#ليس فنان او مشهور لن يضع الناس قلب
.
رواية قصيرة: “ظلّ القمر” (الجزء الأول)
في قريةٍ صغيرة على أطراف الجبال، كانت هناك أسطورة يتناقلها السكان عن “ظلّ القمر”، كائن غامض يظهر فقط عندما يكون القمر مكتملًا. يقولون إنّه يحمل معه أسرارًا دفينة، ويمنح من يجرؤ على مواجهته فرصة لتحقيق أعمق أمانيه، لكن بثمنٍ باهظ.
كانت “ليلى”، فتاة في السابعة عشرة من عمرها، تعيش مع جدّتها في كوخٍ بسيط على حافة الغابة. فقدت والدَيها في حادث غامض عندما كانت طفلة، ولم يتبقَّ لها سوى قلادة فضّية كانت والدتها ترتديها دائمًا. في الليالي المقمرة، كانت ليلى تجلس قرب النافذة تتأمل القمر وتتساءل عن معنى الأسطورة التي كانت جدّتها تحكيها.
في إحدى الليالي، وبينما كان القمر يضيء السماء كأنه شمسٌ صغيرة، سمعت ليلى صوتًا غريبًا يأتي من أعماق الغابة. كان الصوت أشبه بنداءٍ حزين، لكنه حمل نغمةً مألوفة وكأنها تعرفه منذ زمن. تجاهلت تحذيرات جدّتها بعدم الخروج في مثل هذه الليالي وقررت تتبع الصوت.
دخلت ليلى الغابة حاملةً فانوسًا صغيرًا، والقلب يخفق بشدة بين الخوف والفضول. كلما تقدمت، بدا أن الصوت يقودها إلى مكانٍ معين. توقفت أمام شجرة عملاقة، جذورها متشابكة كأنها تحاول إخفاء شيء. فجأةً، اختفى الصوت، وحلّ محلّه صمت ثقيل.
فجأة، أضاء القمر الشجرة بشكل غريب، وظهر أمامها ظل طويل يتحرك بين الأشجار. لم يكن ظلاً عادياً؛ كان أشبه بكائنٍ يمتلك هيئة بشرية ولكن مع ملامح غامضة لا يمكن تمييزها. تجمّدت ليلى في مكانها وهي تحدق فيه، حتى سمعت صوتًا عميقًا يقول:
“لماذا أتيتِ يا ابنة الليل؟ أتبحثين عن إجابة، أم عن أمانٍ دفينة؟”
تلعثمت ليلى للحظات قبل أن تقول بصوت مرتجف:
“أريد أن أفهم… ما الذي حدث لوالدَيّ؟”
ابتسم الكائن ابتسامة غامضة وقال:
“الإجابات تحملها الظلال، لكنّ الحقيقة لها ثمن. هل أنتِ مستعدة؟”
هنا توقفت ليلى، بين الخوف والرغبة الملحة في معرفة الحقيقة.
(يتبع…)
#ليس فنان او مشهور لن يضع الناس قلب ♥️
.
رواية قصيرة: “ظلّ القمر” (الجزء الأول)
في قريةٍ صغيرة على أطراف الجبال، كانت هناك أسطورة يتناقلها السكان عن “ظلّ القمر”، كائن غامض يظهر فقط عندما يكون القمر مكتملًا. يقولون إنّه يحمل معه أسرارًا دفينة، ويمنح من يجرؤ على مواجهته فرصة لتحقيق أعمق أمانيه، لكن بثمنٍ باهظ.
كانت “ليلى”، فتاة في السابعة عشرة من عمرها، تعيش مع جدّتها في كوخٍ بسيط على حافة الغابة. فقدت والدَيها في حادث غامض عندما كانت طفلة، ولم يتبقَّ لها سوى قلادة فضّية كانت والدتها ترتديها دائمًا. في الليالي المقمرة، كانت ليلى تجلس قرب النافذة تتأمل القمر وتتساءل عن معنى الأسطورة التي كانت جدّتها تحكيها.
في إحدى الليالي، وبينما كان القمر يضيء السماء كأنه شمسٌ صغيرة، سمعت ليلى صوتًا غريبًا يأتي من أعماق الغابة. كان الصوت أشبه بنداءٍ حزين، لكنه حمل نغمةً مألوفة وكأنها تعرفه منذ زمن. تجاهلت تحذيرات جدّتها بعدم الخروج في مثل هذه الليالي وقررت تتبع الصوت.
دخلت ليلى الغابة حاملةً فانوسًا صغيرًا، والقلب يخفق بشدة بين الخوف والفضول. كلما تقدمت، بدا أن الصوت يقودها إلى مكانٍ معين. توقفت أمام شجرة عملاقة، جذورها متشابكة كأنها تحاول إخفاء شيء. فجأةً، اختفى الصوت، وحلّ محلّه صمت ثقيل.
فجأة، أضاء القمر الشجرة بشكل غريب، وظهر أمامها ظل طويل يتحرك بين الأشجار. لم يكن ظلاً عادياً؛ كان أشبه بكائنٍ يمتلك هيئة بشرية ولكن مع ملامح غامضة لا يمكن تمييزها. تجمّدت ليلى في مكانها وهي تحدق فيه، حتى سمعت صوتًا عميقًا يقول:
“لماذا أتيتِ يا ابنة الليل؟ أتبحثين عن إجابة، أم عن أمانٍ دفينة؟”
تلعثمت ليلى للحظات قبل أن تقول بصوت مرتجف:
“أريد أن أفهم… ما الذي حدث لوالدَيّ؟”
ابتسم الكائن ابتسامة غامضة وقال:
“الإجابات تحملها الظلال، لكنّ الحقيقة لها ثمن. هل أنتِ مستعدة؟”
هنا توقفت ليلى، بين الخوف والرغبة الملحة في معرفة الحقيقة.
(يتبع…)