفك متسخ!

    كيف استكان لمَا حاكتْ هواجسُه

    مِن التخرّص بين الناس – يرتسخ؟

    لم يَرجُم الشعرَ إلا أهلُ صنعته

    من الذين لأصحاب الهوى رضخوا

    فقدمّوه لهم قربانَ طاعتهم

    كأنهم مِن هُدى الشريعة انسلخوا

    واستخدموه سيوفاً يذبحون بها

    قوماً بآنافهم ضد البلا شمخوا

    وبعد أن شقيتْ بهم شبيبتنا

    وردّدوا كل ما أهلُ الخنا نسخوا

    جاء الجميعُ بآهاتٍ مجلجلةٍ

    ومَن غوى والذي أغوى الورى اطرخوا

    وهم بما ارتكبوا ، خطوا نهايتهم

    فما استدام لهم عِز ولا بَذخ

    حتى الشواعرُ في الفوضى لهن يدٌ

    كأنهن بساحات الوغى أسُدُ

    أنشدن ما يفسد الدنيا بلا خجل

    فشِعرُهن إلى الأخلاق يفتقد

    والدُورُ تشهدُ ، والشاشاتُ شاهدة

    وليس ينكرُ ما أقوله أحد

    والأمسياتُ بما ذكرتُ ناطقة

    إني على كل ما تزجيه أعتمد

    مِن كل حسناءَ تُبدي حُسنها طمعاً

    فيما تؤمّلُ ، أين الوعيُ والرَشَد؟

    وكيف تظهرُ للدنيا مفاتنها

    وفي التزيّن بالمكياج تجتهد؟

    ألا تغار على الحريم كوكبة

    مِن الرجال بفرط الغيْرة انفردوا؟

    ما قيمة الشعر إن ألقته غانية

    تُهدي تبرّجها لمن له سجدوا؟

    وكيف تدعو إلى خير تخالفه

    وإن تكن للذي نحياه تنتقد؟

    إني أراها بهذا الطرح كاذبة

    خاب التخرّصُ والتدليسُ والفند؟

    إن التهتك بين الصِيد منتبذُ

    وليس يعجبُ إلا مَن به أخِذوا

    وكم تبذلَ في الأشعار مُرتزقٌ

    خالي الوفاض ، فما في كيسه قذذ!

    فراح يُسرفُ في التشبيب مبتذلاً

    إذ غاله قدمُ الهيفاء والفخِذ

    بضاعة رخصتْ في سوق مَن سفلوا

    وكل مَن يشتري يَخزى ويُنتبذ

    والدِينُ يَعصمُ مَن يأوي لشِرعته

    وفي التقى والعفاف النجوُ والنقذ

    ويخذلُ اللهُ مَن – بالباطل التحفوا

    ولهواً الآيَ والحنيفة اتخذوا

    لو أحسنوا القصدَ ما ضلوا ، ولا ارتكسوا

    ولا الضلالاتِ مِن أعدائهم شحذوا

    واللهُ ناصرُ مَن طابت سرائرُه

    وعند رب الورى للحائر العوذ

    فأصلِحوا أيها العادون ، والتمسوا

    رضا الملك ، وبالنصح النبيل خذوا

    ونحن ننتظرُ الأشعار داعية

    إلى الرشاد به يَسترشدُ الفلذ

    مازال شعرُ الخنا يُغري الألى مَكروا

    بنا ، فهم بالذي صاغ الغثا انبهروا

    وعيّرونا بما صغتم بدون حيا

    مِن القصائد منها القلب ينفطر

    تثيرُ في الناس إن قِيلتْ غرائزهم

    حتى تظل مِن اللهيب تستعر

    ولا تخاطبُ في الآنام عاطفة

    إلى المبادئ والأخلاق تفتقر

    ولا تصحّحُ مفهوماً بأدمغةٍ

    قد استقرّ ، وفيه الشر والضرر

    ولا تجدّدُ فِكراً في القلوب ثوى

    وكم تصِحّ إذا ما جدّدَتْ – فِكَر!

    ولا تُغيّر أوضاعاً تزلزلنا

    مضى على مُكثها في دارنا عُصُر

    ولا تُبَصّر مَن ضلوا بمنهجهم

    حتى يُقيموه في الدنيا ، وينتصر

    ومِن هنا قالها الأعداءُ معلنة

    أنا إلى دَرَكِ السفول ننحدر

    فهل تفيقون مِن كيدٍ يَحيقُ بنا؟

    أم غرّكم بالذي سطرتمُ السكَر؟

    إني أهيبُ بكم ، فالفرصة انتهزوا

    وأدّبوا شِعرَكم ، وبعدها ارتجزوا

    فإن فعلتم سيُطري الشعرُ سامرَكم

    ويَحتفي بكمُ (البسيط) و(الرجز)!

    وينشدُ الجيلُ مُعتزاً قصائدَكم

    جَلّ القريضُ على التوحيد يرتكز

    وتحصدون مِن الألقاب أعذبها

    وتفحمون الألى عن ظلها عجزوا

    وتقتدي بكمُ الأجيال واعدة

    ويستعينُ بكم مَن للذرى برزوا

    وتُصبحون لمن رامَ الهُدى هدفاً

    لقد يكون إلى أشعاركم عَوَز

    وتؤجرون على الأشعار سَجّلها

    قومٌ مغاوير ما نمّوا ، وما لمزوا

    وما استبدّوا بآراءٍ مُدمرةٍ

    وما استطالوا على قوم ، وما غمزوا

    وما استباحوا مِن الأعراض أشرفها

    وما استحلوا حِمى قوم ، وما همزوا

    ولم يخطوا لأجل المال ما ارتجلوا

    من القريض ، وما حازوا وما كنزوا

    كم سجّل الشعرُ مِن أنباءَ تُلتمَسُ

    منها الأحاديثُ ، والأحداثُ تقتبسُ!

    كم احتوى مِن تواريخ الألى سبقوا!

    وبالتواريخ عند البحث يُؤتنس!

    وكم وقائعَ بالأشعار قد حفظتْ!

    لولا القريضُ لكان النصّ يندرس!

    وكم به نصِر الإسلامُ في ملأ

    في النيل منه ومن أحكامه انغمسوا!

    وكم به ذاد (حسانٌ) بلا وجَل

    عن النبي ، فهذا شاعرٌ مَرس!

    صدّ الأعاديَ بالأشعار صاعقة

    لكل بيتٍ سنا ، كأنه قبس

    وسلّ مما افترَوْا ظلماً (محمدَنا)

    فكابدوا سَلّهُ بالكاد ، وابتأسوا

    وكان جبريلُ روحُ القدس ناصرَه

    بعد المليك بإرشادٍ له أسس

    بدعوة مِن رسول الله خالصةٍ!

    الشعرُ فجْرٌ بها أيّانَ ينبجس

    وهل كمثل دُعا النبي مَكرُمة؟

    طابَ النبيّ! وطابَ اللفظ والنفس!

    وكم قضايا بساط الشعر تفترشُ

    بها يزولُ عن البصائر – الغبَشُ!

    وكم علوم عِيارُ الشعر زللها

    وكلُ تال لِمَا تحويه يندهش!

    وكم مواقفَ نظمُ الشعر حَجّمَها

    عن التشعّب ، فيها الطغمة احتمشوا!

    وكم مشاكلَ بالشعر النديّ مَضتْ

    والقومُ بعدَ مُضِي الغمّة احترشوا!

    وكم علائقَ قوّى الشعرُ واهنها

    فأصبحتْ في رياض الشعر – تنتعش!

    وكم عُرىً نُقِضَتْ مِن بعد قوّتها

    والشعرُ أرجعَها بالحب تنتفش!

    وكم بقاع غزاها المُعتدون ضحىً

    واستسلمتْ أممٌ ، وأزهقتْ عُرُش!

    فاستبسل الشعرُ في استرجاع ما غصبوا

    وخاف مِن هوله المستعمرُ الوبش

    وكم لأجل البطون احتجّ مَن حُرموا!

    كم يُحرجُ الهازلين الجوعُ والعطش!

    فأشبع الشعرُ مَن – للعزة انتفضوا

    فهم بشِعر الإبا أمجادَهم نقشوا

    فهؤلاء على إعزازهم حرصُوا

    ومِن حظوظ هوى نفوسهم خلصُوا

    وضمّنوا الشعرَ آياتٍ تجمّله

    وللأحاديث في أبياته حِصص

    وخللوهُ أقاصيصاً مُحققة

    ما الشعرُ إن غابت الآيات والقِصص؟!

    وزركشوه بأمثال غدتْ حِكَماً

    ولم تمِله عن الإجادة الغصص

    لم يُرخصوه لشار لا يُثمّنه

    ما الشعر إن غاله التزهيدُ والرِّخص؟!

    فهؤلاء على إجلاله دَرَجوا

    خاب المزادُ ومَن زادوا ومَن نقصوا!

    إن القصائد إن هانت فقد وئدتْ

    والأمرُ ليس على الكِرام يختبص

    إما قصائدُ عَزتْ لا عَوارَ بها

    ولا عُيوبَ ولا سُوآى ولا رُخَص

    أو النكوص عن الكتابة اقتصرتْ

    على الهُراء ، فأنعِم بالألى نكصوا!

    لا للتغني بنص لا رشادَ به

    وضلّ قومٌ على أنغامه رقصوا

    وللظهور عُتاة بالعُروض رضُوا

    فهل يُفيد الهوى ، أو ينفعُ العَرَضُ؟

    حازوا الصدارة بالبهتان في زمن

    لأغلب الشعر مِن تأليفه غرض

    يُرغِي ويُزبدُ إن زادت دراهمُه

    وأهله يُبدعون الدهرَ إن قبضوا

    ألا تراهم بذا التلميع قد قبلوا

    واستُدرجوا فاستساغوا الضيمَ ما رفضوا؟

    وعصبة السوء خصُّوهم بما ادخروا

    من البرامج فيها الدس والحرض

    وأغدقوا عاطر الألقاب تشفية

    فيمن على منهج التزلف اعترضوا

    وقدموهم إلى التلفاز كبش فدا

    والمال للشعر والمستشعر العِوَض

    إن التزلف للإجرام منزلقٌ

    إليه يدلف مَن في قلبه مرض

    لا يَشتري المالُ إلا شاعراً عفناً

    مِن الذين إلى أهل الغنى ركضوا

    حتى يقول الذي يرجوه سيدهُ

    ولا يقول: أنا قد مسّني المَضض

    طاب القريضُ بشرع الله ينضبطُ

    فلا يُعكّره غبنٌ ولا شططُ

    فإن نأى عن هُدى الإسلام ضاق به

    عبدٌ جوارحُه – بالشرع ترتبط

    وكم كتبتُ ، وأشعاري مدونة

    ودمعُ خاطرها – بالصبر مُختلط!

    أبكي على أمتي كيف استهان بها

    عدوّ مِلتِها والساسة السطط؟

    وكيف أضحتْ غثاءً لا اعتدادَ به

    وجيلها في بقاع الأرض منبسط؟

    مِليارها اليومَ لا وزنٌ ولا ثقة

    والسيفُ فيهم برغم الأنف مخترط!

    وخيرُها في بلاد الكون منتشرٌ

    ويَطمعُ الكلُ فيها: الفرسُ والنبَط

    والشعرُ يَرثي لها ، واللفظ مُستعرٌ

    يشكو الجراحَ ، ويكوي حُسنه الحَبَط

    ويُسخِط الشعرَ ما يلقاه مِن مِحن

    فهل يزيل العنا البكاءُ والسَخط؟

    كم من قريض على الأمجاد يبكيْ دماً

    وآخرٍ لفساد الناس يغتبط!

    لا يُحسِن الشعرَ إلا نابهٌ يَقِظُ

    مِن المواقفِ والأغيار يَتعظ

    وسامعوه لهم حَسٌ به عُرفوا

    أما الرواة فمِن ظرف الصدى حفظوا

    والمُعجبون بشعر الحق شرذمة

    مِن الخِيار إذا لقُوا الورى وعظوا

    لا يجهلون على مَن نالهم بأذىً

    فليس فِي طبعهم طيشٌ ولا غِلظ

    ولا يُدَانَوْن في لِين ولا أدب

    بل كلَّ مَنقصة تُزري بهم لفظوا

    يُرَجّعون مِن الأشعار أجودَها

    وإن أبى البعضُ ما قالوه ، أو لمظوا

    وجيّدُ الشعر مقبولٌ ومحترمٌ

    يُصغي إليه اللبيبُ المُخبِتُ اليَقِظ

    مُقوماتُ البقا تضفي عليه بَها

    وبالثبات مَدى الأيام يحتفظ

    والناسجون على مِنواله كُثرٌ

    وإن يَعُقهم عن الإجادة النكظ

    وإنْ غواة رمَوْا – بالجهل دُربتهم

    تعقبوا فرقة ، وفرقة عكظوا

    كيْلا تغرّهمُ الراياتُ والشيعُ

    ولا الأباطيلُ صاغوها ولا البدعُ

    إن التمحّك مرهونٌ بخيبته

    ولا تراه إذا ما انضام يَرتدع

    والشعرُ يشكو مِن القراء جفوتهم

    إذ لم تعد صفوة تأسى وتطلع

    بل هجرة فرضتْ على قصائده

    وأهلها العِيرُ في تمريرها برعوا

    واستسهل الناسُ ما أيديهمُ كتبتْ

    مِن العزيف الذي في نظمه اندفعوا

    وهاجم القومُ شِعرَ العُرب ، بُغيتهم

    هدمُ القديم ، وشِعراً حُراً ابتدعوا!

    وألبسوه مِن الأوزان ما اخترعوا

    وشدّهم نحوه الإعجابُ والولع!

    وأطربوا الغربَ مَن أعمى بصائرهم

    لأنهم للذي يهذي به استمعوا

    وأكبروه على التخطيط حاق بهم

    وبئس ما أحدثوا! وبئس ما صنعوا!

    هم حرّروا الشعرَ مِن وزن وقافيةٍ

    والغربُ مدرسة ، وهم له تبَع!

    وفي التحايُل والتضليل هم نبغوا

    بألسُن قادها في الفتنة اللثغ

    والضادُ مما ادّعَوْا جهارة برئتْ

    لأنهم بالذي تعشّقوا اصطبغوا

    وراهنَ الكلُ مُحتالاً على لغةٍ

    في عَرضها كلّ أرباب الشقا ولغوا

    والمُغرضون اعتدَوْا على شرافتها

    ويعلم اللهُ ما عُتاتُهم بلغوا

    والشعرُ نال مِن العداوان أعنفه

    والنحو جندله في المحنة الوتغ

    والصرفُ خُصّ بتسفيهٍ وسفسطةٍ

    ولا يزال يني ، فالقوم ما فرغوا

    وبالبلاغة مَسٌ مِن جهالتهم

    إذ بالركاكة هم إن حدّثوا صُبغوا

    وللأساطين مِن أنصارها جلبٌ

    ضد الألى بين أهل الضاد كم نزغوا

    حتى يُعيدوا إلى الفصحى نضارتها

    مِن بعد ما غيّبتْ نقاءَها الزرع

    هم الأسودُ لهم زئيرُ خندمةٍ

    فهل تخيفُ أسودَ الغيضة الوزغ؟

    وإن للضاد أنصاراً بها شغفوا

    وكل هاوٍ لها حقاً له الشرفُ

    بها الكِتابُ مليكُ الناس أنزله

    والناطقون بها بمجدهم عُرفوا

    وبين شتى اللغا لها مكانتها

    حتى الأعادي بسامي فضلها اعترفوا

    وسَلْ (عُكاظاً وذا المجاز) عن خبر

    فيه النزاهة والإنصاف والثقف

    يُنبيك أن لدى الفصحى شروط بقا

    وأنها عن لغات الناس تختلف

    مُقوماتُ لسانِ الضاد نابضة

    ومِن جنائنها الورودُ تقتطف

    وكم تأبّتْ على التغريب – صامدة!

    فالضادُ ليست مع التيار تنجرف

    واسألْ بنيها ومَن مِن نبعها نهلوا

    هل استكانت لمن يبغي ويعتسف؟

    وهل ألانتْ للاستشراق جانبها؟

    أو أذعنتْ لأناس جهرة – خرفوا؟

    بل أثبتتْ لأعاديها جدارتها

    جدارة تجعل التنويرَ يرتجف

    محاولاتُ أولي التغريب تستبقُ

    والضاد تفضحُ ما شادوا وما اختلقوا

    يُشككون ، فهل أجدتْ مطاعنهم؟

    وهل صحيحُ الحِجا في قولهم يثق؟

    ويَذبحون لسان الضاد صبحَ مسا

    وفي النزال سيوفُ الغدر تُمتشق

    وفي مَرابعنا لهم دَجاجلة

    إلى الحضيض الذي دَعَوْا له انزلقوا

    مِن الرقيع غزا النشاذ منطقهُ

    يُردّد اليوم ما به العِدا نعِقوا

    ومِن سفيهٍ يقول: الضاد قد هَرمتْ

    والإنجليزيّة الشهباءُ تأتلق

    والإمّعاتُ على الدروب دون هُدىً

    يُكرّرون ، ولو جَدّوا لمَا نطقوا

    والضادُ في وجه كلٍّ كالمنار بدا

    يَهدي الحيارى ، كمثل البدر يتسق

    وقد تُعاجلُ مَن يُدمي شبيبتها

    بطعنةٍ مِن صداها يَذهبُ النزق

    يَخزى الجميعُ ، وتبقى الضاد شامخة

    كالطود إذ يحتفي – ببأسه الأفق

    والضاد مملكة ، وشعرُها المَلِكُ

    وجُندُها ضمّهم للذود مُعترَكُ

    والشعر كم زاد عن فصحاه دون ونىً

    وكفّ لمّا رأى أعداءَها هلكوا!

    وللقصائد فحواها وقِيمتها

    والمُنشدون لهم في طرحها نسك

    والشعرُ بالخُلق العظيم مُلتزمٌ

    كالنجم يَحكمُه في دَوْره الفلك

    ينالُ مِن زمَر العادين مُدّرعاً

    بالحق ، ثم يَفلُ ما حبكوا

    فتارة ينبري كالبرق يصعقهم

    وفي التشفي من الناجين ينهمك

    وتارة كسِراج في توقدِهِ

    يفرّ مِن نوره إن أشرقَ الحَلك

    أو كالخضمّ إذا أمواجُه هدَرتْ

    فهل تُضاهي الخضمَ الهادرَ البرَك؟

    وتارة مثل حوتٍ في الخليج إذا

    ما هاج زاغتْ دوابُ البحر والسمك

    وهكذا الشعرُ إمّا خاض معركة

    ضد الذين مع الفصحى قد اشتبكوا

    وشعرُ (حسان) في تاريخنا المَثلُ

    وشعرُ (كعب) به الأيامُ تحتفلُ

    (وابن الرواحة) في أشعاره قِيَمٌ

    على الفضائل والأخلاق تشتمل

    همُ العباقرة الأفذاذ تحسَبُهم

    حازوا المناقبَ ، نعم السادة الُأوَل!

    إنا ضيوفٌ على أشهى موائدهم

    عزّ المُضيفُ ، وطاب الشربُ والأكُل!

    نختار ما نشتهي مِن شِعر جمهرةٍ

    همُ الأجاويدُ يُعطون الذي سُئلوا

    نحن المَدينون فعلاً بالكثير لهم

    وإنْ يكن بيننا تباعدَ الأجل

    أشعارُهم مَنهلٌ عذبٌ لوارده

    وشِعرُ مَن دونهم للوارد الوَشَل

    ذادوا عن الدين فانساق البيانُ لهم

    طوْعاً ، وناولهم كلّ الذي أملوا

    والشعرُ هَشّ لهم ، وبَشّ محتفياً

    بخير مَن أسلموا ، وخير مَن عملوا

    وكان رائدَهم في كل ملحمةٍ

    فبعضَه ارتجزوا ، وبعضَه ارتجلوا

    الشعرُ للشاعر الصدوق مغتنمُ

    يأوي إليه إذا ما طمّتِ النِقمُ

    يبث نجواهُ للسلوى بلا قلق

    فالسر حتماً لدى القريض مُنكتِم

    إمّا خلا شاعرٌ بالشعر باحَ لهُ

    بما يُعانيه ، والدموعُ تنسجم

    والشعرُ مُنتصتٌ لمَا يُقال لهُ

    حتى يكُفّ عن القول الشجين فم

    ولا يُقاطعُ بالشكوى مُحدثهُ

    وإن يكن كاتباً ، فالفيصلُ القلم

    يُسَطر الألمَ المُلتاعَ مُحتملاً

    ناراً بقلب نديم الشعر تضطرم

    يَصوغ مِحنته شعراً تنوءُ به

    بيضُ الرقاع ، بها الأشعارُ تبتسم

    وقد يفاجأ بالنسيان صاحبُها

    كأنما ودّعت فؤادَها الغمم

    لكنْ صحائفه بالشعر مُترعة

    واللونُ قان ، فهل حِبرُ اليراع دم؟

    أم أنها اختضبتْ بما يُصارعُه

    في العيش مِن غُصص خضابُها العَنم؟

    والشعرُ سيفٌ به تستأصلُ الفتنُ

    فكم أبيدتْ بنص قاطع مِحَنُ!

    وكم به حصدتْ هاماتُ مَن جحدوا!

    فما عليها بكتْ قرىً ولا مُدن

    وكم شكوكٍ ببيتٍ واحدٍ قطعتْ!

    وقبلُ كان بها الأقوامُ تفتتن

    وكم قضايا رأيتُ الشعرَ يحسِمُها!

    كأنه حَكَمٌ مستبصرٌ فطن

    وكم غرامٍ رأيت الشعر يوقده!

    سِراً ، ونارُ الهوى يُديلها العلن

    وكم خلافٍ رأيتُ الشعرَ يَمحقه!

    فلا تكون خلافاتٌ ولا شجن

    وكم شِجار رأيتُ الشعرَ يسحقه!

    فلا يكون له بين الورى وطن

    وكم بلاءٍ رأيت الشعر يدفعُه!

    فتنزوي إزمٌ ، وتنجلي إحَن

    وكم عذاباتٍ القريضُ يُبْدِلها

    إلى نعيم ، ويمضي الضنكُ والوهن!

    وكم مصاب قريضي العذبُ جندله

    لأن شعري إلى الإسلام يرتكن

    فكم نأيتُ به عن درب مَن سفهوا

    فلم يَشُبه هوىً يُزري ولا عَمَهُ!

    ولم أسَخّره في ترويج مفسدةٍ

    شأنَ الذين إلى إفلاسهم أبهوا

    ولم يكونوا سوى خدام شهوتهم

    مِن بعد أن جرّهم للباطل الشرَه

    ولم أطوّعه للطاغوت منتظراً

    نواله ، إنما تطويعُه البَله

    ولم أسَطرْه في أوصاف غانيةٍ

    يشدّني نحوها الغرامُ والوَله

    ولم أضمّنه ما يندى الجبينُ لهُ

    مثل الذين طغى عليهمُ السفه

    ولم أجاملْ به قوماً لسَطوتهم

    أخافُ أو أتقي يوماً إذا انتبهوا

    ولم أشبّبْ بليلى أو بشاديةٍ

    ككل صرعى إلى حُسن النسا نبهوا

    ولم أردْ شهرة على حساب تقىً

    إني لآخرتي والله منتبه

    ولم أسخّره في ترويج مفسدةٍ

    شأنَ الذين إلى إفلاسهم أبهوا

    وبُغيتي عند ربي الصفحُ والعفوُ

    بما كتبتُ ، وهذا القصدُ والرجوُ

    ليغفر الله ذنباً كنتُ فاعله

    حتى يصادفني المَفاز والنجو

    كم من خطايا رأيت البغي أولها!

    وكم تملكني التفريط واللغو!

    وكم ضعفتُ أمام النفس ما فتئت

    تعصى ويجذبها العِصيانُ واللهو!

    والقلبُ تأفِكُه أطلال غفلته

    وتستبدّ به الآمالُ والغفو

    وجاء شعري من الرحمن موهبة

    فطاب لي رغم ضنك العيشة الشدو

    وكان لي واحة في قيظ تجربتي

    ومُر عيشي بما سطرته حُلو

    وبُحتُ بالسر للأشعار أجعلها

    صديقَ وُدٍ ، له في مُهجتي شأو

    وسائلوا مُلح (الديوان) كم حفظتْ

    مِن الودائع إذ خلا لها الجو؟!

    وما ندمتُ على الأشعار بُحتُ بها!

    قصائدي السعدُ والأفراحُ والصفو

    والشعر إن لم يُدوّنْ عاجلاً ظبيُ

    يطوي الفلاة ، وطبعٌ في الظِبا الجريُ

    فإن تعقبه القناصُ أوقعه

    وخيرُ حَل له في الغابة السبي

    وكم قصائدَ لم تكتبْ ، لذا فقِدتْ

    ونالها الوأدُ والتضييعُ والطي!

    فإن دنتْ فكرة أعرتها قلمي

    ورقعة قد جفا سطورَها الوَشْي

    ورحتُ أسْطر فحواها على عجل

    ولم يعُق همتي يأسٌ ولا لأي

    وأحبس الشعرَ في القرطاس منشرحاً

    والحذفُ يبدأ والإثباتُ والنفي

    فإن فعلتُ أسرتُ الشعرَ في صفدي

    وإن تركتُ مضى ، وانتابني العي

    هِيَ القصائدُ تيجانٌ تُجَمّلني

    يَزينهن السنا والدُرّ والحَلي

    هُن اليواقيتُ في ظلماء عيشتنا

    وهن في القيظ إنْ عمّ الدنا الفي

    وسوف أنشرُ أشعاري وتجربتي

    إذ كل نص به للقارئ الهَدْي
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    احمد علي سليمان عبد الرحيم / أبجديــــات شعريـة ----------------------------------------------------------------- الشعرُ يُخرجُ ما في القلب يختبئُ حتى يُشَفى عن الخواطر الخبءُ وكم يزيد مَعينَ العقل تبصرةً! فلا تراه إلى الأوهام يلتجئ وكم يُلاحي لتُجْلى كلُ داجيةٍ! لأنه بسنا الشعور يدّرئ وكم يناضلُ في سِر وفي علن بجُعبةٍ بسِهام الحق تمتلئ! وكم يُشَخِّص داءاتٍ وأدوية فيها يُصيبُ ، وقد ينتابُه الخطأ! وكم يُلمّعُ غاياتٍ ويُتحِفها من بعد أن نالها ببأسه الصدأ! وكم يُزيلُ دياجيراً تسربلنا! هل بالدياجير وهجُ النور ينطفئ؟ وكم يُعَبّئُ طاقاتٍ ويَشحذها! وقبلُ كانت تني طوعاً وتهترئ رصيدُ تجربةٍ كانت مُغيّبة فلم تعدْ في سُويدا القلب تختبئ ما صادقُ الشعر إن قِسْنا ككاذبه إلا إذا اشتبه الغسّاق واللبأ! والشاعرُ الحق مَن يسمو به الأدبُ فعنده لِسَنا الفضائل الغلبُ يُثري القريضَ بما يُزجيه مِن دُررٍ يرجو الثواب مِن المولى ، ويحتسب ولا يُسَخِرُ في الإسفاف موهبة إذ ليس يَصرفه عن جَده اللعب لا وصفَ غانيةٍ يُودي بهمّته وكيف يهزل مَن للشرع ينتسب؟ ولا يُطوّع للطغيان ما كتبتْ كَفٌ بتقوى إله الناس تختضب ولا يُدَشّنُ ، فالتدشينُ مَخبثة يهواه قومٌ إلى الرذائل انجذبوا ولا يُرائي بأشعار مزوّرة قِوامُها الزيفُ والتمويهُ والكذب ولا يتاجر بالأبيات ما احترمتْ ديناً ولا قِيماً ، إذ عافها الأدب لكنْ يَذودُ عن الأخلاق مُحترباً وكلُ شهم لأجل الخُلق يَحترب مستعذباً كل ما يلقاه في فرح كأن سامرَه في المِحنة الطرب ما الشعرُ إن صاغه حُثالة بُهُتُ مِن الشريعة والفضائل انفلتوا؟ عزيفهم لا يساوي الحِبرَ خط به منذ استجابوا إلى الشيطان ، وانتصتوا وأوغلوا السيرَ في متاهةٍ برئتْ مِن العفاف ، إلى أن شابها العَنت فأفسدوا الناسَ والأمصار قاطبة وعمّ أرضهُمُ البلاءُ والقلت وتلك عُقبى الألى باعوا ضمائرَهم وللمفاسد والقبائح التفتوا ما الشعرُ إن طفحتْ فسقاً قصائدُه وبات عمداً على الإسلام – يفتئت؟ وما اكتفى بخِلال الشر يُشعلها ناراً على أمّة التوحيد تنكلت ولا اكتفى بالذي ألقاه من شُبَهٍ بين الخلائق يُزكِي وهْجَها العَتت ولا اكتفى بمبادي الكفر رَوّجها جبراً وقهراً على أيدي الألى بُهِتوا ليَذهبِ الشعرُ إن غارتْ طلاوته وليَخسأ القومُ عن تفنيده سكتوا كم من قصائدَ منها النور ينبعثُ! جلتْ ، فليستْ لمَا يشينُ تمترثُ نأت عن الشر والسوأى ، فما انحدرتْ إلى الحضيض ، فما أرزى بها الخبث واستشرفتْ لجليل اللفظ تنسجُه ثوباً يُغرّد في طياته الحدث وصورتْ ما ارتأى ضميرُ شاعرها وزانها في الأداء الحب والخوث وعندما أنشدتْ في الناس تاق لها كلُ الكِرام وجَدّوا ، فانجلى العبث فأورثتهم مِن الجمال أطيبَه فلم يُمِلهم عَن الفضائل الرفث وهيّجتْ لخِلال الخير مَن أخِذوا بما احتوته مِن الضياء ينبعث وسطرتْ في قلوب الناس ملحمة تفوقُ خندمة ، يقودُها البعث قصائدٌ تمنح الحياة فاقدها كما تحِنّ إلى المعيشة الجُثث وإنما ثلثا أفكارها قِيمٌ واللفظ والوزن والبلاغة الثلث وكم قصائد أملاها الألى هرجوا من بعد أن جَرّهم – للباطل – الهَوَجُ! وأخلدوا جُملة إلى جهالتهم كأنهم بالذي تكلفوا ابتهجوا وأغلبُ الناس بالأشعار قد فتِنوا وللجميع لدى تبريرهم حُجَج كيف استباح الألى خطوا قصائدهم أخلاقَ شِرعتنا ، أولئك الهمَج؟ صاغوا التهتك أشعاراً مزركشة وبالأباطيل هم على الورى خرجوا كيف استمالوا الغثا لنصر باطلهم ولقنوهم مواويلاً بها لهجوا؟ هذي الأهازيجُ مهما دفّ مُنشدُها لها ، فمنها وربّي يبرأ (الهزج) وكم على الشعر مرّتْ شرُ أزمنة! وكان منها أصيلُ الشعر يَختلج وكبلتْ أزمة إبداعَ كوكبةٍ مِن الأباة ، متى يا قوم تنفرج؟ وكابدَ الشعرُ حتى غصّ رونقه بما يُلاقيه حتى طالتِ الحِجج والكل يشكو ، وبالتبرير يَفتتحُ ويستهين بما قد عاش يَجترحُ فشاعرٌ نافقَ الطاغوتَ مُنتظراً منه النوالَ ، فبئسَ النولُ والمنح! وشاعرٌ ناولَ الفسّاق أغنية فيها يُرَوّجُ للسوآى ، ويَمتدح وشاعرٌ باعَ للشيطان ذمته فشعرُه اليومَ فجٌ مُقرفٌ وقح وشاعرٌ في هوى النسوان منجدلٌ أودى به العِشقُ والغرامُ والمَرح وشاعرٌ حَبّرَ الأوزانَ صادية هذا (طويلٌ) ، وهذا بعدُ (مُنسرح) وشاعرٌ جندَ الأشعارَ طيّعة في حرب مَن ناوأوا الضلالَ ، أو نصحوا وشاعرٌ في سبيل المال أطلقها دعاية بالقريض الغث تتشح وشاعرٌ كأسُه بالرجز مُترعة وهزله في بقاع الأرض مُفتضح فيم التشاكي وهم باعوا ضمائرهم؟ وهل يُنالُ بما هم أحدثوا فلح؟ إني لأعجب مِن باغ ويَصطرخ ولكنة عَجمتْ شكواه ترتضخ أصادقٌ هو في دعوى يردّدها؟ أم كاذبٌ وعليه الأمرُ يبتلخ؟ كم يدّعي الطهرَ مَن خاست سريرته وقلبه بقتام الإفك متسخ! كيف استكان لمَا حاكتْ هواجسُه مِن التخرّص بين الناس – يرتسخ؟ لم يَرجُم الشعرَ إلا أهلُ صنعته من الذين لأصحاب الهوى رضخوا فقدمّوه لهم قربانَ طاعتهم كأنهم مِن هُدى الشريعة انسلخوا واستخدموه سيوفاً يذبحون بها قوماً بآنافهم ضد البلا شمخوا وبعد أن شقيتْ بهم شبيبتنا وردّدوا كل ما أهلُ الخنا نسخوا جاء الجميعُ بآهاتٍ مجلجلةٍ ومَن غوى والذي أغوى الورى اطرخوا وهم بما ارتكبوا ، خطوا نهايتهم فما استدام لهم عِز ولا بَذخ حتى الشواعرُ في الفوضى لهن يدٌ كأنهن بساحات الوغى أسُدُ أنشدن ما يفسد الدنيا بلا خجل فشِعرُهن إلى الأخلاق يفتقد والدُورُ تشهدُ ، والشاشاتُ شاهدة وليس ينكرُ ما أقوله أحد والأمسياتُ بما ذكرتُ ناطقة إني على كل ما تزجيه أعتمد مِن كل حسناءَ تُبدي حُسنها طمعاً فيما تؤمّلُ ، أين الوعيُ والرَشَد؟ وكيف تظهرُ للدنيا مفاتنها وفي التزيّن بالمكياج تجتهد؟ ألا تغار على الحريم كوكبة مِن الرجال بفرط الغيْرة انفردوا؟ ما قيمة الشعر إن ألقته غانية تُهدي تبرّجها لمن له سجدوا؟ وكيف تدعو إلى خير تخالفه وإن تكن للذي نحياه تنتقد؟ إني أراها بهذا الطرح كاذبة خاب التخرّصُ والتدليسُ والفند؟ إن التهتك بين الصِيد منتبذُ وليس يعجبُ إلا مَن به أخِذوا وكم تبذلَ في الأشعار مُرتزقٌ خالي الوفاض ، فما في كيسه قذذ! فراح يُسرفُ في التشبيب مبتذلاً إذ غاله قدمُ الهيفاء والفخِذ بضاعة رخصتْ في سوق مَن سفلوا وكل مَن يشتري يَخزى ويُنتبذ والدِينُ يَعصمُ مَن يأوي لشِرعته وفي التقى والعفاف النجوُ والنقذ ويخذلُ اللهُ مَن – بالباطل التحفوا ولهواً الآيَ والحنيفة اتخذوا لو أحسنوا القصدَ ما ضلوا ، ولا ارتكسوا ولا الضلالاتِ مِن أعدائهم شحذوا واللهُ ناصرُ مَن طابت سرائرُه وعند رب الورى للحائر العوذ فأصلِحوا أيها العادون ، والتمسوا رضا الملك ، وبالنصح النبيل خذوا ونحن ننتظرُ الأشعار داعية إلى الرشاد به يَسترشدُ الفلذ مازال شعرُ الخنا يُغري الألى مَكروا بنا ، فهم بالذي صاغ الغثا انبهروا وعيّرونا بما صغتم بدون حيا مِن القصائد منها القلب ينفطر تثيرُ في الناس إن قِيلتْ غرائزهم حتى تظل مِن اللهيب تستعر ولا تخاطبُ في الآنام عاطفة إلى المبادئ والأخلاق تفتقر ولا تصحّحُ مفهوماً بأدمغةٍ قد استقرّ ، وفيه الشر والضرر ولا تجدّدُ فِكراً في القلوب ثوى وكم تصِحّ إذا ما جدّدَتْ – فِكَر! ولا تُغيّر أوضاعاً تزلزلنا مضى على مُكثها في دارنا عُصُر ولا تُبَصّر مَن ضلوا بمنهجهم حتى يُقيموه في الدنيا ، وينتصر ومِن هنا قالها الأعداءُ معلنة أنا إلى دَرَكِ السفول ننحدر فهل تفيقون مِن كيدٍ يَحيقُ بنا؟ أم غرّكم بالذي سطرتمُ السكَر؟ إني أهيبُ بكم ، فالفرصة انتهزوا وأدّبوا شِعرَكم ، وبعدها ارتجزوا فإن فعلتم سيُطري الشعرُ سامرَكم ويَحتفي بكمُ (البسيط) و(الرجز)! وينشدُ الجيلُ مُعتزاً قصائدَكم جَلّ القريضُ على التوحيد يرتكز وتحصدون مِن الألقاب أعذبها وتفحمون الألى عن ظلها عجزوا وتقتدي بكمُ الأجيال واعدة ويستعينُ بكم مَن للذرى برزوا وتُصبحون لمن رامَ الهُدى هدفاً لقد يكون إلى أشعاركم عَوَز وتؤجرون على الأشعار سَجّلها قومٌ مغاوير ما نمّوا ، وما لمزوا وما استبدّوا بآراءٍ مُدمرةٍ وما استطالوا على قوم ، وما غمزوا وما استباحوا مِن الأعراض أشرفها وما استحلوا حِمى قوم ، وما همزوا ولم يخطوا لأجل المال ما ارتجلوا من القريض ، وما حازوا وما كنزوا كم سجّل الشعرُ مِن أنباءَ تُلتمَسُ منها الأحاديثُ ، والأحداثُ تقتبسُ! كم احتوى مِن تواريخ الألى سبقوا! وبالتواريخ عند البحث يُؤتنس! وكم وقائعَ بالأشعار قد حفظتْ! لولا القريضُ لكان النصّ يندرس! وكم به نصِر الإسلامُ في ملأ في النيل منه ومن أحكامه انغمسوا! وكم به ذاد (حسانٌ) بلا وجَل عن النبي ، فهذا شاعرٌ مَرس! صدّ الأعاديَ بالأشعار صاعقة لكل بيتٍ سنا ، كأنه قبس وسلّ مما افترَوْا ظلماً (محمدَنا) فكابدوا سَلّهُ بالكاد ، وابتأسوا وكان جبريلُ روحُ القدس ناصرَه بعد المليك بإرشادٍ له أسس بدعوة مِن رسول الله خالصةٍ! الشعرُ فجْرٌ بها أيّانَ ينبجس وهل كمثل دُعا النبي مَكرُمة؟ طابَ النبيّ! وطابَ اللفظ والنفس! وكم قضايا بساط الشعر تفترشُ بها يزولُ عن البصائر – الغبَشُ! وكم علوم عِيارُ الشعر زللها وكلُ تال لِمَا تحويه يندهش! وكم مواقفَ نظمُ الشعر حَجّمَها عن التشعّب ، فيها الطغمة احتمشوا! وكم مشاكلَ بالشعر النديّ مَضتْ والقومُ بعدَ مُضِي الغمّة احترشوا! وكم علائقَ قوّى الشعرُ واهنها فأصبحتْ في رياض الشعر – تنتعش! وكم عُرىً نُقِضَتْ مِن بعد قوّتها والشعرُ أرجعَها بالحب تنتفش! وكم بقاع غزاها المُعتدون ضحىً واستسلمتْ أممٌ ، وأزهقتْ عُرُش! فاستبسل الشعرُ في استرجاع ما غصبوا وخاف مِن هوله المستعمرُ الوبش وكم لأجل البطون احتجّ مَن حُرموا! كم يُحرجُ الهازلين الجوعُ والعطش! فأشبع الشعرُ مَن – للعزة انتفضوا فهم بشِعر الإبا أمجادَهم نقشوا فهؤلاء على إعزازهم حرصُوا ومِن حظوظ هوى نفوسهم خلصُوا وضمّنوا الشعرَ آياتٍ تجمّله وللأحاديث في أبياته حِصص وخللوهُ أقاصيصاً مُحققة ما الشعرُ إن غابت الآيات والقِصص؟! وزركشوه بأمثال غدتْ حِكَماً ولم تمِله عن الإجادة الغصص لم يُرخصوه لشار لا يُثمّنه ما الشعر إن غاله التزهيدُ والرِّخص؟! فهؤلاء على إجلاله دَرَجوا خاب المزادُ ومَن زادوا ومَن نقصوا! إن القصائد إن هانت فقد وئدتْ والأمرُ ليس على الكِرام يختبص إما قصائدُ عَزتْ لا عَوارَ بها ولا عُيوبَ ولا سُوآى ولا رُخَص أو النكوص عن الكتابة اقتصرتْ على الهُراء ، فأنعِم بالألى نكصوا! لا للتغني بنص لا رشادَ به وضلّ قومٌ على أنغامه رقصوا وللظهور عُتاة بالعُروض رضُوا فهل يُفيد الهوى ، أو ينفعُ العَرَضُ؟ حازوا الصدارة بالبهتان في زمن لأغلب الشعر مِن تأليفه غرض يُرغِي ويُزبدُ إن زادت دراهمُه وأهله يُبدعون الدهرَ إن قبضوا ألا تراهم بذا التلميع قد قبلوا واستُدرجوا فاستساغوا الضيمَ ما رفضوا؟ وعصبة السوء خصُّوهم بما ادخروا من البرامج فيها الدس والحرض وأغدقوا عاطر الألقاب تشفية فيمن على منهج التزلف اعترضوا وقدموهم إلى التلفاز كبش فدا والمال للشعر والمستشعر العِوَض إن التزلف للإجرام منزلقٌ إليه يدلف مَن في قلبه مرض لا يَشتري المالُ إلا شاعراً عفناً مِن الذين إلى أهل الغنى ركضوا حتى يقول الذي يرجوه سيدهُ ولا يقول: أنا قد مسّني المَضض طاب القريضُ بشرع الله ينضبطُ فلا يُعكّره غبنٌ ولا شططُ فإن نأى عن هُدى الإسلام ضاق به عبدٌ جوارحُه – بالشرع ترتبط وكم كتبتُ ، وأشعاري مدونة ودمعُ خاطرها – بالصبر مُختلط! أبكي على أمتي كيف استهان بها عدوّ مِلتِها والساسة السطط؟ وكيف أضحتْ غثاءً لا اعتدادَ به وجيلها في بقاع الأرض منبسط؟ مِليارها اليومَ لا وزنٌ ولا ثقة والسيفُ فيهم برغم الأنف مخترط! وخيرُها في بلاد الكون منتشرٌ ويَطمعُ الكلُ فيها: الفرسُ والنبَط والشعرُ يَرثي لها ، واللفظ مُستعرٌ يشكو الجراحَ ، ويكوي حُسنه الحَبَط ويُسخِط الشعرَ ما يلقاه مِن مِحن فهل يزيل العنا البكاءُ والسَخط؟ كم من قريض على الأمجاد يبكيْ دماً وآخرٍ لفساد الناس يغتبط! لا يُحسِن الشعرَ إلا نابهٌ يَقِظُ مِن المواقفِ والأغيار يَتعظ وسامعوه لهم حَسٌ به عُرفوا أما الرواة فمِن ظرف الصدى حفظوا والمُعجبون بشعر الحق شرذمة مِن الخِيار إذا لقُوا الورى وعظوا لا يجهلون على مَن نالهم بأذىً فليس فِي طبعهم طيشٌ ولا غِلظ ولا يُدَانَوْن في لِين ولا أدب بل كلَّ مَنقصة تُزري بهم لفظوا يُرَجّعون مِن الأشعار أجودَها وإن أبى البعضُ ما قالوه ، أو لمظوا وجيّدُ الشعر مقبولٌ ومحترمٌ يُصغي إليه اللبيبُ المُخبِتُ اليَقِظ مُقوماتُ البقا تضفي عليه بَها وبالثبات مَدى الأيام يحتفظ والناسجون على مِنواله كُثرٌ وإن يَعُقهم عن الإجادة النكظ وإنْ غواة رمَوْا – بالجهل دُربتهم تعقبوا فرقة ، وفرقة عكظوا كيْلا تغرّهمُ الراياتُ والشيعُ ولا الأباطيلُ صاغوها ولا البدعُ إن التمحّك مرهونٌ بخيبته ولا تراه إذا ما انضام يَرتدع والشعرُ يشكو مِن القراء جفوتهم إذ لم تعد صفوة تأسى وتطلع بل هجرة فرضتْ على قصائده وأهلها العِيرُ في تمريرها برعوا واستسهل الناسُ ما أيديهمُ كتبتْ مِن العزيف الذي في نظمه اندفعوا وهاجم القومُ شِعرَ العُرب ، بُغيتهم هدمُ القديم ، وشِعراً حُراً ابتدعوا! وألبسوه مِن الأوزان ما اخترعوا وشدّهم نحوه الإعجابُ والولع! وأطربوا الغربَ مَن أعمى بصائرهم لأنهم للذي يهذي به استمعوا وأكبروه على التخطيط حاق بهم وبئس ما أحدثوا! وبئس ما صنعوا! هم حرّروا الشعرَ مِن وزن وقافيةٍ والغربُ مدرسة ، وهم له تبَع! وفي التحايُل والتضليل هم نبغوا بألسُن قادها في الفتنة اللثغ والضادُ مما ادّعَوْا جهارة برئتْ لأنهم بالذي تعشّقوا اصطبغوا وراهنَ الكلُ مُحتالاً على لغةٍ في عَرضها كلّ أرباب الشقا ولغوا والمُغرضون اعتدَوْا على شرافتها ويعلم اللهُ ما عُتاتُهم بلغوا والشعرُ نال مِن العداوان أعنفه والنحو جندله في المحنة الوتغ والصرفُ خُصّ بتسفيهٍ وسفسطةٍ ولا يزال يني ، فالقوم ما فرغوا وبالبلاغة مَسٌ مِن جهالتهم إذ بالركاكة هم إن حدّثوا صُبغوا وللأساطين مِن أنصارها جلبٌ ضد الألى بين أهل الضاد كم نزغوا حتى يُعيدوا إلى الفصحى نضارتها مِن بعد ما غيّبتْ نقاءَها الزرع هم الأسودُ لهم زئيرُ خندمةٍ فهل تخيفُ أسودَ الغيضة الوزغ؟ وإن للضاد أنصاراً بها شغفوا وكل هاوٍ لها حقاً له الشرفُ بها الكِتابُ مليكُ الناس أنزله والناطقون بها بمجدهم عُرفوا وبين شتى اللغا لها مكانتها حتى الأعادي بسامي فضلها اعترفوا وسَلْ (عُكاظاً وذا المجاز) عن خبر فيه النزاهة والإنصاف والثقف يُنبيك أن لدى الفصحى شروط بقا وأنها عن لغات الناس تختلف مُقوماتُ لسانِ الضاد نابضة ومِن جنائنها الورودُ تقتطف وكم تأبّتْ على التغريب – صامدة! فالضادُ ليست مع التيار تنجرف واسألْ بنيها ومَن مِن نبعها نهلوا هل استكانت لمن يبغي ويعتسف؟ وهل ألانتْ للاستشراق جانبها؟ أو أذعنتْ لأناس جهرة – خرفوا؟ بل أثبتتْ لأعاديها جدارتها جدارة تجعل التنويرَ يرتجف محاولاتُ أولي التغريب تستبقُ والضاد تفضحُ ما شادوا وما اختلقوا يُشككون ، فهل أجدتْ مطاعنهم؟ وهل صحيحُ الحِجا في قولهم يثق؟ ويَذبحون لسان الضاد صبحَ مسا وفي النزال سيوفُ الغدر تُمتشق وفي مَرابعنا لهم دَجاجلة إلى الحضيض الذي دَعَوْا له انزلقوا مِن الرقيع غزا النشاذ منطقهُ يُردّد اليوم ما به العِدا نعِقوا ومِن سفيهٍ يقول: الضاد قد هَرمتْ والإنجليزيّة الشهباءُ تأتلق والإمّعاتُ على الدروب دون هُدىً يُكرّرون ، ولو جَدّوا لمَا نطقوا والضادُ في وجه كلٍّ كالمنار بدا يَهدي الحيارى ، كمثل البدر يتسق وقد تُعاجلُ مَن يُدمي شبيبتها بطعنةٍ مِن صداها يَذهبُ النزق يَخزى الجميعُ ، وتبقى الضاد شامخة كالطود إذ يحتفي – ببأسه الأفق والضاد مملكة ، وشعرُها المَلِكُ وجُندُها ضمّهم للذود مُعترَكُ والشعر كم زاد عن فصحاه دون ونىً وكفّ لمّا رأى أعداءَها هلكوا! وللقصائد فحواها وقِيمتها والمُنشدون لهم في طرحها نسك والشعرُ بالخُلق العظيم مُلتزمٌ كالنجم يَحكمُه في دَوْره الفلك ينالُ مِن زمَر العادين مُدّرعاً بالحق ، ثم يَفلُ ما حبكوا فتارة ينبري كالبرق يصعقهم وفي التشفي من الناجين ينهمك وتارة كسِراج في توقدِهِ يفرّ مِن نوره إن أشرقَ الحَلك أو كالخضمّ إذا أمواجُه هدَرتْ فهل تُضاهي الخضمَ الهادرَ البرَك؟ وتارة مثل حوتٍ في الخليج إذا ما هاج زاغتْ دوابُ البحر والسمك وهكذا الشعرُ إمّا خاض معركة ضد الذين مع الفصحى قد اشتبكوا وشعرُ (حسان) في تاريخنا المَثلُ وشعرُ (كعب) به الأيامُ تحتفلُ (وابن الرواحة) في أشعاره قِيَمٌ على الفضائل والأخلاق تشتمل همُ العباقرة الأفذاذ تحسَبُهم حازوا المناقبَ ، نعم السادة الُأوَل! إنا ضيوفٌ على أشهى موائدهم عزّ المُضيفُ ، وطاب الشربُ والأكُل! نختار ما نشتهي مِن شِعر جمهرةٍ همُ الأجاويدُ يُعطون الذي سُئلوا نحن المَدينون فعلاً بالكثير لهم وإنْ يكن بيننا تباعدَ الأجل أشعارُهم مَنهلٌ عذبٌ لوارده وشِعرُ مَن دونهم للوارد الوَشَل ذادوا عن الدين فانساق البيانُ لهم طوْعاً ، وناولهم كلّ الذي أملوا والشعرُ هَشّ لهم ، وبَشّ محتفياً بخير مَن أسلموا ، وخير مَن عملوا وكان رائدَهم في كل ملحمةٍ فبعضَه ارتجزوا ، وبعضَه ارتجلوا الشعرُ للشاعر الصدوق مغتنمُ يأوي إليه إذا ما طمّتِ النِقمُ يبث نجواهُ للسلوى بلا قلق فالسر حتماً لدى القريض مُنكتِم إمّا خلا شاعرٌ بالشعر باحَ لهُ بما يُعانيه ، والدموعُ تنسجم والشعرُ مُنتصتٌ لمَا يُقال لهُ حتى يكُفّ عن القول الشجين فم ولا يُقاطعُ بالشكوى مُحدثهُ وإن يكن كاتباً ، فالفيصلُ القلم يُسَطر الألمَ المُلتاعَ مُحتملاً ناراً بقلب نديم الشعر تضطرم يَصوغ مِحنته شعراً تنوءُ به بيضُ الرقاع ، بها الأشعارُ تبتسم وقد يفاجأ بالنسيان صاحبُها كأنما ودّعت فؤادَها الغمم لكنْ صحائفه بالشعر مُترعة واللونُ قان ، فهل حِبرُ اليراع دم؟ أم أنها اختضبتْ بما يُصارعُه في العيش مِن غُصص خضابُها العَنم؟ والشعرُ سيفٌ به تستأصلُ الفتنُ فكم أبيدتْ بنص قاطع مِحَنُ! وكم به حصدتْ هاماتُ مَن جحدوا! فما عليها بكتْ قرىً ولا مُدن وكم شكوكٍ ببيتٍ واحدٍ قطعتْ! وقبلُ كان بها الأقوامُ تفتتن وكم قضايا رأيتُ الشعرَ يحسِمُها! كأنه حَكَمٌ مستبصرٌ فطن وكم غرامٍ رأيت الشعر يوقده! سِراً ، ونارُ الهوى يُديلها العلن وكم خلافٍ رأيتُ الشعرَ يَمحقه! فلا تكون خلافاتٌ ولا شجن وكم شِجار رأيتُ الشعرَ يسحقه! فلا يكون له بين الورى وطن وكم بلاءٍ رأيت الشعر يدفعُه! فتنزوي إزمٌ ، وتنجلي إحَن وكم عذاباتٍ القريضُ يُبْدِلها إلى نعيم ، ويمضي الضنكُ والوهن! وكم مصاب قريضي العذبُ جندله لأن شعري إلى الإسلام يرتكن فكم نأيتُ به عن درب مَن سفهوا فلم يَشُبه هوىً يُزري ولا عَمَهُ! ولم أسَخّره في ترويج مفسدةٍ شأنَ الذين إلى إفلاسهم أبهوا ولم يكونوا سوى خدام شهوتهم مِن بعد أن جرّهم للباطل الشرَه ولم أطوّعه للطاغوت منتظراً نواله ، إنما تطويعُه البَله ولم أسَطرْه في أوصاف غانيةٍ يشدّني نحوها الغرامُ والوَله ولم أضمّنه ما يندى الجبينُ لهُ مثل الذين طغى عليهمُ السفه ولم أجاملْ به قوماً لسَطوتهم أخافُ أو أتقي يوماً إذا انتبهوا ولم أشبّبْ بليلى أو بشاديةٍ ككل صرعى إلى حُسن النسا نبهوا ولم أردْ شهرة على حساب تقىً إني لآخرتي والله منتبه ولم أسخّره في ترويج مفسدةٍ شأنَ الذين إلى إفلاسهم أبهوا وبُغيتي عند ربي الصفحُ والعفوُ بما كتبتُ ، وهذا القصدُ والرجوُ ليغفر الله ذنباً كنتُ فاعله حتى يصادفني المَفاز والنجو كم من خطايا رأيت البغي أولها! وكم تملكني التفريط واللغو! وكم ضعفتُ أمام النفس ما فتئت تعصى ويجذبها العِصيانُ واللهو! والقلبُ تأفِكُه أطلال غفلته وتستبدّ به الآمالُ والغفو وجاء شعري من الرحمن موهبة فطاب لي رغم ضنك العيشة الشدو وكان لي واحة في قيظ تجربتي ومُر عيشي بما سطرته حُلو وبُحتُ بالسر للأشعار أجعلها صديقَ وُدٍ ، له في مُهجتي شأو وسائلوا مُلح (الديوان) كم حفظتْ مِن الودائع إذ خلا لها الجو؟! وما ندمتُ على الأشعار بُحتُ بها! قصائدي السعدُ والأفراحُ والصفو والشعر إن لم يُدوّنْ عاجلاً ظبيُ يطوي الفلاة ، وطبعٌ في الظِبا الجريُ فإن تعقبه القناصُ أوقعه وخيرُ حَل له في الغابة السبي وكم قصائدَ لم تكتبْ ، لذا فقِدتْ ونالها الوأدُ والتضييعُ والطي! فإن دنتْ فكرة أعرتها قلمي ورقعة قد جفا سطورَها الوَشْي ورحتُ أسْطر فحواها على عجل ولم يعُق همتي يأسٌ ولا لأي وأحبس الشعرَ في القرطاس منشرحاً والحذفُ يبدأ والإثباتُ والنفي فإن فعلتُ أسرتُ الشعرَ في صفدي وإن تركتُ مضى ، وانتابني العي هِيَ القصائدُ تيجانٌ تُجَمّلني يَزينهن السنا والدُرّ والحَلي هُن اليواقيتُ في ظلماء عيشتنا وهن في القيظ إنْ عمّ الدنا الفي وسوف أنشرُ أشعاري وتجربتي إذ كل نص به للقارئ الهَدْي ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    0 التعليقات 0 المشاركات 6 مشاهدة 0 معاينة
  • *صباح الخير*
    *لكل شيء بسيط يصنع صباحيات جميلة بداخلنا*
    *صباح الخير للخير الذي يتجلى في قلوبكم*،
    *صباح الخير لكل من لمح النور بقلبه*
    *صباح الورد لكل من أستنشق طعم الحياة*
    *صباح التوفيق لكل من استودع الرحمن يومه وسعيه*
    *صباح الأمل حينما ندرك أن كل شيء بيد الله*
    *صباح الرضا بما هو مكتوب لنا*
    *صَباح الخير*
    *لـ يوم جديد ، ابتسموا في بدايـته*
    *لعلّ الدُنيا تزهر امامكم*🕊‏ تمر الحياة بين أمل و أمنية
    ‏ولا يحدث إلا ماكتب الله لنا...
    ‏ عيون تحلم... وقلب يتمنى...
    ‏ ورب كريم..
    ‏اللهم أكرمنا بالاخبار السارة و الأعمال الصالحة والارزاق الدائمة والسعادة.
    ‏ في الدنيا و الاخرة..
    قصة العيش والملح ...

    قصة الوفاء ٠٠٠٠٠
    دخل رجل غريب الى مطعم في الشام وطلب رغيف خبز أكل نصفه وترك النصف الأخر وخرج وفي كل يوم كان يفعل ذلك فانتبه اليه رجل شامي فسأله بكل ادب لماذا تأكل نصف الرغيف وتترك نصفه في كل يوم ومن اين انت فقال الرجل انا من بغداد ودرت بلادا ولم اجد من يحفظ الخبز والملح فانا اكل نصف الرغيف ولا اجد من يستأهل ان يأكل نصفه الثاني قال له الرجل الشامي انت اليوم معزوم عندي وجاء الموعد وكان الشامي يعيش في بيته مع امه وابنة عمه التي يحبها وعلى وشك الزواج بها وطرق البغدادي الباب ففتحت ابنة عم الشامي ففتن بها البغدادي وبعد الغداء قال البغدادي للشامي اريدان استحلفك بالخبز والملح ان لأترد طلبي من الفتاة التي فتحت الباب قال ابنة عمي فقال اريد الزواج منها فقال الشامي هي لك
    سافر البغدادي مع عروسه ليعيشا في بغداد
    ماتت ام الشامي وفقر وباع بيته ليأكل بثمنه وقلت النقود ولم يبق إلا شيء يسير فقرر ان يسافر الى صديقه في بغداد وحين وصل بغداد علم ان صديقه البغدادي اصبح من اغنياء بغداد ولديه قصر فيها فتوجه لقصره وطلب من الخادمة مقابلة صديقه فعادت الخادمة تحمل كيسا من النقود الذهبية وأعطته اياه فقال لها انا اريد مقابلة صديقي ورمى بكيس النقود فانفرطت الليرات الذهبية على الأرض وذهب وفي عينيه دمعة كبيرة .......
    واكتشف الشامي ان نقوده انتهت ولم يعد معه ثمن العودة للشام وأصبح ينام في المساجد فأتاه رجل كبير وسأله عن حاله فقال اني لا اجد قوت يومي فقال له الرجل لما لا تعمل في التجارة وبدأ الرجل يعلمه التجارة وإسرارها والأسواق وكل شيء يفيده في عمله الى ان اصبح الشامي في ثلاث سنوات من العمل الدؤوب من اثرياء بغداد وبنى قصرا لم تشهد بغداد مثله جاءت امرأة كبيرة وطلبت من الشامي ان تعمل على خدمته في القصر
    مقابل معيشتها فوافق وكانت له اما حقيقة ثم قالت له ان هناك فتاة فقيرة تريد العمل معي في القصر فوافق بقلبه الطيب المعتاد وبدأت المرأة تزين الفتاة وتلبسها الثياب الجميلة الى ان تعلق بها الشامي وطلب الزواج منها
    وسهلت له الامور المرأة الكبيرة وحدد موعد الزفاف في بغداد .....
    دخل الرجل البغدادي قصر الرجل الشامي فقال له الشامي اتيت لزيارتك فبعثت خادمتك بكيس النقود وكأني متسول والآن ماذا تريد
    قال له البغدادي اني نظرت من شباك القصر فوجدت حالك التي اتيت بها
    فأرسلت لك النقود لتصلح بها حالك امام ابنة عمك التي زوجتني اياها وأنت تحبها وحين وجدت ان كرامتك قد ابت عليك اخذ النقود احترت ماذا افعل من اجلك فهل تعلم من الرجل الكبير الذي علمك التجارة انه أبي
    والمرأة التي تخدمك في بيتك هي أمي وأنا اليوم اتيتك لأحضر عرس أختي
    ثم اشار بيده فدخلت ابنة عم الشامي تجر في يدها طفل وطفلة واقتربت من ابن عمها الشامي وجلست عند قدميه وجاءت العروس جلست قربها وجلس الرجل البغدادي معهم فجلس الشامي معهم وأخرج البغدادي من جيبه نصف رغيف وقسمه على الجميع فأكلوه .... انه الوفاء للعيش والملح لمن يعرف معناه وقيمته ..
    سبحان الله العظيم
    @الجميع ‏يحكى أن رجلاً تزوج امرأة آية في الجمال ..
    فأحبها وأحبته وكانت نعم الزوج لنعم الرجل ومع مرور الأيام اضطر الزوج للسفر طلبا للرزق ولكن .. قبل أن يسافر أراد أن يضع امرأته في أيدٍ أمينة لأنه خاف من جلوسها وحدها في البيت فهي ‏امرأة لا حول لها ولا قوة فلم يجد غير أخ له من أمه وأبيه ..
    فذهب إليه وأوصاه على زوجته وسافر
    ولم ينتبه لحديث الرسول الكريم عليه أفضل الصلاة والتسليم : الحمو الموت !!
    ومرت الأيام .. وخان هذا الأخ أخيه فراود الزوجة عن نفسها إلا أن الزوجة أبت أن تهتك عرضها وتخون زوجها ..
    ‏فهددها أخو الزوج بالفضيحة إن لم تطيعه ..
    فقالت له افعل ما شئت فإن معي ربي وعندما عاد الرجل من سفره
    قال له أخوه على الفور أن امرأتك راودتني عن نفسي وأرادت خيانتك إلا أنني لم أجبها !!
    طلق الزوج زوجته من غير أن يتريث ولم يستمع للمرأة وإنما صدق أخاه !

    انطلقت المرأة .. لا ملجأ لها ولا مأوى ..
    وفي طريقها مرت على بيت رجل عابد زاهد ..
    فطرقت عليه الباب .. وحكت له الحكاية .. فصدقها وطلب منها أن تعمل عنده على رعاية ابنه الصغير مقابل أجر .. فوافقت ..
    في يوم من الأيام ‏خرج هذا العابد من المنزل .. فأتى الخادم وراود المرأة عن نفسها ..
    إلا أنها أبت أن تعصي الله خالقها !!
    وقد نبهنا رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم إلى أنه ما خلى رجل بامرأة إلا كان الشيطان ثالثهما !
    فهددها الخادم بأنه سينال منها إذا لم تجبه .. إلا أنها ظلت على صمودها فقام الخادم بقتل الطفل !
    عندما رجع العابد للمنزل قال له الخادم بأن المرأة قتلت ابنه .. فغضب العابد غضباً شديداً ..
    ‏إلا أنه احتسب الأجر عند الله سبحانه وتعالى .. وعفى عنها .. وأعطاها دينارين كأجر لها على خدمتها له في هذه المدة وأمرها بأن تخرج من المنزل
    قال تعالى : (والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين)
    خرجت المرأة من بيت العابد وتوجهت للمدينة فرأت عددا من الرجال يضربون رجلا بينهم ..
    فاقتربت منهم وسألت أحدهم .. لمَ تضربونه ؟؟
    ‏فأجابها بأن هذا الرجل عليه دين فإما أن يؤديه وإما أن يكون عبداً عندهم ..
    فسألته : وكم دينه ؟؟
    قال لها : إن عليه دينارين ..
    فقالت : إذن أنا سأسدد دينه عنه .. دفعت الدينارين وأعتقت هذا الرجل فسألها الرجل الذي أعتقته : من أنت ؟
    فروت له حكايتها فطلب منها أن يرافقها ويعملا معا ويقتسما الربح بينهما فوافقت ..
    قال لها إذن فلنركب البحر ونترك هذه القرية السيئة فوافقت .. عندما وصلا للسفينة أمرها بأن تركب أولا ..
    ‏ثم ذهب لربان السفينة وقال له أن هذه جاريته وهو يريد أن يبيعها فاشتراها الربان وقبض الرجل الثمن وهرب ..
    تحركت السفينة .. فبحثت المرأة عن الرجل فلم تجده ورأت البحارة يتحلقون حولها ويراودونها عن نفسها فتعجبت من هذا الفعل ..
    فأخبرها الربان بأنه قد اشتراها من سيدها ويجب أن تطيع أوامره الآن فأبت أن تعصي ربها وتهتك عرضها وهم على هذا الحال إذ هبت عليهم عاصفة قوية أغرقت السفينة فلم ينجو من السفينة إلا هذه المرأة الصابرة
    وغرق كل البحارة ..
    ‏وكان حاكم المدينة في نزهة على شاطئ البحر في ذلك اليوم ورأى هبوب العاصفة مع أن الوقت ليس وقت عواصف ..
    ثم رأى المرأة طافية على لوح من بقايا السفينة فأمر الحرس بإحضارها ..
    وفي القصر .. أمر الطبيب بالاعتناء بها .. وعندما أفاقت .. سألها عن حكايتها .. فأخبرته بالحكاية كاملة ..
    منذ خيانة أخو زوجها إلى خيانة الرجل الذي أعتقته فأعجب بها الحاكم وبصبرها وتزوجها ..
    ‏وكان يستشيرها في كل أمره فلقد كانت راجحة العقل سديدة الرأي وذاع صيتها في البلاد ..
    ومرت الأيام .. وتوفي الحاكم الطيب .. واجتمع أعيان البلد لتعيين حاكم بدلاً عن الميت ..
    فاستقر رأيهم على هذه الزوجة الفطنة العاقلة فنصبوها حاكمة عليهم
    فأمرت بوضع كرسي لها في الساحة العامة في البلد ..
    وأمرت بجمع كل رجال المدينة وعرضهم عليها ..
    بدأ الرجال يمرون من أمامها فرأت زوجها .. فطلبت منه أن يتنحى جانباً
    ثم رأت أخو زوجها .. فطلبت منه أن يقف بجانب أخيه ..
    ‏ثم رأت العابد .. فطلبت منه الوقوف بجانبهم ..
    ثم رأت الخادم .. فطلبت منه الوقوف معهم ..
    ثم رأت الرجل الخبيث الذي أعتقته .. فطلبت منه الوقوف معهم ..
    ثم قالت لزوجها .. لقد خدعك أخوك .. فأنت بريء .. أما هو فسيجلد لأنه قذفني بالباطل !
    ثم قالت للعابد .. لقد خدعك خادمك .. فأنت بريء .. أما هو فسيقتل لأنه قتل ابنك !
    ثم قالت للرجل الخبيث .. أما أنت .. فستحبس نتيجة خيانتك وبيعك لامرأة أنقذتك !
    وفي ذلك نرى أن الله سبحانه وتعالى لا يضيع أجر من أحسن عملا ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب .. اللهم استرنا فوق الارض وتحت الارض ويوم العرض.
    اذا أتممت القراءه ضع تعليق بالصلاة على الحبيب المصطفى
    اللهم صلِ على محمد والهِ وسلم. ..إنّه لا يستطيع أحد من النّاس أن ينكر أنّ من الكلام ما يحيي و منه ما يميت . و إنّنا نعني بالحياة و الموت هنا مفهوميهما الأقرب إلى أذهان عمومنا على الوجهين الحقيقيّ و المجازيّ . كيف لا ، و قد ضرب اللّه تعالى مثلين في كتابه الكريم في سورة إبراهيم أوّلهما مثل الكلمة الطّيّبة و الثّاني مثل الكلمة الخبيثة . و ستجدون ذلك في الصّور أدناه . إن كلمة تتوجّه بها لإنسان لقادرة على إحيائه كما أنّها قادرة على قتله أيضا . فحينما يقول الطّبيب للمريض : علّتك قابلة للشّفاء و يزرع في قلبه الرّجاء فإنّه سيتحلّى بعزيمة على الشّفاء حتّى لو كانت العلّة مستعصية في قاموس الطّبّ . في حين أنّه إذا عظّم في نظره حجم علّته و صنّفها على أنّها معقّدة و جسيمة فإنّ ذلك الإنطباع الذّي يتصوّره المريض عن علّته سيضعفه و يدفعه إلى الإستسلام للعلّة تلك و إن كانت بسيطة و هيّنة .
    من النّاس من ينقذ بكلمة يائسا مشرفا على الإنتحار و منهم من يدفع بكلامه مكروبا ضائق الصّدر إلى قتل نفسه و منهم من يعين غيره على قتل النّفس التي حرّم الله بكلمة خبيثة يلقي بها على مسمعه , في حين أنّ منّا من يستطيع ردع من أغواه شيطانه فهمّ بقتل نفس بريئة و ثنيه عن عزمه بمجرّد كلمة يسمعه إياها . إنّنا نستطيع بمجرّد الكلام أن ننهض كسولا ضعيف الهمّة و ندفعه لللسّعي الجادّ ليكون نسخة أفضل من نفسه . في وقت يستطيع فيه ما نقوله لبعض النّاس أن يكون هادما لسعيهم في الحياة و قاتلا لكلّ آمالهم . إنّ الكلمة الطّيبة تجمع الشّتات و تؤلّف بين القلوب و تعزّز الرّوابط بين النّاس بينما تفعل الكلمة الخبيثة عكس ذلك . و إنّ أصل ما يفوه به المرء أو يكتب من كلام طيّب هو دون ريب منهج اللّه , فاللّه طيّب لا يحبّ إلّا الطّيّب و لا يقبل إلّاه ، و ما أكثر المواضع التّي يدعونا من خلالها للقول الحسن و الجدال بالتّي هي أحسن في كتابه . فلا يستهيننّ أحد بأثر ما يقوله للنّاس فبالكلام يمكن أن يكون الواحد منّا طبيبا معالجا و يمكنه أن يكون قاتلا لا مكان للرّحمة في قلبه و ليختر من هذين الدّورين ما يدعوه إليه صوت ضميره .
    *صبــــاح الخيــــــر*أيّها السّائر إلى اللّه.
    لا تركننّ إلى عثراتك و لا تيأسنّ من التّوبة مهما تكرّر منك الخطأ و بالغت في الإساءة . فاللّه لن يملّ انتظار عودة عباده إليه حتّى تفيض نفوسهم .
    لا تقارننّ نفسك بمن دونك فيتملّكك العجب بنفسك و بعملك في جنب ربّك فتؤول حالك إلى نتيجة لذلك إلى التّقصير و التّفريط في جنبه سبحانه . و لا بمن هو فوقك فيصيبك الإحباط من ضعف سيرك إلى مولاك و بطئك في العودة إليه بالمقارنة مع أهله و خاصّته . و لا تخدعنّ بظاهر أحد سواءا استهنت به أو أعجبت به ، فليس أمام ابن آدم امتحان أصعب في دنياه من @امتحان #النّوايا ، فلن تعرف نتيجة هذا قبل يوم الحساب حين تبلى السّرائر و يأتي اللّه بكلّ شيء و يظهره و إن كان #مثقال #حبّة من خردل .
    و حاول جاهدا تفادي الوقوع في #فخّ #الشيطان فهو سيرسل إليك جنوده و أعوانه من الجنّ و الإنس لتصير إلى القنوط من رحمة اللّه و الظّن بأنّ ذنبك أكبر من أن تسعه #مغفرة ربّك فتنغمس في بحر لجيّ @شديد #الظّلمة و تكون من الخاسرين ، و هذه هي الغاية الأعظم لعدوّ اللّه و عدوّك أيّها الإنسان . #ابومحمدالصفار
    *صباح الخير* *لكل شيء بسيط يصنع صباحيات جميلة بداخلنا* *صباح الخير للخير الذي يتجلى في قلوبكم*، *صباح الخير لكل من لمح النور بقلبه* *صباح الورد لكل من أستنشق طعم الحياة* *صباح التوفيق لكل من استودع الرحمن يومه وسعيه* *صباح الأمل حينما ندرك أن كل شيء بيد الله* *صباح الرضا بما هو مكتوب لنا* *صَباح الخير*🌾 *لـ يوم جديد ، ابتسموا في بدايـته* *لعلّ الدُنيا تزهر امامكم*🕊💗‏ تمر الحياة بين أمل و أمنية ‏ولا يحدث إلا ماكتب الله لنا... ‏ عيون تحلم... وقلب يتمنى... ‏ ورب كريم.. ‏اللهم أكرمنا بالاخبار السارة و الأعمال الصالحة والارزاق الدائمة والسعادة. ‏ في الدنيا و الاخرة.. 🌹 قصة العيش والملح ... قصة الوفاء ٠٠٠٠٠ دخل رجل غريب الى مطعم في الشام وطلب رغيف خبز أكل نصفه وترك النصف الأخر وخرج وفي كل يوم كان يفعل ذلك فانتبه اليه رجل شامي فسأله بكل ادب لماذا تأكل نصف الرغيف وتترك نصفه في كل يوم ومن اين انت فقال الرجل انا من بغداد ودرت بلادا ولم اجد من يحفظ الخبز والملح فانا اكل نصف الرغيف ولا اجد من يستأهل ان يأكل نصفه الثاني قال له الرجل الشامي انت اليوم معزوم عندي وجاء الموعد وكان الشامي يعيش في بيته مع امه وابنة عمه التي يحبها وعلى وشك الزواج بها وطرق البغدادي الباب ففتحت ابنة عم الشامي ففتن بها البغدادي وبعد الغداء قال البغدادي للشامي اريدان استحلفك بالخبز والملح ان لأترد طلبي من الفتاة التي فتحت الباب قال ابنة عمي فقال اريد الزواج منها فقال الشامي هي لك سافر البغدادي مع عروسه ليعيشا في بغداد ماتت ام الشامي وفقر وباع بيته ليأكل بثمنه وقلت النقود ولم يبق إلا شيء يسير فقرر ان يسافر الى صديقه في بغداد وحين وصل بغداد علم ان صديقه البغدادي اصبح من اغنياء بغداد ولديه قصر فيها فتوجه لقصره وطلب من الخادمة مقابلة صديقه فعادت الخادمة تحمل كيسا من النقود الذهبية وأعطته اياه فقال لها انا اريد مقابلة صديقي ورمى بكيس النقود فانفرطت الليرات الذهبية على الأرض وذهب وفي عينيه دمعة كبيرة ....... واكتشف الشامي ان نقوده انتهت ولم يعد معه ثمن العودة للشام وأصبح ينام في المساجد فأتاه رجل كبير وسأله عن حاله فقال اني لا اجد قوت يومي فقال له الرجل لما لا تعمل في التجارة وبدأ الرجل يعلمه التجارة وإسرارها والأسواق وكل شيء يفيده في عمله الى ان اصبح الشامي في ثلاث سنوات من العمل الدؤوب من اثرياء بغداد وبنى قصرا لم تشهد بغداد مثله جاءت امرأة كبيرة وطلبت من الشامي ان تعمل على خدمته في القصر مقابل معيشتها فوافق وكانت له اما حقيقة ثم قالت له ان هناك فتاة فقيرة تريد العمل معي في القصر فوافق بقلبه الطيب المعتاد وبدأت المرأة تزين الفتاة وتلبسها الثياب الجميلة الى ان تعلق بها الشامي وطلب الزواج منها وسهلت له الامور المرأة الكبيرة وحدد موعد الزفاف في بغداد ..... دخل الرجل البغدادي قصر الرجل الشامي فقال له الشامي اتيت لزيارتك فبعثت خادمتك بكيس النقود وكأني متسول والآن ماذا تريد قال له البغدادي اني نظرت من شباك القصر فوجدت حالك التي اتيت بها فأرسلت لك النقود لتصلح بها حالك امام ابنة عمك التي زوجتني اياها وأنت تحبها وحين وجدت ان كرامتك قد ابت عليك اخذ النقود احترت ماذا افعل من اجلك فهل تعلم من الرجل الكبير الذي علمك التجارة انه أبي والمرأة التي تخدمك في بيتك هي أمي وأنا اليوم اتيتك لأحضر عرس أختي ثم اشار بيده فدخلت ابنة عم الشامي تجر في يدها طفل وطفلة واقتربت من ابن عمها الشامي وجلست عند قدميه وجاءت العروس جلست قربها وجلس الرجل البغدادي معهم فجلس الشامي معهم وأخرج البغدادي من جيبه نصف رغيف وقسمه على الجميع فأكلوه .... انه الوفاء للعيش والملح لمن يعرف معناه وقيمته .. سبحان الله العظيم @الجميع 🌹 ‏يحكى أن رجلاً تزوج امرأة آية في الجمال .. فأحبها وأحبته وكانت نعم الزوج لنعم الرجل ومع مرور الأيام اضطر الزوج للسفر طلبا للرزق ولكن .. قبل أن يسافر أراد أن يضع امرأته في أيدٍ أمينة لأنه خاف من جلوسها وحدها في البيت فهي ‏امرأة لا حول لها ولا قوة فلم يجد غير أخ له من أمه وأبيه .. فذهب إليه وأوصاه على زوجته وسافر ولم ينتبه لحديث الرسول الكريم عليه أفضل الصلاة والتسليم : الحمو الموت !! ومرت الأيام .. وخان هذا الأخ أخيه فراود الزوجة عن نفسها إلا أن الزوجة أبت أن تهتك عرضها وتخون زوجها .. ‏فهددها أخو الزوج بالفضيحة إن لم تطيعه .. فقالت له افعل ما شئت فإن معي ربي وعندما عاد الرجل من سفره قال له أخوه على الفور أن امرأتك راودتني عن نفسي وأرادت خيانتك إلا أنني لم أجبها !! طلق الزوج زوجته من غير أن يتريث ولم يستمع للمرأة وإنما صدق أخاه ! انطلقت المرأة .. لا ملجأ لها ولا مأوى .. وفي طريقها مرت على بيت رجل عابد زاهد .. فطرقت عليه الباب .. وحكت له الحكاية .. فصدقها وطلب منها أن تعمل عنده على رعاية ابنه الصغير مقابل أجر .. فوافقت .. في يوم من الأيام ‏خرج هذا العابد من المنزل .. فأتى الخادم وراود المرأة عن نفسها .. إلا أنها أبت أن تعصي الله خالقها !! وقد نبهنا رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم إلى أنه ما خلى رجل بامرأة إلا كان الشيطان ثالثهما ! فهددها الخادم بأنه سينال منها إذا لم تجبه .. إلا أنها ظلت على صمودها فقام الخادم بقتل الطفل ! عندما رجع العابد للمنزل قال له الخادم بأن المرأة قتلت ابنه .. فغضب العابد غضباً شديداً .. ‏إلا أنه احتسب الأجر عند الله سبحانه وتعالى .. وعفى عنها .. وأعطاها دينارين كأجر لها على خدمتها له في هذه المدة وأمرها بأن تخرج من المنزل قال تعالى : (والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين) خرجت المرأة من بيت العابد وتوجهت للمدينة فرأت عددا من الرجال يضربون رجلا بينهم .. فاقتربت منهم وسألت أحدهم .. لمَ تضربونه ؟؟ ‏فأجابها بأن هذا الرجل عليه دين فإما أن يؤديه وإما أن يكون عبداً عندهم .. فسألته : وكم دينه ؟؟ قال لها : إن عليه دينارين .. فقالت : إذن أنا سأسدد دينه عنه .. دفعت الدينارين وأعتقت هذا الرجل فسألها الرجل الذي أعتقته : من أنت ؟ فروت له حكايتها فطلب منها أن يرافقها ويعملا معا ويقتسما الربح بينهما فوافقت .. قال لها إذن فلنركب البحر ونترك هذه القرية السيئة فوافقت .. عندما وصلا للسفينة أمرها بأن تركب أولا .. ‏ثم ذهب لربان السفينة وقال له أن هذه جاريته وهو يريد أن يبيعها فاشتراها الربان وقبض الرجل الثمن وهرب .. تحركت السفينة .. فبحثت المرأة عن الرجل فلم تجده ورأت البحارة يتحلقون حولها ويراودونها عن نفسها فتعجبت من هذا الفعل .. فأخبرها الربان بأنه قد اشتراها من سيدها ويجب أن تطيع أوامره الآن فأبت أن تعصي ربها وتهتك عرضها وهم على هذا الحال إذ هبت عليهم عاصفة قوية أغرقت السفينة فلم ينجو من السفينة إلا هذه المرأة الصابرة وغرق كل البحارة .. ‏وكان حاكم المدينة في نزهة على شاطئ البحر في ذلك اليوم ورأى هبوب العاصفة مع أن الوقت ليس وقت عواصف .. ثم رأى المرأة طافية على لوح من بقايا السفينة فأمر الحرس بإحضارها .. وفي القصر .. أمر الطبيب بالاعتناء بها .. وعندما أفاقت .. سألها عن حكايتها .. فأخبرته بالحكاية كاملة .. منذ خيانة أخو زوجها إلى خيانة الرجل الذي أعتقته فأعجب بها الحاكم وبصبرها وتزوجها .. ‏وكان يستشيرها في كل أمره فلقد كانت راجحة العقل سديدة الرأي وذاع صيتها في البلاد .. ومرت الأيام .. وتوفي الحاكم الطيب .. واجتمع أعيان البلد لتعيين حاكم بدلاً عن الميت .. فاستقر رأيهم على هذه الزوجة الفطنة العاقلة فنصبوها حاكمة عليهم فأمرت بوضع كرسي لها في الساحة العامة في البلد .. وأمرت بجمع كل رجال المدينة وعرضهم عليها .. بدأ الرجال يمرون من أمامها فرأت زوجها .. فطلبت منه أن يتنحى جانباً ثم رأت أخو زوجها .. فطلبت منه أن يقف بجانب أخيه .. ‏ثم رأت العابد .. فطلبت منه الوقوف بجانبهم .. ثم رأت الخادم .. فطلبت منه الوقوف معهم .. ثم رأت الرجل الخبيث الذي أعتقته .. فطلبت منه الوقوف معهم .. ثم قالت لزوجها .. لقد خدعك أخوك .. فأنت بريء .. أما هو فسيجلد لأنه قذفني بالباطل ! ثم قالت للعابد .. لقد خدعك خادمك .. فأنت بريء .. أما هو فسيقتل لأنه قتل ابنك ! ثم قالت للرجل الخبيث .. أما أنت .. فستحبس نتيجة خيانتك وبيعك لامرأة أنقذتك ! وفي ذلك نرى أن الله سبحانه وتعالى لا يضيع أجر من أحسن عملا ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب .. اللهم استرنا فوق الارض وتحت الارض ويوم العرض. اذا أتممت القراءه ضع تعليق بالصلاة على الحبيب المصطفى اللهم صلِ على محمد والهِ وسلم. ..إنّه لا يستطيع أحد من النّاس أن ينكر أنّ من الكلام ما يحيي و منه ما يميت . و إنّنا نعني بالحياة و الموت هنا مفهوميهما الأقرب إلى أذهان عمومنا على الوجهين الحقيقيّ و المجازيّ . كيف لا ، و قد ضرب اللّه تعالى مثلين في كتابه الكريم في سورة إبراهيم أوّلهما مثل الكلمة الطّيّبة و الثّاني مثل الكلمة الخبيثة . و ستجدون ذلك في الصّور أدناه . إن كلمة تتوجّه بها لإنسان لقادرة على إحيائه كما أنّها قادرة على قتله أيضا . فحينما يقول الطّبيب للمريض : علّتك قابلة للشّفاء و يزرع في قلبه الرّجاء فإنّه سيتحلّى بعزيمة على الشّفاء حتّى لو كانت العلّة مستعصية في قاموس الطّبّ . في حين أنّه إذا عظّم في نظره حجم علّته و صنّفها على أنّها معقّدة و جسيمة فإنّ ذلك الإنطباع الذّي يتصوّره المريض عن علّته سيضعفه و يدفعه إلى الإستسلام للعلّة تلك و إن كانت بسيطة و هيّنة . من النّاس من ينقذ بكلمة يائسا مشرفا على الإنتحار و منهم من يدفع بكلامه مكروبا ضائق الصّدر إلى قتل نفسه و منهم من يعين غيره على قتل النّفس التي حرّم الله بكلمة خبيثة يلقي بها على مسمعه , في حين أنّ منّا من يستطيع ردع من أغواه شيطانه فهمّ بقتل نفس بريئة و ثنيه عن عزمه بمجرّد كلمة يسمعه إياها . إنّنا نستطيع بمجرّد الكلام أن ننهض كسولا ضعيف الهمّة و ندفعه لللسّعي الجادّ ليكون نسخة أفضل من نفسه . في وقت يستطيع فيه ما نقوله لبعض النّاس أن يكون هادما لسعيهم في الحياة و قاتلا لكلّ آمالهم . إنّ الكلمة الطّيبة تجمع الشّتات و تؤلّف بين القلوب و تعزّز الرّوابط بين النّاس بينما تفعل الكلمة الخبيثة عكس ذلك . و إنّ أصل ما يفوه به المرء أو يكتب من كلام طيّب هو دون ريب منهج اللّه , فاللّه طيّب لا يحبّ إلّا الطّيّب و لا يقبل إلّاه ، و ما أكثر المواضع التّي يدعونا من خلالها للقول الحسن و الجدال بالتّي هي أحسن في كتابه . فلا يستهيننّ أحد بأثر ما يقوله للنّاس فبالكلام يمكن أن يكون الواحد منّا طبيبا معالجا و يمكنه أن يكون قاتلا لا مكان للرّحمة في قلبه و ليختر من هذين الدّورين ما يدعوه إليه صوت ضميره . *صبــــاح الخيــــــر*أيّها السّائر إلى اللّه. لا تركننّ إلى عثراتك و لا تيأسنّ من التّوبة مهما تكرّر منك الخطأ و بالغت في الإساءة . فاللّه لن يملّ انتظار عودة عباده إليه حتّى تفيض نفوسهم . لا تقارننّ نفسك بمن دونك فيتملّكك العجب بنفسك و بعملك في جنب ربّك فتؤول حالك إلى نتيجة لذلك إلى التّقصير و التّفريط في جنبه سبحانه . و لا بمن هو فوقك فيصيبك الإحباط من ضعف سيرك إلى مولاك و بطئك في العودة إليه بالمقارنة مع أهله و خاصّته . و لا تخدعنّ بظاهر أحد سواءا استهنت به أو أعجبت به ، فليس أمام ابن آدم امتحان أصعب في دنياه من @امتحان #النّوايا ، فلن تعرف نتيجة هذا قبل يوم الحساب حين تبلى السّرائر و يأتي اللّه بكلّ شيء و يظهره و إن كان #مثقال #حبّة من خردل . و حاول جاهدا تفادي الوقوع في #فخّ #الشيطان فهو سيرسل إليك جنوده و أعوانه من الجنّ و الإنس لتصير إلى القنوط من رحمة اللّه و الظّن بأنّ ذنبك أكبر من أن تسعه #مغفرة ربّك فتنغمس في بحر لجيّ @شديد #الظّلمة و تكون من الخاسرين ، و هذه هي الغاية الأعظم لعدوّ اللّه و عدوّك أيّها الإنسان . #ابومحمدالصفار
    0 التعليقات 0 المشاركات 4 مشاهدة 0 معاينة
  • أحمد علي سليمان عبد الرحيم / صرخة في ضمير الأمة!
    ------------------------------------------------------------------
    يا أمة الحق ، إن الحق يستعرُ
    والجيلُ يدهمُه التدميرُ والخطرُ
    حتى متى – في اللظى – نجترّ حسرتنا
    حزناً ، ويقمعنا – في المحنة – الكدر؟
    حتى متى لججُ البأساء تسحقنا
    ويستبيح دمانا الجوقة الفجُر؟
    حتى متى ألمٌ يُودي بفرحتنا؟
    حتى متى الدمعُ في الأحداق منهمر؟
    حتى متى تأكلُ الزلات عزمتنا
    ويستبد بنا الإفلاسُ والخوَر؟
    حتى متى تذهب الطاقاتُ ثاوية
    في الوهم ، والأملُ المنشود يندثر؟
    حتى متى يُطفئ الأعداءُ جذوتنا
    والجيلُ – من خمرة الأعداء – مغتمر؟
    حتى متى يقتل الباغون عزتنا
    ويُصبح الأمر ما أعداؤنا أمروا؟
    حتى متى أرضنا تغتال مُعلنة
    فينا الضياعَ ، وفيها الكفرُ يتجر؟
    حتى متى الدار في أوحال خيبتها
    تهذي ويصدح في أصقاعها الغجر؟
    حتى متى يئد العادون هِمتنا
    وجُرحُنا من أسى تخميشهم بثر؟
    حتى متى نشرب المأساة في شرهٍ
    وبعدُ بالخِزي والتغرير نفتخر؟
    حتى متى نقتدي بالكفر في عمهٍ
    وفي دروب الخنا يحلو لنا السفر؟
    حتى متى نجعل الضلاّل أسوتنا
    وفي زرائبهم يحلو لنا السمر؟
    حتى متى خفرُ الطاغين ترقبُنا؟
    ومن عيونهمُ تقطرَ الشرر
    حتى متى القيدُ ، والأغلالُ جاثمة؟
    وكم أذل الورى الطاغوتُ والخفر
    حتى متى الدمعُ في الأكباد مُحتبسٌ؟
    متى يجف؟ متى تعنو له البُشُر؟
    حتى متى النوحُ يفري بأسَنا بطراً؟
    هذا النشيجُ متى يُزوى ، وينجذر؟
    حتى متى الآهة الثكلى تُجَرّعنا
    كأسَ الهوان؟ وهل في ذاك مزدجر؟
    حتى متى لوعة الأشجان تقهرُنا؟
    هذا النحيبُ متى يُطوى ، ويندثر؟
    حتى متى البؤسُ يسري في ترائبنا؟
    وفي الترائب ماءُ العيش ينصهر
    حتى متى الموتُ يسعى خلفنا قدُماً
    كيلا يكون لنا في دارنا أثر؟
    حتى متى زمَرُ الباغين تحكُمنا
    كأننا – عند هذي الطغمة – الحُمُر؟
    حتى متى الضيمُ يستشري ، فيخنقنا
    ونحن في قضمِه بين الورى صُبُر؟
    يا أمّة الحق ، بات الحق منجذلاً
    وإن قلبي لمَا عانيتِ ينفطر
    آسى على الدار باتت في انتكاستها
    وقومُنا في عيون المُعتدي صغروا
    أبكي على سُؤدَدٍ بالطين مُلتصق
    وأهله – في دجى أهوائهم زمَروا
    أين الممالك: من ريفٍ ومن حضر؟
    واليوم سُلمَ ريفُ الدار ، والحضر
    وأين (قرطبة) ، والعلمُ رائدها؟
    وكسرُها – اليوم لا ألقاه ينجبر
    وأين (بغدادُ) ، والمنصورُ يحكمها؟
    ومدّها نشط ، وليس ينحسر
    وأين ولت بلا عَوْدٍ – (طليطلة)؟
    وكان من حُسنها الجمالُ ينبهر
    وأين في جوها الحاني – بلنسية
    يزجي الأريجَ بها الزيتونُ والشجر؟
    وأين (جيّانُ) ، زانَ العلمُ زائرَها؟
    فتلك بالعلم والتعليم تشتهر
    وأين (مَرسِيّة) في أوْج زينتها
    يفوحُ منها الصِبا والنور والعُطر؟
    وأين (قرطاجُ) لم تصدحْ مآذنها
    بواعظ الحق ، في تذكيره الثمر؟
    و(إشبلية) أين – اليوم رونقها
    يُهدي الحياة لمن في قلبه بصر؟
    و(القيروانُ) خبا نجمٌ ينوّرها
    واليوم عربد فيها العَيرُ والتتر
    فكيف غابت عن الأنظار وحدتنا؟
    وهل يُعيد العُرى والأرضَ مؤتمر؟
    وكيف حطمنا أهلُ الصليب ضحىً
    حتى غدَوْنا إلى الحضيض ننحدر؟
    ثم انطلقنا من الأعماق نشكرهم
    ووجُهنا من لظى الإطراء منضمر
    لذاك ماتت لما نأتي ضمائرُنا
    ولا يحالفنا في عيشنا الظفر
    لم نمتثلُ أمر قرآن ، فيرشدَنا
    حتى ترهلتِ الآمالُ والأصُر
    ومالنا لمعاصي الله مدخرٌ
    وليس في طاعة الرحمن يدخر
    وخيرُنا لكلاب الأرض مرتصدٌ
    وليس للصِيد أهل الحق يُحتكر
    ودُورُنا لنصارى الأرض منتجعٌ
    وهْي السجونُ لمن – للدين ينتصر
    تقاسموا أرضنا في كل خندمةٍ
    ونحن عن حربهم ننأى ، ونعتذر
    ولم نحاول ، لأن الفن ثبّطنا
    وكيف ينهض من أودى – به العَهر؟
    وما تبقى من التفكير زلزلهُ
    فينا التهتكُ ، والأفلامُ ، والسكَر
    وما تبقى من الأخلاق خردلة
    إذ المُجونُ لها الأرماسَ يفتحر
    إني لأعجبُ كيف الأمة انحدرتْ؟
    وكيف باتت من الآلام تحتضَر؟
    وهل سبيلٌ إلى عِز يُقرّبها
    من المليك ، فتحيا ثم تزدهر؟
    وهل يعود لها ما كان يرفعها
    فوق البرايا؟ فنعم المأملُ العطر
    وهل ستمضي ذئابٌ أهدرتْ غدها
    من الذين – على تدميرها – سَهروا؟
    وهل ستدحَرُ غاراتٍ تنوء بها؟
    وهل تحاسبُ مَن مِن دينها سخروا؟
    وهل تعاقب من باعوا شهامتها
    من الذين – لها الأجداث – كم حفروا؟
    وهل تؤدب من صدوا كتائبها
    عن الجهاد ، وبالخيرات كم ظفروا؟
    وهل تحاسبُ من دكّوا كرامتها
    من الأسافل مَن في عَظمها نخروا؟
    وهل تحاكم – بالقرآن – من فسقوا
    ومن على بأسها المغوار كم حجروا؟
    وهل تجاهد باسم الله من ظلموا
    ومن برب الورى في الأرض قد كفروا؟
    وهل ستوقف سيلاً في حواضرها
    من الجحيم أتى ، كأنه السُعُر؟
    سيلاً يُحَرّق سُكناها ويابسها
    فهل سيوقظها – في المحنة – الضرر؟
    سيلاً أراذلُ أهل الفن قادته
    من الذين إلى قعر الخنا انحدروا
    فهل ستقمع من شادوا هزائمها
    من الذين بدين الأمة اتجروا؟
    وهل ستعلن في الدنيا براءتها
    من الذين عليها النارَ كم نثروا؟
    وهل ستخرجُ من أدغال محنتها
    يوماً ، لتوقف مَن عاثوا ومن فجروا؟
    وهل ستعزل مَن – بالكفر قد حكموا
    ومن بقانونهم – على المَلا – جهروا؟
    وهل سترجع – من أعدائها مُدُناً
    شب الضياعُ بها ، والذلُ والقتر؟
    وهل تعود لهدي الله مُعلنة
    توباً إليه جميعُ الخلق تفتقر؟
    وهل تطبّق شرع الله راضية؟
    ولا تبالي بمن ضلوا ومن عهروا؟
    وهل تعطر بالتقوى صنائعها
    لكي تُخللها الخيراتُ واليُسُر؟
    وهل ستشنق (شايلوك) الذي اندلعتْ
    نارُ الربا من جنى كفيه تفتحر؟
    وهل ستعدم (مارلينَ) التي سقطتْ
    وبعدُ تعدم مَن مِن أجلها سَكِروا؟
    وهل ستسحق (فرعونَ) الذي شقيتْ
    به الممالكُ والأصقاعُ والبَشَر؟
    وهل ستذبحُ (قارونَ) الذي خسفتْ
    به البلادُ ، وعمّ الخسفُ من بطِروا؟
    وهل ستمحو الربا من كل حاضرةٍ
    مهما توعّدها – بالفقر – من قهروا؟
    وهل تبيدُ الزنا ، تنْجي رعيتها
    من الهلاكِ؟ أما عنّتْ لها النذر؟
    إني أسائلُ تاريخ الألى سبقوا
    من الذين بكل الخير كم ظفروا
    كنا أسوداً يخاف الخلق صولتنا
    والأرضُ تشهد ، والتاريخ ، والعُصُر
    كنا الميامينَ في سِلم وملحمةٍ
    لم يلو همتنا جُبنٌ ، ولا ختَر
    كنا المغاويرَ لا تُطوى عزائمنا
    ودوننا الناسُ في أناتهم عثروا
    كنا الأساطينَ في طب ، وفي فلكٍ
    والعلمُ في دارنا يزهو ، وينتشر
    كنا جهابذة في كل معتركٍ
    كنا نظِل الورى ، إن طفتِ الهُجُر
    كنا عباقرة الدنيا وصفوتها
    ونحن فيها الشذى ، والخيرُ ، والمطر
    كنا المصابيحَ ، إن عم الدجى بلداً
    نجلو الظلام ، ومن يبغي هو الأشر
    كنا غِياث الورى من بعد خالقهم
    نقتص ممن طغى ، فالظلمُ منقعر
    كنا الكِرامَ إذا أضيافنا نزلوا
    فنبذل الخير إن أضيافنا حضروا
    واليوم بؤنا بأوجاع تُشتتنا
    فيها تنوعتِ الأدواءُ والصور
    نحن الليوث على إخواننا ، وعلى
    أعداء ملتنا – يا ويلنا هِرر
    نقلد الغربَ حتى صار قِبلتنا
    كأننا إذ نحاكي هزله بقر
    يا أمة الحق: خافي الله ، وامتثلي
    أمر النبي ، فعُقبى المفتري سقر
    إني أعيذكِ – بالرحمن أمتنا
    نحن الضعافُ ، وربُ الخلق مقتدر
    وأصرخ – اليوم – في تقوى ضمائرنا
    والشعرُ غيثٌ – على أفيائنا جؤَر
    وأجعل – اليوم – من (عدنان) لي مثلاً
    مَن لم يعقه – عن التفعيلة الكِبَر
    ومَن تعقب ذؤباناً تحيط بنا
    لها المخالبُ والأنيابُ والظفُر
    وأشهر السيف لمّا يكترثْ بهمُ
    هو الوحيدُ ، وهم في الساح قد كثروا
    ولم يُبال بما صاغوه من قرفٍ
    أبئسْ بما كتبوا ، وبئس ذي الزمر
    وقاد (عدنان) بالأشعار ملحمة
    له جوادٌ بها – على العدا ضبر
    عدنانُ ينشُد (عدْناً) عند خالقه
    وإن ذلك أمرٌ شائكٌ وعِر
    يُجاهد – الآن – بالأشعار يُخرسهم
    لكي يُفيق – مِن العدوان – مَن سَكِروا
    فمرة يكشف (النحويّ) عَورتهم
    ومرة يفضح (النحويّ) مَن غدروا
    ومرة يُهدر (النحويّ) باطلهم
    ومرة بعصا التبيان ينتهر
    ومرة يحرق (النحوي) جوقتهم
    وبوركت – في البرايا – هذه المِرر
    همُ الرمادُ و(عدنانٌ) مبعثرهُ
    وذات يوم سيُطوى العارضُ الغبِر
    وبارك الله في (عدنان) ما كتبتْ
    يمينه ما الذي – في القلب يعتور
    قصائدُ الشعر نمّتْ عن مؤلفها
    وفي مباسمها الأنغامُ والذكَر
    وسوف تنفخ في الأجيال روحَ هدى
    وسوف تذكُرها الأيامُ والعُصُر
    لأن (عدنان) فيها شدّ مئزرهُ
    فلانَ للعدن شعرٌ جلمدٌ عَسِر
    يا ذي القصائد أنتِ اليوم صحوتنا
    إني لأشهد أن (العدن) مبتكر
    هزي إليك بجذع الشعر ، وارتقبي
    تساقط الشعر – فوق الجيل ينهمر
    إني أعارض (عدناناً) ، أؤيدهُ
    أطيلُ شعر الوفا ، كأنه الغمَر
    وأسكبُ الصدق في القرطاس ما نقشتْ
    يراعة الشعر ، حتى يعلم البشر
    أني أدُل على المعروف أمتنا
    أريدها – بهُدى الإسلام تفتخر
    وأستبينُ الذي كتبتُ مُقتفياً
    آثار مَن في لظى أشعارنا انصهروا
    وأبذر الشعر في صحراء أزمتنا
    وليس يصرفني عن بذره الحذر
    وأسْطرُ الآن – للتاريخ سِيرتنا
    لو كان تنفعنا يا أمتي السِير
    ديوانيَ (الأملُ الفوّاحُ) يشهد لي
    وشِعره – في دياجي أمتي قمر
    وإن قرأتِ (عزيز النفس) فادّكِري
    فشعرُه من لظى الآلام يعتصر
    إني رسمتُ (نهايات الطريق) ، ولي
    بعضُ اجتهادٍ ورأيٌ فيك معتبر
    وفوق قارعة الأحزان قوقعتي
    أدمى عواطفها – في ليلكِ السهر
    لأن مثلي عفيفُ الشعر في زمن
    بالمؤمن العف كل الظلم يأتمر
    واستشهدي من (سويعات الغروب) سنا
    من عاطر الشعر فيه النورُ والعِبَر
    وبعدُ (ترنيمة للحب) قد نقشتْ
    فيها اليواقيتُ والغاياتُ والفِكَر
    ومن معين (ظلال الذكريات) بدتْ
    بشائر النصر منها الشر يندحر
    وقد كتبتُ عن (الحسان) شاعرنا
    جواهراً لمعتْ كأنها الدُرر
    وقد قرأتُ شذىً في شعر عنترةٍ
    مآثرٌ شمختْ ، كأنها الغرر
    هذي الدواوين أهديها لأمتنا
    وقد يكون لها – في جُعبتي أخر
    أذكّر الأمة الفضلى رسالتها
    لعلها تُبصِر الماضيْ وتفتكر
    لعلها تذكر الأسلافَ مَن سبقوا
    ومَن رقابَ العِدا في دارهم نحروا
    مَن أدبوا الكفر لم يخشَوْا ضراوته
    ولم يكنْ بأسهم – في الحرب يُقتصر
    ومن إذا ذكروا دفتْ مطامحُنا
    وتستريحُ نفوسُ الصِيد إن ذكروا
    كانوا إذا خرجوا صفوا جحافلهم
    حتى إذا أثخنوا عادُوا ، وقد ظهروا
    وإن عفوْا بالغوا في العفو تكرمة
    وإن أسِئ لهم ، فالذنبَ قد غفروا
    ومن إذا فتحوا البلاد ما نهبوا
    خير العِباد ، وما من أهلها ثأروا
    ومن إذا ملكوا عفّوا ، فما رتعوا
    وما استبدوا بأموال ، ولا احتكروا
    ومن إذا وضعوا أغلالهم بيدٍ
    كانت قيودهمُ سلوى لمن أسروا
    ومن إذا غصِبتْ أصقاعُهم ركبوا
    خيل الحتوف ، وفي نار الوغى نفروا
    ومن إذا غلِبوا قامت قيامتهم
    في الحق ، ثم إذا ما زلزلوا زأروا
    ومن إذا قهروا اختاروا مصارعَهم
    فالموتُ أفضلُ كيلا تكبر الغِيَر
    وكم وصفتُ غطاريفاً أتيه بهم
    رأيتهم قمماً – بالدين تبتشر
    همُ الصناديدُ من (تيم) وخثعمةٍ
    وتلك (دَوْسٌ) ، وذي في عزها مُضَر
    همُ العباقرة الأفذاذ سادتنا
    ومَن بذور التقى في الناس قد بذروا
    ومن نباهي بهم في الأرض عامرَها
    لأنهم خيرُ من سادوا ، ومن عمروا
    وخير من أسلموا – لله واتبعوا
    نبيه ، ولذا هم خيرُ من أجروا
    وخيرُ من أخلصوا لله دينهمُ
    ومن يَزينهمُ الإيمانُ والأزر
    وخير من وقروا – في الناس كعبته
    وخير من طوّفوا بالبيت ، واعتمروا
    وخير ما كانت الأشعار راويَهم
    وكل شعر سِوى أشعارهم هذر
    همُ البلاغة إن قالوا ، وإن صمتوا
    وإن تحدَوْا فما في قِيلهم وطر
    همُ الفصاحة ، فالتبيانُ يغبطهم
    وشعرُهم في سنا الديوان منسجر
    كأنه الشمسُ في دنيا الورى طلعتْ
    يفوحُ منها الضِيا والعِطر والوَهَر
    كأنه النورُ ، إن ساد الدجى وطغى
    شعرٌ بضاعته القرآن والأثر
    شعرٌ يُسجّل أمجاداً لهم كثرتْ
    شعرٌ يطير له التاريخ والخبر
    شعرٌ يُحيّر من – في فلكه ركبوا
    وقد تنوء به الرُكبان والدُسر
    في السلم كان ارتجالُ الشعر رائدهم
    وفي الحروب قريضٌ بعده الوتَر
    وفي الحديث لهم فهمٌ وتبصرة
    وفي مُجاهدة السوآى لهم نظر
    أسلافنا عزفوا عن كل منقصةٍ
    ومن مصارع أهل الباطل ازدجروا
    همُ الأماجدُ في الإسلام قد رغبوا
    فعمّهم خيرُه المستكثرُ النضِر
    يا أمة الخير أحيي مجدهم ، وثقي
    فالله ناصر مَن دينَ الهُدى نصروا
    وجففي عَبرة أدمتْ مدامعنا
    وحققي النصر ، إن القلبَ يستعر
    وطبّقي الشرع ، هذا ليس نافلة
    بل واجبٌ حدّه القرآنُ والأثر
    وشرط صِحة إسلام ندينُ به
    وللحنيفة توحيدٌ له أسَر
    فاستمسكي بعُرى التقوى ، ولا تهني
    ولا يغرنْكِ في دنيا الورى الهَدَر
    يا قوم كُفوا عن التخذيل ، وارتفعوا
    عن الدنايا ، وفعلَ المنكرات ذرُوا
    إني أناشد من في قلبه ورعٌ
    مِن الذين بما أدعو له شعروا
    أن ننشد السِلم ، لا نبغي به بدلاً
    فلا يكونُ لنا عن نصره وَزَر
    وأن تكون فِدا القرآن أنفسنا
    لأن نصرته – رغم العِدا قدر
    وأن نؤسلم عيشاً نحن عُدتهُ
    ما أجمل الدينَ ، إذ تحيا به الفِطر
    وأن نجدّ لقبر سوف نسكنه
    ومِن تذكّره اللبيبُ يزدجر
    يسعى الفتى ، وظلالُ الموت تلحقه
    وكل فذٍ بذكر الموت ينزجر
    يوماً يموتُ ، ويلقى اللهَ خالقه
    هل مثلُ ذلك أمرٌ – في الورى – عسِر؟
    من أجل ذلك فليُخلصْ سريرته
    ولا يُعرقله إما سعي الحَصَر
    وبعد ذلك فليُصلحْ مسيرته
    إن اللبيب الذي يسعى ، ويبتدر
    شتان بين كسول سعيُه كسلٌ
    وإن يُذكّرْ فلا تلقاه يعتبر
    وبين آخرَ فلّ السعيُ قدرته
    فصار صلباً – على الأهوال – يقتدر
    شتان بين سليم القلب طيبه
    وبين فظٍ سقيم قلبُه حجر
    لن يستجيب لنصحي غيرُ مشترع
    بشِرعة الحق ، نعم المُخبتُ النضِر
    يهيم في جنة المأوى ، وينشدها
    وغيرُه منتهى آماله الحُفَر
    لذاك يعمل أعمالاً تقرِّبه
    وغيره سعيُه – في الخلق يُحتقر
    هل يستوي مَن رضاء الله غايته
    ومَن عبادته الجلبابُ والغتر؟
    لا يستوي مؤمنٌ يحيا لشرعته
    وفاسقٌ غارقٌ في فسقه دَعِر
    لا يستوي مسلمٌ حقٌ ، ومجترمٌ
    وحبلُ طاعته لله مندجر
    لا يستوي صابرٌ والحِلمُ طابعُه
    ومَن ذخيرته التهويلُ والضجر
    وكل قلب له بلوى تكشّفه
    ولا يغورُ به سِرٌ ، فيستتر
    يا أمة الحق شِعري جُله ألمٌ
    على مصابك ، حتى كاد ينفطر
    هذي الدواوينُ أولادي وعائلتي
    تسقيكِ شعر الوفا ، كأنها النهَر
    نفحْتها بدمي المُلتاع تجربتي
    حتى رأيتُ دموع الشعر تنعفر
    ثم استعرتُ لها من كل قافيةٍ
    حتى تنوعتِ الأوزان والفِقَر
    وكم عرضتُ على القرآن ما نقشتْ
    يراعة الشعر حتى سُرتِ السور
    وكم قصدتُ لهذا الشعر جمهرة
    من الأساطين مَن تنوره سجروا
    وكم عمدتُ إلى من فيه قد برعوا
    من العماليق مَن أغواره سبروا
    وكم تلظيتُ في نيرانه فرحاً
    وكم وقفتُ – على الأبواب – أنتظر
    ليخرج الشعرُ مزهوّاً بقوته
    كأنه أسدٌ – في غابتي – زئِر
    في كل بيتٍ نجومُ الليل ثاقبة
    وكل لفظٍ عليه الورد والزهر
    حن القريضُ ، فكانت روضة سمقتْ
    فيها النخيلُ ضحىً ، والدومُ والسِدَر
    وحرّك الشعرُ أشجاناً بذاكرتي
    فأصبحتْ حُمماً تغلي وتنفجر
    وهيّجَ الشعرُ آفاقي ، وحلق بي
    في عالم الطهر ، نعمَ العالمُ الخضِر
    وجنّد اللهُ أعواناً تؤيده
    وتستجيبُ له ، فنعم ذا النفر
    ثم ابتليتُ بمَن أردى نضارته
    من الذين إذا عنوا له ضجروا
    قالوا: (ضعيفٌ) ، فلم أحفلْ بفِريتهم
    وليس يُوهنُ مثلي الكيدُ والسخر
    قالوا: (يُسَكّن) عمداً كل قافيةٍ
    وفوق هامة شعري انهالتِ الدِرر
    وأهدروا قيمة الأشعار ، وامتشقوا
    سيف العداء ، ألا خابوا ألا خسروا
    وآخرين على ما قلته حقدوا
    وآخرين بما أنشدته زَفَروا
    وآخرين عيونَ الشعر كم فقأوا
    ونصّبوا مَن له الأحداثَ يحتجر
    وآخرين لهم وخزٌ ومحرقة
    مثل الثعابين في أفواهها الإبر
    تكوي وتلدغ مَن يجتث خدعتها
    وقد تثور ، فتفري كيدها الثؤر
    يا أمة الحق أنشدتُ القريض ، ولم
    أعبأ بمن حقدوا ، فحقدُهم بَعَر
    وقد غدتْ صفحة الديوان راويتي
    أمست معاطفها بالشعر تعتجر
    أهديتها مِن معيني كل أمنيتي
    بأن أرى أمتي بالخير تبتشر
    وأن تعود لها الأمجادُ باسمة
    وأن يُغنيها الشحرورُ ، والقُبَر
    وأن تعود لها آفاق هيبتها
    وأن يُلازمها التوفيقُ واليُسُر
    ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    أحمد علي سليمان عبد الرحيم / صرخة في ضمير الأمة! ------------------------------------------------------------------ يا أمة الحق ، إن الحق يستعرُ والجيلُ يدهمُه التدميرُ والخطرُ حتى متى – في اللظى – نجترّ حسرتنا حزناً ، ويقمعنا – في المحنة – الكدر؟ حتى متى لججُ البأساء تسحقنا ويستبيح دمانا الجوقة الفجُر؟ حتى متى ألمٌ يُودي بفرحتنا؟ حتى متى الدمعُ في الأحداق منهمر؟ حتى متى تأكلُ الزلات عزمتنا ويستبد بنا الإفلاسُ والخوَر؟ حتى متى تذهب الطاقاتُ ثاوية في الوهم ، والأملُ المنشود يندثر؟ حتى متى يُطفئ الأعداءُ جذوتنا والجيلُ – من خمرة الأعداء – مغتمر؟ حتى متى يقتل الباغون عزتنا ويُصبح الأمر ما أعداؤنا أمروا؟ حتى متى أرضنا تغتال مُعلنة فينا الضياعَ ، وفيها الكفرُ يتجر؟ حتى متى الدار في أوحال خيبتها تهذي ويصدح في أصقاعها الغجر؟ حتى متى يئد العادون هِمتنا وجُرحُنا من أسى تخميشهم بثر؟ حتى متى نشرب المأساة في شرهٍ وبعدُ بالخِزي والتغرير نفتخر؟ حتى متى نقتدي بالكفر في عمهٍ وفي دروب الخنا يحلو لنا السفر؟ حتى متى نجعل الضلاّل أسوتنا وفي زرائبهم يحلو لنا السمر؟ حتى متى خفرُ الطاغين ترقبُنا؟ ومن عيونهمُ تقطرَ الشرر حتى متى القيدُ ، والأغلالُ جاثمة؟ وكم أذل الورى الطاغوتُ والخفر حتى متى الدمعُ في الأكباد مُحتبسٌ؟ متى يجف؟ متى تعنو له البُشُر؟ حتى متى النوحُ يفري بأسَنا بطراً؟ هذا النشيجُ متى يُزوى ، وينجذر؟ حتى متى الآهة الثكلى تُجَرّعنا كأسَ الهوان؟ وهل في ذاك مزدجر؟ حتى متى لوعة الأشجان تقهرُنا؟ هذا النحيبُ متى يُطوى ، ويندثر؟ حتى متى البؤسُ يسري في ترائبنا؟ وفي الترائب ماءُ العيش ينصهر حتى متى الموتُ يسعى خلفنا قدُماً كيلا يكون لنا في دارنا أثر؟ حتى متى زمَرُ الباغين تحكُمنا كأننا – عند هذي الطغمة – الحُمُر؟ حتى متى الضيمُ يستشري ، فيخنقنا ونحن في قضمِه بين الورى صُبُر؟ يا أمّة الحق ، بات الحق منجذلاً وإن قلبي لمَا عانيتِ ينفطر آسى على الدار باتت في انتكاستها وقومُنا في عيون المُعتدي صغروا أبكي على سُؤدَدٍ بالطين مُلتصق وأهله – في دجى أهوائهم زمَروا أين الممالك: من ريفٍ ومن حضر؟ واليوم سُلمَ ريفُ الدار ، والحضر وأين (قرطبة) ، والعلمُ رائدها؟ وكسرُها – اليوم لا ألقاه ينجبر وأين (بغدادُ) ، والمنصورُ يحكمها؟ ومدّها نشط ، وليس ينحسر وأين ولت بلا عَوْدٍ – (طليطلة)؟ وكان من حُسنها الجمالُ ينبهر وأين في جوها الحاني – بلنسية يزجي الأريجَ بها الزيتونُ والشجر؟ وأين (جيّانُ) ، زانَ العلمُ زائرَها؟ فتلك بالعلم والتعليم تشتهر وأين (مَرسِيّة) في أوْج زينتها يفوحُ منها الصِبا والنور والعُطر؟ وأين (قرطاجُ) لم تصدحْ مآذنها بواعظ الحق ، في تذكيره الثمر؟ و(إشبلية) أين – اليوم رونقها يُهدي الحياة لمن في قلبه بصر؟ و(القيروانُ) خبا نجمٌ ينوّرها واليوم عربد فيها العَيرُ والتتر فكيف غابت عن الأنظار وحدتنا؟ وهل يُعيد العُرى والأرضَ مؤتمر؟ وكيف حطمنا أهلُ الصليب ضحىً حتى غدَوْنا إلى الحضيض ننحدر؟ ثم انطلقنا من الأعماق نشكرهم ووجُهنا من لظى الإطراء منضمر لذاك ماتت لما نأتي ضمائرُنا ولا يحالفنا في عيشنا الظفر لم نمتثلُ أمر قرآن ، فيرشدَنا حتى ترهلتِ الآمالُ والأصُر ومالنا لمعاصي الله مدخرٌ وليس في طاعة الرحمن يدخر وخيرُنا لكلاب الأرض مرتصدٌ وليس للصِيد أهل الحق يُحتكر ودُورُنا لنصارى الأرض منتجعٌ وهْي السجونُ لمن – للدين ينتصر تقاسموا أرضنا في كل خندمةٍ ونحن عن حربهم ننأى ، ونعتذر ولم نحاول ، لأن الفن ثبّطنا وكيف ينهض من أودى – به العَهر؟ وما تبقى من التفكير زلزلهُ فينا التهتكُ ، والأفلامُ ، والسكَر وما تبقى من الأخلاق خردلة إذ المُجونُ لها الأرماسَ يفتحر إني لأعجبُ كيف الأمة انحدرتْ؟ وكيف باتت من الآلام تحتضَر؟ وهل سبيلٌ إلى عِز يُقرّبها من المليك ، فتحيا ثم تزدهر؟ وهل يعود لها ما كان يرفعها فوق البرايا؟ فنعم المأملُ العطر وهل ستمضي ذئابٌ أهدرتْ غدها من الذين – على تدميرها – سَهروا؟ وهل ستدحَرُ غاراتٍ تنوء بها؟ وهل تحاسبُ مَن مِن دينها سخروا؟ وهل تعاقب من باعوا شهامتها من الذين – لها الأجداث – كم حفروا؟ وهل تؤدب من صدوا كتائبها عن الجهاد ، وبالخيرات كم ظفروا؟ وهل تحاسبُ من دكّوا كرامتها من الأسافل مَن في عَظمها نخروا؟ وهل تحاكم – بالقرآن – من فسقوا ومن على بأسها المغوار كم حجروا؟ وهل تجاهد باسم الله من ظلموا ومن برب الورى في الأرض قد كفروا؟ وهل ستوقف سيلاً في حواضرها من الجحيم أتى ، كأنه السُعُر؟ سيلاً يُحَرّق سُكناها ويابسها فهل سيوقظها – في المحنة – الضرر؟ سيلاً أراذلُ أهل الفن قادته من الذين إلى قعر الخنا انحدروا فهل ستقمع من شادوا هزائمها من الذين بدين الأمة اتجروا؟ وهل ستعلن في الدنيا براءتها من الذين عليها النارَ كم نثروا؟ وهل ستخرجُ من أدغال محنتها يوماً ، لتوقف مَن عاثوا ومن فجروا؟ وهل ستعزل مَن – بالكفر قد حكموا ومن بقانونهم – على المَلا – جهروا؟ وهل سترجع – من أعدائها مُدُناً شب الضياعُ بها ، والذلُ والقتر؟ وهل تعود لهدي الله مُعلنة توباً إليه جميعُ الخلق تفتقر؟ وهل تطبّق شرع الله راضية؟ ولا تبالي بمن ضلوا ومن عهروا؟ وهل تعطر بالتقوى صنائعها لكي تُخللها الخيراتُ واليُسُر؟ وهل ستشنق (شايلوك) الذي اندلعتْ نارُ الربا من جنى كفيه تفتحر؟ وهل ستعدم (مارلينَ) التي سقطتْ وبعدُ تعدم مَن مِن أجلها سَكِروا؟ وهل ستسحق (فرعونَ) الذي شقيتْ به الممالكُ والأصقاعُ والبَشَر؟ وهل ستذبحُ (قارونَ) الذي خسفتْ به البلادُ ، وعمّ الخسفُ من بطِروا؟ وهل ستمحو الربا من كل حاضرةٍ مهما توعّدها – بالفقر – من قهروا؟ وهل تبيدُ الزنا ، تنْجي رعيتها من الهلاكِ؟ أما عنّتْ لها النذر؟ إني أسائلُ تاريخ الألى سبقوا من الذين بكل الخير كم ظفروا كنا أسوداً يخاف الخلق صولتنا والأرضُ تشهد ، والتاريخ ، والعُصُر كنا الميامينَ في سِلم وملحمةٍ لم يلو همتنا جُبنٌ ، ولا ختَر كنا المغاويرَ لا تُطوى عزائمنا ودوننا الناسُ في أناتهم عثروا كنا الأساطينَ في طب ، وفي فلكٍ والعلمُ في دارنا يزهو ، وينتشر كنا جهابذة في كل معتركٍ كنا نظِل الورى ، إن طفتِ الهُجُر كنا عباقرة الدنيا وصفوتها ونحن فيها الشذى ، والخيرُ ، والمطر كنا المصابيحَ ، إن عم الدجى بلداً نجلو الظلام ، ومن يبغي هو الأشر كنا غِياث الورى من بعد خالقهم نقتص ممن طغى ، فالظلمُ منقعر كنا الكِرامَ إذا أضيافنا نزلوا فنبذل الخير إن أضيافنا حضروا واليوم بؤنا بأوجاع تُشتتنا فيها تنوعتِ الأدواءُ والصور نحن الليوث على إخواننا ، وعلى أعداء ملتنا – يا ويلنا هِرر نقلد الغربَ حتى صار قِبلتنا كأننا إذ نحاكي هزله بقر يا أمة الحق: خافي الله ، وامتثلي أمر النبي ، فعُقبى المفتري سقر إني أعيذكِ – بالرحمن أمتنا نحن الضعافُ ، وربُ الخلق مقتدر وأصرخ – اليوم – في تقوى ضمائرنا والشعرُ غيثٌ – على أفيائنا جؤَر وأجعل – اليوم – من (عدنان) لي مثلاً مَن لم يعقه – عن التفعيلة الكِبَر ومَن تعقب ذؤباناً تحيط بنا لها المخالبُ والأنيابُ والظفُر وأشهر السيف لمّا يكترثْ بهمُ هو الوحيدُ ، وهم في الساح قد كثروا ولم يُبال بما صاغوه من قرفٍ أبئسْ بما كتبوا ، وبئس ذي الزمر وقاد (عدنان) بالأشعار ملحمة له جوادٌ بها – على العدا ضبر عدنانُ ينشُد (عدْناً) عند خالقه وإن ذلك أمرٌ شائكٌ وعِر يُجاهد – الآن – بالأشعار يُخرسهم لكي يُفيق – مِن العدوان – مَن سَكِروا فمرة يكشف (النحويّ) عَورتهم ومرة يفضح (النحويّ) مَن غدروا ومرة يُهدر (النحويّ) باطلهم ومرة بعصا التبيان ينتهر ومرة يحرق (النحوي) جوقتهم وبوركت – في البرايا – هذه المِرر همُ الرمادُ و(عدنانٌ) مبعثرهُ وذات يوم سيُطوى العارضُ الغبِر وبارك الله في (عدنان) ما كتبتْ يمينه ما الذي – في القلب يعتور قصائدُ الشعر نمّتْ عن مؤلفها وفي مباسمها الأنغامُ والذكَر وسوف تنفخ في الأجيال روحَ هدى وسوف تذكُرها الأيامُ والعُصُر لأن (عدنان) فيها شدّ مئزرهُ فلانَ للعدن شعرٌ جلمدٌ عَسِر يا ذي القصائد أنتِ اليوم صحوتنا إني لأشهد أن (العدن) مبتكر هزي إليك بجذع الشعر ، وارتقبي تساقط الشعر – فوق الجيل ينهمر إني أعارض (عدناناً) ، أؤيدهُ أطيلُ شعر الوفا ، كأنه الغمَر وأسكبُ الصدق في القرطاس ما نقشتْ يراعة الشعر ، حتى يعلم البشر أني أدُل على المعروف أمتنا أريدها – بهُدى الإسلام تفتخر وأستبينُ الذي كتبتُ مُقتفياً آثار مَن في لظى أشعارنا انصهروا وأبذر الشعر في صحراء أزمتنا وليس يصرفني عن بذره الحذر وأسْطرُ الآن – للتاريخ سِيرتنا لو كان تنفعنا يا أمتي السِير ديوانيَ (الأملُ الفوّاحُ) يشهد لي وشِعره – في دياجي أمتي قمر وإن قرأتِ (عزيز النفس) فادّكِري فشعرُه من لظى الآلام يعتصر إني رسمتُ (نهايات الطريق) ، ولي بعضُ اجتهادٍ ورأيٌ فيك معتبر وفوق قارعة الأحزان قوقعتي أدمى عواطفها – في ليلكِ السهر لأن مثلي عفيفُ الشعر في زمن بالمؤمن العف كل الظلم يأتمر واستشهدي من (سويعات الغروب) سنا من عاطر الشعر فيه النورُ والعِبَر وبعدُ (ترنيمة للحب) قد نقشتْ فيها اليواقيتُ والغاياتُ والفِكَر ومن معين (ظلال الذكريات) بدتْ بشائر النصر منها الشر يندحر وقد كتبتُ عن (الحسان) شاعرنا جواهراً لمعتْ كأنها الدُرر وقد قرأتُ شذىً في شعر عنترةٍ مآثرٌ شمختْ ، كأنها الغرر هذي الدواوين أهديها لأمتنا وقد يكون لها – في جُعبتي أخر أذكّر الأمة الفضلى رسالتها لعلها تُبصِر الماضيْ وتفتكر لعلها تذكر الأسلافَ مَن سبقوا ومَن رقابَ العِدا في دارهم نحروا مَن أدبوا الكفر لم يخشَوْا ضراوته ولم يكنْ بأسهم – في الحرب يُقتصر ومن إذا ذكروا دفتْ مطامحُنا وتستريحُ نفوسُ الصِيد إن ذكروا كانوا إذا خرجوا صفوا جحافلهم حتى إذا أثخنوا عادُوا ، وقد ظهروا وإن عفوْا بالغوا في العفو تكرمة وإن أسِئ لهم ، فالذنبَ قد غفروا ومن إذا فتحوا البلاد ما نهبوا خير العِباد ، وما من أهلها ثأروا ومن إذا ملكوا عفّوا ، فما رتعوا وما استبدوا بأموال ، ولا احتكروا ومن إذا وضعوا أغلالهم بيدٍ كانت قيودهمُ سلوى لمن أسروا ومن إذا غصِبتْ أصقاعُهم ركبوا خيل الحتوف ، وفي نار الوغى نفروا ومن إذا غلِبوا قامت قيامتهم في الحق ، ثم إذا ما زلزلوا زأروا ومن إذا قهروا اختاروا مصارعَهم فالموتُ أفضلُ كيلا تكبر الغِيَر وكم وصفتُ غطاريفاً أتيه بهم رأيتهم قمماً – بالدين تبتشر همُ الصناديدُ من (تيم) وخثعمةٍ وتلك (دَوْسٌ) ، وذي في عزها مُضَر همُ العباقرة الأفذاذ سادتنا ومَن بذور التقى في الناس قد بذروا ومن نباهي بهم في الأرض عامرَها لأنهم خيرُ من سادوا ، ومن عمروا وخير من أسلموا – لله واتبعوا نبيه ، ولذا هم خيرُ من أجروا وخيرُ من أخلصوا لله دينهمُ ومن يَزينهمُ الإيمانُ والأزر وخير من وقروا – في الناس كعبته وخير من طوّفوا بالبيت ، واعتمروا وخير ما كانت الأشعار راويَهم وكل شعر سِوى أشعارهم هذر همُ البلاغة إن قالوا ، وإن صمتوا وإن تحدَوْا فما في قِيلهم وطر همُ الفصاحة ، فالتبيانُ يغبطهم وشعرُهم في سنا الديوان منسجر كأنه الشمسُ في دنيا الورى طلعتْ يفوحُ منها الضِيا والعِطر والوَهَر كأنه النورُ ، إن ساد الدجى وطغى شعرٌ بضاعته القرآن والأثر شعرٌ يُسجّل أمجاداً لهم كثرتْ شعرٌ يطير له التاريخ والخبر شعرٌ يُحيّر من – في فلكه ركبوا وقد تنوء به الرُكبان والدُسر في السلم كان ارتجالُ الشعر رائدهم وفي الحروب قريضٌ بعده الوتَر وفي الحديث لهم فهمٌ وتبصرة وفي مُجاهدة السوآى لهم نظر أسلافنا عزفوا عن كل منقصةٍ ومن مصارع أهل الباطل ازدجروا همُ الأماجدُ في الإسلام قد رغبوا فعمّهم خيرُه المستكثرُ النضِر يا أمة الخير أحيي مجدهم ، وثقي فالله ناصر مَن دينَ الهُدى نصروا وجففي عَبرة أدمتْ مدامعنا وحققي النصر ، إن القلبَ يستعر وطبّقي الشرع ، هذا ليس نافلة بل واجبٌ حدّه القرآنُ والأثر وشرط صِحة إسلام ندينُ به وللحنيفة توحيدٌ له أسَر فاستمسكي بعُرى التقوى ، ولا تهني ولا يغرنْكِ في دنيا الورى الهَدَر يا قوم كُفوا عن التخذيل ، وارتفعوا عن الدنايا ، وفعلَ المنكرات ذرُوا إني أناشد من في قلبه ورعٌ مِن الذين بما أدعو له شعروا أن ننشد السِلم ، لا نبغي به بدلاً فلا يكونُ لنا عن نصره وَزَر وأن تكون فِدا القرآن أنفسنا لأن نصرته – رغم العِدا قدر وأن نؤسلم عيشاً نحن عُدتهُ ما أجمل الدينَ ، إذ تحيا به الفِطر وأن نجدّ لقبر سوف نسكنه ومِن تذكّره اللبيبُ يزدجر يسعى الفتى ، وظلالُ الموت تلحقه وكل فذٍ بذكر الموت ينزجر يوماً يموتُ ، ويلقى اللهَ خالقه هل مثلُ ذلك أمرٌ – في الورى – عسِر؟ من أجل ذلك فليُخلصْ سريرته ولا يُعرقله إما سعي الحَصَر وبعد ذلك فليُصلحْ مسيرته إن اللبيب الذي يسعى ، ويبتدر شتان بين كسول سعيُه كسلٌ وإن يُذكّرْ فلا تلقاه يعتبر وبين آخرَ فلّ السعيُ قدرته فصار صلباً – على الأهوال – يقتدر شتان بين سليم القلب طيبه وبين فظٍ سقيم قلبُه حجر لن يستجيب لنصحي غيرُ مشترع بشِرعة الحق ، نعم المُخبتُ النضِر يهيم في جنة المأوى ، وينشدها وغيرُه منتهى آماله الحُفَر لذاك يعمل أعمالاً تقرِّبه وغيره سعيُه – في الخلق يُحتقر هل يستوي مَن رضاء الله غايته ومَن عبادته الجلبابُ والغتر؟ لا يستوي مؤمنٌ يحيا لشرعته وفاسقٌ غارقٌ في فسقه دَعِر لا يستوي مسلمٌ حقٌ ، ومجترمٌ وحبلُ طاعته لله مندجر لا يستوي صابرٌ والحِلمُ طابعُه ومَن ذخيرته التهويلُ والضجر وكل قلب له بلوى تكشّفه ولا يغورُ به سِرٌ ، فيستتر يا أمة الحق شِعري جُله ألمٌ على مصابك ، حتى كاد ينفطر هذي الدواوينُ أولادي وعائلتي تسقيكِ شعر الوفا ، كأنها النهَر نفحْتها بدمي المُلتاع تجربتي حتى رأيتُ دموع الشعر تنعفر ثم استعرتُ لها من كل قافيةٍ حتى تنوعتِ الأوزان والفِقَر وكم عرضتُ على القرآن ما نقشتْ يراعة الشعر حتى سُرتِ السور وكم قصدتُ لهذا الشعر جمهرة من الأساطين مَن تنوره سجروا وكم عمدتُ إلى من فيه قد برعوا من العماليق مَن أغواره سبروا وكم تلظيتُ في نيرانه فرحاً وكم وقفتُ – على الأبواب – أنتظر ليخرج الشعرُ مزهوّاً بقوته كأنه أسدٌ – في غابتي – زئِر في كل بيتٍ نجومُ الليل ثاقبة وكل لفظٍ عليه الورد والزهر حن القريضُ ، فكانت روضة سمقتْ فيها النخيلُ ضحىً ، والدومُ والسِدَر وحرّك الشعرُ أشجاناً بذاكرتي فأصبحتْ حُمماً تغلي وتنفجر وهيّجَ الشعرُ آفاقي ، وحلق بي في عالم الطهر ، نعمَ العالمُ الخضِر وجنّد اللهُ أعواناً تؤيده وتستجيبُ له ، فنعم ذا النفر ثم ابتليتُ بمَن أردى نضارته من الذين إذا عنوا له ضجروا قالوا: (ضعيفٌ) ، فلم أحفلْ بفِريتهم وليس يُوهنُ مثلي الكيدُ والسخر قالوا: (يُسَكّن) عمداً كل قافيةٍ وفوق هامة شعري انهالتِ الدِرر وأهدروا قيمة الأشعار ، وامتشقوا سيف العداء ، ألا خابوا ألا خسروا وآخرين على ما قلته حقدوا وآخرين بما أنشدته زَفَروا وآخرين عيونَ الشعر كم فقأوا ونصّبوا مَن له الأحداثَ يحتجر وآخرين لهم وخزٌ ومحرقة مثل الثعابين في أفواهها الإبر تكوي وتلدغ مَن يجتث خدعتها وقد تثور ، فتفري كيدها الثؤر يا أمة الحق أنشدتُ القريض ، ولم أعبأ بمن حقدوا ، فحقدُهم بَعَر وقد غدتْ صفحة الديوان راويتي أمست معاطفها بالشعر تعتجر أهديتها مِن معيني كل أمنيتي بأن أرى أمتي بالخير تبتشر وأن تعود لها الأمجادُ باسمة وأن يُغنيها الشحرورُ ، والقُبَر وأن تعود لها آفاق هيبتها وأن يُلازمها التوفيقُ واليُسُر ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    0 التعليقات 0 المشاركات 1 مشاهدة 0 معاينة
الصفحات المعززة
إعلان مُمول
إعلان مُمول